بوصلة الحراك واشكالية التاريخ

[Su2013]

منذ أزيد من شهر...عجز قلمي عن كتابة حرف واحد حول ما يحدث..طبعا لأنه لا يوجد أرقى و أسمى مما قاله الشعب في ميادين وشوارع كل مدن الوطن,طالما عكفت على مر السنوات على تفريغ ما في صدري من هول الفظائع السياسية و الجرائم الاقتصادية التي تعاني منها البلاد و اتخذت من هذا المنتدى فضاء أنثر فيه المقالات والكلمات والتي كانت نابعة من حس وطني بحث.اليوم اكتب لأننا أمام مرحلة حساسة و مفصلية على ما يبدوا وللأسف قد وصلنا لنقطة الصفر نقطة البداية وبل أعمق من هذا وصلنا إلى تجديد معركة الوعي,النظام.. العصابة..المافيا.. هم..جماعة بوتفليقة..الشياتين لا يهم الاسم بقدر ما يهم الفهم لطبيعة الطرف الأخر.الشعب الجزائري و صرح الوعي الذي بناه واكتسبه يتعرض في هذه المرحلة إلى أهم اختبار...أمام كل التحديات والإغراءات التي يطرحها النظام من مراوغات و تلاعبات و مرافقات مسمومة للحراك..إن تطور الوعي عند الشعب يقابله تطور وسائل النظام في إركاع الحراك و توقيفه خاصة عبر حملات التخوين الواسعة و تشويه السمعة التي جعلت من الناشط السياسي عدوا و خائنا يطرد من المظاهرات بمشاركة عناصر متخفية تارة أو دون مشاركتها تارة أخرى بعد تعبئة عاطفية بشعة ضد كل النشطاء والحقوقيون..هكذا تحاول العصابة البائدة الغيرسائدة تحاول نقل الحرب الى الفضاء الافتراضي و هم قد استفاقوا بعد السبات العظيم أو بنصيحة من أحد أسيادهم بـأن قد تجندنا وكسبنا كل ما كسبناه من وعي وقوة داخل هذا العالم الافتراضي, لكنهم أغفلوا أهم وسيلة في هذه المعركة وهي المعلومة و المصداقية و التي تفتقرها مكاتبهم الفارغة التي صرفوا الملايير من اجلها وباءت بالفشل في كل مرة,ولا يدركون تعاملنا مع الصفحات التي تتغير قبلتها كل يوم وساعة بقدر ما تتغير فصول السنة فهي تسبح بحمد الكادر تارة وتمجد مول السيجار تارة أخرى وتستنجد بالكاسكيطة في أخر خرجاتها تعاملنا مع هذه الصفحات كان تعامل الفرد من وسائله لا أكثر.بالحديث عن الكاسكيطة نلاحظ أنه قد صعدت للسطح مؤخرا إشكالية كبيرة جدا تتجلى في عقدة العسكرة..عسكرة الحراك و عسكرة المجتمع و التعبئة الهائلة التي تدفع في هذا الاتجاه الغريب المخالف تماما لما بدأه الحراك..هي حقا مظاهر مؤسفة قد تؤدي بنا في نهاية المطاف إلى التساؤل بقدر ما تسائل عبد الحميد مهري "ما هي الممارسات التي جعلتنا نرتاح لمظهر القوة".و ان كنا لا نريد الوصول لمثل هكذا تساؤل علينا أن نؤمن إيمانا راسخا بأن السلطات تحكم الدولة لكن شرط أن لا تتداخل وان حدث هذا من قبلنا لابد أن لا نجعله سنة حميدة نكررها في كل مرة وننتظر نتائج مختلفة,إن مواصلة حقن الحراك بمطالب تؤسس لحد بعيد لما يشبه الثورة المضادة من شانه هذا التصرف رسكلة الفضلات السياسية التي خلفها النظام...لكن لاتزال الفرصة سانحة لنشر الوعي وإعادة الحراك إلى السكة الصحيحة وهذا يكون بحماية مبادئ الحراك ورواد ونشطاء الحراك حتى وان اختلفنا معهم..لأن هذه هي الممارسة الديمقراطية الصحيحة علينا أن نواصل بالدفع في الاتجاه الايجابي بتقبل كل الفاعلين بنية وطنية و أن نواصل حملات الوعي والتحضر حتى نجعل من الدولة وان استلمنا زمامها نجعل منها دولة قانون وديمقراطية وهذا لا و لن يتجسد الا من خلال محاربة كل التلاعبات و كل من تخول له نفسه تحزيب الجيش أو الزج بالمؤسسة العسكرية و باقي المؤسسات في آتون مواجهات و صراعات سياسية تفقدها هيبتها وتضعفها وحتى لا نخطو خطى من سبقنا لنجد أنفسنا أمام نقطة الصفر...لاتزال الفرصة سانحة لتفادي الانطلاقات الخاطئة.