بر الوالدين .. الاداب الاسلاميه - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بر الوالدين .. الاداب الاسلاميه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-02-07, 16:58   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

والخصلة الخامسة :

( صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ) وذلك بالإحسان إلى أعمامك وأقارب أبيك ، وإلى أخوالك وخالاتك من أقارب أمك ، هذا من الإحسان بالوالدين ، وبر الوالدين أن تحسن إلى أقارب والديك الأعمام والعمات وأولادهم ، والأخوال والخالات وأولادهم . الإحسان إليهم وصلتهم كل ذلك من صلة الأبوين ومن إكرام الوالدين " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25 / 368-369) .

أما زيارة القبر فليست شرطا في بر الوالدين ، فبإمكان الولد أن يبر والديه بالدعاء وغيره وهو بعيد عنهما .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

والدي متوفى منذ فترة طويلة وهو بعيدٌ عني ولا أستطيع أن أقوم بزيارته إلا بعد السنتين أو الثلاثة ، فهل باستطاعتي أن أبره بشيء وأنا بعيدٌ عنه ؟

فأجاب :

" المقصود بزيارة الموتى هو الدعاء لهم ، والدعاء لهم واصلٌ في أي مكانٍ كان الداعي فيه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علمٌ ينتفع به ، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له ) فأنت ادع الله لوالدك في أي مكانٍ : بعيداً كنت أم قريباً ، ولا حاجة إلى زيارة قبره .

نعم ، لو كنت في نفس البلد جئت لحاجة وذهبت تزور أباك فلا بأس به ، أما أن تشد الرحل إلى قبره لتزوره فهذا منهيٌ عنه " انتهى .

"نور على الدرب" (7/196)

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 17:00   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

مَن الذي يجب عليَّ مؤازرته في حالة وجود خلاف عائلي ، أبي أم أمي ؟

أم هل ينبغي البحث عن الحقائق ومعرفة من المخطئ ومن المصيب ؟

هل لأبي عليَّ حقوق أكثر من أمي أم العكس ؟


الجواب:

الحمد لله

أولاً:

طاعة الوالدين ، وبرهما ، والإحسان إليهما : فريضة أمر الله بها , قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) الإسراء/ 23 ، وهي من أعظم الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى الله .
عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ : ( الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا ) ، قَالَ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ( ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ) ، قَالَ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ( الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) .

رواه البخاري ( 504 ) ومسلم ( 85 ) .

ومن البر بالوالديْن : أن تسعى في تقليل الخلاف الواقع بينهما ، وذلك بالنصح ، والتذكير قدر الاستطاعة ، والاعتذار للمظلوم منهما ، وتطييب خاطره , وترضيته بالقول ، والفعل .

ثانياً:

الخلاف بين الوالدين :

لا يكاد يخلو منه بيت من البيوت , وهذا بيت أكرم الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يخلُ منه , فقد طلَّق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة ، ثم راجعها , و آلى من نسائه شهراً - أي : حلف أن لا يقربهن شهراً – واعتزلهن خارج بيوتهن , وعلى المسلم في علاج مثل هذه الخلافات : أن يحكِّم الشرع ، لا العاطفة ، ليصل في نهاية المطاف إلى الظالم فيذكره بالتوبة ، وإرجاع الحق ، وليصل إلى المظلوم فيعطيه حقه ، وينصفه ممن ظلمه ، وهذا ما يجب أن يفعله كل حكَم بين متخاصميْن ، فإذا كانت الخصومة بين والديه : كان أدعى لأن يسارع برأب الصدع ، وتذكير الظالم ، ونصحه ، حتى لا يتصدع بناء الأسرة بتلك الخلافات ، مع ضرورة التأدب في الخطاب ، واللين في الكلام مع والديه ، فلا يعنِّف ، ولا يجرح ، ولا يواجه بغلظ الكلام .

ومن المهم أن يُقضى على أسباب الخلاف بين والديك ، حتى لا تتكرر الخلافات مرة أخرى ، ومعرفة المخطئ ، حتى لا يعيد المخطئ خطأه مرَّة أخرى ، وحتى يذهب ما في قلب المظلوم من حزن ، وأسى .

ولتعلم – أخي السائل – أن نجاحك في الإصلاح بين والديك : يعني بقاء الأسرة متماسكة ، متلاحمة ، قوية ، مع ما يشيع فيها من المودة ، والرحمة بين أطرافها جميعهم ، وقد جعل الله تعالى الإصلاحَ بين الناس عموماً من أهم أسباب حصول الرحمة بينهم، فكيف بالإصلاح بين الوالدين ؟! قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون ) الحجرات/ 10 .

وفي الإصلاح بين والديك :

قطع الطريق على الشيطان في تحقيق أعظم إنجازاته ! وهو التفريق بين الزوجين .

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : مَا صَنَعْتَ شَيْئًا ، قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ، قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ - وَيَلْتَزِمُهُ - وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ ) .

رواه مسلم ( 2813 ) .

ثالثاً:

مما لا شك فيه أن حق الأم أعظم من حق الأب ، كما جاء في الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : ( أُمُّكَ ) ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ( أُمُّكَ ) ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ( أُمُّكَ ) ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ( ثُمَّ أَبُوكَ ) .

رواه البخاري ( 5626 ) ومسلم ( 2548 ) .

قال النووي - رحمه الله - :

وفيه الحث على برِّ الأقارب ، وأن الأم أحقهم بذلك ، ثم بعدها الأب ، ثم الأقرب فالأقرب .

" شرح النووي " ( 16 / 103 ) – وانظر تتمة شرح الحديث في جواب السؤال رقم : ( 75408 ) - .

لكن لا يعني هذا أن تقف مع والدتك إذا كان الخطأ والتقصير منها ، بل الواجب عليك حين التحكيم بينهما : أن تعدل ، وتنصف , وتقول الحق ، ولو على أمك صاحبة الحق الأعظم عليك ، كما قال تعالى : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ) الأنعام/ من الآية 152 ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ) النساء/ من الآية 135 .

فالذي عليك فعله :

أن تبحث عن أسباب الخلاف بين والديك , وأن تحاول الإصلاح ما استطعت إلى ذلك سبيلاً , بالرفق ، واللين ، والكلمة الطيبة , وتطييب خاطر المظلوم , وترضيته بالقول ، والفعل , والنصح للمخطئ , وإرشاده بالرفق , والدعاء له بالهداية .
والله نسأله أن يوفِّق بين والديك ، ويؤلف بينهم , وأن يعينك على برِّهما , والقيام بحقهما .

على أننا ننبهك إلى أن دورك الحقيقي هو دو المصلح ، الذي يكتم السوء والخطأ ، ويستر العورة ، ويسعى في استصلاح النفوس ، وتطييب القلوب ، وليس دور الحكم .

والله أعلم












رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 17:01   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

ما هو الحكم اذا تعارضت يمين أمي مع يمين أبي ؟

هل أبر بيمين أمي أم بيمين أبي ؟

وشكرا جزيلا لكم .


الجواب :


الحمد لله

يجب بر الوالدين وطاعتهما في المعروف ؛ للأدلة الآمرة بذلك ، كقوله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23، 24

وقوله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) النساء/36

فإذا تعارض بر الأب مع بر الأم ، فالجمهور على أن الأم مقدمة في البر ، وحكي ذلك إجماعا .

والأصل في ذلك :

ما وروى البخاري (5971) ومسلم (2548) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟

قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ ) ؛ فجعل للأم ثلاثة أمثال ما للأب .

قال الصنعاني رحمه الله :

" وأما إذا تعارض حق الأب وحق الأم : فحق الأم مقدم ؛ لحديث البخاري : قال رجل يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال أمك ثلاث مرات ثم قال أبوك ؛ فإنه دل على تقديم رضا الأم على رضا الأب .

قال ابن بطال : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب , قال : وكأن ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع .

قلت : وإليه الإشارة بقوله تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها ) ومثلها ( حملته أمه وهنا على وهن ) .

قال القاضي عياض : ذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل على الأب في البر ، ونقل الحارث المحاسبي الإجماع على هذا " انتهى . من "سبل السلام" (2/632) .

وفي "الموسوعة الفقهية" (8/ 68) : " فإن تعارضا فيه , بأن كان في طاعة أحدهما معصية الآخر . فإنه ينظر :

إن كان أحدهما يأمر بطاعة والآخر يأمر بمعصية , فإن عليه أن يطيع الآمر بالطاعة منهما دون الآمر بالمعصية , فيما أمر به من معصية . لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ، وعليه أن يصاحبه بالمعروف للأمر بذلك في قوله تعالى : ( وصاحبهما في الدنيا معروفا ) ، وهي وإن كانت نزلت في الأبوين الكافرين , إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

أما إن تعارض برهما في غير معصية , وحيث لا يمكن إيصال البر إليهما دفعة واحدة , فقد قال الجمهور : طاعة الأم مقدمة ; لأنها تفضل الأب في البر .

وقيل : هما في البر سواء , فقد روي أن رجلا قال لمالك : والدي في السودان , كتب إلي أن أقدم عليه , وأمي تمنعني من ذلك , فقال له مالك : أطع أباك ولا تعص أمك ! يعني أنه يبالغ في رضى أمه بسفره لوالده , ولو بأخذها معه , ليتمكن من طاعة أبيه وعدم عصيان أمه .

وروي أن الليث حين سئل عن المسألة بعينها قال : أطع أمك , فإن لها ثلثي البر ... ونقل المحاسبي الإجماع على أن الأم مقدمة في البر على الأب " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 17:03   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

تعاني زوجتي من أذية والدتي لها كلاميا بالكلام الجارح والتصرفات الغير لائقة بغير وجه حق وبالظلم وبالظن السوء إلى أن تعدى هذا الأذى إلى أهل زوجتي.

فصارت والدتي توجه لزوجتي اتهامات غير لائقة وغير حقيقية لأهل زوجتي فقامت زوجتي بقطع علاقتها بوالدتي مع العلم أن زوجتي كانت صابرة على أذية والدتي لها عدة سنيين إلى أن فاض الكيل بتطاول والدتي على أهل زوجتي.

مع العلم أنني أصل والدتي بالزيارة والتليفون وأقوم ببرها بعد ذلك لم تتوقع والدتي بقطع هذه العلاقة فقامت بإلقاء اللوم علي بأنني سمحت لزوجتي بقطع هذه العلاقة وأدخلت رضاها برجوع زوجتي لها وأنها لن ترضى عني إلى يوم الدين إذا لم أجعل زوجتي تعود بالزيارة مع أنني لا أحب أن أضغط على زوجتي تاركا لها الخيار وصارت أمي تدعو علي بدون ذنب اقترفته.

وسؤالي هو :

هل هناك حرمانية في قطع زوجتي لأمي أو ما الحكم في ذلك؟

السؤال الثاني هل لوالدتي الحق في إدخال رضاها عني برجوع زوجتي لها بالزيارة مع العلم أني لازلت أدعو لها في الصلاة وأتصدق عنها؟

السؤال الثالث في حال أصرت زوجتي على رأيها في القطيعة هل يترتب علي ذنب من غضب أمي علي؟

أرجو منكم إفادتي ولكم الأجر والمثوبة من الله


الجواب :

الحمد لله

أولا:

لاشك – أيها الأخ الكريم – أن أمثال هذه المشاكل العائلية ، وتلك التنغيصات الأسرية ، مما يكدر العيش ، ويشغل البال ، ولكن بنوع من الحكمة ، مع حسن التصرف ، وبمزيد من التعقل ، والاستقامة على طريق العدل ، والصبر الجميل في سبيل إرضاء من لها أعظم الحق عليك – وهي الأم – وإرضاء سكنك وموضع مودتك وسرك وأم ولدك– وهي الزوجة – يمكننا احتواء المشكلة ، والتعامل معها بأحسن الذي يمكننا أن نتعامل به مع مشاكلنا .

ثانيا :

يلزمنا – أصلحنا الله وإياكم – تعريف كل طرف بحق الآخر ، فتعرف الأم الكريمة أن لزوجة ابنها حقا فرضه الله ، وأوصى به رسول الله ، وتعرف الزوجة الفاضلة أن للأم حقا فرضه الله ، وأكد عليه رسول الله .

ثم لتعرف كل منهما أن الله إذ أوجب الحقوق لأصحابها ، منع من الظلم والعدوان ، ومن تعدي حدود الله التي حدها لعباده ، والواجب الوقوف عند حدود الحق ، فلا يتعدي ذو حق حده ليعتدي على حق غيره .


.... يتبع









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 17:04   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثالثا :

التماس البيان والتوضيح بميزان القسط الذي بينه الشرع ، من كون العبد لا يكمل إيمانه الصحيح حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وحتى يكره لأخيه ما يكره لنفسه .

فأنت - يا أمي – هل ترضين لأحد – كائنا من يكون – أن يوجه إليك الكلام الجارح ؟ أو يسيء إليك بالتصرفات غير اللائقة ؟ أو يذكر أهلك بسوء ؟ ونحو ذلك ؟

وأنت – أيتها الزوجة العزيزة – أيرضاك أن تسخط عليّ أمي فلا ترضى ، وتدعو عليّ بدلا من أن تدعو لي ؟ وهل ترضين لنفسك هذا الحظ الوكس ، مهما كانت الأسباب ؟

ونحو ذلك التدبير الذي تستطيع به أن تلج إلى قلبين أهمك أمرهما ، وشغلك غضبهما .

دون أن تتعرض للمسيء – وخاصة الأم – بالتصريح بالظلم والعدوان ، وتقبيح الحال المفضي إلى التعدي ونحو ذلك مما يعقد الأمور ويفسد القضية .

ولكن .. الحكمة والموعظة الحسنة .

ثم تهمس بأذن الزوجة قائلا لها بلسان المحرض على العفو والمسامحة :

قد قال الله تعالى : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34) .

وقال رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا ) رواه مسلم (2588) .

وفي حديث آخر : ( وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا )
رواه الترمذي (2325) وصححه الألباني .

وتبين لها أن العفو أحب إلى الله وأرضى ، وأنك إنما تعفين عن أحب الناس إليّ ، وهي أمي ، وأن ذلك لا يزيدك عندي إلا كرامة .

رابعا :

لا يجوز لزوجتك أن تقطع علاقتها بأمك بالهجر والخصام ؛ فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، كما هو معلوم ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ ) رواه أبو داود (4915) وصححه الألباني .

وقال أيضا : ( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ ، فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنْ الْحَقِّ مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا ، وَأَوَّلُهُمَا فَيْئًا يَكُونُ سَبْقُهُ بِالْفَيْءِ كَفَّارَةً لَهُ ، وَإِنْ سَلَّمَ فَلَمْ يَقْبَلْ وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ ، وَإِنْ مَاتَا عَلَى صُرَامِهِمَا لَمْ يَدْخُلَا الْجَنَّةَ جَمِيعًا أَبَدًا ) رواه أحمد (15824) وصححه الألباني في الصحيحة (1246) .

ولكن إذا كانت المخالطة بينهما تؤدي دائما إلى إيذاء الزوجة ، والوقيعة بأهلها ، فإن هذا مما لا يجوز حدوثه من قبل الأم ، كما لا يجوز السكوت عنه من قبلك ، فإن حقوق الناس محترمة ، ومن آذى مسلما بغير حق انتُصٍف منه يوم القيامة .

ومعلوم خبر المفلس الذي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ .

فلا بد أن تنبَّه الوالدة إلى هذا الخطر العظيم ، وأن توعظ في هذا الأمر بالعبارة الرقيقة الممزوجة بالتخويف من الله .

وعلى ذلك :

فإذا أصرت الأم على هذه الحال مع الزوجة ، فإن الصواب عدم تمكينها من ذلك ، بمنع الزوجة من الذهاب إليها والدخول عليها ، ولا حرج على الزوجة ـ حينئذ ـ في ترك مخالطتها وزيارتها والذهاب إليها ؛ فإن هذا غير واجب عليها من حيث الأصل ، وإنما الواجب ترك الهجر من غير سبب شرعي يبيحه .
ونحن لو قدرنا تجاوز الزوجة وعفوها ، وتنازلها عن حقها ، فكيف بحق أهلها ؟

وما ذنبهم أن يعابوا ويهانوا ويذكروا بالمكروه بالغيب دون جريرة فعلوها أو إثم ارتكبوه ؟

لكن إذا قدر أنهما اجتمعا في مكان ـ الزوجة والأم ـ فعلى الزوجة أن تسلم عليها إذا لقيتها ؛ فخيرهما الذي يبدأ بالسلام ، وإذا كلمتها أو سلمت عليها الأم : وجب عليها أن ترد سلامها وتحيتها .

- ولا يضرك – حينئذ – تهديد الوالدة بالدعاء عليك ، وعدم الرضا عنك ؛ فإن الله حرم الظلم على نفسه ، وجعله بين الناس محرما ، وأخبر أنه لا يحب الظالمين ، وقد قال تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) المائدة/8

والمعنى :

قوموا لله بالعدل في أقوالكم وأفعالكم ، وقوموا بذلك على القريب والبعيد ، والصديق والعدو.
ولا يحملنكم بغض قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا ، بل كما تشهدون لوليكم ، فاشهدوا عليه ، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له ، ولو كان كافرا أو مبتدعا ، فإنه يجب العدل فيه .

راجع : "تفسير السعدي" (ص 224)

وأيضا :

فكما لا يجوز أن يحملكم بغض قوم على ترك العدل ، فكذا لا يحملكم حب آخرين على تركه ، ولكن اعدلوا في كل حال .

ولا شيء عليك في ذلك كله ، إذا كنت قد اجتهدت في الإصلاح ما استطعت ، ثم عجزت عنه ، ولو تهددتك الوالدة بالدعاء عليك ونحو ذلك ، فإن الله تعالى لا يجيب من دعا بإثم أو قطيعة رحم .

ولكن لا بد من مراعاة تمام البر لها ، والصبر على ما يقع منها من مكروه ، واحتمالها على كل حال .
والله الهادي إلى سواء السبيل.

تنبيه :

قول السائل : ( أني لازلت أدعو لها في الصلاة وأتصدق عنها ) : أما الدعاء فحسن جميل ، وهو من البر بها ، ولكن الصدقة عنها في حياتها شيء لا يعرف عن السلف ، وإنما المعروف التصدق عن الميت ، كما روى البخاري (2760) ومسلم (1004) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا (ماتت فجأة) وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا .

قال النووي :

" وَفِي هَذَا الْحَدِيث : أَنَّ الصَّدَقَة عَنْ الْمَيِّت تَنْفَع الْمَيِّت وَيصله ثَوَابهَا , وَهُوَ كَذَلِكَ بِإِجْمَاعِ الْعُلَمَاء " انتهى .

فالانشغال بخدمتها ، والدعاء لها بالغيب ، ووصلها بالمال والطعام ونحوه هو المشروع ، دون التصدق عنها ، فإنه لا دليل على مشروعيته – فيما نعلم - .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 17:07   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

ما حكم هجري لأبي لأنه لا يصلي

وإذا صلى يصلي بالبيت

ويتعاطى الحبوب، والمسكر ، بالرغم من نصحي له باستمرار ، ولا يقدِّر أني شاب ملتزم ؟

وهل عليَّ إثم في عدم إعطائه
فلوساً عندما يطلبني

لأني أعلم أنه سوف يصرفها فيما يغضب الله ؟ .


الجواب:

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يهدي والدك للحق ، وفعل الصواب ، وأن يخلصه من المنكرات والآثام ، ونسأله تعالى أن يُعظم لك الأجر على صبرك ، وتحملك ، وعلى غيرتك على الشرع .

واعلم – أخي السائل – أن ما تحكيه عن والدك أمر جلل ، وتركه للصلاة كفر يخرج به من الملة ، وليس الأمر كذلك لو أنه صلى في البيت ؛ فإن ترك صلاة الجماعة في المسجد أمر يترتب عليه الإثم العظيم ، ويجعل صاحبه تحت الوعيد .

ولا يشك مسلم في حرمة الخمر ، وسوء أثرها على البدن ، والعقل ، وخطر آثارها على البيت والمجتمع ، والأمر أشد – حكماً ، وأثراً – إذا كان يتناول معها الحبوب المخدرة ، كما ذكرت عن والدك ، فقد جمع أنواع الخبائث في المسكر ، هداه الله ، ورده إلى طاعته .

وبسبب هذه الحال التي وصل لها والدك :

فإن عليك أن تفكر مليّاً بدعوته ، وهدايته ، وأن تعوِّد نفسك على الصبر على ذلك ، ومزيد من التحمل ؛ وذلك لأسباب :

1. أنه من حق والدك عليك : أن تدعوه للاستقامة ، وأن تبذل ما في وسعك لئلا يموت على تلك الحال السيئة .

2. كما أن من حق أهلك عليك : أن تنقذهم من خطر والدك ، وأن تنتشلهم من براثن معاصيه ومنكراته ، ولا يمكن أن يكون – غالباً – مثل هذا في بيت فيه زوجة وأولاد : إلا وينتقل من شره وسوء تصرفاته وقبح أفعاله لهم ، وقد يفتن بمنكراته تلك بعض من في البيت من أهلك ، فلهذا صار من حقهم عليك أن تجعل بينهم وبين الفتنة بوالدهم حاجزاً منيعاً .

واعلم – أخي السائل – أنه ليس بالهجر تُحل مثل تلك المشكلات ؛ لأن مثل ذلك الهجر الذي تذكره في سؤالك هو إراحة لك ، وتخلصٌ من حملٍ ثقيل ، وهمٍّ وغمٍّ عظيمين عليك ، وليس في الهجر مصلحة للمهجور ليرتدع ، ويرعوي عن أفعاله ، ومنكراته ، فكن على علم بهذا ، وإياك أن تفعل ما ترتاح به ليشقى أهلك بسببه .

ولو كنَّا نرى خطراً عليك بمنكرات والدك ، وأنك قد تفتن بتلك المعاصي لكان للهجر لتلك البيئة التي يعيش فيها وجه من الصواب ، لكن يظهر لنا من التأمل في سؤالك أنه ليس ثمة خطر عليك من منكرات والدك وأفعاله السيئة .

نعم ، يمكنك ترك الإنفاق عليه ، والامتناع عن إعطائه المال ؛ لئلا يستعمله في شراء المحرَّمات ، بل يحرم عليك بذل شيء من المال وأنت تعلم أنه يستعمله في المحرَّمات ، والله تعالى أمرنا بالتعاون على البر والتقوى ، ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان فقال : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/من الآية2 ، ولا شك أن إعطاء والدك من المال ما يشتري به تلك المحرمات يعد من التعاون على الإثم والعدوان ، وفي الوقت نفسه لا تعاقب أهلك بترك الإنفاق عليهم ، بل تعاهدهم بالنفقة ، كما تتعاهدهم بالنصح ، والتوجيه ، والإرشاد .

وابذل ما تستطيعه من وسائل شرعية مباحة في دعوة والدك وهدايته ، ومن ذلك :

1. انظر من يمكنه التأثير عليه من أقربائه ، أو جيرانه ، أو أصدقائه ، العقلاء ، الأمناء ، واجعلهم يسعون معك في ثنيه عن تصرفاته المنكرة ، وكف نفسه عن ارتكاب الموبقات .

2. ولك أن تفصل أهلك – والدتك وأشقاءك – عنه ، فتجعلهم في بيت خاص مستقل ، فلعلَّ ذلك أن يؤثر فيه ، فيترك ما يغضب ربه ، ويوجب له الوعيد .

3. وعليك أن تقف موقفاً شديداً من قرناء السوء الذين يحثون والدك ويشجعونه على ارتكاب تلك المنكرات ، ولو كان بالشكوى عليهم ، أو تهديدهم بها ، مع الغلظة بالقول والفعل .

4. كما ننصحك بالتعاون مع الإخوة في " هيئة الأمر بالمعروف " في منطقتك ؛ فإن لهم خبرات واسعة في هذا الباب ، ولديهم طرق شتى في تخليص أصحاب المعاصي والمنكرات من أفعالهم ومعاصيهم .

5. واحرص – أنت ووالدتك وأشقاؤك – على الدعاء له بالهداية ، والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى ، وأن يعجل في تركه للحرام ، ولا تغفلوا عن هذا السلاح العظيم ؛ فإن القلوب بين يدي الله تعالى يقلبها كيف يشاء ، وقد يرى الله تعالى منكم صدقاً ، وإخلاصاً ، في الدعاء ، فيعجل بهداية والدكم ، ويقر أعينكم برؤيته على أحسن حال .

والنظر إلى والدك يكون بعينين : بعين القدَر فترحمه ، وتشفق عليه ؛ لارتكابه للمنكرات ، وبعين الشرع فتبغض أفعاله وموبقاته .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

في ذَا الخَلْقِ نَاظِرَتَانِ
فانظُرْ بِعينِ الحُكمِ وَارحَمهُم بِهَا *** إذْ لا تُرَدُّ مَشِيئةُ الدَّيَّانِ
وانظُرْ بِعَيْنِ الأمرِ واحْمِلْهُمْ عَلَى *** أحْكَامِهِ فَهُمَا إذاً نَظَرانِ
وَاجْعَلْ لِوجْهكَ مُقْلَتَينِ كِلاَهُما *** مِنْ خَشْيِةِ الرَّحمنِ بَاكيَتَانِ
لَوْ شَاءَ رَبُّك كُنْتَ أيضاً مِثْلَهُمْ *** فَالقَلْبُ بَيْنَ أصَابِعِ الرَّحْمَنِ
" الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية " ( ص 19 ، 20 ) .

وقد سبق في موقعنا الجواب عن مشكلات تشبه مشكلة والدك ، وكتبنا فيها ما يمكن أن تستفيد منه ، بالإضافة لما سبق من الجواب أعلاه .


والله الموفق


و اخيرا ً

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين










رد مع اقتباس
قديم 2018-02-07, 17:11   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
oussama11
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح
موضوع مهم
جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2018-02-08, 03:21   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oussama11 مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح
موضوع مهم
جزاك الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك
وجزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-08, 03:25   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

السؤال :

إذا رأيتُ أبي يعامل زوجته – وهي لست أمي - بصورة جارحة ,

فهل يجب عليَّ أن أنكر عليه هذا الفعل ؟

فهو يضربها ، ويؤذيها ، ودائماً ما يقوم بالصراخ في وجهها , فتفكر بالطلاق لما تلاقيه من الأذى .

ثم إنها – أيضاً – ليست مواطنة أمريكية ، ذلك لأن أبي لم يقدم لها طلب الجنسية حتى الآن ويقول إنه لا ينوي أن يقوم بهذا , وإذا أصرَّ أبي على هذا الفعل فسوف يعرض نفسه ، وزوجته ، وأطفالهما للخطر ؛ لأن الحكومة سوف تسأل كلاًّ منهما :

" لماذا زوجتك هنا في هذه الدولة ما دامت تقيم إقامة غير قانونية وذلك لمدة أربع سنوات ؟

" فهل يجوز لي أن أتكلم مع أبي ، وأن أعارضة فيما يفعل ، لأن لي تجربة سابقة معه ، لكنه لم يستمع لي ؟ .

سؤال آخر :

من أحق بالصحبة ، أو الطاعة : أمي الكافرة ، أم أبي المسلم ؟

لأنهما مطلَّقان ، وهناك الكثير من الخلافات ، والنزاعات فيما بينهما ، فهل أبقى مع أمي الكافرة التي تعيش وحدها , أم أعيش مع والدي المسلم الذي هو الآن يعيش مع أسرته الجديدة ؟

وهل علي أن أطيع أمي في الأمور الدنيوية ، فقط لأنها أمي أو عليَّ أن أطيع أبي ؟!


الجواب:

الحمد لله

أولاً:

ما يفعله والدك مع زوجته لا شك أنه منكر في الأفعال ، وقبح في الأقوال ، وإنكارك عليه واجب شرعي ، ليس لك أن ترى الظلم فلا تنكره ، ولا الخطأ فلا تصوبه ، وكل ذلك – كما يظهر لنا – في استطاعتك فعله ، فلا تتردد في الإنكار على والدك ظلمه لزوجته ، وإهانته لها حتى ولو لم تكن هي أمك ، فالواجب عليه أن يتقي الله تعالى فيما جعله الله تحت يده من زوجة ، وأولاد .

ثانياً:

نحن لا نرى للمسلم أن يقيم في ديار الكفر ، فضلاً أن يتجنس بجنسيتها ، والذي يفتي به علماؤنا الثقات هو عدم جواز التجنس لتحقيق مصالح دنيوية من هذه الجنسية ؛ لما في استخراجها من تولِّي الكفار ظاهراً ، وما يلزم بسببها من النطق ظاهراً بما لا يجوز اعتقاده ولا التزامه ، كالرضا بالكفر أو بالقانون ؛ ولأن استخراجها ذريعة إلى الإقامة الدائمة في بلاد الكفار ، وهو أمر غير جائز .

ثالثاً:

أوجب الله تعالى على الأولاد برَّ والديهم ، والإحسان إليهم ، بالقول ، والعمل ، ولم يجعل الله تعالى للمسلم منهما الحق في ذلك دون الكافر ، بل لكليهما ذلك الحق حتى لو كانا يدعوان ولدهما للكفر ، وليس فقط يعتقدانه ، قال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ) العنكبوت / 8 ، وقال تعالى : (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) لقمان/ 14 ، 15 .

وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَتْ : قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي ، وَهِيَ رَاغِبَةٌ ، أَفَأَصِلُ أُمِّي ؟ قَالَ : ( نَعَمْ ، صِلِي أُمَّكِ ) .

رواه البخاري ( 2620 ) ومسلم ( 1003 ) .

ومعنى راغبة : أي : تطلب بر ابنتها لها .

قال الخطابي رحمه الله :

" فيه أن الرحم الكافرة توصل من المال ونحوه ، كما توصل المسلمة .


ويستنبط منه : وجوب نفقة الأب الكافر ، والأم الكافرة ، وإن كان الولد مسلماً " انتهى .

فالأم تقدم على الأب ، ولو كانت كافرة ، وهو مسلم ، لا من حيث تقديم الكفر على الإسلام ، بل من حيث تقديم الأم على الأب ، في البر والطاعة ، وقد جعل الله تعالى للأم ثلاثة حقوق مقابل الأب ، وهذا كله إذا كانت الطاعة في غير معصية .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ ؟ قَالَ : ( أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ ) .

رواه مسلم ( 2548 ) .

وهذا الأمر الذي ذكرناه لك من تقديم الأم في البر والطاعة على الأب : لا يعني أنك تختار العيش معها ضرورة ، بل الواجب عليك أن تختار المكان الذي تستطيع إظهار شعائر دينك ، وما تأمن فيه على دينك ، ودين زوجتك وأولادك ، مع ضرورة عدم اختيار بلاد الكفر ؛ لما فيها من تضييع للأمانة التي استرعاك الله عليها .

فإن استوى المكانان في ذلك ، فاختر العيش مع أحوجهما إلى قربك .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-08, 03:27   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

أبي قاطع والدتي عن الكلام والتعامل

حتى إنه لا يكلمها البتة ، ولا يتعامل معها ، ولا يرد السلام عليها ، حتى إنه أيضاً ينام في غرفة مجاورة منذ ما يقارب الشهر ونصف ، لغاية الآن ، علماً أن والدي يبلغ من العمر قرابة 58 عاماً ، وهو من المدخنين

وقد قال لنا : إنه لا يريدها ، وأنا وأخي نعرف أن والدتنا لا تكذب علينا ، وأنه لا يوجد سبب لتعامله معها هكذا ، حتى إنه أصبح لا يأكل معنا ، ولا يجلس معنا

فهل حرام عليَّ أن أقاطعه ؟

وماذا عليَّ فعله لإصلاح البيت ؟ .



الجواب:

الحمد لله


أولاً:

نشكر لك حرصك على إصلاح أحوال بيتك ، والسؤال عن طريقة التوفيق بين والديك ، فنسأل الله تعالى أن ييسر أمر الإصلاح بينهما ، وأن يكتب الأجر لك على ذلك ، ونسأله تعالى أن يهدي والديك لما يحب ويرضى .

ثانياً:

لا شك أن الإصلاح بين المتخاصمِين من الأعمال الجليلة في الإسلام ، حتى إن الله تعالى قد نصَّ على هذا العمل أنه من الأعمال الجليلة فقال تعالى : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) النساء/ 114 ، كما نصَّ عليه تبارك وتعالى فيمن امتنع عنه بسبب يمين حلفه ، فقال : ( وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) البقرة/ 224 ، كما أنه تعالى قد أمر به في قوله ( فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ) الأنفال/ 1 .

وإذا كان الأمر كذلك في الإصلاح بين المتخاصمين من الناس الأباعد : فإن الإصلاح بين الأقارب أجل وأعظم ، وأكثر أجراً ، وأعظم منه وأجل : الإصلاح بين الزوجين ؛ لما يترتب على الإصلاح بينهما من عمار بيتهما ، وحسن تربية أولادهما ، ولما في القطيعة بينهما من آثار سيئة على أولادهما .

ثالثاً:

من الخطأ البيِّن أن تقطع علاقتك بوالدك ، فهو عملٌ محرَّم من جهة ، ومن جهة أخرى فإنه يزيد في القطيعة بين والدك ووالدتك ، ويفتح باباً آخر فيها ، والمراد منك ومن أخيك إغلاق باب القطيعة والمخاصمة ، لا فتح أبواب أخرى عليكم .

والذي ننصحك به لتفعله :

1. دعاء الله تعالى بصدق وإخلاص في أن يوفق الله بين والديك .

فالدعاء سلاح المؤمن ، وعليك تحري أفضل الأوقات له ، وهو ثلث الليل الآخر ، واحرص على أفضل الهيئات ، وهو السجود .

2. انتداب حكَمين صالحين ، عاقلين ، من أهل والدك ، ومن أهل والدتك ، ليحكم بينهما فيما فيه يختلفون ، ويُرجى أن يصلح الله بين والديك إن أحسنت اختيار الحكَّام ، قال تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً ) النساء/ 35 .

قال الشيخ طاهر بن عاشور – رحمه الله - :

وقوله تعالى : ( إن يريدا إصلاحاً ) الظاهر أنّه عائد إلى الحكَمين ؛ لأنّهما المسوق لهما الكلام ، واقتصر على إرادة الإصلاح لأنّها التي يجب أن تكون المقصد لولاة الأمور ، والحكَمين ، فواجبُ الحكَمين أن ينظرا في أمر الزوجين نظراً منبعثاً عن نية الإصلاح ، فإن تيسّر الإصلاح فذلك ، وإلاّ صارا إلى التفريق ، وقد وعدهما الله بأن يوفّق بينهما إذا نويا الإصلاح ، ومعنى التوفيق بينهما : إرشادهما إلى مصادفة الحقّ ، والواقعِ ، فإنّ الاتّفاق أطمَن لهما في حكمهما ، بخلاف الاختلاف .

" التحرير والتنوير " ( 5 / 47 ) .

3. تذكير والدك بفضل العفو ، والصفح ، وأثر الصلح مع والدتك على أجواء البيت ، وعلى أولاده ؛ فإن من شأن حسن التذكير أن يساهم في الإصلاح ، وإليك ما يمكن تذكيره به :
قال تعالى : ( وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) البقرة/ 237 .

وقال تعالى: ( والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران/ 134.

قال تعالى : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) النور/ 22 .

4. تذكيره بحرمة الهجر من غير عذر ، وبحرمة ترك السلام على والدتك .

5. ولا مانع من أن تكذب على الطرفين من أجل الإصلاح ، فتنقل لوالدتك حب والدك لها ، ومعزتها عنده ، وتنقل لوالدك شوق والدتك له ، ومحبتها له ، وعودة الأمور لأحسن مما كانت عليه .

عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا ) .
رواه البخاري ( 2495 ) .

ونسأل الله أن يصلح حال والديك ، وأن يهديهما ويوفقهما لما يحب ويرضى .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-08, 03:29   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

أنا شاب مسلم ، ومتدين ، والحمد الله ، ولي أب ظالم , منذ أن ولدت على هذه الدنيا ووالدي يظلمني ، أنا ، وأمي ، وإخوتي

مستحيل أن يمر يوم واحد دون أن يختلق المشاكل لنا ، ويضرب أمي فيه , حتى في العيدين , والله لا أذكر عيداً واحداً دون أن يختلق مشاكل ، ومصادمات فيه , مع العلم أنه كان يتقصد فعل ذلك من دون أن نفهم السبب

كل الناس تسمع ذكر الله ، وتصلي في العيد , ونحن في البيت نسمع سخطه ، وسبه ، وإهاناته , والله أصبح الناس يكرهون مخالطتنا منه

ومن سوء معاملته معهم , لقد تدين أموالاً كثيرة من الناس ، دون أن يسددها , وما زالت الديون تتكاثر حتى الآن , وظلمه يزداد يوماً بعد يوم , تارة يتهمني بأشياء لا صلة لي بها

وتارة يغضب عليَّ بعدد الشجر ، والحجر ، دون أن أعرف السبب ، حتى غضبه نكون جالسين في الصالة ، وكل شيء عادي , وبعدها لا تراه إلا يسب ، ويشتم ، ويضرب ، من دون سبب ، عندما كنت صغيراً :

كان أقاربي يعطوني العيدية , كنت أفرح بها كثيراً , لكن عندما ينتهي العيد يأتي ويأخذها مني ليفعل بها ما يريد , كرهت هذا الأب ، ولطالما فكرتُ أن أخرج من البيت ، وأن لا أعود إليه أبداً , لكن ما يحز بخاطري هي أمي

لا أريد أن أتركها وحيدة معه , أنا أحب أمي كثيراً ، وأحاول أن أفعل أي شيء حتى ترضى , لكن هو لا أطيق حتى أن أنظر إليه , لذلك أريد أن أسأل :

كيف تكون المعاملة مع هذا الوالد ؟ .


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

خلق الله الخلق وجعل فيهم الرحمة والعطف ، وهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وأقوى ما تكون هذه الرحمة ، وأعظم ما يكون هذا العطف :

هو ما يكون من الوالدين تجاه أولادهم ، فإذا رأيت من لا يتصف بهذا من عموم الخلق ، أو من خصوص الآباء والأمهات : فهو منتكس الفطرة ، نُزعت الرحمة من قلبه ، فصارت الحجارة خيراً منه ، قال تعالى : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) البقرة/ 74 .

وإن أعظم ما يسبب هذه القسوة – وبخاصة من الآباء – هو : الدين ، والبيئة ، ولذا رأينا المشركين يقتلون أولادهم بسبب الرزق ! وخشية العار ! وتقرباً لآلهتهم ! فأي قسوة أعظم من هذه ، أن يقدم الأب ويحفر لابنته حفرة ، ثم يدفنها حيَّة ؟!

قال تعالى :
( وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) الأنعام/ 137 .

وللبيئة البيتية ، أو المكانية تأثيرها على القلوب في قسوتها ، حتى إن بعض ساكني البيئات الجافة ، والمنتكسة ليحن على حيوانه الأليف ، أو على دابته أكثر من حنوه على أولاده .

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ) .
رواه البخاري ( 5652 ) ومسلم ( 2317 ) .

ثانياً:

مع قسوة الأب ، وغلظته ، بل ولو كان معهما كفر بالله تعالى : فإن الله تعالى قد أمر ببرِّه ، والتلطف في معاملته ، ولا يستثنى من ذلك إلا الطاعة في المعصية ؛ فإنها تحرم على الأولاد أن يفعلوها .

قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) الإسراء/ 23 .

وقال تعالى : ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ

تَعْمَلُونَ
) لقمان/ 15 .

ثالثاً:

كيف يقابل الأولاد قسوة والدهم ؟

إن أسهل الطرق للتخلص من هذه القسوة ، وسوء المعاملة – أخي السائل – هي الخروج من البيت !

لكنه ليس حلاًّ ؛ لأن مقتضى الرحمة بالوالد تقتضي البقاء لدعوته ، والإحسان إليه ، ولسبب آخر : أن أمك ، وأشقاءك أحوج ما يكونون إليه مع تلك المعاملة القاسية من والدك للجميع



يتبع ....









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-08, 03:30   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لذا فإننا ننصحك بما يلي :


1. الصبر .

2. الإحسان إليه ، وعدم رد الإساءة بمثلها .

3. الابتعاد بالكلية عن كل ما يغضبه ، ويسبب له الاحتقان ، من أفعال ، وأقوال منكم .

4. الحرص على هدايته ، وتعليمه ، ووعظه ، ونصحه ، بالطرق المناسبة له ، كإسماعه شريطاً ، أو إهدائه كتاباً ، أو التنسيق مع دعاة لزيارتكم ، والتعرف عليه ، أو غير ذلك مما يناسب حاله ، وبيئتكم .

4. الدعاء له بالهداية ، والتوفيق .

سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :

نحن عشرة إخوة ، تتدرج أعمارنا إلى تسع عشرة سنة ، ونعيش مع والدنا ، ووالدتنا في مسكن واحد ، ونحن - والحمد لله - متمسكون بالدين الحنيف ، فنصلي فروضاً ، ونوافل ، ونصوم فرضاً ، وتطوعاً ، ولكن مشكلتنا : والدنا ، الذي يسيء معاملتنا في البيت ، فهي أشبه بمعاملة البهائم ، إن لم تكن أسوأ ! بالرغم من أننا نوقره كل التوقير ، ونحترمه جل الاحترام ، ونهيئ له كل وسائل الراحة والهدوء ، ولكنه مع ذلك يعاملنا ووالدتنا أسوأ معاملة ، فلا ينادينا إلا بأسوأ الحيوانات

ودائما يدعو علينا وينتقدنا في كثرة تمسكنا بالدين ، وإلى جانب ذلك كثيراً ما يغتاب الناس ، ويسعى بالنميمة بينهم ، ويفعل هذه الأفعال مع صلاته وصيامه ، فهو محافظ على الصلوات المفروضة في المساجد ، ولكنه لم يقلع عن هذه العادة السيئة ، حتى سبَّب لنا ولوالدتنا الضجر ، والضيق ، فقد سئمنا صبراً ، وأصبحنا لا نطيق العيش معه على هذه الحالة ، فما هي نصيحتكم له ؟

ونحن ماذا يجب علينا نحوه ؟ جزاكم الله خيراً .

أولاً :

يجب على الوالد أن يحسن إلى أولاده ، ويستعمل معهم اللين في وقته ، والشدة في وقتها ، فلا يكون شديداً دائماً ، ولا يكون ليِّناً دائماً ، بل يستعمل لكل وقت ما يناسبه ؛ لأنه مربٍّ ، ووالد ، فيجب عليه أن يستعمل مع أولاده الأصلح ، دائماً ، وأبداً ، إذا رأى منهم الإحسان : لا يشتد عليهم ، وإذا رأى منهم الإساءة :

يشتد عليهم ، بنسبة تردعهم عن هذه الإساءة ، ويكون حكيماً مع أولاده .

هذا هو الواجب عليه ، فلا يقسو عليهم بما ينفرهم ، ولا يشتد عليهم من غير موجب ، ومن غير مبرر ، بل يحسن أخلاقه معهم ؛ لأنهم أولى الناس بإحسانه ، وعطفه ، وحتى ينشئوا على الدين ، والخلق ، والعادات السليمة .

أما إذا نفرهم بقسوته ، وغلظته المستمرة :

فإن ذلك مدعاة لأن ينفروا منه ، وأن ينشئوا نشأة سيئة ، فالواجب على الأب أن يلاحظ هذا مع أولاده ؛ لأنهم أمانة عنده ، وهو مسئول عنهم ، وكلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته .

أما واجبكم نحوه :

الإحسان ، والصبر على ما يصدر عنه ، هو والدكم ، وله الحق الكبير عليكم ، وأنتم أولاده ، الواجب : أن تحسنوا إليه ، وأن تصبروا على ما يصدر منه من قسوة ؛ فإن ذلك مدعاة لأن يتراجع ، وأن يعرف خطأه ، والله تعالى أعلم .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 5 / 382 ، 383 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-08, 03:32   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

لي أم ، منذ صغري وأنا أراها تخون والدي ، ونجد أعمالاً سحرية في غرفة نومهم ، الخيانة مع أشخاص متعددين

والله إني أخاف عقاب الله وأنا أكتب ، ولكن طفح الكيل ؛ لأنه تبقى واحد من الأنجاس لا يزال على علاقة ببيتنا ، وأبي قد توفي ، الله يرحمه

الآن أصغر إخواني يذهب يتنزه مع هذا الرجل وأولاده ، ربما يحاول يكفر عن خطيئته ، ولكني لا أحتمل وجوده ، ورؤيته ، ولا أستطيع أن أواجه أمي بحقيقته . المهم : نشب نزاع بيني وبين أمي حول أخي الصغير ، وخروجه معهم ، والآن أنا مقاطع بيت أهلي ؛ من أمي ، وتصرفاتها المخزية ، وتعلقها بالدنيا ، فهي شخصية متسلطة جدّاً

والكذب ، والخداع ، والمراوغة لا تكلفها أي مجهود ، أو تفكير ، أنا تعبت من التفكير ، كما أن لدي أختا سألت أحد المشايخ

فأجابها : بأنه ليس لها ما لباقي الأمهات ، ومخالفتها لا يعد عقوقاً .


الجواب:

الحمد لله

أولاً:

إن صحَّ ما تقول عن والدتك من إقامتها علاقات غير شرعية مع رجال أجانب : فإنها تكون قد عرَّضت نفسها لسخط الله ، وعذابه ، فإن كانت وقعت في الزنا : فإن وعيدها أعظم ، وخاصة وأنها محصنة ، وحدُّ الزانية المحصنة :

الرجم بالحجارة حتى الموت ، والإحصان يحصل بالدخول الشرعي على متزوجة ، ولو مرة واحدة ، ولذا فإن هذا حكمها سواء كان والدك على قيد الحياة ، أم فعلت ذلك بعد وفاته .

والسحر الذي رأيتَه في غرفة نومها : إن كان بفعلها ، أو عن طريقها : فهي على خطر عظيم ؛ لما للسحر من شر في ذاته ، ومن شدةٍ في حكمه ، سواء فعله الساحر بنفسه ، أم قصد مسلمٌ ساحراً ليسحر له أحداً من الناس .

لذا يجب على أمك أن تتوب توبة صادقة ، وعليك أن تعينها على هذه التوبة ، وتحثها عليه ، وترغِّبها إن هي تابت ، وترهِّبها إن هي أصرت على فعلها ، ومنكراتها .

ثانياً:

فد أخطأتَ بخروجك من البيت خطأً كبيراً ، بل كان الواجب عليك : البقاء في البيت لتحمي أمك ، وأخاك الصغير ، وأختك ، من ذلك الذئب الجائع ، ونعجب منك كيف فهمت أن علاقة ذلك الرجل بأخيك إنما هي لتكفير خطيئته بعلاقته المحرمة مع والدتك ! فمثل هذا لا يُحسَّن به الظن ، بل ينبغي أن يحترس منه بسوء الظن ، ولعل الأقرب أنه يتخذه قنطرة لقضاء مأربه ، وتسهيل دخوله إلى المنزل .

فنرى أنك أخطأتَ خطأً عظيماً بهجرك للبيت ، وأن الواجب عليك الآن الرجوع إليه ، وأن تكون حامياً له ، ولأفراد أسرتك ، من طمع الطامعين ، وكيد الكائدين ، وبقاؤك مع تحملك لتصرفات أمك خير بكثير من هجرك للبيت لتنفس عن نفسك ، فاتق الله تعالى ربك ، وأنت الآن صاحب مسئولية ، فلا تقدِّم هوى نفسك بتخليك عن تلك المسئوليات ، وكن خير حامٍ لأسرتك ، فهم أحوج ما يكونون لك .

فإن أمكنك الانتقال بأسرتك عن البلد التي يعيش فيها هذا الخبيث ، ويتيسر اتصاله ببيتكم فيها ، فافعل ، حتى وإن كان فيه قدر من التعب ، أو نوع من الخسارة المادية ، فهو أيسر مما أنتم فيه ، وأبعد لكم عن السوء والعار ، عافانا الله وإياكم .
وبخصوص ذلك الخبيث : فليس لك إلا مواجهته ، وطرده من بيتكم ، والطلب منه عدم زيارتكم ، والقدوم إليكم ، وليكن منك إقناع بذلك لأخيك ، حتى يعلم أنه غير مرغوب فيه ، فتُقطع رجله عن القدم إليكم

ولا ينبغي لك التهاون في هذا ، وبحسب ما جاء في بياناتك أن عمرك ( 31 ) وهو عمر رجل يستطيع فرض سيطرته على بيته ، فافعل ذلك ولا تتردد .

ثالثاً:

مع ما تقوله من تصرفات والدتك :

فإن حقها يبقى عليك في البرِّ ، والتلطف في الكلام ، وهذا هو الطريق المناسب لقلبها ، وهدايتها ، دون القسوة ، والغلظة ، ونرى أن من قال لك بسقوط حقها في البر والصلة أنه أخطأ ، نعم ، لا تعان على معصية ، لكن يبقى برُّها على أولادها .

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن امرأة مزوَّجة ، ولها أولاد فتعلقت بشخصٍ أقامت معه على الفجور ، فلما ظهر أمرها :

سعَت في مفارقة الزوج ، فهل بقيَ لها حق على أولادها بعد هذا الفعل ؟

وهل عليهم إثم في قطعها ؟

وهل يجوز لمن تحقق ذلك منها قتلها سرّاً ؟

وإن فعل ذلك غيره يأثم ؟ .

فأجاب:

الواجب على أولادها وعصبتها :

أن يمنعوها من المحرمات ، فإن لم تمتنع إلا بالحبس :

حبسوها ، وإن احتاجت إلى القيد :

قيَّدوها ، وما ينبغي للولد أن يضرب أمََّه ، وأمَّا برُّها : فليس لهم أن يمنعوها برَّها ، ولا يجوز لهم مقاطعتها بحيث تتمكن بذلك من السوء ، بل يمنعوها بحسب قدرتهم ، وإن احتاجت إلى رزق وكسوة رزقوها وكسوها ، ولا يجوز لهم إقامة الحد عليها بقتلٍ ولا غيره ، وعليهم الإثم في ذلك .

" مجموع الفتاوى " ( 34 / 177 ، 178 ) .



يتبع ....









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-08, 03:35   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فالمطلوب منك أخي السائل :

1. الرجوع دون تردد إلى بيت أهلك .

2. القيام على أمك وأختك وأخيك بالعناية ، والرعاية ، والدعوة بالحسنى .

3. طرد ذلك الرجل الخبيث من بيتكم ، ومن حياتكم .

4. منع أمك من لقاء أحد من الأجانب ، أو استضافتهم في بيتها ، ولو أدى ذلك إلى تقييدها ، وحبسها في البيت ، على أن تدرس عواقب ذلك ، واحتمال وقوع ضرر عليك جراء فعله .

5. لا تمتنع من برها ، ويحرم عليك عقوقها ، فأحسن إليها ، وتلطف معها ، وأخرجها من بيئتها التي تعيش بها ، وعرِّفها على أهل الفضل والعفاف ، واذهب بها للعمرة ، لعلها تغسل ذنبها ، وتستغفر ربها ، وتغيِّر حياتها للأفضل .

6. داوم على دعاء الله تعالى لأسرته بالهداية ، ولك بالتوفيق والإعانة .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-08, 03:37   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

أخي الأكبر ووالدي استهما على شراء منزل وكان لأخي النصيب الأكبر من هذا المنزل

واشتريا هذا المنزل بغاية أن يكون منزلاً لوالدي ووالدتي وأخي الأصغر الذي عمره الآن 30 عاماً

والآن يريد والدي أن يزوج أخي الأصغر ويسكنه وزوجته في نفس المنزل

هنا اعترض أخي الأكبر على ذلك وطالب أبي بأن عليه أولاً طلب إذنه بإسكان أخي الأصغر وزوجته في هذا المنزل

بينما أبي لا يرى أي حق لأخي الكبير في هذا الطلب على اعتبار قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( أنت ومالك لأبيك )

وأن العائلة تساند بعضها ، وأن أخي الأصغر سيكن معهم أيضاً لأجل رعايتهم ( والدي 77 عاماً ووالدتي 71 عاماً)

وليس عند أخي الأصغر سعة من المال ليسكن وحده

وعلى أثر هذه المشكلة لا يريد أبي أن يكلم أخي الأكبر والذي بدوره لا يريد ذلك أيضاً حتى يقر والدي بأن له الحق في طلبه .

مع العلم أن أخي الأكبر له منزل غير هذا المنزل .


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

ما قام به أخوك من مشاركة والده في شراء منزل يسكن فيه والداه ، عمل صالح ، يرجى له به الأجر والثواب عند الله

وهو يحتمل أمرين :

الأول :

أن يكون فعل ذلك على سبيل الهبة والتبرع لوالده ، فيكون البيت حينئذ ملكاً للوالد يتصرف فيه كما يشاء ، وله أن يسكن أحد أبنائه فيه إذا كان محتاجاً لذلك .

الثاني :

أن يكون فعل ذلك محتفظاً بنصيبه – أي : لم يهبه ولم يتبرع به لوالده - ، فيبقى ملكاً له ، لا يجوز لأحد أن يتصرف فيه إلا بإذنه ، باستثناء ما للوالد من حق في ذلك كما سيأتي .

ثانياً :

للأب أن يأخذ من مال ولده ما يحتاج إليه ؛ لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي مَالا وَوَلَدًا ، وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي ، فَقَالَ : ( أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ ) رواه ابن ماجه ( 2291 ) ، وابن حبان في صحيحه ( 2 / 142 ) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .

وروى الإمام أحمد في مسنده برقم (6863) عن عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي ، قَالَ : ( أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ ، إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ ، وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلَادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ ، فَكُلُوهُ هَنِيئًا ) .

وله طرق وشواهد يصح بها .

انظر : " فتح الباري " ( 5 / 211 ) ، و " نصب الراية " ( 3 / 337 ) .

ولكن هذا الأخذ مقيد بشروط بَيَّنها أهل العلم :

أحدهما :

أن لا يجحف بالابن , ولا يضر به , ولا يأخذ شيئا تعلقت به حاجته .

الثاني :

أن لا يأخذ من مال ولده فيعطيه الآخر .

الثالث :

أن يكون الأب محتاجاً للمال ، فلا يجوز له أن يأخذ ما لا يحتاجه عند جمهور الفقهاء ؛ لما روى الحاكم ( 2 / 284 ) ، والبيهقي ( 7 / 480 ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أولادكم هبة الله لكم ( يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور) فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها ) . والحديث صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2564 ) .




... يتبع ....









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc