محاضرةواسئلة في الرقية صالح الفوزان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الرقية الشرعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

محاضرةواسئلة في الرقية صالح الفوزان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-13, 21:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الاخ ياسين السلفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الاخ ياسين السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي محاضرةواسئلة في الرقية صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فلا شك أن الإنسان في هذه الدنيا عرضة للابتلاء والامتحان، ومن ذلك ما يصيبه من الأمراض، فإنها ابتلائه من الله، امتحانه من الله عز وجل؛ من أجل أن يتميز المؤمن الصادق - في إيمانه - الصابر المحتسب، ويتميز المنافق وضعيف الإيمان والجزع والمتسخط، ويتميز أيضا من يقتصر على العلاج بما أباح الله سبحانه وتعالى، من الذي لا يبالي فيتعالج بالحرام وبإفساد عقيدته، يتميز هذا من هذا، وهذا أمر مهم جداً، والمطلوب من المسلم إذا أصابه مرض أن يعلم أنه من الله سبحانه وتعالى، فلا يجزع ولا يتسخط، ويسعى أيضاً في العلاج المباح، إن الله سبحانه ما أنزل داء إلا أنزل له شفاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، ومن أعظم العلاج والأسباب المباركة، الرقية، والرقية معناها القراءة على المصاب بشيء من القرآن الكريم، ومن الأدعية الشرعية، الرقية بالقرآن أو بالأدعية النبوية، هذا هو المطلوب من المسلم أن يقتصر عليه وأن يستعمله، والشفاء بيد الله سبحانه وتعالى، لا شك أن الله أنزل القرآن شفاء ورحمة (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت: 44]، (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا) [الإسراء: 82]، فهو شفاء من الأمراض الحسية، وشفاء من الأمراض المعنوية، من النفاق وأمراض القلوب ومن الهموم والأحزان والوساوس، القرآن شفاء، والنبي صلى الله عليه وسلم - رقى بالقرآن، ورقي ورقاه جبريل عليه السلام بالقرآن، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم - رقى بالأدعية الشرعية، وهي معروفة ومروية بالأسانيد الصحيحة المدونة في الكتب – في كتب الحديث وفي كتب مستقلة تسمى بالطب النبوي، فعلى المسلم أن يستعمل هذا العلاج الرباني النافع، ولا يذهب إلى الشعوذات والخرافات والإشاعات الباطلة، التي تروج ويستغلها الأشرار من الذين يريدون أن يبتزوا أموال الناس بالدعايات الكاذبة، أو أشد من ذلك يريدون أن يفسدوا عقائدهم ويدخلوا عليهم السحر والشعوذات والرقى الشركية، كانوا في الجاهلية يستعملون الرقية، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم - عنها فقال: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بها ما لم تكن شركاً"، وهذا شيء يحتاجه الناس بلا شك، ولكن على المسلم أن يتحرى حينما يريد أن يستعمل الرقية، أن يتحرى الحق والصواب فيها، ولا يذهب مع الإشاعات والأقوال الخارجة عن الحد المشروع، ولا يقال إن هذه جُرِّبَتْ وَنَفَعَتْ، نَعَمْ قد تُجَرَّب وقد يكون فيها نفعٌ من باب الاستدراج، أو تصادف قضاءً وقدراً فيظنون أنها السبب، المدار على الوسيلة التي تستعمل هل هي صحيحة أم لا، وليس المدار على حصول النتيجة، فقط المدار على الطريقة هل هي صحيحة أم لا، لذلك ينبغي لمن أصيب وأراد الرقية ألا يذهب لأي أحد - لكل من هب ودب، بل لا يذهب إلا لمن هو معروف نشأته وموطنه - أين نشأ؟ - ومعروف في عقيدته - صحة العقيدة، ومعروف في علمه، وأنه لا يستعمل الأشياء المخالفة للشرع، ويشترط في الراقي أن تتوفر فيه هذه الشروط، أما إذا كان مجهولاً أين نشأ ومن أين جاء، أو أنه معروف مَنْشَؤُهُ لكن ليس عنده علم ولا معرفة بالرقية وأحكامها، أو يعرف أن عنده انحراف في العقيدة، كل هؤلاء لا يجوز الذهاب إليهم، وأعظم من ذلك إذا كانوا من السحرة والكهان والمنجمين، قال صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهناً وصدقه بما يقول فقد كفر بما نزل على محمد" صلى الله عليه وسلم، والحديث في السنن، قال صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهناً لم تقبل له صلاة أربعين يوما"، والحديث في صحيح مسلم، فالذي يجهل شأنه ربما يكون من هؤلاء، يكون من الكهان والمنجمين والسحرة، لا يجوز الذهاب إليه، أو من الجهال، ليس من السحرة ولا من الكهان ولا من المنجمين لكنه جاهل، لا يذهب إليه لأنه لا يميز بين الصحيح والفاسد، ثم أيضاً يكون للطمع مدخل يحمل بعض من يدعون الرقية منهم على الدعايات العريضة ليغر الناس بذلك، سمعنا من يقول القراءة المركزة بكذا والقراءة غير المركزة بكذا، هناك قراءة مركزة وقراءة غير مركزة؟ نعم يقولون هذا، اشتهر عنهم هذا، منهم من يرقي بواسطة التليفون أو الجوال، والرقية يشترط أن تكون مباشرة في حضور المريض وحضور الراقي، وأن ينفث عليه، وأن يقرأ من كتاب الله ويعوذه بالتعاويذ الشرعية مباشرة، أما في التليفون أو في الجوال ولا يدري أين هو ولا يعرفه فهذا خطر عظيم، سمعنا من يقرأ في الوايت مملوء بالماء، يقرأ فيه أو في الخزان، هذا تلاعب بالرقية إلى هذا الحد!! فيجب التنبؤ بهذه الأمور، ثم أيضاً مسألة الجوال أو الإنترنت قد ينشر من خلالهما ضلال وشر، اعمل كذا واعمل كذا، أو أنت مصاب بالسحر، أو أنت كذا وكذا، وأشد من ذلك ما حصل الآن من الفضائيات التي يستعملها السحرة والكهان والمنجمون وينشرون في الناس الشر والعقائد الباطلة، فيجب الحذر من هذه الأمور، لا تكون الرقية إلا عند أناس معروفين في علمهم وعقيدتهم وأمانتهم ومنشئهم؛ حتى تنضبط الرقية ولا يدخلها شيء من المحاذير الشرعية، فلنكن من هذا الأمر على حذر شديد، منهم من يتعامل مع الجن ومع الشياطين، فيتكلمون ويقول: اسمع، هذا هو الذي أصابك، أصابك فلان، ويقول هذا من المسلمين من الجن، ما الذي أدراك أنه من المسلمين من الجن؟! ثم أيضاً لا يجوز الاستعانة بالجن؛ لأنهم من عالم الغيب، عالم غائب عنك، لا يجوز الاستعانة بالغائب ولا بالميت، إنما الاستعانة تكون بالحي الحاضر فيما يقدر عليه، أما الذي يخبر عن المغيبات ويخبر عن الأمور الغائبة فهذا من الكهان، لا يجوز سؤاله ولا يجوز تصديقه ولا يجوز الذهاب إليه ولا يجوز التعامل معه بأي وسيلة، والرقية توسعت الآن ودخلها الطمع، وصارت متاجرة بدلاً من أن كانت عملاً صالحاً وعملاً طيباً، صارت متاجرة وصارت تراد لطلب الدنيا، وصارت تعتمد على الشائعات والكذب والخرافات، هناك كتب للطلاسم والسحر والتنجيم قد يشتريها هؤلاء وَيَقْرَؤُونَ فيها ويستعملونها، كقراءة الكف والفنجان وما أشبه ذلك، كل هذا من الكهانة ومن الشعوذة ومن الشر والشرك، فيجب الحذر من هؤلاء، ومن علم عنه أنه يتلاعب وأنه ينشر مثل هذه الأمور فيجب الإبلاغ عنه بأسرع وقت، أن تبلغ عنه السلطة لأجل أن يؤخذ على يديه ويُحْمَى المسلمون من شره وتضليله.

هذه كلمات أردت بها التنبيه فقط، وتفصيلها يطول، والحمد لله الرقية من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تستعمل ومنضبطة، لكن كثيراً من الناس لا يقتنع بالرقية الشرعية حتى يخرج إلى الرقية الشيطانية، فيخرج من دينه والعياذ بالله، فيجب الحذر من هذه الأمور.





.................................................. .......



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، نستأذنكم حفظكم الله في عرض الأسئلة في هذا اللقاء المبارك الثاني والعشرين الذي عقد في جامع الملك عبد العزيز في مساء هذا اليوم المبارك في شهر ربيع الأول.

والسؤال الأول يقول: أصلي العشاء مع المغرب جميعا وأنا في بريدة، ثم أعود للزلفى قبل أذان العشاء، فهل عملي هذا صحيح؟

الشيخ: عملك هذا صحيح وأَخْذٌ بالرخصة لا بأس به، ولكن الأفضل والأولى أن تصلي المغرب في وقتها، فإذا وصلت إلى بلدك صلِّ العشاء في وقتها، هذا هو الأفضل.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذه امرأة تقول: زوجها كثيرا ما تفوته صلاة الجماعة في المسجد، ونصحته كثيرا ولم تَرَ تحسنا، فماذا تفعل؟

الشيخ: تستمر في النصيحة معه لعل الله أن يهديه، وأيضا تستعين بمن يؤثرون عليه من أقاربه ومن إخوانه ومن جيرانه، أن يناصحوه لعل الله أن يهديه، ولا تتركه وتيأس، لا تيأس من هدايته أو تسأم من النصيحة، هي على أجر وعلى خير، وهذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وإنقاذ لزوجها من هذه الهلكة، تستمر معه لعل الله أن يهديه، وتستعين بمن يقدر عليه من أقاربه وأصدقائه ليناصحوه، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليك، وهذا سائل يقول: يسجل في الجوال أحيانا محاورة مع الجن، ولا ندري هل المتكلم هو الجن حقيقة أم هو الرجل أم المرأة، لكن ما حكم هذا الفعل؟ وهل يجوز ذلك؟ وما حكم نشر هذه الرسائل؟

الشيخ: هذا ذكرناه لكم، قلنا لا تتعاملوا مع الجوالات، لا تتعاملوا معها أبدا؛ لأن الذين يختفون وراءها لا يُعْرَفُونَ، أَيَكُونُونَ من الدجالين. من السحرة. من الكهان. أو من الجهال الذين لا يفرقون بين الحق والباطل. فارفضوها رفضا تاما ولا تستعملوها أو تصدقوها.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يسأل يقول أريد أن أدرك تكبيرة الإحرام أربعين يوما، ولكن أحيانا أتقدم للإمامة وأحيانا أكون مسافرا، فهل أكون هنا مدركا لتكبيرة الإحرام؟

الشيخ: أنت على نيتك، ما أدركته حصلت على أجره، وما حرصت على إدراكه وفاتك تُجْزَى على نيتك الصالحة، ومن نوى الخير وعزم عليه ثم أعاقه عنه عائق فإنه يكتب له أجر من عمله بُنَاءً على نيته الصالحة، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض طلاب العلم يفتي بجواز حل السحر بسحر مثله، ويناقش في ذلك، ويقول إنه من التداوي المباح.

الشيخ: هذا سبق وعرض في مثل هذه الجلسات وأجبنا عليه وأجاب عنه غيرنا، هذا قول باطل قد أنكره علماء المملكة وأنكره العلماء في خارج المملكة والحمد لله، هذا قول باطل، لا يصح ولا يجوز العلاج بالسحر؛ لأن السحر كفر وشرك، ولا يجوز العلاج بالحرام فضلا عن الشرك والكفر، قال صلى الله عليه وسلم: "تَدَاوَوْا، ولا تَتَدَاوَوْا بالحرام"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له"، أي العلاج بالسحر، فلا يجوز تعاطي السحر ولا عمله لا للعلاج ولا لغيره، والفتوى في هذا خطأ وقد بُيِّنَ الخطأُ في هذا والحمد لله، فلم يبق عذر لمن سمع أجوبة العلماء وإنكارهم لهذه الفتوى، لم يبق له عذر في قبولها، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: في الآونة الأخيرة بعض رسائل الجوال التي تنص على اتهام شخص بعينه أو عائلة بعينها أو أشخاص معينين أو فتيات معينات، أو تنشر أرقام شباب معينين، والسؤال: ما حكم نشر هذه الرسائل والاحتفاظ بها؟ وهل من كلمة لخطباء المساجد أن يثيروا هذا الموضوع الهام على المنابر؟

الشيخ: أنا ذكرت أنه لا يجوز التعامل مع الجوالات في مثل هذه الأمور، ويجب رفض ما ينشر فيها وما يذكر فيها من الاتهامات والأخبار الكاذبة؛ لأنها من الوشاية ومن الكذب والتحريش وإلقاء العداوة بين المسلمين، بل يجب عدم الالتفات إليها، وإذا عرف من يتستر وراءها فيجب أن يؤخذ على يديه ويمنع من هذا الأمر، ولا يجوز إبقاء هذه الأشياء أو نشر هذه الأشياء أو الاحتفاظ بها، بل يجب إتلافها وإنكارها ونسيانها؛ لأنها شر وفتنة وكذب وتزوير وتحريش ونميمة ووشاية، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: ما حكم استعمال النسبة للعمال بدل الراتب - يعطيه نسبة شهرية ولا يعطيه راتبا شهريا؟

الشيخ: العمال لهم نظام وضعته الدولة ولا يُخْرَجُ عن هذا النظام، ويُتَعَامَلُ مع العمال بموجب النظام، نظام الاستقدام لا يخرج عنه؛ لأن ولي الأمر إنما سمح بهذا النظام تجب طاعته لأنه من الأمر بالخير وليس معصية، والنبي صلى الله عليه وسلم - قال: "المسلمون على شروطهم"، ومراد ولي الأمر ضبط الأمور وعدم الفوضى، فيجب التعامل مع النظام، فما وافق النظام يؤخذ به وما خالف النظام لا يجوز، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: ما حكم صبغ الشيب بالسواد؟

الشيخ: لا يجوز الصبغ بالسواد؛ لأن صبغ الشيب بالسواد مُحَرَّمٌ شَدِيدُ التَّحْرِيمِ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد"، وفي حديث آخر: "إنَّ ناسا يأتون في آخر الزمان يخضبون لحاهم بالسواد كحواصل الحمام، لا يدخلون الجنة"، هذا وعيد شديد، وما الذي يحمل الإنسان أن يصبغ بالسواد إلا أن الشيطان يزين له هذا العمل، وإلا هذا لا ينفعه بل يشوه وجهه، وأنتم ترون أن الذين يصبغون بالسواد تتشوه وجوههم، فكيف أن الشعر الأبيض يخرج ويحصل تشويه، كما قال الشاعر:

يسود أعلاها وتأبى أصولها .:. ولا خير في فرع إذا فسد الأصل

والحمد لله، إما أن يترك الشيب على طبيعته، وإن غَيَّرَهُ فهذا هو السنة والمستحب لكن بغير السواد، هو لن يرجع شابا أبدا لا ينفعه ذلك، كما ذهب لن يرجع، الشاعر يقول:

ألا ليت الشباب يعود يوما .:. فأخبره بما فعل المشيب

يتمنى أن الشباب يرجع يوما واحدا فقط ما يرجع، هذا من العبث ومن تزيين الشيطان للإنسان، فيتجنب المسلم ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: هل الاستقطاع الشهري لإحدى الجمعيات الخيرية يعتبر صدقة عن كل يوم؟

الشيخ: حسب نية المتصدق، فإذا دفع مبلغا من المال ناويا أن يكون صدقة عن كل يوم فله ما نوى، قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: أنا شخص من سكان هذه المحافظة وأعمل في الرياض، فهل إذا بقيت في الرياض مدة الخمسة أيام يجوز لي القصر والجمع؟ وهل إذا رجعت هنا إلى بلدي يجوز لي القصر والجمع؟

الشيخ: إذا نويت إقامة خمسة أيام في الرياض أو في غيره فلا يجوز لك القصر ولا الجمع؛ لأن السفر انقطع وأصبحت مقيما، وتصلي إتماما أربع ركعات، والصلاة في وقتها، وأيضا مع الجماعة؛ لأنه سيكون حولك مساجد وأذان، تصلي مع المسلمين ولا تتأخر عن المساجد، وأما في بلدك - الزلفى مثلا - فلا يجوز لك الجمع ولا القصر فيها؛ لأنها محل إقامتك، فإذا وصلت إليه انتهى السفر، وإذا أردت السفر مرة ثانية يكون سفرا آخر مستقلا عن السفر الأول.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، هذه امرأة تقول: كثيرا ما تكون النصائح لأولياء الأمور بأن يمنعوا أبناءهم من جلساء السوء، ولكن لم نسمع من ينصح أولياء الأمور حول الفتيات وما يكون عندهن من الأخطاء مما يتعلق بالجوالات وغيرها.

الشيخ: نعم، هذا سؤال وجيه وتنبيه مفيد، لا نركز على الأولاد - يعني الأولاد فقط - بل والبنات؛ لأن البنات الآن أصبحت مثل الأولاد تخرج للدراسة وتخرج إلى الأسواق، بل هي أكثر خروجا من الأولاد، تجد الأولاد أغلبهم ينام في البيت، من التعب ينام، لكن البنت لا تنام، نشيطة في الخروج، الشيطان يزين لها ذلك فيدفعها إلى الخروج، فهي أولى وأجدر بأن يحافظ عليها وأن تناصح وأن تضبط؛ لأنها فتنة، فتنتها أشد من فتنة الأولاد، فينبغي التنبه للبنات، ويجب على ولي البنات أن يعتني بهن وأن يراقبهن ويتابعهن، فإن الخطر عليهم أشد، لاسيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الاختلاط - الناس والبنات والأولاد - فالفتنة أشد والحذر أكبر، على أولياء البنات أن يدققوا في شأنهم وأن يتابعوهم وأن يضبطوهم؛ لأنهن أمانة في أعناقهم، فساد البنت يشوه الأسرة كلها ولا حول ولا قوة إلا بالله، يشوه الأسرة والبيت كله، تصبح هذه البنت لا قيمة لها في المجتمع، فهو موت أشد من الموت الذي هو نهاية الحياة، وهو موت للمروءة وموت للحياة وموت للدين والأخلاق، على ولي البنت أن يستعين بالله ويصبر وأن يتابعها إلى أن يسلمها إلى زوجها، إذا جاءه من يرضى دينه وأمانته يسلمها له بالزواج، وإلا فهو المسئول عنها: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) [النساء: 34]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: إذا دخل الرجل المسجد والإمام يصلي فهل يدخل معه في الصلاة وينوي بها تحية المسجد؟ أم يصلي ركعتي التحية منفردا؟ ولو صلاهما منفردا فهل يسوغ الإنكار عليه؟

الشيخ: نعم، إذا دخل والإمام يصلي يدخل معه، والفريضة تكفي عن تحية المسجد، ولا ينفرد ليصلي تحية المسجد، هذا جهل، لا يجوز للإنسان أن يصلي والإمام يصلي، تحية المسجد تدخل في الفريضة، فيدخل ويصلي مع الإمام، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: ما المراد بقول الله تعالى: (الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [النور: 3]؟

الشيخ: الآية واضحة، وفي آخرها: (وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)، لا يجوز أن يزوج الزاني من العفيفة، ولا أن نزوج العفيفة من الزاني؛ لما في ذلك من فساد الأعراض واختلاط الأنساب، إلا إذا تاب الزناة توبة صحيحة فإنهم يزوجون، لكن يشترط في الزانية التائبة أن تمضي بثلاث حِيَضٍ إن كانت تحيض، أو ثلاثة أشهر إن كانت لا تحيض؛ لئلا تكون حاملا من الزنا فتختلط الأنساب، فلا بد من أمرين: التوبة الصحيحة، والعدة بعد ذلك، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذه ثلاثة أسئلة حول التعزية، الأول حول المبالغة في صنع الطعام لمدة ثلاثة أيام، والثاني حول التعزية في المقبرة ثم الذهاب للتعزية في البيت مرة أخرى، والثالث حول أن يُصَفَّ أهلُ الميت في المقبرة بعدد كبير ويعزون، هل هذا كله مناسب أم لا؟

الشيخ: هذه كلها مبالغات وتكلفات ما أنزل الله بها من سلطان، والتعزية في الأصل مشروعة، وهي أنك إذا لقيت المصاب - سواء في المقبرة أو في المسجد أو في الشارع أو في متجره أو في مكتبه - فإنك تعزيه، تقول: "أحسن الله عزاءك، جبر الله مصيبتك، وغفر لميتك"، ولا يحتاج إلى صنعة طعام ولا يحتاج إلى ثلاثة أيام ولا يحتاج إلى شيء، أو تتصل عليه بالجوال أو بالتليفون فتعزيه، والاتصال يقوم مقام المباشرة؛ لأنها مشافهة منك له، ولا داعي لهذه التكلفات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا داعي إلى تكرار التعزية عدة مرات، كل هذا من المبالغة، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: كثر في الآونة الأخيرة الكتابة في الصحف حول الأبراج وما يدور في فلكها، فمنهم من يقول: "في اليوم الفلاني سوف تأتي موجة برد شديدة"، "وفي اليوم الفلاني سيأتي مطر"، "وفي اليوم الفلاني سيأتي حر"، وهكذا، فهل من كلمة حول ذلك؟

الشيخ: هذا لا يجوز، هذا من ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، فلا يجوز نشر هذه الأمور، إنها تشوش على الناس عقائدهم، وأيضا أشد من هذا أنه يقول: "إن كان برجك النجم الفلاني فأنت سعيد، وإن كنت ولدت في البرج الفلاني فأنت شقي وسيصيبك كذا وكذا"، هذا أمر باطل، ويجب الإنكار على من يفعل ذلك وينشره في الصحف، وقد صدرت فتوى قريبا في هذا الموضوع حول ما ينشر في الصحف في شئون الأبراج، وستنشر إن شاء الله.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: ما حكم الزواج بنية الطلاق لمن كان خارج هذه البلاد؟

الشيخ: الزواج يكون بنية الدوام لا بنية الطلاق، على أنها زوجته، ما دامت صالحة فهي زوجته، وإذا رغبت عنها أو لم تصلح معك فتطلقها، بدون أن تنوي هذا في العقد؛ لأنه إذا نوي في العقد فهو مشكل من ناحيتين - بل من ثلاث نواحٍ - الناحية الأولى: أن هذا خداع للمرأة وخداع لوليها؛ لأنهم زوجوه على أنه زواج مستمر، ولو علموا أنه زواج بنية الطلاق لما أقدموا على هذا إن كان فيهم مروءة وفيهم دين وحياء، وإذا لم يكن فيهم مروءة ولا دين ولا حياء فلا خير فيهم، هذا الأمر الأول، الأمر الثاني: أن هذا يشبه المتعة، ما هو متعة صريحة، لكنك نويت المتعة، نويتها فتزوجت هذه المرأة لمدة محدودة ثم تطلقها، هذا يشبه المتعة الباطلة، ثالثا: أن هذا العقد اتُّخِذَ وسيلة للتلاعب بالأعراض، خصوصا في وقت العُطَلِ، فقد كثر من يسافر من الشباب من الذين ليس عندهم حياء ولا مروءة وعندهم مال، يذهبون ليستمتعوا بالنساء في الخارج، يأخذ معه مبلغا من المال وكل ليلة يتزوج، وهي أيضا تتزوج في الليلة الثانية بدون عدة وبدون شيء؛ لأنهم يطلبون المال، فأصبح هذا ألعوبةً وخلطًا للأنساب، وليس هو عقدا صحيحا، وإنما هو بصورة العقد، والغرض منه أنه يلعب بالنساء، كل ليلة عنده واحدة، وهي كل ليلة عند رجل، هذا أمر لا يجوز ولا يقره عقل ولا دين، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: هل تسمية الابن والبنت على الوالدين من البر بهما؟ وهل يجوز أن أَعْصِيَهُمَا إذا أمراني بذلك؟

الشيخ: لا تعصهما، إذا أمراك أن تسمي ابنك أو ابنتك عليهما فهما أمراك بأمر مباح، ولو لم تطعهما يكون في أنفسهما عليك شيء من الحزازة والحرج، فالأمر سهل في هذا، سَمِّ على أمك وَسَمِّ على أبيك، وهذا من إحياء ذكره، وأيضا هذا فيه بقاء اسم الأسرة، فإن الأسر لا تُعْرَفُ إلا بأسمائها، هذا بنو فلان وبنو فلان، أما الآن فنسمي هاني وماهر، وأسماء ما هي في بلادنا، فضاعت أسماء الأسر، وسار الناس لا يتعارفون ولا يُدْرَى مَاهِرُ ابْنُ مَنْ وَهَانِي ابنُ مَنْ، أما لو تسمى باسم أسرته لَعُرِفَ، فنجد كثرة هذه العادات الوافدة أن يتسموا بأسماء آبائهم وأمهاتهم وأسرهم والأسماء المعروفة في بلدهم، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا فضيلة الشيخ يقول: إذا تحدثنا عن أصحاب فكر التكفير والتفجير وحذرنا منهم ونوهنا بخطورة أفعالهم وما تجره على البلاد والعباد يعترضنا بعض الأشخاص ويقولون: "إن هذا من الغيبة ولا يجوز لكم أن تتحدثوا في فلان أو فلان"، فهل حديثنا هذا لبيان واقعهم والتحذير منهم والتحذير من فكرهم هل في هذا محذور شرعا؟

الشيخ: هذا من النصيحة الواجبة، قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة". قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم"، هذا من النصيحة، ويُراد به الخيرُ، ويُراد به نفعُ المُخْبَرِ بهذه الأمور أن يتركها، وليس هذا من الغيبة، الغيبة لو ذكرته باسمه يكون هذا غيبة، لكن لو نصحته على سبيل العموم وحذرت من هذه الجرائم وبينت عواقبها وشرها على المسلمين يكون هذا من النصيحة ومن الدين، قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"، فالذي يقول: "إن هذا من الغيبة" هذا لا يعرف معنى الغيبة، ولا يعرف معنى النصيحة، ولا يفرق بينهما.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: هل يجوز أن أكون إماما في صلاة المغرب لجماعة يصلون العشاء وأنا مسافر؟ وإذا كان ذلك جائزا فماذا أفعل؟

الشيخ: لا بأس، يصلون وراءك بنية العشاء وأنت تصلي المغرب، فإذا سلمت قاموا وأتموا صلاة العشاء، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: إذا عطس الشخص أكثر من أربع مرات فماذا نقول له في الرابعة وما بعدها؟

الشيخ: هذا يصبح مصابا بالزكام، يُدْعَى له بالشفاء، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: في حادثة الطائف القريبة - والتي قبض فيها على أحد السحرة - ولما نوقش وتمت مساءلته قال: إنه أخذ بفتوى أحد العلماء، فما توجيهكم - حفظكم الله؟

الشيخ: ما أحد من العلماء يفتي بعمل السحر، إن كان يقصد الذي يفتى بالعلاج - أن يعالج المسحور بالسحر - فهذه فتوى خاطئة كما عرفتم وسمعتم وقرأتم، فهي فتوى خاطئة ولا يجوز له أن يأخذ بالفتوى الخاطئة، لكن هذا لا يُلْتَمَسُ له عُذْرٌ وَمُبَرِّرٌ، وهو يعلم أنه كذابٌ وأنه ليس له عذرٌ، فلا يُلْتَفَتُ إلى قوله، وَيُجْرَى عليه الحكمُ الشرعيُّ، وليس هذا عذرًا له، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا سائل يقول: حلفت على عدم فعل شيء وسوف أفعله إن شاء الله، وفي حالة الإطعام هل يلزمني وجبة واحدة أم ثلاث وجبات؟ وهل يشترط أن يكونوا في بيت واحد أم في بيوت؟ وهل يشترط أن يكونوا كلهم من المسلمين؟

الشيخ: إذا لم يكن الذي حلفت عليه معصية فإنه لا بأس أن تتحلل من يمينك بالكفارة وأن تفعل ما حلفت على تركه إذا كان مباحا، وإذا كان مندوبا أو واجبا فإنه يستحب لك فعل المندوب ويجب عليك فعل الواجب، ولا تكن اليمين حاجزةً، قال تعالى: (وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 224]، أي لا تجعلوا اليمين مانعة لكم من فعل الخير والصلة والإصلاح بين الناس، بل كَفِّرُوا عن يمينكم وَأْتُوا التي هي خيرٌ، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا حلفت على يمين ورأيت غيرها خيرا منها فَكَفِّرْ عن يمينك وَأْتِ الذي هو خيرٌ"، وفي رواية: "ائْتِ التي هي خيرٌ وكَفِّرْ عن يمينك"، والكفارة عن اليمين هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة على الخيار، فإذا لم تجد فإنك تصوم ثلاثة أيام، والمساكين سواء كانوا في بيت واحد أو في بيوت متفرقة لا بأس، المهم أنك تستكمل العشرة مجتمعين أو متفرقين، وكل يمين لها كفارة، وإذا تعددت الأيمان فإن كانت على شيء واحد قبل التكفير فهذه يكفي فيها كفارة واحدة؛ لأنها تتداخل، أما إذا كانت الأيمان في أشياء متعددة فكل يمين لها كفارة ولا تتداخل، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، هذا يقول: عندي ثلاثة أولاد يطلبون مني الفلوس وهم غير متساوين في الطلب، فأعطي كل واحد ما طلبه ويكون بعضهم أكثر من بعض، فهل هناك شيء؟

الشيخ: ليس المقياس ما طلب الولد، هذا لا يجوز، إنما المقياس الحاجة، تعطي كل ولد حاجته؛ لأن هذا من النفقة، ولا شك أن نفقة الصغير ليست كنفقة الكبير، فإذا أعطيت كل واحد حاجته ولم تملكه شيئا وإنما أعطيته ما يستهلكه ويستنفذه لحاجته فلا بأس بذلك ولو تفاوتوا؛ لأن الصغير ليس كالكبير والحاجات تختلف، أما أن تعطيه ما طلب هذا لا يجوز، قد يطلب شيئا كثيرا زائدا عن حاجته، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: نحن طلبة السنة الثالثة الثانوية عندنا اختبار قياس، وهذا الاختبار يبدأ من بعد صلاة المغرب مباشرة ويستمر أحيانا إلى الساعة الحادية عشر والنصف وقد يزيد وقد ينقص، فهل يسوغ لنا جمع صلاة المغرب مع العشاء - علما أنه لا يسمح لنا بأن نصلي أثناء الاختبار؟

الشيخ: أنتم في بلاد المسلمين، والإسلام حاكم على الجميع - على المدرس وعلى الوزراء وعلى الوزارة وعليكم، فلا يجوز التلاعب بوقت الصلاة، إذا دخل وقت الصلاة تصلون ثم تعودون إلى عملكم، وتصلون مع الجماعة، الدين مقدم على هذه الأمور، وإذا كان يتعارض مع وقت الصلاة ينقل إلى وقت لا تدخل فيه صلاة، يجعل بين صلاتين متباعدتين ولا يجعل بين صلاتين متقاربتين، فيحصل ما يحصل، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: يأمل توجيه رسائلَ ثلاثٍ لمن يتهاون بصلاة الفجر، ولوالديه الذين أحيانا لا يعينانه على ذلك، ولإمام المسجد الذي قد يتساهل في تفقده.

الشيخ: نجمعهم في رسالة واحدة وهي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، فعلى الوالدين أو على من يرى نائما وقت الصلاة أن يوقظه وأن يأمره بالصلاة، ولا يتركه ينام ويترك الصلاة، اصبر على ذلك، ويعظه ويذكره في ذلك، وبالتعاون إن شاء الله يحصل المقصود، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: هل صحيح أن الفرق بين السحر والشعوذة أن الأول اتصال حقيقي بالشياطين والثاني اتصال وهمي؟

الشيخ: لا فرق بينهما، إلا أن السحر قد يكون حقيقيا وقد يكون تخيليا، والتخييل هو الشعوذة على غير الحقيقة، مِنْ أنه يمشي على الجمر ومن أنه يمشي يجذب السيارة بشعره وأنه ينام على المسامير، هذه شعوذة، وسحر التخييل كذب وليس له حقيقة.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: إذا تبين للمتوضئ أنه لم يكتمل وضوؤه - بأن كان بعض الأعضاء لم يصب بعضه الماء - فهل يغسل هذا العضو فقط أم يعيد الوضوء مرة أخرى؟

الشيخ: إذا تيقن أن بعض أعضائه لم يبلغه الماء أو بقي عليه شيء لم يبلغه الماء فإنه يعيد الوضوء كاملا، وأن يعيد الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا في قدمه لمعة يعني بياضًا لم يصبه الماء فأمره أن يحسن الوضوء كاملا؛ لأن من شروط صحة الوضوء الموالاة في غسل الأعضاء، ولكن إذا فات وقت طويل يعيد الوضوء من أوله ويعيد الصلاة التي فاتت بهذا الوضوء غير الكامل.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض المؤذنين والأئمة يوكلون غيرهم وقد يكونون قريبين، بل قد يكون خروجه في استراحة قريبة ويكثر توكيله دون أن يستأذن الأوقاف، فهل يحل له ذلك؟ وهل من حق الجماعة أن تطالبه بعدم الذهاب وأن ترفع أمره إلى الأوقاف؟

الشيخ: نعم هذا يكون متلاعبا، إذا كان ملتزما بالإمامة ولا يقوم بها ويخرج من غير عذر وإنما للترفيه ويضيع المسجد والجماعة هذا لا يجوز، إذا كان لا يقوم بعمله يتركه لغيره ويقدم استقالته، ومن حق الجماعة أن يطالبوه بالالتزام أو التخلي عن الإمامة، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذه امرأة تقول: نزل عندها الدم قبل الولادة ودخل عليها صلاة الفجر ثم ولدت قبل الظهر، فهل هذا من النفاس؟

الشيخ: ذكر أهل العلم أن ما تراه الحامل قبل الولادة بيوم أو يومين أنه من النفاس، نعم.



مقدم المحاضرة: وسؤالها الثاني تقول: هل يجوز تركيب اللولب لمنع الحمل عند الضرورة؟

الشيخ: أصلا منع الحمل لا يجوز إن كان القصد منه كراهية الحمل أو كراهية تعدد النسل، هذا لا يجوز، حرام، أما إذا كان لأجل مرض وقرر الأطباء أن هذا المرض يستدعي تركيب اللولب هذا لا بأس به؛ لأنه للضرورة.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا إمام مسجد يقول: المؤذن الموجود عندي مسبل ثوبه، فهل لي أن أوكله؟ أم يلزمني أن أوكل غيره ليصلي بالجماعة؟

الشيخ: قبل هذا ولما لا تنصحه هو مسبل ومؤذن؟! تنصحه وتبين له أن هذا كبيرة من الكبائر وأن المسبل لا يصلح مؤذنا، فإما أن يعمل بالسنة ويترك الإسبال وإما أن يبعد عن الأذان؛ لأنه قدوة يراه غيره ويتساهلون في هذا الأمر المحرم والكبيرة من كبائر الذنوب، لا يصلح أن يؤذن إلا إذا تاب إلى الله وقصر ثوبه على السنة وترك الإسبال المحرم.



مقدم المحاضرة: وهذا يقول: صليت إماما في جماعة، وبعد الصلاة قال أحد الجماعة: "إني قد رأيت رجلك لم يتلغها الماء في أول الصلاة"، فأعدت صلاتي أنا، فهل عملي هذا صحيح؟ وهل يلزم هذا الذي بلغني أن يعيد صلاته؟

الشيخ: هذا كما سبق، أنه لا بد من تيقن النقص في الوضوء، مجرد الشك أو الظن بعد تمام الوضوء والفراغ منه - وحصل شك أو ظن - هذا لا يكفي، أنت على طهارة واليقين لا يزول بالشك، لكن إذا ثبت أن وضوءك غير كامل فإن تبين لك وأنت في الصلاة تخرج من الصلاة ولا تستمر، وإن لم يتبين لك إلا بعد الصلاة وأيضا من علم معك واستمر أيضا يعيد الصلاة؛ لأنه يعلم أنك على غير طهارة واستمر معك، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا بعث بثلاث أسئلة، يقول: من يصاب بالعين أحيانا يذهب إلى من يتهمه أنه أصابه، فيأخذ من آثاره من غير علم ويغتسل بها، فهل هذا العمل جائز؟

الشيخ: إذا غلب على ظنه أنه سيبرأ وأنه مصاب من هذا الشخص بالعين فإنه يعمل ما جاء في الحديث، أن يطلب من العائن أن يستغسل - يغسل بدنه - أو يتوضأ ثم ماء الوضوء أو غسالة البدن - وكذلك يغسل أطراف ردائه - ويأخذ الغسالة ويفيضها على جسمه ويغتسل بها، هذا هو العلاج الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "العين حق، ولو أن شيئا سبق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا"، ولا يجد في نفسه، والعائن لا يجد في نفسه إذا قيل له اغتسل لنا أو اغسل إزارك ، لا يجد في نفسه شيئا؛ لأنه امتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا استغسلتم فاغسلوا"، هذا لن يضرك، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وسؤاله الثاني يقول: إنه يعاني من وساوس داخلية، منها ما يتعلق بالخالق سبحانه ومنها ما يتعلق بنفسه، حتى يصل الأمر إلى أن هذا الوسواس يأمرني أن أقتل نفسي أو غيري وأن أعمل أمورا محرمة، فما نصيحتكم لي؟

الشيخ: النصيحة أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وثانيا لا تعبأ بهذا، الوسواس لا يؤثر عليك، ارفضه رفضا تاما ولا تلتفت إليه ولا تتكلم بما وسوست به، أولا تستعيذ بالله من الشيطان، ثانيا لا تتأثر به وترفضه رفضا تاما، ثالثا لا تتحدث به، بل ارفضه واتركه، وسيزول عنك بإذن الله.



مقدم المحاضرة: سؤاله الثالث يقول: ما الفرق بين السنن المطلقة والمقيدة؟ ومتى يجوز لي أن أجمع سُنَّتَيْنِ أو أكثر في صلاة واحدة؟ وما هي السنن التي لا تجمع؟

الشيخ: السنن المطلقة هي التي لم يحدد لها وقت من ليل أو نهار، وأما السنن المقيدة فهي المحددة بوقت، منها الرواتب التي مع الفرائض، مثل صلاة الضحى، مثل صلاة الوتر والتهجد تحدد بالليل فتعتبر مقيدة، نوافل مقيدة بأوقاتها، ولا تجمع بين عدة صلوات في صلاة واحدة، هذا اختصار للأجر واختصار للخير، صلِّ ما تيسر لك، وكلما كثرت الصلاة فهو أحسن وأكثر لك أجرًا، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذه سائلة تقول: استمر عليها دم النفاس أكثر من أربعين يوما، فهل تصلي وتصوم؟

الشيخ: النفاس لا يزيد عن أربعين يوما، ما زاد عنها فليس نفاسا وإنما هو نزيف، فتغتسل وتصلي، هذا مذهب جمهور أهل العلم وعليه العمل، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: أُصَابُ أحيانا بضيق الصدر ولا أعلم السبب، فما توجيهكم لي؟ وهل أذهب إلى الرقاة؟

الشيخ: هذا مثل ما سبق أنه وسواس من الشيطان، وعليه أن يتركه ولا يهتم به، ويزول عنه بإذن الله، وأن يكثر من ذكر الله عز وجل وسيجد الراحة بذكر الله وتلاوة القرآن، قال سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]، وقال سبحانه: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 200].



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: أيهما أفضل بين الأذان والإقامة، الذكر أم قراءة القرآن؟

الشيخ: الأفضل الذكر وصلاة النافلة، قال صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة"، يعني بين الأذان والإقامة، وإن جلس يذكر الله بعد صلاة ركعتين بقراءة القرآن أو بالذكر والدعاء وغيره كله خير، لكن القرآن له وقت آخر والذكر يفوت وقته، فيشتغل بذكر الله عز وجل والقرآن يُجْعَلُ له وقتٌ آخرُ.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليك، وهذه امرأة تقول: إذا على رأسي حناء أو غيره ثم وضعت عليه شيئا من بلاستيك ولفافة، فهل أمسح على هذا الغطاء؟

الشيخ: لا، لا تمسح على الغطاء، وإنما تمسح على رأسها مباشرة لو كان عليه حناء، الحناء لا يمنع المسح، يخترقه الماء ولا يمنع المسح ويصل إلى الشعر، أما إذا كان عليه شيء غير الحناء من الأشياء التي تتجمد وتمنع وصول الماء إلى الشعر فهذا لا يجوز، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذه امرأة تقول: زوجها يلح عليها أن تصف له بعض النساء، فهل إذا امتنعت يكون هذا من عصيانه؟

الشيخ: إذا كان يريد أن يخطب هذه المرأة فيطلب منها أن تصفها له لا بأس، أما إذا كان يريد الاطلاع على النساء ومعرفة محاسنهن فهذا أمر لا يجوز، وإذا أطاعته تعاونت معه على الإثم والعدوان، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا سائل يقول: من يسمع الأذان في البيت ويوقظ أبناءه للصلاة ولكن يصلون في البيت، هل يأثم الأب؟

الشيخ: نعم، يأثم الأب؛ لأن المطلوب منهم أن يصلوا في المسجد، ولا يصلون في البيت إلا إذا كانوا مرضى ولا يستطيعون الخروج؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من سمع النداء ولم يجب فلا صلاة له إلا من عذر"، وقد سَأَلَ الراوي: "ما العذر؟"، قال: "خوف أو مرض"، لا يجوز للرجال أن يصلوا في البيوت وهم يسمعون النداء إلى المساجد القريبة، لا بد أن يجيبوا وأن يذهبوا، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض الشباب يمزح مع زميله فيقول: "أسأل الله أن يجعلك قِطَعًا قِطَعًا"، ثم يندهش المدعو عليه فيقول له الداعي: "يكون ذلك في سبيل الله"، فهل هذا مما ينبغي؟

الشيخ: لا، هذا لا يجوز؛ لأنه ترويع للمسلم، وفيه تعريض، يروع ويخاف، لا يجوز مثل هذا الكلام، لماذا لا يقول: "أسأل الله لك الشهادة في سبيل الله"؟! وهل كل من قطع يكون شهيدا؟ لا، ولكن لو قال: "أسأل الله لي ولك الشهادة في سبيل الله" فهذا دعاء طيب، أما التقطيع يكون شنيعا ولا يعطي أن هذا يكون في سبيل الله.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يدعو لفضيلة الشيخ على مواصلته هذه اللقاءات ويقول: إننا استفدنا كثيرا، ولو لم يكن في هذه المحاضرة إلا هذا اللقاء المبارك لكفانا، رفع الله درجاتك ونفعنا بك وأعلى منزلتك وجمعنا بك وبوالدينا في جنات النعيم، ويقول في سؤاله: إن استخدام الأذان مسجلا في الجوال للتنبيه للوقت، هل هذا سائغ أم لا؟

الشيخ: إذا كان الهدف منه التنبيه ولا يؤذي أحدا - يعني بعض الناس إذا صاروا يقرؤون القرآن في المسجد صاح الجوال بالأذان أو بغيره، شوش على الناس - إذا كان عنده في البيت ويضبطه على الصلاة ولا يؤذي به أحدا فلا بأس به.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا أيضا يقول: إن بعض النغمات تزعج أحيانا المصلين في المساجد، فما توجيهكم لأصحاب هذه الجوالات؟

الشيخ: هذا لا يجوز، أن أؤذي المصلين وأن أشوش عليهم وعلى الذاكرين والتالين للقرآن، فإذا دخلت المسجد تغلق الجوال أو تجعله بصوت منخفض لا يؤثر على من بجانبك.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: كثر من يعبرون الرؤى، فكيف نعرف الموثوق من غيره؟ وهل كل رؤيا نعبرها؟

الشيخ: لا شك أن الرؤى من الله سبحانه، ولها معبروها، إذا عُرِفُوا بذلك وعُرِفُوا بالثقة والدين وَجُرِّبَ عليهم الصدقُ في التعبير فلا بأس أن يُسْأَلُوا، لكن ما كل رؤيا يُسْأَلُ عنها، إنما يُسْأَلُ عن الرؤيا المهمة، وأما الأمور التي تكون أضغاث أحلام ووساوس من الشيطان أو تكون أمورا مزعجة للرائي فإنه يكتمها ولا يفسرها، ولا تضره بإذن الله، التي يكرهها لا يفسرها ولا يطلب تفسيرها من أحد، فيكتمها ولا تضره بإذن الله.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض من يرقي من العين يقول للمرقي عليه: "إنك ستشاهد العائن أثناء رقيتي"، فهل هذا مقبول؟

الشيخ: هذا من التدجيل والكذب، وهذا من الشيطان هو الذي يتراءى ويظهر في صورة شخص ويقول هذا هو العائن، فليحذر من هذا، جاء شخص إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في انعقاد اللجنة ونحن معه، وكان من طلبة العلم الموثوقين، وقال له: "إني أرقي وأرى هذا، فهل يجوز لي أن أستمر؟" فقال له الشيخ: "لا تستمر في هذا العمل"، فتركه - جزاه الله خيرا، فهذا لا يجوز تصديقه، ولا يجوز للراقي أن يظهره، ويُعْتَقَدُ أنه شيطانٌ فلا يصدقه، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: لي أبناء وبنات يُدَرِّسُونَ في مدارس تحفيظ القرآن ولهم رواتب، فهل يجب عليَّ أن أجمعها لهم - أن آخذها وأصرفها عليهم؟

الشيخ: إذا كانوا يحتاجون إلى صرفها اصرفها عليهم، أنت وليهم، أما إذا كانوا لا يحتاجون إلى صرفها فاحفظها لهم، فربما يحتاجونها في المستقبل، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: يعرض في بعض القنوات رسالة ترشيح من الجمهور، الرسالة بخمسة ريالات، فهل يجوز أن أرسل – أرشح؟

الشيخ: هذا من أكل المال بالباطل، يجمعون منكم ومن غيركم مبالغ كبيرة، ثم يعطون الفائز جزءًا والباقي يأكلونه بالباطل، وهذا من القمار، قد يدفع مالا قليلا ويأتيه ملايين أو سيارة مرتفعة القيمة، هذا قمار ظاهر والعياذ بالله، نعم.



مقدم المحاضرة: إذا صلى مسافر الجمعة في بلد مع الخطيب هل يؤدي السنة؟

الشيخ: المصلي الذي يجوز له القصر لا يصلي النافلة، هذا عبد الله ابن عمر - رضي الله عنه - لما سُئِلَ عن هذا قال: "لو كنت مسبحا لأتممت"، أي لو كنت متنفلا؛ لأن النافلة تسمى سبحة، "لو كنت مسبحا لأتممت"، فالذي يقصر الصلاة لا يصلي الراتبة معها، لكن يصلي النوافل المطلقة من قيام الليل والوتر وراتبة الفجر، هذه لا يتركها حضرا ولا سفرا، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟

الشيخ: هذا هو الصحيح، أن الأمر بقراءة سورة البقرة كاملة لا أصل له ولا دليل عليه، وهو تكليف أيضا بالمشقة، والرقية تكون بالآيات، مثل سورة الفاتحة، سورة الإخلاص، سورة الفلق، سورة الناس، تكون بهذه السور الكريمة، سورة الفاتحة لأنها أصل الرقية، ولم يرد أن البقرة تكون رقية، إنما جاء أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولم يأت ما يأمر بقراءتها على المريض، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، هل مشاهدة قنوات السحر من أجل الفرجة هل يأثم من يفعل ذلك؟

الشيخ: نعم؛ لأن هذا من مشاهدة منكر، وربما يتأثر بها ويصدقها فينخلع من إيمانه وينقص دينه، فليبتعد عنها فإنها شر، لا يشاهدها من أجل الفرجة، الفرجة على الشر وعلى الكفر لا يجوز، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يقول: إنه يشاهد بعض القنوات التي يكون فيها من يزعم أنه يعالج، وأحيانا يكون دكتورا ويعرض معظم الأمراض، ويسأل المريض عن اسمه واسم أمه، ثم يقول له: "فيك كذا وكذا، وافعل كذا وكذا"، فهل هذا يجوز؟

الشيخ: هذا ساحر، لماذا يسأل عن أمه؟! والرقية بواسطة البث الفضائي لا أصل لها، وكذلك إخباره أن فيك كذا وكذا، هذا يدعي علم الغيب، هذا ساحر وكاهن ودجال، فلا يجوز تصديقه ولا سؤاله.



مقدم المحاضرة: هل يجوز لي أن أحج وأعتمر عن والديَّ وَهُمَا أحياء؟

الشيخ: لا، إنما إذا كان الوالدان أو أحدهما لم يؤدِّ الفريضة وهو عاجز عن أدائها بجسمه - عجزا مستمرا من كبر وهرم أو مرض مزمن، وهو لم يؤد الفريضة - فإنه يوكلك وتؤديها عنه، في غير هذه الحالة لا يحج عن الحي، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، وهذا يسأل عن زكاة الفطر ويقول: إن من ضمن الأصناف التي جاء النص عليها الشعير، والآن لا يأكله الناس، تأكله البهائم، فهل يجوز أولا إخراجه؟ وهل يجوز إخراج السكر وغيره من المأكولات والزبيب؟ أم أن هذا خاصٌّ بالأصناف التي جاء النص عليها؟

الشيخ: الرسول صلى الله عليه وسلم - لم يشرع صدقة الفطر نظرا لهذا الوقت وهذا البلد الذي فيه النعم وفيه الأطعمة، إنما شرع لعموم المسلمين وفي جميع الأوقات، فمن الناس من ليس عنده إلا الشعير فهو مأكوله، ومنهم من مأكوله التمر، ومنهم من مأكوله الزبيب، ومنهم من مأكوله الأقط كالبادية، فالرسول صلى الله عليه وسلم - يسر على المسلمين بأن يخرجوا من القوت الموجود لديهم من هذه الأصناف ومن غيرها مما يؤكل في البلد، إذا كان بلدا لا يأكل الشعير لا تخرج من الشعير، أخرج مما يأكله أهل البلد، نعم.



مقدم المحاضرة: أحسن الله إليكم، ونختم بهذا السؤال، يقول: في مزرعتنا نخلة طويلة مغارسة - أي تنتج - ونحن نقوم الآن بخلع النخل، وهذه النخلة لها أكثر من عشرين عاما، فهل نخلعها مع تثمينها والصدقة بقيمتها؟ أم ماذا نفعل؟

الشيخ: ينظر إليها ويتصدق بثمنها.

والحمد لله رب العالمين.









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-03-13, 21:23   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الاخ ياسين السلفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الاخ ياسين السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حياكم الله جميعا أهل السنة والجماعة

هذه فتاوى قيمة للعلامة صالح الفوزان حفظه الله في الرقية وما يتعلق بها صوتية ومفرغة ، سائلا الله العلي القدير أن ينفع بها كما أساله سبحانه الشفاء العاجل لجميع مرضى المسلمين إنه جواد كريم .

(( الفتوى الأولى ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : كان عندنا رجل يرقي الناس يقرأ آيات من القرآن ، وكانت نافعة بإذن الله وخاصة من اللّذغ والعين ، لكن كان هذا الرجل عنده بعض البدع الصوفية . السؤال : هل الرقية متعلقة بآيات القرآن أم أنها متعلقة بالراقي نفسه ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
متعلقة بالآيات ومتعلقة بالعقيدة عقيدة الشخص ، فالذي عنده بدع وعنده خرافات لا تذهب إليه ، نعم .

(( الفتوى الثانية ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وهذا سائل يقول : إذا كان هناك من هو أقوى مني إيمانا وأتقى وأعلم ، وأنا أعلم أني على معصية وبي ضعف إيمان ، فهل أطلب منه الرقية أو أن أرقي نفسه أفضل ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
إرق نفسك أنت ولا تطلب الرقية استغن عن الناس ، ولو أنك عاصي ، يعني لازم تكون كامل ما عندك شيء من المعاصي !! كلنا ولا حول ولا قوة إلا بالله ما نخلو من المعاصي ، نعم .

(( الفتوى الثالثة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وفقكم الله : بعض الناس يستمعون إلى الرقية المسجلة ، هل يجوز ذلك ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
ما تغني شيئا الرقية المسجلة ما تغني شيئا لأنها عمل والعمل لابد أن يكون من عامل ، القراءة لا بد أن تكون من قارئ لأنها عبادة والدعاء لابد أن يكون من داعٍ الحديد والمسجل ما هو بإنسان ولا مكلف إنما هو صوت محبوس فقط ، نعم .

(( الفتوى الرابعة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وهذا سائل يقول : من ذهب بابنه إلى من يرقيه وهو صغير لا يميز ، هل الأب يدخل في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
فعل الجائز لا بأس ولكن كونه يرقيه هو أحسن ، أو جاء أحد ورقاه بدون طلب فهو أحسن ، نعم .

(( الفتوى الخامسة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : إذا شعرت بمرض في نفسي وشعرت بالضعف هل أطلب من يرقيني ؟ أم الأفضل أن أصبر وأرقي نفسي ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
ترقي نفسك ، أفضل أنك ترقي نفسك ، نعم .

(( الفتوى السادسة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وهذا سائل يقول :هل هناك صفات خاصة للراقي ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
نعم لا بد أن يكون عن علم ، يرقي بالقرآن وبالأدعية المشروعة ولا يأتي بأشياء مجهولة أو غير صحيحة غير ثابتة ، وأيضا لا بد أن تكون الرقية باللغة العربية لا تكون بلغة أخرى حتى لا يدس فيها شيئا محرما ، ولا بد أن يعتقد أنها سبب وليست هي الشافية وإنما الشافي هو الله ، وإنما الرقية سبب من الأسباب والسبب قد ينفع وقد لا ينفع ، نعم .

(( الفتوى السابعة ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : هل من اكتوى أو استرقى لا يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
الله أعلم ، يعني هذا نقص يكون عنده نقص ، ما هو معناه أنه من استرقى أنه لا يدخل الجنة ؟! معناه لا يكون من السبعين الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ،وإلا هو من الموحدين يدخل الجنة إن شاء الله ، نعم . لكن ما ينال هذه الميزة الذين يدخلون الجنة يتفاوتون بعضهم أفضل من بعض هم درجات عند الله ، نعم .










رد مع اقتباس
قديم 2015-03-13, 21:43   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الاخ ياسين السلفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الاخ ياسين السلفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

وقبل البدء فيها أحب الإشارة إلى قضية يعني: كثر السؤال عنها من كثير من الإخوة، وهي تتعلق بموضوع خطير ومهم وظاهرة، وهي ظاهرةٌ قد تكون سيئة إذا استخدمت استخدامًا غير صحيح وفهمت فهمًا خاطئًا، ألا وهي(قضية الاشتغال بالرقية الشرعية)الاشتغال بالرقية الشرعية.

الكلام في هذا الموضوع يا إخوة طويل ويحتاج إلى تفصيل وتفتيت لأنه متشعب، وبيان أخطاء بعض القراء والوسائل التي يستخدمونها أيضًا تحتاج إلى شيء من البيان، ولكن في مثل هذه العجالة نقرر بعض الأمور الأساسية في هذا الباب، حتى لا تختلط المسائل بعضها ببعض.

توسع كثير من الناس وتصدر في الرقية وتوسع في باب الرقية، حتى صار الأمر فيه شيء من الرجم بالغيب، والرمي بأنواع من هذه الأمراض-والعياذ بالله-، بعلم أو بجهل بطريقة غير صحيحة.

الرقية الشرعية أيها الإخوة: -الرقية عمومًا-قد تكون مباحة وتكون محرمة وقد تكون ماذا؟، شركًا، فإذا كانت مشتملة على بعض الأوراد، والأذكار، والطلاسم، ونحوها البدعية أو الشركية صارت شركًا، إذ فيها استعانة بغير الله-عز وجل-، وإذا كانت بالآيات القرآنية وبالأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة فهي مباحة أو جائزة، هذا من حيث الأصل.

يتوسع الناس في القراءة فيقرأ على المريض، ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي: مرحلة تشخيص المرض، فإذا به يجزم بأن هذا مسحور، وهذا ممسوس، وهذا معيون، وهذا فيه وهذا فيه بأنواع من الكلمات.

لا نمانع، نقول قد يكون كذلك الأمر قد يكون فيه شيء من ماذا؟، من الصحة، قد يكون بعضهم مسحور وقد يكون بعضهم ممسوس إلى آخره، ولكن القضية هي الجزم، القضية في الجزم مباشرة ما أن ينظر له يقول: هذا معيون، وهذا فيه مس، وهذا مجنون، وهذا فيه سحر، وهكذا رجمًا.

ليس هناك عند هؤلاء الذين يقرؤون ما يدل على صحة تلك الدعوى، أقول: ليس عندهم ما يدل على صحة تلك الدعوى، إلا ما كان من ماذا؟، من قولهم التجربة صحيح؟، ما عندهم غير التجربة ثق.

لفتة أنبه عليها: الآيات القرآنية، قراءة القرآن كله خير، والرقية بالقرآن كله خير، لكن تخصيص آيات معينة فنقول: هذه تنفع في السحر، وهذه تنفع في كذا يحتاج إلى ماذا؟، هذا التخصيص يحتاج إلى ما يدعمه ويرشحه للقول به.

نقرأ الفاتحة، سورة البقرة، آيات وسور جاءت فيها النصوص الشرعية تبين ماذا؟، أنها تستخدم أو أنها يعني: يقرأها العبد في باب ماذا؟، الرقية، يرقي نفسه أو يرقي غيره، ما ورد فيه النص سلمنا، وما لم يرد فيأتي أحدهم فيقول هذه الآيات جربتها فوجدتها نافعة ولا يجوز تعديها.

نقول: لا يمنع، نقرأ هذه ونقرأ غيرها، أما تحديد هذه الآيات لا نتجاوزها ولا ينتفع المسحور أو المعيون إلا بها!، نقول: هذا يحتاج إلى ماذا؟، إلى دليل يرشح هذا القول بهذا الحصر، واضح؟.

التجربة في هذا الباب أيها الإخوة لا يعمل بها، أريد أن أشير إلى هذه النقطة وأحقق فيها الكلام نوعًا ما باختصار، ثم أتكلم في النقطة الثانية ثم نقف عندها-إن شاء الله-.
التجربة لا تصح، التجربة في هذا الباب لا تصح، لا أقول في الآيات، لا بل بعضهم يتوسع فيقرأ ماذا؟، في الملح ويقول أن الملح يحرق الجآن، وإذا بالآخر يقرأ ويستخدم ماذا؟، أنواعًا من الأبخرة، وثالثٌ يستخدم الذئب، ورابعٌ يستخدم ذنب الذئب، وخامسٌ يستخدم قدم الذئب، وسادسٌ وسابعٌ وعاشرٌ و..و..ولا ينتهي، كلهم يقولون وجدنا بالتجربة أن هذا ماذا؟، ينفع، إذًا ما هو الضابط؟.

ما هو الضابط في القضية إذا كانت كل هذه تنفع؟، ما الفرق بينه وبين المشعوذ الذي يقول: جربت هذا البخور فوجدته نافع، وجربت هذا الأمر فوجدته نافع، وجربت ذلك فوجدته نافع، صحيح؟، ألا يقولون كذلكم المشعوذون، والكهان؟، أما يقولون جربنا هذا وجدناه نافع؟، يقولون.

إذًا: إذا علمنا ذلك باب التجربة في هذا المكان أو في هذا الموطن لا يسلم بها أبدًا، لأن مجرد الانتفاع فيما هو ظاهر لهذا العبد لا يدل على ماذا؟، على صحة هذه التجربة، والتجربة الأصل فيها أن تكون في عالم المحسوسات-مشاهد-، واضح؟، اسمها ماذا؟، تجربة، اسمها تجربة قابلة للصحة وقابلة للرد.

عدم صحة التجربة في هذا الباب من وجوه، وأعظمها أن عالم الجن عالم غيب، عالم غيب ونحن عالم شهادة، عالم شهادة، قال الله-عز في علاه-: (...إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ...)(الأعراف/2.

إذًا: كيف تتحقق من صدق هذه التجربة؟، قل لي بربك!، هذا يرتبط بالنقطة الأخرى أو الثانية وهي: قراءة بعضهم على بعض المرضى فيتكلم على لسان هذا المريض الجآن، صحيح؟، قد يتكلم، فإذا تكلم قال: أنا اسمي فلان جئت من مكان كذا، وتبدأ المحادثة التي لا تنتهي، كيف دخلت؟، دخلت لأجل كذا، أُخْرُج، ما أَخْرُج، افعل كذا، جرب معه الملح إذًا خرج خلاص، إذًا هذا يفيد، فإذا بهذا القارئ يتعلق بهذا الأمر ويقول جربه في أحد الجن ونفع، وبعد ذلك تبدأ المسيرة-مسيرة التجربة-، واحد تلو الآخر وهذا خطأ، هل يجوز تصديق الجن؟، هذه قضية مبنية على هذه، هذه القول بها مبني على هذا.

يا إخوة: لا شك عالم الجن عالم غيبي، وعالم لشدة كونه من الأمور المغيبات عن الأنظار والإدراك الإنسان شغوف بمعرفته، أليس كذلك؟، كل غريب يعني: أي أمر غريب النفس تستشرف لمعرفة ما وراء ذلك وما فيه، هكذا طبع البشر، فكما أنك تبحث وتتلذذ لسماع مثل هذه الأخبار هم كذلك يتلذذون في ماذا؟، في مخاطبة الإنس وأخذ الحوار معهم ونحو ذلك، كذلك هم عالم كهذا العالم تمامًا.

هل يجوز تصديقهم يا إخوة؟، المسألة تتقرر كالتالي:
الجن الذي دخل في هذا الإنسي غالب الظن أنه ماذا؟، من الكفار، ولا يمنع أن يكون ماذا؟، من فسقة الجن، لأنه كما لا يخفى عليكم أن من الجن كفار ومؤمنين وصالحين وأتقياء وفاسقين وعصاة ونحو ذلك، كما هو الحال في ماذا؟، الإنس سواءً بسواء، فالأصل أو فالغالب أن يكون ماذا؟، كافرًا، ولا مانع من أن يكون مسلمًا ولكنه من فسقة ماذا؟، الجن، من فسقة الجن.

تقول: كيف استنبط ذلك؟، وإذا به يقول: لَمَّا يقرأ عليه القارئ يقول أنا مسلم، يقال لمثل هذا الأخ الذي يقول بمثل هذا الكلام: نرجع إلى القاعدة، لو سلمنا لك جدلًا أنه مسلم، أنه مسلم تنزلًا وجدلًا، هل يحل للمسلم أذية أخيه المسلم؟.

أخرج أبو داوود في السنن: (أن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-قال: لا يحل ترويع المؤمن)لا يحل ترويع المؤمن، فترويع المؤمن من ماذا؟، من المعاصي، من المعاصي بل عده بعض أهل العلم من الكبائر، قد يكون في ترويعه إزهاق لنفسه أليس كذلك؟، فإذا كان الأمر كذلك وهو ترويعه، هذا الجآن الذي دخل في الإنسي هذا ألا يكون قد ارتكب أعظم من ماذا؟، من الترويع!، لا بل قد تعدى الأمر وجعل هذا المسلم المتلبس بهذا الجني، أو متلبس به هذا الجني قد يغيب عن عقله أليس كذلك؟، قد يفعل تصرفات وقد يأتي أمور-والعياذ بالله من المنكرات-والسبب في ذلك تسلط هذا عليه.

إذًا: على أقل أحواله أن يكون هذا الجآن بفعله هذا ماذا؟، فاسقًا، أليس كذلك؟، أنتم معي في الترتيب هذا؟، أقل أحواله أن يكون ماذا؟، فاسقًا، وإذا كان الأمر كذلك فما هو المطلوب من المسلم إن جاءه فاسق بنبأ؟، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ...)فماذا؟، (..فَتَبَيَّنُوا..)(الحجرات/6)، وكيف تتبين؟، قل لي كيف تتبين؟، تستطيع؟، ما تستطيع، ما تستطيع أبدًا، لا تستطيع أنك تتبين أن هذا صادق أم كاذب.

فإذا كان الأمر كذلك: جاء حديث أبي هريرة-حديث تمر الصدقة-قوله-صلى الله عليه وآله وسلم-في آخر الحديث ماذا؟: (صدقك وهو كذوب)، وكذوب من صيغة فعول من صيغ المبالغة، فهذا الأصل فيه أنه قد يصدق لكن متى تدري أنه صدق؟، وكيف تعلم؟، فكان بهذا الأمر ماذا؟، فاسقًا ولا يمكن التثبت من أمره، وهكذا قل ما شئت.

إذا تبين هذا وتقرر نرجع إلى تلك المسألة التي سبقت وهو: بناء كثير من القراء الأقوال التي يقولونها على محادثة حدثت بينه وبين الجآن، أليس كذلك؟، هذا الحال يا إخوة، تتحدث فيخبره أنه فعل كذا وقال كذا و..و..و..و..و..إلى آخره، فيبني عليه هذا القارئ لجهله بهذه الحقائق الشرعية أن هذا الإنسان فعل كذا، وسبب دخول الجآن كذا ويجزم، والمشكلة أنه بنا هذا الكلام على خبر فاسق، وهل يصح أخذ الناس بالظنة؟، ما يصح.

لا بل تجد بعضهم يتألى ويزيد فيقول: أنا مرسل من كذا وهو فلان من الناس مسحور، فإذا به يسأله: من أرسلك ومن الساحر؟، يقول: أخوه، أبوه، عمه أليس كذلك؟، فيرمي ببعض هذه التهم على بعض الأقارب فتتمزق الأرحام وتنقطع الأواصر بسبب ماذا؟، هذا الرجم بالغيب، لا أقول لا مانع قد يكون، لكن لا تجزم ولا تقل بمثل هذا الكلام.

أصلًا المحادثة معه أنت بأي حق عندما تتكلم مع هذا الجن وتستمر معه في المحادثة، بأي وجه حق لك شرعًا أن تبقي هذا الجني في داخل هذا الإنسي يؤذيه ولو دقائق؟، من الذي أباح لك؟، أليس في بقاءه في جسده أذية لهذا المؤمن؟، ها يا إخوة، من الذي أباح لك أن تأخذ وتعطي معه من الحديث؟، فيبقى في جسده هذه الفترة ربع ساعة نصف ساعة، ما الدليل؟، لا دليل.

إذًا: نعلم خطأ وغلط هذه الطريقة، الجن هل هم حدثاء الآن ولَّا من عهد المصطفى-صلى الله عليه وسلم ومن قبل؟، من قبل، هل استخدمت هذه الطريقة المحادثة: (أخرج عدو الله) ما زاد، (أخرج عدو الله)وما زاد، إذًا: الاسترسال في هذه القضية دلالة على ماذا؟، على جهل صاحب هذا الفعل-والعياذ بالله-.

أيضًا: ترى بعضهم عندما يقرأ فيتعلق بمثل كلام هذا الجني يسترسل في القضية مرة وأخرى وإذا به يقول له: أخرج، أَخْرج لا تخرج، من أين أخرج؟، يقول: أخرج من أصبعه أو من أذنه ولَّا خذ ما شئت، قال: لأ لا تقل له أن يخرج من عينه ولا من أنفه لأنه إذا خرج منها سيفقعها أو مو كده؟، يقولون مثل هذا الكلام، إذا خرج منها سيفعل وسيفعل وسيفعل، ما الذي أدراك أنه سيفعل؟.

أنا أسأل: هل الجن استأذنه لَمَّا دخل كيف دخل؟، ألا يحتمل أن يكون دخل من أنفه ومن أذنه ومن عينه، صحيح؟، لماذا إذًا لم يُوَرِّث مثلما هو متخيل؟، واضح؟.

يقول: قرأ عليه فانتفضت قدمه، قال: خرج، وما الذي أدراك أنه خرج؟، قال: قرأت عليه ولم يصرع، وهذا خلل أيضًا، بعضهم يظن أنه بالضرورة أنه إن قرأ عليه أنه يصرع، هذا ليس بلازم، بعضهم قد يقول: قرأت عليه ولما صُرع وخنقته فما تكلم على لسانه، إذًا ليس فيه ماذا؟، جان لأنه لم يتكلم هذا الجآن على لسان هذا المريض، أليس كذلك؟.

يستدل بهذه الحالة على أن هذا المريض ليس فيه ماذا؟، جان، إذًا ماذا فيه؟، فيه حالة نفسية مثلًا، لا يلزم بالضرورة أن يكون كل ممسوس أن الجن هذا يتكلم، قد يكون هذا الجني أخرس، أليس في الإنس خرس لا يتكلمون؟، ما المانع في الجن؟، واضح؟.

أمور من انقاد وراءها وسار خلفها يتوه، بعضهم يغالي في القراءة فيخنق من الوجنتين من هنا حتى يغيب، فإذا بهذا المريض يهذي، يقول: إذًا هذا الذي يتكلم على لسانه مَن؟، الجني، ويبدأ.
يا إخوة: أيما إنسان إن خنقته من هذه الأماكن-من العرقين هذين-، أي إنسان لا بد وأن يصرع، لا بد لأنه عبارة عن حبس للدم لماذا؟، من الصعود إلى المخ، تحبسه، وهذا معروف يستخدمه كثير في الخنق وفي غيره فماذا؟، فيصرع، وهذا الذي يفعل هذا الفعل يستدل بحديث، أو بعضهم يستدل وأنا أعرف بعضهم لا يعرف الحديث أصلًا الاستدلال به.

لكن يخرج لبعضهم أنهم استدلوا بهذا: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا عليه)، لكن ما الذي أدراك لماذا تخنق من هنا؟، اخنق من بطنه، اخنق من قدمه، اخنق من يديه، لماذا تخصص هذا المكان؟، و أيما إنسان لو خنق من هذين المكانين لماذا؟، لَنْصَرَع، ولا يعلم هذا المسكين أنه بحبس الدم من صعوده إلى المخ قد يسبب في ماذا؟، في موت بعض الخلايا كما يقال في المخ، فمن يضمن؟.

آحاد من الناس الذين تصدروا لمثل هذه الفعلة قرؤوا على آخرين وخنقوهم وضربوهم وخَرَّقوهم بالإبر، وقالوا: أنه إذا كان هذا فيه جان يخرج هنا دم أسود، ومات أحد الأشخاص أعرفه مات، ولَمَّا شُرِّحْ وجد أن الموت سببه ماذا؟، هذا التعذيب الذي لُبِّسَ باسم القراءة من هذا الجاهل الأحمق-عفا الله عنه-، واضح؟.

أيما إنسان، ولا شك أن الإنسان حين الصرع أو حين الإغماء يهذي، أليس كذلك؟، أضرب لك مثالًا: انظر عند من ترتفع عنده الحمى ترتفع عنده درجة الحرارة، معروف أن ارتفاع درجة الحرارة يورث ماذا؟، الإغماء، يهذي هذا المريض، يخرج كلمات الذي لا يعرفه يقول: هذا فيه شيء، هل معنى هذا انه ممسوس؟.

طرائق غير صحيحة، الخنق، الضرب، يضرب بكل ما آتاه الله من قوة وكأن القضية قضية انتقام، وتصفية حسابات ويقول: هذا لا يتأثر يتأثَرُ الجني، لا شك قد يكون كذلك الأمر ولكن ليس بالضرورة، مما يدل على أن هذا المسكين تأثر تجده عند انتهاء تلك العملية والمعركة قد ازرق واحمر واسود واخضر آلام من جميع الجهات، ويدعي ذاك أن هذا الضرب إنما وقع على ماذا؟، على الجن.

يا إخوة: قضايا حقيقة عبث بعقول الناس، أسألكم بالله ألا يسع هؤلاء الأدعياء الذين تصدروا لمثل هذا الأمر أن يستغنوا عن مثل هذه الطرائق ويكتفوا بالرقية الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-؟، يسعهم ولا ما يسع؟، ويكتفي بالقرآن وبالسنة الصحيحة، لماذا نتطور ونواكب العصر ونستخدم طرائق جديدة؟، إذا بالآخر يأتي بذئب فيقول، يدخل الذئب على الناس ويقول من ينصرع هذا إذًا فيه ماذا؟، فيه جان لأن الذئب يأكل الجن.

هذا حق يا إخوة، نعم هو مضحك لا شك ولا ريب، ولكن هذا الموجود يستخفون عقول الناس، قد يكون يا أخي هذا الذي يصرع يُصرع خوفًا، أليس كذلك؟.

تأتي لزيد من الناس بأسد أو بذئب أو بنمر أو نحو ذلك من الحيوانات المفترسة ولا تريد أن يصرع!، يصرع، قلوب الناس تختلف قوة وصلابة أليس كذلك؟، فهل هذا المسكين الذي أغمي عليه معنى هذا أنه مريض؟، (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) (الحاقة/30)، ثم ماذا؟، تبدأ العملية الأخرى وهي الضرب والمضروب ويدخل في عالم آخر.

وأيضًا أيها الإخوة: هذا من ضمن جملة الأخطاء التي يقع فيها بعض من تصدر لمثل هذا الأمر، من الأخطاء التفرغ لماذا؟، للرقية، يتفرغ لا شغله ولا مشغلة، لا عمل وإنما يتفرغ بكامل ما عنده لماذا؟، لرقية الناس صباحًا مساءًا، هل هذا الفعل من هدي من سلف؟، لو استقرأت التاريخ لن تجد واحدًا من أئمة الإسلام المشهورين أو المعروفين ومن علماء الملة من تفرغ لهذا الفعل، فرغ نفسه أبدًا لن تجد.

أيضًا من الأمور التي ينبغي أن تراعى: أن الذين تصدروا في هذا الباب بعض الذين لا أقول كل ولكن بعض، تصدروا في هذا الباب هم من جهلة علم الشريعة، والمسألة يا إخوة ليست بالسهلة، المسألة تتعلق بالنفوس والأعراض، فالمسألة دين، والدين جاء لحفظ الضروريات الخمس(النفس والمال والعرض والدين والعقل)، فهذا يتعلق بأمور عظيمة، تجد بعضهم لا يحسن في العلم شيئًا، بل بعضهم لا يعرف ما هي شروط الرقية الشرعية، كيف يكون منه ذلك؟.

ما يصح!، ما يصح!، مسائل تتعلق بأعراض الناس، تتعلق بماذا؟، بعقول الناس بأنفس الناس، ينبغي أن يكون متعلمًا، مما ذكر أهل العلم-عليهم رحمة الله-في مسألة الأخذ والتلقي أن يكون معروفًا بالطلب، فما بالك فيمن تصدر وتشيخ في هذا الباب ويأخذون ويصدرون عن قوله؟.

ومن الأخطاء العظام في هذا الباب أيضًا: وحقيقة هذا خطأ في نظري وقوعه من الراقي قد يكون واردًا، لكن وقوعه من الولي لا أدري كيف عمِّي عليه، اختلاء القارئ أو المقرئ بمن؟، بالنساء اللاتي لا يحل لهن-ليس من محارمهن-، يختلي بها ، من الذي أباح لك تلك الخلوة؟، لا تدعي الضرورة فو الله ليست هناك ضرورة تبيح لك أن تختلي بماذا؟، بمرأة لا تحل لك، كذب، كذب ما في ضرورة أبدًا ولا توجد لا من قريب ولا من بعيد، أخشى أن يكون إتباع لنزغات الشيطان.

ومن الأخطاء العظام وهي مرتبطة بسابقتها: أن يمس هذا القارئ المرأة التي لا تحل له، ولو كانت محجبة بدعوى أنه ماذا؟، أنه يرقيها، إذا بعضهم يقول: لا بد من وضع اليد على الرأس، وآخر لا بد من وضع اليد على الفم، وثالث لا بد من وضع اليد على الرقبة، ورابع لا بد من وضع اليد على البطن، وهكذا كل يدَّعي طرائق، بدعوى أن في هذه الأماكن يتميز، هناك من قال أوسع من ذلك، أقول: كلهم يدعون أن في هذه الأماكن يتميز في حين القراءة وجود الجآن.

والله يا إخوة لعب بأعراض الناس ورب السماء، كيف لهذا المسلم الذي يغار على عرضه في خارج هذا المكان مثلًا مكان الرقية، في الشارع أو في أي مكان يحفظ أهله من ماذا؟، من سهام الذئاب، ثم إذا به يأتي بها صيدة سهلة وينظر ويرى هذا المسكين ما يفعله هذا الدعي بدعوى الجن!.

إن كنت ولا بد فاعلًا يا أيها القارئ اقرأ ولا تمس، لأنه ليس لك أن تمس هذه المرأة التي لا تحل لك ولا يجوز، وما الدليل على الجواز؟، تقرأ؟، صرعت؟، إذًا لماذا تختلي بها إذا كانت صرعت؟، لماذا لا يمسكها زوجها أو وليها، صحيح؟، أنت مهمتك ما هي؟، قراءة فقط، في أمر آخر عندك؟، ما يوجد شيء آخر، لماذا نتعدى؟.

وبعضهم يشترط كشف الوجه، وبعضهم يشترط كشف الساق، وبعضهم وبَعضهم وبعضهم، طرائق ما أنزل الله بها من سلطان يضحكون على عقول المسلمين المساكين بدعوى أن هذه الرقية تقتضي أنا جربت ووجدت يقول لك التجربة خير برهان، ويطلقوا مثل هذه العبارات الجائرة غير الصحيحة في هذا الموطن.

لا تصح إن ترك الكتاب والسنة اعرف أنه على خطأ، وإن تعدى إلى مثل هذه الأخطاء وتوغل فاعلم أنه متوغل في الشر، كتاب وسنة صحيحة فقط، ومن ادعى غير ذلك فاعلم أنه مخالف.

إذا علمنا هذا أيها الإخوة علمنا وظهر لنا حقيقة هذا الأمر وحقيقة بعض المنتسبين إليه وما يفعلونه من الرجم بالغيب.
من القصص التي تحضرني من سخرية هذا الجآن بهذا القارئ يقول: إذا أردت أن تعرف الجن قد خرج اجعل تحت هذا المريض كوبًا من الماء، واقرأ فإذا خرج ينسكب الماء، انظر يستدل بخروج المريض بماذا؟، بانسكاب الماء، طيب ممكن هذا الجن يمد يده أو رجله فيطرحه!، صحيح؟، إيش يمنع؟، أنا اسأل ما المانع؟، وارد هذا الاحتمال؟، إذًا هذا القول غير صحيح.

وآخر يقول: إذا أردت أن تخرج الجان فبخر الحبة السوداء.

وثالث يقول: إذا أردت أن تخرج الجان فائتني بجوارك بأنواع من العلب-علب كأس زجاج-يقرأ يقرأ يقول: خلاص حبسته وأدخلته هنا خلاص، وخذ.

وآخر يدعي يقول: أنا أقرأ، أقرأ وأمعن النظر في هذا المكان أو في هذا المكان من الساعد، وأحدق النظر حتى يجتمع في هذا الموطن الدم من حيث النظر فيحمر هو يقول، الآن أنا أستمع إليه، قال: فبعد أن يجتمع معنى هذا الاجتماع وهذا الاحمرار أنني جمعت الجن وحشرته في هذا المكان، فبعد ذلك آتي بالموس، تعرفون الموس؟، السكين، فأقطع هذا المكان فأقتله، قلت: يموت؟!، قال: نعم، يموت؟!، قال: نعم.

قلت له: من الذي أباح لك قتل هذا الجن؟، بأي وجه حق؟، ما الذي ارتكبه حتى يستحق أن يقتل؟، هل هو قتل نفس؟، لا شك أن الأحكام الشرعية تنطبق على الجميع لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-جاء رسول للعالمين أليس كذلك؟.

لكن ما الذي فعله هذا حتى يستحق أنه يقتل؟، وهذا من الجهل أليس كذلك؟، أن يعاقب المخالف أو المخطئ بأكثر مما فعل، فتقتل وتسجن وتحبس وكأنك ماذا؟، آتاك الله ما لم يؤتِ سليمان.

قال-صلى الله عليه وآله وسلم-في الحديث الصحيح، وكان يومًا يصلي في أصحابه، قال: (لقد عرض عليَّ الشيطان آنفًا في صلاتي فقبضته حتى سال برد لعابه بين أصابعي لولا أني تذكرت دعوة أخي سليمان لجعلته) ماذا؟، (لربطته في سارية من سواري المسجد يلعب به صبيان المدينة)[1]، النبي-صلى الله عليه وسلم-خير الخلق ما فعل وأنت تقتل وتضرب وتحبس وتسجن، واضح؟.
وخذ من هذه الترهات والدعاوى التي لا تنتهي ولا تنقضي، كل ذلك استخفاف بعقول الناس وبدعوى أن الجن عالم لا يعرفه إلا ذلكم الشخص، لا شك هم عالم حق ويجب الإيمان به وبوجوده وأنهم فعلًا يتلبسون لا شك، لكن لا نعطي الأمر ونكذب على الخلق بدعوى ماذا؟، أن لا يذهبوا للآخرين ويأتوا عندي.

فالموضوع أيها الإخوة: جد خطير، والأخطاء في هذا الباب لا تتعدد لمن ترك المنهاج الصحيح والطريق الصحيحة والقويمة التي فيها النجاة، لمن كان مريض ولمن أراد أن يرقي، والأصل في الرقية أن يرقي الإنسان نفسه هذا هو الأصل.

سحر النبي-صلى الله عليه وسلم-الحديث في مسلم، فماذا كان منه-عليه الصلاة والسلام-؟، ما دعا أبا بكر ولا دعا عمر وطلب منهم أن يرقوه ولا ذهب إليهم، إنما ماذا؟، أضحى الله-عز وجل-إليه الملكين وتعرفون القصة في المنام، رأى ملكين أحدهما عند رأسه والآخر عند قدميه، فقال أحدهما للآخر: (ما به؟)، قالوا: (مطبوب)، والطَّبْ هو السحر والطِّبْ هو العلاج هذا، قالوا: (من طَبَّهُ؟)، قال: (لبيد بن الأعصم اليهودي)، أين؟، قال: (في مشط ومشاطة في بئر كذا)، فاستيقظ النبي-صلى الله عليه وسلم-فذهب إلى ذلك البئر وأمر الصحابة أن يستخرجوه.

قالت عائشة-رضي الله عنها-في وصف البئر الذي كان فيه هذا السحر، قالت: (كأنه نقاعة الحناء)، السحر موجود لا ننكره، وليعلم أن سحر النبي-صلى الله عليه وسلم-كان في الأمور الدنيوية، أما في جانب العبادة وفي تبليغ أمر الله لم يسحر فيه ولم يأته شيء أبدًا، قالت عائشة: (كان يخيل إليه-صلى الله عليه وسلم-أنه يأت أهله ولم يأتهم)، أو(أنه يفعل الشيء ولم يفعله).

من أمور الدنيا، إذا علمنا ذلك علمنا أن الأصل ماذا؟، أن يرقي الإنسان ماذا؟، نفسه، ولا يخفى عليكم أن المسلم مطلوب منه أن يرقي ماذا؟، نفسه، ويستعيذ بالله-عز وجل-ومثاله ذلك، أقرب ذلك قبل النوم يستجمع المرء كفيه ويقرأ المعوذات وقل هو الله أحد ثلاثًا وينفث ما استطاع من جسده، أليس كذلك والحديث صحيح؟، وما المراد من هذا الفعل، أليست رقية؟، يرقي نفسه الإنسان ويستعيذ بالله-عز وجل-من هذا الشيطان الرجيم، وهكذا أقول: هذا الأصل، فلا يتوسع الناس.

ومن أخطاء الناس، أقول: مما يورثه فتح باب الرقية بمثل هذه الصورة في كثير من البلدان، اعتقاد الناس في هؤلاء الأشخاص أنهم ماذا؟، ينفعون أو يضرون، والعياذ بالله اعتقاد يؤدي بصاحبه إلى ماذا؟، الشرك بالله والكفر به-سبحانه وتعالى-، النافع الضار هو الله-عز وجل-.

ومن أخطار تصدر أولئك: الغرور الذي يورثه هذا الفعل، فإذا ذلكم القارئ ينفث فيه إبليس أنه هو ماذا؟، صالحٌ تقيٌ قوي الإيمان، هو الذي توفرت فيه تلكم الشروط التي إذا توفرت في العبد استطاع أن يخرج مثل هذه الأمراض، أليس هذا من الغرور يا إخوة؟، هذا عين الغرور، هذا عين الغرور.

وتحضرني قصة في هذا مما ذكره أحدهم في كتاب من كتبه سئلت عنه، قال: أنه قرأ على رجل ووجد فيه جن اسمه شفيق، هذا الجني اسمه شفيق، وقرأ حتى أسلم أظن، وقال: أن في داخل هذا الممسوس عائلة أب وأم وأخوات وإخوة كلهم مجتمعون في جسد واحد، يقول: بعد أن أسلم، قلت له: اذهب وائتني بأخيك وأبيك و...إلى آخره، فيقول: فيذهب ويأتي، أصوات تتغير، يا إخوة نضحك نحن على بعض نحن، ما هذا الاستخفاف، يذهب!، أين يذهب؟، جسد الإنسان متر في متر فين يذهب؟، يقول: يعني يناديه ويأتي، يناديه من أين؟، استخفاف بالقارئ وبعقول القراء، عيب هذا الكلام عيب!، إلى هذه الدرجة بلغنا أن الناس تستخف بعقولنا، وكتابنا يكتبون مثل هذه الكتابات؟، ما في احترام لعقول القراء؟، وأول وآخر وثاني وثالث شفيق والعائلة!، واضح؟.

وأيضًا مما دب هذا القارئ الغرور أن يقول: أنه قال لي بعض الإخوة أن هناك شاب في حينا ممسوس أو مريض نريدك أن تقرأ عليه، قال: وكان ذلكم الشاب يقف على البرندة، إيش البرندة هذه بلغة أهل مصر؟، البرندة هذه: الشرفة التي ينظر منها على الشارع، هم يسمونها برندة، هكذا كتب هو أنا انقل ما كتب، يقول: وكان هذا الشاب واقف على البرندة، قال: فما أن وصلت إلا وخر صريعًا، للساعة قبل أن يصل إليه، رآه من أول الحي وخر صريعًا بالله ما الذي يقذف في خلد هذا الرجل؟، ألا ينقدح في قلبه الغرور؟، أن هذا عنده من الإيمان وقوة الإيمان ما أهله إلا أن الجن ما أن رأوه حتى يصرعوا، أليس هذا من الغرور؟.

وأحدهم يقول: بينما أنا أسير في حي في شارع في حي مَرَّ بجواري رجل فصرع، فقلت: إذًا هذا ممسوس.
قد يكون مريض يا أخي، واضح؟، ما هذا؟، إطلاق هذه الألفاظ على هواهنها، ورميٌ بغير حجة، وتألي وغرور والعياذ بالله.

أيضًا من أخطاء يعني: وقوع بعض القراء-عفا الله عنهم-في مثل هذه الأخطاء أن الشيطان أو أن هذا الجني يستدرجهم، قد يبدأ المرء بداية صحيحة آية وسنة فإذا به شيئًا فشيئًا يحيد فيخرج عن الصراط، جرب مرة الملح ومرة الحبة السوداء ومرة الخل ومرة كذا فوجدها نافعة فإذا هو يحيد عن الطريق الصحيح وإذا به يستخدم هذه الطرائق.

سمعت لأحدهم وهو سطَّره أيضًا في كتابه(البديل الإسلامي لفك السحر)قال، هو يقول في محاضرة له مسجلة، يقول: (وجدت شيئًا لم يجده غيري)أو نحو هذه العبارة، (وهو التسمية على الهواء)هذا الهواء الذي تستنشقونه، عنده مكان للرقية، كيف استدل به؟، قال: (النبي-صلى الله عليه وسلم-قال في الحديث:إذا دخل أحدكم على أهله فليسلم، وإذا بدا يتعشى فليسلم)فماذا يقول الشيطان؟، (لا مبيت لكم ولا عشاء)أليس كذلك؟، وإلا لم يسلم دخل وتعشى إلى آخره الحديث)، يسمى تسمية باسم الله يعني: فليسمي، فيقولفوجدت أن التسمية بما أنها تطرد وتجعل الشيطان لا يدخل لا في البيت ولا يشارك في الكل ولا في الشرب، فأصبحت إذا جئت العيادة)كذا يقول عيادة مثل الطبيب، يقول: (أفتحها وأقول بسم رب هذا الهواء)يسمي على الهواء!، يقول: (فما أن يأتي المريض يفتح الباب إلا ويغمى عليه، لأن هذا الهواء مسمى عليه)، طيب ما المانع أن تسمي على هواء هذا الكون وتريح الناس وتستريح؟، صحيح؟، أغاب هذا الفعل عن النبي-صلى الله عليه وسلم-وبصرت أنت به؟!، أما كان النبي-صلى الله عليه وسلم-يستطيع أن يسمي على هذا الهواء فلا يستنشقه إلا مؤمن؟، هذا من التعدي والاعتداء.

وأخبرتكم فيما سبق أن هذا الرجل قال: (وجدت أن من النافع في الرقية أنه إذا رقيت المريض وأوصيه إذا أراد أن يقرأ المعوذات أن يقول: أعوذ برب الفلق من شر ما خلق)يعني يكمل الآية ولكن يحذف كلمة(قُلْ)، ويقولأعوذ برب الناس)يحذف كلمة(قُلْ)، وإذا رقاه قال: (أقول: أعيذك برب الفلق، أعيذك برب الناس)هكذا يحرف الآية في القرآن، فساقته هذه الترهات، قد يكون قد بدأ صحيحًا ما في ما يمنع، فإذا به قال بالكفر، حذف حرف من كتاب الله-عز وجل-متعمدًا أليس هذا والعياذ بالله من الكفر؟، وكلمة من القرآن أقول: قال بالكفر ولم أقول: كافر انتبه!،لا يأتي آتي فيقول: كَفَّرَه، أنا أقول: قال بماذا؟، بالكفر والعياذ بالله.

وهكذا صاحب كتاب(حوار صحفي مع جني مسلم)حوار صحفي! سين وجيم، سؤال جواب، سؤال قال الجن وقال وقلت وقال صحفي، يا أخي يستخفون بعقول الناس يا إخوة، شر البلية نعم ما يضحك، لكن إذا علمنا ذلك علمنا أن النجاة في ماذا؟، في الإتباع الصحيح بما كان عليه النبي-صلى الله عليه سلم-وأصحابه، ليس لنا إن فتحنا هذا الباب إلا أن نجد أصنافًا وألوانًا من ماذا؟، من الخزعبلات والترهات المستخفة بعقول الناس والمتعدية على أموالهم وأعراضهم وعلى عقولهم، ألا فليتق الله من تصدر لمثل هذا الأمر وليسعه أن يلزم البيت، وليس بلازم أن يفتح الباب على مصراعيه.

يقول أحدهم: يا شيخ يعني نحن نقرأ من باب ماذا؟، تعرفون حجتهم؟، يقولون: نحن نقرأ ونتصدر للقراءة حتى لا يذهب الناس إلى ماذا؟، إلى السحرة والكهان!، قل لي بربك الذي لا شك أن الساحر أعظم جرمًا وخطئًا وخطرًا من هذا ولمن أنت شابهت المشعوذ في هذه الفعال أليس كذلك؟، لا شك لو كانت القراءة بالكتاب والسنة فقط يسمع ولا تسر، أسمع القراءة، أسمع الرقية الشرعية، أظهر لهم الحق، ما في بعد كده، أنت ما الذي أمرك الله به؟، لا بد أن تحنق الناس ولا بد أن يخرج على يديك الجن والإنس؟، ما هو شرط!، ليس بشرط، تقرأ إن كان لكن لا تتفرغ، يا أخي هذا التفرغ فيه محاذير كثيرة، يكفيك أنه لم يكن من هدي من سلف، لم يكن من هدي من تقدم، والسحر والسحرة موجودون منذ قديم العهد وقديم العصر.

فالمقصد-بارك الله في الجميع-: أردت التنبيه على هذا لكثرة ما جاء في هذا الباب من أسئلة وإلحاح، هذه إلماحه، قلت لكم الموضوع متشعب ويحتاج إلى تفتيت وإلى تبيان، ولكن لعل في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقني وإياكم لكل خير، وأن ينفعنا بما نقول ونسمع، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.










رد مع اقتباس
قديم 2015-03-15, 09:07   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا يا أستاذ









رد مع اقتباس
قديم 2015-03-15, 12:16   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قبل فوات الاوان
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
(( الفتوى الثانية ))

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ وهذا سائل يقول : إذا كان هناك من هو أقوى مني إيمانا وأتقى وأعلم ، وأنا أعلم أني على معصية وبي ضعف إيمان ، فهل أطلب منه الرقية أو أن أرقي نفسه أفضل ؟

العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
إرق نفسك أنت ولا تطلب الرقية استغن عن الناس ، ولو أنك عاصي ، يعني لازم تكون كامل ما عندك شيء من المعاصي !! كلنا ولا حول ولا قوة إلا بالله ما نخلو من المعاصي ، نعم .


السلام عليكم،
فوائد جليلة و نفيسة، جزاك الله خيرا اخي الكريم، وانار الله بصرك و بصيرتك.
ومم استفدت منه كثيرا و فرحت به فرحا جما (( الفتوى الثانية )) فوالله لقد كانت تشغل تفكيري دائما، و كنت اعلم انها من وساوس الشيطان، و لكن حين وقفت على قول الشيخ حفظه الله و امد في عمره بالعمل الصالح، ارتحت كثيرا.
بارك الله فيك٬ و الله الموفق و الهادي الى سواء السبيل.
السلام عليكم.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
محاضرةواسئلة, الرقية, الفوزان, صالح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc