الإمام ابن باديس ومواقفه من الاندماج (فترة مُهمة في الصِراع مع المحتل)

[عبد النور ساسي]

سأقتصر بالرد على الشبهات التالية فقط

[font=&quot][quote=[/font]امير حريش;997692595]

كتابات العروبيين تذكر ان العلم خلقه العرب وقبل ذلك لم يكن علم ناكرين ما قام به الرومان واليونان من منجزات والفرس والصين من انتاج علمي وفكري قبل ان يخلق شيء اسمه عرب (اولاد اسماعيل عليه السلام) حتى بيزنطة التي غزتها قبائل السلاجقة لا يذكرون انها كانت في عزها وقدمت لبغداد دررا من المخطوطات الطبية التي غدت بذرة لقيام طب انتقل الى اوربا في عهد لنهضة.
ويطمسون اصل العلوم كعلم الطب الذي ابتدأ علميا باليونان ثم ترجمت مخطوطاتهم اليونانية الى السريانية ثم الى العربية


المسلمين والعرب لم يخترعوا علوما بل نقلوا وترجموا علوم العجم



اغلب العلماء في ظل الدول الاسلامية غير مسلمين
...

المسلمين في الاندلس اعادوا ترجمة العلوم الاعجمية من اللغة العربية الى اللغات الاعجمية

واغلب تلك الكتب العربية المترجمة اعيد ترجمتها مرة اخرى من العربية الى اللغات الاوربية في عهد النهضة وخاصة بعد سقوط الاندلس او بالاحرى القول تحرير الاندلس وعودتها الى اصحابها

أولا : دعنا نتفق أولا أننا لا نتكلم عن الحضارة العربية وإنما نتكلم عن الحضارة الإسلامية سواء كانت حضارة عربية أو أمازيغية أو فارسية أو تركية أو بوسنية أو غيرهم

ثانيا : ما ذكرته مجموعة أمير حريش في البداية ليس شيئا غريبا ، نعم لاشك أن العلم هو مجهود إنساني كل حضارة تكمل عمل الحضارة السابقة وهذا ما فعله المسلمون ببساطة بمعارف من قبلهم من اليونان والرومان البيزنطيين ، مثلما نقل الغرب معارف المسلمين لاحقا واستفادوا من مؤلفات المسلمين على فترات طويلة ، نعم لقد أخذ المسلمون معارف البيزنطيين وطوروها في الطب أو في سائر العلوم وقاموا بالبناء عليها ومن ثم أخذ الغرب تلك المعارف في حركة تبادل العلوم عبر الزمان ووجدها علما مفهوما ساعدته في تحقيق الخروج من داومة العصور الوسطى وسيطرة الكنيسة ، فليست تلك المعارف ذات فائدة للغرب إلا بفضل المسلمين وإلا لماذا لم يستفيدوا منها مباشرة دون الحاجة للمسلمين وبيزنطة عدوة للمسلمين بينما كيان نصراني ؟

ثالثا : وجود بعض العلماء غير المسلمين في الحضارة الإسلامية أمر طبيعي ، فالمسلمون لم يحتكروا تلك المعارف والبيئة الإسلامية التي عاشت فيها أقليات أهل الذمة شجعتهم على طلب العلم وأن يكون لهم أثر في هذا الباب وهذا من فضل الإسلام عليهم ، ومن المعلوم أنه ليس بالضرورة أن يكون علماء كل حضارة ينتمون إلى جنس أو عرق أو دين تلك الحضارة وهذا لا يعيب أن يكون التقدم منسوبا إليها ، حتى الغرب حاليا هناك الألوف من العلماء المسلمين العرب والأمازيغ والترك والأوروبيين المسلمين أنفسهم فهي حضارة إسلامية إذا ؟؟

ولو اقتصر عمل المسلمين على مجرد إعادة الترجمة فما فائدة ذلك ؟؟ لماذا لم يترجمها الغرب إلى لغته مباشرة ويستفيد منها بدل ترجمة الترجمات الإسلامية ؟؟ لاشك أن عمل المسلمين كان أكبر من ذلك بكثير واستفاد منه الصليبيون سواء للاتصال نتيجة الحروب الصليبية في الشام أو عبر صقلية أو في الأندلس أعادها الله لأهل الإسلام

رابعا : الأندلس لم تتحرر للأسف الشديد ، كان العثمانيون يريدون تحريرها من النصارى ولكن لم يستطيعوا لأمور عدة منها خروج المغرب عن سلطتهم ، الإسلام في الفتوحات لا يؤخذ بمبدأ الأسبقية في حكم الأرض : في الإسلام كل أرض حكمها المسلمون تصبح ملكا لهم حتى لو طرد المسلمون منها يحق لهم الرجوع إليها