ومن حقوق اليتامى في الإسلام: أنْ يكونوا في منعة عن الإيذاء بأي صورة منه؛ ذلك لأنهم مبتلون بالحرمان من الآباء، وإنَّ وَقْعَ الإيذاء على نفوسهم سيكون أثره عنيفًا وسلبيًّا؛ لذلك حرص الإسلام على إكرامهم، وحثَّ عليه، وعاتب من لم يكرمهم؛ قال الله - تعالى -: {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر: 17]، ونقم الشَّرع الحنيف على كل مَن آذى يتيمًا واصفًا إياه أنه من المكذبين بدين الله - تعالى - قال الله - عز وجل -: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} [الماعون: 1-2]؛ أي: يظلمه ويهينه بأي صورة.
وقد تمادى بعض الذين ظلموا أنفسهم بإيذاء اليتامى، بعد أن أكرمهم الله - تعالى - بأن جعلهم مسؤولين عنهم، كأعمامهم، أو أزواج أمَّهاتهم، فساموهم سوء العذاب، وحوَّلوا حياة أيتامهم إلى جحيم لا يطاق، وأكلوا أموالهم، وواقعُ الحياة زاخر بأمواج البشر الذين آذوا اليتامى، وكانوا لهم في الأرض فتنة، وقصص الأشقياء بظُلمهم مَروية في سمع الأيام غير مطويَّة، نقرؤها بمداد الأسى على صفحات الجرائد، ونراها على الشاشات، ونطالع فصولاً حيَّةً من هذا اللؤم الاجتماعي الرخيص في بيوت الجيران أحيانًا، فأين هم من تحذير النبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي أحرِّج حقَّ الضَّعيفين: اليتيمِ والمرأةِ))؛ (رواه أحمد (2/ 439)، وابن ماجه في الأدب 3678)؟!