تزوج أبي (3)

[عثمان الجزائري.]

هنا الجزء الأول

هنا الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

من جملة من كان في هذا المجلس، زوجة أخي التي تمثل دعم نفسي كبير للبنات، ألقت كلمات مع قلتها إلا أنها لامست لب الموضوع، قالت " يجب أن نسبق الخير و نتفائل، فهاته المرأة لن تأتي لتكون في مكانة الأم بل ستكون عونا للأب، و أبي معروف عند الناس بطيبة قلبه فلن يخيبه الله و سيعطيه على قدر قلبه"، هكذا و بهاته الكلمات إنتقل بنا الحديث عمن تكون هذه الزوجة التي ينوي زواجها، عمرها و هل سبق لها الزواج...ترسانة من الأسئلة الدقيقة كعادة النساء ، النقطة التي خضنا فيها نقاشا طويلا هو سن المرأة ! فإمكانية الإنجاب واردة ، شخصيا لا يهمني إن أنجبت أو لا، فأي إمرأة لها حق الإنجاب و لن نمنع أيا كان من حقه هذا من جهة و من جهة أخرى رغبة الإنجاب تعود للمعنيين و ليس لنا أن ننقاش هذا الموضوع ففي الأخير من ينجب يكون مستعد ليربي، بعد أخد و رد مع بعض الضحكات بعد أن تخيلنا طفل صغير يلعب مع إبن أخي...تم إنهاء اللقاء على إعطاء بعض الوقت للعقول أن تفكر و للنفوس أن تهدأ، أسبوع حافل من المكالمات و الأخذ و الرد حول الموضوع، العودة بعد أسبوع لكن اللقاء هذه المرة كان مع الوالد مباشرة بعد أن تم الإتفاق على القيام بالواجب إتجاهه، تم اللقاء في مكان عمل الوالد، كالعادة عثمان السي الفاهم يستفتح الموضوع و أول سؤال متى تنوي الخطبة و الزواج، فكان الجواب في أقرب وقت ممكن، إذ لا يوجد سبب للتأخير، إستأذنته في أن يعطي مهلة للبنات لترتيب المنزل و إعادة ضبط بعض الأشياء المتعلقة بالوالدة رحمها الله، الطريف في الأمر أني كنت أسأله عن أهل هذه الزوجة و هو يسألني عما فعلته في قضية بنت كنت أسأل عنها للزواج، بعد هذا اللقاء فهم أبي أنه يجب أن يكلم البنات و بالفعل على مائدة العشاء بعد أن قمنا بإنسحاب تاكتيكي أنا و أخي فتح الموضوع فكان يقول " و الله لو لم يكن لسبب المرض و متاعب الدنيا لما وضعت إمرأة جنبها لجنبي" نزلت هاته الكلمات كالماء البارد على قلوبهن...مرت حوالي عشرة أيام ليتم العقد الشرعي، أين وقع موقف لن أنساه رفع الإمام يديه و قال "اللهم أرزقهما الذرية الصالحة" ، فنظر إلي أبي و إبتسم حقيقة لم أتمالك نفسي من الضحك لينفجر ضاحكا بدوره، بعد أيام تم العقد المدني و الوليمة كل هاته اللحظات كانت تعنونها تلك الضحكات، مر الآن على الزواج حوالي نصف سنة، نحمد الله على النسب و نسأل الله أن يجمع بينهما في خير و يطيب القلوب و النفوس...بارك الله فيكم و عذرا إن أطلت في هذه اليوميات...

عثمان الجزائري