إصلاح ذات البين

[محمد علي 12]

إصلاح ذات البين
الحمد لله العفو الغفور، الحليم الرحيم ، كرّم الإنسان، فحرّم العدوان، ليمنحه الأمان، والصلاة والسلام على الرسول الكريم الذي جاء بمنهج قويم، يحفظ الإنسان من الزيغ والانحراف، ويصونه من المفاسد والشرور.
إن ديننا حثّ على تأليف القلوب، و لمّ الشمل، و رأب الصدع و أن يكون أمر المسلمين مجتمعا لا متفرقا، و لذلك فإن الأخوة في الله هبة و نعمة ربانية، يقذفها الله في أفئدة المخلصين من عباده و الأتقياء الأنقياء من خلقه. و نهى ديننا عن كل ما من شأنه قطع أواصر المودة بين المسلمَين و زرع الفرقة و الضغائن والخصومات بينهم، ومن محاسن المعاملات التي جاءت بها الشريعة لأجل قطع دابر الفتنة و البغضاء و الحفاظ على العلاقات الطيبة النقية بين المسلمين إصلاح ذات البين، قال الله تعالى: "فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ". فالصلح يبطل ما تشتهيه الأعادي و ما تذيعه ألسن الحساد.
فنحن في شهر فضيل و على أبواب شهر مبارك، شهر المودة و الرحمة و التوبة و التآخي و أمام الأحداث المؤلمة التي ألمت ببلدية الحمامات، فواجب علينا كلنا المسارعة في الخيرات ووأد شرارة الفتنة و الإنصاف بلا زيغ، والمساهمة في فض النزاعات و تحكيم صوت العقل و الحكمة، و الإخلاص لله في الحركات والسكنات، و علينا بتقوى الله في أقوالنا و أفعالنا، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "مَن أُصيبَ بشيءٍ في جسده، فتركَهُ لله عزَّ وجلَّ؛ كان كفَّارةً له".
اللهم أصلح ذات يبننا و أعنا على العفو و التسامح و التجاوز و أحفظ اللهم بلادنا و شعبنا من كل سوء.