|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2020-06-27, 18:26 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
هل نحن موجودون حقا؟
السلام عليكم
|
||||
2020-06-27, 20:56 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
وعليكم والسلام أزووول، |
|||
2020-06-28, 17:04 | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته هذا الشرط المشار الية باللون الاخمر يخرجنا عن الطريق الصحيح في اجابة هذه الاسئلة فان لم تكن الشريعة هي مصدر الاجابة فلن تجدي دليل يصل بكِ الي النور والهدي |
||||
2020-06-28, 17:27 | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته يقول الله تعالي ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) التين/4 خلق الإنسان في أحسن صورةٍ وشكلٍ منتصبَ القامة سويَّ الأعضاء ، حسَنَها" كما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/680) . وقال القرطبي رحمه الله : " في أحسن تقويم : وهو اعتداله واستواء شبابه كذا قال عامة المفسرين . وهو أحسن ما يكون لأنه خلق كل شيء مُنكبّاً على وجهه وخلقه هو مستوياً ، وله لسان ويد وأصابع يقبض بها . وقال أبو بكر بن طاهر : مزيّناً بالعقل مؤديا للأمر ، مهديا بالتمييز مديد القامة ، يتناول مأكوله بيده " انتهى من تفسير القرطبي (20/105) . و لي عودة لاسكتمال الاجابات
|
||||
2020-06-29, 12:00 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
هل نحن عبارة عن روبوتات ام اننا ارقى من ذلك ؟ أرى نفسي كائنا متحركا و لكن الروباتات كائنات ساكنة . |
|||
2020-06-29, 13:31 | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
اقتباس:
السلام عليكم هده أسئلة وجودية أجاب عنها الإسلام و ما عليك إلا إعادة قراءة القرآن الكريم بتدبر كما أجابت عنها الفلسفة وانقسمت بسببها إلى مدارس وفقا لهده الإجابات الفلسفة المادية تعتبر الإنسان آلة بيولوجية تفنى و تتهالك مع الزمن ويكون مصيرها الى العدم أما الإسلام فيقرر أنه نفس و روح قبل أن يكون جسدا وان سألتني عن الروح فأقول لك الروح من أمر ربي فالعقل محدود ولا يدرك كل شيء وما لا يدركه العقل حسيا تسميه الفلسفة ما ورائيات و بمفردات القرآن الكريم هو غيب والإيمان بالغيب ركن أساسي في العقيدة الإسلامية يقول الله عز وجل : لَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) سورة البقرة نعم التفكير محدود فهناك في الرياضيات و الفلسفة مثلا ما يسمى مفارقاتparadox بعضها لم يحل مند أن وضعت من مآت السنين وسأكتفي بمفارقة فلسفية أوردها ابو حامد الغزالي للدلالة على قصور العقل في كثير من الأمور و هو التساؤل التالي هل يستطيع الله أن يخلق صخرة كبيرة لا يستطيع حملها فهدا سؤال بلا معنى و لكنه مجرد رصف للكلمات نعم نحن محددون بأعمار في هده الدنيا يقول الله عز وجل : إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ غ– وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا غ– وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ غڑ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34 سورة لقمان الانسان هو من يشكل واقعه والظروف التي هو محاط بها هي أقدار الله يقول الله عز وجل ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى)سورة النجم حدود هدا العالم لا يعلمها الا الله و العلم حافل بالجديد عنه كل يوم يقول الله عز وجل: وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً غڑ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)سورة النحل االادراك و الوعي لا علاقة له باللغة حسب فهمي فاللغة وسيلة للتواصل وآداة للتفكير ومصادر معرفة الكون الدي حولنا هي حواسنا ثم عقولنا اقتباس:
أختي الفاضلة المسلمون لهم إسهامات كثيرة في شتى فنون العلوم في الماضي و الحاضر كغيرهم من الامم الاخرى لكن نحن من لايسمع بهم و أخيرا نحن كمسلمين نقرأ هدا العالم و نفهمه انطلاقا من الشرع و لا شيء غيره ونستأنس بعد دلك بالعلوم و الفلسفات التي لا تعارضه نعم ديننا هو الحقييقة المطلقة |
|||||
2020-06-29, 17:13 | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
اقتباس:
من المستحسن أن نقف قليلاً عند معنى التفكير والفكرة ففي قواميسنا اللغوية جاء تعريفُ الفكرةِ كما في المعجم الوسيط بأنَّها:إعمالُ العقلِ في المعلومِ للوصولِ إلى معرفة المجهول. وأمَّا تعريفاتُ المفكِّرين لها فكثيرة ومنها أنَّ التفكير: التقصّي المدروس للخبرة من أجل غرضٍ ما ! وقال آخرون:التفكيرُ عمليةٌ ذهنية يتفاعل فيها الإدراكُ الحِسّي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف كما أنَّه يحصلُ بدوافعَ وفي غيابِ الموانع . هكذا عرَّف العلماءُ والمفكرون التفكير ولهم في ذلك تعريفاتٌ عديدة تفوق ثلاثين تعريفاً لو أردنا إحصاءَها لطال بنا المقام لكني حاولتُ أن آتيَ بالمختصر المفيد منها وكتاب الله يدعونا إلى التفكر: لقد حثَّ كتاب الله تعالى أشدَّ الحثِ على التفكر والتفكير وقد أحصى بعض العلماء الكلماتِ التي تدعو إلى التفكر في كتاب الله فوجدوا أنَّ أكثر من (650) آية في القرآن الكريم تحث على التفكر والتدبر والتعقل والنظر والتأمل فكتاب الله تعالى هو أكبر هادٍ لنا لكي نتفكر ونتدبر ونحن نجد فيه تلك الآيات الحاثَّة على ذلك ومنها الحثُّ على التفكر في النفس قال الله تعالى وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) سورة الذاريات وعلى التفكر في مخلوقات الله فقال تعالى أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) سورة الغاشية ليعلم المرء أنَّ خالق تلك المخلوقات هو الله تعالى فيعبُده ويوحدُه ويفرده بالعبادة دون سواه. ومن ذلك: قولُه عز وجل أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ (82) سورة غافر فهنا دعوة صريحة للسير في الأرض والتفكر في أحوال الغابرين من الأمم الهالكة الذين عصوا أوامر الله فأنزل الله عليها سخطه وعذابه ليكونوا للناس محلَّ تفكر وعبرة وتبصُّر كما قال تعالى وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الحشر ومن الآيات كذلك قولُه تعالى قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ (46) سورة سبأ وقولُه تعالى أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) سورة الروم وقولُه تبارك وتعالى وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) سورة النحل وقد أرشدنا الله أن يكون تفكيرُنا تفكيرًا كُليًّا في قول الله عز وجل: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [البقرة: 220،219] يدعونا الله عز وجل إلى أن يكون تفكيرنا تفكيرًا كليًّا يربط بين حياة الدنيا والآخرة كما يربط هذا القول بين الآيتين ويصل إلى العلاقة بينهما ولا يتوقَّف تفكيرنا على حدوده الدنيا مما يجعله لا قيمة ولا معنى ويختل معه قيمة الإنسان وقيمة وجوده فحياة الإنسان ممتدة في الدنيا والآخرة معًا. و هنا يحضر بين ايدينا اجابة سؤالك بعد استثارة التفكُّر والتدبُّر في أمر الدنيا والآخرة لأن التفكُّر في الدنيا وحدها لا يُعطي العقل البشري ولا القلب الإنساني صورةً كاملةً عن حقيقة الوجود الإنساني وحقيقة الحياة وتكاليفها وارتباطاتها ولا يُنشئ تصوُّرًا صحيحًا للأوضاع والقيم والموازين فالدنيا شطر الحياة الأدنى والأقصر والآخرة هي شطر الحياة الآخرة الأبدية ولذلك فإن بناء الشعور والسلوك على حساب الشطر القصير لا ينتهي أبدًا إلى تصوُّر صحيح ولا إلى سلوك صحيح ولكن ربطها بشعور الآخرة وما فيها من جزاء وما فيها من قيم وموازين يُؤدي إلى أن تطمئنَّ النفس وتسكن وتستريح وبهذا التكامل تتضح الصورة الكاملة لحقيقة الوجود الإنساني. ومن اللافت للنظر أن يأتي هذا القول أيضًا بين تساؤلات عدة في سورة البقرة فتسبقه تساؤلات: • ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ [البقرة: 189]. • ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ ﴾ [البقرة: 215]. • ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 217]. • ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 219]. • ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ [البقرة: 219]. ويتبعه تساؤلات: • ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 220]. • ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ﴾ [البقرة: 222]. وكل هذه التساؤلات كانت تشغل تفكير الفئة المؤمنة وموضوعاتها ترتبط بالحياة الدنيا فجاءت الإجابات عليها تنزيلًا من رب العالمين إجابات تربط بين ما يجب أن نفعله في الدنيا ونتائجه في الآخرة. ومن هنا يجب على المؤمن دائمًا أن يمتدَّ تفكيرُه في كل ما يفعله في الدنيا إلى ما سيلقاه نتيجة هذا الفعل في الآخرة فتكون إحدى عينيه ناظرةً إلى فعله في الدنيا وعينه الأخرى ناظرة إلى عطاء الله له في الآخرة. وهنا يأتي التوجيه القرآني بضرورة أن يكون التفكير ذا بُعْدَينِ أو جناحين هما الدنيا والآخرة معًا للتوصُّل إلى العلاقة بينهما ليكون التفكير كُليًّا. لقد نعت الله الذين يتبعون هذا التفكير بأنهم ﴿ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ وأن لديهم الحكمة ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269]. فقد جاء هذا الوصف بعد دعوة الله للإنفاق من أجود ما يَمتلكه المؤمن من مال في هذه الحياة الدنيا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267]. |
||||
2020-06-30, 09:58 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
الحمد الله سبحان الله |
|||
2020-06-30, 16:41 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الموت والأجل من قضاء الله وقدره الذي كتبه في اللوح المحفوظ عنده سبحانه قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة فلا يلحقه تغيير ولا تبديل فقد كتبه سبحانه بعلمه الذي لا يخطئ ومشيئته التي لا تتخلف . يقول الله عز وجل : ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المنافقون/10-11 ويقول تبارك وتعالى : ( قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ . أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) نوح/2-4. وذلك لا يعني أن الموت والأجل غير خاضعين لقانون السببية الذي خلقه الله في هذا الكون بل أَمْرُ الموت كسائر ما يقدَّر في هذه الدنيا مبنيٌّ على الأسباب المادية المكتوبة أيضا في اللوح المحفوظ . فمن رغب أن يحفظ القرآن الكريم – مثلا – فلا بد أن يأخذ له أسبابه : من قراءة ومراجعة واستماع وتَكرار ونحو ذلك فإذا استكمل هذه الأسباب أتمَّ الحفظ وإن قَصَّرَ فيها لم يُتِمَّ ما أراد . وعلم الله تعالى الأزلي محيطٌ بما سيكون من هذا الإنسان فهو سبحانه يعلم إن كان سيجتهد في الحفظ والتلاوة أو سيقصر في ذلك وأَمَرَ بِكَتبِ ذلك المعلوم الذي لا يخطئ في اللوح المحفوظ عنده سبحانه . وكذلك الموت : له أسبابه المادية التي يعلمها جميع الناس كالسقوط من شاهق والجرح الغائر في المقاتل والأمراض الخطيرة ، ونحو ذلك . كما له أسبابه المادية التي تؤخره وتؤجله : كحفظ الصحة والبعد عن أماكن الخطر ونحو ذلك . وأيضا الأسباب المعنوية التي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها تزيد في العمر وتمد الأجل كالدعاء وصلة الرحم وبر الوالدين وأعمال البر كلها . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) . رواه البخاري (2067) ، ومسلم (2557) وعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلاَّ البِرُّ ) رواه الترمذي (رقم/2139) وقال : حسن غريب . وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (154) فمن أتى بهذه الأسباب استحق زيادة العمر ومن نقص أسباب الحياة فقد عرَّض نفسه للموت وكل ذلك – سواء الأسباب أو المسببات – معلومة مكتوبة عند الله تعالى في ابتدائها وانتهائها لا تتغير لأنها معلومة لله على ما ستكون مهما غير العبد من أسبابه رفعت عنها الأقلام وجفت بها الصحف . وهذا معنى قوله سبحانه : ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) فاطر/11. يقول ابن عباس في تفسير هذه الآية : " ليس أحد قضيت له طول الحياة والعمر إلا هو بالغ ما قدرت له من العمر قد قضيت ذلك فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي قدرت له لا يزاد عليه ليس أحد قضيت له أنه قصير العمر ببالغ العمر ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له فذلك قوله : ( ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ) يقول : كل ذلك في كتاب عنده " انتهى. رواه البيهقي في "القضاء والقدر" (1/218) يقول البيهقي رحمه الله : " والمعنى في هذا أن الله جل ثناؤه قد كتب ما يصيب عبدا من عباده من البلاء والحرمان والموت وغير ذلك وأنه إن دعا الله تعالى أو أطاعه في صلة الرحم وغيرها لم يصبه ذلك البلاء ، ورزقه كثيرا وعمّره طويلا وكتب في أم الكتاب ما هو كائن من الأمرين " انتهى. "القضاء والقدر" (1/211) و هنا يحضر لنا اجابة سؤالك الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم في جواب جبريل عليه السلام حين سأل عن الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره". والمراد بالقدر : تقدير الله تعالى للأشياء في القَدَم وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة وكتابته سبحانه لذلك ومشيئته له ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها . [ القضاء والقدر للدكتور عبد الرحمن المحمود ص 39 ] . فالإيمان بالقدر يقوم على الإيمان بأربعة أمور : الأول : العلم : أي أن الله علم ما الخلق عاملون ، بعلمه القديم . الثاني : الكتابة : أي أن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ . الثالث : المشيئة : أي أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فليس في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه . الرابع : الخلق والتكوين : أي أن الله خالق كل شيء ومن ذلك أفعال العباد فهم يعملونها حقيقة وهو خالقهم وخالق أفعالهم . فمن آمن بهذه الأمور الأربعة فقد آمن بالقدر. وقد قرر القرآن هذه الأمور في آيات عدة منها قوله تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) الأنعام / 59 وقوله : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحديد / 22 وقوله : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/ 29 وقوله : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر / 49 وروى مسلم (2653) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال : وعرشه على الماء ". والذي عليه أهل السنة والجماعة أن العبد له مشيئة واختيار ولهذا يثاب ويعاقب ولكن مشيئته تابعة لمشيئة الله تعالى فلا يقع في الكون شئ لا يريده الله. فما قاله البعض من أن لدينا الخيار في الطريق الذي نسلكه ولكن الذي سوف تجده في نهاية هذا الطريق قد قدره الله لك قول صحيح قال الله تعالى : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) الانسان / 3 ,وقال : ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) البلد / 10 وقال : )وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر ) الكهف / 29 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبينا مذهب أهل السنة في أفعال العباد : ( والعباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة والله خالق قدرتهم وإرادتهم كما قال تعالى " لمن شاء منكم أن يستقيم. وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين" ) الواسطية مع شرح هراس ص 65]. |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc