السنين تتوالى وتتشابه...!

[said26]

السنين تتوالى وتتشابه...!


ذهبت سنة 2010 وحلت علينا سنة 2011 وستنتهي بدورها، وتتوالى السنين وتتشابه علينا في كل مجالات الحياة، ونبقى نتبادل التهاني والأمنيات بدوام الصحة والعافية وطول العمر والنجاح والتوفيق، ولكننا في كل سنة نحصد الخسائر والهزائم والتعثرات والمتاعب، ويبقى الملك والأمير ويستمر الرئيس رئيسا والوزير وزيرا والمدير مديرا، وتتواصل مشاكل الشعوب ومعاناة الشباب رغم التحولات التي يشهدها العالم يوميا.
في كرة القدم العالمية كل الأجناس تطورت مع مرور السنين وعندنا تتغير الأمور ولكن من السيئ إلى الأسوأ بفعل تكالب قوى الشر من مسؤولين وفنيين وإعلاميين على كل بوادر الخير وكل شيء ناجح، وقتلتنا الأنانية والنرجسية والغيرة والحسد وكل الأمراض الخبيثة التي تنخر القلوب والعقول، وانشغلنا بتصفية حساباتنا التاريخية والعرقية والشخصية على حساب أمال وطموحات شباب لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في أجواء مشحونة ومتخلفة.
قد يعتقد القارئ بأنني أبالغ في التشاؤم وتقييم الأوضاع ولكنها الحقيقة لأن قدرات أبنائنا وبلداننا وثرواتنا أكبر، وأحوالنا كان يمكن أن تكون أفضل لو تركنا هذا الجيل يعمل في جو من الحرية والديمقراطية وحملناه المسؤولية، ولو تخلصنا من كل العقد والرواسب التي ورثها من سبقونا ولازالوا يعانون من تبعاتها.
ما هو الفرق بين غوارديولا وبعض المدربين الشباب عندنا ولماذا لا نثق في أبنائنا ونبقى نجري وراء نفس الأسماء من المدربين نتداولها ونزايد على بعضنا البعض بشأنها.

ما هو الفرق بين رئيس نادي ريال مدريد ورؤساء أنديتنا الذين يملكون المال والجاه والسلطة وكل التسهيلات في بلداننا، وسلطاتهم أكبر من سلطات الوزراء والأمراء.
ما هو الفرق بين لاعبيهم ولاعبينا وملاعبهم وملاعبنا ومواردهم ومواردنا، ولماذا يملكون الشجاعة والجرأة ونبقى نتردد ونخاف من التغيير، ونجامل بعضنا البعض.
لماذا عندما يتنقل الطبيب العربي والمهندس واللاعب وحتى الفاشل عندنا للعمل في أوروبا ينجح ويتألق ويتفوق، ولا نعترف بقدراته إلا عندما ينجح هناك.
عندما يقول محمد بن همام بأن الاحتراف في عالمنا العربي لم يبلغ نسبة واحد بالمائة رغم إمكانياتنا المادية والبشرية، ماذا يعني هذا الكلام سوى أننا لا نريد المهنية والشفافية، ولا نقدر على الخروج من قوقعتنا المتخلفة، ولا نرضى سوى بالهواية سبيلا للبقاء في المناصب والحفاظ على المكاسب.
أدرك بأن الاختلاف بيننا وبينهم يتعدى أمور الكرة والرياضة إلى فوارق أخرى سياسية واجتماعية وثقافية لذالك فإننا بحاجة إلى ثورات وليس ثورة واحدة لقلب كل الموازين والسماح لهذا الجيل بتفجير طاقاته بعيدا عن الديماغوجية والروح الانهزامية والنفاق، وبعيدا عن الهواية والارتجال في التسيير، ولكنني أدرك في أن الوقت بأن التغيير قد يبدأ من الكرة والرياضة لأنها تمس أكبر قدر من الجماهير الممارسة والمتابعة والمهتمة ما دمنا لا نقدر على تغيير الرئيس والوزير والمدير وكل سنة جديدة نبعث لهم التهاني بالعام الجديد والأمنيات بدوام الصحة والعافية وطول العمر وبالاستمرار في التحكم في رقابنا وفي أجيال تبقى تتفرج وتستمتع بما يفعله الآخرون في برشلونة والريال والميلان والانتر ومانشستر وليفربول.