مدير الجامعة الإسلامية: لا أعرف أستاذاً أو خريجاً انخرط بالقتال في سورية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مدير الجامعة الإسلامية: لا أعرف أستاذاً أو خريجاً انخرط بالقتال في سورية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-24, 21:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مواطن وخلاص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مواطن وخلاص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مدير الجامعة الإسلامية: لا أعرف أستاذاً أو خريجاً انخرط بالقتال في سورية

في المؤتمر الصحفي للمؤتمر العالمي الثاني للإرهاب



مدير الجامعة الإسلامية: لا أعرف أستاذاً أو خريجاً انخرط بالقتال في سورية




أكد مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند بأنه لا يعرف أحدا من أساتذة الجامعة أو طلابها قد انخرط في أعمال قتالية في سورية وليس لديه إحصائية تصنف المغرر بهم وانتماءاتهم الفكرية أو المذهبية، مشددا على أن الجامعة أسست على منهج وسطي معتدل ولا تقبل أن ينتمي لها من يزايد على منهجيتها واعتدالها، وحول وجود شباب سعودي في مناطق الصراع ووجود هوة بين الشباب والعلماء وطلبة العلم المعتبرين، قال د. السند: إن الفجوة قد سدت بحمد الله عز وجل بالأمر السامي الكريم، وأن بيان وزارة الداخلية كان واضحا وجليا ولا يقبل أنصاف الحلول، ولا يقبل أحد بعد اليوم شخصاً يدعي الغرر أو الشبهة.

جاء ذلك في معرض رده على أسئلة "الرياض" خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق انطلاقة أعمال المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب "مراجعات فكرية وحلول عملية" الذي تنظمه الجامعة غدا الثلاثاء.

وقال د. السند: الإرهاب نبتة خبيثة ليس لها إلا الاجتثاث، فليس لها دين ولا عرق ولا جنسية ولا لون، وهي تتمثل حسب الظروف والأحوال، منوها بدور المملكة القيادي والرائد في مواجهة الفكر المنحرف وأتباعه بالمواجهة الأمنية الحاسمة وبالإقناع الفكري الذي يزيل الشبهات ويعيد المغرر بهم مواطنين صالحين إلى وطنهم، مشيرا إلى أن 90% ممن أخضعوا لمعالجات فكرية من خلال برنامج مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة عادوا وتراجعوا وندموا على أقوالهم وأفعالهم وأصبحوا اليوم في مقدمة من يكافح هذا الفكر الإجرامي لافتا إلى أن المؤتمر خصص الجلسة الخامسة التي يرأسها العقيد الدكتور يحيى القحطاني لعرض سبع تجارب يتحدث خلالها عدد من المتراجعين عن التطرف الفكري.

وأوضح الدكتور السند أن المؤتمر يهدف إلى بناء استراتيجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية أو جهد دعوي أو رؤية أو آلية جديدة معززة لإعادة المنحرفين، ودرء الخطر عن المستقيمين، وذلك بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق.


جريدة الرياض السعودية https://www.alriyadh.com/928849









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 21:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مواطن وخلاص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مواطن وخلاص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أطلق 29 باحثاً وباحثة من السعودية ومصر والجزائر والأردن والعراق والبحرين والمغرب وماليزيا أمس جلسات المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب (حلول فكرية ومراجعات عمليّة) الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بهدف بناء استراتيجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب. ويشهد المؤتمر جلسات للمراجعة الفكرية لستة ممّن تأثروا بالفكر التكفيري والإرهابي المتطرف سابقاً وعادوا إلى منهج الصواب بعد جهود المناصحة وإعادة التأهيل، حيث سيتحدثون عن تجربتهم في الخروج من نفق الإرهاب المُظلم.

https://www.sauress.com/alwatan/185763










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 21:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ههههههههههههه
لاحول ولاقوة الا بالله
لو نبشت تحت كرسي مدرسة اوثانوية اوجامعة مدنية واسلامية لوجدت عميل استخباراتي جامي ومدخلي تحتها
حتى لو نبشت تحت حصير المساجد وحتى في الحرمين المحتلين فك الله اسرهما
لوجدت مخبري الجامية والمدخلية تحتها
هذا داخل في المعتقد الباطني للوهابية الغير مصرح به
العقيدة والاتفاق السري التاريخي بينهم
ال سلول وبنو وهبان العقد الباطني
ثم يقول لك ليس هناك منخرط من جامعاتنا الاسلايمة بين قوسين تحت الاسلامية
ويقلك ندرس اسبابي الارهاب وكيف انطلق وهم الارهاب واسبابه الرئيسية التكفيرية من 200 سنة مضت ولم يعرفوا بعد انهم هم المنبع الرئيسي للارهاب الصهيوني الوهابي
والله تموت بالضحك
واصوا على الاقل نتمتع شوية










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 21:55   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
mouhamed mou
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواطن وخلاص مشاهدة المشاركة
في المؤتمر الصحفي للمؤتمر العالمي الثاني للإرهاب



مدير الجامعة الإسلامية: لا أعرف أستاذاً أو خريجاً انخرط بالقتال في سورية




أكد مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند بأنه لا يعرف أحدا من أساتذة الجامعة أو طلابها قد انخرط في أعمال قتالية في سورية وليس لديه إحصائية تصنف المغرر بهم وانتماءاتهم الفكرية أو المذهبية، مشددا على أن الجامعة أسست على منهج وسطي معتدل ولا تقبل أن ينتمي لها من يزايد على منهجيتها واعتدالها، وحول وجود شباب سعودي في مناطق الصراع ووجود هوة بين الشباب والعلماء وطلبة العلم المعتبرين، قال د. السند: إن الفجوة قد سدت بحمد الله عز وجل بالأمر السامي الكريم، وأن بيان وزارة الداخلية كان واضحا وجليا ولا يقبل أنصاف الحلول، ولا يقبل أحد بعد اليوم شخصاً يدعي الغرر أو الشبهة.

جاء ذلك في معرض رده على أسئلة "الرياض" خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق انطلاقة أعمال المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب "مراجعات فكرية وحلول عملية" الذي تنظمه الجامعة غدا الثلاثاء.

وقال د. السند: الإرهاب نبتة خبيثة ليس لها إلا الاجتثاث، فليس لها دين ولا عرق ولا جنسية ولا لون، وهي تتمثل حسب الظروف والأحوال، منوها بدور المملكة القيادي والرائد في مواجهة الفكر المنحرف وأتباعه بالمواجهة الأمنية الحاسمة وبالإقناع الفكري الذي يزيل الشبهات ويعيد المغرر بهم مواطنين صالحين إلى وطنهم، مشيرا إلى أن 90% ممن أخضعوا لمعالجات فكرية من خلال برنامج مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة عادوا وتراجعوا وندموا على أقوالهم وأفعالهم وأصبحوا اليوم في مقدمة من يكافح هذا الفكر الإجرامي لافتا إلى أن المؤتمر خصص الجلسة الخامسة التي يرأسها العقيد الدكتور يحيى القحطاني لعرض سبع تجارب يتحدث خلالها عدد من المتراجعين عن التطرف الفكري.

وأوضح الدكتور السند أن المؤتمر يهدف إلى بناء استراتيجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية أو جهد دعوي أو رؤية أو آلية جديدة معززة لإعادة المنحرفين، ودرء الخطر عن المستقيمين، وذلك بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق.


جريدة الرياض السعودية https://www.alriyadh.com/928849
لأنهم ببساطة جبناء , هو أصلا عدد المجاهدين قليل جدا ,فأغلب الشعوب إما جبناء أو إنغمسوا في ملذات الدنيا كالحيوانات









رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 22:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ممثل أمير تبوك في (الهيئة) وعضو نادي أدبي!

العطوي أمير (شرعي) في (جبهة النصرة)

محمد شمس






كل شيء يمكن توقّعه في مملكة العجائب، وفي ظل التيه العام الذي عكس نفسه في أزمات عديدة: أزمة الهوية، أزمة الثقافة الدينية، أزمة الدولة الشمولية التسلّطية. أصبح المواطنون كما لو أنهم على مركب مختطف، فيسير بهم كما يشاء الخاطفون، وقد يخضع المخطوفون تحت تأثير خطابات قهرية مفروضة عليهم.. ولكن هناك من ألف تلك الخطابات وهضمها وتصرّف على أساسها.
سلطان بن عيسى العطوي، مثقف وأديب وعضو في نادي تبوك الأدبي، قرّر في صيف 2013 ان يغادر البلاد باتجاه (أرض الرباط!) في سوريا، ولم يمض عليه وقت طويل حتى أصبح أميراً في (جبهة النصرة)، وصار يبشّر بأفكارها ويدعو لدعمها، وينشر بياناتها المنشورة على حسابها (المنارة البيضاء)، والأنكى أنه تحوّل الى مكفّراتي من الطراز الأول، فصار يقسّم خلق الله الى مؤمن وكافر، وصار (شرعياً) بحسب الوصف القاعدي، لمن يضطلع بمهمة الإفتاء داخل التنظيمات القاعدية.
نشرت صحيفة (الوطن) السعودية في 6 فبراير الجاري مقالاً من مسقط رأس العطوي (تبوك)، تناول فيه الكاتب عبد القادر عياد جوانب من حياة العطوي، وقال بأن محيطه الخاص عرفه بأنه (شاعر مهتم بالأدب)، كما عرف لدى عموم الناس بأنه (موظف في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة تبوك، ومسؤول عن ملف الجرائم المعلوماتية فيها)، أما السوريون فله هوية أخرى يعرف بها وهي كونه (قيادي في جبهة النصرة).

يرجع الكاتب تحوّل العطوي من الأدب والاحتساب الى القتال في سورية الى 29 حزيران (يونيو) من العام الماضي، وهو اليوم الذي غاب فيه عن الانظار. بطبيعة الحال، كان تبرؤ النادي الأدبي في تبوك من العطوي خطوة متوقّعة وضرورية من أجل الحفاظ على سمعة النادي وإبعاد شبهة الضلوع في (تمجيد) الارهاب، أو تخريج متطرفين.
أقرباء العطوي تحدّثوا عن سفره اللافت، حيث (ذهب للقتال قبل 29 يونيو مع مجموعة من الشباب)، أي أنه لم يسافر بمفرده، ما يسقط مزاعم الداخلية حول استحالة مراقبة كل مسافر، فالعطوي سافر بصحبة مجموعة.
بعد سفره الى سوريا، راح العطوي يروي سيرته الذاتيه، بدأها بالثناء على جبهة النصرة عبر حسابه في (تويتر)، وقال بأنه انتقل في صغره إلى منطقة القصيم، وتلقى فيها العلم الشرعي، فيما كان يعمل مؤخراً إماماً وخطيباً في جامع (أبي سلمة) في حي الروضة بتبوك.
صحيفة (السفير) اللبنانية تتبّعت هي الأخرى تفاصيل عن العطوي، وكتب عبدالله سليمان علي مقالاً في 1 شباط (فبراير) الجاري عن العطوي الذي وصل في فترة قياسية الى (موقع كبير داخل جبهة النصرة، ليصبح أحد أبرز القادة الشرعيين فيها)، إلى جانب أبو حسن الكويتي، وتركي الأشعري الذي قُتل في ريف حماه.
يثير ارتقاؤه السريع في مراتب القيادة في (جبهة النصرة) علامات استفهام كبرى، فمن المعروف أن بلوغ رتبة قيادية يتطلب تأهيلاً طويلاً، وخصوصاً لجهة استلام منصب (شرعي)، وكونه عضو سابق في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يؤهّله لتولي هذا المنصب الرفيع، أي المتكافىء مع منصب مسؤول إفتاء. ولكن لأسباب لا تبدو واضحة تماماً تولى منصب (أمير شرعي) بارز، ومن أكثر الأمراء الشرعيين نشاطاً، خصوصاً بعد اندلاع المواجهات المسلحة بين (داعش) وبقية الفصائل المسلّحة.
ما يلفت في سيرة العطوي، أنه كان عضواً في هيئة تبوك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصفته ممثلاً عن أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان بن عبد العزيز (ومن يعرف العطوي، لا يذكره إلا بعلاقته مع الأمير فهد، وكيف أنه كان يستقوي على الضعيف والفقير ويكيل لهما العقوبات، ولا يبالي أن يكون تصرفه هذا فيه ما فيه من اختراق لتعاليم الإسلام وأحكامه، فكان همه الأوحد أن يرضى عنه الأمير) كما يقول مقربون منه.
عبد الله الوهيط، السعودي المقاتل في تنظيم (داعش) خصّص تغريدات عديدة للحديث عن العطوي وعلاقته بالأمير فهد بن سلطان، وإطرائه المتكرر للأمير نايف، وزير الداخلية الأسبق، في إشارة إلى (وجود علاقة بين قيادة جبهة النصرة وبعض الأمراء السعوديين، وأن بعض قيادات النصرة مثل العطوي يرفعون تقارير بما يجري على أرض الشام إلى أمرائهم).
ويرجع الوهيط في ذلك الى مقالة كان العطوي كتبها في 14 تموز (يوليو) 2012 بعنوان (الديكتاتورية الليبرالية) حمل فيها على الليبرالية عموماً وعلى التيار الليبرالي في المملكة على وجه الخصوص، وخلص الى أنه رسب في امتحان (تقبل الآخر)، وقال (واليوم في بلداننا صورة طبق الأصل من هذه الدكتاتورية الليبرالية لكن ليست سلطة تنفيذية، بل سلطة إعلامية!). وعلّق على الاعلام السعودي قائلاً: (لدي لمحة أخيرة لإعلامنا السعودي: هل تتسلط الليبرالية فيه على منافذ الإعلام لتفرض رأي الأفراد على الأغلبية الساحقة؟). وأجاب: (يتبين في نظرة واحدة لإعلامنا لتتأكد من مدى الاستبداد الفكري الخارج عن دين المجتمع والمخالف لسياسة الدولة!).
وختم مقالته بالترحّم على: الأمير نايف حين وجه قوله لصحيفة مشهورة قائلاً: أنتم لكم توجهات غريبة! فما وجدت تلك المقولة قبولاً بين ليبراليينا، فغصّ بها كتابها ومنظروها؟ و كان أحسنهم حالاً وأمثلهم طريقة يؤول المقولة ويحوّرها. مع أن قائلها هو هو في مكانته
هذه المقالة ومعطيات أخرى، من بينها علاقته الوثيقة بأمير تبوك فهد بن سلطان، ترسم علامات استفهام كبيرة على قصة العطوي ووصوله الى الأراضي السورية، ومن ثم استلامه بسرعة قياسية إمرة (شرعية) في (جبهة النصرة).
من جانبه، خصّص العطوي حسابه على تويتر للرد على (داعش) الخصم المباشر له، فمثلاً راح يتحدث عما جرى بينه وبين (داعش) حول قضية معمل الغاز وتوعد مقاتلي الجبهة بالقتل. وخاطب العطوي شباب (داعش) قائلاً: (إذا كان الخارجي أبو مصعب التونسي شرعي دير الزور لدى الدولة ويكفر الظواهري شيخ المجاهدين؛ بالله أتثق وتسلّم للدولة بعدها؟).
تنظر اليه (داعش) على أنه فاسد العقيدة، فيما يسخر العطوي ومن ورائه (جبهة النصرة) من تحوّل العقيد في نظام صدام (حجي بكر) الى شيخ ومجاهد!









رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 22:02   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي



بعد اعلان الظواهري عدم ارتباط (داعش) بالقاعدة والتبرؤ من منهجها، دعا العطوي (المهاجرين وخصوصاً الجزراويين ـ الاسم البديل عن السعوديين ـ بأن يكونوا شجعاناً بترك الدولة!) والانضمام الى النصرة. واعتبر اعلان الظواهري (خطوة كبيرة جداً في إنجاح المشروع الجهادي الذي لا يرضى بأي انحراف ولا يجامل أبداً).
وأشاد العطوي بمبادرة الشيخ عبد الله المحيسني وقال عنه بأنه: (أدّى الذي عليه، وصدع بالحق، ونصح وصدق في نصحه! وكلامه ـ وربي - حجة على مجاهدي الشام لاسيما المهاجرون!).
يعتقد بأن لقلمه مهمة أخرى، غير تلك التي كانت عليه حين كان عضواً في النادي الأدبي، فهو هنا في أتون النار، ولا بد أن تكون المهمة منسجمة مع الواقع الجديد الذي يعيشه: (لحظة وضعي لقلمي، هي لحظة إغمادي لسيفي، وهي لحظة مقتلي بعون الله)؛ ويضيف: (إن الحروف التي تخضبها الدماء وتُخط على خطى سيد الأولياء، هي نور ينير الدروب ويهدي القلوب!، والمجاهد بقلمه إن صدَق وصدّق يحشر مع المجاهدين). وله رسالة هنا أيضاً لأن (القلم أمانة) تحقق بنصرة الدين، والا أصبح خائناً.
يغضب العطوي من المغرّدين الذين يخالفونه الرأي ويتهكم عليهم بالقول: (بعض المغردين يريد أن أكتب التغريدة ثم أذهب إلى بيتهم وأعرضها عليه ثم أنشرها كما يحب هو! يا أخي لا يملي عليّ أحد علامة ترقيم فضلا عن حرف). حسناً، هو يضمن حرية الرأي لنفسه، ولكن يا ترى هل يبادل ذلك الآخرين، أي هل يعترف بحرية الآخرين في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم، أم أن الحرية حق حصري للعطوي وأهل دعوته، أو بالأحرى لعناصر جبهة النصرة؟
العطوي كفّر رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، برفض تحكيم الدين للدولة، ونعت الأخضر الابراهيمي بـ (السافل) و(المحقوق بالزندقة مسبقاً) لأنّه قال لصحافي عراقي سأله عن سير المفاوضات: (ادع لنا في النجف وكربلاء)، وقال عن الببكا (حزب العمال الكردستاني) أنهم مرتدّون.
ولكن في المجال القاعدي، فإن الموقف من الجماعات المسلّحة المحسوبة على القاعدة على اختلاف تلاوينها مختلف تماماً، فهو يقول عن داعش مثلاً بأن (نعال أصغر مقاتل في الدولة ـ أي داعش ـ أشرف من ألف كلب كالجربا عميل الغرب ونعال العملاء..).
وله موقف من الديمقراطية واضح نقله عن الشيخ عبد الله المحيسني، صاحب (مبادرة الأمة) للصلح بين تنظيمات القاعدة، يقول فيها: (لو كانت الديموقراطية تأتي بإسلام لقبلوها في مصر؛ فبالرغم من تنازلات الإخوان وتمييعهم لدين الله ورضاهم بالقروض الربوية وقسمهم على الدستور أُسقطوا). وهذا يشي بالموقف القاعدي من جنيف 2، والذي نعته العطوي بالجيفة وقال: (جنيف بجيفه كلها وبما يتفق عليه المتآمرون مرفوض لدينا! قضيتنا واضحة: جهاد غايته إسقاط العدو النصيري وكل أنصاره ثم بناء دولة إسلامية سُنيّة!).
وعرّض بـ (الجبهة الاسلامية) التي ينعتها عناصر (داعش) و(النصرة) بالصحوات، وينظرون الى عناصرها بأنهم (أحفاد عبدالله بن أبي)، وهم كُثر، حسب قوله. والموقف بالنسبه للنصرة واضح كما يقول العطوي: (نحن لا نعترف إلا بالإسلام والإسلام فقط، وكل حلّ غير الإسلام مرفوض لدينا، نحن لسنا نقاتل لأرض أو شعب، نحن نقاتل للأمة ولا نتنازل عن إسلامنا). ولذلك هو يرفض الحوار، ويعتقد بأنه أضحوكة. فهو يتحدّث عن معركة مع الكفرة، بحسب وصفه، وأنها لن (لن تتوقف إلا بكسر شوكتهم أو ارتدادنا عن ديننا).
وينظر العطوي الى الظواهري باعتباره (حكيم الأمة)، وهو النعت الذي أطلقه الشيخ عبد الله المحيسني أيضاً عليه، ويسهب العطوي في وصف الظواهري خصوصاً بعد إطلاقه نداء لتنظيمي (داعش) و(النصرة) بوقف القتال واعتبر ذلك من (الدرر التي نثرها حكيم الأمة الشيخ القائد الظواهري، واجب على قادة الجهاد كلهم أن يلتقطوها وينظموها عقوداً تعلّق على نحور الكتائب والتنظيمات كلها)!.
يعارض العطوي اتفاق جنيف بكل بنوده، خصوصاً الحديث عن دولة القانون، ويعلّق (يا مؤتمر جنيف ليس لدينا إلا السيف! أتفاوضون باسم الشعب وتتآمرون على الإسلام وتضعون أياديكم النجسة بأيد القاتلين؟! والله لن يحكم غير الإسلام). ويختصر ذلك بالقول: (كافرون بجنيف ومؤمنون بالدين الحنيف).
للعطوي قائمة من القادة الذين يرى فيهم علماء الأمة، ويدعو للتأمل فيما كتبوه وهم: عبد الله عزام، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وعطية الله الليبي أي أبو عبد الرحمن جمال بن إبراهيم بن اشتيوي، وخبير أمن الاتصالات عبد الله العدم، وأبو يحيى الليبي، المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة بعد الظواهري. يقول العطوي: (تأمّل ما كتبوه ستجده إن شاء الله منسجما مع منهج جبهة النصرة). ويمتدح الجولاني ويغرّد في هاشتاق (#الجولاني_رجل_بأمة) ويقول: (وإني لأرى الجهاد الشامي إن مضى على يده ومكّنه الله، سيكون هناك تحول كبير للأمة جمعاء).
يمتدح العطوي الانتحاريين بالسيارات المفخّخة في الأحياء السكنية ووسط المدنيين، ويتحدّث عنها بزهو (وفي عقر دار الوثنيين عباد القبور أولياء اليهود حزب اللات تتوالى الانفجارات وتضرب المفخخات! والتوقيع: جبهة النصرة في لبنان. اللهم زد وبارك)!










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 22:05   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا كان مسؤولا كبيرا في داعش الوهابية التي تنشط في الجزيرة العربية المحتلة
هيئة الامر بالمنكر والنهي عن المعروف
ومن اي الجامعات والمعاهد هذا المخبر الجامي المدخلي تخرج
نترك الاجابة لشبيحة ال سلول











رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 22:10   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاهم الله خيرا وبارك الله فيهم ونفع بهم وجعل أعمالهم خالصة لوجه الله وجزى الدكتور خير الجزاء










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 23:07   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










M001

الكراهية الدينية، الطائفية، والتحريض على القتل

المرجعية الوهابية لتنظيمات القاعدة

الجزء الأول ـ كتائب عبدالله عزّام

سعد الشريف

بات ملحوظاً نزوع القاعدة نحو الإنغماس في النزاعات المحلية في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وقد واجهت، أي القاعدة، في السنوات الأخيرة إتهامات بالضلوع في مؤامرات خارجية أو التواطؤ مع أنظمة طالما وصمتها بـ (الكفر) أو الموالية للكفار من اليهود والنصارى، بحسب الأدبيات القاعدية. هناك أحاديث في اليمن، على سبيل المثال، عن دور لتنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية في حروب النظام اليمني مع الحوثيين، وفي اختطاف الأجانب، وحتى في استدراج الدعم من السعوديين والأميركيين عبر تصعيد خطر القاعدة، وهناك أحاديث عن دور لتنظيم (كتائب عبد الله عزام) في التجاذب السياسي الداخلي بين الموالاة والمعارضة في لبنان على خلفية المحكمة الدولية، والخطاب الطائفي المتصاعد والمتناغم بين قيادات القاعدة في لبنان وقيادات في (تيار المستقبل)، وهناك أكثر من حديث عن روابط سرّية ومشبوهة لتنظيمات قاعدية مع أنظمة عربية ودولية لها أجندات خاصة في العراق، ما يثير أسئلة عن حقيقة مايجري خلف الستار، مع تعطيل دور القيادات العليا للقاعدة، حيث تتحوّل الفروع إلى أوراق في (لعبة أمم) محدودة أو واسعة النطاق.
وإذا ما فتحنا الأفق على أدوار سابقة للقاعدة مع البعثيين في العراق في علاقة غير شرعية أفضت الى سفك دماء الأبرياء في شوارع وأسواق ومدارس العراق، فإن ثمة كلاماً طويلاً يجب أن يصل إلى أسماع من لا يزالون يترددون في وضع الإصبع على نقطة الجدل الحقيقية، خصوصاً بعد تفجيرات سيدة النجاة في بغداد، والكنيسة القبطية في الاسكندرية، والتي تثير، دون ريب، سؤالاً مشروعاً وكبيراً عن مشاريع التفتيت الخفيّة، وكأن (القاعدة) يراد لها أن تتحوّل الى أداة تشظي فاعلة في الأمة على اختلاف مكوّناتها القومية، والدينية، والمذهبية، فقد أوهمت أنصارها الظاهرين والباطنين بالمتعالي لتخوض معارك الفروع والدنى.
فالقاعدة تشعل معركة الطوائف والأديان في كل مكان تتواجد فيه بدءً من الهند ما دفع بكبار المراقبين لأن يتوخوا الحذر من دور للقاعدة في تفجير حرب كبرى بين الهند وباكستان، خصوصاَ بعد هجمات ديسمبر (كانون الأول) العام 2008 على فندق (تاج محل) في مومبي والذي أودى بحياة العشرات، ومروراً بباكستان التي تضع الوهابية بصمتها الحمراء في تصفيات السنة والشيعة تحت مسميّات متعددة، والعراق الذي كادت الفتنة المذهبية تفضي الى تفكيكه، وصولاً الى لبنان الذي دخلت الفتنة الطائفية إليه عبر تنظيم (فتح الإسلام) القاعدي الذي كان فيه للعناصر للسعودية، مقاتلين وممولين وقياديين، حجمٌ وازنٌ، وجاء دور (كتائب عبد الله عزّام) كوارث فتنوي لسابقه القاعدي (فتح الإسلام)، لاستكمال ما فشل الأخير في تحقيقه.
كل الحالات، مهما تشابهت من حيث الاستهدافات والنتائج الدموية، تنبىء عن نفور في السياق الموضوعي، فكل التجارب القاعدية في شبه القارة الهندية، أو في الجزيرة العربية، أو في بلاد الشام والعراق أو في شمال أفريقيا، وصولاً الى الشيشان وقرغيرستان والبوسنه والهرسك هي ليست منتجات أصيلة وليست منسجمة مع التاريخ والهوية والثقافة المحلية، بل جرى تهريبها مع منتجات أخرى جرى السماح بدخولها منفردة، ولكن مالبثت أن كشفت عن ملامح، وغايات أخرى كانت مكتومة. لخّص أحد المراقبين ذلك بأن السعودية حاربت العنف في الداخل ولكنّها شجّعت على هجرته للخارج، فالفائض من التشدّد المنتج وهابياً جرى نقله الى الخارج مع منتجات أخرى تبدو عادية أو لا تشكّل خطراً على البلدان المضيفة. فماذا سيشكّل بناء، على سبيل المثال، مسجدٍ للمسلمين في الشيشان، من خطر على الأمن والاستقرار في هذا البلد؟ ومن السذاجة بمكان تقديم إجابة بريئة على سؤال ليس بريئاً البته. فالمسجد قد جرى تحويله الى وظيفة غير عبادية، ولا حتى إجتماعية، بمعنى معالجة مشكلات المسلمين الاقتصادية والاجتماعية وحتى الدينية، أو المساهمة في تحقيق مفهوم الاندماج مع المكوّنات الاجتماعية والدينية الأخرى وصولاً الى تحقيق مبدأ الدولة التعاقدية. لا، ليس الأمر على هذا النحو، فقد جرى تحويل المساجد والمراكز الدينية، كما الجمعيات الخيرية أحياناً، الى سواتر لمهمات قتالية، وإذا ما طرأ عامل خارجي، متمكّن في مجال استغلال (فائض الغباء) لدى الإنتحاريين المجانيين، فإن بنك الأهداف يبدو أجنبياً بامتياز.
في ضوء ما سبق يمكن قراءة تجربة (كتائب عبد الله عزام)، كأحد أذرع تنظيم القاعدة. ونحاول هنا اقتفاء جذور هذه التجربة، وتكوينها التنظيمي، ومصادر الإلهام التي تستمد منها رؤى، ومواقف، واستراتيجيات في التغيير والمواجهة مع الخصوم. وأول سؤال تثيره هذه التجربة يتّصل حميمياً بالعلاقة بين التنظيم والبيئة التي نشأ فيها أو بالأحرى برز فيها، لأن النشأة قد تشير الى علاقة مشروعة بين التنظيم والأرض، أو بكلمات أخرى قد تعني ولادة طبيعية له، بينما البروز قد يعني غير ذلك.
لئن إتفقنا على التباين بين نشأة وبروز (كتائب عبد الله عزّام)، لا يمكن أن تكون، على سبيل المثال، بيئة لبنانية بأطيافها الدينية (السنيّة على وجه التحديد) تنبثق منها بيانات حملت عنواناً قرآنياً (ولتستبين سبيل المجرمين)، الصادرة بإسم كتائب عبد الله عزام، الأب الروحي والملهم الجهادي لتنظيم القاعدة، ما لم يكن عنصر خارجي قد طرأ على البيئة اللبنانية، وكذلك على بيئات أخرى مماثلة أو متقاربة من حيث شروط التحوّل الاجتماعي والثقافي للدول والمجتمعات. نشير هنا الى ما ذكره الشيخ عمر بكري، الداعية والناشط السلفي القريب من فكر حزب التحرير، قبل أن يقترب فكرياً، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، من تنظيم القاعدة، في مقابلة مع قناة (الجديد) اللبنانية في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2010، من أن (كتائب عبد الله عزام) المقربة من تنظيم (القاعدة) قد تكون مخترقة أمنيا لافتاً إلى أن (البيانات الأخيرة للكتائب تركز على موضوع واحد وهو الهجوم على حزب الله وعلى مخابرات الجيش اللبناني من دون التعرض بمثل هذه النوعية من الهجوم لباقي القوى الامنية).
سلوك الجماعة لا يتطلب كبير جهد لتحديد الوجهة السياسية التي تنتمي اليها، أو على الأقل تخدمها، هذا ما تكشف عنه قائمة الأعداء التي رصدتها الكتائب في بياناتها (سوريا، إيران، المعارضة في لبنان بكل خلفياتها الدينية والمذهبية، الجيش اللبناني) ليسهّل مهمة اختبار المرجعية ليس السياسية فحسب، بل والأيديولوجية، لأن ثمة معجمية خاصة لا يتقنها سوى المتحدّرون من المدرسة السلفية بثرائها الخصامي، ذاك الذي ينضح من بيانات التنظيمات الفرعية للقاعدة خصوصاً (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) في اليمن والسعودية، و(كتائب عبد الله عزّام) في بلاد الشام، وتنظيم (دولة العراق الاسلامية).
كتائب عبد الله عزام.. من مصر الى العراق الى بلاد الشام

برز إسم كتائب عبد الله عزام أول مرة بعد إعلانها مسؤوليتها عن تنفيذ هجمات منتجع طابا في مصر في 7 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 2004، عن طريق سيارة مفخّخة أمام فندق هيلتون طابا، بالإضافة إلى انفجارين آخرين، نجم جميعها عن قتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من مائة آخرين، وكان أغلب الضحايا من السيّاح الأجانب. لم يتم التعامل، حينذاك، مع إسم كتائب عبد الله عزّام بصورة جديّة، ولربما نظر إليه كثيرون على أنه مجرد إسم وهمي لإخفاء هوية الجهة الضالعة في التفجيرات، بالرغم من الإشارة البالغة التي تحملها الى كون عبد الله عزّام هو أحد الشخصيات الملهمة لتنظيم القاعدة، ولكن في تفجيرات شرم الشيخ في 23 يوليو (تموز) 2005 بدا واضحاً بأن الجماعة بعثت برسالة مباشرة إلى من يهمه الأمر بأنها تنظيم حقيقي. ومع ذلك، هناك من المراقبين لنشاطات الجماعات الجهادية والقاعدية من توقّف أمام هذه الظاهرة الجديدة، التي ربما زادت الشكوك حولها حين اختفت مجدداً في مصر، لتظهر في العراق في وقت لاحق كجماعة قتالية بإسم (كتيبة عبد الله عزام) كأحد أذرعة جماعة أطلقت على نفسها (كتائب ثورة العشرين)، وقامت بتنفيذ عملية تفجير في عدد من المدن العراقية من بينها العاصمة بغداد، مع ما قد يتردد من تشابكات في الأسماء لتنظيمات فرعية متعدّدة، ترتبط جميعها بالتنظيم الأم.
برز تنظيم بإسم (تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة/ كتائب الشهيد عبد الله عزام)، بعد إعلانه مسؤوليته عن إطلاق ثلاث قذائف صاروخية من نوع كاتيوشا (بإستهداف تجمع للبوارج الحربية الأميركية الراسية في ميناء العقبة إضافة إلى ميناء إيلات) في 19 آب (أغسطس) 2005، وقد أفادت التحقيقات الأولية بأن الصواريخ أطلقت من سطح أحد المخازن التجارية في المنطقة الحرفية (حوالي ثمانية كيلو مترات) شمال الميناء، فيما أفادت مصادر أخرى بأن الصواريخ أطقت من أحد المستودعات في إحدى مناطق العقبة حيث أصاب أحدها مستودعاً للقوات المسلحة الأردنية يقع على رصيف الميناء تسبب في مقتل جندي وإصابة آخر بجروح، فيما انفجر الصاروخ الثاني قرب المستشفى العسكري في حين انفجر الثالث في منطقة إيلات الإسرائيلية. وقال مصدر أمني أردني بأن البحث جار عن سوري وعراقيين في العقبة استخدموا لوحة أرقام سيارة كويتية.











رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 23:09   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السعودي صالح القرعاوي، قائد الكتائب ومنظرها

وفي منتصف أغسطس (آب) 2005، أعلنت جماعة حملت نفس الإسم (كتائب عبد الله عزّام) مسؤوليتها عن ضرب ناقلة يابانية بواسطة قارب محمّل بالمتفجّرات عند مضيق هرمز، وأعلن عن إسم منفّذ العملية (أيوب الطيشان) والهدف كان بحسب بيان صادر عن المجموعة (توجيه ضربة إقتصادية) إلى ما أسمته (نظام الكفر العالمي) الذي (يغزو البلاد الاسلامية ويستنزف ثرواتها).
الإعلان المتكرّر عن إسم (كتائب عبد الله عزّام) في مصر والعراق والأردن، قد يلقي شكوكاً ليس على هوية الكتائب، فالثابت أن جميعها ينتمي الى تنظيم القاعدة، فكراً وسلوكاً، ولكن الشكوك تحوم حول ما إذا كانت جماعة واحدة أو جماعات عدّة، تحمل الإسم ذاته. ومهما اختلفت الإجابات، فإنه وبحسب تقارير إعلامية سابقة، فإن (كتائب عبد الله عزام) بزغت من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يقودها السعودي صالح القرعاوي، الذي شارك في قتال القوات الأميركية في العراق، وكان علىى صلة وثيقة مع زعيم تنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي. وقد يكون تاريخ تشكيل الكتائب مختلفاً، نظراً للطبيعة السائلة لتنظيم القاعدة، فقد يضمحل تشكيل قاعدي ويرثه تشكيل آخر، وإن هي الإ أسماء متعدّدة مع وحدة الأفراد، والايديولوجيا، والتكتيكات.
يفرض الكلام عن الكتائب إضاءة مباشرة على شخصية القرعاوي، القائد الميداني لكتائب عبد الله عزّام. وكان صالح بن عبد الله بن صالح القرعاوي (28 عاماً) قد غادر المملكة في العام 2006، وسافر للشام قبل ذلك واعتقلته السلطات السورية، والتي سلّمته للسلطات السعودية وتم توقيفه لنحو أربعة أشهر، ثم أطلق سراحه، ومالبث أن غادر المملكة، والتحق بتنظيم القاعدة في العراق. ويعتبر القرعاوي من أخطر العناصر السعودية في الخارج ويوصف بأنه (من أهم مقدّمي التسهيلات والدعم المالي والتزوير وتنسيق سفر عناصر ومطلوبين من التنظيم الإرهابي للخارج). وكان يقوم بتهريب أشخاص الى العراق للالتحاق بتنظيم القاعدة.
القرعاوي هو خريج المعهد العلمي المختص بالدراسات الدينية في بريدة، ومنذ العام 2003 أصبح مداوماً على حضور الحلقات الدعوية وكان من تلاميذ أحد رجال الدين الملهمين لتنظيمات القاعدة في الجزيرة العربية وهو الشيخ سليمان العلوان، قبل اعتقاله بتهمة التحريض على الجهاد ضد الدولة. عمل القرعاوي ضمن لجنة المساجد والمشاريع الخيرية، وكان حينذاك يقوم بأعمال قاعدية كتوزيع مجلة (صوت الجهاد) الناطقة بإسم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وعزم على السفر الى العراق عبر سوريا ولكنه أوقف وجرى تسليمه الى السعودية، وسجن ثم أطلق سراحه، وغادر بعدها الى العراق ليبدأ مرحلة جديدة يكون فيه أحد العناصر القيادية في تنظيم القاعدة في بلاد الشام.
وكان القرعاوي قد غادر إلى الإمارات في 29 شعبان 1427هـ الموافق 23 أيلول (سبتمبر) 2006، حيث تلقى تدريبات مكثّفة على الالكترونيات واستخدامها في عمليات التفجير، وحاول توحيد فروع تنظيم القاعدة في العراق ولبنان، وعمل نائباً لمسؤول التنسهيلات للتنظيم (ياسر السوري)، وله علاقات وثيقة مع تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ونجح القرعاوي في تهريب بعض المطلوبين من داخل المملكة الى العراق، وكذلك انتقال عناصر من المملكة الى لبنان للإلتحاق بـ (كتائب عبد الله عزام). نشير الى أن تاريخ خروج القرعاوي من المملكة يقع قبل فترة قصيرة من المواجهة العسكرية بين تنظيم (فتح الإسلام) والجيش اللبناني في مخيم نهر البارد، حيث شهدت تلك الفترة خروج عدد كبير من العناصر السعودية القاعدية عبر مطارات الإمارات والبحرين والتحقت بالتنظيم في القتال ضد الجيش اللبناني.
وبحسب أسرة القرعاوي، فإنه تزوج من إبنة القيادي الميداني في تنظيم القاعدة المصري محمد خليل الحكايمة (أبو جهاد)، الذي قتل في ضربة صاروخية أمريكية نفّذتها طائرة من دون طيار في المنطقة القبلية الباكستانية.
وقد نشرت صحيفة (عكاظ) في 15 سبتمبر 2009 بأن صالح عبد الله صالح القرعاوي، المطلوب أمنياً في قائمة الـ 85، قام في 4 سبتمبر (2009) باتصال هاتفي بعائلته التي تقطن مدينة بريدة في منطقة القصيم (بعد انقطاع لنحو عامين). وقد أثار الاتصال علامات استفهام عدّة من حيث توقيته وظروفه، كونه جاء بعد إسبوع من فشل محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف. وروى عبد الرحمن شقيق صالح القرعاوي تفاصيل الإتصال حيث أبلغه الأخير بأنه (يتّصل من أفغانستان).
في مقابلة أجراها (مركز الفجر للإعلام) التابع لـ (كتائب عبد الله عزام) مع القرعاوي في شهر إبريل 2010، حول (رؤيته للصراع في بلاد الشام) جرى الحديث عن ساحتين: الجزيرة العربية (جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم بحسب نص المقابلة)، وبلاد الشام (معقل الطائفة المنصورة أرض الشام، وأيضاً بحسب نص المقابلة). وكشف القرعاوي بأن الزرقاوي كلّفه للقيام بمهمة خارج العراق. ولكن تم اعتقاله في سوريا وجرى تسليمه للسلطات الأمنية السعودية، وتم إيقافه مدّة يسيرة وخرج من السجن ليعود الى العراق مع عدد من رفاق دربه بعد الإفراج عنهم (فقررنا خروج الإخوة من الجزيرة وإعادة الكرة فيما بعد، كما خرج محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة ورجع إليها فاتحاً..) وبلغ عدد من خرج أكثر من خمسة عشر عنصراً.
ورغم أن القرعاوي لم ينف تهمة خطف الأجانب واستهداف المصالح الأجنبية، بل اعتبر (المصالح الأميركية) هي من أهم أهداف التنظيم، إلا أن البيانات الأخيرة التي صدرت عن (كتائب عبد الله عزام) في بلاد الشام تكشف بوضوح عن أن ثمة استراتيجية جديدة وربما تكون طارئة للتنظيم، وقد تكون على صلة بأوضاع لبنان، وتحديداً المحكمة الدولية.
عرّف القرعاوي (كتائب عبد الله عزّام) بصواريخ أطلقوها على شمال فلسطين المحتلة، وقسمّها الى عدّة سرايا منها سرية (زياد الجراح) لضرب اليهود في فلسطين، فتم إطلاق صواريخ على فلسطين المحتلة في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2009. ووصف القرعاوي العملية بأنها (خرق الحصون)، في إشارة الى حزب الله وقوات اليونيفيل ومخابرات الجيش اللبناني.
بدا القرعاوي كما لو أنه يحاول، ظاهراً، تفادي الإنغماس في الشأن اللبناني على أساس أن أولويات الكتائب هي (توعية المسلمين عقدياً وسياسياً وتجييشهم ليقوموا بدورهم في معركة الأمة مع القوى الصليبية واليهودية الغربية، وقتال اليهود لتخفيف الضغط على إخواننا المسلمين في غزة وإعانة لكل من يحمل سلاحه لقتال اليهود لإعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين). ولكن الاجابات اللاحقة والبيانات الثلاثة من سلسلة (ولتستبين سبيل المجرمين) تعكس انخراطاً كثيفاً لدى القرعاوي وكتائبه في الشأن اللبناني، بل توارت الساحة الأخرى، أي (جزيرة محمد)، ولم يعد هناك سوى لبنان، ساحة حرب، بما يوحي وكأن ثمة أجندة جرى تعديلها أو بالأحرى إعدادها لهذه المجموعة كيما تقوم بها في مرحلة قريبة.
القرعاوي الذي بدا وكأنه يقف وراء البيانات الثلاثة، بحسب ما تكشف عنه محتويات ولغة المقابلة، هاجم الجيش اللبناني، وقال بأنه يكيل بمكيالين، وأنه (يعامل أهل السنة في لبنان بالبطش والقتل والتعذيب والسجن والقهر والمداهمات..)، وأنه (خاضع للنفوذ الشيعي المتمثل في حركتي حزب الله وأمل برعاية إيرانية سورية..). وهاجم أيضاً قائد الجيش بعد أن قال بأن من قام باطلاق الصواريخ على فلسطين المحتلة بأنهم مشبوهون وعملاء. وشنّ هجوماً شرساً على الشيعة وحزب الله واعتبر كل المواجهات بين الأخير والكيان الاسرائيلي هي مؤامرة متفق عليها بين الطرفين، وأن حزب الله يمارس دور حراسة الحدود الاسرائيلية، ويحاول التضييق على أهل السنة في لبنان. من اللافت أن القرعاوي وضع من بين أهداف تنظيمه (إحياء الإنتماء لأهل السنة في قلوب الشباب..)، في إشارة واضحة الى مفهوم محدد لدى القرعاوي، يستبعد منه كثيرين بمن فيهم حركات المقاومة السنيّة في فلسطين التي يضعها في خانة (حرس الحدود) وينسحب ذلك على حركة حماس في غزّة بقوله (وترون الفرق بيننا وبين من يدعي النصرة وحقيقته أنه من جند اليهود وحرّاس الحدود، فلا هو بالذي ساهم في تخفيف الحصار عنكم بإطلاق صاروخ واحد على اليهود من ترسانته المتخمة بأحدث الصواريخ وأقواها، ولا هو بالذي تركنا نعمل على ذلك، بل هو يشتد في طلبنا والتضييق علينا حماية للحدود مع اليهود، فاعرفوا هؤلاء واكشفوا حقيقتهم للعامة..).











رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 23:10   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بيانات (ولتستبين سبيل المجرمين)

المقدسي والظواهري: هل هناك حدود للتكفير؟





في البيان الأول لكتائب عبد الله عزام بعنوان (ولتستبين سبيل المجرمين) يبدأ بالمقطع التالي:
(فتدنس أرضُ لبنانَ الأسيرةُ اليوم بمقدمٍ غيرِ ميمون، للرئيس الإيرانيِّ أحمدي نجاد، الذي قدم متفقِّداً الأرضَ التي أقطعه إياها الصليبيون، في صفقةٍ خسيسةٍ آثمةٍ بين إيران الصفوية المتمددة الطامعة، وأمريكا الصليبية المنسحبة الحسيرة؛ فلبنان وغيرها هي المثمن، وتحمل إيران لمشاقِّ الحرب على الإسلام هو الثمن، وأهل السنة هم الشاهد الغافل الخاسر إن سكت وظل معلِّقًا أمله على عدوه وعملاء عدوه، ورضي بالتبعية لمن يقتسمون السيطرة عليه، وأبى أن ينتزع حقَّه واستقلال قراره بيده وبجهد أبنائه).

لغة يدرك المراقب لحركة التاريخ والثقافة والإجتماع في لبنان، أنها لا يمكن أن تنتمي اليه في أي لحظة، وأنها لاشك قد دخلت خلال سنوات قليلة لا تتجاوز الخمس أو الست سنوات. وهي دون ريب لا تنتمي إلى تجربة الحركة الاسلامية السنيّة في الشمال اللبناني التي كانت وثيقة الصلة بتجربة حركة الإخوان المسلمين أو إلى حد ما حزب التحرير (رغم نجاحاته المحدودة)، وبالتالي فالحديث يدور عن ثقافة إرتبطت على وجه التحديد بحركة الصحوة السلفية التي انشقت في مرحلة لاحقة عن تنظيم القاعدة.

مصطلح (السنّة) بغزارته الطائفية، ورد نحو 131 مرة في البيانات الثلاثة، محمولاً على لغة طائفية تحريضية، لا تعكس بحال ثقافة أصيلة. بل إن المراقب لكثافة البيانات وشحنات الطائفية المندّسة فيها يدرك بأن ثمة جماعة خارجية تسللت الى المجتمع الإسلامي السني اللبناني وفرضت نفسها عليه كناطق قهري بإسمه، وممثلاً عنه. لا شك، أن في الطبقة السياسية السنيّة المقرّبة من الحكومة من ساعد الجماعة السلفية القاعدية القادمة من الخارج على الإضطلاع بدور كهذا. ولا يستبعد أن تكون (كتائب عبد الله عزّام) هي النسخّة المعدّلة وراثياً لتنظيم (فتح الإسلام) الذي يعتبر ورقة محروقة لبنانياً، بعد دخوله في مواجهة مسلّحة مع الجيش اللبناني في العام 2007.
في البيان الأول لكتائب عبد الله عزّام والصادر في 13 أكتوبر 2010 ثمة نبوءة ذات طبيعة إيحائية بأن مواجهة حتمية بين السنّة والشيعة (وإننا في كتائب عبد الله عزام نتوقع أن المعركة قادمة لا محالة..)، فيما يتم توظيف التحذير من الفتنة الذي أطلقته قيادات سورية ولبنانية محسوبة على حزب الله لتعزيز النبوءة القاعدية، وكأنها تفصح عن استبطانات سابقة لمعركة يراد إشعالها، حيث يرسم البيان صورة طائفية للمعركة، تكون فيها إيران وسورية وحزب الله طرفاً في مقابل أهل السنّة، فيما يخرج العاملان الأميركي والاسرائيلي من المعادلة، في إيحاء واضح بأن المعركة يراد لها أن تكون طائفية بحت.
نظرت (كتائب عبد الله عزام) الى زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد الى لبنان على أنها (التوقيع على قرار الشروع في إبادة أهل السنة)، فهل تكون زيارة رجب طيب اردوغان، رئيس الوزراء التركي، الى لبنان للتوقيع على قرار الشروع في إبادة أهل الشيعة مثلاً، باستعمال نفس المنطق؟!.
ينسج البيان، وهذا يشي بمنزع سلفي/ وهابي سافر، قصة المؤامرة الصهيوصليبية والشيعية ضد أهل السنّة، وهي مؤامرة يتقن الوهابيون في وسط الجزيرة العربية دون سواها من مناطق العالم تصميمها، حتى صارت دليلاً إرشادياً لا يخيب إلى مصدرها. فهم يضعون المواجهة بين حزب الله والكيان الاسرائيلي في سياق لعبة متفق عليها بين الطرفين، وكذلك المواجهة بين الولايات المتحدة والغرب عموماً من جهة وإيران من جهة ثانية، بل إن المواجهة بين معسكر الممانعة بكل أطيافه السنيّة والشيعية من جهة والغرب والكيان الاسرائيلي من جهة أخرى لا تعدو أن تكون لعبة تواطؤ بين طرفين..فما هو موقع معسكر الإعتدال في هذه المعادلة؟!
في البيان رقم (2) من سلسلة (ولتستبين سبيل المجرمين) بتاريخ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، وهو عبارة عن رسالة من (صالح بن عبد الله القرعاوي) إلى أهل السنة في بلاد الشام. يبدأ القرعاوي رسالته الى (أهل السنة والجماعة في بلاد الشام) بحسب البيان، بالتعريف بنفسه لا من خلال الهوية ولكن من خلال الرسالة التي يحملها (..وليست تحلو الدنيا في عيني، ولو حزتُها كلها، وأنا أرى قومي وأهلي يتسلّط عليهم عدوّهم، فيمنعهم من دينهم، ويسلب منهم دنياهم، وكيف ينامُ ذو المروءةِ ولو ملك الدنيا كلَّها، وأهلُه مستضعفون يعيشون الذلَّ والهوان، يُسَجَّنُ أبناؤهم، ويُهانُ شِيبُهم، ويُخرجونَ مِن أرضِهم، وتؤكلُ حقوقُهم كلُّها؟..). من يتأمل في طريقة صوغ البيان، والسبك لابد أن يستحضر أسلوب الخلفاء والمصلحين الذين جاءوا لأقوامهم برسالة إنقاذية وتحذيرية (..فاسمعوا مني وتأمّلوا في خطابي، فإن وجدتم كلامي كلام نصحٍ ورشدٍ وهدى فخذوه، وإلا يكن كذلك فاطرحوا، لكن ليكن حكمكم بنظرٍ متجرّدٍ في طلب الرشد، ولا يؤثّر فيه ما يلقيه إليكم شياطين الإنس الذين يزعمون أنّهم إخوانكم..الخ).
البيان يحمل تحريضاً واضحاً ضد النظام في سورية وينسحب ليشمل الشيعة عموماً (ويكون الدين لله، إذا ارتفع تسلّط الظلمة ـ من الباطنية والشيعة وغيرهم ـ عن أهل الإسلام وبلاد المسلمين..) وفي مكان لاحق يلفت القرعاوي الى حال أهل السنّة (ونحن إذا نظرنا الى أحوال أهلنا في لبنان وسوريّة وسائر بلاد الشام، وجدنا أنهم من أعظم الطوائف المظلومة المستضعفة في هذا الزمان، فالظلمُ نازلٌ بهم بكلِّ صورِه، وبأعظمِ مستوياتِه؛ فهو ظلمٌ في الدينِ وظلمٌ في الدنيا؛ على يَدِ الطوائفِ المهيمنةِ على عبادِ اللهِ في أرضِ الشام، الناهبةِ لثرَواتِها، المفسدةِ لها؛ مِنَ الباطنيةِ العلويةِ والشيعةِ الصفويةِ..). والبيان يستهدف، كما أسلفنا، ثلاث جهات: حزب الله، والنظام السياسي في سورية، والجيش اللبناني، كما يظهر من الأسئلة الاستنكارية التي أوردها في بيانه.
تبدي لغة البيان الثاني إشارة ذات إيحاءات سياسية لبنانية خاصة. ولنتأمل في هذه الفقرة (يا أهلَنا أهلَ السنةِ والجماعةِ، لقد سمعتُم ما صدَرَ مِن أقطابِ ما يُسمَّى بالمعارضةِ أخيرًا مِن رفضِهم التعاملَ معَ المؤسساتِ الأمنيةِ لمخالفيهِم، وطَلَبِهم التمَرُّدَ عليها، وعدمَ الاستجابةِ لها، وأنها ما هي إلا عصابةٌ ومافْياتٌ كما ذكروا، فإن كان ما ذكروه حقًّا مِن كونِها مافيات؛ كان مِن حقِّهم أن يَدعوا لذلك جلبًا لمصالحِ طوائفِهم..)، وهنا يميل القرعاوي الى الكشف عن ميوله السياسية لبنايناً، فهو يدخل في لعبة الاصطفافات، ويضع نفسه في معسكر الموالاة في مقابل معسكر المعارضة، كما ينبىء دفاعه عن قوى الأمن الداخلي (بقيادة سنية)، في مقابل الجيش، وخصوصاً جهاز المخابرات التابع له (بقيادة شيعية). يقول القرعاوي (فندعوكُمْ إلى مقاطعةِ المؤسساتِ الظالمةِ لكُم والمضيعةِ لحقوقِكُمْ أيًّا كان انتماؤها، وبخاصةٍ مخابراتِ الجيشِ وعساكرَه؛ فلترفضوا التعاملَ مع حواجزِه، ولتدعوا إلى عدمِ الانصياعِ لمطالبِه..)..حاول القرعاوي نفي الاصطفاف السياسي عن كتائبه في مكان لاحق، معتصماً بدعوى الدفاع عن أهل السنة في بلاد الشام، ولكن البيان برمته يفصح عن حقيقة أخرى، وهي أن مضمون البيانات الصادرة عن كتائب عبد الله عزام تلفت إلى جنوح سياسي واضح نحو فريق 14 آذار الحاكم، وأن الكتائب نفسها تحوّلت الى أحد الأدوات الرئيسية في المعركة/الفتنة الداخلية التي يجري تحضيرها لمرحلة مابعد صدور القرار الظني.
وما هو أهم، أن هوية القرعاوي السعودية تتوارى هنا، في محاولة لإعادة تموضع وافتئات على السنّة في لبنان. يبدو القرعاوي كما لو أنه بات لبنانياً، أو ممثلاً مستعاراً إن لم يكن قهرياً لأهل السنة في لبنان. فالرجل يستخدم عبارات حميمية من قبيل (أهلنا)، و(نحن) بنيّة مبيّتة بمصادرة حق الإختيار لدى السنّة في لبنان، عبر النطق بإسمهم وتخويل نفسه حق تشخيص مظلومية السنة وتحديد خياراتهم السياسية أيضاً.
عوداً الى محتويات البيان، نقرأ عن سورية، التي وصفها بالأسيرة فقال عنها القرعاوي بأنها (القائد الميداني للمعركة في بلاد الشام عموماً، وفي لبنان بنحوٍ مؤثر، وأمن لبنان واستقراره مرتبط بتقليل نفوذ الحكومة العلوية في لبنان وتحركاتها فيها..ولا يجوز بحال أن يبادَ أهلكم في فلسطين ولبنان، بأيدي اليهود والحكومة العلوية، ثم يسلمون، أعني اليهود والعلوية وتابعيهم من الطوائف الباطنية ـ من المقابلة والردود المماثلة..).
وحول زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الى لبنان وجنوبه، عاد القرعاوي لتأكيد موقفه مرة أخرى، في سياق ما يمكن وصفه بعقلية بارانويا ثرية في إنتاج القصص المواربة، حيث تتحوّل شجاعة نجاد خلال جولته إلى لبنان إلى مجرد مسرحية بهلوانية في نظر الخط السلفي الوهابي في تنظيم القاعدة، الى حد بالغ القرعاوي في توصيف قوة الكيان الاسرائيلي بما يجعل من إفلات نجاد من القتل مستحيلاً، لو شاء الاسرائيليون له ذلك (ولو كان اليهود يريدون قتله لقتلوه بيسر، فطائراتهم تحتل سماء لبنان وتحلّق فيها، لكن حماية له لا تهديداً..)!.
وفي السياق نفسه، يضع القرعاوي حزب الله مكوّناً في قصة المؤامرة بقوله: (واعلموا أن الحزب ـ أي حزب الله ـ قد جمع السلاح ليستعمله في الصراعات الداخلية، في ذبح أهل السنّة والجماعة..). وهنا تبدو عملية الشحن للغرائز الطائفية في أقصى طاقاتها، وكأن ثمة من يريد لها أن تندلع كيما تكون جاهزة لمعركة ينذر القرعاوي ورفاقه بوقوعها: (لكننا نحسب أن لحم أهل الشام سيكون مرّاً علقماً على أبناء العلقمي الباطنية..). لغة لا نجد أثراً لها سوى في الأدبيات الوهابية، تماماً كما هو التصوير السكاتالوجي الذي يجمع الشيعة واليهود تحت راية المسيح الدجّال لحرب أهل الاسلام في آخر الزمان، بحسب القرعاوي، الذي لا ينسى أن يجد في حديث نبوي زعماً لما يؤكد تصويره.
شملت حملة انتقادات القرعاوي أهل السنّة في لبنان والمحسوبين على معسكر المعارضة، فانتهى للحكم عليهم قائلاً: (فهم عند كل ذي فطرةٍ خونةٌ عملاء، خانوا دينهم، وباعوا أهلهم، وانحازوا لعدوّهم الذي يحارب المسلمين حرباً صريحة..).. ويقصد بالعدو، بطبيعة الحال، حزب الله. ويقسّم القرعاوي أعداء أهل السنة الى قسمين: خارجي يتمثل في الكيان الاسرائيلي، وداخلي وهو (المتمثل في الشيعة الحاقدين الطامعين، ومن كان عميلاً لهؤلاء فهم في ميزان العدل كالعميل للسابقين..)، بل يعتبر المقاومة في لبنان بأنها ليست (إلا مقاومة الوجود السنّي بالقتل والتهديد والإذلال..)..وهذا التقسيم مخالف لما ذكرته قيادات القاعدة، وعلى وجه الخصوص الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري كما سيأتي.
ثمة تطابق ملفت في عبارة وردت في البيان الثاني (فإن الطائقة المظلومة أهل السنة ستتحرّك ولابدّ، للإقتصاص ونصرة نفسها من عدوّها الرئيس رأس الأفعى، ومن أدواته الخسيسة في لبنان)، مع كلام ظهر في وثائق ويكيليكس منسوب الى الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي طالب بقطع رأس الأفعى، في إشارة إلى إيران..هل ثمة مطبخ مشترك للبيانات؟!
وفي البيان رقم (3) ضمن سلسلة (ولتستبين سبيل المجرمين) والصادر بتاريخ 23 كانون الأول (ديسمبر) 2010 وفيه رسائل محددة الى كل من: الجيش اللبناني، طوائف لبنان من غير الشيعة، سجن رومية. يبدأ البيان بعرض للنظام السياسي الطائفي في لبنان، وحصص كل طائفة في هذا النظام. ثم يتناول دور سورية في لبنان حتى خروجها في العام 2005، ويقول (وبعد خروج السوريين العلويين وجزء كبير من مخابراتهم من لبنان، وكل الأمر لحزب الله، فمن رضي عنه الحزب والشيعة عموماً..حُمي ودعم ويقوى جانبه، ومن خالف الحزب ولم يرض عنه قادة الحزب، فإن التهميش والإقصاء عن الساحة مصيره..)، ويعتبر أن الجيش ظاهراً تحت قيادة النصارى متمثلين في قيادته، ورئيس مخابراته، ولكن واقع الحال غير ذلك، حسب البيان، بمعنى أن الشيعة هم يسيطرون فعلياً على الجيش ومخابراته. ويذكر البيان عميداً في الجيش اللبناني إسمه عباس إبراهيم ويعتبره البيان (العقل المدبّر للحرب على أهل السنة، وهو من يقف وراء سفك دمائهم وظلمهم..). وبالغ البيان في تصوير دور للعميد إبراهيم بما يجعل بقية الأجهزة العسكرية والأمنية وحتى السياسية عاجزة عن الوقوف أمامه وكبح جماح سلطانه.
يقول البيان بأن (كتائب عبد الله عزام..لا نرى مواجهة الجيش ابتداءً..ولا نرى العمل الداخلي في لبنان، وليس لنا هدفٌ في أولوياتنا إلا مقاتلة اليهود المحتلين، والدفاع عن أهل السنة المظلومين..)، فلماذا تشكّلت الكتائب في لبنان، ولماذا اقتصرت لغة البيانات واستهدافاتها على الداخل اللبناني وفي أقصى الأحوال بلاد الشام، فيما لم يأت ذكر الإحتلال الإسرائيلي لجزءٍ من لبنان، أو حتى الاحتلال الأميركي للعراق، أو الوجود العسكري الأميركي في الخليج..كل ذلك كان غائباً في بيانات الكتائب، فأين هي الأولويات؟!
كل ما جاء لاحقاً في البيان لا يخرج عن إطار التحريض الطائفي، ودعوة للتمرد على المؤسسة العسكرية، الممثلة في الجيش اللبناني ونفي كونه مؤسسة وطنية، وكأن ما لا يقوله فريق الموالاة تتولى كتائب عبد الله عزام الجهر به عالياً، كالقول (أن العدوّ الذي يسيّر الجيش وأفراده وعساكره، هم الشيعة..وإن هؤلاء العساكر ماهم إلا أدوات في أيدي أولئك يحرّكونها كيف شاؤوا..وإنكم إذا قطعتم رأس الأفعى ماتت..ومات ذيلها..فلا يشغلكم السعي وراء الأدوات التي كلما ذهب بعضها جاء غيرها..)، ألا يعني ذلك سوى الفتنة السنية الشيعية؟!
في المحور الثاني: كلمة إلى طوائف لبنان، ثمة خطاب يراد توجيهه الى الطوائف الأخرى لتحذيرها من سيطرة الشيعة على الجيش ومخابراته، والهدف هو دعوة هذه الطوائف لأبنائها في الجيش بعدم الخضوع للشيعة للبطش بأهل السنة! (فندعوكم إلى أمر رشدٌ لا يرفضه عاقل، وهو أن لا تقحموا أنفسكم في معركة عليكم ضررها ولغيركم نفعها، بمساعدة الظالم على ظلمه، ونحن لا نرضى أن يثبت أحدٌ وجوده على حسابنا..).
في المحور الثالث: جوانتنامو لبنان (سجن رومية) ثمة توجيه مقصود الى إقحام حزب الله في اعتقال وتعذيب عناصر القاعدة المسجونين في سجن رومية، (نحمّل المسئولية الكبرى لحزب الشيعة ومتنفّذيهم، لأنهم هم من يدير المحاكم العسكرية، والدولة الفعلية تحت سيطرتهم فهم يحبسون من يشاؤون ويفرجون عمّن يشاؤون، بحسب ولاء السجين لهم..).
القاعدة والشيعة.. الخطاب المتحوّل

بعد العرض السابق نقف أمام مفصل هام وخطير، وعليه مدار الإنشعاب الكبير في خطاب القاعدة. حين نقرأ مسار الخطاب القاعدي خصوصاً إزاء الشيعة، نقف أمام خطّين متنافرين داخل تنظيم القاعدة، وقد يرشد ذلك الى مرجعية فكرية من جهة ومرجعية سياسية وتنظيمية من جهة ثانية، وكلاهما يعملان بصورة مستقلة أحياناً أو متنافرة حيناً آخر. برنارد هيكل، الأكاديمي المتخصّص في شؤون الحركات الاسلامية، يقرأ القاعدة على أنها (نتاج مسارين أيديولوجي وديني غالباً ما كانا في حالة توتّر، وخصوصاً فيما يرتبط بالتعامل مع الشيعة)، المسار الأول يمثّله الإخوان المسلمون، وهي حركة لطالما شدّدت على الوحدة الاسلامية، وعارضت الإنغماس في الخلافات بين المسلمين خشية إضعاف الجهود لتأسيس دولة يتم فيها تطبيق الشريعة. أما المسار الثاني في القاعدة فهو السلفية، وهي الحركة التيولوجية التي تشدّد أولاً على تطهير المعتقدات وممارسات المسلمين الغاوين. (برنارد هيكل، الجهاديين والشيعة، الفصل التاسع، ص 202، بحث في كتاب مشترك باللغة الانجليزية صادر عن مركز مكافحة الارهاب بعنوان (جروح البلاء الذاتي..مناظرات وانقسامات داخل القاعدة وأطرافها) تحرير كل من عسّاف مقدم، وبريان فيشمان والصادر بتاريخ 16 ديسمبر 2010.
لا يمكن، قبل العام 2003، أن نعثر في كتابات وخطابات أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ما يشير إلى موقف خصامي ضد الشيعة، ولم ينخرط أي منهما في مناظرات مذهبية، وكان بن لادن متحفظاً في مهاجمة الشيعة، وهذا دون ريب إنعكاس لتأثير الاخوان المسلمين على فكره، كما أن هناك عاملاً آخر وهو أن بن لادن سعى لأن يقدّم نفسه باعتباره شخصية وحدوية لجميع المسلمين ضد (الكفار)، ويمكن أن يقال الشيء ذاته بالنسبة لأيمن الظواهري، مع أن الأخير ينتمي فكرياً وحركياً الى الاخوان المسلمين في مصر. في واحد من أبرز أعماله الفكرية (فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم)، كان الظواهري واضحاً في رسم مسار الحركة الجهادية التي ينتمي اليها، والتي شكّلت مصر في منتصف الستينيات نقطة انطلاقتها، وهناك افترقت الخطوط على أساس تحديد جهة وهوية العدو، فقد اختار الخط العام في الاخوان المسلمين العدو الخارجي كجهة إستهداف، بينما اختار خط آخر يمثّله سيد قطب العدو الداخلي، الذي يقول عنه الظواهري: (لا يقل خطورة عن العدو الخارجي، بل إنه الأداة التي يستخدمها العدو الخارجي والستار الذي يحتمي وراءه في شن حربه على الإسلام) (أيمن الظواهري، فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم، ص 11). والمائز الآخر، أن المجموعة المقرّبة من سيد قطب إختارت أن تقرن الأقوال بالأفعال، فقرّرت الجهاد منهجاً في التغيير. ومن هناك يؤسس الظواهري لتنظيم القاعدة صيرورته التاريخية.
في الباب الأول من الجزء الثاني بعنوان (أعداء الإسلام) يحدّد الظواهري ثلاثة أعداء: الامريكان، اليهود، الأنظمة الموالية لهما. وفي تناوله في الباب الثاني بعنوان التيارات الاسلامية، كانت مرجعية الظواهري ليست سلفية، بل لم يذكر من بين أسماء العلماء المؤسسين للحركة الجهادية سوى الشيخ محمد بن ابراهيم، المفتي العام للمملكة في عهد الملك فيصل والذي كتب نقداً في تحكيم القوانين الوضعية في السعودية حينذاك. حين نقارن ما يقوله الظواهري مع بيانات القرعاوي نجد بوضوح التباين في الخطاب لدى كل منهما إزء هوية الأعداء.
يلحظ هيكل تحوّلاً في موقف القاعدة منذ العام 2003، وهو العام الذي سقط فيه النظام البعثي في العراق، حيث غادرت الطبقة القيادية في تنظيم القاعدة رؤيتها الاخوانية تجاه الشيعة، وأصبحت تتبنى منذ ذلك التاريخ الموقف السلفي المتشدّد (هيكل، المصدر السابق، ص 203) وقد لعب أبو مصعب الزرقاوي دوراً في استدراج قيادة القاعدة نحو موقف أكثر تشدّداً تجاه الشيعة، ما دفع الشيخ محمد المقدسي أحد أبرز منظّري الفكر الجهادي الى معارضة الزرقاوي في تكفير عموم الشيعة وقتلهم، وقال بأنه (لا يجوز تكفير عموم الشيعة، وأنه يستند في ذلك إلى أقوال أئمة أهل السنّة خصوصا شيخ الإسلام بن تيمية، وبالتالي فان استهدافهم بالقتل عمل غير شرعي)، بحسب مقابلة مع قناة (الجزيرة) في تموز (يوليو) 2005.
أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، بعث برسالة من 12 صفحة في تشرين الثاني (أكتوبر) 2005 الى أبي مصعب الزرقاوي يدعوه فيه الى تجنّب قتل الشيعة وقال له (الكثير من أنصارك المسلمين من عامة الشعب يتساءلون حول هجماتك على الشيعة). وأضاف الظواهري بحسب هذه الرسالة (حدة هذه التساؤلات تزداد عندما تستهدف الهجمات أحد مساجدهم وتزداد أكثر عندما تستهدف الهجمات مقام الإمام علي). ومضى يقول (بنظري فإن الشعوب المسلمة لن تقبل بذلك مهما حاولت التفسير وستواصل مناهضتها لذلك). وطالبه بعدم الإنغماس في خصومات جانبية تؤدي الى ضياع أهداف التنظيم وقد تخلق بيئة معادية له.
بعد مقتل الزرقاوي ونشوء قيادات فرعية متعدّدة في ظل شبه قطيعة بين ابن لادن والظواهري مع فروع التنظيم، بدأ التيار السلفي الوهابي بلونه الطائفي يفرض هيمنته على الإتجاهات الفكرية لدى القاعدة، بل ويسمح بدخول أجهزة استخبارية إقليمية ودولية لتوظيف فروع التنظيم في معارك داخلية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الجيل الجديد من كوادر القاعدة، بمن فيهم الكوادر القيادية قد تخرّج من المدرسة السلفية الوهابية في القصيم، ولم يختلط أفراده أو يتعرّفوا على الأفكار الإسلامية الحركية المتسامحة لدى الاخوان المسلمين، ولذلك كان من الطبيعي أن ينشأ هذا الجيل على التشدّد الديني والنزعة الطائفية الحادة إزاء بقية المذاهب الأخرى، ومن بينها المذهب الشيعي.
المفتي وتوبة الخارجين على الدولة

في كلمة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ خلال استقباله لمن أطلق عليهم (التائبين عن الفكر الإرهابي) في 14 محرم 1432هـ ـ 21 ديسمبر 2010 ما يلفت إلى أن التوبة ليست عن فكر إرهابي ضد الآخر، الديني، ولا الخارجي، بل هي توبة عن فكرة الخروج على الدولة (مما نحمد الله عليه أن جعلنا وإياكم في بلد يحكمه رجال ذوو القلوب الكبيرة، ملؤها العطف والشفقة والحنان والحرص.. أعظم دليل وأجلى حجة.. احتضان أمثالكم من شباب وأبناء هذا الوطن الذين أخطئوا الطريق.. لكن رغم كل ذلك شملهم العفو والصلح من ذوي أصحاب القلوب الكبيرة من ولاة الأمر.. ومن هنا جاءت مبادرة الحوار والمناصحة من القيادة الرشيدة من قبل السوط والعقاب.. فكانت من ثمرة هذه السياسة الحكيمة ما نراه اليوم من هذه الوجوه الكريمة من ثلة من الشباب الذين قد أنقذهم الله من تأثير دعوة أصحاب الفكر المنحرف والفئة الضالة ، فأدركوا الحقيقة واهتدوا سبيل الرشد والصواب ، ونأوا بأنفسهم عن سلوك طريق الشذوذ والضلال والتكفير والتفجير... نشكر قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين ونائبه الثاني، وغيرهم من المسؤولين بما تحلوا من الشفقة والرحمة والصفح عن الأخطاء والزلات، وفتح أبوابهم لأبنائهم بالتوبة والأوبة، والاندماج في المجتمع وإعادة مكانتهم الاجتماعية لهم).









رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 23:12   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

تحالف قاعدة اليمن والسعودية
الكراهية الدينية، الطائفية، التحريض على القتل

المرجعية الوهابية لتنظيمات القاعدة

الجزء الثاني ـ تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب

سعد الشريف

صحيح أن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب تشكّل في العام 2009، بعد اندماج فرعين من تنظيم القاعدة في السعودية (أعلن عن وجوده العملي في مايو 2003) واليمن، وتعّهد بتوجيه ضرباته للمنشآت النفطية والأجانب وقوات الأمن بهدف إطاحة العائلة المالكة في السعودية والحكومة اليمنية برئاسة علي عبد الله صالح وصولاً الى إقامة إمارة إسلامية تمهيداً للدخول في مشروع إقامة الخلافة أو الإمامة الكبرى، بحسب الأدبيات السلفية.
وجّهت للتنظيم تهمة محاولة تفجير طائرة ركاب أميركية في ديترويت خلال عيد الميلاد من العام 2009، واعترف شاب نيجيري يدعى عمر فاروق عبد المطلب بأنه تلقى تدريبات على أيدي ناشطين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجهّزوه بالأسلحة والمتفجّرات، واعترف بأن آخرين أيضاً قد تلقوا تدريببات مماثلة.
بعد سلسلة ضربات تلقّاها تنظيم القاعدة في السعودية عقب مقتل قادته مثل خالد الحاج، وعبد العزيز المقرن، وصالح العوفي، إضطر عناصر التنظيم للهرب الى اليمن، التي مثّلت خياراً مريحاً لتنظيم القاعدة، حيث تمّ الاستفادة من ضعف الحكومة المركزية اليمنية، وبدأوا في تشكيل خلايا وقواعد لهم في أبين وشبوه في الجنوب اليمني. ويتحدث الحوثيون عن استغلال الحكومة اليمنية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في حربها مع المقاتلين من أتباع المذهب الزيدي، ولكن الخسائر التي تلقّاها التنظيم دفعته الى إخلاء ساحات القتال والتوجّه الى مناطق نائية في الجنوب.
نشاط القاعدة في اليمن يعود الى استهداف المدمرة كول الأميركية في العام 2000 والذي أسفر عن مقتل سبعة عشر بحاراً أميركياً، الا أن القاعدة لم تأخذ شكلها التنظيمي الا في منتصف العقد الأخير، خصوصاً بعد أن تكشّفت حقيقة الرواية المبالغ فيها عن حجم القاعدة، فلم يكن، بحسب تقييم أحد القادة الحوثيين، حتى 2009 سوى تنظيم ضعيف مبعثر، غير قادر على خوض مواجهات مسلّحة واسعة بالطريقة التي تعكسها وسائل الإعلام الرسمية سواء في اليمن أو حتى وسائل الاعلام الأجنبية.
تكّثفت عمليات تنظيم (قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) في الجنوب اليمني وخصوصاً في محافظات أبين وشبوة ومأرب وفي حضرموت عموماً، وهي المناطق التي قصدها أسامة بن لادن لتعبئة المقاتلين وتشكيل التنظيم، إلى جانب عمليات نوعية محدودة ومتقطعة للتنظيم في العاصمة صنعاء، كالعملية التي قامت بها سرية الشيخ أبي عمر البغدادي في 26 إبريل 2010 واستهدفت السفير البريطاني. وفي بيان حول عملية اقتحام (كتائب الشهيد جميل العنبري) لمبنى الأمن السياسي بعدن في يوم السبت 8/7/1431هـ ـ الموافق 19 يونيو 2010 أسفرت العملية عن قتل عدد من ضباط وجنود الأمن السياسي في رد على عمليات المداهمة التي تقوم بها أجهزة الأمن اليمنية في محافظة مأرب.
من وجهة النظر الأميركية، أن معيار قوة التنظيم برز في قدرة عناصره وعددهم 23 سجيناً من الهرب من سجن في صنعاء في الثالث من فبراير 2006 عبر نفق طوله 25 متراً تم حفره على مدار شهرين، وأن يكون من بين الفارّين العقل المدبّر للهجوم على المدمّرة كول، ويدعى جمال البداوي. وبالرغم من أنه تم القاء القبض على معظم السجناء الفارين، باستثناء مساعد بن لادن، عبد الكريم الوحيشي (أمير التنظيم)، وآخر يدعى قاسم الرايمي، وكانا مسؤولين عن تجنيد عناصر جديدة من جنسيات عربية وأجنبية.
أعلن التنظيم في العام 2008 عن عدد من العمليات الانتحارية ضد سوّاح غربيين، وكذلك هجوم صاروخي ضد السفارة الاميركية أدى إلى مقتل عشرة حراس يمنيين وأربعة مدنيين قبل أن يلقوا مصرعهم. وبعد أربعة شهور من الحادث، خرج الوحيشي ليعلن في تسجيل مصوّر عن اندماج فرعي القاعدة فى السعودية و اليمن ليشكلا معا (القاعدة ومنظمة الجهاد فى شبة الجزيرة العربية )، وظهر خلالها نائب زعيم التنظيم الجديد سعيد علي الشهري وهو سعودي الجنسية تم اطلاق سراحه من معتقل جوانتانامو فى نوفمبر/تشرين الثاني 2007 ومعتقل سابق آخر و يدعي محمد عاتق الحربي القائد الميداني للتنظيم. لابد من الاشارة الى أن التنظيم بدّل إسمه لاحقاً من (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ـ أرض اليمن) الى (تنظيم قاعدة الجهاد في جنوب جزيرة العرب). وكان هروب عناصر قيادية في القاعدة من السعوديين أمثال سعيد الشهري وصهره يوسف الشهري ومحمد العوفي وإبراهيم الربيش وغيرهم قد التحقوا بالإئتلاف القاعدي الجديد في اليمن، بعد أن فشل برنامج (المناصحة) في تصحيح أفكارهم حول الجهاد والولاء والبراء والنصرة والطائفة المنصورة..



المدمرة كول بعد تفجيرها




كانت العملية الأولى المزعومة للتنظيم الجديد خارج البلاد فى أغسطس 2009 في السعودية هي محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي لشؤون الأمن. نقول المزعومة لأن تقارير أخرى شكّكت في صحة الرواية بالطريقة التي ذكرتها الحكومة السعودية.
كثرة العناصر اليمنية في تنظيم القاعدة لا تعكس على الإطلاق إشارة أيديولوجية من أي نوع، بل هي مرتبطة بطبيعة اليمن، الأرض والإنسان، فقد كانت اليمن وافغانستان بيئتين نموذجيتين لاحتضان مشروع السلفية الجهادية، لأسباب عديدة من بينها الطبيعة الجبلية المناسبة لحرب العصابات، والفقر (60 بالمئة من سكان اليمن تحت خط الفقر بحسب تقارير الامام المتحدة)، وانخفاض المستوى التعليمي، وضعف الحكومة المركزية المفضي الى انفلات الأوضاع الأمنية، انتشار السلاح بكثافة بين السكّان المحليين. وبحسب قائد حوثي (بإمكانك العثور على الرصاصة والدبابة في سوق السلاح اليمنية).
فقد شارك عناصر القاعدة العائدين من أفغانستان في الحرب الاهلية في اليمن العام 1994 الى جانب الجيش اليمني الشمالي، وكان اليمن ملاذاً آمناً لآلاف المقاتلين العرب الذين عادوا بالإنتصار ضد الإحتلال الروسي في أفغانستان أواخر الثمانينات من القرن الماضي.
حين ننتقل الى البعد الأيديولوجي للقاعدة، نجد أن كيمياء العلاقة الأيديولوجية بين أسامة بن لادن والدكتور عبد الله عزّام، تعود الى بداية الثمانينات حين انتقل عزّام الى السعودية بعد طرده من الأردن الذي منع من التدريس في جامعاتها، ثم فصله من جماعة الاخوان المسلمين في الأردن بسبب إقامته معسكراً للتدريب على الحدود مع فلسطين، موطنه الأصلي.
في السعودية، تعرّف عزّام على الفكر السلفي الجهادي والتقى بابن لادن وكان في العشرينات من عمره، حيث التقى مبدءا الهجرة والجهاد، فبينما تشبّع ابن لادن بفكرة الهجرة من عزّام الذي عاش حياته مطروداً من بلده الأصلي من قبل الصهاينة، ثم من الأردن التي كانت وطناً بديلاً له، فيما تشبّع عزّام بفكرة الجهاد التي عثر على تأصيل عميق لها في الأدبيات السلفية. وكانت ثقافة الهجرة والجهاد ما يميز العقيدة السلفية الوهابية التي شرعنت سفك دماء السكّان المحللين والمناطق المجاورة، وتالياً إقامة دولة آل سعود، ومن مكوّناتها ولد تنظيم القاعدة.
تتلمذ إبن لادن على يد عبد الله عزّام في السعودية، قبل أن يعملا سويّاً في أفغانستان من خلال (مكتب خدمات المجاهدين) الذي أسسه عزّام سنة 1983 لتعبئة وتجنيد المقاتلين العرب المتطوّعين للجهاد في أفغانستان ضد الإحتلال السوفياتي، وكان يقوم المكتب بمهمات إغاثية وطبية إلى جانب وظيفة التعبئة الاعلامية. نشير هنا الى أن انتقال عزّام الى أفغانستان جاء وظيفياً، حيث كان يعمل أستاذاً في جامعة الملك عبد العزيز بجدة وتمّت إعارته الى الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد، سنة 1981. وحين التقى عزّام وابن لادن في أفغانستان لم يرق للأخير طريقة أستاذه في العمل، حيث كان ينزع الى تكثيف كل جهوده في العمل العسكري، فيما واصل عزّام مشروعه في توفير خدمات إغاثية وثقافية للمشروع الجهادي الأفغاني، الى لحظة قتله مع إثنين من أبنائه في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1989 في بيشاور بعد تفخيخ سيارتهم.
قاد إبن لادن حملات التعبئة الإيديولوجية في اليمن الجنوبي، وخصوصاً حضرموت، في سبيل التحريض على القتال ضد السوفييت في أفغانستان، فدفعت القبائل أبناءها للهجرة الى (دار الحرب) و(أرض الجهاد)، فتقاطروا بوحي من الفتاوى الجهادية على أفغانستان، قابلتها رغبة أميركية في توجيه كل السهام ضد الروس في (لعبة أمم) لم تتقن الكتل البشرية القادمة من الجزيرة العربية كنهها.
كان عبد العزيز المقرن (قتل في يونيو 2004)، قائد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، حينذاك يخوض مواجهات عسكرية ضد القوات الأميركية في الصومال العام 1992، وكان شباب يمنيون من القاعدة مثل أبو طارق الفضلي وجمال النهدي يقودون حرب عصابات ضد الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم في الجنوب، ولكن بعد نهاية الحرب في صيف 1994، قرر الفضلي والنهدي قطع صلاتهما بالقاعدة والقبول بمكافأة مادية ووظيفية من قبل القيادة السياسية اليمنية في الشمال.
مهما تبدّلت هوية قيادة التنظيمات الفرعية لشبكة القاعدة، فإن ثمة ثابتاً راسخاً لا يخضع لقوانين التغيّر، ذاك هو الثابت الأيديولوجي الذي يمثّل حجر الزاوية، بل الدافع الرئيسي للإلتحاق بتنظيم جهادي، والانغماس في عمليات ذات طابع سادي بإسم الجهاد. من منطقة القبائل في باكستان مروراً بأفغانستان والعراق وبلاد الشام واليمن وشمال أفريقيا وصولاً الى أوروبا غرباً والى شبه القارة الهندية شرقاً وجمهوريات الاتحاد السوفياتي ـ سابقاً ـ شمالاً، وإلى القارة الأفريقية جنوباً، ثمة لغة مشتركة تتداولها التنظيمات الجهادية، لغة تستمد مفرداتها من الأدبيات السلفية الوهابية في الجزيرة العربية. إنها مرجعية ضخمة تراكمت منذ ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد وصولاً الى الجيل الصحوي الذي برز في التسعينيات من القرن الماضي، رغم تنصّله لاحقاً من كل ما صدر عنه من فتاوى، وبيانات، وتصريحات تحرّض على القتال..
قد تختلط الأوراق حين يجري الحديث عن هوية الأعضاء في التنظيمات القاعدية، ولكن بإمكان الدراس للمدرسة الوهابية أن يعثر وبسهولة وسرعة فائقة على المرجعية الأيديولوجية الأصلية لهذه التنظيمات.











رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 23:14   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

صدى الملاحم.. نشرة وهابية

مجلة صدى الملاحم الناطق باسم القاعدة في جزيرة العرب






حين نقرأ مجلة (صدى الملاحم) الناطقة بإسم تنظيم (قاعدة الجهاد في جزيرة العرب)، إلى جانب نشريات، وأفلام دعائية، وبيانات صوتية صادرة عنه، فإن النتيجة التي يمكن للمرء أن يخرج بها هي أن المرجعية الفكرية لدى هذا التنظيم هي ذاتها لدى التنظيمات الفرعية الأخرى في بلاد الشام والعراق وافغانستان. الجدل الدائر حول موقف تنظيمات القاعدة من علماء المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية لا يدور حول صحة النص السلفي أو سقمه، بل حول تطبيقاته. وغالباً ما يتركّز الخلاف بين الطرفين حول الموقف من الحكومة السعودية حصرياً، إن كانت تدخل في إطار (الطوائف الممتنعة)، أي الطائفة التي تمتنع عن الامتثال لأحكام الاسلام.
وقد جاء في كتاب (السياسة الشرعية، ج1 ص 106 ومابعدها) لشيخ الاسلام ابن تيمية: (وأيما طائفة ممتنعة انتسبت إلى الإسلام وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواترة فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين، حتى يكون الدين كله لله). وقد أدخلت أجهزة الأمن والاستخبارات في مسمى الطوائف الممتنعة، ما برر استهداف عناصرها من قبل التنظيمات القاعدية. قد يستحضر ذلك ماورد في محاضرة للشيخ الصحوي السابق سلمان بن فهد العودة بعنوان (رسالة الى أخي رجل الأمن) يحذّره فيه من الوقوف الى جانب الدولة من خلال اعتماد مبدأ (الطاعة العمياء)، وقال بأن واجب رجال الأمن هو الدفاع عن الدين من أي اعتداء فهو حسب قوله (الجريمةُ العظمى التي تأخذ رقم واحد، والتي يجب أن يجعل رجل الأمن من جهده جهداً كبيراً في مقاومتها وكشفِ من يعملها أو يمارسها وإيقافه عند حده). كما نبّه رجل الأمن من دعاية الحكومة الرامية الى التهويل من خطر رجال الصحوة (ملأوا قلبك أخي رجل الأمن خوفاً وذعراً، حتى أصبحت إذا رأيت ذا اللحية فكأنما رأيت بعبعاً مخيفاً أو شيئاً عنيفا؛ وبالمقابل خوفوه بك، وجعلوك سيفاً مسلّطاً على رقبته، فصار ما إن يراك ببزتك وبدلتك حتى يرى الموت الأحمر ويدري أنه إن لم يَقتُل يُقْتَل، وصرت أنت وإياه حينئذ ضدين لا يجتمعان.. إنه الدم، إنه القصاص، قال الله تعالى {ولكم في القصاصِ حياةٌ يا أولي الألباب} والقاتلُ مقتول ولو بعد حين، وسيقضي القاتل أياً كان بقية عمره في قلق لا يهدأ وتوتر لا يسكن، وذلك أن يزرع الله تعالى في قلب القاتل شقاء لا سعادة معه قط..). وفي مكان آخر ينذر العودة رجل الأمن من سوء العاقبة في الدنيا (فلماذا تنـزعج أخي أو ينزعج غيرك من خبرٍ يقول: مقتل ضابط أو شرطي في بلد كذا؟ ثم تسر بخبرٍ يقول لك اقتحام منـزل وقتل عشرين من المتطرفين..).
كثافة الرمزية العقدية والتاريخية بطابعها الديني في الثقافة الجهادوية السلفية ينبىء عن نزوع شديد الضراوة نحو التميّز عن الآخر، والانعزال في شكله المتعالي والمتمرد، تضاف إلى نزعة مبيّتة نحو اختطاف التمثيل الشعبي والمدرسي للدين (=الإسلام). مفردات ذات دلالة دينية وتاريخية مثل (بدر، أبو هريرة، أمير الجماعة، وعد، غزوة، معركة، ملحمة، القصاص العادل)، إلى جانب عناوين ذات تركيبة سجعية من قبيل (القول الصراح في حكم استهداف السياح). نقرأ في سلسلة الافلام التعبوية التي صدرت عن تنظيمات القاعدة في اليمن والسعودية في العام 2009 عناوين مثل (فزت ورب الكعبة) وتتضمن وصايا منفذي عملية استهداف الكوريين الجنوبيين في اليمن، وفيلم (غزوة الفرقان) والذي يشتمل على صور عن تنفيذ الهجوم على السفارة الأميركية في صنعاء وفيه وصايا المنّفذين، وفيلم (معركة مأرب) ويوثّق الاشتباكات التي دارت بين وحدات من الحرس الجمهوري اليمني في آب (أغسطس) 2009، مع عناصر القاعدة في محافظة مأرب، 170 كم شمال شرق صنعاء.
يمكن قراءة الأدبيات القاعدية بوصفها تمظهرات أمينة عن الهوية الأيديولوجية الأصلية للتنظيمات القاعدية. في مجلة (صدى الملاحم) التي صدر العدد الأول منها في شهر محرم 1429هـ (الموافق يناير 2008)، أول ما تلحظه هي أسماء المحررين الذين يحملون دلالات تاريخية ودينية مثل (أبو بصير، أبو بالقعقاع الجنوبي، أبو العلاء الحضرمي، أبي فراس، ذو الفقار)، ثم تأتي العناوين بنفس الزخم الدلالي: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن)، (أضواء على عملية أبين)، (منبر حسان)، (لا تكلف إلا نفسك)، ( وعلى الطريق رجال)، (في ظلال الظلال)، (حادي الجهاد)..
في مقالة (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن) والتي تروى قصة نبي الله يوسف (عليه السلام)، رسم ملاحم استراتيجية عمل التنظيم وقال بأن (الفرار سنّة من سنن الأنبياء) في ضوء عدد من الآيات القرآنية التي تحدّثت عن مبدأ الفرار، وقال (ينال المسلم بالفرار الحكم في الأرض والعلم والمعرفة بالله (ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين ـ الشعراء 21)، وأن الفرار الى الله من الدنيا والقعود فيها يهب للمسلم القوة والتمكين (ففروا الى الله إني لكم منه نذير مبين ـ الذاريات 59) ليختم بعد ذلك بدعوة (فأين الفارين (هكذا) من الدنيا المقبلين على الآخرة فليلجوا باب التمكين وليلحقوا بإخوانهم وليوحدوا جهودهم وليبذلوا أموالهم). والفرار لا تعني مجرد انتقال مكاني للجسد، بل هي تعبّر عن حالة تمرّد وجحود بالواقع الذي يراد الانقلاب عليه وتغييره من وجهة نظر إيمانية.
عبارات لها وقع خاص في البيئة السلفية مثل (ممسكون بالراية.. ماضون على الجهاد.. مراغمة الطواغيت.. بلاد الرافدين.. ذرى خراسان، أرض الصومال.. أذناب الصليبيين.. اليهود والنصارى..)
ونقرأ في العدد الآول موضوعاً عن الجهاد وأنواعه، من بينها جهاد الدفع، أي دفع الكفّار عن بلاد المسلمين ويكون فرض عين على جميع المسلمين؟

ولم يغفل محررو العدد إيلاء المرأة أهمية جهادية، حيث أضيء على دور المرأة، داعية، ومحرّضة على القتال والجهاد، على غرار ما فعلت أم عمارة في أحد وحنين واليمامة.. وحتى الطب الشعبي أو ما يطلق عليه النبوي الذي يرجع فيه الى ابن القيم.
في اقتتاحية العدد الثاني من (صدى الملاحم) في ربيع أول 1429هـ بعنوان ثابت (هذا بيان للناس)، وعنوان متغيّر (براءة) ثمة موقف واضح (أننا نبرأ من كل كافر داخل جزيرة العرب وأنه حلال الدم والمال، ولا أمان له، لعدم شرعية حكومة الأسود العنسي بل هي أولى بالخروج من جزيرة العرب وبناءً على ذلك فلا تصح عقودهم وأمانهم لأن فاقد الأهلية الشرعية لا يعطيها فهذه العهود لا تلزمنا ويسعنا ما وسع الصحابي الجليل أبو بصير رضي الله عنه وأرضاه). ويضيف (فنبرأ إلى الله من هذه العهود والمواثيق التي عقدها الكافر المرتد الخائن الذي أباح جزيرة العرب لهؤلاء الكفرة المحاربين والمشركين من اليهود والنصارى وغيرهم). وهذا الرأي يستدعي ما ورد في كتاب (تحكيم القوانين) للمفتي الأسبق للملكة الشيخ محمد بن ابراهيم، وكتب شرحاً عليه الشيخ سفر الحوالي، وأفصح عن موقف عملي إزائه الشيخ حمود التويجري.
وعلى النسق نفسه تبدو الاعداد اللاحقة التي تتناول موضوعات مشابهة بذات الزخم الديني والعاطفي حيث لا يكّف محررو المجلة عن استثارة الجمهور من أجل الالتحاق بركب (القاعدة).
في العدد 14 من (صدى الملاحم) الصادر في شهر رجب 1431هـ نقرأ في الافتتاحية (والعاقبة للمتقين) أن عملية عمر الفاروق جاءت بعد القصف الأميركي على أبين وشبوة، أو (بمثابة رسالة مفادها أننا لن نترك الثأر لإخواننا المظلومين في كل مكان، وكرسالة أخرى للمسلمين في كل مكان أن يحذوا هذا الحذو ويخطوا نفس الخطى..) وأوضحت (أن المجاهدين ماضون في مشروعهم في التربّص بأئمة الكفر المجرمين ودهاقنة الشر الصليبيين..).
وتميّز العدد بسرد سيرة الشيخ عبد الكريم حميد الذي التقاه أحد عناصر التنظيم في سجن بريدة في القصيم العام 1425 هـ ـ 2004، حيث جاء فيه: (أن أعظم ما يمكننا الحديث عنه من حياة الشيخ هو مناصرته لقضايا الجهاد والمجاهدين، وصدعه بالحق، وبغضه وتكفيره للطواغيت). وينقل عنه (سمعته كثيراً ما يؤكد على كفر الدولة السعودية وكان يقسم على ذلك، وقد حدّثني أحد تلامذته أنه وفي يوم من الأيام وفي أحد مجالسه كان الشيخ يتحدث عن الزهد وعن طبيعة حياة السلف، وفجأة دخل مجموعة من الناس وكأنهم ليسوا من أهل البلد، فظن الشيخ أنهم ممن قطع الفيافي والقفار وجاء ليشاهد حياة الشيخ وزهده كما يفعل كثير من الناس، فتفحص الشيخ وجوههم ثم قال: أيها الإخوة، ومع أن الزهد والبعد عن مظاهر الترف والرجوع إلى حياة السلف هي من الأمور التي ينبغي على المسلم الاهتمام بها في هذا الزمان، إلا أن هناك أمورٌ أهم منها ويجب أن نذكرها، وهي ما يحصل في هذه الأيام من قتال في بلادنا، ولعل بعضكم يتساءل: كيف للشباب أن يقاتلوا دولة تزعم أنها مسلمة وأنها تطبق شرع الله، وأنا أقول لكم وأختصر عليكم الجواب: لعنة الله عليَّ إن كانت الحكومة السعودية مسلمة، ورددها مراراً).
ونقل حديثاً بين الشيخ حميد وعدد من مشايخ المناصحة:
(حدثني الشيخ ذات مرة فقال: جاءني وفد من أحدى الجامعات - التي تسير على منهج الإسلام السعودي - أرسلتهم الدولة لكي يثنوني عن مناصرة المجاهدين وطلبوا الجلوس معي فرفضت الجلوس معهم، وقلت لهم: إنكم قوم تستحقون الهجر لأنكم تأكلون بدينكم، وقد جعلتكم الدولة بوقاً لها تحارب به المجاهدين، قال: فألحوا عليّ وقالوا: إن الأمر ضروري جداً يا شيخ، قال: فجلست معهم على مضض، فكان مما قالوه لي: يا شيخ نحن نعلم صدقك ومحبتك لنصرة دين الله، ولكنك تزكي أشخاصاً هم ليسوا على جادة الصواب، ولا يمثلون الجهاد كأسامة بن لادن وعبد العزيز المقرن ويوسف العييري وغيرهم، يقول: فقلت لهم مستهجناً: أصحيح أن هؤلاء ليسوا بمجاهدين ؟ قالوا: نعم ليسوا بمجاهدين وطمعوا مني بذلك، قال: فقلت لهم: الذي أعرفه أن بلاد المسلمين محتلة خاصة العراق وأفغانستان ولا بد من جهاد هؤلاء المحتلين فإن لم يكن أسامة ومن معه مجاهدون فأين المجاهدون ؟ قالوا: لا يوجد يا شيخ مجاهدون في زماننا، قال: إذا لماذا لا تذهبون أنتم لجهاد الأمريكان في العراق وأفغانستان؟ قالوا: نحن ضعفاء يا شيخ ولا نستطيع جهاد الأمريكان، قال: فلماذا لا تعدون العدة، وتقيمون المعسكرات لتدريب الشباب على السلاح ؟ قالوا: لا نستطيع يا شيخ نحن عاجزون عن ذلك، فقال: إليكم عني، لا يوجد مجاهدين في هذا الزمان؟ ولا تريدون أنتم الجهاد؟ ولا تريدون الإعداد فما أبقيتم لدينكم؟، ثم قال لهم: والله أن أسامة ومن معه على خير وجهاد وسأبقى مناصراً لهم ماداموا على الحق ثم قام وتركهم).
دخل التنظيم في مناقشة الاختلاط في الجامعات السعودية، واعتبر دعاة الاختلاط بالانهزاميين، وجاء (يخرج على الأمة نشاز من دعاة الانهزامية المنبهرين أمام انحطاط الغرب، فاقدي الثقة في ثقافتهم الاسلامية ممن يتحدث عن جواز الاختلاط..)، وقال (إن الحديث عما يحصل في جامعة عبد الله آل سعود لم يعد حديثاً عن الاختلاط، وإنما حديث عن التداخل والامتزاج بين ذكر وانثى بدون محرم، أو ضرورة في ظل وجود الفضائيات الفاسدة المتخلية عن القيم والمتنكرة لها..). ويرجع في ذلك الى كتب المدرسة السلفية مثل ابن القيم الجوزية، وابن تيمية، وغيرهما.
وفي مقالة بعنوان (منهج الكتاب والسيف) نقل عن ابن تيمية قوله (ولن يقوم الدين الا بالكتاب والميزان والحديد، كتاب يهدي به وحديد ينصره). وأن المدافعة والمقاتلة تحتاج الى أمرين أساسيين هما: الرجال والأرض، (فإذا وجد الرجال وجب وجود الأرض) (فإذا أردنا أن نقيم دولة العدل التي جاء بها الإسلام على أرض الواقع -وهذا واجب شرعي- فلابد أن نجد المكان المناسب لإقامتها كما فعل قدوتنا محمد..). واعتبروا أن أرض اليمن هي (أرض مدد وجهاد) و(أنها مهيأة للدعوة بالكتاب أكثر من فعل السيف، وهذا ما جعلنا بفضل الله نكثف أمر الدعوة، ويكون العمل العسكري يقوم على العمليات النوعية..) ويختم (وما نراه بفضل الله من استدراج الله لحكام الجزيرة المرتدين، وكيف بدأت عروشهم تتهاوى وتنهار، وشعوبهم تلعنهم بالليل والنهار..).










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 23:16   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ولابد من الإشارة الى أن محرّري مجلة (صدى الملاحم) والبيانات الصادرة عن التنظيم لا يمكن إلا يكونوا من طلبة العلم الشرعي، كما تخبر سعة اطلاعهم على الفتاوى الشرعية، وإتقانهم لضوابط اللغة الدارجة في حقل العلم الشرعي، كما تكشف عن قدرتهم على المحاجّة وبيان أوجه القضايا الخلافية في المستوى الفقهي، وكثافة حضور النصوص القرآنية والنبوية وكذلك التفاسير والفتاوى والآراء المتباينة. في مقالة بعنوان (الفتوى بين قيود الشرع والقيود الدخيلة) في العدد الرابع عشر من (صدى الملاحم) جاء بأن (العلماء موقعون عن رب العالمين، وعليه فيجب ألا يكون لغير الله عليهم سلطان، حتى تكون الفتوى على الحاكم الأعلى لهذا الكون، وهو الذي وكلهم في التوقيع، وأخذ عليهم الميثاق بالبيان، وعدم الكتمان)، ويذكّر هذا الرأي بما ورد في مقالة للشيخ ناصر بن سليمان العمر بعنوان (على بصيرة) من جزئين وجاء في الجزء الأول منه (فالأمراء والحكّام يرجعون إلى العلماء فيما يشكل عليها من أمر الشرع، وما يقرّره العلماء يلتزم به الأمراء، لأن العلماء هم الموقعون عن رب العالمين) ـ أنظر موقع المسلم، على بصيرة (1 ـ2) بتاريخ 17/4/1427هـ.
ويضع التقوى معياراً في الفتوى، وأن من صفات صلاح العالم (الصدع بالحق دون النظر لهوى الحاكم، بخلاف من يصدع بالحق الذي لا يخالف هوى الحاكم) ، ويضرب مثلالاً (فمثلا نرى بعضهم هذه الأيام يسب الرافضة الحوثيين، ويتغاضى عن رافضة المدينة والقطيف، فعلمنا أنه ليس غضباً لأعراض الصحابة، ولكنه غضب لجبل الدخان).
ويقسّم العلماء من حيث الاستقلالية الى ثلاثة أقسام: علماء رسميون، وهم الذين يعتاشون على مرتّبات الدولة (فهؤلاء ستكون فتاواهم متأثرة بأقواتهم)، وذكر مثالين: الشيخ الشثري الذي أفتى بحرمة الاختلاط وفصل من منصبه، والشيخ إبراهيم الدبيان، وفصله من مهنة التدريس، وكان الدبيان من بين الموقّعين على (بيان حول تغيير المناهج في السعودية) في يناير 2004.
والقسم الآخر: علماء ليسوا رسميين ولكنهم مقيّدون، وضرب مثالاً لذلك الموقعين على (مذكرة النصيحة): (حيث تضمنت المذكرة ذكر مكفرات عدة، ثم نراهم اليوم يعلنون الولاء التام لولاة أمرهم، مع أن الولاة لم يزدادوا إلا سوءً، فما الذي تغير؟ أهو الحق أم الرجال؟).
أما القسم الثالث: علماء مستقلون، ومن الأمثلة على ذلك الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، صاحب الموقف المعروف من هجمات الحادي عش من سبتمبر ومن تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن. يقول الكاتب (فقد مرّت بالأمة قضايا كانت ساحة الفتوى خالية من التجرّد من القيود، لولا فتاوى معدودة من الشيخ حمود وقلة من العلماء المستقلين). وذكر أيضاً الشيخ سلمان العلوان الذي لا يزال معتقلاً في السجون السعودية. وذكر الكاتب بأن الحكومة عرضت عليه خيارين: (إما أن يقبل عضوية هيئة كبار العلماء، أو أن يستمر في التدريس، لكن لا يتكلم في أي حدث داخلي أو خارجي، ولمّا لم يقبل الشيخ أحد هذين العرضين لم يجدوا له دواء إلا جامعة يوسف عليه السلام). ثم يختم بكلمات ذات دلالة ايديولوجية:
(كم نحن بحاجة إلى مثل ثبات أحمد بن حنبل في وجه الخليفة، وجرأة ابن تيمية والعز بن عبد السلام في الإنكار على الحكام، وشجاعة محمد بن عبد الوهاب في مواجهة أهل عصره، حتى حولهم من البدعة إلى السنة، ومن الشرك إلى التوحيد، أما مجرد التدريس الذي لا يعالج ما في الواقع من أمراض المعاصي، فهو أسلوب ناجح في حفظ العلم في صدور المتعلمين، لكنه علم لا يتجاوز صدور الطلبة، وجدران المكتبات).
وتعرّض الكاتب لـ (هيئة كبار العلماء)، ليس من منطق إيديولوجي فهؤلاء (شابت لحاهم في طلب العلم وتعليمه، ونشر التوحيد والصدع بالحق) كما تربّى على ذلك منذ نعومة أظفاره، ولكن اكتشف بعد ذلك (أنهم حولوا جزيرة العرب ومهبط الوحي وقلب الإسلام إلى قاعدة للصليبيين الأمريكان..).
في المقابل، أورد الكاتب صوراً من مواقف العلماء في (الصدع بالحق) على حد قوله، وكلهم ينتمون للمدرسة الحنبلية في القديم، أما الجديد فذكر سيد قطب ثم ذكر قائمة كلهم ينتمون الى المدرسة الوهابية مثل الشيخ عبد الله عزام، والشيخ حمود الشعيبي (الذي صدع بفتوى ضرب أبراج التجارة العالمية) حسب قوله، والشيخ يوسف العييري، والشيخ عبد الله الرشود، والشيخ وليد السناني، والشيخ محمد الصقعبي، والشيخ حمد الحميدي والشيخ فارس آل شويل الزهراني، والشيخ أبي قتادة الفلسطيني، والشيخ خالد الراشد..
في مقابلة مع نايف بن محمد القحطاني الملقّب (أبو همام القحطاني)، يقول بأن ما دفعه لاختيار الجهاد في جزير العرب وليس أفغانستان أو العراق هو آية قرآنية طالما ترددت في أدبيات الصحوة في التسعينيات من القرن الماضي (قاتلوا الذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلظة)، وكذلك حديث منسوب الى الرسول (صلى الله عليه وسلم) (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، وهو حديث إعتمده زعيم القاعدة أسامة بن لادن في رسالته المعنونة (إعلان الجهاد على الأمريكيين المحتلين لبلاد الحرمين (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) واعتمد فيها على كتاب ألّفه الشيخ سفر الحوالي في 1991 بعنوان (كشف الغمة عن علماء الأمة).وبإمكان القارىء للكتيّب أن يلحظ بسهولة اللغة السائدة في الأدبيات القاعدية، ونختار هنا عينة عشوائية من بعض العبارات الدارجة في بيانات تنظيمات القاعدة (تداعي أمم الغرب النصرانية.. إتحاد أوروبا الصليبية.. الغرب الصليبي، الرويبضات، العلمانيين، أمة التوحيد، الرافضة..).
وكان الحوالي من أصحاب الرأي القائل، كما جاء في المقدمة، بأن الوجود العسكري الاميركي في السعودية هو احتلال عسكري مخطط له مسبقاً.



يقول الحوالي في نفس الكتاب سالف الذكر (ص61) ما نصّه: (لقد ظهر الكفر والإلحاد في صحفنا وفشا المنكر في نوادينا ودعي إلى الزنا في إذاعتنا وتلفزيوننا واستبحنا الربا حتى أن بنوك دول الكفر لا تبعد عن بيت الله الحرام إلا خطوات معدودات). وعن تحكيم القوانين الوضعية يقول الحوالي (أما التحاكم الى الشرع ـ تلك الدعوى القديمة ـ فالحق أنه لم يبق للشريعة عندنا إلا ما يسميه أصحاب الطاغوت الوضعي الأحوال الشخصية وبعض الحدود التي غرضها ضبط الأمن (ومنذ أشهر لم نسمع شيئاً منهم عن حد أقيم) ومع ذلك وضعنا الأغلال الثقيلة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصفدنا الدعوة والموعظة بالقيود المحكمة، وهذا من استحكام الخذلان وشدّة الهوان ومن يهن الله فما له من مكرم). ويختم بالقول، بأن الصراع الدائر خلال التاريخ المعاصر بين دولة العقيدة ودولة الرفاهية، وكانت وسيلة الثانية هي التغريب التي أفضت الى أن سلّط الله الذل على الدولة السعودية (ووقعت النازلة فارتجف منا كل قلب وذهل كل لب بعد أن كنا منصورين بالرعب، واستيقظنا فإذا جيشنا الذي كان أيام سيادة المبدأ الأول (قبل سبعين سنة) أكثر من (400.000) مجاهد وعجزت أمهر الاستخبارات العالمية عن اختراقه لا يتجاوز اليوم خُمُس ذلك العدد وبينهم كثير من متبعي الشهوات ومضيعي الصلوات وأصبحنا نستجدي لحمايتنا أمم الأرض كافرها ومسلمها حتى دويلات أفريقيا الفقيرة). وتساءل (أفيكون المغضوب عليهم أحرص على الموت وأخلص لدينهم وأمتهم وأحفظ لأموالهم منا). وفي محاولة أخيرة منه لتعبئة العلماء في مواجهة قرار استقدام القوات الأجنبية (أو الصليبية كما يسمونها)، ولكن ظنه كما يقول (قد خاب إذ سرعان ما عادت السكرة واستحكمت الغفلة ورانت الذنوب وضاع صوت النصح بل حُورِب ومُنِع)(ص ص 61 ـ62).
في سياق موازٍ، يضع الشيخ الحوالي تصوّراً لما أطلق عليه لاحقاً الهلال الشيعي، وقد أسماه الحوالي بالقوس الرافضي، والذي جرى استعماله بكثافة من قبل حكومات وأخيراً ورد في أدبيات القاعدة:
(إذا تصورنا ذلك أدركنا خطراً كبيراً يهدد المنطقة في حالة تدمير العراق وإحلال التحالف الشيعي محله (إيران-سوريا-العراق الذي سيصبح دولة شيعية بعد فصل الأكراد- ثم بقية المناطق الخليجية كالبحرين والإمارات وشرق السعودية- والوجود الشيعي واضح فيها، ولا ننسى أن نذكر أن كثيراً من الناطقين بالعربية في جنوب تركيا من النصيرية أيضاً، أما باكستان فكثير من قادة جيشها الكبار شيعة ومعهم إخوانهم القاديانية والبريلوية). يقول (إنها مصيبة عظمى لو أصبح هذا القوس الكبير قوساً رافضياً يهودياً توجهه الصليبية الغربية المتحالفة).
وأوصى الحوالي في مكان آخر من كتابه (ص ص 37 ـ38) العلماء بضرورة (تنبيه وسائل إعلامنا إلى الخطر الرافضي القادم وبيان فداحة الخطر الذي تقع فيه عندما تؤيّد المعارضة العراقية الرافضية وتسميها المعارضة الإسلامية وتصف آيات ضلالها بأنهم علماء الإسلام في حين تهاجم بلا هوادة جبهة السودان وجبهة الجزائر وأمثالها من الحركات الإسلامية التي مهما أخطأت فهي لا تقارن بخطر الرافضة!!) وزيادة في تهويل خطر الشيعة يقول الحوالي (إن الرافضة هم أولياء اليهود والنصارى في قديم الدهر وحديثه، ولا أظن الغربيين إلا قد أدركوا الفرق بينهم وبين أهل السنة جيداً وأخشى -لا قدَّر الله- أن نصحو على إمبراطورية مجوسية تمتد من الهند إلى مصر!!) ويستدرك في الأخير (أما إن صحونا الآن فسنقطع عليهم الطريق بإذن الله).
ونجد أصداء لمقولات الحوالي وعلماء وهابيين آخرين في بيانات القاعدة ونشرياتها، فقد جاء في منبر التوحيد والجهاد (6) (هذه عقيدتنا ومنهجنا، ص 4)، تقول اللجنة الشرعية لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين: (والرافضة عندنا طائفة شرك وردّة)، وهو نفس رأي عضو هيئة كبار العلماء السابق الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين بحسب فتوى رقم (11092) في موقعه الرسمي على الإنترنت (الرافضة غالبا مشركون حيث يدعون علي بن أبي طالب دائما في الشدة والرخاء حتى في عرفات والطواف والسعي، ويدعون أبناءه وأئمتهم كما سمعناهم مراراً وهذا شرك أكبر وردة عن الإسلام يستحقون القتل عليها، كما هم يغلون في وصف علي رضي الله عنه ويصفونه بأوصاف لا تصلح إلا لله كما سمعناهم في عرفات، وهم بذلك مرتدون..).
نقرأ في (صدى الملاحم) العدد 14 أيضاً:
(وإذا أخذنا بالاعتبار الحصار المطبق من دول الطوق، التي تخنق الفلسطينين وتقوم بدور الحارس لحدود "دولة إسرائيل" من جميع الاتجاهات، ومن هذه الأطواق الطوق الشمالي لـ"إسرائيل" الذي يفرضه حزب الله الرافضي الذي يقوم بحراسة شمال "إسرائيل" منذ زمن بحكم سيطرته التامة على جنوب لبنان، ويقوم بتأمين حدود "إسرائيل"، ولم يكتفي الحزب بهذا الدور الخبيث، بل انسحب قرابة الثلاثين كيلومتر داخل الأراضي اللبنانية، وقَبِلَ بقرار 1701 بعد حرب "تموز" والذي كان يقضي بأن يضاف إلى انسحاب حزب الله نزول وتمركز قوات "اليونيفل" الصليبية، لتقوم بدور حماية حدود إسرائيل الشمالية، ولمنع المجاهدين من استهدافها عبر جنوب لبنان، ومع ذلك فقد اخترقت صواريخ المجاهدين من كتائب الشهيد عبد الله عزام هذا الطوق المحكم ووصلت إلى إسرائيل، وإذا كان هذا الطوق من جنوب لبنان يأتي بتواطؤ "حزب الله الرافضي" الذي يزعم أن إسرائيل عدوة له وأنه يحاربها وأنه حزب يمثل "المقاومة" ، فكيف سيكون الطوق من قبل دول قبلت بإسرائيل وطَبَعت معها وتبادلت السفارات والسفراء مثل الأردن ومصر، وتمد الأخيرة إسرائيل بكميات ضخمة من الغاز بأقل من سعره في السوق، في حين تغلق المعبر الوحيد لنفوذ البضائع والمواد الغذائية والطبية إلى المحاصرين في غزة؟ إذا وضعنا في اعتبارنا هذا الطوق المحكم؛ علمنا مدى الصعوبات التي تواجه المجاهدين الصادقين في سبيل المواجهة والتلاحم المباشر مع "دولة إسرائيل"..). وهو نفس ما ورد في بيان (ولتستبين سبيل المجرمين) التابع لكتائب عبد الله عزّام.
وفي 29 كانون الثاني (يناير) 2011 أطلق الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري المعروف بإسم (أبو سفيان الأزدي) تحذيراً للمسلمين السنة مما أسماه (الحلف النصراني الرافضي)، في رسالة صوتية بثّت على مواقع دينية مقرّبة من تنظيم القاعدة.
الرسالة التي استغرقت مدتها دقيقة، قال الشهري الذي أمضى ست سنوات في سجن غوانتماموا ثم أطلق سراحه من السجون السعودية ضمن برنامج (المناصحة)، (أصبحت أمريكا وايران حلفا واحدا ضد الشعوب السنية في المنطقة). وأضاف أن (ما شاهدناه في المنامة بين وزيرة الخارجية الاميركية (هيلاري كلينتون) ووزير الخارجية الايراني (السابق منوشهر متقي) في الإجتماع الذي عقد لحرب الارهاب في اليمن خاصة والذي حضره أكثر من عشرين دولة لهو أكبر شاهد على الحلف النصراني الرافضي). الشهري يشير الى حوار المنامة، وهو منتدى حول الأمن الإقليمي، عقد في بداية كانون الأول (ديسمبر) 2010، في العاصمة البحرينية وشاركت فيه الوزيرة كلينتون ومتكي (الذي عزل في وقت بعد ذلك)، وبمشاركة أغلب الدول العربية (السنيّة).
يقول الشهري (ها هي ايران اليوم تتهيأ لحرب عدوها الاول من أهل السنة والذين ليس للرافضة عدواً سواهم). وتساءل الشهري (أين هي صواريخ كروز" الاميركية التي استخدمت في ضربات على اليمن، من حزب الله الشيعي اللبناني الذي يتجمع في لبنان "بعشرات الالاف يوم عاشوراء).
نستدعي هنا ما عكف مشايخ الصحوة على التشديد عليه من توصيفات تهكمية وازدرائية ضد حزب الله في لبنان وإيران. يقول الشيخ ناصر العمر المشرف على موقع (المسلم)، في مقابلة معه بتاريخ 22/6/1431هـ ("حزب الشيطان" "حزب اللات" وأنا أسميه "حزب الشيطان" ولا أتردد في ذلك، وأقوى المتآمرين مع اليهود هم إيران على مر التاريخ، والخطورة على المسلمين من اليهود وأمريكا وإيران, على حد سواء، وهذه قناعتي أرددها منذ أكثر من عشرين سنة، وما زلت مقتنعاً بها، و "حزب اللات" حمى الحدود الإسرائيلية منذ زمن, ولا يستطيع مسلم العبور بسبب هذا الحزب، والذين دفعوا الثمن باهظاً في لبنان هم أهل السنة..).
وهو نفس موقف أغلب مشايخ السلفية من الشيخ عبد الله بن جبرين، والشيخ سفر الحوالي، والشيخ صالح الفوزان، وغيرهم الكثير ممن يحملون نفس النظرة عن حزب الله، بل الشيعة عموماً.. وإضاف تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الى ذلك حركة حماس التي تمارس دور الحارس أيضاً لحدود الكيان الاسرائيلي، وإن جاءت العبارة مخفّفة لأسباب معروفة، مذهبية بدرجة أساسية، كقولهم بأن ثمة بطولات وملاحم يسطرها المجاهدون الصادقون في داخل فلسطين، (على الرغم من المضايقات التي يواجهونها مؤخراً للأسف من حركة حماس التي يفترض بها أن تكون داعمة للجهاد والمجاهدين لا أن تكون عائقاً دون ذلك)، ونقل عن أحد قادة التنظيم المدعو الشيخ أبو بصير في لقاءه مع الصحفي عبد الإله شائع أن محاولات كانت تجري لإدخال مجاهدين لقطاع غزة إلا أن حركة حماس رفضت ذلك)، وقال (ثم إننا رغم الحصار نرسل المدد إلى العراق وإلى أفغانستان وإلى الصومال والحمد لله، وحتى إلى فلسطين، لكن حركة حماس للأسف رفضت استقبال مهاجرين ذهبوا إليها فترة تفجير معبر رفح، بل إنها أخرجتهم من قطاع غزة).









رد مع اقتباس
قديم 2014-04-24, 23:21   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
samid_dz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة

الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة - الجزء الثاني - تكفير المعيّن والعموم

الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة - الجزء الرابع - جدلية تكفير الكافر (القسم الأول)


الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة - الجزء الخامس ـ 2 - مـشـايــخ الـتـكـفـيـــر


الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة - مـشـايــخ الـتـكـفـيـــر - الجزء (3 - 4)


الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة - مـشـايــخ الـتـكـفـيـــر - الشيخ يوسف الأحمد




الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة - مـشـايــخ الـتـكـفـيـــر - الشيخ سعد البريك - الجزء ( 5 )




الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة - التضليل المتبادل بين العلماء




الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة - التكفير الرسمي ـ مناهج التعليم الديني










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مدير, الجامعة, الإسلامية:


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc