والله العظيم أخبرتني أستاذة من الأستاذات أنها في كل حجرة تدخل إليها للحراسة تجد التلاميذ يغشون غشا منظما ولما سألتها لماذا لا تتدخلون قالت لي أن رؤساء الحجرات يرونهم و لا يتدخلون و أغلبهم رجال و أنا إمرأة ما عساي أن أفعل و كذلك أخاف أن يتعرض لي التلاميذ في الطريق عند خروجي من المركز.و أنا صراحة أرى أن المشكلة في الوصاية التي لم تفكر في كيفية حماية الحراس حتى يطمئنوا على أنفسهم و يبلغوا عن حالات الغش هذه. إذ يجد الأستاذ الحارس نفسه عند خروجه من المركز في اليوم الأخير من الإمتحان أمام مجموعة من التلاميذ في انتظاره ليأخذ جزاءه مقابل تبليغه عن الغش وهنا لا أحد يتدخل لإنقاذه من بطشهم. أحد الحراس قال في العام الماضي كنت أحرس فإذا بي أرى تلميذة تغش عن طريق الهاتف و هذا باستعمال السماعات les écouteurs فلما تقربت منها و أرغمتها على أن تسلم لي جهازها إلى غاية نهاية الإختبار و إلا سأبلغ عنها رئيس المركز و يقصيها مباشرة من الامتحان قالت لي بالحرف الواحد" عند خروجك سترى" قال لي و بالفعل و أنا خارج من المركز فإذا بعصابة بالخارج تنتظرني، فإذا بتلميذ يعرفني أتاني مسرعا و قال لي:" لا تخرج يا شيخ إنهم ينتظرونك ليعتدوا عليك. فيهم أخ التلميذة التي منعتها من الغش استقدم أصحابه ليضربوك". قال لي: رجعت على الفور إلى رئيس المركز و أخبرته و كان جوابه : "لا تخرج الآن ، انتظر في المركز مدة طويلة حتى ينصرفوا ثم اخرج" ترى أهكذا يعامل الأستاذ؟ أهكذا تتم حمايته؟ نطلب منه الإختباء داخل المركز حتى ينصرف المعتدون؟ أيصبح مركز الإجراء مركز اختباء في نهاية الإمتحان؟ ألا يمكن تبليغ الشرطة و الدرك لتوقيفهم و استجوابهم و تحويلهم إلى العدالة ليكونوا درسا لكل من تسول له نفسه الإعتداء على الحراس؟
ألا يمكن سن قانون يجرم الغشاش و إعلامه مسبقا أن أي اعتداء خارج المركز هو اعتداء من طرفه حتى و إن كان ليس هو مباشرة بل بايعاز منه لمجموعة من أًصدقاءه؟ ألا يمكن سن قانون يجرم الغشاش المعتدي و ذلك بتسجيل هذا في صحيفة سوابقه العدلية حيث تحرمه من العمل مثلا في المؤسسات العمومية ؟
أنا أظن أنه لو تسن قوانين في هذا الإتجاه لما احتجنا إلى ثلاثة حراس في الحجرة بل حارس واحد مهمته تسليم الأوراق و جمعها و لن نسمع أبدا أنه حدث غش في مركز ما أو محاولة اعتداء على حارس. لأن هذه القوانين ستكون خطرا و عائقا في الحياة المستقبلية لهذا الغشاش و بالتالي لن يفكر لا في الغش و لا في الإعتداء بل لن يجرأ أن يحملق طويلا في وجه الأستاذ الحارس و بهذا نكون قضينا نهائيا على هذا المرض الذي لطخ سمعة شهادة البكالوريا في بلدنا.
أظن كل شيء يمكن معالجته و إيجاد الحلول له إذا كانت الإرادة الصادقة للمسؤولين على هذا القطاع في هذا الوطن ما عدا هذا لا و لن ينهض قطاع التربية في الجزائر.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2014-06-04, 11:53
العرض العادي
