استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 14 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-07-31, 15:03   رقم المشاركة : 196
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إذا دعت زوجها إلى الفراش فامتنع

السؤال

بعض الأخوات سألوا هذا السؤال :

سمعنا الحديث أن الرجل إذا دعا زوجته للفراش فامتنعت لعنتها الملائكة حتى تصبح

والسؤال هو : ماذا لو دعت المرأة زوجها للفراش فامتنع ؟ .


الجواب

الحمد لله

لا يجوز للرجل أن يهجر امرأته إضراراً بها إلا إذا ظهر منها النشوز والعصيان

ولكن لا يأثم إذا ترك الاضطجاع معها غير مُضارٍّ بها

لأن الحاجة له وترجع إلى شهوته ولا يملك إثارة الشهوة

فإن هجرها فهو آثم بذلك لأنه لا ضرر ولا ضرار

والله أعلم .

المصدر: كتبه : ابن جبرين








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-07-31, 15:08   رقم المشاركة : 197
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

السبب في تفضيل الزوج وجعل القوامة بيده

السؤال


أنا فتاة مسلمة والحمد لله وقرأت كثيرا وسمعت من العلماء عن حق الزوج على زوجته وكم هو عظيم سمعت أحاديث تشدد من عصيان المرأة لزوجها وإني لأمتثل لأمر الله ورسوله إذا تزوجت بإذن الله تعالى

ولكن لدى استفسار إن جاز لي السؤال حيث هو استفسار يدور برأس الكثيرات ويخجلن من ذكره خوفا من اتهامهن بالجهل أو إنكار أمر الله ورسوله

وهو ما هو فضل الزوج حتى يستحق كل هذا الحق علينا معشر النساء حتى إنه يفوق حق ؟.


الجواب

الحمد لله

عظم حق الزوج على زوجته أمر قررته الشريعة

كما في قوله سبحانه : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة/228

وقوله : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ

نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء/34

وقوله صلى الله عليه وسلم "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه "

رواه ابن ماجه (1853) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .

ومعنى القتب : رحل صغير يوضع على البعير .

إلى غير ذلك من النصوص .

والحكمة بينها الله تعالى بقوله :

( بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) فهذا تفضيل قضاه الله عز وجل وحكم به ، لا يسأل سبحانه عما يفعل وهم يسألون ، ثم لما يقوم به الرجل من الإنفاق على أهله والسعي في طلب رزقهم .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/363)

: ( وقوله : " وللرجال عليهن درجة " أي في الفضيلة في الخَلق والخُلق والمنزلة وطاعة الأمر والإنفاق والقيام بالمصالح والفضل في الدنيا والآخرة

كما قال تعالى : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " ) . اهـ.

وقال أيضا (1/653): ( يقول تعالى : "الرجال قوامون على النساء" أي الرجل قيم على المرأة ، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت

" بما فضل الله بعضهم على بعض" أي لأن الرجال أفضل من النساء ، والرجل خير من المرأة ، ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ، وكذلك الملك الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم :

" لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ، وكذا منصب القضاء وغير ذلك ، "وبما أنفقوا من أموالهم"

أي من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهن في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه

وله الفضل عليها والإفضال ، فناسب أن يكون قيما عليها

كما قال الله تعالى : "وللرجال عليهن درجة" الآية

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "الرجال قوامون على النساء" يعني أمراء ، عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته ، وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله ) اهـ.

وقال البغوي في تفسيره (2/206) :

( بما فضل الله بعضهم على بعض ، يعني : الرجال على النساء بزيادة العقل والدين والولاية ، وقيل : بالشهادة

لقوله تعالى : " فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان "

وقيل : بالجهاد ، وقيل : بالعبادات من الجمعة والجماعة

وقيل : هو أن الرجل ينكح أربعاً ولا يحل للمرأة إلا زوج واحد ، وقيل : بأن الطلاق بيده ، وقيل : بالميراث ، وقيل : بالدية ، وقيل : بالنبوة ).

وقال البيضاوي في تفسيره (2/184): (

" الرجال قوامون على النساء " يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية ، وعلل ذلك بأمرين، وهبي وكسبي فقال : "بما فضل الله بعضهم على بعض" بسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء بكمال العقل وحسن التدبير

ومزيد القوة في الأعمال والطاعات ، ولذلك خصوا بالنبوة والإمامة والولاية وإقامة الشعائر

والشهادة في مجامع القضايا ، ووجوب الجهاد والجمعة ونحوها

وزيادة السهم في الميراث وبأن الطلاق بيده . "وبما أنفقوا من أموالهم" في نكاحهن كالمهر والنفقة )

انتهى بتصرف يسير .

والحاصل أن الرجل أعطي القوامة لهذين السببين المذكورين في الآية

وأحد السببين هبة من الله تعالى ، وهو تفضيل الله الرجال على النساء والآخر يناله الرجل بكسبه ، وهو إنفاقه المال على زوجته .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-01, 14:20   رقم المشاركة : 198
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الخلع تعريفه وطريقته

السؤال

ما هو الخلع ؟

وما هي الطريقة الصحيحة ؟

إذا لم يرد الزوج أن يطلق زوجته فهل يمكن أن يقع الطلاق ؟

وماذا عن المجتمع الأمريكي ، إذا المرأة لم يعجبها زوجها ( بعض الأحيان لأنه متدين ) تظن بأنه لديها الحرية بأن تطلقه.


الجواب

الحمد لله

الخلع فراق الزوجة بعوض ، فيأخذ الزوج عوضاً ويفارق زوجته ، سواء كان هذا العوض هو المهر الذي كان دفعه لها أو أكثر أو أقل .

والأصل فيه قول الله تعالى : ( وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَنْ يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ) البقرة / 229 .

ودليل ذلك من السنة أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه أتت النبي صلى الله عليه وسلم

فقالت : يا رسول الله ، ثابت بن قيس لا أعيب عليه في خلق ولا دين ، ولكن أكره الكفر في الإسلام . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته ؟ .

وكان قد أصدقها حديقة . قالت : نعم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اقبل الحديقة ، وفارقها " أخرجه البخاري (5273) .

فأخذ العلماء من هذه القضية أن المرأة إذا لم تستطع البقاء مع زوجها ، فإن لولي الأمر أن يطلب منه المخالعة ، بل يأمره بذلك .

وأما صورته : فيأخذ الزوج العوض أو يتفقان عليه ثم يقول لها ك فارقتك أو خالعتك ونحو ذلك من الألفاظ .

والطلاق من حق الزوج ، فلا يقع الطلاق إلا إذا أوقعه هو ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الطلاق لمن أخذ بالساق ) يعني الزوج

رواه ابن ماجه ( 2081 ) وحسنه الألباني في إرواء العليل ( 2041 )

ولذلك قال العلماء من أكره على طلاق امرأته ظلماً ، فطلق دفعاً للإكراه فإنه لا يقع طلاقه ، انظر المغني ( 10 / 352 )

أما ما ذكرته من أن المرأة عندكم ربما طلقت نفسها عن طريق القوانين الوضعية ، فإن كان ذلك لسبب يبيح لها طلب الطلاق كما لو كرهت الزوج

ولم تستطع البقاء معه ، أو كرهته في دينه لفسقه وجرأته على ارتكاب المحرمات ونحو ذلك ، فلا بأس بطلبها الطلاق ولكن في هذه الحالة تخالعه فترد عليه المهر الذي أعطاها إياه .

أما إن كان طلبها للطلاق من غير سبب فإن ذلك لا يجوز وحكم المحكمة بالطلاق في هذه الحال لا يعتد شرعاً بل تبقى المرأة زوجة للرجل

وهنا تحصل مشكلة وهي أن هذه المرأة تعتبر مطلقة أمام القانون فقد تتزوج إذا انقضت عدتها ، وهي في حقيقة الأمر زوجة ليست مطلقة .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

عن مثل هذه المسألة فقال :

" نحن الآن أمام مشكلة ؛ فبقاؤها على عصمته يمنعها من أن تتزوج بزوج آخر ، وظاهرا حسب حكم المحكمة أنها طلقت منه ، وأنها إذا انتهت عدتها تجوز للأزواج

فأرى الخروج من هذه المشكلة أنه لا بد من أن يتدخل أهل الخير والصلاح في هذه المسألة ، من أجل أن يصلحوا بين الزوج وزوجته ، وإلا فعليها أن تعطيه عوضا ، حتى يكون خلعا شرعيا " .

لقاء الباب المفتوح للشيخ محمد بن عثيمين رقم (54) ( 3/174) من طبعة دار البصيرة بمصر .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-01, 14:22   رقم المشاركة : 199
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أمثلة من الأعذار المبيحة لطلب الخلع من الزوج

السؤال

هل من الممكن للزوجة أن تطلب الخلع حتى ولو لم يكن الزوج موافقا ؟

هل يمكن ذكر بعض الأسباب ؟


الجواب

الحمد لله

لقد وجهت هذا السؤال لشيخنا الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين فأجابني عنه بما يلي :

إذا كرهت المرأة أخلاق زوجها كاتصافه بالشدة والحدة وسرعة التأثر وكثرة الغضب والانتقاد لأدنى فعل والعتاب على أدنى نقص فلها الخلع .

ثانياً : إذا كرهت خلقته كعيب أو دمامة أو نقص في حواسه فلها الخلع .

ثالثاً : إذا كان ناقص الدين بترك الصلاة أو التهاون بالجماعة أو الفطر في رمضان بدون عذر أو حضور المحرمات كالزنا والسكر والسماع للأغاني والملاهي ونحوها فلها طلب الخلع .

رابعاً : إذا منعها حقها من النفقة أو الكسوة أو الحاجات الضرورية وهو قادر على ذلك فلها طلب الخلع .

خامساً : إذا لم يعطها حقها من المعاشرة المعتادة بما يعفها لعُنّة ( عيب يمنع القدرة على الوطء) فيه أو زهد فيها أو صدود إلى غيرها ، او لم يعدل في المبيت فلها طلب الخلع

والله أعلم .

الشيخ عبد الله بن جبرين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-01, 14:28   رقم المشاركة : 200
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكلة " فقد الثقة في الآخرين " ، أسبابها ، وطرق علاجها

السؤال

أنا فتاة أدرس الشريعة ، لكن مع تعاملي مع الناس تعقدتُ من الحياة ، وطريقة تعاملهم ، ولا أجد الأسلوب للتعامل معهم ، ولا أجد أحداً أثق فيه

بصراحة أشعر أن هذه الحياة خالية من الناس الصالحة ، وهذه مشكلة في اختيار الزوج الصالح ، وأخاف كثيراً ، ولا أعرف ماذا أفعل ؟!


الجواب


الحمد لله


أولاً:

يعاني كثير من الناس من أزمة في " الثقة بالآخرين " ، فمستقل ، ومستكثر ، ويرجع ذلك إلى أسباب تختلف من شخص لآخر

ومن أبرز تلك الأسباب : مقابلة كثيرين الإحسان بالإساءة ! والمعاملة السيئة التي قد يكون تعرض لها من أهله أو أقربائه أو القريبين منه

فينشأ عند الإنسان صراع في داخله ، يؤدي به إلى فقدان الثقة بالآخرين ، إما على العموم ، أو بالأقارب والأهل ، أو بالأصدقاء .

ثانياً:

ليس من مشكلة إلا ولها حل ، وليس من داء إلا وله دواء ، وبما أن الأخت السائلة تدرس " الشريعة " فلن يكون حل مشكلتها عليها عسيراً

كما أننا لن نشق على أنفسنا لنوصل رسالتنا لها لتعالج نفسها من ذلك الداء الخطير ، والذي يسبب ضيقاً ، وحرجاً ، وعنتاً

حتى تكون الحياة معه في غاية الصعوبة ؛ لاضطرار المرء من التعامل مع الآخرين

فهو لا يستطيع أن يعيش وحده ، حتى يكون له أهل ، وأصدقاء ، وجيران ، فإذا لم يُحسن التعامل مع تلك المشكلة : سبَّب له ذلك آلاماً ، وحطَّم له آمالاً .

ثالثاً:

هذه وقفات يسيرة معكِ أختنا السائلة ، نرجو أن تجد منكِ آذاناً صاغية :

1. مراسلتكِ لنا تدل على أنكِ لم تفقدي الثقة في جميع الناس ، وإلا فكيف تطلبين النصح ممن لا تثقين بهم ؟! وهذا يسهِّل علينا مهمة النصح والإرشاد .

2. أنتِ تعلمين أنه يوجد من هو مثلك فاقد للثقة في الآخرين ، فهل تعلمين أنكِ من الآخرين عند هؤلاء ؟!

وبما أنك لا تقبلين هذا الحكم الجائر من غيركِ عليكِ : فإن الناس لا يقبلون ـ منك ـ سحب الثقة منهم ، وجعلهم محط اتهامكِ بإضمار الشر ، وعدم محبتهم للخير لكِ .

3. اعلمي أيتها الأخت السائلة أن الناس فيهم المسلم والكافر ، وفيهم العاصي والطائع

وفيهم العاقل والمجنون ، وفيهم الصالح والطالح ، وفيهم من هو من أهل الشر ، ومن هو من أهل الخير ، وهذا هو واقع الناس ، ولا يمكن لأحدٍ أن يجادل فيه .

4. حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من تعميم الحكم بفساد الناس ، وهلاكهم ، وأخبر أن صاحب الحكم الجائر هذا هو أولى بالحكم من الناس ، أو أنه هو الذي أهلكهم ، لا أنهم هالكون في حقيقة الحال .

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ : فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ) قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : لاَ أَدْرِى ( أَهْلَكَهُمْ ) بِالنَّصْبِ ، أَوْ ( أَهْلَكُهُمْ ) بِالرَّفْعِ .

رواه مسلم ( 2623 ) .

وهذه النظرة التشاؤمية للناس مفسدة للقلب ، والعقل ، وتجعل صاحبها حبيس الأوهام والخيالات ، تنكد عليه معيشته ، وتجعله دائم القلق ، والأحزان .

5. ومع ما ذكرناه سابقاً فإنه لا مانع من الاحتراس من الناس ، وما قلناه لا يعني وضع الثقة في كل أحدٍ ، والإنسان ليس له إلا ما ظهر من الناس ، فلا هو بالذي يعلم بواطن الناس ، ولا هم يعلمون باطنه .

6. إن من المزالق الخطرة على من يعيش مثل هذه النفسية أن يزكي نفسه ، فهو إذا كان يرى أن الناس ليسو أهلا لثقته ؛ لأنهم لا يستحقونها ، سوف تكون النتيجة المنطقية لذلك :

أنه ليس مثلهم ، وربما يصل به ذلك إلى العُجب الذي يُهلك صاحبه ، والعياذ بالله

لذا فإنه عليكِ – أختنا السائلة – الحذر من كيد الشيطان ، فهو لا يفتر ولا ييأس من الكيد للمؤمن ، حتى يوقعه في شرَك الوسوسة ، أو الإحباط ، أو اليأس ، أو غير ذلك من أنواع شباكه .

7. ونصيحتنا – أختنا السائلة – أن لا تكتفي برؤية الجانب المظلم من الناس ، فإنه من المستحيل أن لا يكون قد مرَّ عليك في حياتك مواقف لأناس صالحين ، شرفاء ، ناصحين

فليكن مثل هؤلاء على بالك حين الحكم على الناس ، حتى تتوزان عندك الأمور ، وتكوني عادلة في الحكم ، ثم إنك لا تعرفين الناس كلهم ، فكم في الأرض من أتقياء

وأنقياء ، وأصفياء ، وصلحاء ، فلا تجعلي معرفتك بقليل من الناس ميزاناً في الحكم على من لا تعرفين .

8. والمسلم الذي يقابل الناس إحسانَه لهم بإساءة : لا ينبغي له أن يهتم ، أو يغتم ؛ لأن علاقته في فعل الخير هي مع الله ، وليكن شعاره دوماً : ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) الإنسان/9 .

9. تجنبي الخلطة الزائدة مع الناس ، واجعلي لك ميزاناً عادلاً دقيقاً في انتقاء صديقاتك ، حتى لا ترجعي باللوم على نفسك إن قدَّر الله وأساءت إحداهنَّ لك فيما بعد .

هذه وصايانا ، ونصائحنا ، ونرجو الله أن ينفعكِ بها .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-01, 14:32   رقم المشاركة : 201
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سب الدين وهو في حالة غضب شديد

السؤال

رجل سب الدين هو في حالة غضب شديد ، فما حكمه ؟

وما هي شروط التوبة من هذا الفعل ؟

وهل ينفسح نكاح زوجته ؟.


الجواب

الحمد لله

" الحكم فيمن سب الدين الإسلامي أنه يكفر

فإن سب الدين والاستهزاء به ردة عن الإسلام وكفر بالله عز وجل وبدينه

وقد حكى الله عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون : إنما كنا نخوض ونلعب ، فبين الله عز وجل أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله ، وأنهم كفروا به

فقال تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة/65، 66 .

فالاستهزاء بدين الله ، أو سب دين الله ، أو سب الله ورسوله ، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة

ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه ، لقول الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .

فإذا تاب الإنسان من أي ردة كانت توبةً نصوحاً استوفت شروط التوبة الخمسة ، فإن الله يقبل توبته . وشروط التوبة الخمسة هي:

الشرط الأول : الإخلاص لله بتوبته ، بأن لا يكون الحامل له على التوبة رياء أو سمعة

أو خوفاً من مخلوق ، أو رجاء لأمر يناله من الدنيا فإذا أخلص توبته لله وصار الحامل له عليها تقوى الله عز وجل والخوف من عقابه ورجاء ثوابه ، فقد أخلص لله تعالى فيها.

الشرط الثاني : أن يندم على ما فعل من الذنب ، بحيث يجد في نفسه حسرة وحزناً على ما مضى ، ويراه أمراً كبيراً يجب عليه أن يتخلص منه .

الشرط الثالث : أن يقلع عن الذنب وعن الإصرار عليه ؛ فإن كان ذنبه تَرْكَ واجبٍ قام بفعله وتَدَارَكَه إن أمكن

وإن كان ذنبُه بإتيانِ محرمٍ أقلع عنه ، وابتعد عنه ، ومن ذلك إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوقين ، فإنه يؤدي إليهم حقوقهم أو يستحلهم منها.

الشرط الرابع : العزم على أن لا يعود في المستقبل ، بأن يكون في قلبه عزم مؤكد ألا يعود إلى هذه المعصية التي تاب منها.

الشرط الخامس : أن تكون التوبة في وقت القبول ، فإن كانت بعد فوات وقت القبول لم تقبل ، وفوات وقت القبول عام وخاص :

أما العام ؛ فإنه طلوع الشمس من مغربها ، فالتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لا تقبل

لقول الله تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) الأنعام/158 .

وأما الخاص ؛ فهو حضور الأجل ، فإذا حضر الأجل فإن التوبة لا تنفع لقول الله تعالى : ( وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) النساء/18 .

أقول : إن الإنسان إذا تاب من أي ذنب - ولو كان ذلك سب الدين - فإن توبته تقبل إذا استوفت الشروط التي ذكرناها .

ولكن ليعلم أن الكلمة قد تكون كفراً وردة ، ولكن المتكلم بها قد لا يكفر بها ، لوجود مانع يمنع من الحكم بكفره ، فهذا الرجل الذي ذكر عن نفسه أنه سب الدين في حال غضب

نقول له : إن كان غضبك شديداً بحيث لا تدري ماذا تقول ، ولا تدري حينئذ أأنت في سماء أم في أرض ، وتكلمت بكلام لا تستحضره ولا تعرفه ، فإن هذا الكلام لا حكم له

ولا يحكم عليك بالردة ، لأنه كلام حصل عن غير إرادة وقصد ، وكل كلام حصل عن غير إرادة وقصد فإن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ به ، يقول : الله تعالى في الأيمان : ( وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ ) المائدة/89 .

فإذا كان هذا المتكلم بكلمة الكفر في غضب شديد لا يدري ما يقول ، ولا يعلم ماذا خرج منه ، فإنه لا حكم لكلامه، ولا يحكم بردته حينئذ ، وإذا لم يحكم بالردة فإن الزوجة لا ينفسخ نكاحها منه ، بل هي باقية في عصمته .

ولكن ينبغي للإنسان إذا أحس بالغضب أن يحرص على مداواة هذا الغضب بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم ، حين سأله رجل ، فقال له : يا رسول الله

أوصني قال : (لا تغضب) فردد مراراً ، قال : ( لا تغضب ) . فلْيُحْكِم الضبط على نفسه ، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإذا كان قائماً فليجلس ، وإذا كان جالساً فليضطجع

وإذا اشتد به الغضب فليتوضأ ، فإن هذه الأمور تذهب غضبه . وما أكثرَ الذين ندموا ندماً عظيماً على تنفيذ ما اقتضاه غضبهم ، ولكن بعد فوات الأوان" اهـ .

"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/152)









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-01, 14:37   رقم المشاركة : 202
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

يسب الدين فهل يصاحبه ؟

وكيف يتصرف معه ؟


السؤال

أنا معي صاحب يسب الدين ، ويسمعني كلاماً سيئاً في رمضان ، كيف أتعامل معه ؟

إنه دائماً معي ويكرر لي السب والشتم .


الجواب

الحمد لله

سب الله تعالى أو الدين كفر أكبر مخرج من الملة

قال الله تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة/65، 66 .

والواجب عليك تذكير هذا الساب ونصحه وتخويفه من أنه قد حبطت أعماله ، وأنه – إن لم يتب - سيلقى الله تعالى بالكفر الأكبر .

وأعلمه أن عقوبته التي يستحقها في الدنيا : القتل

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) رواه البخاري (3017) .

وذكِّره بوجوب الرجوع إلى الإسلام ، وأنه إذا رجع وتاب تاب الله عليه .

فإن استجاب فقد أحسن ، وإن لم يستجب فلا يحل لك البقاء معه وهو يسب الدين .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين

عن حكم البقاء بين قوم يسبون الله عز وجل .

فأجاب :

" لا يجوز البقاء مع قوم يسبون الله عز وجل

لقوله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) النساء/140 .

والله الموفق " انتهى .

"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/السؤال رقم 238) .

واعلم أن صحبة السوء لا تأتي إلا بالشر ، فاحرص على نفسك منها ، وقد شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم صاحب السوء بنافخ الكير ، فهو إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة .

عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ

وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) . رواه البخاري ( 5543 ) ومسلم ( 2628 ) .

يُحذيك : يُعطيك .

قال النووي رحمه الله :

" فيه تمثيله صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك , والجليس السوء بنافخ الكير , وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب ,

والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع , ومن يغتاب الناس , أو يكثر فُجْرُه وبَطَالَتُه . ونحو ذلك من الأنواع المذمومة "

انتهى . " شرح مسلم " ( 16 / 178 ) .

والخلاصة : أنه يجب عليك مناصحة هذا الساكن معك ، فقد وقع في الكفر الأكبر عندما سب الدين ، ووقع في كبيرة من كبائر الذنوب عندما سبَّك

فإن استجاب لنصحك وأصلح نفسه فابق معه وأعنه على نفسه ، وإن لم يستجب فلا خير لك في مصاحبته .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-02, 14:19   رقم المشاركة : 203
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



تحلم بالموت وتخاف منه

السؤال

كثيراً ما يأتي لي تذكر الموت ، فأخاف خوفا شديدا .. ، وأحلم أني مت .. وأصبح خائفة جدا. وجزاك الله خيرا .


الجواب


الحمد لله


الخوف من الموت شعور يصيب أكثر الناس

فقد فطر الله سبحانه الإنسان على حب الحياة والخوف من المجهول

وجعل الموت من عالم الغيب الذي لا يدرك حقيقته إلا من انتقل إليه

فإذا فكر الإنسان فيه لم يملك إلا أن يصيبه شعور الوحشة أو الخشية أو القلق من ذلك المستقبل المجهول .

هذا هو التفسير الطبيعي للخوف من الموت لدى الإنسان بوجه عام .

ولكن المؤمن المسلِّمَ لقضاء الله وقدره ، الذي غرسَ حبَّ الله في قلبه ، وزرعَ حسنَ الظن بالله في نفسه ، يدرك أنه إنما يقبل بموته على رب كريم ، وإله رحيم

يجزي بالحسنات إحسانا ، ويتجاوز عن السيئات صفحا وغفرانا ، وذلك للمؤمن المتعلق بالله فقط ، المنكسر قلبه بين يديه سبحانه ، التواب الأواب الذي

يقول الله تعالى : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/62-63.

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون ، كما فسرهم ربهم ، فكل مَن كان تقيا كان لله وليا : أنه ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) أي : فيما يستقبلون من أهوال القيامة ، ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما وراءهم في الدنيا " انتهى
.
"تفسير القرآن العظيم" (4/278)

وهكذا ينبغي أن تكوني أختي الكريمة...

يجب علينا جميعا أن نسعى في ولاية الله تعالى ، لننال محبته ورضوانه ، ويكون حبه عز وجل أجمل ما في قلوبنا ، فيصبح الموت حينئذ نقلة إلى نزل الكريم الرحيم سبحانه

وتحررا من آصار الدنيا وأغلالها إلى سعة الآخرة ونعيمها .

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ : ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ .

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ )

رواه البخاري (6512) ومسلم(950)

وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ : إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ . قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ

وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ ، فَلَيْسَ شَىْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ

فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، فَلَيْسَ شَىْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ )

رواه البخاري (6507) ومسلم (2683)

يقول القرطبي رحمه الله :

" هذه الكراهة للموت هي الكراهية الطبيعية التي هي راجعة إلى النفرة عن المكروه والضرر ، واستصعاب ذلك على النفوس ، ولا شك في وجدانها لكلِّ أحد

غير أن مَن رزقه الله تعالى ذوقًا من محبته ، وانكشف له شيء من جمال حضرته ، غلب عليه ما يجده من خالص محبته ، فقال عند أزوف رحلته

مخاطبًا للموت وسكرته ، كما قال معاذ ـ رضى الله عنه ـ : " حبيبٌ جاء على فاقة ، لا أفلح اليوم من ندم " ، وكان يقول عند اشتداد السكرات : "اخْنُقْنِي خنْقَك ، فوَحقِّكَ إن قلْبي ليحبّك ".

"المفهم" (2/644)

فإذا استحضرت هذه المعاني في قلبك ونفسك ، وعملت الأعمال الصالحة استعدادا ليوم الرحيل عن هذه الحياة الفانية ، لم يضرك الموت بإذن الله

ولن يكون خوفك منه إلا سببا لكل خير وإقبال على الله ، وليس سببا للهلاك أو القلق أو الفزع أو الإحباط لا قدر الله .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال الآتي :

" هل يجب على المؤمن عدم الخوف من الموت ؟ وإذا حدث هذا فهل معناه عدم الرغبة في لقاء الله ؟

فأجاب :

يجب على المؤمن والمؤمنة أن يخافا الله سبحانه ويرجواه

لأن الله سبحانه قال في كتابه العظيم : ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )

وقال عز وجل : ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ )

وقال سبحانه : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ )

وقال عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ

وقال عز وجل : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )

في آيات كثيرة .

ولا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة اليأس من رحمة الله ، ولا الأمن من مكره

قال الله سبحانه : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

وقال تعالى : ( وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )

وقال عز وجل : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )

ويجب على جميع المسلمين من الذكور والإناث الإعداد للموت والحذر من الغفلة عنه ، للآيات السابقات

ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات - الموت )

ولأن الغفلة عنه وعدم الإعداد له من أسباب سوء الخاتمة ، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . فقلت : يا نبي الله : أكراهية الموت فكلنا نكره الموت

قال : ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه ) متفق عليه .

وهذا الحديث يدل على أن كراهة الموت والخوف منه لا حرج فيه ، ولا يدل ذلك على عدم الرغبة في لقاء الله ؛ لأن المؤمن حين يكره الموت أو يخاف قدومه ، يرغب في المزيد من طاعة الله والإعداد للقائه

وهكذا المؤمنة حين تخاف من الموت وتكره قدومه إليها ، إنما تفعل ذلك رجاء المزيد من الطاعات والاستعداد للقاء ربها .
" انتهى.

"مجموع فتاوى ابن باز" (6/313-314)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-02, 14:26   رقم المشاركة : 204
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تاب من المخدرات وغيرها لكن يشعر بالملل ويخاف النفاق

السؤال

أنا شاب أدمنت تعاطي المخدرات أكثر من عشر سنوات ، صاحبها جرائم وفواحش عظيمة لا يعلم بها إلا الله ، ولكن بحمد الله منّ علي الله بتوبة منذ أربع سنوات

وأسأل الله أن يثبتني حتى ألقاه . الآن أعيش صراعاً مع نفسي بسبب الماضي المظلم يؤثر على حياتي وعلى تصرفاتي ، كما أنه بقيت لي معصية ، لم أجاهر بها ولم أستطع التخلص منها رغم الكثير من المحاولات

بدأت أشعر بالملل وأفضل الرجوع على ما كنت عليه من هم وغم وحزن على إحساسي بالنفاق ، مع العلم أني أحافظ على الصلوات الخمس في المسجد

ودائماً أضع أمام عيني حديث المصطفى صلى الله عليه وسلّم ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) ، أنا الآن في إحدى الكليات الشرعية أدرس منتسباً وأخشى أن أكون ممن أضلني الله على علم

وكلما تذكرت ذلك الماضي وتلك المعاصي أقول هذا من تلاعب إبليس فأنا اليوم أفضل من أمس ، وأسأل الله أن يكون غداً أفضل من اليوم ، وجهوني .


الجواب


الحمد لله

نعم ، يا عبد الله ، لا شك أن ما يعاودك من الإحساس بالنفاق ، والنزوع إلى ماضيك الأسود ، لتستريح من هذا الصراع ، لا شك أن ذلك كله من تلاعب إبليس ووسوسته وإغوائه

فأنت اليوم أحسن مما كنت عليه بالأمس ، بل لا مقارنة بين الحالين ، وغدا ستكون أفضل من اليوم بإذن الله ، إن أنت ثابرت واجتهدت واستمررت في الطاعة والإنابة .

والواجب أن تحمد الله تعالى وتشكره على هذه النعمة وهي ترك المخدرات وما كان يرافقها من الذنوب والآثام

فإن المخدرات هلاك في الدنيا والآخرة ، فالْخَمْرَ أُمُّ الْخَبَائِثِ

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [ رواه الطبراني ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3344) ]

والناجي منها بعد الابتلاء بها يعتبر مولودا جديدا ، فاحمد الله تعالى ، واستحضر نعمه ، ليزيد إقبالك ، ويعظم شكرك ، ويذهب عنك الملل والسأم .

تأمل كيف هداك الله للصلاة ، وجعلك من أهل المساجد ، وكيف ساقك إلى طلب العلم الذي هو أشرف الأعمال

ومن سلك طريقه سهل الله له طريقه إلى الجنة ، فكيف ترضى لإبليس أن يقول لك إنك منافق ، وإنه ينبغي أن تعود لسيرتك الأولى في الظلام والظلمات !

أهذا لأجل معصية لازلت مقيما عليها ؟!

فقد نجاك الله من عشراتٍ أمثالها أو أعظم منها ، أفلا تكون عبدا شكورا ؟

وهل من الشكر أن ترفض نعمة الله عليك ، وتختار الغواية والانحراف ، بعد الهداية والصلاح ؟!

إن إحساسك وخوفك من النفاق دليل على وجود الإيمان في قلبك ، وهكذا كان يخاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من النفاق .

قال البخاري رحمه الله في صحيحه : " بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ : مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ .

وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ : مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ " انتهى .

أما أهل الغفلة والغواية فلا يشعرون بهذا النفاق ، ولا يخافون منه ، ولا يلتفتون إليه ، ولو لرجعت بذاكرتك إلى الماضي لأدركت ذلك ، فلا عليك أيها الأخ الكريم من هذه الوساوس ، فأنت في خير ونعمة والحمد لله .

وأما هذا الذنب الذي أنت مقيم عليه ، فرجاؤنا فيك ، وقد من الله عليك بالتوبة من هذه الموبقات ، أن تشكر نعمة ربك عليك ، وتترك ذلك الدنس الباقي على ثوبك ، لتقابل

ربك نظيفا برا طاهرا ، قد غسلت صحيفتك بماء التوبة ، ودمع الندم والألم على ما فات منك . رجاؤنا فيك ، ودعاؤنا لك ، أن تشعر بنعمة الله عليك إذ سترك

وبإمهاله لك إذ لم يعاجلك بالعقوبة على معاصيك ، أو يأت أجلك وأنت على حال العصيان ، أما تستحي من ربك الكريم الستير أن يراك على ما يكره

أما تخشى أن ينمو في قبلك حب هذه المعصية ، فيورثك غيرها من المعاصي ، أو يردك إلى ماضيك المظلم

أما تخشى أن تضعف توبتك ، أما تخشى أن تكون منازعة الشيطان لك ، وإيهامه لك بالنفاق من أثر تلك المعصية ، أما تحمد الله أن بصرك بذنبك ، ودعاك للتوبة ؟!

ظننا فيك أن تقلع عن ذلك الذنب الذي ما زال عندك ، وستره الله عليك ، ولو فرض أن ضعفت نفسك فاقترفته ، فبادر بالتوبة النصوح منه ، واعلم أن من شروط التوبة : الإقلاع عن الذنب وتركه بالكلية

والندم على ما فات ، والعزم الصادق على ألا تعود ؛ فهل أنت فاعل ـ يا عبد الله ؟

ظننا فيك ، ورجاؤنا منك ، ودعاؤنا لك : أن تفعل ، وفقك الله لما يحبه ويرضاه من التوبة النصوح ، والعلم النافع والعمل الصالح .

وروى البخاري (7507) ومسلم (2758) واللفظ له

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : ( أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي

فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ) .

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " قَوْله عَزَّ وَجَلَّ لِلَّذِي تَكَرَّرَ ذَنْبه : ( اِعْمَلْ مَا شِئْت فَقَدْ غَفَرْت لَك ) مَعْنَاهُ : مَا دُمْت تُذْنِب ثُمَّ تَتُوب غَفَرْت لَك " انتهى .

فانظر إلى البر الرحيم ، الحليم الكريم ، كيف يستر ، ويعفو ويغفر ، ويدعوك إلى الله التوبة والإنابة ، والعودة إليه ، كلما زلت بك القدم ، ويقول لك : اهرب من الذنب ، وتعالى إلى رحمة الرب :

( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ . وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ . وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ . وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) الذاريات /47-51 .

قال الشيخ السعدي رحمه الله " تفسير السعدي (811) - عند تفسيره للآية السابقة ـ : "

لما دعا العباد النظر لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه ، أمر بما هو المقصود من ذلك ، وهو الفرار إليه ، أي : الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا ، إلى ما يحبه ، ظاهرًا وباطنًا

فرار من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الإيمان ، ومن المعصية إلى الطاعة ، ومن الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور ، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب ، وحصل له نهاية المراد والمطلوب .

وسمى الله الرجوع إليه فرارَا

لأن في الرجوع لغيره ، أنواع المخاوف والمكاره ، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز ، فيفر العبد من قضائه وقدره

إلى قضائه وقدره ، وكل من خفت منه فررت منه إلا الله تعالى ، فإنه بحسب الخوف منه ، يكون الفرار إليه .

" إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ " أي : منذر لكم من عذاب الله ، ومخوف بين النذارة .

" وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ " هذا من الفرار إلى الله ، بل هذا أصل الفرار إليه أن يفر العبد من اتخاذ آلهة غير الله ، من الأوثان ، والأنداد والقبور ، وغيرها

مما عبد من دون الله ، ويخلص العبد لربه العبادة والخوف ، والرجاء والدعاء ، والإنابة " انتهى .

فسارع بالفرار إلى الله ، واحذر من الفرار من ربك ، فإنك لا تفوته ، لكن يفوتك كل خير :

عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رضي الله عنه ، أنه مَرَّ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( أَلَا كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ ، شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ )

رواه أحمد (21723) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع .

فحذار ، يا عبد الله ، أن تكون من الشاردين !!

وأما شعورك بالممل والسأم ، فهذا شعور قد يعتري كثيرا من الناس ، وعلاجه بما يلي :

1. شغل الوقت بما ينفع من أمور الدنيا والآخرة ، كالانشغال بالعلم وحضور المحاضرات والدورات ، والانشغال بتجارة أو حرفة ؛ لأن الفراغ والبطالة مفسدة أي مفسدة .

قال صلى الله عليه وسلم : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري (6412) .

2. اتخاذ الصحبة الصالحة التي تعين على الطاعة ، ويمكن مزاولة المباحات معها ، من نزهة ورياضة وسفر ، فإن الإنسان يحتاج إلى ساعة يروّح فيها عن نفسه ، حتى لا تسأم وتمل .

3. زيارة القبور وعيادة المرضى ، فإن ذلك مما يرقق القلب ، ويذكر بالآخرة .

4. الاجتهاد في الإحسان إلى الآخرين ، وتقديم العون لهم ، لا سيما من ابتلي بالذنوب والآثام

فإن ذلك من وسائل الثبات والاستقامة على الهداية

قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت/69 .

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والثبات .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-02, 14:31   رقم المشاركة : 205
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

والدها بخيل ، ويكره زيارتها له ، ويعاقب أمها إن جاءت للزيارة

السؤال


والدي حريص جدّاً على المال ، إلى درجة أنه يكره الضيف ، لكنه في الأيام الأخيرة صار يكره قدومنا نحن - بناته - إلى البيت ، رغم أننا كنا نزوره ، ونطلب من والدتنا أن لا تضيفنا شيئاً

لأنه بعد ذلك سيعاقبها ! بمنع النفقة عليها ، وعلى أختي ، ورغم ذلك كنا نذهب إلى زيارته ، وفي يوم من الأيام طردني أنا وأختي ( نحن متزوجتان ، وزوجانا يحترمانه ) وهو يسبب لنا الحرج معهما .


الجواب


الحمد لله


أولاً:

قد أحسنت أنت وأختك بصلة والديكما ، وزيارتهما ، والسعي نحو الأكمل في برِّهما

وهي وصية الله للأولاد ، وهذه الوصية تشمل الوالدين اللذين بلغا من السوء والشر والفساد أن يجاهدا أولادهم حتى يتركوا دينهم ، فكيف من كان أقل من ذلك سوء وشرّاً وفساداً ؟! وقد أحسن من عمل بما يعلم .

قال الله تبارك وتعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا

وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/ 14 ، 15
.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – :

( وَإِنْ جَاهَدَاكَ ) أي : اجتهد والداك ، ( عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ) ولا تظن أن هذا داخل في الإحسان إليهما ؛ لأن حق اللّه مقدَّم على حق كل أحد ، و " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .

ولم يقل : " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فعقهما " بل قال : ( فَلا تُطِعْهُمَا ) أي : بالشرك

وأما برُّهما : فاستمر عليه ، ولهذا قال : ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) أي : صحبة إحسان إليهما بالمعروف ، وأما اتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي : فلا تتبعهما .

" تفسير السعدي " ( ص 648 ) .

فعلى الأولاد – ذكوراً وإناثاً – أن يعقلوا وصية الرب تعالى

وأن يعلموا أن اتصاف والديهم بالدعوة إلى الكفر ليس بمبيح لهم العقوق ، والإيذاء بالقول والفعل ، فأولى أن تبقى صلتهم ، ويستمر برهم لمن كان مسلماً وإن ساء خلقه .

ثانياً:

مما لا شك فيه أن البخل صفة ذميمة ، وأن الحرص على جمع المال بِنَهم ، وعدم إنفاقه في وجوهه الشرعية : من الصفات القبيحة التي لا يليق بمؤمن أن يتخلق بها

وقد يصيبه من الإثم ما يصيبه إن كانت تلك الوجوه من النفقة واجبة عليه ، كالزكاة ، والإنفاق على الزوجة ، وعلى الأولاد العاجزين عن الكسب .

وقد جاء ذم البخل وأهله في هذه الشريعة المطهرة ، ومن ذلك :

1. قال سبحانه وتعالى: ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ) النساء/ 37 .

2. وقال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) الليل/ 5 – 10 .

3. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفاً ) .

رواه البخاري ( 1374 ) ومسلم ( 1010 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وأما الدعاء بالتلف : فيحتمل تلف ذلك المال بعينه ، أو تلف نفس صاحب المال ، والمراد به : فوات أعمال البر بالتشاغل بغيرها .

قال النووي :

الإنفاق الممدوح : ما كان في الطاعات ، وعلى العيال ، والضيفان ، والتطوعات .

وقال القرطبي :

وهو يعم الواجبات ، والمندوبات ، لكن الممسك عن المندوبات : لا يستحق هذا الدعاء ، إلا أن يغلب عليه البخل المذموم ، بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق الذي عليه ، ولو أخرجه .

" فتح الباري " ( 3 / 305 ) .

فاتصاف والدك بالبخل والحرص على فتات الدنيا : خلق ذميم ، وكراهيته لبناته من أجل ذلك البخل والحرص : يدل على تمكن تلك الصفة القبيحة فيه ، ومنعه النفقة على زوجته وابنته : من المحرَّمات

وهو أمر يبيح لوالدتك الأخذ من ماله دون علمه وإذنه ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة - زوج أبي سفيان ، وقد اشتكت عدم نفقته عليها - : ( خُذُي مَا يَكْفِيكِ وَوَلدَكِ بِالمَعْرُوف )

رواه البخاري ( 5049 ) ومسلم ( 1714 ) .

وأنتِ وأختكِ عليكما مراعاة صفات البخل والحرص عند والدكما ، وعدم التسبب لوالدتك بالأذى والضرر ، ومثل هذه الصفات عنده تقتضي منكما عدم تكليفه نفقات الضيافة

والتي تسبب له الضيق والضجر ، والمعلوم عن هؤلاء البخلاء والحريصين محبة الأخذ وليس الإعطاء ، فلو أحضرتما معكما عند الزيارة من الهدايا

والأطعمة ، وما تيسر من الأغراض : لرأى في زيارتكما سعداً وفرحاً وسروراً ، ولتمنى أن تكثر منكما هذه الزيارات ، وفي الوقت نفسه : تعالجون ما عنده من حرص وبخل ، بالكلمة الحسنة

والرفق ، واللِّين ، وبذلك تجمعون بين صلته ، وصلة والدتكما ، وعدم التسبب بالقطيعة لكما ، أو بمنع النفقة عن أمكما وأختكما .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-02, 14:39   رقم المشاركة : 206
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تحب زوجها حبّاً جنونيّاً وتطلب الحل

السؤال

أحب زوجي حبّاً جنونيّاً ، وهو راضٍ عني كل الرضا ، وعندما سافر للعمل في انتظار أن أصل إليه : أصبحت أشتاق إليه ، ولا أرتاح حتى يكلمني ، رغم أنني أقوم بواجباتي الدينية ؛ أحس بنقص في عدم وجوده

فبماذا تنصحوني ، إخواني في الله ، للصبر حتى اللقاء ؟ . جزاكم الله خيراً .


الجواب

الحمد لله


من الرائع أن ينتشرفي بيوت المسلمين الحب والمودة والألفة

لأن هذا الحب والمودة سيكون له الأثر الطيب على أفراد الأسرة ، ومن آيات الله العظيمة أن خلق المرأة من الرجل ، ومن حكمة ذلك أن تكون سكناً للرجل

وقد ذكر الله تعالى ذلك في آدم وحواء ، وفي عموم الخلق

قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) الأعراف/من الآية189

وهذا في آدم وحواء ، وفي عموم الخلق :

قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) الروم/من الآية21 ، وجعل الله تعالى بين الزوجين مودة ورحمة

فقال – في تتمة آية الروم - : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/من الآية21 .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :

قوله تعالى : وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا الآية .

ذكر في هذه الآية الكريمة أنه خلق حواء من آدم ليسكن إليها ، أي : ليألفها ويطمئن بها ، وبين في موضع آخر أنه جعل أزواج ذريته كذلك

وهو قوله : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً [ الروم : 21 ] .

" أضواء البيان " ( 2 / 304 ، 305 ) .

وقال ابن كثير – رحمه الله - :

فلا ألفة بين رُوحين أعظم مما بين الزوجين .

" تفسير ابن كثير " ( 3 / 525 ) .

ولكن لا نريد الحب أن يكون " جنونيّاً " ! ـ كما يقول الناس ـ ؛ بل متعقلاً يضع الأمور مواضعها ؛ كما روى زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال لي عمر بن الخطاب : " يا أسلم ! لا يكن حبك كَلَفا ، ولا يكن بغضك تلفا !!
قلت : وكيف ذلك ؟
قال : إذا أحببت فلا تَكْلف كما يكلف الصبي بالشيء يحبه ، وإذا أبغضت فلا تبغض بغضا تحب أن يتلف صاحبك ويهلك " .
رواه عبد الرزاق في المصنف (20269) ، وإسناده صحيح .

وإنما نصح الخليفة الراشد بذلك لأن الكَلَف في الحب ( الحب الجنوني ) له آثاره السيئة على المحِب وعلى المحَب ، فأما أثره على المحِب فهو :

أ. انشغال فكره بحبيبه ، مما يسبب له قلقاً وتوتراً ، فيضيع مع هذا الانشغال الأوقات ، ويكون لآثاره الأمراض النفسية والبدنية .

ب. ومن آثار الحب الجنوني أنه يجعل هذا المحِب يتغاضى عن تقصير حبيبه في الواجبات ، ويجعله يتغاضى عن فعله للمحرمات ، بل وإذا طَلب منه حبيبه المشاركة فيها : فإن حبَّه الجنوني سيدفعه للمشاركة .

ج. ومن الآثار السيئة لهذا الحب أنه يستولي على مجامع قلبه ، بحيث يزاحم محبة الله ورسوله التي هي مدار نجاته ؛ فضلا عن محبة من سوى ذلك من الأهل والولد !!

د. ومن آثاره السيئة أن هذا المحِب بجنون لا يستطيع تحمل صدمة غياب حبيبه ، ولا مرضه ، فضلاً عن موته !

ومن آثار الحب الجنوني السيئة على المحَب :

أ. أنه قد يصيبه التوتر بسبب إلحاح المحب على رؤيته والجلوس معه ، وهذا قد يؤدي به إلى الإخلال بوظيفته ، أو التقصير في المهمات التي ينبغي أن ينصرف قلبه وعزمه إليها ؛ من علم نافع أو عمل صالح .

ب. ومن آثاره السيئة عليه : أنه لن يجد هذا المحب ناصحاً وموجهاً له ، بل سيتغاضى عن أخطائه وتقصيره . كما قيل : حبك الشيء يعمي ويصم !

ج. ومن آثاره السيئة عليه : أنه إن كان مستجيباً لمن يحبه : ضاعت أوقاته معه ، وإن لم يفعل تسبب في حصول القلق له ، وهذا قد يؤدي به للنفرة عنه وبغضه في النهاية .

يقول شيخ الإسلام رحمه الله :

" .. فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ، ولو كانت مباحة له ، يبقى قلبه أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد ; وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها .

وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها لا سيما إذا درت بفقره إليها ; وعشقه لها ; وأنه لا يعتاض عنها بغيرها ; فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور ; الذي لا يستطيع الخلاص منه

، بل أعظم !! فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ؛ فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا ،

بل يمكنه الاحتيال في الخلاص ؛ وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقا مستعبدا متيما لغير الله ، فهذا هو الذل والأسر المحض والعبودية لما استعبد القلب ... فالحرية حرية القلب

والعبودية عبودية القلب ؛ كما أن الغنى غنى النفس ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس

وهذا لعمري إذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة ؛ فأما من استعبد قلبه صورة محرمة : امرأة أو صبيا ، فهذا هو العذاب الذي لا يدان فيه [ يعني : لا حيلة فيه ] ؛ وهؤلاء من أعظم الناس عذابا وأقلهم ثوابا

فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى .. "

انتهى " مجموع الفتاوى " (10/185-186) .

فاحرصي أن يكون حبك لزوجك حباً معتدلاً ، لا يترتب عليه إخلال بواجب ، ولا تقصير فيما هو أولى وأعظم من محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم .

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى ، وأن يديم عليكما الألفة والمودة والرحمة والحب ، وأن يرزقكما الذرية الصالحة .

والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-02, 14:45   رقم المشاركة : 207
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسباب تدخل الأم في حياة ابنتها المتزوجة وطريقة علاج ذلك

السؤال


أنا امرأة متزوجة ، وأمي تتدخل في شؤوني ، وتسبب لي المشاكل مع زوجي , حيث إنها تذهب وتسأل الطبيب عن حالتي الصحية ، أو أنها تأخذ من المركز الصحي نتائج فحوصي

وأحيانا تستمر في سؤالي عن أشياء تخص زوجي ، وهي تعلم أنه لا يحب هذه الأسئلة ، ولكنها لا تبالي , طبعاً هي تقول إنها تفعل ذلك بحجة الاطمئنان عليَّ وعلى صحتي

ولكن أنا وزوجي نرى أن هذا تدخل في حياتنا ، وليس من حقها ، حاولت التكلم معها مراراً ولكن دون جدوى ، بل إنها تغضب مني ، أنا لا أدري ما أفعل ؛ حيث إنني لا أريد أن أغضب أمي ولا زوجي
.

الجواب

الحمد لله

إن حقَّ الأم على أولادها حقٌّ عظيم ، وقد أوجب الشرع على أولادها إيفاء هذه الحقوق ، وعُدَّ عقوق الوالدين من كبائر الذنوب .

وينبغي أن تعلم الأم التي زوَّجت ابنتها : أنه لا يجوز لابنتها أن تقدِّم طاعة أمها على طاعة زوجها ، وأنه ليس لها التدخل في حياة ابنتها بعد زواجها ، إلا أن يُطلب منها التدخل للإصلاح والوعظ والإرشاد .

وتدخل أم الزوجة في حياة ابنتها المتزوجة له آثار سلبية وآثار إيجابية ، ومن آثاره الإيجابية

: ما تفعله الأم العاقلة الحكيمة من توجيه ابنتها وإرشادها إلى ما يُصلح حياتها ، سواء كان ذلك التوجيه والإرشاد قبل زواج ابنتها أم بعده .

ولا شك أن تجربة الأم في حياتها ، وعاطفتها نحو ابنتها يدفعانها إلى بذل النصح والتوجيه للابنة التي لا تملك ما تملكه أمها من الخبرة والحكمة في التعامل مع الزوج .

وقد يكون لتدخل الأم في حياة ابنتها المتزوجة آثار سلبية ، ومن أعظم تلك الآثار ما قد يتسبب به تدخلها من تطليق ابنتها

وذلك عندما يرى الزوج أنه لا طاعة له على زوجته ، ولا قوامة له عليها ، وأن أم زوجته هي الآمرة والناهية لزوجته ، وبذلك تتسبب في خراب بيت ابنتها .

فلا يجوز للابنة مجاراة أمها فيما تتطلبه من أخبارها الخاصة ، ولو تسبب ذلك بغضبها عليها ، فطاعة الله تعالى مقدَّمة على طاعة غيره .

ولا شك أن هذا التدخل من أم الزوجة له أسبابه ، ومن هذه الأسباب :

1. قوة شخصية الأم ، مع ضعف شخصية زوجها ، فتكون هي المسيطرة في بيتها على قراراته ونظامه ، فتريد نقل هذا لبيت ابنتها .

2. ضعف شخصية زوج ابنتها مع ضعف شخصية ابنتها ، وهنا تكون الفرصة مواتية

لأن يكون للأم الدور الأكبر في توجيه دفة قيادة بيت ابنتها ، فترى الأم أن البيت يحتاج لإدارة قوية ، وأن الزوجين لا يستطيعان إدارة هذا البيت ، فتتولى هي قيادته .

3. العاطفة الجياشة نحو ابنتها ، وهذا يدفعها لسؤالها عن طعامها ، وشرابها ، ودوائها ، وأمراضها ، وعن كيفية تعامل زوجها معها ، بل يتعدى ذلك إلى أدق تفاصيل الحياة الزوجية .

4. ظلم الزوج لزوجته ، وهذا الظلم يدفع الأم للتدخل في كل صغيرة وكبيرة ؛ لتوقف الزوج عند حدِّه ، وتساهم في إعطاء ابنتها حقوقها المسلوبة .

5. كثرة زيارات الابنة لأمها ، وكثرة اتصالاتها بها ، وفي غالب هذه الزيارات والاتصالات لا تجد الأم شيئاً تتكلم به إلا معرفة ما يجري داخل بيت ابنتها .

وإذا تدخلت الأم في حياة ابنتها المتزوجة تدخلاًّ سيئاً، فعليها وعلى زوجها مراعاة أمور ، ومنها :

1. التوجه بالنصيحة المباشرة للأم من قبَل الابنة وزوجها بعدم التدخل في حياتهما الخاصة .

2. مناصحة الأب ( زوج الأم ) بضرورة كف زوجته عن التدخل في حياة الابنة وزوجها .

3. التلميح للأم ، بأنه إن استمر التدخل في حياتهما فسوف يمنعها الزوج من زيارة ابنتها أو الاتصال بها

كما أنه سيمنع زوجته وأولاده من زيارة أمها ، وبذلك تظهر قوة شخصية الزوج والزوجة ، ويكون هذا مانعاً للأم من التدخل السلبي في حياتهما .

4. ضرورة التفاهم بين الزوجين على تجاوز هذه المشكلة ، وعدم تفرد واحد منهما بحلها دون الآخر ، فهي مشكلة تتعلق بالطرفين ، وينبغي أن تكون الرؤية مشتركة .

5. مشاورة الأم في بعض الأمور ، وطلب نصحها فيها ، حتى تبقى الصلة بينهما بحدودها الشرعية

وحتى تعلم أن تدخلها ليس مرفوضاً كله ، وأنهما قد يحتاجانها في بعض الأمور ، وهذا يُعطي الثقة فيها ، ويُبقي على التواصل ، ويمنع من تدخلها السلبي .

6. تخفيف الزيارات والاتصالات بالأم ، وإذا حصل شيء من هذا أن يستثمر في الكلام المفيد ، والنصح والتذكير بالطاعات ، والبُعد عن المعاصي واقتراف السيئات .

ونسأل الله تعالى أن يصلح الأحوال ، وأن يهديكم جميعاً لما فيه رضاه .

والله الموفق

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-03, 14:21   رقم المشاركة : 208
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



كيف يكمل أعماله ؟

السؤال

مشكلتي أني لا أستطيع إكمال أي عمل أبدأ به ، سواء كنت شرعت فيه فعلا ، أم نويته ، وسواء كان هذا العمل متعلقا بعباداتي ، أم بحياتي الدنيوية ، دائما في منتصف الطريق أقطع ما كنت أقوم به .

أرجو الإفادة ، وشكرا .


الجواب


الحمد لله

ليست المشكلة في التوجيه والإرشاد ، فالأمر الذي تعاني منه أمر سلوكي ، يقتضي حلا وعلاجا عمليا ، لا يُكتفى فيه بالكلمات الوعظية أو النصيحة اللفظية .

فأول ما ينبغي عليك سلوكه لتجاوز هذا الخلل هو بكل وضوح : " الاستمرار حتى إكمال العمل "

ولعل تجربة أولى ناجحة تحفزك نحو إنجاز جميع أعمالك على وجه الكمال

ويمكنك أن تستعين على ذلك بأمرين اثنين :

1- تقسيم العمل إلى مراحل صغيرة متقاربة ، كي يكون ذلك أنشط لإتمام كل مرحلة على حدة

والمجاهدة حتى بلوغ المرحلة الأخيرة ، فالنفس تستثقل الأعمال الكبيرة الطويلة ، ولا بد أن تستعين عليها بالتقسيم والتجزئة والمرحلية في الإنجاز .

2- اختيار الأعمال القصيرة السريعة والبدء بها لإنجازها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ )

رواه البخاري (5861) ومسلم (782)

ويقول صلى الله عليه وسلم : ( أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )

رواه البخاري (6464)، ومسلم (783)

يقول الإمام النووي رحمه الله :

" أي : تطيقون الدوام عليه بلا ضرر ، وفيه دليل على الحث على الاقتصاد في العبادة ، واجتناب التعمق ، وليس الحديث مختصا بالصلاة ، بل هو عام في جميع أعمال البر " انتهى.

"شرح النووي على مسلم" (6/70-71) .

وننصحك بمراجعة بعد الكتب والدراسات التربوية ، والاستفادة منها في هذا المجال ، ومنها :

الفتور : أسبابه وعلاجه ، للشيخ د. ناصر العمر ، عجز الثقات للشيخ د. محمد موسى الشريف .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-03, 14:27   رقم المشاركة : 209
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أجبرها أهلها على زواج صوري ليحصل الزوج على إقامة وجنسية !

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة ، أعيش في ألمانيا منذ 15 سنة مع والدتي وأخي ، وذلك أثر طلاق والداي ، قبل سنة أرغمتني والدتي على الزواج برجل ادَّعت أنه في حاجة ماسة للإعانة ، وأمام غطرستها

وتهديدها الدائم لي بالغضب عليَّ ، وانعدام المسؤولية عند أخي : لم يكن لي أي خيار ، منذ قليل اكتشفت حماقتي ، وجهلي , إذ إن أمي تبرر كل أوامرها بحجج تدَّعي أنها من الدين

وتم الزواج لدى المحاكم الألمانية , زواج صوري ، يمكِّن هذا الرجل الذي لم أره سوى عند كتابة العقد من البقاء في ألمانيا والحصول على الجنسية الألمانية بعد سنتين

بعد محاولات عديدة أمكن لي الحصول على موافقة والدتي للبداية في إجراءات الطلاق ، الرجل الذي أصبح اليوم قادراً على البقاء في ألمانيا موافق على طلاق التراضي ، كما كان اتفاقه مع والدتي منذ البداية .

سؤالي هو الآتي : كيف أكفِّر عن ذنبي ؟

هل عليَّ عدة المطلقات ؟

لقد تقدم شاب لي ، ويود الزواج بي ، وأنا حائرة ، إن أعلمته أخشى أن يتركني ، وإن لم أفعل أكون خدعته ، ثم متى أحل له ، أبعد الطلاق من الزواج الباطل أم قبل ذلك ؟


الجواب

الحمد لله


أولاً:

لا يجوز لأحدٍ أن يُكره موليته على النكاح ممن لا ترغب

والعقد الذي يثبت أن المرأة البالغ زُوِّجت فيه بغير إرادتها : باطل عند بعض العلماء ، ومتوقف عليها لإمضائه عند آخرين ، وفي كل الأحوال لا يجوز أن تُجبر البالغ على الزواج .

وتفصيل ذلك في جواب السؤال القادم.

ثانياً:

العقود التي تُجرى في محاكم الدول الكافرة : قد تكون عقوداً باطلة ، وقد تكون صحيحة ، فإن كان سبقها عقد شرعي ، اشتمل على إيجاب ، وقبول

وموافقة ولي ، وشهود أو إعلان : كانت العقود أمام تلك المحاكم للتوثيق ، والتثبيت ، لا للإنشاء ، وإن لم يسبقها عقود شرعية : فلا قيمة لها ، ولا يُبنى عليها أحكام ؛ لأنها باطلة أصلاً .

ثالثاً:

ثمة عقود زواج تُبرم في دول الكفر لا لأجل العفاف والستر وإنشاء أسرة ، بل لغايات الإقامة والجنسية ! وليُعلم أن الزواج هو " كلمة الله " وهو " الميثاق الغليظ " ، وأنه لا يجوز الاستهانة بهذه العقود ، وجعلها مجالاً للعبث .

وليُعلم أن هذه العقود " الصُّورية " أو " الشكلية " إذا تمَّت وفق الشرع فإنه تترتب عليها آثارها الشرعية

من المهر ، والعدَّة ، وغير ذلك ، وأما إذا لم تتم وفق الأحكام الشروط الشرعية : فإنه لا تترتب عليها آثارها الشرعية ، مع وجود الإثم .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

نحن شباب مسلم - والحمد لله - ، من مصر ، ولكننا نقيم في هولندا ، ونسأل عن حكم الإسلام في بعض الشباب المسلم الذي يلجأ للزواج من الأوربية

أو بعض النسوة الأجنبيات اللاتي معهن أوراق الإقامة ، وذلك للحصول على الإقامة في هولندا ، مع العلم أن هذا الزواج صوري

أي : حبر على ورق - كما يقولون – أي : أنه لا يعيش معها، ولا يعاشرها كزوجة ، هو فقط يذهب معها إلى مبنى الحكومة ، ومعه شاهدان ، ويتم توثيق العقد ، وبعد ذلك كل ينصرف لطريقه ؟ .

فأجابوا :

عقد النكاح من العقود التي أكد الله عِظم شأنها ، وسمَّاه " ميثاقاً غليظاً " ، فلا يجوز إبرام عقد النكاح على غير الحقيقة من أجل الحصول على الإقامة .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 18 / 98 ، 99 ) .

وفي جواب السؤال رقم : ( 2886 ) فتوى أخرى بالتحريم والمنع ، فلتنظر .

فالذي يظهر لنا أن والدك موجود وعلى قيد الحياة ، وهو في هذه الحال وليك في الزواج ، ولو كان مطلِّقاً لأمك ، وأخوك ليس وليّاً لك مع وجود والدكِ ، فإذا تمَّ الزواج بموافقة والدك

وحضور شهود ، مع رضاكِ به : فهو عقد شرعي تترتب عليه آثاره

ولو لم يكن من أجل العيش معه ؛ لأن واقعه – والحالة هذه – أنه عقد شرعي مكتمل الأركان ، فلا يحل لك الزواج بغيره إلا بعد أن تحصلي على الطلاق ، وتنتهي عدتك .

وأما إن تمَّ العقد في الدوائر الرسمية فقط ، ودون موافقتك أو موافقة والدك : فهو عقد غير شرعي

ولا تترتب عليه آثاره ، ولا حاجة للحصول على الطلاق ، إلا من أجل أنك زوجة في الأوراق الرسمية

لا من أجل أنك زوجة شرعاً ، مع استحقاق من ساهم في وجوده للإثم ؛ لاستهانته بالعقد الشرعي ، وجعله مجالاً للعبث .

والخلاصة : أن الواجب عليك الاحتياط في أمر زواجك الجديد ، وألا تقدمي على إتمام الخطبة الجديدة ، إلا بعد طلاقك من الأول .

وأما بخصوص إعلام الخاطب الجديد ، فإن كان يغلب على ظنك أنه لن يعلم بما حدث ، فلا ننصحك بإخباره ، وأتمي زواجك به ، كأن شيئاً لم يكن .

وإن كنت تظنين أنه سوف يعلم ذلك ، فليعلمه منك أفضل وأكرم ، والقلوب بيد الرحمن يقلبها كيف شاء ، فاستعين بربك سبحانه ، على صرف قلبه إليك ، إن كان في زواجك منه خير لك .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-03, 14:30   رقم المشاركة : 210
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أجبرت على الزواج ممن لا تريده ، فهل تستخدم حبوب منع الحمل

السؤال

لقد تزوجت منذ فترة قصيرة ، ولكنني غير سعيدة مع زوجي ، وقد أجبرني أهلي على الزواج منه ، ومشكلتي أنني لا أرغب في الإنجاب منه

فهل يجوز أن أدعو الله أن لا يرزقني أولاداً منه أم لا يجوز ؟

وقد قرأت أنه لا يجوز استخدام حبوب منع الحمل بدون إذن الزوج ، فهل هذا صحيح ؟.

الجواب

الحمد لله


لا يجوز للولي سواء أكان أبا أو غيره أن يزوج مَنْ كانت تحت ولايته دون رضاها

لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها )

رواه مسلم (1421)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تُنْكَح الأيم حتى تُسْتَأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت )

رواه البخاري (4843) ومسلم (1419)

كما لا يجوز للولي أن يتعنت في تزويج موليته ، أو يعضلها عن الزواج ممن ترغب إذا كان كفؤاً لها

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسم - : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )

رواه الترمذي (1084) وحسنه الألباني وانظر السؤال رقم (32580)

أما ما حصل معك ، فلك الخيار في الاستمرار أو عدمه ، فاستخيري الله عز وجل ، فإن رضيت فلك الاستمرار على هذا الزواج ، وإن لم تقبلي الاستمرار في زواجك فلك الحق في طلب الفسخ ، لأنه وقع بدون رضاك .

فعن خنساء بنت خذام الأنصارية : أن أباها زوجها وهي ثيب ، فكرهت ذلك ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه .

رواه البخاري (4845)

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه أبو داود (2096) وصححه الألباني .

وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن المرأة إذا زُوِّجت بدون رضاها فإن العقد يكون موقوفاً على إجازة المرأة ، فإن أجازته صح

وإلا فلها الفسخ . وهو مذهب الحنفية ورواية عن الإمام أحمد . انظر المغني 7 / 364 ،فتح الباري 9 / 194

قال الشيخ ابن عثيمين

في مسألة إجبار الوالد بنته على النكاح : إجبار الرجل ابنته على الزواج برجل لا تريد الزواج منه محرم ، والمحرم لا يكون صحيحاً ولا نافذاً

لأن إنفاذه وتصحيحه مضاد لما ورد فيه من النهي ، لأن مقصود الشرع بالنهي عن أمر ما ، أن لا نتلبس به ولا نفعله ، ونحن إذا صححناه فمعناه أننا تلبسنا به وفعلناه ، وجعلناه بمنزلة العقود التي أباحها الشارع .....

وعلى هذا فالقول الراجح يكون تزويج الوالد ابنته هذه بمن لا تريده زوجا ، تزويجا فاسدا ، والعقد فاسد ، يجب النظر فيه من قبل المحكمة

انظر الفتاوى ص 760 ،

وانظر أيضاً فتاوى الشيخ ابن إبراهيم 10 / 73 – 78

أما أخذك لحبوب منع الحمل دون علم الزوج ، فهذا ليس حلا للمشكلة

لأن هذا معناه مكوثك تحت من لا ترضين ، وقد نص بعض أهل العلم كما في فتاوى الشيخ ابن إبراهيم الموضع السابق ، على أنه إذا ظهر من المرأة الرضى بزواجها ممن تزوجت منه جبرا

فإنه يسقط حقها في طلب الفسخ ، وإذا سقط الحق في طلب الفسخ صار الرجل زوجا شرعيا لك ، وإذا كان كذلك لم يجز لك أخذ حبوب من الحمل إلا بعلمه عند وجود ما يدعو إلى ذلك .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc