السلام عليكم. قبل يومين نشرت جريدة " الشروق " موضوعا حول مشكلة الغيابات والشهادات الطبية التى قالت الوزارة بانها ترفضها جملة وتفصيلا ولا تقبل بها عند الامتحانات ولا تسمح بالتغيب الا لمن دخل المستشفى وكان الوزارة بهذا التهديد تتعهد مع الله بان تسلط المرض على من تشاء وتختار له المرض الذى يناسبه. ما هذا التعدى على ملك الله من طرف وزارة المنافقين ؟ هل يعقل ان تتدخل فى شؤون الله وفى ملكه ؟ هل الانسان هو الذى يختار مرضه ام الله سبحانه وتعالى ؟ هل كل الامراض تستلزم الدخول الى المستشفى ؟ اننا نحتار فى هذا المشرع المدرسى الذى ياتى بمثل هذه التعليملات التى يبدو عليها نوع من الكفر بالقضاء والقدر. والله لو كانت الوزارة تعمل بصدق لاعطت راحة بيوم واحد اسبةعيا لكل استاذ لان المهنة فيها مشقة كبيرة والتعب الذى يعيشه الاستاذ المسكين مع التلاميذ لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وهو. الشىء الذى لم اجد له تفسيرا فى هذه الدولة التى تدعى " دولة القانون " هو لماذا لا يعمم هذا النوع من القوانين على كل القطاعات ؟ اننا نرى بان اكثر من 90 بالمائة من الموظفين فى القطاعات الاخرى يتغيبون فى كل الاوقات كيف يشاؤون ولا احد يراقبهم ولا يتكلم معهم. ان وزارة التربية تسلط على الاساتذة كل انواع العقوبات عند التغيب سواء بمبرر او بغيره بدءا بالخصم من الراتب وربما انذار فى الملف مع ملاحظة المدير فى التقارير اليومية وحتى عند زيارة مفتش الادارة الذى لا يهمه فى التربية سوى الاستفسار عن تغيبات الاساتذة ولا غير يعنى لو تغيب المدير او المستشار او اعوان التربية او المقتصد فلا يهم وكان الاستاذ يعيش فى فلك وحده رغم ان الوزارة لا تنظر اليه الا بالعين العوراء كما يقال وكانه معتاد على التغيب عن عمله. اننا نقول لهؤلاء المشرعين اتقوا الله فى اخوانكم الاساتذة الذين كرهتموهم هذه المهنة النبيلة لان الاستاذ اذا تغيب مرغوما فهو الخاسر الاول والاخير والاكبر لانه بعد استئنافه لعمله سيبذل طاقة كبيرة ليستدرك ما فاته من الدروس وكل النقص الذى ترتب عن هذا التغيب والا ستحمله الادارة المسؤولية عند الامتحان لا قدر الله اذا ما امتحن التلاميذ فى هذه الدروس الضائعة. فى بعض الاوقات تطالب الادارة باتفاق مع الاستاذ وهذا ناذرا ما نجده بتعويض ساعات الغيابات الشىء الذى لا تعرفه القطاعات الاخرى يعنى اذا تغيب الموظف فسيستانف العمل عاديا لان العمل روتينى ويمكن لاى احد ان يخلف المتغيب عكس الاستاذ. اننا نتحدى الموظفين فى قطاعات اخرى ان يظهروا لنا الاقتطاعات من الراتب بسبب التغيبات مثل ما هو معمول به فى قطاع التربية الحقار الذى لا يحب ابنائه ونجد المدير يجرى وراءه للاعلان عن تغيبه. والله لو قامت وزارة التربية بسبر الاراء او ببحث دقيق حول تغيب الاساتذة فى جميع الاطوار والمدارس عبر الوطن لوجدت وبدون شك ان اكثر من 95 بالمائة من الاساتذة لم يتغيبوا طول مسارهم المهنى سوى لاسباب اضطرارية المعروفة كالمرض الذى نحن بصدد الكلام عنه او الوفاة وهذا عكس كما قلت انفا فى القطاعات الاخرى اين نجد كل الناس من المدير الى البواب يتغيبون لاتفه الاسباب ونقول حتى بدونها حتى اصبحنا نعيش العطل الدائمة فى بعض المصالح والمجتمع المنافق يتقبل هذا بصدر رحب ولا يحرك ساكنا ويبقى همه الوحيد متابعة عورات الاساتذة يوميا لانه طعمهم المفضل بدلا من الوقوف بجانبه عندما يطالب بحقوقه لا كما يقول البعض " ماذا يريد هؤلاء الاساتذة الذين لا يعملون وهم فى عطلة دائمة الخ... ". فمثلا ومن باب الشهادة عن نفسى فانا اجزم امام الله وامامكم بانى بعد اكثر من 32 سنة تدريس لم اسجل فى مجموع غياباتى القانونية طوال هذه المدة سوى ما يعادل تقريبا شهر اى 30 يوما لاسباب مختلفة مثل المرض وليس اى مرض او وفيات الاقارب وفقط. اظن انه من غير المعقول ولا المنطق ان نجعل من هذا الاستاذ الة تعرف سوى العمل اليومى ودون توقف وباستمرار فى النهار داخل المدرسة مع التلاميذ وفى المساء داخل البيت مع التحضير حتى اخر الليل. انا اقول بان المنطق يتناقض مع هذا الطرح لانه حتى الالة الميكانيكية عندما يمر عليها زمنا معينا تتعطل وتتوقف عن الانتاج وترمى فى الحضيرة. ان الغيابات التى تتكلم عنها الوزارة الوصية فيها بعض المبالغات والا كيف تتابع الاستاذ الذى يتغيب لمرض معين ولا تتابعه عندما يدخل المستشفى وكان الاستاذ يختار المرض الذى يرضيه وكانها تريد التخلص منه بدلا من الدعاء له بالشفاء ومؤانسته عند الضرورة ؟ فكم من معلم واستاذ مات ورحل عن هذه الدنيا فى صمت دون ان تبالى به هذه الوزارة الناكرة لاهلها ولم تعطيه حتى حقه لابنائه. هل هذا منطقى ام حقرة من هذه الوزارة التى لم تتوانى فى تسليط كل انواع التخويف والديكتاتورية على هذا الاستاذ الذى هو قبل كل شىء بشر مثل بقية البشر فى هذا المجتمع الذى اصبح لا يرحمه ويطالبه بالمستحيل ولا يعترف بمجهوداته رغم دوره فى تكوين رجال الغذ. فوالله العظيم لو طبقت الدولة هذا النوع من الاجراءات فى كل القطاعات وبدون تمييز لاصبحنا مثل اليابانيين الذين يحبون العمل ويرفضون الراحة والعطلة حتى القانونية ومنه ننتج ونصبح دولة قوية تضاهى الدول العظمى المتقدمة ولكن ان نسلط كل اضواءنا على هذا الاستاذ الفقير والمسكين وننشغل سوى بنقائصه فهذا ما لا نقبله لاننا كلنا نشارك فى بناء هذه الدولة الغالية علينا ولا احد يتعالى على اخر الا بالعمل الجاد. شكرا.
اليكم مقتطف من الموضوع الذى تناولته الجريدة المذكورة فى عددها ليوم امس الموافق للسبت 06 ابريل 2013 للاطلاع وادلاء بارائكم وانتم مشكورين مسبقا :
أعلنت، وزارة التربية الوطنية، عدم قبولها الشهادات الطبيبة، المقدمة من قبل الأساتذة الحراس خلال الامتحانات الرسمية الثلاثة، إلى في حالة تواجد المعني بالمستشفى، وبالتالي فكل من يتخلف بمركز الإجراء فإنه يحال فورا على مجلس التأديب وتتخذ ضده عقوبات باعتباره تخلى عن مهامه. ونفس القرار سيطبق على العاملين المجندين بمراكز التصحيح والتجميع والإغفال.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-04-07, 19:59
لماذا التغيب حلال فى كل القطاعات وحرام فى قطاع التربية ؟
العرض العادي
