الفرق بين الدمقراطية والدكتاتورية وحكم الإسلام فيهما - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفرق بين الدمقراطية والدكتاتورية وحكم الإسلام فيهما

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-06-03, 01:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الفرق بين الدمقراطية والدكتاتورية وحكم الإسلام فيهما

بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

مازلنا في سلسلة الوثن الذي صنعه الغرب بفضلاتهم ونجاسات أفكارهم أعني الدمقراطية .

معلوم أن محاولة كسر الأصنام هي من أصعب المهمّات ولذلك كانت هذه مهمة الأنبياء حيث عملوا على تخليص قلوب الناس منها ثم كسرها بعد أن مكّن الله لهم مثلما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة وكسّر الأصنام وقال جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، وكان ذلك بعد سنوات من العناء والجهاد والألم ، وقضى نوح عليه السلام 1000 سنة وهو يدعو قومه أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، فكانت مهمة الرسل إبطال التعلق بغير الله والخضوع له سبحانه وحده والإنقياد التام لشريعته وعدم التعلق بأرواح غائبة أو أفكار خائبة أو الخضوع والتذلل لأفكار بشرية لو قارنتها ببيت الخلاء لكان بيت الخلاء أفضل أكرمكم الله

ولهذا لم نستغرب وجود بعض الغربان الناعقة رافعة أيديها زاعقة منددة بالدمقراطية ومحاولة تصويرها على أنها الفردوس الأرضي ، ولا تزال هذه الغربان تثير نفس الشبه التي تم دكّها دكّا وذلك إما لخبثهم ومكرهم و هذه مصيبة وإما لجهلهم الفاضح وهنا المصيبة أعظم .

و مما يزيد الأمر تعقيدا هو أن هؤلاء الغربان من دعاة منهج الحاكمية الذين إتخذوا من منازعة الحاكم دينا وهذا من أغرب المناهج التي عرفتها البشرية ويزيد الأمر غرابة عندما يتّم نسبة هذا الإنحراف إلى الدين .

فهذا المنهج المنحرف لم يعرفه الأنبياء و الرسل ، فلم يأتي الرسل لمنازعة أقوامهم في ملكهم بل جاؤوا لتخليص الناس من العبودية لغير الله وتصفية عقائدهم من الشرك والبدع وتربيتهم على الوحي المعصوم .

هل قال إبراهيم عليه السلام للنمرود اعطني الملك ؟ وهل نازعه في ملكه ؟ وهل حرّض قومه عليه ؟

هل نازع موسى عليه السلام فرعون أكبر طاغية على وجه الأرض ؟ هل نازعه في ملكه ؟ هل حرّض قومه عليه ؟

قال الله تعالى : وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الأعراف

لقد فعل فرعون في بني إسرائيل العجب العجاب فكان يقتّل أبناهم حتى يكون قاهرا لهم ، فماذا أجاب موسى عليه السلام ؟

قال : استعينوا بالله واصبروا ، وأخبرهم أن الأرض لله يورثها من يشاء وعندما قالوا له أؤذينا من قبل ومن بعد قال لهم : عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض

السؤال الموجه لهؤلاء الجهال والعاهات الذين ملؤوا الدنيا صراخا وعويلا : هل كان موسى عليه السلام داعما لدكتاتورية فرعون إن صحّ التعبير ؟ فليجيبونا بعلم إن كانوا قادرين وصادقين

ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم قدوة ، هل نازع النبي صلى الله عليه وسلم قريشا في حكمهم ؟

ماذا فعل عندما كان يرى آل ياسر يُعذَّبون؟؟ قال لهم : صبرا آل ياسر فموعدكم الجنة

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه قريش الملك ورفضه ، لماذا ؟ ببساطة لأن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء المرسلين هو إصلاح المجتمعات وتخليصهم من العبودية لغير الله و دعوتهم لأن يسلموا قلوبهم لرب العالمين والتمكين من عند الله عز وجل وحده

قال الله تعالى :وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 55 النور

ولا أريد أن أتفرّع كثيرا في هذا وسيكون موضوعا مستقلا بإذن الله في المنشورات القادمة .......... يتبع









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-06-03, 01:42   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

نعود إلى لبِّ موضوعنا ، فقد كانت المواضيع السابقة للدمقراطية قاصمة لظهور الغربان ، فراحوا يلمزون ويهمزون ، تارة بتسفيه العلماء ولا عجب في هذا فمنذ متى عرف الجاهل قدر العلم والعلماء ؟ وتارة بوصفنا أننا نتمسّح بالدين وهذا شرف لنا ونسأل الله أن يقودنا هذا التمسّح إلى التمسك بدينه والموت عليه و لم يستحيوا من أنهم يتمسحون بفضلات الغربيين و يتمرغون في زبالات أفكارهم ، وتارة يتهموننا بالمغالطة والتضليل ويعجزون عن بيان هذا التضليل بالحجّة مثلما نفعل وذلك لأنه لا حجّة لهم إلا الكلام الفارغ الذي يثير عواطف السفهاء والصراخ على قدر الألم .*
نحن والحمد لله ما تركنا نقطة إلا وبينّاها بالتفصيل وإن كان من المعلوم بالدين من الضرورة أن التشريع والحكم هو حق لله سبحانه وحده لا شريك له في ذلك ومع ذلك لم يزد هذا الغربان إلّا تعصبا ونفورا و إعراضا وإنا لله وإنا إليه راجعون .*
السؤال الاستنكاري الذي يطرحه هؤلاء الذين تألمّوا ألما ليس بالهيّن بعد بياننا للدمقراطية التي تخالف عقيدة المسلمين التي لا تعترف بعبودية غير الله ولا تعترف بشريعة غير الوحي المعصوم ، السؤال هو : لماذا نستنكر الدمقراطية و نسكت عن الدكتاتورية ؟
والجواب عن هذا السؤال يحتاج إلى تفصيل وتوضيح لمغالطة كبرى ................... يتبع*










رد مع اقتباس
قديم 2019-06-03, 02:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

*المغالطة الكبرى التي يمارسها هؤلاء وفقا لرؤيتهم ومنهجهم و هي محاولة تصوير وكأن الدمقراطية ضدها الدكتاتورية وهذا من المضحكات المبكيات والضحك على البله وذلك لأنّ الدمقراطية هي نفسها الدكتاتورية ولكن مغلفة بوهم يسمى الإرادة الشعبية ، فيوهمون المساكين أنهم هم من يختارون حاكمهم والحقيقة غير ذلك ، مع العلم أننا في موضوعنا ركزنا على أصل الدمقراطية التي هي حكم الشعب في كل شيء وأنه مصدر كل سلطة وأن له حق التشريع الملزم ولم نتكلم عن فروع الدمقراطية في ما يخص إختيار الحاكم ولكن ما بال هذه الرؤوس الصلبة لا تحب أن تفهم !!!
الدكتاتورية يعرفونها على أنها حكم الفرد الواحد والدمقراطية هي حكم الجماعة وحكم الشعب إن صحّ التعبير !!*
فإذا تكلمنا عن السلطة التشريعية ، فهي حق لله وحده سبحانه و لا يجوز صرفها للبشر سواء كان فردا أو جماعة أو شعبا ، فالأمر سواء ، ففي الشريعة الإسلامية لا فرق بين أن تعبد شخصا أو تعبد شعبا فالنتيجة واحدة وهي الشرك بالله العظيم ، ففي ميزان الشرع الدكتاتورية والدمقراطية سواء ، فلا يقول مسلم عاقل أننا نهرب من عبادة وتقديس شخص واحد إلى عبادة وتقديس الجماعة أو الشعب !!!!*
وإذا تكلمنا عن السلطة التنفيذية فهي حق لخواص الأمة من أهل الحل والعقد فهم المسؤلون عن إختيار الحاكم وهم المسؤلون عن عزله إن ظهر منه كفر بواح أو مرض مرضا يعجزه عن أداء مهامه*
فالدكتاتور هو الذي يأخذ السلطة غصبا والدمقراطي هو الذي يأخذها بالإنتخابات وكلتا الوسيلتين محرمة ، فاغتصاب السلطة دون بيعة أهل الحل والعقد وإخضاع أهلها لحكمه ظلم وعدوان ، والإنتخابات التي تساوي بين صوت الكافر وصوت المسلم وصوت العالم وصوت الجاهل وصوت الحكيم وصوت السفيه وصوت البر التقي وصوت الفاجر وصوت أهل الورع وصوت أهل الفسوق والبدع ، أيضا ظلم وعدوان**
قال الله تعالى : أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) القلم*
وقال الله تعالى :* أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) ص*
فمن هنا يتبين لنا أنه لا فرق بين الدكتاتورية والدمقراطية في ميزان الشرع ، فمشكلة هؤلاء أنهم لا يزِنُون الأمور بميزان الشرع وإنما يزنوه بميزان الفكر الغربي ولهذا يرون فارقا كبيرا بين الدمقراطية والدكتاتورية بينما في دين الإسلام لا فرق بين إعطاء حق التشريع لشخص واحد أو اعطائه لذات جماعية لأنه حق خالص لله وحده ........... يتبع*










رد مع اقتباس
قديم 2019-06-03, 02:21   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ومن خداع الدمقراطية وتناقضها أنها تمكن الدكتاتور من أن يصل إلى الحكم ولكم في هتلر خير مثال ، وكم من دكتاتور وصل إلى الحكم عن طريق الدمقراطية وهناك من الدكتاتوريين من بقي رمزا عند شعبه حتى بعد موته فهل من تفسير لهذا التناقض من دعاة الدمقراطية ؟ ألا يتقون الله ويتفكروا ويتدبروا ويفتحون بصرهم وبصيرتهم ؟*
وهذا دليل أيضا على أن الدمقراطية ليست مباينة للدكتاتورية ، بل الحقيقة أن الدمقراطية هي لاشيء فمبدؤها هلامي ، لأنك عندما تقول الشعب ، من هذا الشعب ؟ هو مجموعة من الأفراد ولكل فرد فكره الخاص !! مما يعني أنه قد يكون مجموعة من الشعب يحملون أفكار دكتاتورية مما يؤدي بهم إلى إنتخاب شخص دكتاتور ولا يستطيع أي دمقراطي أن ينكر هذا الأمر مادام أنه أتى عن طريق الصندوق ، مع العلم أن هذا الشعب ليس كله يفهم أمور السياسة بل غالبه لا يفهمها ولا تحركه إلا العواطف ، فالذي يصل إلى الحكم هو الذي لديه القدرة على خداع والناس ولديه وسائل الإسلام التي تروجه له وتحسّن صورته ولهذا فإن الإسلام لم يجعل مصير أمة إلى الغوغاء بل جعله في يد خواص الأمة من العلماء والساسة والخبراء في هذا الأمر ............ يتبع*










رد مع اقتباس
قديم 2019-06-03, 02:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ومن الأصوات الناعقة قول القائل : إن خطابنا هذا إستغله الحاكم العربي ليبقى في سلطته أحقابا من الأزمنة*
الجواب عن هذا : أولا وقبل أن نرد على هذا الكلام يجب أن نفهم أمرا مهما وهو أن المسلم يجب عليه أن يلتزم بما أمره الله به وبما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يهمه إن كان هذا سيرضي فلانا أو يغضب فلانا ، يرضي حاكما أو يغضب محكوما أو يرضي محكوما أو يغضب حاكما ، فكل ما يهم المسلم هو الالتزام والقول بالحق الذي أمر الله به ولا يهمنا نتائج ذلك ، يفرح بذلك من يفرح ويغضب من يغضب وقد ذكرنا من قبل قول موسى عليه السلام لقومه عندما إشتد بطش فرعون ، قال لهم استعينوا بالله و اصبروا و رسول الله لا يقول إلا الحق ، فهل يقول مسلم عاقل أن فرعون إستغل هذا الخطاب ليبقى في عرشه ؟*
أعتقد أن سفاهة هذا القول ظاهرة لكل عاقل .*
أما بخصوص الرد على هذا القول فإننا نقول : إن كلامنا عن الدمقراطية لا علاقة له بسلطان الحاكم العربي ولا يمكن أن يستغله لبقائه في السلطة لأنه لا علاقة للأمر بذلك بل العكس لو كان الحاكم دمقراطيا متعصبا مثل هؤلاء الغربان فقد يؤذي من يحذر الناس من الدمقراطية ، لأن الدمقراطية فُتن بها الحكام والمحكومين ودعوتنا إلى الكفر بها هي للحكام والمحكومين وبدون دمقراطية فإن الحاكم العربي سيزول سلطانه لأنه أتى عن طريق الدمقراطية وأغلب الدول العربية اليوم تعتمد على الدمقراطية ولا ينكر هذا من يبصر و من يجادل في هذا كمن يجادل في لون اللبن أأبيض هو أم أسود ، ولكن المتعصبين للدمقراطية لا يريدون أن يعترفوا بأن سبب المصائب في عالمنا الإسلامية هو الدمقراطية ولهذا يقولون أن الدول العربية ليست بدمقراطية رغم أن الواقع يراه جميعا وهو أن الجمهورية الدمقراطية مطبوعة في كل الوثائق الرسمية كجواز السفر وبطاقة التعريف ، ونرى بأعينا الإنتخابات التي تجرى و التي يتم تعيين الرئيس عن طريقها !! فكيف يقول عاقل أن الحاكم العربي يستغل خطاب بيان كفر الدمقراطية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل إنسان عاقل يقول بهذا !!! سبحان الله*
لو تم إلغاء الدمقراطية فسيخسر الحاكم العربي سلطانه وذلك لأن سلطان الشريعة لن يسمح بتعيين إلا من هو أهل للحكم ومن يتميز بالتقوى والورع والعدالة مع جعل الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع وتكون للحاكم السلطة التنفيذية فقط ولا يجوز له أن يخرج عن الشريعة الإسلامية في الحكم وإلا فعزله واجب حينئذ .
بقيت نقطة أخيرة وهي هل كل من يبقى في الحكم إلى أن يموت يسمى دكتاتور ؟ وهل مبدأ التداول على السلطة من الإسلام ؟ وهل فيه فائدة أصلا ؟
الجواب : معلوم من الدين بالضرورة أن الحاكم في الإسلام يبقى في منصبه إلى أن يموت إلا في حالة عجزه أو مرضه أو ردته عن الإسلام*
جاء في صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت: «قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ: (فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ» [البخاري/ 7056]
فقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم بأحسن بيان ونهانا عن منازعة الأمر أهله إلا في حالة ظهور الكفر البواح*
وهذا يبين لنا أن التداول على السلطة أو إخضاع الحاكم لنظام يجبره على التنازل على سلطته ليس من الإسلام في شيء ، وأصلا التداول على السلطة ليس فيه فائدة لأن الحاكم الذي سيأتي لن يكون بينه وبين الحاكم الذي قبله فرق كبير وقد يكون أسوء منه ، فما فائدة تغيير الحكام إن كان المردود واحدا ، إن العدل كل العدل في الحكم بشريعة الله عز وجل والظلم كل الظلم في الاعراض عنها فلو أتيت بكل حكام العالم لتجربهم فلن ينفعوك وتخسر حياتك في منازعة الحكام وتغييرهم وتضيع ما خلقك الله من أجله وهو عبادته .
نعود إلى سؤالنا الأول : هل كل من يبقى في حكمه إلى أن يموت يسمى دكتاتور ؟*
أعتقد أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم وحده كاف للإجابة على هذا السؤال ونزيد على ذلك :هل كان ابو بكر الصديق دكتاتور ؟ هل كان عمر إبن الخطاب دكتاتور ؟ هل كان عثمان إبن عفان دكتاتور ؟ هل كان علي إبن ابي طالب دكتاتور ؟ رضي الله عنهم أجمعين*
فلا خيار لك إلا أن تقول لا وحينها تضطر إلى سحب قولك بأن كل من يبقى في الحكم إلى موته يسمى دكتاتور*
أو أن تقول نعم أي الخلفاء الراشدين كانوا دكتاتوريين وهنا تكون فتحت على نفسك بابا من أبواب الزندقة فإختر لنفسك ما تشاء*
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين*










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc