هل الاستنساخ نفخ للروح وخلق كخلق الله ؟! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل الاستنساخ نفخ للروح وخلق كخلق الله ؟!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-11-05, 16:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18 هل الاستنساخ نفخ للروح وخلق كخلق الله ؟!

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حكم الاستنساخ البشري

السؤال

ما هو حكم استنساخ البشر ؟

وما هو حكمه من ناحية النسب والزواج والميراث وغيرها من الأحكام الأسرية ؟


الجواب


الحمد لله

لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم

وكرمه غاية التكريم فقال عز من قائل :

( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) الإسراء /70

، زيَّنه بالعقل ، وشرفه بالتكليف ، وجعله خليفة في الأرض واستعمره فيها

وأكرمه بحمل رسالته التي تنسجم مع فطرته بل هي الفطرة بعينها لقوله تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) الروم /30

وقد حرص الإسلام على الحفاظ على فطرة الإنسان سوية من خلال المحافظة على المقاصد الكلية الخمسة : الدين والنفس والعقل والنسل والمال ، وصونها من كل تغيير يفسدها

سواء من حيث السبب أم النتيجة

يل على ذلك الحديث القدسي الذي أورده القرطبي من رواية القاضي إسماعيل :

( إني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم .. إلى قوله : - وأمرتهم أن يغيروا خلقي )

تفسير القرطبي 5/389

وقد علّم الله الإنسان ما لم يكن يعلم ، وأمره بالبحث والنظر والتفكر والتدبر مخاطباً إياه في آيات عديدة : ( أفلا يرون ) ، ( أفلا ينظرون )

( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ) ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون )

( إن في ذلك لذكرى لأولى الألباب ) ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .

والإسلام لا يضع حجراً ولا قيداً على حرية البحث العلمي

إذ هو من باب استكناه سنة الله في خلقه ، ولكن الإسلام يقضي كذلك بأن لا يترك الباب مفتوحاً بدون ضوابط أمام دخول تطبيقات نتائج العلمي إلى الساحة العامة بغير أن تمر على مصفاة الشريعة

لتمرر المباح وتحجز الحرام ، فلا يسمح بتنفيذ شيء لمجرد أنه قابل للتنفيذ ، بل لا بد أن يكون علماً نافعاً جالباً لمصالح العباد ودارئاً لمفاسدهم

ولابد أن يحافظ هذا العلم على كرامة الإنسان ومكانته والغاية التي خلقه الله من أجلها ، فلا يتخذ حقلاً للتجريب ، ولا يعتدي على ذاتية الفرد وخصوصيته وتميزه

ولا يؤدي إلى خلخلة الهيكل الاجتماعي المستقر أو يعصف بأسس القرابات والأنساب وصلات الأرحام والهياكل الأسرية المتعارف عليها على مدى التاريخ الإنساني في ظلال شرع الله وعلى أساس وطيد من أحكامه .

وقد كان مما استجد للناس من علم في هذا العصر ، ما ضجت به وسائل الإعلام في العالم كله باسم الاستنساخ

وكان لابد من بيان حكم الشرع فيه ، بعد عرض تفاصيله من قبل نخبة من خبراء المسلمين وعلمائهم في هذا المجال .

تعريف الاستنساخ :

من المعلوم أن سنة الله في الخلق أن ينشأ المخلوق البشري من اجتماع نطفتين اثنتين تشتمل نواة كل منهما على عدد من الصبغات ( الكروموسومات )

يبلغ نصف عدد الصبغات التي في الخلايا الجسدية للإنسان

، فإذا اتحدت نطفة الأب ( الزوج ) التي تسمى الحيوان المنوي بنطفة الأم ( الزوجة ) التي تسمى البييضة

تحولتا معاً إلى نطفة أمشاج أو لقيحة ، تشمل على حقيبة وراثية كاملة

وتمتلك طاقة التكاثر ، فإذا انغرست في رحم الأم تنامت وتكاملت وولدت مخلوقاً مكتملاً بإذن الله

وهي في مسيرتها تلك تتضاعف فتصير خليتين متماثلتين فأربعاً فثمانياً .. ثم تواصل تضاعفها حتى تبلغ مرحلة تبدأ عندها بالتمايز والتخصص

فإذا انشطرت إحدى خلايا اللقيحة في مرحلة ما قبل التمايز إلى شطرين متماثلين تولد منهما توأمان متماثلان

وقد أمكن في الحيوان إجراء فصلٍ اصطناعي لأمثال هذه اللقائح ، فتولدت منها توائم متماثلة ، ولم يبلّغ بعد عن حدوث مثل ذلك في الإنسان

وقد عد ذلك نوعاً من الاستنساخ أو التنسيل ، لأنه يولد نسخاً أو نسائل متماثلة ، وأطلق عليه اسم الاستنساخ بالتشطير .

وثمة طريقة أخرى لاستنساخ مخلوق كامل ، تقوم على أخذ الحقيبة الوراثية الكامل على شكل نواة من خلية من الخلايا الجسدية ، وإيداعها في خلية بييضة منزوعة النواة

فتتألف بذلك لقيحة تشتمل على حقيبة وراثية كاملة ، وهي في الوقت نفسه تمتلك طاقة التكاثر

فإذا غرست في رحم الأم تنامت وتكاملت وولدت مخلوقاً مكتملاً بإذن الله

وهذا النمط من الاستنساخ الذي يعرف باسم ( النقل النووي )

أو الإحلال النووي للخلية البييضية ) وهو الذي يفهم من كلمة الاستنساخ إذا أطلقت وهو الذي حدث في النعجة " دوللي " . على أن هذا المخلوق الجديد ليس نسخة طبق الأصل

لأن بييضة الأم المنزوعة النواة تظل مشتملة على بقايا نووية في الجزء الذي يحيط بالنواة المنزوعة .

ولهذه البقايا أثر ملحوظ في تحوير الصفات التي ورثت من الخلية الجسدية ، ولم يبلَّغ أيضاً عن حصول ذلك في الإنسان .

فالاستنساخ إذن هو : توليد كائن حي أو أكثر إما بنقل النواة من خلية جسدية إلى بييضة منزوعة النواة ، وإما بتشطير بييضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة والأعضاء .

ولا يخفى أن هذه العمليات وأمثالها لا تمثل خلقاً أو بعض خلق

قال عز وجل : ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ) الرعد /16

وقال تعالى : ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60)

عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) ) الواقعة /58-62 .

وقال سبحانه : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ، وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم

الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ، أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /77-82 .

وقال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين

ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) المؤمنون /12-14 .

وبناء على ما سبق من البحوث والمناقشات الشرعية التي طرحت :

قرر المجلس ما يلي :

أولاً : تحريم الاستنساخ البشري بطريقتيه المذكورتين أو بأي طريقة أخرى تؤدي إلى التكاثر البشري .

ثانياً : إذا حصل تجاوز للحكم الشرعي السابق فإن آثار تلك الحالات تعرض لبيان أحكامها الشرعية .

ثالثاً : تحريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً أو بييضة أم حيواناً منوياً أم خلية جسدية للاستنساخ .

رابعاً : يجوز شرعاً الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات و الحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد .

مجمع الفقه الإسلامي ص 216-220








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-11-05, 16:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل الاستنساخ نفخ للروح

وخلق كخلق الله ؟!


السؤال

أنا شاب تونسي ، ملتزم ، والحمد لله ، أحافظ على صلواتي ، لي أخي يكبرني بعامين لا يصلي ، وبعيد عن الله ، كما لديه فكر غربي ، لا يأبه بتعاليم الإسلام ، يظن نفسه متفتحاً

يعني لا مانع أن يذهب مع البنات ، لا يجد حرجاً في قلة أدب سلوكه ، وكنت كثير التخاصم معه خاصة في الأمور الدينية ، حيث إنه جاهل بالدين بطريقة غريبة ، يريد أن يردد دائما الشبهات حول الإسلام

في الآونة الأخيرة حلت الكارثة : دخل علينا بفلسفة كافرة ، فاسقة ، قال : " إن الله هو الخالق وحده ، يخلق الكائنات الحية لأنه يبعث فيها الروح ، والآن استطاع العلماء الخلق ! وذلك بالاستنساخ

وبما أن الله هو الذي انفرد ببعث الروح : فقد تمكن العلماء من مضاهاته يوم بعثوا الروح عندما خلقوا بالاستنساخ " . خلاصة القول : هل فعلاً تمكن العلماء من الخلق بالاستنساخ وبعثوا الروح ؟

ما الاستنساخ ؟

هل هو حقيقة صنع منها البشر كائنات حية ؟

نحن نعلم أن الله فقط يبعث الروح ، بالله عليكم ردوا عليَّ حتى أستطيع أن أُفهمه ما هو الإستنساخ ، حيث إنه يظن أنه خلق للكائنات

وبعث الروح فيها ، كما خلق الله الكائنات ، كما إنه يلمح من كلامه عدم وجود الله - والعياذ بالله - ولقد كفر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لديه صديق يحمل نفس فكره الكافر ، أريد نصحه ، أجيبونا ، يرحمكم الله .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

كنا قد فصلنا القول في " الاستنساخ " وبينا حكمه

في جواب السؤال السابق فلينظر

فلا داعي لتكرار الكلام من غير حاجة .

وننبه هنا : إلى أنه يجب عليك الاطمئنان بأن اعتقاد المسلم أنه لا خالق إلا الله تعالى : هو اعتقاد صحيح

ليس ثمة ما يناقضه ، وليس له صور استثنائية

فالروح من أمر الله ، ولا يجعلها أحدٌ في شيء إلا أن يأذن الله تعالى

كما فعل عيسى عليه السلام فيما صنعه من الطين كهيئة الطير

وكما فعله جبريل عليه السلام حين نفخ في درع مريم عليها السلام .

أ. قال تعالى : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ

فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) المائدة/ 110 .

فالبشر يستطيعون نحت تمثال يشبه في صورته – وليس حقيقته – البشر ، ويستطيعون صناعة صورة طير من الطين ، أو الجص – وهو فعل محرَّم -

ولكن هل يستطيع أحدٌ أن يحيي هذا الذي صنعه ، أو نحته ؟! الجواب : يعرفه كل مخلوق على وجه الأرض ، وحتى من كان ملحداً منهم ، وهذا هو زعيم الملحدين " لينين " قد حنَّطه قومه

ولم يدفنوه – توفي سنة 1924 م - فهل يستطيع ملحدو العالَم كله أن يحيوه بعد أن أماته ربُّه ؟!

إنهم أعجز من ذلك ، فلا يستطيع الواحد منهم منع ذبابة أن تحط على أنفه ، ولا بعوضة أن تمص دماً من صلعته ! فأنَّى لهم دفع الأمراض عن أنفسهم

فضلاً عن الهروب من الموت ، فضلاً عما هو أعظم من ذلك أن يحيوا الأموات ؟! .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -

في بيان أوجه عبودية المسيح وأنه مخلوق لا خالق - :

الوجه الثاني : أنه خَلق من الطين كهيئة الطير ، والمراد به : تصويره بصورة الطير ، وهذا الخلق يقدِر عليه عامة الناس ، فإنه يمكن أحدهم أن يصوِّر من الطين كهيئة الطير

وغير الطير من الحيوانات ، ولكن هذا التصوير محرَّم ، بخلاف تصوير المسيح ؛ فإن الله أذن له فيه ، والمعجزة أنه يَنفخ فيه الروح فيصير طيراً بإذن الله عز وجل

ليس المعجزة مجرد خلقه من الطين ؛ فإن هذا مشترك ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المصوِّرين ، وقال : ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) .

الوجه الثالث : أن الله أخبر المسيح أنه إنما فعل التصوير والنفخ بإذنه تعالى

وأخبر المسيح عليه السلام أنه فعله بإذن الله ، وأخبر الله أن هذا من نعمه التي أنعم بها على المسيح عليه السلام كما قال تعالى : ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ) .

" الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح " ( 4 / 46 ، 47 ) .

وانظر جواب السؤال القادم

ثانيا :

قد بيَّن الله تعالى بياناً شافياً ، وتحدَّى تحديّاً بليغاً كلَّ الخلق

والآلهةَ المزعومة : في الخلق من العدم ، والإحياء ، والإماتة ، والبعث

فقال تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الروم/ 40 .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - :

فقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : ( هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مّن شَىْء سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) :

يدلّ دلالة واضحة على أن شركاءهم ليس واحد منهم يقدر أن يفعل شيئًا من ذلك المذكور في الآية ، ومنه الحياة المعبّر عنها بـ : ( خَلَقَكُمْ )

والموت المعبّر عنه بقوله : ( ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ) ، والنشور المعبّر بقوله : ( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )

وبيَّن أنهم لا يملكون نشوراً بقوله : ( أَمِ اتَّخَذُواْ آلِهَةً مّنَ الاْرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ )

وبيّن أنهم لا يملكون حياة ولا نشوراً في قوله تعالى : ( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ مَّن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُل اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) ، وبيَّن أنه وحده الذي بيده الموت والحياة في آيات كثيرة ؛

كقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلا ً)

وقوله تعالى : ( وَلَن يُؤَخّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا ) ، وقوله تعالى : ( إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لاَ يُؤَخَّرُ )

وقوله تعالى : ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْواتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )

وقوله تعالى : ( قَالُواْ رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) ، إلى غير ذلك من الآيات .

وهذا الذي ذكرنا من بيان هذه الآيات بعضها لبعض معلوم بالضرورة من الدّين .

" أضواء البيان " ( 6 / 271 ) .

ثالثا :

الخبراء في " الاستنساخ " من أهل الفن يعلمون أنه ليس هو إخراج حي من ميت ، فضلاً أن يكون إحياء من عدم ، بل إن الاستنساخ من ميت أمر مبتوت فيه عندهم أنه لن يكون !

والمصطلح المستعمل فيه يدل على هذا ، فكلمة نسخ ، أو استنساخ هي :

clone)) ، (cloning) ، وهي تعني : إنشاء صورة طبق الأصل من المادة المراد نسخها ! .

فليسمع أخوك ، وليقرأ هذه النقولات :

1. ذكر الدكتور " سينوت حليم دوس " - أستاذ ورئيس قسم الهرمونات بالمركز القومي للبحوث - في كتابه " استنساخ الإنسان حيّاً وميتاً " - نشر المكتبة الأكاديمية

الطبعة الأولى - في الفصل التاسع الذي سماه : " هل يستنسخ الإنسانُ ميتاً ؟

" محاولات للاستنساخ من جثة فرعون ! وغير ذلك ، ثم وصل إلى نتيجة مهمة سطرها بالكلمات الآتية ، قال :

" وفي الوقت الراهن أقرر : أن استنساخ الميت : حلم لن يتحقق مطلقاً " ، ثم قال :

" وإلى الله ترجع الأمور " .

( ص 59 ، 60 ) من كتابه .

2. كما قال في الكتاب نفسه في الفصل الثامن وهو " هل يمكن استنساخ الإنسان حيّاً ؟ " :

إن الاستنساخ في حقيقته عملية تمجد الخالق ، وتجري في الكثير من المعامل الطبية للكشف عن الفيروس الكبدي ... وهو حقّاً عملية إبداع الخالق

تمجد الخالق فيما خلق ، ونستعير عبارة قالها الكيميائي العربي جابر بن حيان " لكي تصنع الذهب :

عليك أن تبدأ بالذهب "

لنقول : " لكي تعيد تشكيل خلية حية : عليك أن تبدأ بخلية حية متمثلة فيها الحياة التي يتمتع بها الحمض النووي .

( ص 53 ) .

3. وقال رياض أحمد عودة الله في كتابه : " الاستنساخ في ميزان الإسلام " - دار أسامة للنشر – الطبعة الأولى

- صفحة 148 و 149 :

فالقول إن الاستنساخ خَلْق : أمرٌ منقوض من الوجهة النقلية الشرعية بنص القرآن الكريم والسنَّة النبوية ، ومنقوض كذلك من الوجهة العلمية البحتة .

ثم قال :

والاستنساخ - كما هو مشاهد وملموس - ليس إيجاداً من عدم ، بل إن المكونات الأساسية مخلوقة ، وموجودة .

انتهى

4. وقال كامل محمد صالح العجلوني في كتابه : " الاستنساخ بين العلم والأديان والمعتقدات " -

مطبعة الأجيال في صفحة ( 64 ) من كتابه هذا - :

" والواقع الذي ينبغي معرفته أولاً هو : أن الاستنساخ ليس خلْقاً ، أو إيجاداً من العدم ؛ لأن الخلق على هذا النحو إنما ينفرد به الله عز وجل ، فهو الخالق .

ثم قال :

وقد تحدى الله تعالى جميع الناس بهذا الإبداع ، أو الخلق ، والتكوين لأصغر الأشياء ، وأدقها ، فقال : ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون ... ) .

انتهى

5. وقالت هناء نزار انشاصي في كتابها " الاستنساخ بين الحقيقة والخيال " -

دار الفكر الطبعة الأولى في صفحة ( 132 ) :

" فالاستنساخ ليس تخليقاً ، وإنما هو عملية دمج لنواة خلية موجودة وحية ، مع نواة مفرغة لتكوين موجودات متشابهة .

انتهى .

والخلاصة :

هذا اعتقاد المسلمين في الخلق ، والإحياء ، وليس بينهم اختلاف في هذا ، وقد قهر الله تعالى الناس بالموت ، وتحداهم بأن يخلقوا شيئاً من عدم فعجزوا ، واعترف كل عاقل بضعفه ، وعجزه

فلم يبق إلا المجادلة بالباطل ، ولذا فننصحك بتأمل ما ذكرناه ، وفهمه على وجهه الصحيح ، مع النظر بحقيقة الاستنساخ ، لتعلم بعد أن ذلك أن ما وقع من أخيك ما هو إلا كلام في الهواء ، ليس له أساس

ولا قرار ، فداوم على نصحه بالتي هي أحسن ، وخصَّه بدعوة في آخر الليل ، عسى الله أن يتقبل منك ، ويهديه لما فيه رضاه .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-05, 16:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الميلود
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية الميلود
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2019-11-05, 16:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

إضافة الخلق إلى غير الله تعالى

السؤال

الكثير من المسلمين يستعملون كلمة "يخلق" للآدميين ، مثلاً : يقولون : فلان له عقل خلاق . أو أنهم يقولون : إن فلاناً خلق هذا أو ذاك ، حتى إن بعض المسلمين الملتزمين جداً يستعملون هذه الكلمة في كتبهم .

الخالق الوحيد هو الله فهل يمكن أن نستعمل هذه الكلمة للآدميين ؟.


الجواب

الحمد لله

لا شك أن الله تعالى هو المنفرد بالخلق

قال الله تعالى : (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) فاطر/3 . ولكن ورد إضافة الخلق إلى غير الله تعالى

كما في قوله سبحانه : ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) المؤمنون/14

. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المصورين يقال لهم يوم القيامة: ( أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ) .

فإضافة الخلق إلى الله تعالى معناها الإيجاد من العدم ، وهذا هو الذي لا يقدر عليه أحد إلا الله تعالى .

وأما إضافة الخلق إلى البشر فمعناها تحويل الشيء من صورة إلى صورة .

فإذا أطلق على غير الله أنه يخلق باعتبار أنه يحول الشيء من صورة إلى أخرى فهذا صحيح ، وأما إذا أطلق على غير الله أنه يخلق بمعنى أنه يوجد الشيء من العدم فهذا غير جائز . والله تعالى أعلم .

كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين 1/6 .

وأما قول بعض الناس : إن فلاناً له عقل خلاق . فإنهم يقصدون بذلك حسن تفكيره ، وقدرته على الابتكار

والإتيان بالأفكار الجديدة . وليس في هذا محذور شرعي . وإن كان الأولى التنزه عن مثل هذه الألفاظ التي قد يفهم منها معنى باطل .

والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-05, 17:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الميلود مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضبلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك المميز مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-11-05 في 17:01.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc