السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من المعلوم أنّ الحيوان إذا فعل شيئا يضره فإنه لن يكرره مرة أخرى ، وخذ مثالا على ذلك فأر التجارب فهذا الحيوان الصغير الذي لا يتجاوز حجم دماغه حجم حبة فول سوداني إذا وضعت له تيارا كهربائيا في قطعة جبن وصعقته فإنه لن يعود إليه مرة أخرى حتى لو نزعت التيار من الجبن .
في الوقت نفسه نجد فيه بني الإنسان يصرّ على ما رأى بعينه ما دمّر كلّ شيء ، يصرّ على الثورات التي أكلت الأخضر واليابس وأراقت دماء المسلمين بغير حق ويا ريث لو كان هؤلاء الناعقين هم من ذهبوا لخلع الحكام بل إنهم حرضوا المساكين وهم في بيوتهم ومع أهلهم يتنعمون .
فليسأل أي شخص أولئك المتسولين من السوريين والسوريات أيهما أفضل : سلطان غشوم أم فتنة تدوم ؟
وليسأل أي شخص أهل ليبيا الشقيقة أيهما أفضل: سلطان غشوم أم فتنة تدوم ؟
فهؤلاء هم من لديهم الحق في هذا الجواب وليس من يعيش في أوروبا و أبناؤه يدرسون في أرقى الجامعات والمدارس الأوروبية .
ولأنّ هؤلاء الذين ملؤوا الدنيا صراخا وعويلا وتسفيههم لعلماء سلف الأمّة الذين لم يقولوا بما قالوا إلا لفقههم وفراستهم وما أنكر عليهم السفهاء إلا لضيق أفقهم وكما قيل : إذا أتت الفتنة لا يراها إلا العالم وإذا أدبرت يراها كل أحمق وجاهل ، يعني لا يرونها حتى يقع الفأس على الرأس ولكن كما قلنا أن المشكلة في أنهم لا يتعلمون من الأخطاء ولم يكتفوا بقطع الرأس فقط بل يريدون قطع جميع الأطراف ولا أدري هل سيشبعون .
ألا يرى هؤلاء أنهم يدمرون ؟؟ ألا يرى هؤلاء أنهم مفسدون ؟ ألا يرى هؤلاء أنهم يعالجون فسادا بفساد أكبر منه فمثلهم كمثل من أراد أن يداوي كسرا في القدم فبترها .
أليس من العجب أن يتكلم هؤلاء عن أمور الأمة وتاريخها وهم لا يفقهون إلا مناهج الجاهلية والخراب ؟
إن للسياسة فرسانها ، لا ! بل لها بغالها وحميرها أيضا .
وإن الأمر المشترك بين هؤلاء وبين العدو ّ هو سب ّ العرب و تدمير البلدان العربية في حين أصبح من يحرص على سلامة بلده وأمن المسلمين عميل ومنبطح وهو سبب في دمار الأمة ، بمعنى يجب أن يسمح لهم بتدمير بلده حتى يكون قدّم منفعة للأمة في نظرهم.
أعجز هؤلاء أن يكونوا مثل فأر التجارب ؟
والأعجب من هذا كله أن هذه الدعوة الفاسدة كلها تحت ستار الوحدة أو إنقاذ الأمة ولا أدري عن أي أمة يتكلمون ؟
هل يتكلمون عن الأمة العربية ؟ فإننا لا نعرفها ولا يعرفها التاريخ ولا يقرها دين ولا عقيدة .
هل يتكلمون عن الأمة الإسلامية ؟ مستحيل ، كيف لمن لا يعرف أهم أمور دينه أن يتكلم عن الأمة الإسلامية ؟
كيف لمن يريد لنا أن نوالي ونتحالف مع من يطعن في عرض نبينا ويسب خيرة أصحابه ويلعنهم ويطعن في قرآننا أن يتكلم في أمر الأمة ؟
كيف لمن يرفع مقام الزنادقة الطاعنين في الذات الإلهية أن يتكلم في أمر الأمة الإسلامية ؟
كيف لمن يصف دولة لا يزال في رايتها شعار الماجوس بأنهم أشقاء في الوقت الذي يعادي دولة رايتها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، كيف له أن يتكلم في أمر الأمة الإسلامية ؟
ثم يأتي دور الفاكهة الكبرى وهو البكاء أو التباكي على فلسطين ولا أدري ماذا قدّم هؤلاء لفلسطين حتى يسبّوا غيرهم ، لا بل سبّوا من ضحى بماله ونفسه من أجلها .
ومن الفضائع التي تدلّ على أن هؤلاء عالة على الأمّة ومعول هدمها أنهم رأوا رقص حاكم عربي مع حاكم أمريكي عارا في سياق إستقبال يدخل ضمن بروتوكولات معروفة في كل الدول بينما لم يروا العار في الرقص مع بائعات الهوى في مواخير باريس ، الله أكبر ونحن في أيام التكبير ، الله أكبر ، الله أكبر .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .