استشارات شبابية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات شبابية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-20, 15:36   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المرأة التي تزوجت بأكثر من زوج لأيهم تكون في الجنة

السؤال

إذا ماتت المرأة ، وقد تزوجت في حياتها بأكثر من زوج ، فمع مَن تكون في الجنَّة ؟.


الجواب


الحمد لله


هذه المسألة فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم :

الأول : أنها تكون مع أحسنهم خلقاً كان معها في الدنيا .

والثاني : أنها تُخيَّر بينهم .

والثالث : أنها لآخر أزواجها .

وأقرب هذه الأقوال وأصحّها هو القول الثالث وفيه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم :

" أيما امرأة تُوفي عنها زوجها ، فتزوجت بعده ، فهي لآخر أزواجها " صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 2704 وفي السلسلة الصحيحة 1281 .

هذا على وجه الإجمال ، أما على وجه التفصيل فأدلّة الأقوال كما يلي :

دليل القول الأول :

قال القرطبي :

وذكر أبو بكر بن النجاد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا عبيد بن إسحاق العطار حدثنا سنان بن هارون عن حميد عن أنس : أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ،

المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا ، ثم يموتون ويجتمعون في الجنة ، لأيهما تكون ؟ للأول أو للآخر ؟

قال : لأحسنهما خلقا كان معها يا أم حبيبة ، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .

" التذكرة في أحوال الموتى والآخرة " ( 2 / 278 ) .

قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، وفيه علتان : عبيد بن إسحاق العطار ، وسنان بن هارون .

أما الأول : فضعيف جدّاً ، وأمَّا الثاني : فضعيف .

= أقوال الأئمة :

عن يحيى بن معين أنه قال : عبيد بن إسحاق العطار : لا شيء .

وقال أبو حاتم الرازي : ما رأينا إلا خيراً ! وما كان بذاك الثبت ، في حديثه بعض الإنكار.

" الجرح والتعديل " ( 5 / 401 ) .

وفي " الضعفاء والمتروكين " للنسائي ( ص 72 ) : متروك الحديث .

وقال الذهبي : ضعفه يحيى ، وقال البخاري : عنده مناكير ، وقال الأزدي : متروك الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وأما أبو حاتم فرضيَه ! وقال ابن عدي : عامَّة حديثه منكر .

" ميزان الاعتدال " ( 5 / 24 ) .

وذكر ابن عدي في " الكامل " ( 5 / 347 ) هذا الحديث من جملة منكراته ، وقال :

وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن .

= وأما سنان بن هارون :

قال ابن حبان :

منكر الحديث جدّاً ، يروي المناكير عن المشاهير ...

عن يحيى بن معين : قال سنان بن هارون البرجمي ليس حديثه بشيء .

" المجروحين " ( 1 / 354 ) .

وذكره العقيلي في " الضعفاء " ( 2 / 171 ) ، وذكر له هذا الحديث .

= وعليه : فالحديث لا يصح الاستدلال به ، وهو ضعيف جدّاً ، فسقط هذا القول .

= = القول الثاني :

وهو أنها تُخيَّر بين أزواجها .

ولم أر لمن قال هذا القول أيَّ دليل .

وفي " التذكرة في أحوال الموتى والآخرة " ( 2 / 278 ) : ذكر المسألة ، وقال بعدها : وقيل : إنها تخير إذا كانت ذات زوج .أ.هـ

وقال العجلوني : ........ وقيل لأحسنهم خلقاً ! وقيل : تخير .

" كشف الخفاء " 2 / 392 .

وهو الذي رجحه الشيخ ابن عثيمين حفظه الله كما في فتاواه ( 2 / 53 ) .

= = = وأما القول الثالث :








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-20, 15:36   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فلهم عليه عدة أدلة :

أ. قال الإمام الطبراني :

3130 حدثنا بكر قال نا محمد بن أبي السري العسقلاني قال نا الوليد بن مسلم قال نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلاعي قال خطب معاوية بن أبى سفيان أم الدرداء بعد وفاة أبي الدردا

فقالت أم الدرداء إني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها وما كنت لأختارك على أبي الدرداء

فكتب إليها معاوية فعليك بالصوم فإنه محسمة .

" المعجم الأوسط " ( 3 / 275 ) .

قلت : والحديث فيه علتان : ضعف أبي بكر بن أبي مريم ، وعدم تصريح الوليد بن مسلم بالتحديث في باقي السند .

أقوال العلماء :

قال ابن حبان :

ولقد كان أبو بكر بن أبي مريم من خير أهل الشام ولكنه كان رديء الحفظ يحدث بالشيء ويهم فيه لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد .

" المجروحين " ( 3 / 146 ) .

وأما تدليس الوليد بن مسلم فمشهور ، وهو يدلس تدليس التسوية ، وهو إسقاط ضعيف بين ثقتين ، لذا اشترط العلماء على أهل هذا الصنف التصريح بالتحديث في كل طبقات السند بعد روايته .

وانظر : " التبيين لأسماء المدلسين " لسبط ابن العجمي ( ص 235 ) ، و " طبقات المدلسين " للحافظ ابن حجر ( ص 51 ) .

ب. قال الإمام أبو الشيخ الأصبهاني :

حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري قال ثنا إسماعيل بن زرارة قال ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة لآخر أزواجها .

" طبقات المحدثين بأصبهان " ( 4 / 36 ) .

قلت : ورجال الحديث ثقات مشهورون ، إلا أحمد بن إسحق الجوهري لم أجد له ترجمة إلا أن أبا الشيخ نفسه جعل هذا الحديث من ( حسان حديثه ) .

فإن كان كذلك فهو أنظف إسناد في المسألة ، والله أعلم .

ج. قال الخطيب البغدادي :

4803 سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني نزل الأنبار وحدث بها عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي وعمار بن عطاء الخراساني والربيع بن بدر روى عنه إسحاق بن بهلول التنوخي

أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق حدثنا أبي قال حدثنا جدي حدثنا سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني عن حمزة النصيبي عن بن أبي مليكة

عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المرأة لآخر أزواجها " .

" تاريخ بغداد " ( 9 / 228 ) .

قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدّاً .

أقوال العلماء :

- قال الإمام النسائي :

متروك الحديث .

" الضعفاء والمتروكين " ( ص 39 ) .

- وقال ابن الجوزي :

قال أحمد : مطروح الحديث ، وقال يحيى : ليس بشيء ليس يساوي فلساً ، وقال البخاري والرازي : منكر الحديث ، وقال النسائي والدار قطني متروك الحديث ، وقال ابن عدي : يضع الحديث

وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها ، لا تحل الرواية عنه .

" الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي ( 1 / 237 ) .

د . قال البيهقي :

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن منصور ثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن أبي إسحاق

عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه ثم أنه قال لامرأته إن شئت أن تكوني

زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة .

" السنن " ( 7 / 69 ) .

قلت : فيه : أبو إسحاق السبيعي : وهو مدلس وقد اختلط ، فالأثر ضعيف .

أقوال العلماء :

انظر : " من رمي بالاختلاط " للطرابلسي ( ص 64 ) و " طبقات المدلسين " لابن حجر ( ص 42 ) .

وقد ضعفه به العلامة الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " ( 1281 ) .

هـ. أثر يرويه ابن عساكر ( 19 / 193 / 1 ) عن عكرمة :

أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام ، وكان شديداً عليها ، فأتت أباها فشكت ذلك إليه ، فقال : يا بنية اصبري ، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ، ثم مات عنها ، فلم تَزوَّج بعده : جُمع بينهما في الجنة .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالا لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر ، إلا أن يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكر ، والله أعلم . " السلسلة الصحيحة " ( 3 / 276 ) .

= والخلاصة :

- أن القول بأن المرأة مع أحسنهم أخلاقاً كان معها في الدنيا : مما لم يصح فيه دليل .

- وأن القول بأنها تختار من تشاء منهم : لا دليل عليه البتة .

- وأن القول بأنها مع آخر أزواجها هو القول الأقرب للصواب ، وذلك لاحتمال حُسن حديث أم الدرداء مرفوعاً ، وهو مؤيد بأثري حذيفة وأسماء الموقوفيْن ، واللذان يصلحان لتقوية المرفوع ، ولبيان أن للقول أصلاً معتبراً .

والحديث صححه العلامة الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1281 ) .

- وهو على كل حال أحبُّ إلينا من الرأي .

والله أعلم .

وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-20, 15:41   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يريد خطبة فتاة كانت على علاقة بشخص وتابت فهل يسألها عن تفاصيل ماضيها

السؤال

في عمليه البحث عن شريكة حياة ، وجدت الفتاه التي أتمنى الارتباط بها ، وهي ـ وفقاً لما وصفته أختي ـ

: فتاة صالحة تصلي وتقرأ القرآن وتتبع أوامر الشرع . ولكن وفقا لما قالته أختي ، فإن هذه الفتاة كانت على علاقة مع ولد ، ولكنها لم تصل إلى مرحلة الجماع . أختى صديقة مقربة من هذه الفتاة

وأخبرتني بأنها تغيرت منذ ذلك الوقت ، وبكت و ندمت على ذلك

. فهل من حقي أن أطلب المزيد من التفاصيل عن ماضيها ؟

وماذا أفعل لو أزعجني ذلك ؟

أو ينبغي علي تركها كفتاة لها ماض وتابت ، مع علمي أنها لم تعد إلى ذلك ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

من ابتلي بشيء من المعاصي ثم تاب ، تاب الله عليه ، وبدل سيئاته حسنات

مهما كان ذنبه ، ومهما عظم جرمه ، كما قال سبحانه : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا .

يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان/68– 70

والمهم أن تكون التوبة صادقة نصوحا خالصة لله تعالى .

ومن إحسان الله تعالى على عبده أن يستره ، ولا يكشف أمره

ولهذا كان من القبيح أن يفضح الإنسان نفسه وقد ستره الله ، بل أن ينبغي أن يستتر بستر الله تعالى ، والنصوص الشرعية مؤكدة لذلك ، حاثة عليه في غير ما موضع . فمن ذلك :

قوله صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عز وجل عنها ، فمن ألمّ فليستتر بستر الله عز وجل ) والحديث رواه البيهقي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (663)

وروى مسلم (2590) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).

وهذا من البشارة للتائب الذي ستره الله تعالى في الدنيا ، أن الله سيستره في الآخرة ، وقد حلف النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى تأكيدا له

فقد روى أحمد (23968) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( ثَلَاثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ لَا يَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ؛ فَأَسْهُمُ الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالزَّكَاةُ .

وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُمْ .

وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لَا آثَمَ : لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وصححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم (1387) .

وقال صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ

: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ) رواه البخاري (6069) ومسلم (2990).

وبهذا يُعلم أن المرأة لا تخبر خاطبها أو زوجها بشيء من معاصيها ، ولو سألها فإنها لا تخبره ، وتستعمل المعاريض والتورية ، وهي الكلام الذي يفهم منه السامع معنى

خلاف ما يريده المتكلم ، كأن تقول : لم يكن لي علاقة بأحد ، وتقصد لم يكن لي علاقة بأحد قبل يوم أو يومين ، ونحو هذا .

ثانيا :

ينبغي للزوج أن يختار صاحبة الدين والخلق ، فإذا وُفق لذلك فلا يفتِّش في ماضيها ، ولا يسألها عن معاصيها ، فإن ذلك مخالف لما يحبه الله تعالى من الستر

مع ما فيه من إثارة الشك ، وتكدير الخاطر ، وتشويش البال ، والإنسان في غنى عن ذلك كله ، فحسبه أن يرى زوجته مستقيمة على طاعة الله ، ملتزمة بأمره في الوقت الذي يريد الزواج بها فيه

. وهكذا الزوجة لا تسأل زوجها عن أموره الماضية ، هل أحب غيرها ، أو تعلق بسواها ، أو زل في معصية ، فإن هذا لا خير فيه ، ويفتح بابا من الشر قد لا يمكن تلافيه ، وهو مخالف لمراد الشارع كما سبق .

ثم من الذي ما ساء قط ، ومن له الحسنى فقط ، وأي عبد لله لم يلم بذنب ، يجو(يرجو) التوبة منه

والستر عليه ؛ كلنا ذاك الرجل ، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أين كانوا قبل أن يمن الله عليهم بدينه ، وينقذهم بنبيه ، ألم يكونوا في ظلمات الشرك ؟ ألم يكونوا يعبدون الأصنام ؟ ألم يكونوا ...

ألم يكونوا ... ؛ فدع ستور الماضي مرخاة على أصحابها ، وفوض أمرهم فيها إلى الذي يعلم السر وأخفى .

والحاصل :

أن هذه الفتاة إذا كانت قد تابت واستقامت ، وظهر لكم صلاح حالها في الوقت الحاضر ؛ فلا حرج عليك في الزواج منها بعد الاستخارة ، وليس لك أن تسألها عن ماضيها

لأنه لا خير لك في هذا السؤال ، وهو مخالف لما يريد الله تعالى من الستر ، وقد يحملها على الكذب ، أو تكون صادقة ولا تقتنع بتصديقها فيورثك الشك والهم .

وإن كنت تعلم من نفسك أنك لن تصبر على ما أمرك الله به من الستر ، وترك التفتيش والتنقيب عن العورات والزلات ؛ فدعها لغيرك ، والله يوفقها لمن هو خير منك ، ويوفقك لمن هو خير منها .

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-20, 15:47   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ترك الزّواج استحياء من النّساء وإزالة الشّهوة الجنسيّة

السؤال

أنا شاب عمري 18 سنة ، لا أريد أن أتزوّج لأنّني خجول جدّا جدّا ، وقد تعقدت من النّساء أخجل منهنّ بشكل رهيب جدّا ، وأريد أن أزيل الشّهوة الجنسيّة سواء بعمليّة جراحيّة أيضا، أنا أقسمت بالله أن لا أتزوّج هل عليّ إثم إذا لم أتزوّج؟

الجواب

الحمد لله

أوّلاً :

طوبى لك على ما رزقك الله به من هذه الخصلة الحميدة والصّفة الجليلة التي حثّ الشّرع المطهّر على التّحلّي بها، فقد ورد في فضل الحياء أحاديث كثيرة منها

: ما رواه عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (دَعْهُ ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ) رواه البخاريّ (24) ومسلم (36) .

قال الشّيخ محمّد بن صالح العثيمين رحمه الله في "شرح رياض الصالحين" (4/29 – 30) : "الحياء : انكسار يكون في القلب ، وخجل لفعل ما لا يهتمّ به النّاس ، أو ما لا يستحسنه النّاس.

الحياء من الله والحياء من الخلق من الإيمان ، الحياء من الله يوجب للعبد أن يقوم بطاعة الله ، وأن ينتهي عمّا نهى الله ، والحياء من النّاس يوجب للعبد أن يستعمل المروءة

وأن يفعل ما يجمّله ويزيّنه عند النّاس ، ويتجنّب ما يدنّسه ويشينه ، فالحياء من الإيمان" انتهى .

ومع فضيلة الحياء وأهمّيته ، فلا ينبغي أن يكون سببا لترك ما أمر به الإسلام ودعا إليه ؛ لأنّ الحياء إنّما يطلب ويُحمد إذا كان معينا على امتثال أوامر الله ورسوله

قال الشّيخ عبد الرّحمن السّعديّ رحمه الله

في تفسير قوله تعالى : (وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) الأحزاب/54 :

"فالأمر الشّرعيّ ، ولو كان يُتَوَهَّم أنّ في تركه أدبًا وحياء ، فإنّ الحزم كلّ الحزم اتّباع الأمر الشّرعيّ ، وأن يَجزم أنّ ما خالفه ليس من الأدب في شيء"

انتهى . تيسير الكريم الرّحمن (ص 670) .

والانصراف عن الزّواج بالكلّيّة والرّغبة عنه خلاف السّنّة ، وقد نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك ، فقد روى البخاري (5063) ومسلم (1401) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :

جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا : وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ! قَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا . وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ

. وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا . فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : (أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ ، إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ

لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) .

فالنكاح لا ينافى كمال الحياء ، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً ، ومع ذلك فقد تزوج صلى الله عليه وسلم .

وروى البخاري (5074) ومسلم (1402) عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال : (رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاخْتَصَيْنَا) .

فلا يجوز إزالة الشهوة سواء كان ذلك بعملية جراحية أو غيرها .

قال في "الفواكه الدواني" (1/137): "وأما لو استعملت دواء لقطعه (الحيض) أصلا فلا يجوز لها حيث كان يترتب عليه قطع النسل، كما لا يجوز للرجل استعمال ما يقطع نسله أو يقلله" انتهى .

وورد سؤال إلى اللّجنة الدّائمة للبحوث العلميّة والإفتاء عن حكم إجراء عمليّة خصي لقطع الشّهوة ، فأجابت :

"لا يجوز لك الإقدام على إجراء عمليّة لقطع الخصيتين ؛ لنهي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عثمان بن مظعون عن الاختصاء" انتهى .

فتاوى اللّجنة الدّائمة (18/34) .

وسبق بيان حكم من حرّم النّكاح على نفسه في جواب السؤال رقم (87998) .

ثانياً :

أما اليمين التي حلفتها ، فقد حلفت على ترك السّنّة والخير ، فالمطلوب منك أن تكفر عن يمينك كفارة يمين ، وتتزوج متى يسر الله لك الزواج

لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه : (وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ، فَكَفِّرْ عَنْ َيمِينِكَ وَائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ) رواه البخاري (6722) ومسلم (1652) .

وكفارة اليمين هي : عتق رقبة ، أو إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله ، أو كسوتهم ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام . وقد سبق بيانها تفصيلا في جواب السؤال رقم (45676) .

ثالثاً :

أما حكم ترك الزّواج ، فإنّ الزّواج يختلف حكمه بحسب الإنسان وقدرته المادية والبدنية ، ومدى احتياجه له ، فتارة يجب ، وتارة يستحب ، وتارة يكره ، وانظر جواب السؤال رقم (36486) .

فالنّصيحة لك أن تصبر ولا تستعجل وتقطع بأنّك لا تستطيع الزّواج ، فإنّ لعامل السّنّ تأثيرا كبيرًا فيما أنت فيه من شدّة الحياء ، ومع تقدّم السّنّ فإنّه ستخفّ هذه الشّدّة ويكون الأمر في حدود المعتاد

واجتهد أيضا في الدّعاء والتّضرّع إلى الله أن يخفّف عنك ، وأن يوفّقك للزّواج السّعيد ، ويحسن أيضا لعلاج هذا الأمر استشارة أهل الخبرة والاستفادة من تجاربهم ونصائحهم وإرشاداتهم .

نسأل الله عزّ وجل أن ييسّر أمرك ويوفّقك لكلّ خير .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-20, 15:52   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

كانت رافضية فمنَّ الله عليها بالهداية وأهلها يمنعونها من التزوج برجل من أهل السنَّة

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر32 سنة ، ولم يسبق لي الزواج ، والآن أتى رجل صالح ، وأهلي رافضون هذا الشاب لأنه سني ، علماً بأن أهلي شيعة ! وأنا متسننة منذ الصغر

هل يجوز الزواج من غير رضا الأهل ، والأم ؟ .


الجواب


الحمد لله

أولاً :

نحمد الله تعالى أن أخرجك من الظلمات إلى النور ، وأن بصَّرك بالحق ، وهي نعمة جليلة ، فاحرصي على شكرها ، بالتمسك بها ، والدعوة إليها ، وتعظيمها .

ثانياً :

ليس للمرأة أن تزوج نفسها ، بل لا بدَّ أن يزوجها وليها ، وإلا كان عقد زواجها باطلاً ، وهو مذهب جمهور العلماء ، بل لا يُعرف بين الصحابة رضي الله عنهم خلاف في ذلك .

وإذا كان الحال كما تقولين ، ولا يوجد مِن أهلك مَن هو على الحق في اعتقاده ، وكان أهلك يعتقدون تحريف القرآن ، وتكفير الصحابة ، وعصمة أئمتهم ، وقذف عائشة ، وغيرها من الاعتقادات الكفرية

وكانوا يمنعونك من التزوج برجل صالح من أهل السنَّة : فإنه تسقط بذلك ولايتهم عليك ؛ لاختلاف الدِّين بينك وبينهم من جهة ، ولعضلهم لك مِن التزوج بكفء ، وأحدُ السببين كافٍ لإسقاط ولايتهم في تزويجك .

وعليه ؛ فيمكنك التزوج دون رضاهم ، فارفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليقوم هو بتزويجك ، فإن لم يوجد فإنه يزوجك رجل عدل من المسلمين في بلادك ، ممن لهم مكانة ونوع ولاية على المسلمين .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 14:20   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أخته تحادث رجلاً أجنبيّاً ووالداها لا ينكران عليها فماذا يفعل؟

السؤال

شخص له أخت تكلم شابّاً على الهاتف ، ونصحها ، فلم تستجب ، فقال لأبويهما ، فلم يُنكرا عليها ، وهو لا يحب الدياثة ، وهو غيور جدّاً

فماذا يمكن أن يفعل ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

"الغيْرة من الغرائز البشريّة الّتي أودعها اللّه في الإنسان تبرز كلّما أحسّ شركة الغير في حقّه بلا اختيار منه ، أو يرى المؤمن حرمات اللّه تنتهك .

والغيرة على حقوق الآدميّين الّتي أقرّها الشّرع مشروعة ، ومنها غيرة الرّجل على زوجته أو محارمه

وتَرْكُها مذمومٌ ، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم

: ( أتعجبون من غيْرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، واللّه أغير منّي ) وفي رواية : ( إنّه لغيور ، وأنا أغير منه ، واللّه أغير منّي ) .

وإنّما شرعت الغيرة لحفظ الأنساب ، وهو من مقاصد الشّريعة ، ولو تسامح النّاس بذلك لاختلطت الأنساب

لذا قيل : كلّ أمّة وُضعَت الغيْرة في رجالها : وُضعَت الصّيانة في نسائها ، واعتبر الشّارع من قتل في سبيل الدّفاع عن عرضه شهيداً ، ففي الحديث : ( من قتل دون أهله فهو شهيد ) .

ومَن لا يغار على أهله ومحارمه : يُسمَّى : " ديّوثاً "

والدّياثة من الرّذائل الّتي ورد فيها وعيد شديد ، وما ورد فيه وعيد شديد يعدّ من الكبائر عند كثير من علماء الإسلام ، جاء في الحديث

: ( ثلاثة لا ينظر اللّه عزّ وجلّ إليهم يوم القيامة : العاقّ لوالديه ، والمرأة المترجّلة ، والدّيّوث )- رواه النسائي ( 2561 ) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي .

انتهى من " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 321 - 323 ) مختصراً .

وقال ابن القيم رحمه الله :

"أصل الدِّين : الغيرة ، ومَن لا غيْرة له : لا دين له ، فالغيرة تحمي القلب ، فتحمي له الجوارح ، فتدفع السوء والفواحش ، وعدم الغيرة : تميت القلب ، فتموت الجوارح ، فلا يبقى عندها دفع البتة

ومَثَل الغيرة في القلب مَثَل القوة التي تدفع المرض وتقاومه ، فإذا ذهبت القوة وَجد الداءُ المحلَّ قابلاً ، ولم يجد دافعاً ، فتمكَّن ، فكان الهلاك" انتهى .

" الجواب الكافي " ( ص 45 ) .

فنحن مع هذا الأخ السائل الذي لا يزال قلبه حيّاً ، ولا تزال الغيرة تجد مكاناً لها في قلبه ، ونحثه على التمسك بها .
ثانياً :

حتى ينجح في حل مشكلة أخته : عليه أولاً أن يبحث في الأسباب الدافعة لها لأن تفعل هذه المعصية ، وتتجرأ على محادثة رجل أجنبي في بيت أهلها

ونحن نرى أن من أسباب فعل تلك المعصية :

1. الفراغ العاطفي ، فقد تكون محرومة من عطف أمها ، أو والدها ، أو منهما جميعاً ، ثم وجدت ذلك الذئب الذي أوهمها بأنه من يستطيع إشباع تلك العاطفة .

2. ضعف الإيمان ، ولو أن هذه الأخت عرفت الله تعالى بأسمائه وصفاته ، وعرفت ما يترتب على المعاصي من أوزار : لتوقفت عن المعصية ، أو لكان ذلك حائلاً بينها وبين فعلها ابتداء .

3. فراغ الوقت ، فكثير من الفتيات تجد الفراغ في يومها وليلتها لأن تقرأ روايات الحب والعشق ، ولأن تطالع الفضائيات ، وتحادث في الهاتف ، ولو أنها شُغلت بما ينفعها من أعمال : لضاقت عليها ساعات يومها .

4. النظر إلى المحرمات ، وهو ما يهيِّج الشهوة ، ويدعو لتقليد تلك الممثلة ، أو تجرب تلك التجربة المفعمة بعاطفة الحب والغرام .

5. الخلوة ، وهي الداء القاتل ، والتي تمكِّن الشيطان من أن يكون أنيسها ، وونيسها ، في وحدتها .

6. التمكين من أجهزة الاتصالات ، وهو سبب مباشر لفعل معصية المحادثة والتعرف على ذلك الرجل الأجنبي .

وعلاج المشكلة يحتاج من ذلك الأخ أن يفكِّر في هذه الأسباب

– وقد يكون هناك غيرها –

ويحاور عقلاء أهله لعلاجها أو القضاء عليها ، من غير إحداث شرٍّ أكبر منه .

ثالثاً :

ننصح الأخ السائل أن يوجِّه رسائل تذكرة لأخته ، كتابية كانت أو شفوية ، ولتكن محتوية على المسائل التالية :

1. أنها ستصبح بتلك المحادثات المحرَّمة سلعة رخيصة عند ذلك الذئب ، وأنه لا يتزوج هؤلاء بمثلك ؛ لأنهم يخافون من خيانتك لهم ! .

2. أنك بتلك المحادثات تلطخين سمعتك وسمعة ومكانة أهلك في المجتمع .

3. أنها بتلك المحادثات سيزداد عندها بغض الخير والطاعة ، وسيزداد عندها حب الشر والمعصية .

4. أنها ستصل لمرحلة كراهية الأهل والتفكير في هجرهم .

والذي ننصح بفعله في مثل هذه الحالة :

1. مداومة النصح لها ، وعدم اليأس من هدايتها .

2. تعريفها على صاحبات الخير والصلاح من بنات جنسها .

3. تحريك الوالدين تجاهها ، لنصحها ، وتذكيرها ، والأخذ على يدها .

4. مكالمة ذلك الرجل الفاسد ، وتخويفه ، وتهديده .

5. التعجل في تزويجها .

6. الحرص على دعاء الله تعالى أن يهديها ، ويجنبها الفتن .

هذا ما نراه ، ونسأل الله تعالى أن يوفق أخاها لما فيه رضاه ، وأن يهدي أخته لما يحب ويرضى ، وأن يحبب إليها الإيمان ويزينه في قلبها ، وأن يبغِّض إليها الكفر والفسوق والعصيان ، وأن يجعلها من الراشدين .

والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 14:25   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دراسته مختلطة في بلد أجنبي ويسأل عن حضور مادة "الثقافة الجنسية"!

السؤال

أدرس مادة في الثانوية العامة تسمَّى " إدارة الحياة " ، تناقش فيه مواضيع عن الجنس ، وعوازل القضيب ، وحبوب الحمل ، الجنس في الدبر ، ومواضيع متعلقة بالجنس ، إنني شخص لا أستطيع ضبط نفسي

وأتهيج إذا نوقِشت مثل هذه المواضيع ، ما أسأل عنه هو : هل دخولي مثل هذه المواد حلال ؟

هل أسقط هذه المادة وأغيِّر إلى فصول لا يوجد فيها مثل هذه المادة " إدارة الحياة " ؟

هل يجوز أن نناقش الجنس ، واللواط في فصول مختلطة ؟

ماذا عليَّ لو لم أشارك في المناقشة ؟

إنني في مدرسة عامة ، ومجبر أن أذهب إليها من قبل أمِّي ، أحاول أن أقنعها أن أدرس من البيت ، إلا أنها ستتعصب ، وترفض ، إذاً هل يجوز لي أن أذهب إلى هذه المدرسة ؟

ما الذي عليَّ عمله إذا لم أستطع تغيير المدرسة ؟ .


الجواب


الحمد لله

تدريس مسائل الجنس وما يتعلق به من أمور للطلاب والطالبات في مراحل مبكرة من عمرهم فيه مفاسد كثيرة

منها :

1. تعجيل النمو الجنسي عند الطلاب والطالبات

وقد ثبت أن كثيراً من الطلاب والطالبات لا ينتظرون حتى يصلوا إلى المرحلة التي تدرَّس فيها تلك المواد

بل يسارعون إلى استعارتها من زملائهم وزميلاتهن قبل الوصول لتلك المرحلة ! ولك أن تتصور مدى الفساد الذي يُمكن أن ينشأ نتيجة هذا الأمر

وبخاصة إذا استغل الكبارُ الصغارَ للتطبيق العملي عليهم ! كما يحصل في تلك المجتمعات المنحلة أخلاقياً ودينياً .

2. انتشار حمل الطالبات سفاحاً في المراحل الثانوية والجامعية

وقد وصلت الأعداد إلى حدٍّ ملفتٍ للنظر ، حتى دعا هذا الأمر للتدخل من بعض عقلاء التربويين لوضع حدٍّ لهذا الأمر ، وأنَّى لمثل هؤلاء العقلاء أن يصلحوا في مجتمع مجنون بالسعار الجنسي ؟! .

وقد زادت نسبة أولاد الزنى إلى درجة كبيرة تنذر بالخطر

فقد ذكر مكتب الإحصاء الحكومي في فرنسا أن نسبة أولاد الزنى تجاوزت نصف عدد المواليد في فرنسا في عام 2006 م (50.5%) ، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد .

وهكذا الحال في بريطانيا وأمريكا .

3. ازدياد حالات الاغتصاب بين الطلاب والطالبات ، وهناك قضايا مشتهرة ، ومنتشرة ، ولم يعُد الأمر خافياً على أحد ، بل صار كابوس " الاغتصاب " يراود الطالبات ويعيش معهن

وتنتظر كل طالبة الوقت الذي سيحصل معها .

4. كثرة حوادث القتل بين الطلاب بعضهم مع بعض ، والطلاب لمدرسيهم ، وكل ذلك من أجل التنافس على عشق طالبة ، والفوز بقلبها !
.
5. نزع الحياء من الطلاب والطالبات ، وترى هذا في واقع حالهم بعد تلك الدروس ، ويظهر ذلك في حوارهم مع أهليهم ، وفي مجالسهم العامة .

6. السعي نحو التطبيق العملي لتلك الدروس النظرية ؛ لأنه من المعلوم أن تدريس هذه المواد مما يثير الشهوة – كما جاء في السؤال - ، وخاصة إن كان مع التدريس النظري صورٌ ترى

وأفلام تُشاهد ، وهو ما يجعل الطلاب والطالبات يحرصون على تطبيق ذلك على أرض الواقع العملي ، ولو من أجل اكتشاف المجهول ، ثم سرعان ما يتحول ذلك إلى سعار

وإن لم يتمكن أحدهم من ممارسة الجنس مع الطرف المغاير له : مارسه مع أهل جنسه ، فينتشر الشذوذ ، وهو واقع كثير من تلك المجتمعات ، بل أصبحت لهم مؤسسات ونقابات تدافع عنهم ، وتطالب لهم بمزايا وحقوق .

واستمع لشهادة طبيبة أمريكية عملت في بعض الدول العربية ، ورأت واقع حال بلدها ، واعترفت بخطأ نشر مادة " الثقافة الجنسية " بين الطلاب والطالبات في المدارس ، تقول :

" ... ولئن كانت نساؤكم في الشرق لا يعرفن عن أسرار الحياة الجنسية بعض ما تعرفه فتيات أمريكا : فإني أقول - بضمير مرتاح - :

إنه خير لكم أن تئنوا تحت وطأة الجهل ، من أن تنعموا بهذه المعرفة ، إننا نلقي على فتياتنا الدروس ؛ لتعريفهن دقائق الحياة الجنسية

فلا تلبث الواحدة منهن أن تخرج من قاعة المحاضرات ، باحثة عن أول صديق ، وأقرب زميل ؛ لتمارس معه النظريات الجنسية التي تعلمتها

في غير مبالاة ، كأنها تشترك معه في رواية تمثيلية ، أو تتفرج على لعبة " فولي بول " ، وتكون النتيجة الطبيعية لذلك مزيداً من العبث ، ومزيداً من الانحلال " .

انظر : " مكانكِ تحمدي " أحمد محمد جمال ( ص 93 ، 94 )

بواسطة " قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية " للدكتور فؤاد بن عبد الكريم .

وعلى هذا ، فلا يجوز لك أن تحضر تلك الدروس ، وأقل ما يجب عليك فعله أن تنتقل إلى فصول أخرى لا تدرس هذه المادة .

والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 14:29   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يحب فتاة ويرفضها أهله لسوء سمعة والدها

السؤال

أنا شاب أحب فتاة جارتنا حب جنون حب من زمان ندرس في مدرسة واحدة ونذهب للمدرسة سوياً وكان حبا طاهرا وشريفا والحمد لله وتعاهدنا على الزواج وأنا الآن مغترب وآخر ليلة جمعتنا تعاهدنا وتواعدنا على كتاب الله

وكل منا قال للآخر لن أتزوج احد غيرك بإذن الله يا شيخ هذا البنت محترمة وتعرف حقوق ربها وتدرس المساء في مدرسة للقران الكريم والفقه والسيرة بس يا شيخ عندي بعض المشاكل ألا وهي

: 1) أن أهلي رافضين زواجي منها وأنا أدري والله أعلم أنهم سيرضون عني بعد الزواج

. 2) هذه البنت مظلومة في مجتمع الله يهديهم والبنت يا شيخ أمها مطلقة من أبيها وعايشه عند أبوها وخالتها زوجة أبوها وعمتها أخت أبوها وجدتها أم أبوها ظالمينها في كل شغل البيت والزراعة وكل شيء فأنا أريد أن أنقذ هذه البنت من هذا المجتمع .

3 ) إن والد هذه الفتاة سكير وصاحب أفعال قديمة وأهلي رافضين زواجي من أجل السمعة بس أنا حبيت أنقذ هذه الفتاة من هذا المجتمع وبعدين البنت مش راضية عن أفعال أبوها لان أبوها عاصي يعني (

لماذا نعاقب شخص بأفعال شخص آخر) . والله احترت يا شيخ وساعدني وأعطني الرأي السديد رغم أن تركي للفتاة كارثة عسى ربي أن يفرجها ويسهل الصعاب وجزاكم الله عني كل خير


الجواب

الحمد لله

أولا :

ينبغي اختيار الزوجة صاحبة الدين والخلق ؛ التي تحفظ زوجها ، وتصون بيتها ، وتربي أبناءها ، وتسهم في قيام الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم

وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466).

ولا ينبغي التهاون في هذا الأمر ، ولا الانجرار خلف العاطفة ، والانسياق خلف ما يُدعى أنه الحب ، فكم من زواج كان مصيره الفشل ؛ لأنه لم يبْن على قاعدة اختيار ذات الدين .

والإنسان لا يعاقب بفعل غيره ، ولا يحمل إلا وزر نفسه

كما قال تعالى : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الإسراء/15

لكن أصهار الإنسان لا ينفك الإنسان عن معاملتهم ، وزيارتهم ، وتأثر أولاده بهم ، ولهذا فاختيار العائلة الكريمة ذات السمعة الطيبة

أمر له أثره المحمود على الزوج وأهله وأبنائه ، وهو عامل من عوامل استقرار الأسرة ، ونجاحها في اجتياز ما قد يعرض لها من مشاكل لا تنفك عنها البيوت غالبا .

ولهذا فلا نلوم أهلك على رفضهم الارتباط برجل سكير ذي سمعة سيئة ، فإن هذا يسئ إليهم وإلى أحفادهم .
وقضايا الحب والعاطفة ينبغي تقييمها بتعقل وإنصاف وسعة نظر

فقد يخيل للإنسان أنه لا يستغني عن هذه الفتاة ، ولا يمكنه العيش بدونها ، وأن فيها من الصفات والمزايا كذا وكذا ، ولو أنه تعقل وتدبر لبان له حجم المبالغة في عاطفته ونظرته

ولهذا ينبغي أن تضع بين يديك موازنة دقيقة تقارن فيها بين حسنات هذه الفتاة وسيئاتها ، ومزايا الارتباط بها وعيوبه

ثم تبني قرارك على وفق ما يترجح من هذه الموازنة ، دون أن تخدع نفسك ، فإنه لا أحد سيتحمل عاقبة هذا الاختيار أكثر منك .

ثانيا :

إذا ترجح لديك خيار الزواج من هذه الفتاة ، فاسع لإقناع أهلك وأخذ موافقتهم ، فإن الأصل وجوب طاعة الوالدين إذا نهيا عن الزواج بفتاة معينة ؛ لأن برهما واجب

والزواج بفتاة بعينها لا يجب ، ولا يستثنى من ذلك إلا حالة الخوف على النفس من الزنا بأن يغلب على الظن أن عدم الزواج من امرأة بعينها قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام معها .

ثالثا :

ينبغي للأهل ألا يعارضوا زواج الابن إذا تبين تعلق قلبه بفتاة معينة ، مع صلاح هذه الفتاة واستقامتها ، فإن الزواج هو خير علاج لهما ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لم يُرَ

للمتحابَّيْن مثل النكاح ) رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري والألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 624 ).

وإذا استحضروا نية الإحسان إلى الفتاة واستنقاذها من أهلها ، فذلك حسن ، لا سيما إذا كانت ستنتقل إلى محل بعيد عنهم ، ولا يتأثر أولادها بالجو الفاسد الذي يحيونه ، فهذا مما يرجح كفة الزواج منها .

رابعا :

لا يخفى أنك أجنبي عن هذه المرأة ، وأنه لا يجوز لك الخلوة بها أو مصافحتها أو النظر إلى محاسنها ، أو الحديث معها عن الحب وما يتصل به

وإن كان قد جرى شيء من ذلك في الماضي فالواجب هو التوبة إلى الله تعالى من ذلك ، كما تجب التوبة من الدراسة المختلطة التي لا تنفك عن شيء من هذه المحرمات ، ولها آثارها السيئة على الفتى والفتاة معا .

ونوصيك باستشارة من تثق فيه من أهل الخير ممن يعرف الفتاة وأهلها ، وصلاة الاستخارة قبل الإقدام على أي خطوة في هذا المضمار ، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار .

نسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشَدا ، وأن يحسن عاقبتك في الأمور كلها .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 14:34   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

طلقها قبل الدخول وتفكر في الرجوع إليه

السؤال

كنت مخطوبة لما يزيد عن العام تقريبا وعملنا عقد النكاح الإسلامي. وقد تم الاتفاق بين جميع الأطراف عند التوقيع على العقد أن العلاقة ستكون خطبة وأننا سنقيم حفل الزواج في نهاية العام

بعد أن أكون قد أكملت دراستي. لكن، وخلال فترة الخطوبة، ظهر شيء من سوء الفهم بين خطيبي وعائلتي. والداي عارضا رؤيتي له وشعرا أنه لا يناسبني. وأنا أقر بأنه كان في بعض الأحيان لا يحترم الآخرين وغير ناضج

لكني مع ذلك أحببته وكنت أختلق أعذارا لتصرفاته. المذكور كان يعيش في مدينة غير التي أعيش فيها، ولذلك فقد كانت علاقتنا علاقة عن بعد، وبدأ سوء الفهم في التراكم شيئا فشيئا.

فأخذ يطالبني بأن أنتقل لأعيش معه على الفور وإلا فإنه سيطلقني. فأخبرته بأننا اتفقنا أن نقيم احتفال العرس أولا، فقال إنه يمكننا إقامته لاحقا، لكن في الوقت الراهن

فإني زوجته وعلي أن أعيش معه. كان الأمر صعبا علي جدا حيث وجدت نفسي مضطرة للاختيار بين عائلتي وخطيبي. أنا لم أكن أراه كزوج حتى ذلك الوقت وكان الأمر مشكلا ومخيبا للآمال.

وأخبرته أني لن أضحي بأهلي. ولذلك فقد أنهى علاقتنا وبعث برسالة إلى إمامنا قائلا إنه طلقني. لقد مضى على إنهاء العلاقة خمسة أشهر تقريبا، لكني رأيته مؤخرا وأصبت بالكآبة مدة تزيد على الأسبوع.

أنا أشعر جدا بالذنب لأني لم أستمع له وأسأل إن كان ينبغي علينا حسب الشريعة الإسلامية أن نتصالح، وما إن كان علي أن أرجع إليه. أنا أخاف أني لن أتمكن أبدا من أن أحب غيره مرة أخرى

وأنه سيكون دائما في مخيلتي. أعلم أننا قد لا نكون مناسبين لبعضنا، لكننا في الوقت نفسه نعرف بعضنا جيدا، وأخذت علاقتنا تصبح حميمة وقوية. أنا لا أعرف حقا كيف أتصرف.

فوالداي يعارضان (علاقتنا) تماما وأعلم أن لموقفهما أسبابا وجيهة

لكني مع ذلك لا أزال أميل إليه وأريد أن أعود إليه مرة أخرى. وإذا لم يكن من المناسب أن نعيد إقامة هذه العلاقة، فهل يمكنني عمل أي شيء فيما يتعلق بما ذكر أعلاه؟


الجواب


الحمد لله

أولا :

إذا تم عقد النكاح فقد صارت المخطوبة زوجة لخاطبها ، لكن لا يلزمها الانتقال إليه إذا كانت اشترطت تأخير الدخول إلى وقت معين ووافق على ذلك الشرط

لقولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ) رواه الترمذي (1352) وأبو داود (3594)

وصححه الألباني في صحيح الترمذي

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ ) رواه البخاري (2721)ومسلم (1418) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

وعليه ؛ فلا إثم عليك في عدم ذهابك إليه ، وقد أخطأ هو بطلبك قبل نهاية السنة التي اتفقتم عليها ، وأخطأ بمحاولته التأثير عليك لتخالفي والديك

وبتسرعه في الطلاق ، وهذا يدل على عدم نضجه ، فلو كان حريصا عليك لانتظر بقية السنة ، وما أسرع انقضاءها .

ثانيا :

إذا طلق الرجل امرأته قبل الدخول بانت منه بمجرد الطلاق ، فلا رجعة له عليها ، ولا عدة عليها ، ولكن لا حرج عليه أن يتقدم إليها مرة أخرى ويتزوجها إن رضيت هي ووافق وليها ، بعقد جديد ومهر جديد .

ثالثا :

إذا كان أهلك لا يريان فيه الشخص المناسب لك ، فإنه ينبغي لك أن تطيعي أهلك ، خاصة وأنت تقرين بأن لهم أسبابا وجيهة في اتخاذهم هذا الموقف . وأما كونك تعلقت به

فهذا أمر طبيعي يقع بين المرأة وزوجها ، وإذا أبدلك الله زوجا آخر فستحبينه إن شاء الله . والزواج حياة ممتدة ، لا تُبنى على العاطفة وحدها

ولهذا كان من حكمة الشريعة أنها اشترطت موافقة ولي المرأة ؛ لأن المرأة ضعيفة تغلبها العاطفة ، فقد تتنازل عن حقوقها ، وقد ترضى بمن أُعجبت به ولو كان غير مناسب لها

فكوني مع رغبة والديك فإنهما أبعد منك نظرا ورأيا ، ولا تضغطي عليهما للموافقة على هذا الرجل في حال تقدمه لك مرة أخرى .

رابعا :

لا يخفى عليك أنه يشترط لصحة النكاح موافقة ولي المرأة ، فلن يصح لك الزواج من هذا الرجل مرة أخرى إلا بموافقة والدك ، كما أنك الآن أجنبية عن هذا الرجل تماما

فلا مجال لإقامة علاقة معه ؛ لأنك لم تعودي زوجة له الآن .

وينبغي أن تنشغلي بما ينفعك ، وأن لا تفكري فيما مضى ، حتى يرزقك الله الزوج الصالح ، وألا تقدمي على الزواج من أحد إلا بعد السؤال عنه ، والاطمئنان على دينه وخلقه

وأن يكون لك فيما مضى درس وعبرة ، وأن تحمدي الله أن تعرفت على عيوب هذا الزوج قبل الدخول والانتقال إليه .
نسأل الله لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

: اللقاء الشهري 17









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 14:36   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف يفعل من ابتلي بالنظر إلى النساء؟

السؤال

أعاني كثيراً من النظر إلى النساء المتبرجات ، وفي كثير من الأوقات لا أستطيع أن أتغلب على نفسي وأصرف بصري ، فأرجو النصيحة ، ماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله

"من أصابه جرح مسموم فعليه بما يخرج السم ، ويبرئ الجرح ، بالترياق والمرهم ، وذلك بأمور

منها: أن يتزوج ,

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا نظر أحدكم إلى محاسن امرأة فليأت أهله فإنما معها مثل ما معها) . وهذا مما ينقص الشهوة ويضعف العشق .

الثاني : أن يداوم على الصلوات الخمس والدعاء والتضرع وقت السحر

وتكون صلاته بحضور قلب وخشوع ، وليكثر من الدعاء بقوله

: (يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك) . (يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك وطاعة رسولك) ,

فإنه متى أدمن الدعاء والتضرع لله صرف قلبه عن ذلك ، كما قال تعالى : (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) يوسف/24"

انتهى من "الفتاوى الكبرى" (3/77)

لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

الثالث : أن يبعد نفسه عن الأماكن التي توجد بها نساء متبرجات ، وعن القنوات وغيرها مما تعرض الصور التي تؤثر في القلب وتضعفه .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 14:41   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شباب وفتيات يقومون بأعمال الخير فهل يجوز اللقاء بينهم لتنظيم العمل؟

السؤال

مجموعة من الشباب من الجنسين يقومون بالأعمال الخيرية مثل زيارة الأيتام والمرضى وإطعام الفقراء .... ويكون التعامل المباشر بينهم في حدود تنظيم العمل الخيري .

فهل يجوز اللقاء بينهم في هذه الأعمال ؟


الجواب


الحمد لله

القيام بالأعمال الخيرية ، من زيارة الأيتام والمرضى وإطعام الفقراء ، أمر عظيم دعت إليه الشريعة ، ورغبت فيه ، ورتبت عليه ثوابا جزيلا ، وأجرا كبيرا

قال تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا *

فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) الإنسان/8- 12.

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا ) رواه البخاري (5304) ومسلم (2983) .

وروى أحمد (7260) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ ، فَقَالَ لَهُ : ( إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ

وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ ) والحديث حسنه الحافظ في الفتح (11/151) ، والألباني في صحيح الجامع برقم (1410) .

وروى مسلم (2568) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ ؟

قَالَ جَنَاهَا) أي : ثمارها ، قال النووي رحمه الله : "أي يؤول به ذلك إلى الجنة ، واجتناء ثمارها".

وروى الترمذي (969) عن عَلِيٌّ رضي الله عنه قال

: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ

وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي . والخريف هو البستان .

إلى غير ذلك من النصوص المشهورة في فضل هذه الأعمال .

ولا حرج على المرأة أن تباشر هذه الأعمال ، فتحسن إلى الأيتام ، وتطعم الفقراء ، وتزور المريضات من النساء ، ما دامت متمسكة بما أمر الله تعالى من الحجاب والستر وعدم الاختلاط بالرجال

بل هذا مستحب مندوب في حقها .

ولا شك أن للمرأة دورا عظيما في هذا المجال ، فإنها تستطيع التعرف على الأسر الفقيرة ، وإيصال المساعدات إليها ، والتعاون مع أخواتها المسلمات وتشجيعهن على البذل والعطاء في هذا المجال

لكن لا مسوغ ولا مبرر لمقابلتها الرجال الأجانب ، بحجة تنظيم العمل الخيري ، أو مباشرته ، بل يكفيها أن تعمل مع مثيلاتها من النساء ، وأن يعمل الرجل مع الرجال ، سدا للذريعة ، ومنعا لحدوث الفتنة بها أو لها .

وإن لزم الأمر في تعاون الرجال مع النساء في هذا المجال ، فليكن عبر زوجات هؤلاء الرجال أو بعضهن ، فيقمن بالاتصال بالنساء وتنظيم العمل معهن .

وإذا كان هؤلاء الشباب غير متزوجين ، فالفتنة هنا أعظم ، والخطر أكبر ، وهو من "خطوات الشيطان" التي حذرنا الله منها

كما قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي

مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/21

ولا شك أن لقاء الشاب بالشابة أو الرجل بالمرأة ، ولو بحجة تنظيم العمل الخيري ، هو من خطوات الشيطان ، التي قد تجر إلى ما هو أكبر وأعظم .

وقد حدث بسبب ذلك من القصص والمآسي الكثير والكثير ، والعاقل من يعتبر بغيره ، لا من يكون عبرة لغيره .

فعلى هؤلاء أن يتقوا الله تعالى ، وأن لا يخلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً ، وأن يبتعدوا عن أسباب الفتنة والانحراف ، وأن يحذروا من مكر الشيطان وتلبيسه .

نسأل الله أن يعيذنا جميعا من فتنة القول والعمل .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 14:49   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اهتدى حديثاً ويسخر منه أهله وأصدقاؤه ، فكيف يتصرف ؟

السؤال

لقد كنت من المسرفين في الذنوب والمعاصي ، وكان أهون شيء عندي فعل المعصية ، كنت من المتعاطين للمخدرات ( الحشيش ، الحبوب الكبتاجون ، الخمر ) كنت ممن يزنون ، من الله عليَّ فتزوجت

وقبل الزواج تبت من معصية الزنا ، ولله الحمد ، بقي معي تعاطي المخدرات ، وكان سببها الصحبة الفاسدة ، وفي يوم من الأيام توفي لي ابن عم يقربني سنّاً ، ولكن لم يتزوج

ففكرت في حالي وأنه أصغر مني قد توفي ، وكنا في نفس المعصية تعاطي المخدرات ، فمنَّ الله عليَّ بالهداية ، وتركت كل شيء ، حتى الدش - يا شيخ - كسرته

وتغيرت حياتي 180 درجة ، أصبحت : أتصدق ، أصلي ، أدعو للخير ، أوزع أشرطة ، كتيبات ، مطويات ، أحضر محاضرات ، آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر . المشكلة : واجهت كثيراً من الانتقادات

أولها من الأهل - الوالدة والأخوات - بأنني متشدد ، متزمت ، يريدون أن يسمعوا الأغاني ، وينظروا إلى المسلسلات ، وإذا نصحتهم وقلت لهم هذه حرام ما يجوز يردون علي : " لماذا شرع الاستغفار ؟

إذا لا تريد تسمع أغاني وتتفرج على التلفزيون اطلع نحن نريد نتفرج ونسمع " ، ونفس المشكلة تحصل معي في العمل ، طلعت مرة ، ومرتين ، زوجتي تقعد معهم

وإذا خرجت أخذتها معي ، ويطلبون مني أني أخليها تجلس معهم ، وأنا أرفض ، وزوجتي تستحي من الأهل ، وتخاف يصير مشاكل

وإذا تركتها تجلس معهم تقوم تجلس بعيده عن التلفزيون تجلس لحالها وأحيانا أسمع دعوة من الوالدة تقول : " ليت الله ما هداك

آذيتنا !" أعوذ بالله مشكلتي في العمل / أنا أعمل في القطاع العسكري ، أصحابي كلهم من الصحبة السيئة ، الملتزمون 3 فقط ، الملتحون 6 ، ممن يتغاضون عن أشياء كثيرة

وأن هذا ليس من الدين في شيء ، والبقية منهم يشرب الحشيش ويستخدم المخدرات ، ومن يغازل النساء ، طبعاً الغالبية مدخنون . يا شيخ اتفقوا على الإساءة إليّ

فلا أدخل في مجلس إلا يذكروني بالماضي ، ويستهزئون بالملتحين ، ويسبونهم ، وينعتونهم بـ " الكذابين " و " الإرهابيين " ، وأنا تصيبني الغيرة ، وأقول لهم : أنتم تسبون إخوانكم ، يعني : مسلمين

ما يجوز ، حرام تستهزئون باللحية لأنها سنة . يا شيخ أساؤوا لسمعتي ، في أغلب المجالس يكثر الانتقادات على الملتحين ، ولا يذكرونهم بخير . يا شيخ أحس أني أجرمت في حق إخواني الملتزمين

هل معنى هذا أن التزامي بالشريعة وإطلاق اللحية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الزمان : أصبح جريمة لا بد أدفع ثمنها

أو أصير منحرفا مثلهم ؟

يا شيخ حتى مديري يقول : أنتم الملتحون حاطكم تحت المجهر ، والله أي غلطة ما أغفرها لكم . عملت بعض الحلول : أولاً : قدمت نقل من نفس الإدارة لإدارة أخرى

ولكنها ستطول قليلاً . ثانياً : كل من أساء الأدب بقول أو فعل قطعت علاقتي معه نهائيّاً ، وهذا حد من المشكلة كثيراً جدّاً ، ولكنه لا يعجبني

فقد أصبح الناس تحذر من التعامل معي والخوف من أن يغلطوا عليَّ ، فأصبحوا ينفرون منِّي ، وينفِّرون الناس . أرجو من فضيلتكم أن تجدوا لي الحل المناسب ؛ لأني والله تعبت نفسيّاً .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

هنيئا لك هذه التوبة ، يا عبد الله ، وهنيئا لك رجوعك إلى ربك

وحمدا لله على سلامتك من طريق الضلال والغواية

ورجوعك إلى طريق الإنابة والهداية ، زادك الله هدى ، وبرا وتقى ، وثبتك على صراطه المستقيم ، إلى أن تلقاه على خير ما يحب ويرضى !!

واعلم أخي الفاضل أن الشيطان لن يستسلم بعد توبتك بسهولة

ولن يدعك لحال سبيلك ؛ لأنك كنت من جنوده ، وخرجت من غير إذنه ولا رضاه ! فصرت من جنود الرحمن ، وكنت في عصابة أوليائه ، وانتقلت إلى طائفة أعدائه

فمنَّ الله عليك بالهداية ، وغظتَه وكبتَّه ، فمن المنطقي أن يحاول ـ بكل الوسائل ـ أن يعود بك إلى سابق عهدك ، فعليك بالمثابرة ، والثبات ، والصحبة الخيرة الصالحة التي تعينك على الحق .

ونسأل الله أن يتقبل منك غيرتك على الدين ، وأمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر ، وحب هداية الناس .

ثانياً:

اعلم أخي الفاضل أنه ينبغي النظر إلى قضيتك باعتبارين :

الأول : كونك تائباً مهتدياً .

والثاني : كونك داعياً إلى الله .

1. أما الاعتبار الأول :

فالوصية لك فيه : الصبر على الأذى ، والتحمل للسفاهة ، مع جواز استعمال الشدَّة إذا لزم الأمر ، وذلك إذا تعلَّق الاستهزاء بالدين ، وقدرت على منعه وإيقافه .

والشيطان له جنود يرسلهم للكيد والمكر وصد الناس عن الدين ، وهؤلاء الجنود ليسوا من الجن كلهم ، بل له جنود كذلك من الإنس ، وهم الذين يقومون بمهامه في صرف الناس عن الطاعة

ودفعهم لفعل المعاصي ، قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) الأنعام/ 112 .

وقد طمأنك ربك تعالى ، وبشرك بالثواب الجزيل يوم القيامة إن صبرت على أذى هؤلاء السفها

في الدنيا ، وذلك بالرفعة في الدرجات يوم القيامة ، وقد توعدهم ربنا تعالى بالعقوبة البالغة إن هم ماتوا على سفهاتهم واستهزائهم بالمؤمنين .

قال تعالى : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) البقرة/ 212 .

وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ . وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ .

فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ . عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ . هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المطففين/ 29 – 36 .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

يُخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين ، أي : يستهزئون بهم ويحتقرونهم ، وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم ، أي : محتقرين لهم .

( وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ) أي : إذا انقلب ، أي : رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم ، انقلبوا إليها فاكهين

أي : مهما طلبوا وجدوا ، ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم ، بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحتقرونهم ويحسدونهم .

( وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّون ) أي : لكونهم على غير دينهم .

قال الله تعالى : ( وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِين ) أي : وما بُعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر من أعمالهم وأقوالهم ، ولا كلفوا بهم ، فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم

كما قال تعالى : ( قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ . إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ . فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ .

إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ) المؤمنون/ 108 – 111 .

ولهذا قال هاهنا : ( فَالْيَوْمَ ) يعني : يوم القيامة .

( الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) أي : في مقابلة ما ضحك بهم أولئك .

( عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ ) أي : إلى الله عز وجل ، في مقابلة من زعم فيهم أنهم ضالون ، ليسوا بضالين ، بل هم من أولياء الله المقربين ، ينظرون إلى ربهم في دار كرامته .

وقوله : ( هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ؟ أي : هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقص أم لا ؟ يعني : قد جوزوا أوفر الجزاء ، وأتمه ، وأكمله .

" تفسير ابن كثير " ( 8 / 353 ، 354 ) .

فاصبر أخي الفاضل واحتسب الأجر على سفاهة هؤلاء ، وداوم على تذكيرهم بحكم فعلهم ، وأنهم إن تعرضوا للدين باستهزاء وسخرية فقد خرجوا من ملة الإسلام

ولحقوا بإخوانهم من الكفار والمجرمين ، الذين سبق ذكر حالهم في الآيات السابقة .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 14:50   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


2. وأما الاعتبار الثاني :

فالوصية فيه أن تسلك الطرق المناسبة لعلاج هؤلاء المرضى ، فأنت بهذه الاعتبار لست رجلاً عرف الطريق فسلكه ، بل أنت الآن داعية إلى الله ، تريد أن تعبر بهؤلاء بحر الظلمات ليصلوا إلى بر الأمان والسلامة

فالوصية لك أن تزيد من العلم الشرعي ، والطاعات التي تقربك لخالقك عز وجل

وأن تكون حكيماً في تبليغ رسالة رب العالمين لهؤلاء المرضى ، والحكمة هي وضع الشيء في مكانه المناسب ، فالأصل في التعامل معهم الرفق واللين ، ولا مانع من استعمال الشدة مع بعضهم إن رأيت أن ذلك يردعه .

قال الله تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) آل عمران/ 159 .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :

فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين تجذب الناس إلى دين الله ، وترغبهم فيه ، مع ما لصاحبه من المدح ، والثواب الخاص

والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين ، وتبغضهم إليه ، مع ما لصاحبها من الذم ، والعقاب الخاص ، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول ، فكيف بغيره ؟! .

أليس من أوجب الواجبات ، وأهم المهمات ، الاقتداء بأخلاقه الكريمة ، ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم ، من اللين ، وحسن الخلق ، والتأليف ، امتثالاً لأمر الله ، وجذباً لعباد الله ، لدين الله .

ثم أَمَرَه الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم ، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله ، فيجمع بين العفو والإحسان .

" تفسير السعدي " ( ص 154 )

وانظر : " تفسير الطبري " ( 7 / 341 ) .

وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ! قَالَتْ عَائِشَةُ : فَفَهِمْتُهَا

فَقُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ ، قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ

فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ .

رواه البخاري ( 5678 ) ومسلم ( 2165 ) .

قال النووي – رحمه الله - :

هذا مِن عظيم خلُقه صلى الله عليه وسلم ، وكمال حلمه ، وفيه : حث على الرفق ، والصبر ، والحلم ، وملاطفة الناس ، ما لم تدع حاجة إلى المخاشنة .

" شرح النووي على مسلم " ( 14 / 145 ) .

وقال الشوكاني – رحمه الله - :

في الحديث استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين ، إذا لم يترتب عليهم مفسدة .

" نيل الأوطار " ( 8 / 146 ) .

ثالثاً:

وبخصوص أهلك :

عليك أن تصبر على أذاهم ، وتداوم النصح والتذكير ، ولا تيأس من ذلك ، واحرص أشد الحرص على هدايتهم ، ونوِّع في الأساليب ، وتلطف معهم

ولا ترخ الحبل لزوجتك إذا كان في جلوسها مع أهلك معاصٍ أو منكرات

إلا أن تكون تستطيع تغييرها ، ولا ينبغي أن يدفعها خجلها منهم إلى أن تُغضب ربها بسماع أو مشاهدة المحرَّمات ، كما أن عليها مسئولية كبيرة في الوقوف مع زوجها ، ونصرته ، وتثبيته على الهداية والطاعة .

ونأسف لقول والدتك تلك المقولة الشنيعة ، ولا ندري كيف قالتها ولعلها لا تعلم ما فعله بعض أصحاب المخدرات مع أمهاتهم وأخواتهم ! ولا تدري ما فعلوه في إفساد الأسر ، والمجتمعات

ولا تدري كم تبذل الأسر من مال ووقت وجهد حتى يصلح الله ولداً من أولادها يتعاطى المخدرات والمسكرات ؛ لما رأوه من الأذى والضرر والشر منه .

وبخصوص عملك :

فإن رأينا أنك أحسنت في طلبك النقل إلى مكان آخر خير منه ، وخاصة أنك في أول طريق الهداية والتوبة ، وتحتاج لصحبة صالحة تدلك على الخير ، وتحثك على فعله ، وتحذرك من الشر ، وتحثك على تركه .

ونعيد أن الأصل في التعامل هو الرفق واللين مع أهلك ، وزملاء العمل ، وغيرهم ، ولا مانع من المخاشنة والشدة مع من يستحقها ، إن رأيت في ذلك مصلحة لكف لسانه عن الدين والاستهزاء به .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-03, 16:00   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هجرت صاحباتها فأثَّر ذلك على دينها ، وصايا ونصائح


السؤال

عندي مشكلة ، لا أستطيع أن أتخذ فيها قراراً ، لكن القرار لا بدَّ أن يكون خلال هذه الأيام ، لدي صحبة ، أحسبها والله حسيبها أنها صالحة

أنا فتاة عمري 22 سنة ، منذ 4 سنوات ماضية تعرفت عليهن منذ دخول الجامعة ، نتعاون على الخير ، حفظنا سوية 15 جزءاً من كتاب الله ، حررنا مجلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من رائعة

وقفن معي في وجه عاصفة رهيبة شنها عليَّ المحيط بأجمعه في الجامعة التي نحن فيها ، لدينا حلقة يومية نتدارس فيها كتاب الله !! لكن المشكلة هي أني لم أعد أطيقهن

أشعر أنهن أمامي بوجه ، ومن خلفي بوجه آخر ، بعض المواقف السخيفة ولَّدت هذه الأفكار لدي ، منعت اتصالي بهن ، أو لقاءهن ، واعتذرت لهن عن ذلك ، جعلت حديثنا على البريد فقط

بكلمات بسيطة : كيف الحال ، الحمد لله ، انتهى ، أما الحفظ ، والذكر ، والمشاريع الباقية : كلها أوقفتها ، كرهتهن بمعنى الكلمة - والله - إلى الآن لم أكمل حفظي ، وعندي فتور رهيب في العبادة

ولا قيام ، ولا صيام ، ولا أدري أهو شيطان حل بداخلي أم ماذا ؟

هنَّ يردن الآن أن نقر ما الذي أريده لأني قررت أن أنعزل عن البشر كلهم ، أصبحت حقودة ، حسودة ، قلبي أشد سواداً من الليل ، وكله لأني أشعر أن صحبتي هذه فيهن قليل من التعلق المنبوذ بالدنيا

مظاهر ، وما إلى ذلك من أشياء البنات ، ماذا أفعل ؟ حتى رسائل التذكير منهن تحديداً لا أقبلها ، والله أني أمسحها من قبل أن أقرأها ! . أخشى أن أقول لهن إني سأتركهن للأبد فأنكت سواداً في قلوبهن

لأنهن جعلنني قدوة ، بعضهن يحلف بالله أن لولا الله ثم أنا ما كنّ يؤدين الصلاة بالمرة ، وصلاة الليل ، وإفطار يوم وصيام يوم ، والحفظ ، والتسميع ، والجوال لإيقاظ بعضنا لصلاة الفجر ، والقيام

لكن قلبي أصبح يكرههن كرهاً حقيقيّاً ، أعلم أنه من الشيطان ، لكن والله ما قدرت أدفعه ، كيف أعيش معهم ، أضغط على نفسي ، وأترك مشاريع العزلة ، وأعود ، رسائلهن قتلتني من شدة الإلحاح علي بالعودة

ويسألنني بالله أن أرد ، حتى دراستي أشعر أنهن أثَّرن عليَّ ، وأي مصيبة تصيبني أقول : هذا عذاب من ربي ؛ لأني فعلت لفلانة كذا ، ما أبغي أحس أن ربي يفضل أحداً عليَّ ، ليس في الدنيا ، لكن في كل شيء

أظن عذابي أشد من عذاب الرسل ؛ لأن الرسول يعلم يقيناً أن الله يحبه ، وأن الله معه ، أما أنا : أخشى أن عذاب ربي قد حلَّ بي ، لأي سبب ؟

لا أعرفه ، أعتزلهن أم أعود ؟ ماذا أقول لهن ؟

من يقع في مشكلة يراها كبيرة ولا يعلم أين المخرج ، أرشدني بخبرتك لأني سأتوكل على ربي ، ثم سآخذ مشورتك . جزيت الجنة .


الجواب

الحمد لله


أولاً:

لا شك أن ما تشعرين به – يا أمة الله – تجاه أخواتك إنما هو بسبب الشيطان ، ومكره ، وكيده ، ولم يحدث من هؤلاء الأخوات ـ على حسب ما جاء في رسالتك

ما يجيز لك تلك التصرفات معهنَّ ، بل لو وقع منهم بعض الخطأ أو التقصير والذنب ، فكل الناس كذلك ، ومن ذا الذي ما ساء قط ؟!!

وهو يدل على أن الأمر محض مكيدة من الشيطان ليوقعك فيما وصل حالك إليه ، ونأسف أنه نجح في هذا ، فبغَّض إليك تلك الصحبة ، فحصل الفتور في الطاعة والعبادة .

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/ 21 .

واعلمي أن من خطوات الشيطان التي يسلكها مع الطائعين ربهم تعالى :

1. التحريش بين المسلمين ، وبالأخص بين الصحبة الصالحة .

عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ ) رواه مسلم (2812)

قال النووي – رحمه الله - :

هذا الحديث من معجزات النبوة ، ... ، ومعناه : أيس أن يعبده أهل جزيرة العرب ، ولكنه سعى في التحريش بينهم ، بالخصومات ، والشحناء ، والحروب ، والفتن ، ونحوها .

" شرح مسلم " ( 17 / 156 ) .

2. أن يبغض إليهم الصحبة الصالحة ، ويحبب إليهم العزلة الضارَّة .

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ ) .

رواه أبو داود ( 547 ) والنسائي ( 847 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود " .

وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ وَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ) .

القاصية : المنفردة عن القطيع البعيدة عنه

رواه أحمد ( 22029 ) ، وحسَّنه محققو المسند .

قال المناوي – رحمه الله - :

( إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم ) أي : مُفسد للإنسان ، أي : بإغوائه ، ومُهلك له ، كذئب أرسل في قطع من الغنم .

( يأخذ الشاة القاصية ) أي : البعيدة عن صواحباتها ، ... وهو تمثيل ، مثَّل حالة مفارقة الجماعة ، واعتزاله عنهم ، ثم تسلط الشيطان عليه : بحالة شاة شاذة عن الغنم

ثم افتراس الذئب إياها بسبب انقطاعها ، ووصف الشاة بصفات ثلاث : فالشاذة هي النافرة ، والقاصية هي التي قصدت البعد لا عن تنفير

( والناحية ) بحاء مهملة التي غفل عنها ، وبقيت في جانبٍ منها ؛ فإن الناحية هي التي صارت من ناحية الأرض .

ولما انتهى التمثيل حذَّر فقال : ( وإياكم والشعاب ) أي : احذروا التفرق ، والاختلاف
.
( وعليكم بالجماعة ) تقرير بعد تقرير ، وتأكيد بعد تأكيد ، أي : الزموها ، وكونوا مع السواد الأعظم ؛ فان من شذَّ شذَّ إلى النار .

( والعامة ) أي : السواد الأعظم من المؤمنين .

( والمسجد ) أي : لزومه ؛ فإنه مجمع الأخيار ، وموطن الأبرار ، وأحب البقاع إلى الله تعالى ، ومنه ينفر الشيطان .

" فيض القدير " ( 2 / 350 ) .

فاحرصي على إغلاق الطريقين أمام الشيطان ، ولا تفتحي على نفسك أبواباً من الشر ، ولم يصبك الفتور ، وقلة العزم على الطاعة إلا بعد أن تمكن الشيطان من السير بك على الطرق التي أرادها لك

ولعلَّ نظرة لحالك الآن مع مقارنة بحالك من قبل أن يتبين لك أن الأمر مكيدة ومكر من الشيطان ، فاحذري

وتنبهي .

والصحبة الصالحة من أعظم ما يثبت المسلم على دينه ، فاجتهدي في إقامتها على شرع الله تعالى .

عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ .
رواه البخاري ( 467 ) ومسلم ( 2585 ) .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " عليكَ بإخوان الصدق ؛ فإنهم زينة في الرخاء ، وعدة في البلاء " .

واحرصي على الطاعات والأعمال الصالحة ، فهي خير زادٍ للثبات

كما قال تعالى : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) إبراهيم/ 27

وقال عزَّ وجل : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً ) النساء/ 66 .

واحرصي على المداومة على الدعاء ، والتضرع إلى الله تعالى أن يثبتك على دينه ، وأن يزيدكِ هدى وتوفيقاً وصلاحاً ، فهكذا كان حال المؤمنين ، كما حكى الله تعالى عن حالهم

في قوله سبحانه وتعالى : ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) آل عمران/ 8 .

عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : ( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ) .

رواه الترمذي ( 2140 ) وابن ماجه ( 3834 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

ولإصلاح ما بينكِ وبينهم لا يحتاج الأمر لكثير عناء ، فأرجعي تلك العلاقة الطيبة بالرد على رسائلهنَّ ، ومكالماتهنَّ ، وأخبريهنَّ أنكِ مررتِ بظروفٍ خاصة

ولا داعي لذِكر تفصيلاتها ، ويكفي أن تكون درساً لكِ لمستقبل الأيام .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-03, 16:01   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانياً:

احذري أشد الحذر من العزلة والانفراد ، فهما بداية الانحدار والسقوط للهاوية

ولو كانت عزلتك عزلة عبادة وطاعة لكان لها وجه من الشرع ، أما تلك العزلة التي تؤدي إلى الفتور : فهي عزلة محرَّمة ، وتصير خلطتك مع صاحباتك واجبة ، فتنبهي لهذا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

وأما قوله " هل الأفضل للسالك العزلة أو الخلطة " : فهذه المسألة وإن كان الناس يتنازعون فيها إمَّا نزاعاً كليّاً ، وإمَّا حاليّاً ، فحقيقة الأمر : أن الخلطة تارة تكون واجبة

أو مستحبة ، والشخص الواحد قد يكون مأموراً بالمخالطة تارة ، وبالإنفراد تارة ، وجماع ذلك

: أن المخالطة إن كان فيها تعاون على البر والتقوى : فهي مأمور بها

وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان : فهي منهي عنها ، فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء ونحو ذلك :

هو مما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الاختلاط بهم في الحج ، وفي غزو الكفار ، والخوارج المارقين ، وإن كان أئمَّة ذلك فجاراً ، وإن كان في تلك الجماعات فجَّارٌ .

وكذلك الاجتماع الذي يزداد العبد به إيمانا : إما لانتفاعه به ، وإما لنفعه له ، ونحو ذلك .

ولا بد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه ، وذكره ، وصلاته ، وتفكره ، ومحاسبة نفسه ، وإصلاح قلبه ، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره

فهذه يحتاج فيها إلى إنفراده بنفسه ، إما في بيته - كما قال طاووس " نِعْم صومعة الرجل بيته ، يكف فيها بصره ولسانه " - وإما في غير بيته .

فاختيار المخالطة مطلقا : خطأ ، واختيار الانفراد مطلقا : خطأ ، وأما مقدار ما يحتاج إليه كل إنسان من هذا ، وهذا ، وما هو الأصلح له في كل حال : فهذا يحتاج إلى نظر خاص - كما تقدم - .

" مجموع الفتاوى " ( 10 / 425 ، 426 ) .

ولتعلمي ـ يا أمة الله ـ أن البلايا التي نزلت بقلبك : من الحقد والحسد ، هي كلها ، مع حالك هذه حلقة واحدة ؛ فإن من ثواب الحسنة : الحسنة بعدها ، ومن عقاب السيئة : السيئة بعدها
.
لو كنت عاقلة للأمر كما ينبغي لعلمت أن الله تعالى أعلم بخلقه ، ورفع بعضهم فوق بعض درجات ، بعلمه في خلقه سبحانه ، وحكمته التي أرادها لهم :

قال الله تعالى : ( انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (الاسراء:21)

وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) (الأنعام :53)

. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله

: " أي: هذا من ابتلاء الله لعباده، حيث جعل بعضهم غنيا؛ وبعضهم فقيرا، وبعضهم شريفا، وبعضهم وضيعا، فإذا مَنَّ الله بالإيمان على الفقير أو الوضيع؛. كان ذلك محل محنة للغني والشريف

فإن كان قصده الحق واتباعه، آمن وأسلم، ولم يمنعه من ذلك مشاركه الذي يراه دونه بالغنى أو الشرف، وإن لم يكن صادقا في طلب الحق، كانت هذه عقبة ترده عن اتباع الحق

وقالوا محتقرين لمن يرونهم دونهم: أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ؛ فمنعهم هذا من اتباع الحق ، لعدم زكائهم .

قال الله مجيبا لكلامهم المتضمن الاعتراض على الله في هداية هؤلاء، وعدم هدايتهم هم. أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ الذين يعرفون النعمة، ويقرون بها، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح،

فيضع فضله ومنته عليهم، دون من ليس بشاكر، فإن الله تعالى حكيم

لا يضع فضله عند من ليس له بأهل، وهؤلاء المعترضون بهذا الوصف، بخلاف من مَنَّ الله عليهم بالإيمان، من الفقراء وغيرهم فإنهم هم الشاكرون. "

تفسير السعدي (258) .

لقد كان الواجب عليك ـ يا أمة الله ـ أن تسارعي في فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وأن تسبقي الناس إلى ذلك

كما قال رب العالمين : ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) المائدة /48 .

قال الحسن البصري رحمه الله :

" نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره " .

وأما أن تقعدي عن الخيرات ، وتشغلي قلبك بالأمراض ، ونفسك بالسوآت ، فليس هذا من فعل العقلاء في شيء .
نسأل الله تعالى أن يهديك لما يحب ويرضى ، وأن يصلح بالك وحالك

وأن يثبت قلبك على الإيمان والطاعة ، ونرجو أن تعملي بما ذكرنا لك من الرجوع عن مقاطعتك لأخواتك ، ومن الحرص على تلك الصحبة الطيبة

ومن إبعاد كيد الشيطان ووسوسته عنك ، ونرجو الله أن يوفقك للعمل بذلك .

والله أعلم









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc