خذ العبرة من الاخرين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خذ العبرة من الاخرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-14, 10:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كشيدة جلالي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية كشيدة جلالي
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 خذ العبرة من الاخرين










قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم ( الجزء الأول )


دكتور عثمان قدري مكانسي




القصة الثانية


- قال الأب : سمعتك يا بني أمسِ تقول لوالدتك: أنا خير من سعيد ، حفظ الآيات المطلوب حفظها في ثلاثة أيام ، و حفظتها في يوم واحد ، فأنا أكثر ذكاءٍ منه .
- قال الولد : نعم يا أبي ، لقد قلت هذا.. فهل تراني أخطأت ، و لم أتعدّ الحقيقة ؟
- قال الأب : و قلتَ مرة : إن والدك مدرّس قدير ، ينظر الناس إليه باحترام و تقدير ، أما خالد فوالده عامل في متجر جدك ... أليس كذلك ؟ .
- قال الولد : بلى ، لا أنكر ذلك .. فهل من مأخذ عليّ ؟.
- قال الأب : إن قلتَ هذا من قبيل الفخر بنفسك ، و التعالي على الآخرين قاصداً الحطّ من الناس والترفـّع عليهم فقد أقحمتَ نفسَك في النار - لا سمح الله - دون أن تدري ، فإنّ أحدنا يتلفّظ بالكلمة لا يلقي لها بالاً تقذفه في جهنّم سبعين خريفاً .
- قال الولد : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، و أستغفر الله أن أقول ما يغضبه .
- قال الأب : إنّ الإعجاب بالنفس والأهل وكثرة المال وجمال الثياب وبهاء المظهر ، والتفاخر بكثرة العبادة يهلك الإنسان .. و العُجْب يا بنيّ محبط للأعمال ، مبعد عن الجنّة ونعيمها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبْر ..." ووضح معنى الكبر فقال : " الكبْر بطر الحق ، و غمط الناس " و الغمط الاحتقار والازدراء. وقال عليه الصلاة والسلام " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عُتـُلٍ جوّاظ مستكبر " ( و العتل : الفظ الغليظ ، و الجواظ: الجَموعُ المنوعُ : و قيل المختال في مشيته . ) و كان الأولى بك - يا بنيّ - أن تحمد الله أنْ يسّر لك حفظ الآيات القرآنية ، و أن تشكره بالتواضع ... فإن كان أبوك في نظرك ونظر الناس خيراً من غيره فقد يكون في ميزان الله - نسأل الله العافية – أقلَّ بكثير ممن رأيته خيراً منهم .. و قد مدح قومٌ الصدّيقَ رضي الله عنه فقال قولتَه المشهورة: " اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون " .
- قال الولد : جزاك الله خيراً يا والدي و معلّمي ، و الله ما كان يخطر ببالي أنني أُغضب الحقّ تبارك و تعالى ، و أعاهدك أنْ لا أعود إلى ذلك أبداً .
- قال الأب : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قصّ على الصحابة الكرام عاقبةَ مَن يُعجب بنفسه ، فيوردها موارد الهلاك ... و سأذكر لك ثلاثاً منها ، عساها تكون إشاراتٍ حمراء تمنع صاحبها أن يقع في شرّ ما يفكر به و يعمله .




أما القصة الأولى :






فقصة رجل رأى نفسه فوق الآخرين مالاً و جمالاً و حلّةً ... مشى بين أقرانه مختالاً بثوبه النفيس ، و شبابه الدافق حيويّة ، و جيبه المليء المنتفخ مالاً ، تفوح نرجسيّتُه وحبُّ ذاته في الطريقة التي يمشيها ، فهو يمدّ صدره للأمام ، ويفتح ما بين إبطيه ، لا يكاد الطريق يسعُه ، يميل بوجهه إلى اليمين مرّة ، و إلى اليسار أُخرى متعجّباً من جِدّة ثوبه ، و غلاء ثمنه ، يجر رداءَه خيَلاءَ ، يظن نفسه خيرَ مَن وطِئ الثرى ، يكادُ لا يلمس الأرض من خفّته ، يحسب أن العَظَمة إنما تكون بالمادّة والمظهر ، و نسي أنها لا تكون إلا بحسن الأخلاق و نفاسة المخبَر ، و غفَل عن قوله تعالى : " و لا تمْشِ في الأرض مَرَحاً ، إنك لن تخرِق الأرضَ و لن تبلُغ الجبالَ طولاً " وتناسى أنه مخلوق ضعيف ، أصلُه من طين ، و من سُلالة من ماء مَهين . تناسى أنّ أوّله نطفة مَذِرَةٌ ، و آخرَه جيفةٌ قذرةٌ ، و هو بينهما يحمل العَذَرةَ ... و تناسى أنّه حين صعّر خدّه للناس غضب الله عليه ، لأنه شارك الله في صفتين لا يرضاهما لغيره ، حين قال تعالى " العَظَمةُ إزاري ، و الكبرياءُ ردائي ، فمن نازعني فيهما قصمت ظهره ولا أُبالي " بل تناسى كذلك أنه سيصير إلى قبره ، حيث يأكله الدود في دار الوَحشة و الطُّلمة ، لا أنيس فيها سوى التقوى و التواضع. و غفَل أيضاً عن مصير الجبّارين المتغطرسين قبله . و قصّة قارون الذي خسف الله تعالى به الأرض قرآن يُتلى .
و قد أخبرنا الرسول الكريم أن هذا الرجل المتكبر خسف الله به الأرض ، فهو يغوصُ في مجاهلها من شِقٍّ إلى شقّ ، ومن مَهوىً ضيّق غلى حفرة أعمقَ منها ، ينزل فيها مضطرباً مندفعاً ، تصدُر عن حركته أصواتٌ متتابعةٌ إلى يوم القيامة جزاءَ تعاظمه و تكبّره ... ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام" إنّ الله أوحى إليّ أنْ تَواضعوا ، حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ ، ولا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ . "
المراجع :
الحديث في صحيح البخاري
مجلد 4 جـ 7 باب من جر ثوبه خيلاء .






وأما القصة الثانية :






فقد ذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن رجلين من بني إسرائيل كانا متآخيين إلا أنهما يختلفان في العبادة ، فالأول مجتهد فيها ، يصلُ قيام الليل بصيام النهار ، لا يألو في الاستزادة منها .. يرى صاحبه مقصّراً ، بل مذنباً مصرّاً على المعاصي ، فيأمره بالعبادة ، و ينهاه عن المعصية ، و لربّما وجده يوماً يشرب الخمر أو يرتكب معصية ، فنهاه عنها ، و هذا أمر يتصف به المسلم ، فيأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، و هكذا الدعاة دائماً " كنتم خير أمة أُخرجتْ للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ... " .. " و لْتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ، و يأمرون بالمعروف ، و ينهَوْنَ عن المنكر " إلا أن الإنسان حين يتجاوز حدّه و يتألّى على الله فقد أساء إلى الذات الإلهيّة ، و وقع في غضب الله دون أن يدري ، فكانت عاقبته خسراً .
إن العاصي حين أمره العابد أن يفعل الخير ، ونهاه عن المنكر قال له : " خَلّني وربي .. أبُعِثْتَ عليّ رقيباً ؟ ! " ... هنا نلحظ أمرين اثنين :
1- فقد كان المذنب مصراً على الذنب ، عاكفاً عليه ، متبرّماً من متابعة العابد له بالنصح و المتابعة .
2- و كان أسلوب العابد في النصح فظاً غليظاً أدّى إلى تحدّي العاصي له . و الداعية الناجحُ هيّن ليّن ، رفيق بالمذنبين ، يعاملهم معاملة الطبيب الحاني مرضاه ، فيمسح عنهم تعبهم ، ويخفف عنهم آلامهم ، فيدخل إلى قلوبهم ، و ينتزع منهم أوصابهم .....
احتدّ العابد من إصرار العاصي على ذنبه ، فاندفع يُقسم : أنّ الله لن يغفر له ، و لن يرحمه ، و لن يُدخله الجنّةَ .... فيقبض الله روحيهما ، فاجتمعا عند رب العالمين ، و يا خسارة من يغضب الله عليه ، إن العابد نزع عن الله صفة الرحمة ، وصفة الغفران ، حين أقسم أن الله لن يغفر للعاصي ...
قال الله لهذا المجتهد : أكنتَ بي عالماً ؟ أو كنت على ما في يدي قادراً ؟ لأُخيّبَنّ ظنّك ، فأنا أفعل ما أشاء ... و قال للمذنب اذهب فادخل الجنّة برحمتي ... إن الناس جميعاً ، صالحَهم و طالحَهم ، عابدهم وعاصيهم ، لن يوفـّوا الله نعمه ، و حين يدخلون الجنّة يدخلونها برحمته . .. قالها رسولُ الله صلى الله عليه و سلم ، فقالوا له : حتى أنت يا رسول الله ؟ قال : " حتى أنا إلاّ أن يتغمدَنيَ اللهُ برحمته "
و قال الله تعالى للآخر(للعابد) المتألّي على الله : اذهبوا به إلى النار ... لقد لفظ كلمة أهلكته فدخل النار و لم تنفعه عبادته.


المراجع :
رياض الصالحين باب تحقير المسلمين الحديث/1210 /


و أما القصة الثالثة :




فهي رديف المعنى في القصة الثانية ، إذ افتخر رجل أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل ، فقال : أنا ابن فلان ، فمن أنت ؟ لا أمّ لك . فردّه المعلّم الأول صلى الله عليه وسلّم إلى الصواب بطريقة غير مباشرة ، إذ روى الحبيب المصطفى قصة مشابهة لقصتهما حدثت أما النبي موسى عليه السلام بين رجلين . فقد فَخَر الرجل الأول بآبائه فقال : أنا ابن فلان بن فلان .. حتى عدّ تسعة آباء ، لهم بين يدَيِ الناس في حياتهم المكانةُ الساميةُ غنىً و نسباً و مكانةً.. فمن أنت حتى تطاولني و تكون لي نَدّاً ؟ ! .
لو انتبه إلى مصير أبائه و أجداده لم يفخر بهم ، إنهم كانوا كفـّاراً يعبدون الأصنام و يتخذونها آلهة. والله تعالى يقول لأمثال هؤلاء : " إنكم وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنّم ، أنتم لها واردون " .. لم يدخل الإيمان قلبَه فدعا بدعوى الجاهلية ، و فضّل أهلَ النار – و لو كانوا أجدادَه– على أخيه المسلم ، فكان مصيرُه مصيرَهم إذ أوحى الله إلى نبيّه موسى أن يقول له: أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم ،لأن المرء يُحشر مع من أحبّ. و قال الثاني : أنا فلان بن فلان بن الإسلام .. فخر بأبيه الذي رباه على الإسلام ، و قطع نسبه قبل أبيه ، فلم يفخر بجده الكافر ، و لم يعترف به ، فلا جامع يجمعه به.
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم
هل يلتقي الكفر بالإيمان والظلام بالضياء في قلب واحد ؟ ! شتّان شتّان ، فلن يعلوَ الإنسانُ بنسبه ، و يوم القيامة لا ينفعه سوى عمله " فإذا نُفخ في الصور فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون " و قال تعالى كذلك " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " و هل ينفع نوحٌ ابنَه ؟ و إبراهيمُ أباهُ ، و رسولُ الله عمَّه أبا لهب ؟ ..
فأوحى الله إلى نبيّه موسى أن يهنئه بالفوز و النجاح حين قال : أما أنت أيها المنتسب إلى والدك المسلم ودينك العظيم فأنت من أهل الجنّة . تعصّبتَ إلى دينك ، و تشرفتَ بالانتساب إليه فأنت منه ، و هو منك .




المراجع :


مسند الإمام أحمد جزء 5 ص 128 .













 


رد مع اقتباس
قديم 2013-03-15, 08:29   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الجليس الصلح
عضو ماسي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-15, 14:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
fifi tery
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

واو قصص افضل من ان تكون جيدة شكرا و بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الاخرين, العبرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc