من نيرون روما إلى نيرون ليبيا ! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من نيرون روما إلى نيرون ليبيا !

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-27, 12:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسين معلوماتية
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي من نيرون روما إلى نيرون ليبيا !

WWW.HOCINEPO.BLOGSPOT.COM
إن المتأمل في صفحات التاريخ يجد منها ما هو مليء بالفظاعة والوحشية والقسوة، ومن أبرز الأمثلة في ذلك وأرقاها "نيرون" حاكم روما الذي أصبح رمزا للاستبداد والطغيان الذي يكون عليه الحكماء والزعماء الذين ما إن يتمركزوا في سدة الحكم يستعملون نفوذهم للتفنن في تعذيب الشعوب وإذاقتها ويلات الظلم والقهر.
ولد نيرون سنة 37م ووالده هو جناوس دوميتوس أهينوباريوس كان من النبلاء، أما والدته فهي أجربينا الصغرى الحفيدة الكبرى للإمبراطور أغسطس والتي تزوجت بالإمبراطور كلوديوس عام 49م بعدما توفي والد نيرون وتركه طفلا صغيرا فتبناه كلوديوس وجعله كابن له وأطلق عليه اسم نيرون كلوديوس قيصر دروسوس جرمانكوس. في عام 53م تزوج نيرون من أكتافيا ابنة كلوديوس من الزواج السابق، بعد ذلك بسنة مات كلوديوس تحت تأثير سم وضعته له أجربينا زوجته حتى يتمكن ابنها نيرون من اعتلاء عرش روما ويصبح إمبراطورا وتكون هي الحاكم الفعلي، وتحقق ذلك فعلا حيث اعتلى نيرون عرش الإمبراطورية الرومانية سنة 54م وكان في السادسة عشر من عمره آنذاك.
لقد تميزت السنوات الأولى من حكم نيرون بالاعتدال والاستقرار النسبي حيث عمل على السير سيرة حسنة في قومه، وعموما فهذا ما يفعله معظم الحكام يسعون إلى كسب رضا الشعب حتى تستقر لهم الأوضاع وتتهيأ لهم الأرضية الخصبة ثم بعد ذلك يكون همهم الوحيد هو قضاء مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة.
لم يدم هذا الاستقرار طويلا وبدأت رياح العنف والظلم تهب على روما بما لا يشتهيه شعبها خاصة وأن المثل يقول: "دوام الحال من المحال" فسرعان ما لجأ نيرون إلى أساليب جهنمية وحشية لغرض تأمين عرشه وتجنيبه كل ما يراه مضرا به ومهددا له فسفك دماء كل من اعتقد أنهم عقبة أمام تحقيق استقرار حكمه حيث بدأ ببرينانيكوس وهو ابن الإمبراطور السابق كونه منافسا له على العرش، كما رفض أن تكون أمه هي الحاكم الفعلي فقتلها لينتقل بعد ذلك إلى زوجته أكتافيا التي طلقها ثم قتلها هي الأخرى بل حتى أنه قتل معلمه سنيكا الفيلسوف الروماني الشهير حينما أكثر هذا الأخير من توبيخه محاولا تعديله وتقويمه فلما ضاق به ذرعا قرر قتله فدفعه بقراره هذا إلى الانتحار.
لم يتوقف بطش نيرون عند هذا الحد فاسمه ارتبط بالحريق المروع الذي أشعله والذي أتى على روما بمن فيها سنة 64م حيث دام لمدة عشرة أيام وكان ذلك رغبة منه في بناء بيت ذهبي وقصر ضخم وسط المنطقة المحترقة. وبينما كانت روما تحترق اعتلى نيرون برجا وأخذ يردد ألحان هوميروس مستوحيا لحنه من صراخ الأطفال والنساء وصيحات الاستغاثة وفي نهاية الأمر اتهم المسيحيين بإشعال الحريق ومارس اضطهادا كبيرا ضدهم.
وكما عودتنا القصص بأن لكل ظالم نهاية كانت نهاية نيرون حيث اجتمع عليه العديد من الناس الذين استاءوا من تصرفاته واتفقوا على عزله وتخلى عنه حرسه فقضى على حياته بنفسه وكان ذلك سنة 68م.
اليوم، يعيد التاريخ نفسه في حلة جديدة فأشباه نيرون كثيرون من الذين يدعون المسؤولية على أمن الناس وهم أول من يصنع الرعب والفزع في الأوساط، يدعون المسؤولية على مصالح الناس وهم أول من يهددها نتيجة تقديم المصلحة الذاتية أو الخاصة على العامة، كيف للمسؤول عن تطبيق القانون واحترامه بانتهاك القانون وخرق قواعده بممارسة الحرب على شعبه وممارسة التجويع والإفقار؟ حقا، إن محاولة فهم معادلة تجمع بين نقيضين لأمر بالغ الصعوبة فالعقل أصبح عاجزا عن الجمع بين مسؤولية البناء والوقوف خلف التخريب.
والآن أعتقد أننا قد وصلنا إلى بيت القصيد فملك ملوك وسلاطين وشيوخ وعمد أفريقيا وإمام المسلمين قائد الثورة الشعبية، عميد الحكام، رئيس الاتحاد الأفريقي ونيرون ليبيا! المسمى "معمر القذافي" الذي تربع على كرسي الحكم في ليبيا منذ أعقاب الملكية السنوسية أي منذ 42 سنة يعمل اليوم على تطبيق المعادلة النيرونية في أبشع صورها إذ يقدم على قتل شعبه من الأبرياء العزل في شتى المدن الليبية طرابلس وبنغازي وغيرها إلى درجة استدعائه للمرتزقة السود من مالي وزمبابوي لقتل شعبه فجُنده بما يمتلك من أسلحة لم يعد كاف لردعهم وإبادتهم.
أين الفرق في أن نقرأ عن نيرون أنه أحرق روما بمن فيها وبين القذافي الذي نسمع عنه ونرى أنه أعطى أوامره لسلاح الطيران الليبي بقصف المدن الليبية بساكنيها؟ أعتقد أن الرجل قد بلغ مرحلة من الجنون والهوس والطغيان فاق فيها كل أسلافه وأنه لا فرق البتة بين ما يقوم به هو وبين ما يقوم به الحلف الأطلسي في ليبيا فهو يساعدهم على تهديم البنية التحتية والتي كان التدخل العسكري مبرمجا لهذا الغرض حتى تنفرد الدول المتدخلة عسكريا بعملية الإعمار وهو ما يعود عليها فيما بعد بالأرباح الكثيرة وهذا ما يعرف بـ "نظرية الفوضى الخلاقة" والتي سأتعرض لها بالتفصيل في مقال مستقل.
إن الجماهير المعارضة الثائرة لن ترضخ أبدا لنيرون ليبيا الذي تشير تنبؤاتي إلى أن نهايته ستكون دون شك أشد من نهاية الطغاة من قبله فالقاعدة تقول أن العنف يولد الثورات التي تؤتي أكلها مع مرور الزمن وأن القذافي سيخرج من ساحة الحدث في ليبيا مباشرة إلى مزبلة التاريخ.
الكاتب: بوبريق حسين - كلية العلوم السياسية والإعلام - قسم العلوم السياسية جامعة الجزائر 3
https://www.Hocinepo.blogspot.com









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ليبيا, روما, نيرون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc