شخصيات سطعت في سماء التاريخ\متجدد باذن الله\ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شخصيات سطعت في سماء التاريخ\متجدد باذن الله\

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-10, 13:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 شخصيات سطعت في سماء التاريخ\متجدد باذن الله\

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

سنبدا باذن الله بسلسلة شخصيات سطعت

في سماء
التاريخ

بعون الله نبدا موفقين

ملاحظة
اشكر كل الاعضاء الذين قامو بتقيمي عن هذا الموضوع
جزاكم الله خيرا









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:14   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الريحانة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم

كانت حبيبة النبي ( وريحانته وحافظة أسراره ؛ فقد جلست بجواره ( يومًا فأسرَّ إليها بنبأ جعلها تبكى وتبتسم، فسألتها السيدة عائشة -رضى اللَّه عنها- عن ذلك.

فأجابتها: ما كان لى لأفشى سر رسول اللَّه (. فلما مات النبي (

سألتها فقالت: إن أبى قال لى في أول مرة: "إن جبريل كان يعارضنى القرآن

الكريم في كل سنة مرة واحدة، وإنه عارضنى إياه مرتين هذا العام، وما أراه

إلا قد حضر أجلي". فبكيت، ثم أردف بقوله: "وإنك أول أهلى لحوقًا بي، نعم

السلف أنا لك" فتبسمت. [متفق عليه].

إنها السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي ( التي قالت فيها أم المؤمنين السيدة عائشة -رضى اللَّه عنها-: "ما

رأيت أحدًا من خلق اللَّه أشبه حديثًا ومشيًا برسول اللَّه من فاطمة"
[الترمذي].

وأخبر النبي( أنها سيدة نساء أهل الجنة [الترمذى والحاكم].

وأخبر عنها النبي ( أنها واحدة من خير نساء العالمين. فقال: "خير نساء العالمين أربع: مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون،

وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد" [ابن حجر في الإصابة]. وكان يقول عنها: "فاطمة بضعة مني،

يؤذينى ما أذاها، ويريبنى ما رابها" [متفق عليه].

سُميت -رضى اللَّه

عنها- فاطمة؛ لأن اللَّه تعالى قد فطمها وحفظها من النار، ولقبها النبي ( الزهراء ؛ فكانت ريحانته وأحب بناته إليه؛ لأنها أصغرهن وحافظة نسله (.

وكان إذا دخل عليها النبي قامت له وقبلت يده وأجلسته مكانها، وإذا دخلت عليه ( أخذ بيدها وأجلسها بجواره، ورحب بها أيما

ترحيب. وكان إذا قدم من غزو أو سفر يبدأ بالمسجد فيصلي، ثم يزور ابنته فاطمة الزهراء ثم يأتى أزواجه -رضوان اللَّه عليهن-.

ولدت الزَّهراء قبل بعثة النبي ( وعمره

حينئذ خمس وثلاثون سنة، وذلك في يوم التحكيم عند إعادة بناء الكعبة، يوم

أخمد النبي ( بحكمته وفطنتة نار الحرب بين قبائل قريش المتنازعة حول من يضع الحجر الأسود المقدس في مكانه ؛ فقد بسط رداءه، ووضع فيه ذلك الحجر

وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل منهم بطرف الرداء ثم وضعه بيده الشريفة
في مكانه.

وقد شهدت السيدة فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرة، فقدكان النبي ( يصلى يومًا بالكعبة وبعض سفهاء قريش جالسون،


فانبعث شقى منأشقياء القوم فأتى بأحشاء جزور فألقاها على رسول الله ( وهو ساجد، فلم يزل ساجدًا حتى جاءت فاطمة فأزالت

عنه الأذى. كما كانت أم جميل - امرأة أبىلهب- تلقى الأقذار أمام بيته فيزيلها في هدوء ومعه فاطمة تحاول أن تعيد
إلى المكان نظافته وطهارته.

وقاست فاطمة -رضى الله عنها- عذاب الحصار الشديد الذي فرضه الكفار على المسلمين وبنى هاشم في شِعْب أبى طالب، وعانت

من فراق أمها التي تركتها تعانى ألم الوحدة وحنين الذكريات بعد وفاتها.

وهاجرت الزهراء إلى المدينة وهى في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أم كلثوم، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة. وفى

السنة الثانية تقدم كبار الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنهما- للنبى (

يطلبون الزواج من السيدة فاطمة، لكن الرسول ( اعتذر لهم في رفق، ثم طلبها على بن أبى طالب -كرم اللَّه وجهه- فوافق النبي (.

وقد قَـدَّمَ عَلِـى مَهْرًا للسيدة فاطمة قدره أربعمائة وسبعون درهمًا، وكانت ثمنًا لدرع

أهداها له الرسول ( يوم بدر، واشتراها منه "عثمان بن عفان" -رضى اللَّه عنه- بهذا الثمن، وكان جهازها خميلة، ووسادة من أدم

حشوها ليف، ورحاءين، وسقاء، وجرتين.

وفى يوم زواجها قدم النبي ( طبقًا مليئًا بالتمر لأصحابه وضيوفه الكرام، وفى ليلة البناء كان على قد وُفِّق إلى استئجار

منزل خاص يستقبل فيه عروسه الزهراء بعد تجهيزها، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف. وبعد صلاة العشاء توجه النبي (

إلى بيت الزوجية الجديد ودعا بماء فتوضئوا منه ثم دعا النبي ( لهما بقوله: "اللهم بارك فيهما وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما، فتوضئوا" [ابن سعد].

وبعد عام سعيد مليء بالإيمان رزق اللَّه فاطمة -رضى اللَّه عنها- ابنها الحسن،

فاستبشر النبي ( فيه خيرًا، ثم رُزقت من بعده ابنها الحسين، ثم ولد لهما

محسن الذي توفى وهو صغير، ثم منَّ اللَّه على بيت النبوة بمولودتين جميلتين

هما السيدة "زينب" والسيدة "أم كلثوم"، بنتا الإمام على والسيدة فاطمة

-رضى اللَّه عنهم جميعًا-.

وكانت السيدة فاطمة، وزوجها علي، وابناها

الحسن والحسين -رضى الله عنهم- أعز الناس وأقربهم إلى النبي ( فقد ورد أنه

لما نزل قول الله تعالي فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا

وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ

نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[آل عمران:
61]. دعا رسول الله عليّا وفاطمة والحسن والحسين وقال: "اللهم هؤلاء أهلي"
[مسلم].

وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا" [الترمذي].
وكانت

السيدة فاطمة -رضى الله عنها- تقوم على خدمة زوجها وأولادها، ورعاية

البيت، فكان يصيبها التعب والمشقة، وقال عنها زوجها على بن أبى طالب: لقد

تزوجتُ فاطمة وما لى ولها خادم غيرها، ولما زوجها رسول الله( أرسل معها

بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف، ورحاءين وسقاء وجرتين، فكانت تجرُّ بالرحاء

حتى أثَّرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثَّرت القربة بنحرها، وكانت تنظف

بيتها حتى تغبر ثيابها، وتوقد تحت القدر حتى دنست ثيابها. وكانت السيدة

فاطمة -رضى اللَّه عنها- تشكو الضعف، وتشارك زوجها الفقر والتعب نتيجة

للعمل الشاق الذي أثَّر في جسديهما. وعندما جاءت أباها لتطلب منه خادمة

تساعدها في العمل لم تستطع أن تطلب ذلك استحياء منه، فتولى الإمام على عنها

السؤال وهى مطرقة في استحياء. لكن الرسول ( قال لهما في رفق وهو يقدر

حالهما: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أوتيما إلى فراشكما،

أو أخذتما مضاجعكما، فكبِّرَا أربعًا وثلاثين، وسبِّحَا ثلاثًا وثلاثين،

واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم" [البخاري].

وبعد ستة

أشهر من وفاة الرسول ( انتقلت السيدة فاطمة إلى جوار ربها، ودفنت بالبقيع

في ليلة الثلاثاء، الثالث من رمضان، سنة إحدى عشرة من الهجرة، وكان عمرها

ثمانية وعشرين عامًا.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:20   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ثانية النورين(أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم

ثانية النورين(أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم

"يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة" [ابن سعد].
فمَـنْ تكـون أفضل من حفـصة أم المؤمنين؟
جاء عثمان بن عفان - رضى اللَّه عنه - إلى بيت النبي ( ليلتمس المواساة في زوجته رقية - رضى اللَّه عنها - بعد وفاتها، وجاء عمر بن الخطاب - رضى
اللَّه عنه - يشكو للنبى ( أبا بكر، وعثمان حين عرض عليهما ابنته حفصة، بعد
أن مات زوجها خُنيس بن حذافة السهمى -رضى اللَّه عنه- فقال له النبي (:"يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة". وقد صدقت بشراه ( حيث تزوج هو من حفصة، وتزوج عثمان من أم كلثوم بنت النبي(.ودخلت أم عياش -خادمة النبي ( إلى السيدة أم كلثوم تدعوها للقاء النبي ( لأخذ رأيها في أمر الزواج من عثمان ؛ فلما أطرقت صامتة حياءً من النبي
(، عرف أنها ترى ما يراه ؛ فقال النبي ( لعثمان: "أزوجك أم كلثوم أُخت رقية،
ولوكُنّ عشرًا لزوجتكهن" [ابن سعد]. فنال عثمان بن عفان بذلك الشرف لقب ذى
النورين ؛ لزواجه من ابنتى رسول اللَّه (، فكلتاهما نور بحق، وظلت أم
كلثوم في بيت عثمان زوجة له لمدة ست سنوات لا يفارقها طيف أختها رقية.
ولدت
السيدة أم كلثوم قبل بعثة النبي (، وشهدت ازدهار الإسلام وانتصاره على
الكفر والشرك، وجاهدت مع باقى أسرتها، فشاركت أباها ( وأمها خديجة
جهادهما، وعانت معهما وطأة الحصار الذي فرضه الكفار والمشركون على المسلمين
في شِعْب أبى طالب، ثم هاجرت إلى المدينة المنورة مع أختها فاطمة بعد أن
أرسل النبي ( إليهن زيد بن حارثة ليصحبهن.
وشهدت فرحة انتصار المسلمين
في بدر، وقد تشابهت ظروف أم كلثوم وأختها رقية -رضى اللَّه عنهما- حيث
نشأتا سويّا في بيت النبوة، وخُطبا لشقيقين هما عتبة وعتيبة من أبناء أبى
لهب وزوجته أم جميل، ولكن اللَّه أنقذهما وأكرمهما، فلم يبنيا بهما، وحرم
ولدا أبى لهب من شرف زواجهما.
وفى السنة التاسعة من الهجرة، توفيت أم
كلثوم دون أن تنجب؛ فأرخى النبي ( رأسها الشريف بجانب ما بقى من رفات
أختها رقية في قبر واحد، مودعًا إياها بدموعه.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المرضعة(حليمة السعدية)

أرضعتْ رسول اللَّه (، وأتمتْ رضاعه حتى الفصال، وقد عرف النبي ( لها ذلك

الجميل؛ فعن أبى الطفيلقوله: رأيت رسول اللَّه ( يقسِّم لحمًا بالجعرانة، فجاءته

امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه؟ فقالوا: أمه التي أرضعتْه. [الطبراني].

إنها السيدة حليمة بنت أبى ذؤيب عبد الله السعدية مرضعة النبي( .

قدمت السيدة حليمة -رضى اللَّه عنها- مكة تلتمس طفلاً رضيعًا، وكانت تلك

السنة مقحطة جافةً على قبيلتها -قبيلة بنى سعد- جعلت نساءها -ومنهن حليمة-

يسعين وراء الرزق، فأتين مكة؛ حيث جرتْ العادة عند أهلها أن يدفعوا

بصغارهم الرُّضَّع إلى من يكفلهم. وتروى لنا السيدة حليمة قصتها، فتقول: قدمتُ

مكة فى نسوة من بنى سعد، نلتمس الرضعاء فى سنة شهباء (مجدبة) على أتان

ضعيفة (أنثى الحمار) معى صبى وناقة مسنة. ووالله ما نمنا ليلتنا لشدة بكاء

صبينا ذاك من ألم الجوع، ولا أجد فى ثديى ما يعينه، ولا فى ناقتنا ما يغذيه،

فِسْرنا على ذلك حتى أتينا مكة، وكان الرَّكْبُ قد سبقنا إليها، فذهبتُ إلى

رسول الله ( فأخذتُه، فما هو إلا أن أخذته فجئتُ به رحلي، حتى أقبل عَلى

ثدياى بما شاء من لبن، وشرب أخوه حتى رَوِي، وقام زوجى إلى الناقة فوجدها

حافلة باللبن؛ فحلب وشرب، ثم شربتُ حتى ارتوينا، فبتنا بخير ليلة، فقال لى

زوجي: يا حليمة! واللَّه إنى لأراك قد أخذتِ نسمة مباركة، ألم ترى ما بتنا

به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه؟!

كانت حليمة -رضى اللَّه عنها-

أمينة على رسول اللَّه (، حانية عليه، ما فرَّقت يومًا بينه وبين أولادها

من زوجها، وما أحس عندها رسول اللَّ ه ( شيئًا من هذا.وكان لها من زوجها

الحارث بن عبد العزى أبناء، هم إخوة لرسول اللَّه ( من الرضاعة، وهم عبد

اللَّه، وأنيسة، وحذافة (وهى الشيماء).وكان رسول اللَّه ( َيصِل حليمة، وُيْهِدى إليها، عِرْفانًا بحقها عليه؛

فقد عاش معها قرابة أربعة أعوام، تربى فيها على الأخلاق العربية، والمروءة،
والشهامة، والصدق، والأمانة، ثم ردَّته إلى أمه السيدة آمنة بنت وهب، وعمره
خمس سنوات وشهر واحد.

وقد أحبها النبي ( حُبّا كبيرًا؛ حتى إنه لما أخبرته إحدى النساء بوفاتها -بعد فتح مكة- ذرفت عيناه بالدموع عليها.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:23   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخت الفاروق(فاطمة بنت الخطاب)

سُجل اسمها فى ذاكرة التاريخ ووعى الأمة من خلال إسلام أخيها "عمر بن

الخطاب"، ويكفيها فخرًا واعتزازًا أن دعوة الرسول ( بأن يعز الله الإسلام بأحد العمرين قد تحققت على يديها.

إنها أم جميل فاطمة بنت الخطاب أخت عمر -رضى الله عنهما- فيحكِى عمر بن

الخطاب -رضى اللَّه عنه- قصة إسلامه على يديها، فيقول: خرجتُ بعد إسلام

حمزة بثلاثة أيام، فإذا بنعيم ابن عبد الله المخزومي، فقلتُ له: أرَغِبْتَ عن دين آبائك إلى دين محمد؟ قال: قد فعل ذلك

من هو أعظم عليكَ حقَّا مني. فقلتُ: ومَنْ هو؟ قال: أختك فاطمة وخَتنُك
(صهرك) زوجها، (سعيد بن زيد).

فانطلقتُ فوجدتُ الباب مغلقًا، وسمعتُ هَمْهَمَة، ولما فُتِح الباب - دخلتُ، فقلتُ: ما

هذا الذي أسمعُ؟ قالتْ فاطمة: ما سمعت شيئًا. فما زال الكلام بيننا حتى أخذتُ

برأسها، فقالتْ: قد كان ذلك على رغم أنفك، فاستحييتُ حين رأيت الدم.

وقلت: أرونى الكتاب الذي سمعتكم تقرءون آنفًا. فقالت: إنا نخشاك عليه، فقلتُ:

لا تخافى وحلفت بالآلهة لأردّنه -إذا قرأتُه- إليهم، فقالت: إنه لا يمسهٍ إلا

بالمطهرون، فاغتسلتُ، فقرأتُ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم: (طه. ما أنزلنا علك القرآن
لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشي تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن علىالعرش استوى) [طه: 1-5].

فقلتُ: ما أحسنَ هذا الكلام وأكرمَه، فلما سمع منى خَبَّاب بن الأَرَتّ هذا الكلام

خرج من مخبئه، حيث كان يُقْرِئها وزوجَها القرآن، فلما سمعنى -أَطْرُق على الباب- خشى وتخفّى فيه، فقال: يا

عمر. إنى لأرجو اللَّه أن يكون قد خصَّك بدعوة نبيه، فإنِّى سمعتُه أمس وهو
يقول: "اللهم أيِّد الإسلام بأبى الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب" (وفى
رواية: بأحد العُمَرَيْن) فاللهَ اللهَ يا عمر.

فقلتُ لخباب: دلنى على محمد؛ حتى آتيه فأُُسْلِم. فأخذنى إلى بيت الأرقـم بن أبى الأرقم (على الصفا)، حتى قلت أمـام رسـول اللَّه (، حينئذ كَبَّر رسول اللَّه (،
فكَبَّر الصحابة وهللوا، وأعلنوا فرحتهم. [أبو نعيم].
نشأت فاطمة فى بيت

أبيها الخطاب بن نفيل المخزومى القُرشى صاحب الشرف والرفعة والفضائل
العربية، وأمها هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة.

كانت فاطمة بنت الخطاب صحابية جليلة لها السبق إلى الإسلام، هي وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل -أحد العشرة المبشرين بالجنة- حيث أسلما قبل


دخول النبي ( دار الأرقم، وأنجبت له عبد الرحمن.وقد كان لها دور مهم فى بداية الدعوة، فقد أعطتْ نموذجًا كريمًا للمرأة فى الكتمان والسرية حفاظًا على الإسلام

وعلى رسـول الله (، وضربْت -كذلك- مثالا فى الشجاعة.يروى أن المشركين

هاجموا المسلمين ذات يوم، وكان فيهم الرسول ( وأبو بكر، وضُرب أبو بكر

ضربًا شديدًا، ثم حُمل إلى داره. فلما أفاق سأل أمه "أم الخير": مافعل رسول

اللَّه (؟ فقالت: واللَّه مالى علم بصاحبك ! فقال: اذهبى إلى أم جميل بنت
الخطاب فاسأليها عنه.

فخرجَتْ حتى جاءت أمَّ جميل، فقالتْ: إن أبا بكر يسألكِ عن محمد بن عبد اللَّه،

فقالت أم جميل: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد اللَّه، وإن كنت تحبين أن

أذهب معك إلى ابنك. قالتْ: نعم. فمضتْ معها حتى وجدتْ أبا بكر صريعًا،

فاقتربتْ أم جميل منه، وصاحت: واللَّه إن قومًا نالوا هذا منك، لأهل فسق وكفر،

وإنى لأرجو أن ينتقم اللَّه منهم. قال: فما فعل رسول اللَّه (؟ قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلاشيء عليك منها. قالت:

سالم صالح. قال: أين هو؟ قالت: فى دار ابن الأرقم. قال: فإن للَّه على لا

أذوق طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى آتى رسول اللَّه (. فأمهلتاه حتى سكن

الناس. ثم خرجتا به يتكئ عليهما؛ حتى أدخلتاه علـى رسـول الله (.

وقد روت -رضى اللَّه عنها- عن النبي ( عدة أحاديث.









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:24   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خطيبة النساء(أسماء بنت يزيد)

رُوى أنها أتتْ النبي ( فقالت: يا رسول اللَّه، إنى رسول مَنْ ورائى من جماعة

نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي، وعلَى مثل رأيي، إن الله تعالى قد بعثك إلى

الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك. ونحن -معشر النساء- مقصورات مخدرات،

قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم. وإن الرجال فُضِّلوا

بالجُمعات، وشهود الجنائز، والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد؛ حفظنا لهم أموالهم،

وَرّبينَا أولادهم، أَنُشَاِركُهُم فى الأجر يا رسول اللَّه؟

فالتفت رسول الله( بوجهه إلى أصحابه، فقال: "هل سمعتم مقالة امرأة أحسن

سؤالاً عن دينها من هذه؟". فقالوا: لا واللَّه يا رسول اللَّه، ما ظننا أن امرأة
تهتدى إلى مثل هذا.

فقال رسول الله (: "انصرفى ياأسماء، وأَعْلِمى من وراءك من النساء أن حَُسن

تبعُّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها

لموافقته، يعدل كلّ ما ذكرت للرجال". فانصرفت أسماء وهى تهلّل وتكبر

استبشارًا بما قال لها رسول الله (.[ابن عبد البر فى الاستيعاب].

إنها أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، ابنة عم معاذ بن جبل.وكانت تسمى

-أيضًا- "فكيهة"، وتُكنى بـ "أم سلمة" أو "أم عام الأشهلية".

كانت من النسوة اللاتى بايعهن رسول اللَّه ( يوم الحديبية. تقول : إن رسول اللَّه (

قبض يده وقال: "إنى لا أصافح النساء إنما قولى لمائة امرأة كقولى لامرأة

واحدة أو مثل قولى لامرأة واحدة" [الترمذى والنسائي].

كانت عند رسول اللَّه (، والرِّجال والنِّساءُ قُعُودٌ معه، فقال: "لعل رَجلا يقول ما

فعل بأهله، ولعلَّ امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها" فسكتوا فقالتْ: إى واللَّه

يا رسول اللَّه، إنَّهم ليفعلون وإنهن ليفعلْنَ. فقال (: "فلا تفعلوا،

فإنما مَثَلُ ذلك مَثَلُ شيطان لقى شيطانة فغشيها (أي: جامعها) والناس
ينظرون" [أحمد].

وقد شهدت"أسماء" مع رسول اللَّه ( فتح مكة، ثم امتد بها

العمر حتى شهدت موقعة اليرموك سنة خمس عشرة من الهجرة. ويُقال إنها قتلت

من الروم تسعة بعَمود فُسطاطها (خيمتها).

رَوَتْ عن النبي ( عددًا ليس بالقليل من أحاديثه (، ورَوَى عنها كثيرون










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:27   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صاحبة الهجرتين رقية بنت النبي

كان نزول هذه الآيات تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ . مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ

وَمَا كَسَبَ . سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ . وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ
الْحَطَبِ . فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)[سورة المسد]؛ على رسول الله

( وعيدًا ورحمةً، وعيد لأبى لهب وزوجتِه، ورحمة لرقيةَ وأمِّ كلثوم ابنتى

رسول الله (؛ إذ نجاهما الله من العيش في بيت الشرك والكفر .

ولدت السيدة رقية -رضى الله عنها- قبل الهجرة بعشرين عامًا، ونشأت في

أحضان أبيها رسول الله(، وأمها السيدة خديجة بنت خويلد-رضى الله عنها-.

وكانت رقية -رضى الله عنها- ملازمة لأختها أم كلثوم لتقارب السن بينهما، ولم
يفترقا حتى خطب عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب) السيدة رقية لابنه عتبة،

كما خطب السيدة أم كلثوم لابنه الآخر عتيبة.فلما بُعث رسول الله( وأنزل
الله عز وجل: تبت يدا أبى لهب.

قال أبو لهب لابنه عتبة: رأسى من رأسك

حرام إن لم تطلق ابنته. ففارقها ولم يكن قد دخل بها، وأسلمت رقية -رضى الله

عنها- حين أسلمت أمها السيدة خديجة، وبايعت النبي (، ثم تزوجها عثمان بن

عفان بمكة فكان زواجها سعيدًا موفقًا متكافئًا.

ثم هاجرت رقية مع زوجها

عثمان إلى أرض الحبشة، فكان عثمان أول من هاجر إليها، واستقر بهما المقام

بالحبشة، وسارت بهما الأيام هادئة، حتى أشيع أن أهل مكة قد كفوا أيديهم عن

تعذيب المسلمين والتنكيل بهم، فعادت السيدة رقية مع زوجها عثمان -رضى الله

عنهما-، وبعض الصحابة إلى مكة، ولكنهم فوجئوا بأن أهل مكة مازالوا على

عنادهم يسومون المستضعفين من المسلمين سوء العذاب، فانتظروا قدوم الليل،

ثم دخلوا مكة متفرقين.


وعندما عادت السيدة رقية إلى مكة كانت أمها خديجة

قد لقيت ربها، فحزنت عليها أشد الحزن ، ثم ما لبثت أن هاجرت إلى المدينة

بعد أن هاجر زوجها عثمان من قبل.

ولدت رقية من عثمان ابنها عبد الله وبه

كان يكني، ولما بلغ ست سنوات نَقَرَهُ ديكُ في وجهه، فطمر وجهه فمات،

وكانت رقية قد أسقطت قبله سقطًا وقت هجرتها الأولي، ولم تلد بعد ذلك.
وتجهز

المسلمون لأول معركة مع الكفر في بدر، وتمنى عثمان أن يكون مع المجاهدين،

ولكن زوجته كانت تعالج سكرات الموت بعد مرض شديد -قيل إنه الحصبة- إثر

حزنها الشديد على وفاة ولدها، ولذلك أذن الرسول ( لعثمان بالتخلف ليكون

إلى جوارها يطببها، ولكنها ما لبثت أن لبت نداء ربها في شهر رمضان من

السنة الثانية للهجرة، وكانت أولى بنات النبي ( موتًا، وفى ذلك يقول ابن

عباس: لما ماتت رقية بنت رسول الله ( قال رسول الله (: "الحقى بسلفنا

عثمان بن مظعون" [ابن سعد]. فبكت النساء عليها، فجعل عمر بن الخطاب يضربهن

بسوطه، فأخذ النبي ( بيده، وقال: "دعهن يبكين" [ابن سعد]. ثم قال: "ابكين
وإياكن ونعيق الشيطان، فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة،
ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان" [ابن سعد]. فقعدت فاطمة الزهراء
على شفير القبـر بجـوار رسـول الله (، وهى تبكى ورسول الله ( يمسح الدمع عن
عينيها بطرف ثوبه وعيناه تدمعان [ابن سعد].
ودفنت - رضى الله عنها - بالبقيع ، رحمها الله










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:49   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي سليلة الأنبياء(صفية بنت حيي)

سليلة الأنبياء(صفية بنت حيي)

نصر اللَّه
المسلمين على اليهود في خيبر نصرًا كبيرًا، وكانت هي من بين السبايا، قال
لها رسول اللَّه (: "لم يزل أبوك من أشدّ اليهود لى عداوة حتى قتله اللَّه
تعالي.. يا صفية، إن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى
أن أعتقك فتلحقى بقومك". فقالت: يا رسول اللَّه، إن اللَّه يقول في
كتابه وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)[الزمر: 7 ]. وأنا قد هويتُ
الإسلام وصدَّقْتُ بك قبل أن تدعونى حيث صِرْت إلى رَحْلِكْ، ومالى في
اليهودية أرَبٌ، ومالى فيها والد ولا أخ، وخيّرتنى الكفر والإسلام، فاللَّه
ورسوله أحبّ إلى من العتق وأن أرجع إلى قومي. [ابن سعد].
فلما همت
صفية أن تركب البعير ثنى لها النبي( ركبته لتركب، فأجَلَّتْ رسولَ اللَّه (
أن تضع قدمها على فخذه ؛ فوضعت ركبتها على فخذه فركبت، ثم ركب النبي(
فألقى عليها الحجاب، ثم سارا مع المسلمين حتى إذا كانا على بُعد ستة أميال
من خيبر نُزُلاً مع الجيش منزلاً للراحة، فأراد النبي ( أن يُعرس بها فأبت
صفية، فغضب النبي ( منها في نفسه، فلما كانا بالصهباء على بعد ستة عشر
ميلا من خيبر طاوعته، فقال لها: "ما حملك على إبائك حين أردت المنزل
الأول؟" قالت: يا رسول اللَّه خشيت عليك قرب اليهود. فأكرمها النبي (
على موقفها ذاك وخوفها عليه من اليهود. [ابن سعد].
تقول السيدة صفية
-رضى اللَّه عنها-: دخل على رسول اللَّه ( وقد بلغنى عن عائشة وحفصة
قولهما: نحن أكرم على رسول اللَّه ( منها، نحن أزواجه وبنات عمه، فذكرت له
ذلك، فقال : "ألا قُلتِ: وكيف تكونان خيرًا مني؛ وزوجى مُحمد، وأبى هارون
وعمى موسى" [الترمذي].
وتقول: جئت إلى رسول اللَّه ( أزوره في اعتكافه
في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت معه ساعة، ثم قمت أنصرف، فقام
النبي ( معى يودعني، حتى إذا بلغت باب المسجد، عند باب أم سلمة مر رجلان
من الأنصار، فسلما على رسول اللَّه فقال لهما النبي (: "على رِسلكما إنما
هي صفية بنت حُـيَـي". فقالا: سبحان اللَّه يا رسول اللَّه! وكبر عليهما،
فقال (: "إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإنى خشيت أن يقذف في
قلوبكما شيئًا" [متفق عليه].
ولما كان رسول اللَّه ( في مرضه الذي تُوفى
فيه، قالت السيدة صفية - رضى الله عنها -: واللَّه يا نبى اللَّه ! لوددت
أن الذي بكَ بي. فغمزها أزواجه، فأبصرهن رسول اللَّه ( فقال: "مضمضن".
قُلن: من أى شئ؟ قال: "من تغامزكن بها، واللَّه إنها لصادقة" [ابن سعد].
وكانت
-رضى اللَّه عنها- سخية كريمة ؛ فقد أهدت إلى السيدة فاطمة الزهراء وبعض
أمهات المؤمنين حلقات من ذهب، وتصدقت بثمن دارها قبل وفاتها.
ويروى أن
جارية عندها أتت عمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنه- فقالت له: إن صفية تحب
السبت وتصِل اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك، فقالت: أما السبت فإنى لم
أحبه فقد أبدلنى اللَّه خيرًا منه وهو الجمعة، وأما اليهود فإن لى فيهم
رحمًا لذلك أصلها. ثم قالت للجارية: ما حملكِ على هذا؟ قالت الجارية:
الشيطان. فقالت لها السيدة صفية: اذهبى فأنت حرة.[ابن عبد البر]
هذه هي
أم المؤمنين السيدة: صفية بنت حُيى بن أخطب من ذرية نبى اللَّه هارون. كانت
أمها: برة بنت سَمَوأل من بنى قريظة، تزوجت النبي ( وهى في السابعة عشر
من عمرها؛ إلا أنها رغم صغر سنها؛ تزوجت قبل ذلك مرتين؛ الأولى من سلام بن
مشكم القرظى فارس قومها وشاعرهم، والثانية من كنانة بن الربيع صاحب حصن
القوص؛ أقوى حصن من حصون خيبر.
وتحكى صفية أنها لما تزوجت النبي( رأى بوجهها أثر خُضرة قريبًا من عينها، فقال لها النبي(: "ما هذا؟".
قالت:
يا رسول اللَّه. رأيت في المنام كأن قمرًا أقبل من يثرب حتى وقع في حجري،
فذكرت ذلك لزوجى كنانة فضرب وجهى ولطمنى لطمًا شديدًا، وقال: أتحبين أن
تكونى تحت هذا الملك الذي يأتى من المدينة (يقصد رسول اللَّه (). [ابن
سعد].
وقد وقفت السيدة صفية بجانب الحق حين تعرض أمير المؤمنين عثمان
بن عفان للحصار في منزله ؛ فوضعت خشبًا من منزلها إلى منزل عثمان تنقل عليه
الماء والطعام له.
توفيت - رضى الله عنها - في رمضان سنة 50 من الهجرة -
في خلافة معاوية بن أبى سفيان- ودفنت بالبقيع بجوار أمهات المؤمنين، رضوان
اللَّه عليهن أجمعين.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:50   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أم المؤمنين التقية(أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان)

أم المؤمنين التقية(أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان)

زارها
أبوها، وهى في المدينة، فأبعدت عنه فراش النبي (، فقال لها: يا بنية
أرغبتِ بهذا الفراش عنى أم بى عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول اللَّه وأنت رجل
مشرك نجس، فلم أحبَّ أن تجلس عليه.
قال: يا بنية لقد أصابك بعدى شر.
قالت: لا، بل هدانى اللَّه للإسلام، وأنت يا أبة سيد قريش وكبيرها، كيف
يسقط عنك الدخول في الإسلام، وأنت تعبد حجرًا لا يسمع ولا يبصر؟!
إنها
أم المؤمنين أم حبيبة "رملة بنت أبى سفيان" ذات الحسب والنسب والمكانة؛
فأبوها هو "أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية" وأمها "صفية بنت أبى العاص"،
وأخوها "معاوية بن أبى سفيان" وقد تزوجها النبي ( فكانت سببًا للمودة بين
النبي ( وآل أبى سفيان. وفى هذا نزل قوله تعالي عَسَى اللَّهُ أَن
يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً)
[الممتحنة: 7]. وعوضًا عن صبرها وإيمانها الكبير باللَّه تعالي.
كانت
زوجة لعبيد اللَّه بن جحش، وكان قد تنصر في الجاهلية، ورفض عبادة الأصنام،
فلما جاء الإسلام، أسرع هو وزوجته إلى الدخول فيه، لكنهما أمام جبروت قريش
وقسوتها على الذين آمنوا، اضطرا إلى الفرار من مكة إلى الحبشة، وهناك أنجبا
ابنتهما حبيبة، وبها كانت تُكنَّي، فيقال لها: أم حبيبة.
وفى الحبشة،
ارتد عبيد اللَّه بن جحش عن الإسلام واعتنق النصرانية، وحاولت أم حبيبة
وجميع من هاجروا إلى الحبشة إثناءه عن عزمه، فلم يفلحوا.
وتقص السيدة
أم حبيبة تلك الواقعة، فتقول: رأيت في النوم عبيد اللَّه زوجى في أسوأ صورة
وأشوهها، ففزعتُ وقلت: تغيرتْ واللَّه حاله، فإذا هو يقول حين أصبح: يا أم
حبيبة، إنى نظرت في الدين فلم أر دينًا خيرًا من النصرانية، وكنت قد دِنتُ
بها ثم دخلت في دين محمد، وقد رجعتُ. فأخبرتُهُ بالرؤيا فلم يحفل (يهتم)
بها، وأكب على الخمر حتى مات.
وقد حاول عبيد اللَّه بن جحش أن يجر
امرأته أم حبيبة إلى النصرانية، لكنها - رضوان اللَّه عليها - أبت عليه
ذلك، واستمسكت بعقيدتها وظلت على دينها.. فنجاها اللَّه بصبرها على دينها،
وأبدلها عن زوجها زوجًا خيرًا منه وهو رسول اللَّه (.
دخلت أبرهة خادمة
النجاشى ملك الحبشة عليها، وقالت: ياأم حبيبة إن الملك (تقصد النجاشي) يقول
لك إن رسول اللّه كتب إليه ليزوجك منه (. قالت أم حبيبة: بشَّركِ اللّه
بخير يا أبرهة، خذى هذه منى هدية. وأعطتها سوارين من فضة وخلخالين.
فأرسلت أم حبيبة إلى خالد بن سعيد بن العاص ابن عمها لتوكله في أمر زواجها من رسول اللّه (.
ولما دنا الليل أمر النجاشى "جعفر بن أبى طالب" ومَنْ هناك مِن المسلمين فحضروا فخطب النجاشي، فقال:
الحمد
للّه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لاإله
إلا اللّه وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنه الذي بشّر به عيسى ابن مريم عليه
السلام. أما بعد: فإن رسول اللّه ( كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة رملة بنت
أبى سفيان فأجابت إلى ما دعا إليه رسول اللّه ( وقد أصدقتها أربعمائة
دينار. ثم سكب النجاشى الدنانير بين يدى القوم.
وتكلم "خالد بن سعيد"
وقال: "الحمد للّه، أحمده وأستعينه وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا اللّه
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون. أما بعد: أجبت إلى ما دعا إليـه
رسـول اللّه ( وزوَّجتُه أم حبيبة فبارك اللّه لرسول اللّه. ثم دفع خالد
الدنانير إلى أم حبيبة فقبضَتها. ثم أرادوا الخروج لكن النجاشى استوقفهم
وقال: "اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يُؤْكل طعام على التزويج".
ودعا بطعام فأكل الحاضرون ثم تفرقوا.
تقول أم حبيبة: فلما وصل إلى المال
أرسلت إلى أبرهة التي بشرتنى فقلت لها: يا أبرهة! إنى كنت أعطيتك ما
أعطيتُ يومئذٍ ولا مال عندى بيدي. فهذه خمسون مثقالا فخذيها واستعينى بها.
فأبت أبرهة، وأخرجتْ حُقّا فيه كلُّ ما كنتُ أعطيتُها فردّته علي، وقالتْ:
عزم على الملك أن لا آخذ منكِ شيئًا وأن ا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد
اتبعتُ دين محمد رسول اللّه ( وأسلمت للّه -عز وجل-.
وقد أمر الملك
نساءه أن يبعثن إليكِ بكل ماعندهن من العطر. فلما كان الغد جاءتنى به.
فقدمت بذلك على رسول اللّه ( فكان يراه على وعندى فلا ينكره. ثم قالت
أبرهة: يا أم حبيبة حاجتى إليك أن تقرئى على رسول اللّه ( السلام منى
وتُعلِميه أنى قد اتبعتُ دينه. ثم لطفت بى وكانت هي التي جَهَّزتني. وكانت
كلما دخلت على تقول: لا تنسى حاجتى إليك.
فلما قدمتُ على رسول اللّه (
أخبرته كيف كانت الخِطبة وما فعلت بى أبرهة، فتبسم وأقرأته منها السلام،
فقال: "وعليها السلام ورحمة اللّه وبركاته" [ابن سعد].
وفى ليلة الزفاف
أقام عثمان بن عفان -رضى اللَّه عنه- وليمة في عرس النبي ( وأم حبيبة
-وهى ابنة عمة عثمان : صفية بنت أبى العاص- هذه الوليمة كانت غير تلك التي
أقامها النجاشى في الحبشة عند عقد النكاح.
ولما بلغ أبا سفيان بن حرب
خبر زواج النبي ( من ابنته قال: ذلك الفحل لا يقرع أنفه (أى الرجل الصالح
الذي لا يُرد نكاحه). وقد أحبت أُمُّ حبيبة رسول اللَّه ( حبّا شديدًا،
وآثرت محبته على كل محبة أخري، حتى ولو كانت محبتها لأبيها أو أبنائها أو
إخوانها أو عشيرتها.
وكانت أم حبيبة - رضى اللَّه عنها - تحرص دائمًا
على مراقبة اللَّه - عز وجل - وابتغاء مرضاته، فقد روى عن السيدة عائشة -
رضى اللَّه عنها - أنها قالت: دعتنى أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان
يحدث بيننا ما يكون من الضرائر، فغفر اللَّه لى ولك ما كان من ذلك. فقلت:
غفر الله لكِ ذلك كله وتجاوز وحلَّك من ذلك كله. فقالت: سررتِنى سركِ الله،
وأرسلتْ إلى أم سلمة - رضى اللَّه عنها - فقالت لها مثل ذلك.
هذا وقد
أسلم أبوها أبو سفيان في فتح مكة، وأعطى رسول الله ( الأمان لمن دخل
داره.. ففرحت أم حبيبة بإسلام أبيها فرحة كبيرة، وامتد بأم حبيبة العمر حتى
عَهْدِ أخيها معاوية بن أبى سفيان وتوفيت في سنة أربع وأربعين للهجرة فرضى
اللَّه عنها وأرضاها.
وروت -رضى الله عنها- عن رسول الله ( خمسة وستين حديثًا، وروى عنها كثير من الصحابة والتابعين -رضى الله عنهم أجمعين-










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي صاحب المال الرابح أبو طلحة الأنصاري

صاحب المال الرابح أبو طلحة الأنصاري

إنه
أبو طلحة زيد بن سهل الخزرجي الأنصاري -رضي الله عنه-، أحد النقباء الاثني عشر
الذين حضروا بيعة العقبة، وكان أبو طلحة يعبد شجرة قبل أن يسلم، فأراد أن
يتزوج أم سليم -رضي الله عنها-، وكانت مسلمة، فقالت له: ألست تعلم أن إلهك
الذي تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى، قالت: أفلا تستحي أن تعبد شجرة؟ إن
أسلمت فإني لا أريد منك صداقًا (مهرًا) غيره. قال: حتى أنظر في أمري، فذهب،
ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فقالت لولدها
أنس: يا أنس زَوِّج أبا طلحة، فزوجه.
وحضر أبو طلحة مع الرسول ( كل
الغزوات، وكان ( في غزوة أحد إذا رمى أبو طلحة سهمًا يرفع بصره ينظر إلى
أين يقع السهم، وكان يدفع صدر الرسول ( بيده لخوفه عليه، ويقول: يا رسول
الله هكذا لا يصيبك سهم. [أحمد]. وكان يقول له: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي
لوجهك الوقاء. وفي غزوة حنين قتل أبو طلحة عشرين رجلاً وأخذ أسلابهم.
[أبوداود والدارمي والحاكم].
وكان أبو طلحة أكثر الأنصار مالاً، وكان
أحب أمواله إليه (بيرحاء) وهى أرض بها نخيل، وكانت أمام المسجد، فكان النبي
( يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما نزل قوله تعالى: {لن تنالوا البر
حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: 92]، ذهب إلى النبي ( وقال له: إن أحب
أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا
رسول الله حيث شئت، فقال (: (بخٍ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت
ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)، فقسمها أبو طلحة في أقاربه
وبني عمه [متفق عليه].
وكان أبو طلحة كثير الصيام، وكان حريصًا على
الجهاد رغم كبر سنه؛ لقوله تعالى: {انفروا خفافًا وثقالا}، فكان يقول
لأبنائه: لا أرى ربنا إلا يستنفرنا شبابا وشيوخًا، يا بني جهزوني، فإني
خارج معكم إلى الغزو، فيقول أبناؤه: يرحمك الله يا أبانا، قد غزوت مع
الرسول ( حتى مات، وغزوت مع أبي بكر حتى مات، وغزوت مع عمر حتى مات، فدعنا
نغزو عنك، ولكنه صمم على رأيه، ولبس ثياب الحرب، وخرج معهم، ومات أثناء
غزوة في البحر، ولم يجد الصحابة جزيرة قريبة ليدفنوه فيها إلا بعد سبعة
أيام، ولم تتغير رائحة جسده.
[ابن سعد]. وكان موته -رضي الله عنه- سنة (20 هـ)









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 13:54   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي شهيد اليمامة زيد بن الخطاب

شهيد اليمامة زيد بن الخطاب

إنه زيد بن الخطاب
-رضي الله عنه- أخو عمر بن الخطاب لأبيه، وكان أكبر منه سنًا، وأسلم قبله
واستشهد قبله، وقد آخى النبي ( بينه وبين معن بن عدي العجلاني، وظلا معًا
حتى استشهدا في اليمامة، وكان إيمانه بالله وبرسوله ( إيمانًا قويًّا، فلم
يتخلف عن رسول الله ( في غزوة أو مشهد، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وشهد
بيعة الرضوان بالحديبية، وفي كل مرة يقابل فيها أعداء الإسلام كان يبحث عن
الشهادة.
رآه أخوه عمر يوم أحد، وقد سقط الدِّرع عنه، وأصبح قريبًا من
الأعداء، فصاح قائلا: خذ درعي يا زيد فقاتل به، فردَّ عليه زيد: إني أريد
من الشهادة ما تريده
يا عمر، وظل يقاتل بغير درع في فدائية، ولكن الله لم يكتب له الشهادة في تلك الغزوة.
وبعد
وفاة الرسول (، ارتدت كثير من قبائل العرب، فرفع الصديق لواء الجهاد في
وجوه المرتدين حتى يعودوا إلى الإسلام، وكانت حرب اليمامة من أشد حروب
الردة، ودارت رحاها بين المسلمين وبين جيوش مسيلمة الكذاب، وكاد المسلمون
أن ينهزموا بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون، فلما رأى زيد ذلك، صعد على ربوة
وصاح في إخوانه: يا أيها الناس، عضوا على أضراسكم، واضربوا عدوكم، وامضوا
قدمًا، ثم رفع بصره إلى السماء
وقال: اللهم إني أعتذر إليك من فرار
أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة وأصحابه. ثم نذر ألا يكلم أحدًا حتى
يقضي الله بين المسلمين وأعدائهم فيما هم فيه مختلفون، ثم قال: والله لا
أتكلم اليوم حتى يهزمهم الله أو ألقى الله، فأكلمه بحجتي.
ثم أخذ سيفه،
وقاتل قتالا شديدًا، وعمد إلى الرجَّال بن عنفوة قائد جيوش مسيلمة وقتله،
وكانت أمنيته أن يقتل هذا المرتد، وظل يضرب في أعداء الله حتى رزقه الله
الشهادة.
فحزن المسلمون لموت زيد حزنًا شديدًا، وكان أشدهم حزنًا عليه
أخوه عمر الذي قال حينما علم بموته: رحم الله زيدًا سبقني إلى الحسنيين،
أسلم قبلي، واستشهد قبلي. وكان دائمًا يقول: ما هبت الصبا إلا وجدت منها
ريح زيد، وها هو ذا يقول لمتمم بن نويرة: لو كنت أحسن الشعر لقلت في أخي
زيد مثل ما قلت في أخيك مالك، وكان متمم قد رثى أخاه مالكًا بأبيات كثيرة،
فقال متمم، ولو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه، فقال عمر:
ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 20:36   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشهيد الصادق أنس بن النضر

إنه الصحابي الجليل
أنس بن النضر -رضي الله عنه-، عم أنس بن مالك خادم رسول الله (، وعلى اسمه
يسمَّى، وينسب إلى بني النجَّار في المدينة.
وقد أحب أنس رسوله (، وظل
مدافعًا عنه حتى آخر قطرة دم في جسده، ولم يعلم بخروج النبي ( لقتال
المشركين يوم بدر، فحزن حزنًا شديدًا، ونذر نفسه للشهادة في سبيل الله
ليعوض ما فاته من يوم
بدر.
وذهب إلى الرسول ( نادمًا أن فاتته غزوة
بدر، فقال للنبي (: يا رسول الله، غبت عن قتال بدر، غبت عن أول قتال
قاتلتَ المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين اللهُ ما أصنع، فلما
كان يوم أحد، خرج أنس بن النضر مع المسلمين، وهو يتمنى أن يلقى الله
شهيدًا في هذه الغزوة.
وبدأت المعركة وكان النصر حليف المسلمين إلى أن
خالف الرماة أمر رسول الله (، وتحول النصر إلى هزيمة، وفر عدد كبير من
المسلمين، ولم يثبت مع النبي ( سوى نفر قليل، فلما رأى أنس بن النضر
-رضي الله عنه- ذلك المشهد تذكَّر على الفور وعده لله تعالى، وقوله للرسول (: لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع.
فانطلق
يشق صفوف المشركين قائلاً: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء (يعنى
أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعنى المشركين)، ثم تقدم شاهرًا سيفه،
فاستقبله سعد بن معاذ -رضي الله عنه- فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب
النضر، إني أجد ريحها من دون أحد. وأخذ يقاتل ويضرب بسيفه يمينًا وشمالاً،
حتى سقط شهيدًا على أرض المعركة، وبعد انتهاء القتال حكى سعد بن معاذ
-رضي الله عنه- للنبي ( ما صنعه أنس بن النضر، وقال: فما استطعت يا رسول الله ما صنع.
وقام
الرسول ( وأصحابه ليتفقدوا شهداء أحد، ويتعرفوا عليهم، فوجدوا أنس بن
النضر وبه بضعة وثمانون جرحًا ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم، وقد
مثل به المشركون فلم يعرفه أحد إلا أخته الربيع بنت النضر بعلامة في
أصابعه [البخاري]. وروى أن هذه الآية الكريمة {من المؤمنين رجال صدقوا ما
عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}
[الأحزاب: 23] نزلت في أنس بين النضر ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 20:57   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
تذكار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية تذكار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سيدة نساء قريش( خديجة بنت خويلد )

كان رسول اللَّه ( لا يخرج من البيت حتى يذكرها فيحسن الثناء عليها.
هى
أم المؤمنين، وخير نساء العالمين، السيدة خديجة بنت خويلد -رضى اللَّه
عنها- كانت تدعى في الجاهلية: الطاهرة؛ لطهارة سريرتها وسيرتها، وكان أهل
مكة يصفونها بسيدة نساء قريش، وكانت ذات شرف ومال وحزم وعقل، وكان لها
تجارة، فاختارت النبي ( ليقوم بها، وبرَّرت ذلك الاختيار بقولها له: إنه
مما دعانى إليك دون أهل مكة ما بلغنى من صدق حديثك، وعظيم أمانتك، وكرم
أخلاقك. وقد سمعت من غلامها ميسرة -الذى رافق النبي ( في رحلته إلى الشام
-ما أكد لها صدق حدسها ونظرتها في أمانته وصدقه وحسن سيرته في الناس، فقد
روى لها ما رآه في طريق الذهاب والعودة عن الغمامة التي كانت تظلل النبي (
حين يشتد الحر، وعن خُلق النبي ( وسلوكياته في التجارة، وأخبرها بأنه
كان لا يعرض شيئًا عُنْوة على أحد، وأنه كان أمينًا في معاملاته، فأحبه
تجَّار الشام وفضَّلوه على غيره. كل هذه الأخبار عن النبي ( جعلت السيدة
خديجة - رضى اللَّه عنها - ترغب في الزواج من النبي(، فعرضت نفسها عليه،
وبعثت إليه من يخبره برغبتها في الزواج منه، لما رأت فيه من جميل الخصال
وسديد الأفعال.
وفكر رسول اللَّه ( في الأمر، فوجد التي تدعوه إلى
الزواج امرأة ذات شرف وكفاءة، من أوسط قريش نسبًا، وأطهرهم قلبًا ويدًا،
فلم يتردد.
وتزوج محمد الأمين ( (وعمره خمسة وعشرون عامًا) خديجة
الطاهرة (وعمرها أربعون عامًا)، فولدت له أولاده كلهم - عدا إبراهيم - وهم:
زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة الزهراء، والقاسم، وعبد الله.
وكانت -رضى الله عنها- مثالا للوفاء والطاعة، تسعى إلى مرضاة زوجها، ولما رأت حبه ( لخادمها زيد بن حارثة وهبته له.
وعندما
نزل الوحى على رسول اللَّه ( كانت أول من آمن به. فقد جاءها الرسول (
يرتجف، ويقص عليها ما رأى في غار حراء، ويقول: "زمِّلونى زمِّلوني" أى
غطُّوني. فغطته حتى ذهب عنه ما به من الخوف والفزع، ثم أخبرها - رضى اللَّه
عنها - بما رأى في الغار وبما سمع، حتى قال: "لقد خشيتُ على نفسي".
فأجابته بلا تردد وطمأنته في حكمة بكلماتها التي نزلت عليه بردًا وسلامًا
فأذابت ما به من خوف وهلع، قائلة: "كلا واللَّه، ما يخزيك اللَّه أبدًا؛
إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ، وتُكْسِبُ المعدوم، وتَقْرِى الضَّيف، وتُعين
على نوائب الحق" [البخاري]. ثم سارعت إلى التصديق برسالته والدخول معه
في الدين الجديد.. فكان قولها الحكيم تثبيتًا لفؤاد النبي ( وتسرية عنه.
إنها
لحكيمة لبيبة عاقلة، علمت بشفافيتها ونور بصيرتها حقيقة الأمر، وأن اللَّه
لا يجزى عن الخير إلا الخير، ولا يجزى عن الإحسان إلا الإحسان، وأنه يزيد
المهتدين هدي، ويزيد الصادقين صدقًا على صدقهم، فقالت: أبشر يابن عم واثبت،
فوالذى نفسى بيده، إنى لأرجو أن تكون نبى هذه الأمة.
ثم أرادت أن تؤكد
لنفسها ولزوجها صِدْقَ ما ذَهَبَا إليه، فتوجهت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل
الذي كان يقرأ في التوراة والإنجيل وعنده علم بالكتاب -فقد تنصر في
الجاهلية وترك عبادة الأصنام- فقصت عليه الخبر، فقال ورقة: قدوس قدُّوس،
والذى نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقْتينى يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر
الذي كان يأتى موسى، وإنه لنبى هذه الأمة، فقولى له: فليثبت.
فلما سمعت
خديجة -رضى اللَّه عنها- ذلك، أسرعت بالرجوع إلى زوجها وقرة عينها رسول
اللَّه (، وأخبرته بالنبوة والبشرى فهدَّأت من رَوْعِه.
وكانت -رضى الله
عنها- تهيئ للنبى ( الزاد والشراب ليقضى شهر رمضان في غار حراء، وكانت
تصحبه أو تزوره أحيانًا، وقد تمكث معه أيامًا تؤنس وحشته وترعاه.
ولما
دخل النبي ( والمسلمون شِعْبِ أبى طالب، وحاصرهم كفار قريش دخلت معهم
السيدة خديجة -رضى الله عنها-، وذاقت مرارة الجوع والحرمان، وهى صاحبة
الثراء والنعيم.
فرضى اللَّه عن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، كانت نعم
العون لرسول اللَّه ( منذ أول يوم في رحلة الدعوة الشاقة، آمنت به وصدقته،
فكان إيمانها أول البشرى بصدق الدعوة وانتصار الدين. وثبتت إلى جواره
وواسته بمالها، وحبها، وحكمتها، وكانت حصنًا له ولدعوته ولأصحابه الأولين،
بإيمانها العميق، وعقلها الراجح، وحبها الفياض، وجاهها العريض، فوقفت
بجانبه حتى اشتد ساعده، وازداد المسلمون، وانطلقت الدعوة إلى ما قدر اللَّه
لها من نصر وظهور، وما هيأ لها من ذيوع وانتشار.. فلا عجب إذن إذا ما نزل
جبريل على رسول اللَّه ( يقول: يا رسول اللَّه! هذه خديجة قد أتتك ومعها
إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربِّها
ومنى وبشرها ببيت في الجنة من قصب (من لؤلؤ مجوَّف) لا صَخَب فيه
ولانَصَب (لا ضجيج فيه ولا تعب) [متفق عليه]. ولا عجب إذا ما تفانى رسول
اللَّه ( في حبها، إلى درجة يقول معها: "إنى لأحب حبيبها" [الدولابي].
وكان رسول الله ( ربما ذبح الشاة، ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثها في صواحب خديجة" [الدولابى - عنه ابن حجر في الإصابة].
لقد
كانت مثاًلا للزوجة الصالحة، وللأم الحانية، وللمسلمة الصادقة، وصدق رسول
الله ( إذ يقول: "كُمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة
عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد" [متفق عليه]. وتُوفيت -رضى
اللَّه عنها- في رمضان قبل الهجرة بأعوام ثلاثة، في نفس العام الذي تُوفِّى
فيه أبو طالب: عام الحزن كما سماه رسول اللَّه (، حيث فقد فيه المعين
والسند، إلا رب العالمين. ودفنت بالحجون، ونزل رسول اللَّه ( في حفرتها
التي دفنت فيها، وكان موتها قبل أن تشرع صلاة الجنائز.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 21:28   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ابوشيماءربوح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابوشيماءربوح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أول سفير في الاسلام(مصعب بن عمير)
مصعب بن عمير شابٌ من أكثر شباب قريشٍ رقة ووداعة وثراءً، نشأ منعمًا في ظل والديه، في بيت يزخر بالفاخر من الثياب، والنادر من العطور، زينة فتيان قريش، ودرة مجالسه، تنقلب حياته فجأة، فإذا به يرضى بشظف العيش، ويلبس الجلد الخشن من الثياب!! فما الذي غيره وحوله هذا التحول العظيم؟ بهذا الرضا التام؟

إنه الإسلام، ذلك الدين الذي ما إن لامس قلب الشاب الغض اليافع، حتى وجد لديه قبولاً سريعًا، ذلك أنه -منذ صغره- لم يحمل للإسلام ذرة كراهية، وما نشأ ناقمًا عليه، بل على العكس، سعى إليه في يسر، واستمع إلى رسوله المصطفى في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وسرعان ما أعلن نفسه واحدًا من بين المسلمين.

إنه مصعب الخير (كما سماه رسول الله) أو (مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف) كما تثبته كتب التاريخ، قال عنه رسول الله، فيما رواه عرم ، قال نظر النبي إلى مصعب بن عمير، وعليه إهاب –جلد- من كبش، قد تمنطق به، فقال: "انظروا إلى هذا الذي قد نور الله قلبه، لقد رأيته بين أبويه يغذيانه بأطايب الطعام والشراب، ولقد رأيت عليه حلة شراها أو شريت له بمائتي درهم، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون".

موقف أم مصعب بن عمير من إسلامه :
كان وحيد أمه المدلل، فحرص على إخفاء إسلامه عنها، حتى لا يضايقها، لما يعلم من حبها إياه، ولكن الرياح أتت له بما لا يشتهي، إذ سرعان ما عرف بأمر إسلامه أحد المشركين، وأخبر أمه التي سارعت بحبسه في منزله، حتى يرجع عن دينه، ولكنه استطاع أن يهرب من الحبس، ويفر بدينه مع غيره من المسلمين إلى الحبشة:

عن ليلى بنت أبي حثمة قالت لما اجتمعوا على الخروج -أي إلى الحبشة- جاءنا رسول الله فقال: إن مصعب بن عمير قد حبسته أمه وهو يريد الخروج الليلة فإذا رقدوا قال عامر بن ربيعة: فنحن ننتظره ولا نغلق بابًا دونه فلما هدأت الرجل جاءنا مصعب بن عمير فبات عندنا وظل يومه حتى إذا كان الليل خرج متسللاً ووعدناه فلحقه فيه وأدركناه فاصطحبناه قال: وهم يمشون على أقدامهم وأنا على بعير لنا, وكان مصعب بن عمير رقيق البشر ليس بصاحب رجله, ولقد رأيت رجليه يقطران دمًا من الرقة فرأيت عامر خلع حذاءه فأعطاها, حتى انتهينا إلى السفينة فنجد سفينة قد حملت ذرة وفرغت ما فيها جاءت من مور فتكارينا إلى مور, ثم تكارينا من مور إلى الحبشة, ولقد كنت أرى عامر بن ربيعة يرق على مصعب بن عمير رقة ما يرقها على ولده وما معه دينار ولا درهم وكان معنا خمسة عشر دينار.

هاجر مصعب بن عمير الهجرتين :
وهاجر هجرة الحبشة الثانية، وما إن عاد إلى مكـة حتى كان رسول الله يعده لمهمة هامة وجليلة، وهي أن يكون رسول رسول الله ، إلى معقل الإسلام الأول: إلى المدينة المنورة: عن عروة قال فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار من بني مالك بن النجار منهم: معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ومن بني زريق ورافع بن مالك وذكوان بن عبد قيس ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير..

ثم قالوا له: قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله به أمرك ونحن لله ولك مجتهدون وإنا نشير عليك بما ترى فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم إلى الله ورسوله, فلعل الله يصلح بيننا ويجمع أمرنا فإنا اليوم متباعدون متباغضون, وإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك, ولكن نواعدك الموسم من العام المقبل فرضي رسول الله الذي قالوا فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرًّا وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به ودعا إليه بالقرآن حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة..

ثم بعثوا إلى رسول الله أن ابعث إلينا رجلاً من قبلك فيدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس سرًّا ويفشو الإسلام ويكثر أهله وهم في ذلك مستخفون بدعائهم ثم إن أسعد بن زرارة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر مرى أو قريبًا منها فجلسنا هنالك وبعثنا إلى رهط من أهل الأرض فأتوهم مستخفين..

فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ فأتاهم في لأمته معه الرمح حتى وقف عليهم فقال: علام يأتينا في دورنا بهذا الوحيد الفريد الطريح الغريب يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم إليه لا أراكم بعدها بشيء من جوارنا, فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية ببئر مرى أو قريبًا منها فأخبر بهم سعد بن معاذ الثانية فواعدهم بوعيد دون الوعيد الأول, فلما رأى أسعد منه لينًا قال: يا ابن خالة اسمع من قوله, فإن سمعت منكرًا فاردده يا هذا منه, وإن سمعت خيرًا فأجب إليه, فقال: ماذا يقول فقرأ عليهم مصعب بن عمير {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف: 1- 3]..

فقال سعد بن معاذ: ما أسمع إلا ما أعرف, فرجع وقد هداه الله ولم يظهر لهم الإسلام حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام وأظهر إسلامه, وقال: من شك فيه من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى فليأتنا بأهدى منه نأخذ به, فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد ودعائه إلا من لا يذكر, فكانت أول دور من دور الأنصار أسلمت بأسرها, ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة, فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل عنده يدعو ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة, وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم فكان المسلمون أعز أهلها وصلح أمرهم ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله .

فذات يوم كان مصعب جالسًا ومعه سعد بن زرارة وهو يعظ الناس ففوجئ بقدوم أسيد بن حضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة وهو يكاد ينفجر من فرط الغضب على ذلك الرجل الذي جاء من مكة ليفتن قومه عن دينهم، فوقف مصعب أمام أسيد وقد كان ثائرًا، ولكن مصعب انفجرت أساريره عن ابتسامة وضاءة وخاطب أسيد قائلاً: أو لا تجلس فتستمع؟ فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره. قال أسيد: أنصفت. وركز حربته وجلس يصغى وأخذت أسارير وجهه تنفرج كلما مضى مصعب في تلاوة القرآن وفي شرح الدعوة للإسلام, ولم يكد يفرغ من كلامه حتى وقف أسيد يتلو الشهادتين.

سرى النبأ في المدينة كالبرق فجاء سعد بن معاذ وتلاه سعد بن عبادة وتلاهم عدد من أشراف الأوس والخزرج. وارتجت أرجاء المدينة من فرط التكبير. وفى موسم الحج التالي لبيعة العقبة قدم من يثرب سبعون مسلمًا من بينهم امرأتان، وكان ذلك فاتحة مباركة لهجرة الرسول إلى المدينة.

وعاد مصعب إلى رسول الله ، يحمل له البشرى في مكـة، وبلغ أمه أنه قد قدم فأرسلت إليه يا عاق أتقدم بلدًا أنا فيه لا تبدأ بي, فقال: ما كنت لأبدأ بأحد قبل رسول الله , فلما سلم على رسول الله وأخبره بما أخبره ذهب إلى أمه, فقالت: إنك لعلى ما أنت عليه من الصبأة بعد, قال: أنا على دين رسول الله وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله, قالت: ما شكرت ما رثيتك مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب, فقال: أقر بديني إن تفتنوني, فأرادت حبسه, فقال: لئن أنت حبستني لأحرصن على قتل من يتعرض لي، قالت: فاذهب لشأنك, وجعلت تبكي, فقال مصعب: يا أمة إني لك ناصح عليك شفيق, فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله, قالت: والثواقب لا أدخل في دينك, فيزري برأيي ويضعف عقلي, ولكني أدعك وما أنت عليه وأقيم على ديني.

وهكـذا أتيح له هو الوحيد أن يسلم على يده هذا العدد من الأنصار، حتى كادت المدينة كلها تدين بإسلامها لمصعب .

وكان مصعب بن عمير أول من جمع الناس للجمعة بالمدينة:
عن الزهري قال: بعث رسول الله مصعب بن عمير بن هاشم إلى أهل المدينة ليقرئهم القرآن فاستأذن رسول الله أن يجمع بهم, فأذن له رسول الله وليس يومئذ بأمير, ولكنه انطلق يعلم أهل المدينة, قال معمر: فكان الزهري يقول: حيث ما كان أمير فإنه يعظ أصحابه يوم الجمعة ويصلي بهم ركعتين.

شهد مصعب بن عمير بدرا واختاره الله للشهادة في سبيله يوم أحد :
حمل مصعب لواء المسلمين في أحد، في الطبقات لابن سعد عن أهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل ابن قميئة وهو فارس فضرب يده اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144], وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144], ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء, وسقط شهيدًا وأرضاه.

عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم أن عبد الرحمن بن عوف أتى بطعام وكان صائمًا فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني, كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه, وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني, ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط, أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا, وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا, ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.

قتل يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة وهو ابن أربعين سنة أو يزيد شيئًا.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-10, 22:19   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ouahed
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجمال كل الجماااااال مشكور










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اللهو, التاريخ\متجدد, باذن, سلام, شخصيات, سطعت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc