باب ما جاء من التَّغليظ فيمَن عبد الله عند قبر رجلٍ صالحٍ، فكيف إذا عبده؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

باب ما جاء من التَّغليظ فيمَن عبد الله عند قبر رجلٍ صالحٍ، فكيف إذا عبده؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-08-14, 12:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي باب ما جاء من التَّغليظ فيمَن عبد الله عند قبر رجلٍ صالحٍ، فكيف إذا عبده؟

في الصحيح عن عائشة: أن أم سلمة ذكرت لرسول الله ﷺ كنيسةً رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجلُ الصالحُ أو العبدُ الصالحُ بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة.

فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التَّماثيل.

ولهما عنها قالت: لما نزل برسول الله ﷺ طفق يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنَّصارى، اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد يُحذِّر ما صنعوا، ولولا ذلك أُبرز قبره، غير أنه خشي أن يُتَّخذ مسجدًا. أخرجاه.

ولمسلم عن جندب بن عبدالله قال: سمعتُ النبيَّ ﷺ قبل أن يموت بخمسٍ وهو يقول: إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإنَّ الله قد اتَّخذني خليلًا كما اتَّخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنتُ متَّخذًا من أمتي خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكر خليلًا، ألا وإنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتَّخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك.

فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن وهو في السياق مَن فعله.

والصلاة عندها من ذلك وإن لم يُبْنَ مسجد، وهو معنى قولها: "خشي أن يُتَّخذ مسجدًا"، فإنَّ الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدًا، وكل موضعٍ قُصدت الصلاة فيه فقد اتُّخذ مسجدًا، بل كل موضعٍ يُصلَّى فيه يُسمَّى: مسجدًا، كما قال ﷺ: جُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا.

ولأحمد بسندٍ جيدٍ عن ابن مسعودٍ  مرفوعًا: إنَّ من شرار الناس مَن تُدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتَّخذون القبور مساجد، ورواه أبو حاتم في "صحيحه".









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-08-14, 12:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيخ: يقول رحمه الله في كتاب التوحيد: "باب ما جاء من التَّغليظ فيمَن عبد الله عند قبر رجلٍ صالحٍ، فكيف إذا عبده؟!" يعني: إذا كانت الأدلةُ الشرعية جاءت بالتَّحذير من التَّعبد عند قبور الصالحين، فكيف إذا وقعت العبادةُ لهم؟! يكون الشرك الأكبر، فالأول تحذير من الوسائل، والثاني هو الغاية، فالرسول ﷺ حذَّر من اتّخاذ القبور مساجد يُبنى عليها؛ لأنها وسيلة إلى الشرك، كما قد وقع في قوم نوح لما عظَّموا ودًّا وسواعًا .. إلى آخره عبدوهم من دون الله، فإذا كانت القبور إذا اتُّخذت مساجد أو بُني عليها وسيلة للشرك ملعون مَن فعل ذلك، فكيف بمن فعل الغاية وهي الشرك؛ يكون إثمه أعظم وأكبر، ويكون بذلك قد خرج من الإسلام.
فالبناء على القبور واتّخاذها مساجد وسيلة، وعبادتها من دون الله ودعوتها والاستغاثة بها هذا هو الغاية، هذا هو الشرك الأكبر، فالمؤلف يُنبه بهذا التَّحذير من اتّخاذ القبور مساجد، ولعن مَن فعل ذلك إنما هو لأنها وسيلة إلى غايةٍ هي الشرك الأكبر.
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين: أن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت للنبي ﷺ كنيسةً رأتها بأرض الحبشة، كانت أم سلمة فيمَن هاجر إلى الحبشة، لما هاجر جماعةٌ من المسلمين من مكة إلى الحبشة كانت مع أبي سلمة ممن هاجر إلى الحبشة، رأت كنيسةً هناك -والكنيسة: معبد النصارى- وما فيها من الصور، فقال الرسول ﷺ:*أولئك*يعني: أولئك المشركون النصارى*إذا مات فيهم الرجلُ الصالحُ بنوا على قبره مسجدًا، مات فيهم نبيٌّ أو عبدٌ صالحٌ بنوا على قبره مسجدًا،*وصوَّروا فيه تلك الصور*يعني: صوَّروا صورة المقبور وصورًا أخرى في الكنيسة حتى وقع فيهم الشركُ، حتى عُبدت القبور من دون الله، وعُبد الأنبياء والصَّالحون من دون الله، قال في حقِّهم:*أولئك شرار الخلق عند الله*يعني: أولئك القوم هم شرار الخلق عند الله بهذا العمل؛ باتِّخاذهم القبور مساجد، واتّخاذ الصور عليها؛ صور زيد وعمرو، مثلما صوَّر قومُ نوح ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرا، ثم وقع الشركُ.
قالت عائشةُ رضي الله عنها: أن النبي ﷺ كان في مرض موته مع شدة المرض يقول عند شدة المرض وهو يكشف الغطاء عن وجهه ويقول:*اشتدَّ غضبُ الله على قومٍ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد،*لعن الله اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد*يُحذِّر ما صنعوا وهو في حال شدة المرض، المرض الذي مات فيه عليه الصلاة والسلام.
لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت عائشة: يُحذر ما صنعوا، قالت: ولولا ذلك -لولا تغليظه في اتِّخاذ القبور مساجد- لأُبرز قبره في البقيع، لكنه خشي أن يتّخذ مسجدًا. يعني: خشي الصحابةُ**إذا أبرزوه أن يُصلَّى عنده ويُتَّخذ مسجدًا، فدفنوه في بيت عائشة، وقد حيل بينه وبين الناس، ثم دفنوا معه الصديق أبا بكر، ثم عمر في حجرة عائشة، في بيتها.
فالثلاثة في بيت عائشة خارج المسجد، ثم لما وسع المسجد في عهد الوليد بن عبدالملك أُدخلت الحجر وما حول المسجد في التوسعة، ودخل بيت عائشة وفيه القبور في التوسعة، ولم يُدفن في المسجد عليه الصلاة والسلام، إنما دُفن في بيت عائشة، فضُعفاء العلم وضُعفاء البصيرة يحتجون بوجود قبر النبي في المسجد أنَّ هذا أمر مشروع، وأن القبور تُجعل في المساجد، وهذا جهل كبير، الرسول صرح بالنَّهي عن هذا، قال:*لعن الله اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقال في حقِّهم:*أولئك إذا مات فيهم الرجلُ الصالحُ بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله، وقال:*ألا وإن مَن كان قبلكم*في حديث جندب:*ألا وإنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتَّخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك، حديث جندب، وحديث عائشة، وحديث أم سلمة، وأحاديث أخرى كلها تدل على تحريم بناء المساجد على القبور، والصلاة عند القبور؛ لأنَّ الصلاة عندها اتِّخاذٌ لها مسجدًا، كل موضعٍ يُصلَّى فيه يُسمَّى: مسجدًا، وإن لم يُبن فيه مسجد، كما قال ﷺ:*جُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، سمَّاها مسجدًا، كل موضعٍ يُصلَّى فيه يُسمَّى: مسجدًا؛ لأنه محل سجودٍ.
فلا يجوز أن يُصلَّى عند القبور، ولا بين القبور، بل يجب الحذر من ذلك، ولا أن يُبنى عليها لا مسجد ولا غيره، الرسول نهى أن يُبنى على القبور، وأن يُقعد عليها، وأن تُجصص؛ لأنَّ هذا كله وسيلة إلى الشرك.
وفي حديث جندب الدلالة على فضل الصديق، يقول ﷺ:*إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإنَّ الله قد اتَّخذني خليلًا كما اتَّخذ إبراهيم خليلًا*والخليل: هو المحبوب المحبَّة التامة، فالخليلان هما: محمد وإبراهيم، هما خليلا الرحمن عليهما الصلاة والسلام.
ويقول:*لو كنتُ مُتَّخذًا من أمتي خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكر خليلًا*فدلَّ على أن أبا بكر هو أفضل الصحابة، وهو أحبهم إلى النبي ﷺ، وقد سُئل عن هذا؛ قيل له: مَن أحبّ الناس إليك من الرجال؟ قال:*أبو بكر*، فهو أحب الناس إليه، وأفضل الصحابة، وهو صديق الأمة*، ثم يليه في الفضل عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عن الجميع.
وفي حديث ابن مسعودٍ:*إنَّ من شرار الناس مَن تُدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتَّخذون القبور مساجد*هم من شرار الناس: الذين يتَّخذون القبور مساجد؛ لأنَّ ذلك وسيلة إلى الشرك.
فالواجب الحذر من ذلك، وألا يُبنى على القبر، ولا يُصلَّى عنده، ولا يُتَّخذ عليه مسجد، وأنَّ هذا من عمل اليهود والنصارى الذين استحقوا عليه اللعنة، نسأل الله العافية، فالنبي يُحذر أمته لئلا تقع فيما وقعت فيه اليهود والنصارى، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، وجزاه الله عن أمته أفضل الجزاء.










رد مع اقتباس
قديم 2019-08-14, 12:46   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فيه مسائل:
الأولى:*ما ذكر الرسول فيمن بنى مسجدا يعبد الله فيه عند قبر رجل صالح، ولو صحت نية الفاعل.
الثانية:*النهي عن التماثيل، وغلظ الأمر في ذلك
الثالثة:*العبرة في مبالغته صلى الله عليه وسلم في ذلك. كيف بين لهم هذا أولا، ثم قبل موته بخمس، قال ما قال، ثم لما كان في السياق لم يكتف بما تقدم.
الرابعة:*نهيه عن فعله عند قبره قبل أن يوجد القبر.
الخامسة:*أنه من سنن اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم.
السادسة:*لعنه إياهم على ذلك.
السابعة:*أن مراده تحذيره إيانا عن قبره 1.










رد مع اقتباس
قديم 2019-08-14, 12:48   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الثامنة:*العلة في عدم إبراز قبره.
التاسعة:*في معنى اتخاذها مسجدا.
العاشرة:*أنه قرن بين من اتخذها 2 وبين من تقوم عليه الساعة، فذكر الذريعة إلى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته.
الحادية عشرة:*ذكره في خطبته قبل موته بخمس: الرد على الطائفتين اللتين هما شرار أهل البدع، بل أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين والسبعين فرقة، وهم الرافضة والجهمية. وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور ; وهم أول من بنى عليها المساجد.
الثانية عشرة:*ما بلي به صلى الله عليه وسلم من شدة النَّزع.
الثالثة عشرة:*ما أكرم به من الخلة.
الرابعة عشرة:*التصريح بأنها أعلى من المحبة.
الخامسة عشرة:*التصريح بأن الصديق أفضل الصحابة.
السادسة عشرة:*الإشارة إلى خلافته.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc