سلامٌ من الله عليكم .. طبتم، وطاب المقام.
هذا ما ظهر لي.
حين تتخلى أمتنا عن رسالة التقدم والتطور، ويموت في الفرد العربي حماس التحرر والانعتاق، وتفقد هذه الأمة الرجال الذين يحسنون التقدير.
ويصبح العسكر أقوى مؤسسات الدولة فتكًا بأفراد مجتمع.
فماذا يُرجى لهذه الأمة أن تتوقع؟
جيوشٌ عربيةٌ تستهلك ربع ميزانيات بلدانها لتعدّ العدة لمواجهة الأشقاء على الحدود أو لِنصبِ الكمائن لشعوبها خدمة لـمن جاهر بالعداء لما هو عربي وإسلامي.
ومحاربة وسد السبيل لشرفاء أبناء الأمة حتى لو كان مجيئها للحكم بالوسائل الديموقراطية، وجاهرت أنها ستقسم الريع على أبناء الوطن بما يرضي الله.
فما كان من الذين استعبدوا العباد أنه أوعزوا لبعض "دراويش"أن "يهيّئوا" خلق الله للعودة بهم إلى عصر الظلام، لا إلى نور الإسلام.
وذلك بالتربص بتلك الديمو قراطية لإلغائها و فرض حالة الطوارئ بهدف البقاء في الحكم إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً.
إنه تحصيل حاصلٍ.
لوضع الصورة في إطارها، والفكرة في مدارها ومسارها.
ثم كنتيجة.. هي أن حتى أضعف جيوش بني يعربٍ صار لها تاريخٌ.
إما في قمع شعوبها أو في محاربة "الأشقاء".
ولو بحث المرء ونقب في تاريخٍ معاصرٍ لهؤلاء العربان فلا يجد أثرًا لمحاربة الأعداء.
وما بقي من القول سوى أن
جيوش ما بعد قيام تلك الأنظمة أنها تراشقت في مواجهات مع بعضها لأجل خلافات حدودية، و لا يهم البحث من الظالم ومن المظلوم في تلك المواجهات؟ بل المهم أن جيشًا عربيًا يواجه جيشًا عربيًا. والسلاح العربي يقتل عربيًّا، وجيوش لوثت أياديها في صراعٍ و تطاحن داخليٍّ وحروب أهلية،وطائفة تقتل أخرى. ثم عساكر تحالفت وسارت لاحتلال جارٍ ضعيفٍ و أراضيها مازالت تحت نير الاحتلال.
يكفي أن يعرفَ كل عربي شريفٍ أن تلك العساكر لم تطلق رصاصة واحدة على عدوها الحقيقي.
أيّ عارٍ هذا؟ وهل بعد مهانةٍ هذه بعدُ؟
ثم يزداد الأمر بشاعةً حين يرى ذلك العربي البسيط
خلع أوسمةٍ و نياشين على "جنرالات " وكأنهم أبطال حروب ومعارك.
ومن الأجدى والأفيد أن يسكتِ المرء
وقد تذكرتُ ما صرخ به صديقي الفلسطيني الحر/ جمال حمدان، وهو يرسل لي ما جادت به قريحته بالأروع من الشعر هذا:
سقط القناع وبانت السوءات ** فالجند نامت وانبرت فتياتُ
يا جيشنا العربي يا زعماؤنا ** أين المروءة ليتَكنَّ بناتُ؟
عذرًا لنون نسائنا وأجلها ** إن أقحمت في من هم عوراتُ
قلتُ ما عندي.