هجوم الكلمات عليا اليوم غريبة
صاحبي دائما كان يحدثني عن إبنه المثابر في الدراسة...
المجتهد في علمه...
ودائما يأخذ فترة راحة...
يتوقف عن الدراسة... لنصف ساعة ...
وكان السؤال الذي وجهه لي في حينه خرافي وغريب للغاية...
والأب كان حزينا في أعماقه أنهار من الألم...
قال لي يا صاحبي بالله عليك أخبرني لأني ما عدت أفهم من كل ما يدور حولي شيئا...
نصف ساعة وإبني هذا وبيده الهاتف الملعون ولا أدري ماذا يفعل به...
ويقول لي أريد أن آخذ نصف ساعة أريح فيه عينيَّ من القراءة...
هل هذه أحجية أم أنه بريد أن يجعل من جهلي بأني مسخرة العالم الجديد...
هل أضلاعي ماتت أم أن جسدي أصبح حاوية للنفايات...
إذا فلماذا هذا الضجيج والقرارات والحالات واضحة كالشمس ...
ونتابع ويحدثني صاحبي عن أشياء كثيرة وأنا والسمع سلطان...
إذا يا صاحبي كما ترى أن القرارات لن تتغلغل أبدا في العقول والقلوب...
فالإنسان ضاع في خلافات هو ليس فيها طرف...
فالدموع لن تطفئ الجوع ولكن البكاء سوف يزيد الإنسان لوعة...
وبما أن العاصفة اليوم سيدة الوطن فالكل سواسية أمام هذه العاصفة...
ولا أعرف من تصله هذه الحقيقة مباشرة...
صوته في الحقيقة كان مثل أوراق الشجر في الخريف...
بل أحسست به يرتجف من الداخل...
وكأني به يريد أن يصرخ في كل الوجوه التي لا تعجبه وهي في الحقيقة كثيرة...
وجهه الذي كنت أعرفه جيدا كان كالورود في الحقل الأخضر الذي ينام أمامنا...
نعم من الشرفة كنت أتأمله سعيدا مليئا بالغبطة...
والغريب اليوم هذا الوجه تحول أو كاد أن يكون تمثالا...
ولكنه ما زال وجه بشر قلبه كبير ومليء بأمواج الحياة ورائحة السنين الطيبة...
في الحقيقة لا أعرف كيف هوت هذه الكلمات وكأني بها تريد أن تصرخ...
وفجأة وكأني خرجت من بئر عميق لأن كلمات أخي الأستاذ الجالس أمامي جاءتني...
أمواج ورائحة وحنين وكل ذلك لا تخلو من تعب ما لأنه كان صامتا لهذا أفكاري سافرت الى صديقي البعيد...
هنا أعترف لأني في كثير من الأحيان أختلس النظر إليه فأراه شاردا وهو يدخن...
وكأني به يسافر مع سحابة أكاد أراها سوداء أو رمادية اللون...
وتمنيت لو أنه يصرخ...ويحدثني بما في أعماقه حتى لو كانت الكلمات ترتجف...
ما يسعدني في هذه الحياة بأني أؤمن بأن مع كل كلمة رحمة الله فيها إذا إتقنا الكلام...
وأن الأرض ليست سجينة لأن الله خلقها...
وأن لا شيء يتجه الى الحزن إلا إذا نحن صلبنا أنفسنا...
ليت أخي يترك ما كتبه الله يجري في حياته ولا يحمل أثقالا...
هذه الأفكار جاءت يوم كان الوطن بخير أو كنا نظن أنه بخير...
شكرًا يا وطن لأنك أطفأت النور في مشاعرنا قبل بيوتنا...
تحياتي
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2021-04-06, 18:34
هجوم الكلمات عليا اليوم غريبة
العرض العادي
