إنتقاداتكم ورأيكم يهمني

[Hala.R]

مقدمة (طرح المشكلة):يصادف الإنسان تجاه وجوده العديد من القضايا المبهمة الي تولد لديه الغموض والجهل فتجده دائما يستفسر ويقوم بالبحث عن الحقيقة لإيحاد أجوبة أحلول لأسئلته فمنها ما هو يسيريصل إلى الإجابة عليه ومنها ماهو عسير وصعب يولد لديه إضطراب ويتحول إلى إشكاليات أو مشكلات ،فما هي الإشكالية و المشكلة ؟أو بصيغة أخرى ماهي أوجه التشابه والإختلاف بينهما؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟

العرض (أوجه التشابه):إذا تأملنا في طبيعة العلاقة بينهما أدركنا مدى التشابه بينهما من عدة جوانب ،فالمشكلة هي المسألة التي تكون بحاجة إلى حل بإعتماد الطرق العلمية أو الإستدلالية ،والإشكالية هي المسألة التي تثير نتائجها الشكوك لأنه كلما توصل الإنسان إلى حلها قد تبدو هناك مساءلات نقدية تقتضي طرح بدائل.فمن هذا نلاحظ أنهما يشتركان في نقاط ويختلفان في أخرى ،كل منهما مصدره العقل الإنساني فهو الذي يطرح تساؤلات تتمثل في إشكاليات ومشكلات حبث يقول كارل ماركس "إن البشرية لا تطرح على نفسها سوى المشاكل التي تستطيع حلها"ومصدرهما واحد القلق والإثارة نحو الظواهر المختلفة حيث يقول :f.nietzsche"إن النظرية هي التي تحدد شكل السؤال ،وبالتالي حدود الإجابة.

أوجه الإختلاف:رغم النقاط المشتركة بينهما إلا أن هناك إختلاف قائم،فالمشكلة تعبرعن قضية أقل تعقيدا مقارنة بالإشكالية التي تعبر عن قضية فلسفية عميقة ومعقدة ومتداخلة ،وإذاكانت المشكلة تعبر عن قضية يمكن حلها بطريقة أو أخرى حيث قال جميل صليبا"إن المشكلة مرادفة للمسألة التي يطلب حلها بإحدى الطرق العلمية والعقلية"والمشكلة بدورها تثير فينا دهشة فلسفية التي تتعلق بالمواضيع الميتافيزيقيةوالتي تحرك في النفس البحث عن الحقيقة قال كارل "يدفعني الإندهاش بالمعرفة فأشعر بجهلي"

أما الإشكالية فحلها صعب إن لم يكن مستحيلا فمثلا أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة؟من جهة أخرى إذا مانت المشكلة تعبر عن حل واحد فإن الإشكالية لا تنتهي عند حل واحد أو عند جواب واحد ،ولعل أبرز نفاط الإختلاف بينهما أن الإشكالية تعبر عن قضية كلية بينما المشكلة تعبر عن قضية جزئية،مثلا :إشمالية الحرية أي أن الإنسان العاقل حر ويختار بين الفعل والترك ليثاب إذا أحسن ويعاقب إذا أساء لقوله تعالى"وهديناه النجدين"،وكدا مشكلة الجبرية أي أن الإنسان مقيد باسم القضاء والقدر لقوله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، كما أن الإشكالية تمتاز بطابع العالمي العام بينما المشكلة تمتاز بطابعها الخاص مثل :مشكلة الإحتباس الحراري...إلخ.

أوجه التداخل:إن الحديث عن الخلاف بين المشكلة والإشكالية لا يفسر بأنه لا يوجد تداخل بينهما أي أن ليس كل مشكلة إشكالية وليس كل إشكالية مشكلة وهذالا يمنع من القول أن الإشكالية والمشكلة أساسهما واحدويخلفان إضطراب في الإنسان فإذا كان الإضطراب إحراجا كانت القضية المطروحة إشكالية وإذا كان الإضطراب دهشة كانت القضية كانت القضية مشكلة وكان الفرق بينهما الفرق بين الإحراج والدهشة.أي رغم أنهما يختلفان في بعض النقاط فهاذا لا يسوغ انهما متداخلان ومتكاملان فالمشكلة قد تتحول إلى إشكالية إذا تفرغت منها مشكلات جزئية .ولهذا قيل "الإشكالية بمثابة المضلة التي تنطوي تحتها كل المشكلات" .

الخاتمة:ومن هنا نستنتج أن هناك علاقة تكاملية بين المشكلة والإشكالية فلا يمكن الفصل بينهما فكلاهما يخدم الآخر ويخدمان الفكر الإنساني.