أن تعبد السلطان كأنه يراك! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أن تعبد السلطان كأنه يراك!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-12-12, 17:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
'مالك بن نبي'
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي أن تعبد السلطان كأنه يراك!

في الشرق وبلاد أخرى كانوا يعبدون الحكام عبودية حقيقية، والآن الناس تعبد الله، ولكن هناك مفكر ألماني مثل أريك فروم يرى أن حالة التملك والهوس من قبل شعوب لأنظمة وزعامات بعينها، وما يترتب عليه من تقديس وخضوع، يجعلنا نشك في أن داخل بنية اللاشعور عند هؤلاء يكمن دين وثني كعبادة الملوك، وأنه لا يزال هذا الدين حاضرا، حتى مع اعتقاد تلك الأمم شعوريا أنهم يتعبدون عبادة عقلانية توحيدية.



ويشير إلى أن إذا أردنا أن نفهم كيف تمتلك نظما كالفاشية أو الستالينية، أو زعامات في العالم الثالث، ملايين البشر على استعداد للهتاف والتبجيل والتضحية من أجلهم، سواء أصابوا أم أخطأوا، فلا مناص أن نرى أن في عبوديتهم التوحيدية الكثير من الزيف، إن عبوديتهم الحقيقية، موصولة بالزعيم، أو لمن تقدم له شعائر الخوف والانبهار والعظمة.


أريك فروم ملحد لا يحكم على الناس حكما دينيا بالإيمان والكفر، لكنه يحلل جذور الاستبداد من منظور علم النفس، ويحاول أن يشرح لماذا تسقط شعوب ما صريعة تقديس الحكام، وتمتنع أخرى. ويرى فروم أن عبادة الزعماء كنمط من الوثنية لا تزال فاعليته سارية في الأعماق دون أن ندرك، وهي تسطع عند بعض الشعوب إذا توافر المناخ والسياق الذي يفجرها، والاستبداد برأيه صورة من صور الوثنية. يعرف أريك فروم الوثنية بأنها ليست الإيمان بالآلهة المتعددة؛ ولكن عبادة ما نصنع: أشياء على الطريق كالحجارة نهبها كل أحلامنا وعواطفنا وقوانا وماهيتنا، ثم نعبدها بعد أن نكون قد أفلسنا تماما من أي معنى أو قيمة داخلية. كلما أصبح الوثن قويا أصبح المتعبد فقيرا.




ديمقراطية التوحيد

الوثنية السياسية متصلة بمباحث التوحيد خصوصا في تجلياته السياسية السامية. فالتوحيد يعني أن الله وحده احتجز اثباتا كل معاني الوحدانية؛ وحتى نتمم تلك الحصرية، لابد أن نحرص على التنوع في كل ما عداه سبحانه. يجب أن نثور أمام أي متخلق بالوحدانية وننفي أي أحدية سياسية متسلطة، سواء كانت دولة الحزب الواحد أو زعامة الرئيس الفرد. والله وحده صاحب السلطة المطلقة، وهو الذي يحتكر الحقيقة، وكل ما دونه متعدد نسبي، يخضع للرأي والحوار والنقاش، وكلما رأينا شخصا أو حزبا أو سلطة تنفرد بالرأي أو تدعي الحقيقة المطلقة، يجب أن نعارضها بقوة لأنها لابست بعض أخلاق التأله.



والتوحيد معناه الانقياد لله وحده، وتلبية تلك الشهادة أرضيا تدفعنا إلى أن نعارض ونثور ضد كل من يزعم أن له حق الانقياد أو التسليم، لأن ادعاءه سعى نحو الاعتداء على تلك الحقوق التوحيدية لله، فمن التوحيد أن ننتهك كل من يتأله على الناس، حتى يصبح التوحيد نقيا للواحد. كذلك كل صفات الكبرياء والعظمة والأبدية، هي حصرية لله، هي صفات جلال، وجمال، والموحد الحقيقي يمنع استنزالها على الأرض في شخص مؤسسات أو شخصيات، بل يخلق النظم السياسية والدستورية الكابحة لذلك.



ومن التوحيد أن تفعل وسائل الرقابة الدستورية على الحكام، لأن الله وحده فقط هو الذي "لا يسأل عمّا يفعل"، فبالتالي يجب محاربة نزوع الحكام للنأي عن المساءلة والرقابة. خلاصة الديمقراطية، هي ضمانة جيدة لصد أي نزوع للتأله السياسي عند الأنظمة، فهي تجعل الله متوحدا في مكانه، وتجعل الحاكم إنسانا غير متدثر بأردية التأله، وتجري عليه عوامل التعرية السياسية الاقتراعية، وتنزع عنه رداء السرمدية، فالله وحده هو الباقي.




لا تزال شعوبنا تتعرى وتهتف وتتظاهر من أجل بطل أو منقذ، تلقي عليه بكل رصيدها من حرية وكرامة.. حتى تصبح أمامه لا شيء، إنهم يتلاشون فيه. تحب تلك الجماهير أن ترى زعيمها عظيما، مهابا في مواكبه، في ملابسه، في الشِعر والتراتيل والألحان، فيما يخلع عليه من أوصاف العظمة، في شبحه الذي يحتجز الصور والميادين، هي متعة العبودية، ولذة الطاعة، كان هيجل يرى أن هذه النزعة التأليهية للحكام الشرقيين تجعل الإيمان بالله يفقد جدواه. وتزداد لذة الشعوب بالعبودية، كلما تمادى الحاكم في الأحدية والفردانية المطلقة، وأطاح بحكم الدستور والقانون، وانتحل من صفات الله حيث يتخلق بالقوة والجبروت والعظمة، وهذه صفات عندما تتجسد تنزع من الشعب قوى التعبد والتبتل، وتصرفها في مجاري الاستبداد.



اللافت أن رجال الدين الذين مهمتهم توجيه الإيمان إلى التوحيد، هم ذاتهم الذي يمارسون توجيهه نحو تقديس الزعماء، فعلت ذلك المسيحية عندما جعلت الأباطرة هم ظل الله، وكذلك فعل بعض الفقهاء عبر "فقه ولي الأمر"؛ حينما رفعوا عن الحكام مبدأ المساءلة والمراجعة، رغم أنه مبدأ موجود في العهد النبوي والراشدي، وحتى اللحظة لا يزال رجال الدين الإسلامي والمسيحي يستعيرون التشبيهات النبوية وإسبالها على زعماء منطقتنا، والعجب أن الإيمان بالله فرقهم، بينما الإيمان بالزعيم ووحدهم.



التوحيد ضد الاستبداد

يندهش أريك فروم من سهولة انتكاس الأديان التوحيدية الابراهيمية إلى شكل أكثر بدائية من الدين مثل عبادة الرؤساء أو الأيديولوجيات، ويتساءل أليست وظيفة التوحيد إنقاذ الناس من غربة الاستبداد، أليست عبادة الله واقية من الوقوع في أسر عبادة الزعماء أو العجل الذهبي؟ وقصة انتكاسة التوحيد إلى الوثنية السياسية مشهورة في الكتب المقدسة. ويحكي القرآن عن بني إسرائيل، الذين خرجوا مع موسى من أسر عبودية فرعون، حيث حررهم الله، ولكنهم لم يتحملوا عبء التوحيد، ولا أفكار الأحدية الغيبية التي أنقذتهم من عبادة الفرعون.

تحدث القرآن أن وثن الزعيم لم يمت في الضمير وأن الدين البدائي اختلط بدمهم، فبعد أن تجاوزوا البحر طلبوا من موسى أن يقيم لهم صنما، قال القرآن: إن شيئا ما وثني كمن في اللاشعور عند بني إسرائيل و"أشربوا في قلوبهم حب العجل". وفي التاريخ الإسلامي، وجدنا أنماطا من التأله السياسي، تخلق به بعض الخلفاء حين أوهموا الناس بأنهم حكموا بقدر الله، وأنهم خلفاء الله على الأرض. بعضهم، كأبي جعفر المنصور، قال: إنني ظل الله على الأرض، وكان شعراء المهدي الفاطمي يُخاطبونه: فاحكم فأنت الواحد القهار، وهناك من انتقد إضافة مباحث الإمام لكتب العقيدة، حيث تدرس صفات الله، بجوار صفات الحاكم.



يوضح أريك فروم إن مبدأ التوحيد حرر الإنسان من أسر الرموز الصنمية أو الزعامة التي يصنعها ويهتف باسمها؛ لأن التوحيد فكرة غيبية من خارج هذا العالم، وتطلب من الموحد أن يضع الحكام والطبيعة في إطار العبودية، وألا يضيع أي جزء من طاقة الخضوع والرهبة من أجل مخلوق، خصوصا إذا كان من صنع يديه، يجب أن ينصرف الإيمان إلى طريقه السماوي. يقول عبد القادر الجيلاني "كل من اعتمدت عليه فهو إلهك، وكل من خفته ورجوته فهو إلهك، كل من رأيته في الضر والنفع ولم تر الحق عز وجل مجري ذلك على يديه فهو إله".


بقلم: عبدالله الطحاوي









 


رد مع اقتباس
قديم 2018-12-28, 17:09   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا هو التنظير الذي مزق الأمة وأدى إلى التكفير وإلى تعدد الجماعات ذات المناهج المختلفة وتمزيق الصف الإسلامي

التوحيد يؤخذ من الأنبياء والمرسلين لا من هيجل ، والعجيب هو جرأتكم على إتهام المسلمين المقيمين للدين بأنهم عباد الملوك !!! أي وقاحة هذه !!!

التوحيد يستلزم طاعة الله ورسوله ، والله سبحانه ورسوله أمراك أن تطيع ولي الأمر في غير معصية الله ، فطاعة ولي الأمر هو طاعة لله لأنه هو سبحانه من أمر بذلك فتكون هذه الطاعة عبودية لله سبحانه لأنها طاعة لأمره

أما الدمقراطية فهي عين الشرك : لأنها تعني أن السلطة العليا والمطلقة للشعب وهذا تأليه للبشر ، إذ أن السلطة المطلقة لا تكون إلا لله سبحانه

و اتركونا من التدليسات الفاشلة من أن الحاكم يراجع أو لا يراجع ، فهذا الأمر لم يتكلم فيه أصلا حتى نختلف فيه ، وإنما الثورة والخروج شيء والنصيحة والمراجعة شيئ آخر تماما ولا يلتقيان لا في الجزء ولا في الكل










رد مع اقتباس
قديم 2018-12-31, 22:03   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بنت الرّحّل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بنت الرّحّل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإثنين 24ربيع الثاني 1440من الهجرة النّبويّة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



حالي وأنا أقرأ هذا كما قال الشاعر :


وأظلّ مبتسما لفرط تعجبي ..:.. فالسنّ ضاحكة والقلب باكي


والله لا ينتهي عجبي من مثل هذه الاستدلالات العجيبة وخاصة ما يتعلق بتفسير التّوحيد لله سبحانه و العبودية له وربطها بالحكم الآن

في محاولة بائسة لتكفير الحكام إجمالا ومن ثمة تكفير الشعوب الساكتة عن كفر حكامها زعما

والأغرب والأعجب من هذا كلــه هو أن الشاهرين لسيوف التكفير على الحكام و الشعوب المسلمة

يأخذون تنظيرات الملاحدة ويسقطونها على إخوتهم ومن هم من جلدتهم بل وصل بهذا الكاتب أن يصف الملحد بأنه مؤمن بالله

أنّى يستقيم هذا ؟

حقا إنها نبوءة رسول الله ـصلّى الله عليه وسلّم ـ: ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان))


ثم الإسلام طالب المسلم بالحكمة في التعامل مع النوازل والأزمات خاصة عند ظلم الحكام واستبدادهم فأمر بالصبر وأنت تسميه خنوعا ،وأمر بالطاعة بالمعروف وأنت تسميه كفرا ووثنية

فحرفت معنى التوحيد والشرك والكفر والوثنية وجعلت ما هو مطلوب شرعي كأنه أعلى درجات الشرك

وجعلت من نفي وجود الله تماما مؤمنا ؟


فمالكم كيف تحكمون ؟



والتمسك بهذه التأويلات والتعنت في إسقاطها بالرغم من وجود أدلة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية ومن فعل السلف الصالح ترد على هذه الأفكار وتحذر منها

وما يؤكد ذلك الواقع فنتائج الثورات التي تحمل هذا النوع من الشعارات كانت وخيمة على الشعوب وعلى البلاد وعلى الإسلام

فلا يحتاج العاقل إلى برهان أكثر من هذا ليُقبل على شأنه وعلى إصلاح نفسه أولا ويحقق عبودية الله بتطبيق الإسلام الذي يريده منه الله وليس الملحد فروم ولا عاشقيه

استفيقوا من غفلتكم هؤلاء الغرب أو الملاحدة على إلحادهم يبنون أوطانهم ويوحدون صفوفهم وأنتم البلهاء تمزقون وحدتكم وتقومون بتحريف دينكم وتحولون بلدانكم إلى أشلاء وجثث

ولا يوجد أحد يخفى عليه أن إصلاح الحكم وتغيير الحكام بهذه الطريقة يجعل أناسا يحسدون الحكام على مكانتهم وعلى سلطتهم يتشدقون بمحاربة الطاغوت والكفر السياسي وهم عبدة الدرهم والدينار والسلطة
حتى أصبحت لعبة : هذا حاكم أسقطوه ثم تقوم طائفة على من رُفِـــع فأسقطوه وهكذا دواليك

هذه لعبـــةالقرن ..لعبة دموية حقيرة تجعل المجتمعات المسلمة مشغولة بمن صعد وإهباطــه ثم يتناحرون بينهم فلا دين أقيم ولا دنيا استقامت لهم

شيء مؤسف للغاية

















رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc