نساء صالحات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نساء صالحات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-04-23, 12:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 نساء صالحات



السلام عليكم اخوتي اخواتي اعضاءا او زوارا لمنتدى الجلفة الكريم اردت في هذه المرة ان اخصص جزءا لنساء ابت ان تمحو فضلهن ذاكرة التاريخ وكي يكن قدوة لنا كنساء جزائريات ساخصص هذا الفرع من نساء صالحات ليكون فضاء للاقتداء الحسن وللفخر بمكانة المراة في الدين اسال الله ان يوفقنا جميعا نساء ورجال لما يحبه ويرضاه و ابدا على بركة الله بـــ:




السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور
نفيسةُ العِلم … كريمةُ الدّارّين

نَشأَت السّيدة نَفيسة في جَوٍّ يَسُودُه العِلمُ والوَرعُ والتّقوى، وفي وسطٍ يَزخَرُ بالعُلَماء والعُبّادِ والزُّهّادِ،فقَرأتِ القُرءانَ وحفِظَتهُ، ودَرستِ العِلمَ ووَعَتْهُ، وسمِعَت مَسائلَ الحديثِ والفِقه ففَهِمَتها. وكانَت رضيَ الله عنها مُجابةَ الدّعوةِ، أَظمَأت نهَارَها بالصِّيام، وأقَامَت ليلَها بالقِيام ،عَرفَتِ الحَقَّ فوقَفت عِندَه والتَزمَت به، وعَرفَتِ البَاطِلَ فأَنكَرتْهُ واجتَنَبتْه، واجتَهدَت بالعبادةِ حتى أكرَمهَا اللهُ بكرَاماتٍ عدِيدةٍ.
مَن هي؟
هيَ السّيدةُ نَفيسة بنتُ أبي محمدٍ الحسنِ الأنور بنِ زَيد الأبلج بنِ الحسَن السِّبط بنِ الإمام عليٍّ كرّمَ اللهُ وجْهَه. فهيَ مِن دَوحَةِ النُّبوةِ التي طَابَت فَرعًا، وزَكَتْ أَصْلا.
وأما أُمُّها فهي أمُّ وَلَد، وأمّا إخْوتُها فأُمُّهم أمُّ سلَمة بنتُ زَينب بنت الحسن ابنِ الحسَن بنِ الإمام عليٍّ كرّم اللهُ وجْهَه، وليسَ ذلكَ بضَائرِها أو مما يُنقِصُ مِن قَدرِهَا.
ولَو نظَرنا قَديمًا لوَجَدْنَا أنّ نَبيّ اللهِ إبراهيمَ الخَليل عليه السّلام قد تسَرّى بهاجَر فولَدت له نبيَّ الله إسمعيل عليه السلام، فكَانَ مِنْ نَسلِه الرسولُ الأكرم صلى الله عليه وسلم، وأيضًا تَسرّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمارية القِبطِيّة فولَدَت إبراهيم.
كانَت السّيدة نَفِيسة عفيفةَ النّفس، فما عُرف عنها أنها مَدَّت يدَهَا لمخلُوق، وكانت تُنفِقُ على نفسِها وأهلِ بَيتِها مِن مَالها أو مالِ زَوجِها، أو ما يَأتِيها مما تَغزِلُه بِيدِها.
وقَد قيَّضَ الله تبارك وتعالى لها أن تجتمع بفُحولِ العلماء وأئمةِ الفقهاء، وشيوخِ الزهّاد والعبّاد أمثالِ بشرِ بنِ الحارِث المعروف بالحَافي، وإمام أهلِ السُّنة الوَرِع أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي، والإمام مالك وعبدِ الله بنِ الحكم، وأبي سعيد سَحنُون بنِ سعيد الفَقيه المالكي والرّبيع بنِ سُليمان المرادِي من أصحاب الشافعي، والرّبيع الجِيزِي وغيرهم كثير.
مولدُها:
كان مِن عادةِ الحسَن الأنور والدِ السّيدة نفيسَة الجلُوس في البيت الحرَام، وذلكَ لكَي يُعطِي للنّاس دروسَ العِلم، ويُناقِشَهم في أمور الفِقه، ويتَدارسُون علومَ القرءان.
وفي يومٍ وهو على هذهِ الحال، أقبَلت جَاريةٌ لتَزِفَّ إليه البُشرى وتقول له: أَبشِر يا سيد فَقد وُلِدَت لك الليلة مولودةٌ جميلة، لم نرَ أحسن منها وَجهًا، ولا أَضْوأ منها جَبِينًا، يَتلألأ النُّورُ مِن ثَغرِها، ويشعّ مِن محيّاها.
فلما سمع الحسنُ الأنور هذه البُشرى، فَرِح، وخَرّ ساجدًا لله، شُكرًا على ما وهَبَه منْ نِعمَةٍ، وحَمدًا لاستجابةِ دُعائِه. ثم أَقبلَ على الجارية فأَجْزَلَ لها العطَاء ثم قال لها: مُرِي أهلَ البَيتِ فليُسَمُّوهَا "نفيسة"، فَسوفَ تكونُ إن شاء الله تعالى "نفيسة".
وُلدت السيدةُ نفيسة بمكةَ المكرمة يوم الأربعاء الحادي عشَر مِن شهر رَبيع الأوّل سنةَ خمسٍ وأربعينَ ومائة منَ الهِجرة النّبوية، وقد فرِحَت أُمُّها بمولودَتها، ومما زادَ في سُرور الحسن الأنور أنها قَريبة الشّبَه بأختِه السّيدة نفيسة بنتِ زَيد رضي الله عنها، وهي التي تزوج بها الخليفةُ الوليدُ بنُ عبد الملك.
ولما سمعَ الحاضرونَ مِن صَفوة الأخيار وصَالحي المرِيدين نبَأ ولادة مَولودةٍ للحسَنِ الأنور، قامُوا وهنّأوه بتَحقيقِ أَملِه، واستِجابةِ دُعائِه فشَكَر لهم ثم رفَع يَدَيه إلى السماء، وبَسَط كفّيهِ بالدُّعاءِ والرّجاء قائلا: "اللهُمّ أنبِتْها نَباتًا حَسَنًا، وتَقَبّلْها قَبُولا حسنًا طَيبًا، واجعَلْهَا من عبادِك الصالحين، وأوليائكَ المقرّبين الذينَ تُحِبُّهم، ويحبُّونَكَ.
اللهم اجعَلها مَعدِنَ الفَضلِ، ومَنبَع الخير، ومَصدَر البِرّ، ومَشرِق الهداية والنُّور، اللهُمّ اجعَلها نفيسةَ العِلم، عظيمَة الحِلم، جليلةَ القَدْرِ، قَويةَ الدِّين، كاملةَ اليَقين".
وعند البشرى أيضًا بمولد السيدة نفيسة قدِمَ رسولُ الخليفة العَبّاسي أبو جعفرٍ المنصور، وترَجَّلَ عن فرَسِه، ثم دخَلَ المسجدَ الحرَام، وشَقَّ الصُّفوفَ حتى وصَلَ إلى الحسن الأنور، ثم أَخرَج مِن جعبَتِه كتابًا، ورفَع إليه مع هذا الكتاب هَديّةَ الخِلافةِ وكانت عبارةً عن كِيسٍ كَبير يحتَوي على عشرِين ألفِ دينار. وكانَ الكتابُ يَفُوح منه رائحةُ المِسك والعِطر والطّيب، ففتحَه الشيخ، وقرأه في تؤدة وأنَاة. وكانَ القوم يسمَعُون وهم خائفونَ على كبيرِ أهلِ البيتِ، وعظِيمِ بَني هَاشم أن يمسَّه منَ الخَليفة سُوء، أو ينالَه منه مكروه، ولكنّهم لم يَبرحوا حتى شاهَدوا الحسنَ الأنور يَبكي، فازدادوا قَلقًا وخِيفةً عليه، فسألوه عن فَحوى كتابِ الخليفة، فقال لهم وهو يَبكي، متهَيِّبًا الموقفَ لعَظيم الأمانةِ التي تُلقى على عاتقِه: "لقَد وُلِّيتُ المدينةَ المنورةَ واختَارني الخليفةُ أميرًا علَيها " فتَهلّل وجههُم بالبِشر، واستضَاءَت جِباهُهم بالفَرح والسّرور، وقالوا له: هَنيئًا لمدينةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجُل مِثلِك، يُقِيمُ فيها لِواءَ العَدل، وينشرُ فيها رايةَ الحقِّ، ويَبُثّ في جَنبَاتها وبَينَ ربُوعِها الأمنَ والطُّمأنينة والسلام والإنصَافَ هنيئًا لأهلِها أن يَظفروا بذلكَ كلِّه على يدِ ابن بارٍّ مِن عِتْرَةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفّذُ الأحكام ويُقيم الحدود، ويُحيي السُّنَن، ويُجدّدُ مَعالم الدِّين الحنِيف.
فدعْ عنكَ التّرددَ فلَعلّكَ تجِدُ مَظلومًا تُنصِفُه، أو مَلهُوفًا تُغيثه، أو أسيرًا تَفُكّه، أو شَريدًا طَريدًا تحمِيه وتؤويه، فلَمّا سمع الحسنُ الأنور منهم هذا القَول سُرّي عنه وقال لهم: "إذا كانَت تلكَ الإمارَة نِعمَة منَ الله علينا وعلى الناس كانت تلك الوليدةُ بشِيرَها – يقصِد السيدة نفيسة – وإذا كانت الإمارةُ كرامةً لنا فإنّ الوليدة الجديدةَ علامة عليها ".
نشأتها:
نَشأتِ السيدةُ نفيسة نشأةً شَريفةً، فبَعد أن نشأت بمكةَ تحُوطُها العِزةُ والكرامةُ، اصطحبها أبوها وهي في الخامسة من عمرها إلى المدينة، وأخذَ يلقِّنُها أمورَ دِينِها ودُنياها، فحفِظت القرءان، ولقَّنها حديث النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وسمعَت سيرة الصالحين، وصِفات المتقين، ولم يقتَصر في تربيتِها على الحفظِ والرِّواية، والدراسة ِوالتّلقين، بل حرِصَ أن يجمعَ في تربيتها بينَ القولِ والعمل.
فكانَ يُشْرِكُها معه في نُسكَتِه وعِبادته، ويُقرئها معه أورادَه، وكثيرًا ما كان يَصحَبُها إلى المسجد النبويِّ لتَشهدَ جماعةَ المسلمين، ولتَنظُرَ بعَينِها إلى مَواكِب الأخيار، ووفُودِ الأبرار وهُم يتَردّدون بشوق على مسجد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.
وقد بارك الله لها في طفُولتِها، فلم تبلُغِ الثّامنةَ مِن عمُرِها حتى فرغَت من حِفظ كتاب الله تعالى، وشيئًا غيرِ قليل منَ السنّة النبوية وكانت لا تفارقُ أباها في حِلِّه وتَرحَالِه، فكانَ لها قدوةً حسنة وأُسوةً صَالحة.
فأَشرق صدرُها بنور الإيمان، وخالطت نفسُها حَلاوةَ الطّاعة. وكثيرًا ما كانت تدعو الله وهي صغيرة قائلةً: اللهم حُلّ بينَ قَلبي وبين كل ما يَشغَلُني عنكَ وحبّبْ إليّ كلَّ ما يقرّبني منك، ويسّر لي الطريق لطاعتك، واجعلني من أهلِ ولايتك، فإنك المرجُوُّ في الشدائد، المقصودُ في النّوائب والملمّات.
ومن بين الذين التقت بهم السيدةُ نفيسة في المدينة الإمام مالك رضي الله عنه الذي كانَ حديثَ الفقهاء والمسلمين بكتابه "الموطأ" وفقهه الذي انتَشر في الأمصار.
وكان الإمام مالكُ بنُ أَنس إمامُ دار الهجرة من أرفع العلماء قَدرًا، وأكثَرِهم ورَعًا، وأصَحِّهم حديثًا، وأقرئهم لكتاب الله رضي الله عنه.
وكانت تجتمع في بيتِ أبيها الحسن بصَفوة العماء وخُلاصة الفقهاء، وفُحُول الشعراء وكبار الأدباء، فكانت تستمِع إليهم وتَروي عنهم، تأخذ من أقوالهِم وتحفَظ من حِكمتهِم ما يُغذّي عقلَها المتفتِّح، ويضيء نفسَها الزّكية. فكانت صاحبةَ عَقل راجح، وهمّةٍ عالية، وعَزيمة صادقة، وفِكرة سليمة، ونشاطٍ متجَدّد.
زواجها:
بلغت نفيسة العلم وكريمة الدّارين سنّ الزّواج، فرغِب فيها شبابُ ءال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن بني الحسن والحسين رضي الله عنهما، كما تهافَت لخِطبَتها الكثير منْ شباب أشرافِ قُريش لمِا عَرفوا مِن خَيرها وبِرّها وإيمانهَا وتَقواها، وكانَ أشدّهم حِرصًا عليها إسحق بن جَعفر الصّادق وهو الذي كان يُلقّب بينَ أقرانه، ويُعرف بين الناس بإسحق "المؤتمن" لكَثرة أمانَتِه وقوةِ إيمانِه ودينه.
ولم يكن هذا الشاب بغريب عنها فهو ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد رأى إسحق الناس يخطبون السيدة نفيسة من أبيها الحسن الأنور، ومنهم العلماء الأفاضل، والعباد الأعلام، وكان أبوها إذا سألَه النّاس عن سببِ رفضه لهم قال: "إني أريد أن أؤدي الأمانة إلى أهلها، وأردَّ القَطرةَ إلى بحرها، وأَغرُسَ الوَردةَ في بُستانها". فإذا سمع الناس منه ذلك أمسكوا عن الكلام، وقالوا: لعلّ في الأمر سِرًا لا نُدركه ولا نَدريه.
لكن إسحق رأى أن يُجرّب حظه، فيطلبَ الزواج بالسيدة نفيسة، فاستخار الله تعالى، وذهب إلى عمه ومعه كِبار أهل البيت. فرحّب بهم الحسن ضيوفًا كرامًا. لكنه امتنعَ عن تزويج السيدة نفيسة لإسحق، فانصرفوا من عنده يعصر الألم قلوبهم لأن إسحق لا يُردّ.
قام إسحق من عند الحسن، وفي نفسِه حُزن كبير، وذهب إلى المسجد النبوي، ووقف في محرابه الميمون، وأخَذ يُصلي، فلمّا فرغ دخل الحجرة النبوية، ووقف عند القبر الشريف وقال: السلام عليكَ يا رسولَ الله، السّلامُ علَيك يا سيدَ المرسلين وخاتم النبيين وحبيبَ ربِّ العالمين إني أَبُثُّكَ لَوعَتي، وأُنزِلُ بكَ حَاجَتي، وأعرضُ عليك حاجتي، ولطَالما استغاثَ بك الملهُوفُون، واستَنجَد بعَونِكَ المكروبون، فقد خطبت "نفيسة" من عمي "الحسن" فأباها عليّ" ثم سَلَّم وانصرف.
فلما كان الصّباح بعثَ إليه الحسن فأدهشه ذلك فلما لقيه قال له: لقد رأيت الليلةَ جَدي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في أحسنِ صُورة يُسلّم عليّ ويقول لي: "يا حَسن زوّج نفيسةَ ابنَتك مِن إسحق المؤتمن". فتَمّ زِواجها يوم الجمعة في الأول من شهر رجب سنة إحدى وستين ومائة للهجرة.
وبزواجهما اجتَمع في بيتها نُورَان، نُورُ الحسَنِ والحُسَين سيّدا شباب أهلِ الجنة، فالسّيدة نفيسة جدُّها الإمام الحسن وإسحق المؤتمن جدّه الإمام الحسين رضي الله عنهما.
وكانَ إسحق من أهلِ الفضل والاجتهاد والورع، رَوى عنه الكثير من الناس الحديث والآثار، فقد كان محدثًا ثقة مأمُونًا صادقًا
وجاء في عمدة الطالب: وأما إسحقُ بن جعفرالصادق ويكنى أبا محمد، ويُلقّب "المؤتمن" فقد وُلد بالعريض، وهو وادٍ بالمدينة، وكان أشبَه الناسِ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سفيانُ بنُ عُيَينة شيخ الإمام الشافعي رضي الله عنهما إذا ما روى عنه يقولُ: حدّثني الثِّقةُ الرضا إسحق بنُ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم.
ويروي المقريزي في خططه: وتزوج بنفيسة إسحق بن جعفر أهل الصلاح والخير والفضل والدين.
رحلتها إلى مصر الكنانة:
كان للسيدة نفيسة مَكانة في قلُوب المسلمين عامة، والمصريين خاصة. وكان أهلُ مصر يلتقُونها في موسم الحج، ويسألُونها زيارتَهُم في بلدهم لكثرةِ ما سمعوا عن فَضلِها وعِلمها، فكانت ترحِّبُ بدعوتهم وتقول لهم: سأزورُ بلادكم إن شاء الله فإن الله قَد أثنى على مصرَ وذكَرَها في كتابه الكريم. وقد أوصَى جَدِّي بأهلها خيرًا فقال: "ستفتحون مصرَ وهي أرض يُسمّى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمةً ورحِمًا"رواه البخاري ومسلم
وتقلبتِ الأحوال بآل البيت، وعُزِل والدُها الحسن الأنور عن ولاية المدينة، بعد وِشايةِ ابنِ أبي ذِئب، وساءت الأحوالُ، وكثُرتِ الفِتَن، واضطربتِ الأمورُ بين ءال البيتِ في الانتقال إلى مكانٍ ءاخرَ غَير المدينة، رغْمَ أنها عزِيزةٌ عليهم، فعَقَدوا العزمَ على الانتقالِ إلى مصر، وكانت سبقتهُم إليها في زمنٍ سابقٍ السيدة الطاهرَة زينب بنتُ الإمام عليّ شقيقة الحسن والحسين وبنت فاطمة الزهراء عليها السلام وحفيدة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
رحَّب المِصرِيُّون بأهلِ البيت وعلى رأسِهم السيدة نفيسة وزوجها إسحق وابْناها القاسم وأمّ كُلثوم وغيرهم منْ أبناء ءال البيت، وتسَابَقوا في تكريمهم، وتنَافسوا في استضَافَتِهم.
فحظي بهذا الشّرف السيد جمال بنُ الجصّاص فأنزلهم في داره، وأقامَت السيدة نفيسة في مِصر حتى توفيت ودفنَت بها.
وعلى الرّغم أن السيدة نفيسة نشأت في بيت أبيها يحِيط بها مَظاهر التّرف إلا أنها ءاثرت الزهدَ والتقشّف، فكانت قليلةَ الأكل، ويروى أنها كانت تأكل كلِّ ثلاثة أيام مرّة.
قالت زينب بنت أخيها: خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون.
وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرءان وتفسيرَه، وكانت تقرأ القرءانَ وتَبكي.
من كراماتها:
لما استقامت السيدة نفيسة رضي الله عنها بطاعة الله، أكرمها بكرامات كثيرة نذكر بَعضًا منها:
سلّة الطّعام:
قال القناعي رحمه الله: قلت لزينب بنت يحيى أخي السيدة نفيسة: ما كان قوتُ عمّتِك؟ قالت: كانت تأكلُ في كلِ ثلاثة أيامٍ أَكلة، وكانت لها سَلّة مُعلَّقة أمامَ مُصَلاها، وكانت كلما طلبت شيئًا للأكل وجدته في تلك السّلة، وكانت لا تأخذ شيئًا من غير زوجها أو ما يحبوها به ربها، فالحمد لله الذي جعل لنا نصِيبًا مما جعل للسيدة مريم بنت عمران عليه السلام".
جَرَيانُ ماءِ النيل:

قال سعيد بن الحسن: توقف النيلُ بمصر في زمن السيدة نفيسة فجاء الناسُ إليها وسألُوها الدُّعاء، فأعطَتهُم قِناعَها، فجاءوا بها إلى النهر وطرَحُوه فيه، فما رجعوا حتى فاضَ النِّيل بمائه وزاد زيادة عظيمةً
.
قصة الثعبان
:
روى عبد الرحمن الأوزاعي رضي الله عنه إمام الشام وفقيهها وعالمها المتوفى سنة 158 هـ فقال: قلت لجوهرة (إحدى إماء الحسين) هل رأيت من سيدتِك الصّغيرة نفيسة كرامَة؟ قالت: نعم. كنتُ في يومٍ شَديدِ القَيظِ، وإذا بتِنّينٍ –ثُعبانٍ كبير- قَد جاءني وكانَ مَعي ماءٌ لسيّدتي نفيسة، فصارَ ذلك التّنين يمرّغ خَدّه على الإبريق كأنّه يتمَسّح به، متبَرِكًا بمائها، ثم ذهَب من حيث أتى
.
دعاؤها للشافعي
:
كان الإمام الشافعي رضي الله عنه إذا مرِض يرسِلُ لها رسولا من عندِه، كالربيع الجِيزي أو الربيع المُرادِيّ، فيقرئها سلامَه ويقول لها: إن ابن عمّك الشافعي مَرِيض، ويسألُك الدّعاء فتَدعو له، فلا يرجِعُ إليه رسولُه إلا وقد عُوفي مِن مَرضِه
.
فلمّا مَرض الشافعيُّ مرضَه الأخير، أرسلَ لها على عادتِه رسولَه يسألها الدعاءَ له، فقالت لرسولهِ: متّعَه الله بالنظَر إلى وجهِه الكريم (أي ذاته الكريم في الآخرة
.
رؤياها لجدِّها صلى الله عليه وسلم
:
قال زوجها إسحق المؤتمن يومًا لها: "ارحلي بنا إلى الحِجاز"، فقالت: لا أفعلُ ذلك إني رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: لا تَرحَلي منْ مِصر فإنّ الله تبارك وتعالى متوفِّيكِ فيها
.
وفاتها

أصاب السيدة نفيسة المرض في شهر رجب سنة مائتين وثمان للهجرة وظلَّ المرض يشتَدّ ويقوَى حتى رمضان، فبلغ المرَضُ أقصَاه، وأقعدَها عن الحركة، فأحضَروا لها الطبيبَ فأمرهَا بالفِطر، فقالت: واعجبَاه! إن لي ثلاثينَ سنة وأنا أسأل الله أن يتَوفاني وأنا صائمة
.
أفَأُفطِر؟ وكانَ وراءَ سِتارٍ لها قَبرٌ مَحفُور، فأشَارت إليه وقالت: هذا قبري، وها هنا أُدفن إن شاءَ الله، فإذا مِتُّ فأدخلوني فيها،ويروى أنها ختمت القرءان في قبرها ألف ختمة. فلمّا فاضَت روحُها الطّاهرة الشريفة دُفِنت في قبرها الذي حفَرتْه بيَدِها، وذلكَ بعدَ موتِ الشّافعي بأربع سنوات
.
رضي الله عن السيدة نفيسة الطاهِرة الشريفة، نفيسة العلم وكريمة الدارين. اللهم أمّدنا بأمدادها واجمعنا بها في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقًا والحمد لله رب العالمين
.








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:01   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السيدة مريم عليها السلام

الحمد لله رب العالمين له الفضل وله النعمة وله الثناء الحسن، صلواتالله البـر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى جميعإخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل وسائر الصالحين.
وبعد، السيدة مريمعليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساءالعالمين وهي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة، صبرت على أذى قومها، وكانت تقية عارفة باللهتعالى فقد أكرمها الله عز وجل بكرامات ظاهرة، واصطفاها من بين جميع النساء، لتكونأمًّا لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر.

والسيدة الجليلة مريمعليها السلام هي أفضل نساءالعالمين بنص القرءان الكريم فقد قال الله عز وجل في محكمتنـزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِوَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، فقوله تعالى: اصطفاك؛ أياختارك واجتباك وفضلك.

وبنص الحديث النبوي الشريف فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:" وخير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثمءاسية بنت مزاحم"

ولادة السيدة مريم عليها السلام

أما ولادة السيدة مريمعليها السلام ونشأتها، فقد كانت أمها واسمها حنة وهيامرأة عمران، لا تلد فرأت ذات يوم طيرًا يزق فرخه، فتحركت فيها عاطفة الأمومة، وطلبتمن الله عز وجل أن يرزقها ولدًا صالحًا، ونذرت أن تجعله خادمًا في بيت المقدس، لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكرًا، ولأن الذكر عادة يصلح للإستمرار على خدمة بيتالمقدس موضع العبادة، ولا يلحقه عيب بذلك.

لكن الله تبارك وتعالى شاء لحنة امرأة عمران أن تحمل بأنثى، تكون سيدة نساء العالمين، وأمًّا لنبي من أولي العزم من الرسل وهو عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام.

ولما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدة أسمتهامريم، وتولاها الله سبحانه وتعالى برحمته وعنايته وشاء الله عز وجل لنبيه زكريا عليه السلام، وكان زوج أخت مريم، أنيتكفلها دون غيره من الرجال.

فكان زكريا عليه السلام يعلمها تعاليم دين الإسلام والأخلاق الحسنة وينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريمعليها السلام صالحة عفيفة، طاهرة،عارفة بالله عز وجل، وتقية وولية تداوم على طاعة ربها عز وجل ءاناء الليل وأطرافالنهار.

فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت ءايات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها فيالمحراب، وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد، كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهةالشتاء في الصيف، كرامة لها من الله عز وجل، يقول الله تعالى:{ فَتَقَبَّلَهَارَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَيَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَيَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

وكان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاءمريمعليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسىالمسيح المشرف المكرم، فنفخه في جيب درعها، وكان مشقوقًا من قدامها فدخلت النفخة فيصدرها، فحملت من وقتها بقدرة الله ومشيئته، بعيسى عليه السلام وتنفذت مشيئة اللهتعالى فيمريمعليها السلام، كما شاء ربنا تبارك وتعالى وقدر في الأزل.

واستمر حمل مريمعليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء، بعدد منالأشهر، ثم تنحتمريمعليها السلام بحملها إلى مكانبعيد عن الناس، خوفًا من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج وبعد أن صار بعضالناس من قومها يطعنون بعفتها وشرفها، ويطعنون في نبي الله زكريا عليه السلام، الذيكان يكفلها ويشرف على تربيتها، وتعليمها أحكام دين الإسلام، حتى تضايقتمريمعليها السلام من كلامهم تضايقًا شديدًا، فصبرت علىمصيبتها صبرًا جميلاً، ولما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد، جاءهاالمخاض وهو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع، فألجأها هذا الألم إلى ساقنخلة يابسة، فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة وقد اشتد همها وكربها وقالت:" قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا".

وهنا جاءها الفرج واليسر بعد العسر، فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها وناداها من مكان منخفض، من المكان الذي كانت فيه " أَلَّا تَحْزَنِي ".

وكان الحزن قد انتابمريمعليها السلام بسبب أنها ولدت من غيرزوج، وبسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام، فطمأنها جبريل عليه السلام وبشرها، بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهرًا صغيرًا عذبًا فراتًا، وأنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني،وأن تأكل وتشرب مما رزقها الله عز وجل، وأن تقر عينها وتفرح بمولودها الجميلعيسى عليه السلام، وأن تقول لمن رءاها وسألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لاتكلم أحدًا؟

وبعد أن ولدت السيدة الجليلة مريمعليها السلام مولودها الجميل عيسى صلى الله عليه وسلم، انطلقت به إلى قومها، وكان قومها قد انطلقوا يطلبونها ويبحثون عنها، فلما رأتهم منبعيد، حملت ولدها عيسى عليه السلام، وضمته بين ذراعيها برأفة وحنان، ثم أتتهم به، وهي تحمله، وكان ذلك بعد أربعين يومًا من ولادتها له، فتلقتهم به وهي تحمله وقلبهاكله ثقة وتوكل على الله عز و جل.

وحين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدةمريمعليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أنكلموه فتعجبوا من ذلك وقالوا لها مندهشين"كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا "فأنطقه الله تبارك وتعالى، الذي أنطق كل شىء، أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسانفصيح:"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ" أنطقه الله عز وجل ليخفف عنأمهمريمعليها السلام الوطأة.

فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلةمريمعليها السلام مع ابنها عيسىالمسيح صلى الله عليه وسلم، تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة باللهسبحانه وتعالى، والتي انقطعت لعبادة ربها وخالقها عز وجل وكانت خير مثال للمرأةالتقية، التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية، غير معترضة على ربها، حتى نالتهذه المنـزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين، لذلك ذكرها الله تعالى باسمها فيالقرءان الكريم من بين النساء، وأثنى عليها الثناء الحسن.

فكم هو حري بالنساء في كل زمان ومكان وعلى مر الدهور والأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلةمريمعليها السلام ويتخذنها قدوة حسنة في حياتهن وسلوكهن، ليكتسبن المعالي والدرجات العالية.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة ويرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وءاخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:03   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فاطمة الزبيرية


الشيخة الصالحة العالمة العابدة الزاهدة فاطمة بنت أحمد بن عبد الدائم الزبيرية ولدت قبيل المائتين، كانت امرأة شيخة تقية من أهل العراق، كانت حنبلية المذهب، كثير من نساء مكة استفدن منها في الزهد والعلم والتقوى، وانتفعن بها انتفاعًا ظاهرًا وصار ممن يتردد إليها منهن يعرف من بين النساء بالدين والتقوى والورع والمواظبة على فرائض الدين والقناعة.
توجهت إلى العلم توجهًا تامًا ، وتعلمت الخط منذ صغرها ، فأتقنته وكتبت كتبًا كثيرة في فنون شتى، وقرأت شيئًا من كتب الحديث وأجازها جمع من العلماء.

حجت ثم زارت الرسول صلى الله عليه وسلم ثم نوت الإقامة في مكة، فصار لها شهرة بالتقوى والصلاح والعلم.
عميت سنتين ثم ذات ليلة أرادت أن تتوضأ لصلاة الليل، تزحلقت على درج فانكسر ضلعان من أضلاعها، ومع ذلك تكلفت وصَلَّت، ثم نامت فرأت الرسول وأبا بكر وعمر مقبلين من جهة الكعبة، وباب بيتها كان مواجهًا للكعبة، فجاء الرسول فبصق على طرف ردائه، وقال لها: امسحي به عينيك، فأخذت الرداء فمسحت به عينيها، فأبصرت في الحال، ثم وضعته على موضع الكسر فتعافى، ثم الرسول أشار لها إلى اثنين، قال لها: هذان في زمانهما عالمان من أهل مكة مثل أبي بكر وعمر في زمانهما، يعني في علو درجتهما في زمانهما، وأشار إلى اثنين من العلماء فقال لها: هذان فاسقان، ذمهما. ثم استيقظت، ولما جاءت خادمتها رأتها مبصرة فقصت عليها قصتها.
أخبرت خادمتها بما رأت في المنام، انتشر خبرها في الأرض، وصار العلماء يراسلونها، وأخبرت العالمين الدينين بما رأت، فطلبا منها أن لا تخبر الناس في حياتهما من شدة تواضعهما، يخافان على أنفسهما الفتنة والرياء، أولياء الله يخافون على أنفسهم أن يقعوا في الفتنة .
ثم هذه الكرامة لهذه الولية معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم هذه أعجب من معجزة عيسى عليه السلام الذي دعا لهم فشفوا، الرسول بالمنام شفى بإذن الله .









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رَابِعَةُ العَدَوِيَّةُ، أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ إِسْمَاعِيْلَ العَتَكِيَّةُ


البِصْرِيَّةُ، الزَّاهِدَةُ، العَابِدَةُ، الخَاشعَةُ، أُمُّ عَمْرٍو رَابِعَةُ بِنْتُ إِسْمَاعِيْلَ، وَلاَؤُهَا لِلْعَتَكِيِّينَ.وقد ورد عن ترجمتها في طبقات الأولياء:رابعة العدوية، أم الخير، بنت إسماعيل البصرية، مولاة آل عتيك، الصالحة المستورة، من أعيان عصرها، فضلها مشهور.اهـ
قَالَ خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: سَمِعَتْ رَابِعَةُ صَالِـحًا الـمـُرِّيَّ يَذْكُرُ الدُّنْيَا فِي قَصَصِهِ، فَنَادَتْهُ: يَا صَالِحُ، مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا، أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ.
زهدها وتعلق قلبها بالآخرة
ورد في وفيات الأعيان: كان أبو سليمان الهاشمي له بالبصرة كل يوم غلة ثمانين ألف درهم، فبعث إلى علماء البصرة، يستشيرهم في امرأة يتزوجها فأجمعوا على رابعة العدوية فكتب إليها:
أما بعد فإن ملكي من غلة الدنيا في كل يوم ثمانون ألف درهم وليس يمضي إلا قليل حتى أتمها مائة ألف إن شاء الله، وأنا أخطبك نفسك، وقد بذلت لك من الصداق مائة ألف، وأنا مصير إليك من بعد أمثالها، فأجيبيني، فكتبت إليه: أما بعد فإن الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن، والرغبة فيها تورث الهم والحزن، فإذا أتاك كتابي فهيء زادك وقدم لمعادك، وكن وصي نفسك ولا تجعل وصيتك إلى غيرك، وصم دهرك واجعل الموت فطرك، فما يسرني أن الله خولني أضعاف ما خولك فيشغلني بك عنه طرفة عين والسلام.
وقالت امرأة لرابعة: إني أحبك في الله، فقالت لها: أطيعي من أحببتني له.
وعن ابْن أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَتْ عَبْدَةُ بِنْتُ أَبِي شَوَّالٍ وَكَانَتْ تَخْدُمُ رَابِعَةَ العَدَوِيَّةَ، قَالَتْ:كَانَتْ رَابِعَةُ تُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا طَلَعَ الفَجْرُ، هَجَعَتْ هَجْعَةً حَتَّى يُسْفِرَ الفَجْرُ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهَا تَقُوْلُ:
يَا نَفْسُ كَمْ تَنَامِيْنَ، وَإِلَى كَمْ تَقُوْمِيْنَ، يُوْشِكُ أَنْ تَنَامِي نَوْمَةً لاَ تَقُوْمِيْنَ مِنْهَا إِلاَّ لِيَوْمِ النُّشُورِ.
وقد ورد في صفة الصفوة عن ورعها وخشيتها:
قال عبد الله بن عيسى: دخلت على رابعة العدوية بيتها فرأيت على وجهها النور، وكانت كثيرة البكاء، فقرأ رجل عندها آية من القرآن فيها ذكر النار، فصاحت ثم سقطت.
ودخلت عليها وهي جالسة على قطعة بوري خَلِقٍ، فتكلم رجل عندها بشيء، فجعلت أسمع وقع دموعها على البوري مثل الوكف، ثم اضطربت وصاحت فقمنا وخرجنا. (البَارِيَاءُ والبُورِياءُ بالمد الحصير من القصب وقال الأصمعي البورياء بالفارسية وهو بالعربية بَارِيٌّ وبُورِيٌّوبَارِيَّةٌ بتشديد الياء في الكل)
قال لها رجل: ادعى، فالتصقت بالحائط وقالت: من أنا يرحمك الله، أطع ربك وادعه فإنه يجيب المضطرين.
قال سجف بن منظور: دخلت على رابعة وهى ساجدة فلما أحست بمكانى رفعت رأسها فإذا موضع سجودها كهيئة الماء المستنقع من دموعها، فسلمت، فأقبلت علي، فقالت يا بنى: ألك حاجة؟ فقلت: جئت لأسلم عليك، قال: فبكت، وقالت: سِترك اللهم سِترك، ودعت بدعوات ثم قامت إلى الصلاة وانصرفت.
من أقوالها
سئلت رابعة العدوية: متى يكون العبد راضيًا؟ فقالت: إذا سرته المصيبة كما سرَّته النعمة.
وعن جعفر بن سليمان قال: سمعت رابعة تقول لسفيان: إنما أنت أيام معدودة فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت تعلم فاعمل.
من وصاياها: اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم.
وقالت لأبيها: يا أبه، لست أجعلك في حل من حرام تطعمنيه، فقال لها: أرأيت إن لم أجد إلا حرامًا، قالت: نصبر في الدنيا على الجوع خير من أن نصبر في الآخرة على النار.
قالت عبدة بنت أبي شوال: فكان هذا دأبها دهرها حتى ماتت، فلما حضرتها الوفاة دعتني فقالت: يا عبدة لا تؤذني بموتي أحدًا، وكفنيني في جبتي هذه جبة من شعر كانت تقوم فيها إذا هدأت العيون.
قالت عبدة: فكفناها في تلك الجبة وخمار صوف كانت تلبسه.
قالت عبدة: رأيتها بعد ذلك بسنة أو نحوها في منامي، عليها حلة إستبرق خضراء وخمار من سندس أخضر، لم أر شيئا قط أحسن منه، فقلت: يا رابعة ما فعلت الجبة التي كفناك فيها والخمار الصوف؟ قالت: إنه والله نزع عني وأبدلت به هذا الذي ترينه علي، وطويت أكفاني، وختم عليها ورفعت في عليين، ليكمل لي بها ثوابها يوم القيامة.
قالت: فقلت لها لهذا كنت تعملين أيام الدنيا. قالت: قلت فمريني بأمر أتقرب به إلى الله عز وجل قالت: عليك بكثرة ذكره أوشك أن تغتبطي بذلك في قبرك.
وفاتها
توفيت بالقدس الشريف وقبرها شرقيه بالطور. عَاشَتْ ثَمَانِيْنَ سَنَةً، وتُوُفِّيَتْ: سَنَةَ ثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:05   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

حليمة السعدية رضي اللهعنها




حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي ذؤيب، وأبو ذؤيب:عبد الله بن الحارث من قبيلة بني سعد بن بكر، منبادية الحديبية بالقرب من مكة.
زوجهــــا الحارث بن عبد العزى بن رفاعة، كانت مرضعة، وكانت المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حيًا ليزيد منإكرامهن.

إسلامها

جزم بإسلامها وصحبتها كثير من الأئمة منهم، الحافظ أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة في تاريخه، فذكرها في أسماء الصحابيات اللائي روين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: باب الحاء: حليمة بنت أبي ذؤيب.

وكذلك ذكرها أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير في ذكر النساء اللائي روين عن النبي صلى الله عليه وسلم وخرج أسماءهن على الحروف فقال في حرف الحاء المهملة بعد ذكرها ونسبها وهي أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته وفصلته.

وذكرها ابن مندة وأبو نعيم في كتابيهما في الصحابة. وكذلك ابن عبد البر وقال هي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه ورأت له برهانًا وعلمًا جليلا.اهـ

وذكرها الحافظ ابن الجوزي في الصحابيات في كتبه التلقيح والحدائق والوفاء وقال في الوفاء: قدمت عليه _ يعني حليمة _ بعد الإسلام فأسلمت وزوجها وبايعاه.اهـ

وقال في الحدائق: قدمت حليمة ابنة الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم بعدما تزوج خديجة فشكت إليه جذب البلاد، فكلم خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيرًا، ثم قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت وأسلم زوجها الحارث.اهـ

وقال القاضي أبو الفضل عياض في الشفاء: لما وردت حليمة السعدية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وقضى حاجتها، فلما توفي قدمت على أبي بكر فصنع لها مثل ذلك.

وروى ابن سعد عن عمر بن سعد مرسلا قال: جاءت ظئر النبي صلى الله عليه وسلم، فبسط لها رداءه، وقضى حاجتها، ثم جاءت أبا بكر ففعل ذلك، ثم جاءت عمر ففعل ذلك.اهـ

وقال الحافظ أبو محمد المنذري: حليمة السعدية أمه عليه أفضل الصلاة والسلام أسلمت وجاءت إليه وروت عنه عليه الصلاة والسلام.اهـ

وذكرها الحافظ ابن حجر في “الإصابة” وغيرهم.

وأخرج أبو داود من طريق عمارة بن ثوبان، أن أبا الطفيل أخبره قال: رأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقسم لحمًا بالجعرانة، إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه، فجلست عليه فقلت: من هي؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته.اهـ

وروى أبوداود عن عمرو بن الحارث، أن عمر بن السائب حدَّثه، أنه بلغه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا يومًا فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شِقَّ ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه بين يديه.اهـ

وقال ابن سعد في الطبقات: قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة، فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة.اهـ

إخوته صلى الله عليه وسلم من الرضاعة

وإخوته عليه الصلاة والسلام - يعني من الرضاعة – من حليمة: عبد الله بن الحارث، وَأُنَيْسَةُ بنت الحارث، و حُذَافَةُ بنت الحارث وهي الشيماء.اهـ

روايتها قصة إرضاعه صلى الله عليه وسلم:

روى عنها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة.اهـ

قالت حليمة رضي الله عنها:

خرجت في نسوة من بني سعد نلتمس الرضعاء بمكة فخرجت على أتانٍ (الأنثى من الحمير) لي قمراء ( بياض فيه كدرة ) في سنة شهباء (سنة الجدب والقحط) لم تبقِ شيئًا، ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى، ومعنا شارف لنا (المسنّة من النوق) والله ما تَبضّ (أي ماترشح ) علينا بقطرة من لبن، ومعي صبي لي، لا ننام ليلتنا من بكائه، وما في ثدييّ لبن يغنيه، ولا في شارفنا من لبن يغذيه، إلا أنّا نرجو الخضب والفرج، فلما قدمنا مكة لم تبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة الرضاعة من والد المولود، وكان صلى الله عليه وسلم يتيمًا. فقلنا: ما عسى أن تصنع بنا أمه؟

فكنا نأبى حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا وأخذت رضيعًا غيري.

فكرهت أن أرجع ولم ءاخذ شيئًا، فقلت لزوجي: والله لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه.

قالت: والله ما هو إلا أن وضعته في حجري، فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي، وشرب أخوه (تعني ابنها) حتى روي، وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا بها حافل (أي ممتلئة الضرع من اللبن) فحلبنا من اللبن ما شئنا وشرب حتى روي، وشربت حتى رويت، وبتنا ليلتنا تلك شباعًا رواءً وقد نام صبياننا.

قالت: قال أبوه (تعني زوجها): "والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نَسَمَةً مباركةً قد نام صبياننا".

وكان يشب في اليوم شباب الصبي في شهر ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة.

فبينما هو يلعب يومًا من الأيام هو وأخوه خلف البيت، إذا أخوه يشتد، فقال لي ولأبيه: "أدركا أخي القرشي فقد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه".

قالت: "خرجت وخرج أبوه يشتد نحوه، فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه، فاعتنقته واعتنقه أبوه وقال: "ما لك يا بني" قال: " أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني فشقا بطني، والله ما أدري ما صنعا".اهـ

والذي حصل هو أن الملكان جبريل وميكائيل أتيا النبي عليه الصلاة والسلام بشكل رجلين، فأضجعاهُ وشَقَّا بَطنَهُ الكريمَ كما ورد، وغسَّلاه بماء زمزم والثلج والبردِ، وَخَاطَاهُ بِإذن ذي الإكرام والجلالِ، وخَتَمَا على ظَهرِهِ بِخَاتَمِ النّبوةِ في الحالِ.

وقد ذُكِرَ أن حليمة أعادته إلى أمه بعد سنتين وشهرين.

وفاتها

توفيت حليمة السعدية رضي الله عنها بالمدينة المنورة، ودفنت بالبقيع.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:06   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أُمُّ أَيْمَنَ الحَبَشِيَّةُ



أُمُّ أَيْمَنَ الحَبَشِيَّةُ، بَرَكَةُ مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَاضِنَتُهُ، وَرِثَهَا مِنْ أَبِيْهِ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا عِنْدَمَا تَزَوَّجَ بِخَدِيْجَةَ.
كَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ.

اسْمُهَا: بَرَكَةٌ، وَقَدْ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ بنُ الحَارِثِ الخَزْرَجِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَيْمَنَ، وَلأَيْمَنَ هِجْرَةٌ وَجِهَادٌ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ.

ثُمَّ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ لَيَالِيَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

رُوِيَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مُرْسَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُوْلُ لأُمِّ أَيْمَنَ: (يَا أُمَّه).

وَيَقُوْلُ: (هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي).

حَدَّثَ عُثْمَانُ بنُ القَاسِمِ فقَالَ: لَمَّا هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أَمْسَتْ بِالمُنْصَرَفِ دُوْنَ الرَّوْحَاءِ، فَعَطِشَتْ، وَلَيْسَ مَعَهَا مَاءٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ، وَجَهِدَتْ، فَدُلِّيَ عَلَيْهَا مِنَ السِّمَاءِ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ (حبل) أَبْيَضَ، فَشَرِبَتْ، وَكَانَتْ تَقُوْلُ: مَا أَصَابَنِي بَعْدَ ذَلِكَ عَطَشٌ، وَلَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ بِالصَّوْمِ فِي الهَوَاجِرِ(شدة الحر)، فَمَا عَطِشْتُ.

وعَنْ سُفْيَانَ بنِ عُقْبَةَ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تُلْطِفُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُوْمُ عَلَيْهِ.

فَقَالَ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَتَزَوَّجْ أُمَّ أَيْمَنَ).

قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا زَيْدٌ.

وورد في سنن ابن ماجه عَن أنس، قَالَ: قال أبو بكر، بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يزورها. قال، فلما انتهينا إليها بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ فما عند اللَّه خير لرسوله.

قالت: إني لأعلم أن ما عند اللَّه خير لرسوله. ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء.(أي وحي التشريع) قال: فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.

[ش (لم يعد) من عدا. أي لم يتجاوز. والمراد أنهم كانوا على غاية الخشوع. (فهيجهما على البكاء) أي صارت لهما سببا للبكاء].

قَالَ الوَاقِدِيُّ: مَاتَتْ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ.

رضي الله عنها وأرضاها.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

الصحابية الجليلة أم ورقة بنت نوفل



أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بن عويمر الأنصارية، وقيل: أم ورقة بنت نوفل، وهي مشهورة بكنيتها واختلفوا في نسبها.
كانت الصحابية الجليلة أم ورقة بنت نوفل من المؤمنات التقيات، وقد كان النبي يزورها مع أصحابه ويقول لهم " قوموا بنا نزورالشهيدة " وذلك قبل أن تنال الشهادة.

فقد ورد في سنن أبي داود عن الْوَلِيد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِى جَدَّتِى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلاَّدٍ الأَنْصَارِىُّ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ نَوْفَلٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا غَزَا بَدْرًا، قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ يَارَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِى الْغَزْوِ مَعَكَ، أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِى شَهَادَةً.

قَالَ« قِرِّى فِى بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ ». قَالَ فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةَ.

قَالَ وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتِ الْقُرْآنَ فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَتَّخِذَ فِى دَارِهَا مُؤَذِّنًا، فَأَذِنَ لَهَا.

قَالَ: وَكَانَتْ دَبَّرَتْ غُلاَمًا لَهَا وَجَارِيَةً، فَقَامَا إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ، فَغَمَّاهَا بِقَطِيفَةٍ لَهَا حَتَّى مَاتَتْ، وَذَهَبَا، فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَقَامَ فِى النَّاسِ فَقَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذَيْنِ عِلْمٌ أَوْ مَنْ رَآهُمَا فَلْيَجِئْ بِهِمَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبٍ بِالْمَدِينَةِ.

وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا فِى بَيْتِهَا وَجَعَلَ لَهَا مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ لَهَا وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَنَا رَأَيْتُ مُؤَذِّنَهَا شَيْخًا كَبِيرًا.

وورد أنه لما قيل لعمر رضي الله عنه: إنها قتلت، قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يقول: " انطلقوا بنا نزور الشهيدة ".

وقد ورد في الاصابة :

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنًا يؤذن لها، وكان لها غلام وجارية، فدبرتهما فقاما إليها فغمياها فقتلاها.

فلما أصبح عمر قال: والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة، فدخل الدار فلم ير شيئًا، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت، فقال: صدق الله ورسوله، ثم صعد المنبر فذكر الخبر، فقال: عليَّ بهما، فأتى بهما فسألهما، فأقرا أنهما قتلاها، فأمر بهما فصلبا.اهـ

رحم الله الصحابية أم ورقة مَن بشرها النبي بالشهادة في حياتها، وجمعنا معها في جنات النعيم .









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:09   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

أم المنذر سلمى بنت قيس الأنصارية
الـمُصلّية للقِبلتين... المحافظة على البيعتين



تشرّف الأنصار بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مدينتهم.. المدينةالمنورة، وكان هؤلاء الأبرار الأخيار يتسابقون فياستضافة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام من المهاجرين.
وقد مدح نبينا العظيم هؤلاء الأنصار وبيوتهم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إِنَّ خَيْرَ دُورِ الأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ".


نسبها

فقد أقبل الأنصار على الدخول في دين الله أفواجًا، وكان للنساء نصيب من هذا الإقبال المجيد، ومن هؤلاء النسوة أم المنذر سَلْمَى بِنْت قَيْسبن عمرو بن عبيد بن مالك بن عَدِيّ بن عامر بن غَنْم بن عَدِيّ بن النَّجّار الأنصارية، كَانَتْ إِحْدَى خَالاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه، قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ، وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِى عَدِىِّ بْنِ النَّجَّارِ قَالَتْ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ فَبَايَعْتُهُ فِى نِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَلَمَّا شَرَطَ عَلَيْنَا: أَنْ لا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ نَسْرِقَ، وَلا نَزْنِىَ، وَلا نَقْتُلَ أَوْلاَدَنَا، وَلاَ نَأْتِىَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلاَ نَعْصِيَهُ فِى مَعْرُوفٍ، قَالَ: "وَلاَ تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ". قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَقُلْتُ لامْرَأَةٍ مِنْهُنَّ: ارْجِعِى فَاسْأَلِى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا، قَالَتْ: فَسَأَلَتْهُ، فَقَالَ: "تَأْخُذُ مَالَهُ فَتُحَابِي بِهِ غَيْرَهُ"، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات.اهـ

الخالة الكريمة

تروي كتب الأنساب بكثير من الفخر نسب القرشيين خصوصًا بني عبد مناف، فقد كان ابنه هَاشِمرجل تجارة كثير المال، لما نزل في إحدى رحلاته بالمدينة،تَزَوَّجَ سَلْمَى بِنْتَ عَمْرِو بْنِ لَبِيدِ بْنِ حَرَامٍ مِنْ بَنِى النَّجَّارِ بِالْمَدِينَةِ فَوَلَدَتْ لَهُ شَيْبَةَ الْحَمْدِ، ثُمَّ تُوُفِّىَ هَاشِمٌ في غزة في فلسطين وَهُوَ مَعَهَا فَلَمَّا أَيْفَعَ وَتَرَعْرَعَ، خَرَجَ إِلَيْهِ عَمُّهُ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، فَأَخَذَهُ مِنْ أُمِّهِ وَقَدِمَ بِهِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُرْدِفُهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَقِيلَ: عَبْدٌ مَلَكَهُ الْمُطَّلِبُ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الاِسْمُ فَقِيلَ: عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وكانتسلمى هذه ذات حسب ونسب وشرف.

وأخرج الإمام أحمد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من بني النجار يعوده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا خال قل لا إله إلا الله". فقال: خال أنا أو عم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا، بل خال". فقال: "قل لا إله إلا الله". قال: هو خير لي؟ قال: "نعم". قال الحافظ الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

ولذلك كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول عن بني النجار الخزرجيين إنهم أخواله، لأن سلمى بنت عمرو أمُّ جده عبدِ المطلب كانت منهم، وهذا من كرمأخلاقه وبرّه وصلة رحمه عليه الصلاة والسلام.

المصلية المبايعة

عندما ترجم الحافظ أبو نُعيم الأصبهاني للصحابية الكريمة أم المنذر في "حلية الأولياء" وصفها بقوله: المصلية للقبلتين، المحافظة على البيعتين سلمى بنتقيس النجارية.

وروى البخاري عن عُرْوَة أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الْآيَةِ بِقَوْلِ اللَّهِ تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ) إِلَى قَوْلِهِ (غَفُورٌ رَحِيمٌ) قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَدْ بَايَعْتُكِ، كَلَامًا وَلَا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ مَا يُبَايِعُهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ(قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكِ).

ومن فضائل أم المنذر روايتها للحديث النبوي.

طعامها شفاء

هذه الصحابية الكريمة حظيت بنفحات خاصة من الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، فكان يخصها بالزيارة، ويأكل عندها، ويشير إلى أنّ طعامها ذو بركةونفع.

فقد ورد في الإصابة عن أمِّ المنذِرِ بنت قيس الأنصارية قالت: (دخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم ومعهُ عليٌّ، وهو ناقِهٌ، ولنا دوالٍ مُعلَّقةٌ. قالت: فجعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يأكُلُ، ومعهُ عليٌّ يأكُلُ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم لعليٍّ: مَهْ مَهْ يا عليُّ فإنَّكَ ناقِهٌ، فجلَسَ عليٌّ والنَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم يأكلُ، قالت: فَجَعَلتْ لهُم سلقًا وشـعيرًا، فقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيـهِ وسَلَّم: يا عليُّ من هذا فأَصبْ فإنَّهُ أوفقُ لكَ).رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب، وأخرجه أبو داود وابن ماجه، وسكت عنه أبو داود، ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره.

الدَّوال هي جمعُ دالِية، وهي العِذْقُ من البُسْر يُعَلّقُ، فإذا أرْطبَ أُكلَ، (مه مه) أي أكفف وهو اسم فعل (فإنك ناقه) الناقه هو الذي أفاق من المرض ويبرأ منه وهو قريب عهد به لم يتراجع إليه كمال صحته. قال في القاموس: نقه كفرح ومنع نقهًا ونقوهًا صح وفيه ضعف وأفاق فهو ناقه. (فجعلت لهم سلقًا وشعيرًا) وفي رواية أبي داود: وصنعت شعيرًا وسلقًا فجئت به. والمعنى طبخت لهم سلقًا وشعيرًا، والسلق بكسر السين المهملة نوع من البقل معروف فيه تحليل لسدد الكبد (فأصب) من الإصابة أي أدرك من هذا أو كل منه.

وفي الحديث ما كان السلف عليه من الاقتصاد فى مطعمهم واقتصارهم على الدون من ذلك، ألا ترى حرصهم على السلق والشعير، وهذا يدل على أنهم لم تكن همتهم اتباع شهواتهم، وإنما كانت همتهم من القوت ما يدفعون به سَوْرَةَ الْـجُوعِ بما يمكن، فمن كان حريصًا أن يكون فى الآخرة مع صالح سلفه فليسلك سبيلهم وليجر على طريقتهم وليقتد بهديهم، والله أعلم.اهـ


هذه قبسات من سيرة أم المنذر العطرة رضي الله عنها وأرضاها، فما أحوج النساء المؤمنات هذه الأيام أن يقتدين بها وبكرمهاوعدم حيائها من التفقه في أمر دينها كغيرها من نساء الأنصار.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:09   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أم سعد جميلةُ بنتُ سعد بن الربيع
ابنة الخطيب النقيب الشهيد

إنها أم سعد جميلة بنت سعد بن الربيع الأنصاري الخزرجي وأمها عَمْرَة بنت حزم بن زيد النجارية، كما جاء في "الطبقات" و"أسد الغابة".
وذكر ابن حجر العسقلاني في "الإصابة" في ترجمتها قوله: "جميلة بنت سعد بن الربيع الأنصاري الليثي استُشهد بأحُد،.. لها صحبة، روت عن أبيها.
وروى عنها ثابت بن عُبيد الأنصاري: أن أباها وعمها قُتلا يوم أحد، فدُفنا فيقبر واحد، قاله أبو عمر. قال: وتزوج جميلة هذه زيد بن ثابت، قاله ابن سعد، وزاد: ولدت له خارجة ويحيى وإسماعيل وسليمان. وكانت تكنّىأم سعد."اهـ
وجاء في كتاب "الإصابة" وكتاب"الطبقات" أن جميلة بنت سعد بن الربيع اشتهرت بكنيتها أم سعد بنت سعد رضي الله عنها .ولما استشهد أبوها كانت أمها عمرة حاملاً بها، ووضعتها بعد عدة أشهر من استشهاد سعد رضي الله عنه.
نشأتها
نشأت أم سعد –جميلة- في حجر أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واقتبست من أخلاقه الكريمة، ومن خصاله الحسان، ومن فصاحته، ما رفعها مكانًا عليًّا. وكانت جميلة بنت سعد تقول عن نفسها: أنا ابنة الخطيب النقيب الشهيد سعد بن الربيع.
نصّ قرءاني
في شأن هذه الصحابية وأختها وأمها عمرة أنزل الله عز وجل قراءنًا ودستورًا للناس يُتلى ويُعمل به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وينص هذا الدستورالقرءاني على إبطال عادة جاهلية مقيتة، كانت تهضم حقوق المرأة، ولا تعترفبمكانتها، فجاء نصّ القرءان الكريم، على لسان النبي العظيم صلىالله عليه وسلم فوضع المرأة المؤمنة في المكانة التي تستحقها، وأعطاهاحقوقها المهدورة، جاءتالشريعة المحمدية فأبطلت هذا الظلم، واختصت النساء زوجات وأمهات وبناتوأخوات من الوارثات بنصيب من تركة الرجل الميت، وهذا ما سمي بالفرائض أيالمواريث.
فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: (جاءتْ امرأةُ سعدِ بنِ الرَّبيعِ بابنَتَيها من سعدٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ هاتانِ ابنَتَا سعدِ بنِ الرَّبيعِ قُتلَ أبوهما معكَ يومَ أُحدٍ شهيدًا وإنَّ عمَّهُما أخذَ مالهما فلم يدعْ لهُما مالاً ولا تُنكحانِ إلاَّ ولهُما مالٌ، قال: يَقضي اللهُ في ذلكَ، فنَزَلتْ آيةُ الـمِيراثِ فبعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم إلى عمِّهما فقال: أعطِ ابنَتَي سعدٍ الثُّلثينِ وأعطِ أمَّهما الثُّمنَ وما بقي فهو لكَ). أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الفرائض، باب ما جاء في ميراث البنات، وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.اهـ
زواج مبارك
منّ الله على أم سعد –جميلة- بالخير العميم حين يسّر لها الزواج من الإمام الكبير، وشيخ المقرئين وأعلم الصحابة بالمواريث وهو من كتبة الوحي، وأحدالأذكياء النجباء من صحابة النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم سيدنا زيد بنثابت الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه وأرضاه. وقد تأثرت جميلة بنت سعد بنالربيع به، واقتبست من علمه وفقهه شيئًا كثيرًا، وهذا جعلها في الصف الأولأي في مقدمة العالمات الفقيهات من نساء الأنصار رضي الله عنهن.
وكانت ثمرات هذا الزواج الميمون، أن ولدت جميلة لزيد عددًا من الأبناء النجباء الذين رصعوا تاريخنا الإسلامي المجيد بعلمهم الغزيرالمعطاء.
قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات": ومن أشهر أولادها: خارجة بن زيد بن ثابت المدني التابعي... كان إمامًا جليلاً،بارعًا في العلوم، واتفقوا على توثيقه، وفضله، وهو أحد فقهاء المدينةالسبعة.
مناقبها
حفظت القرءان وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
سمعت أم سعد القرءان الكريم، فشغفت بألفاظه ومعانيه فراحت تنهل من ءاياته حتى أتقنت حفظه، وعرفت أسباب النزول، وصارت مقصدًا ومرجعًا في هذاالمضمار، ومما يشير إلى فهمها العميق بمعاني الآيات ما رواه داود بنالحصين قال: كنت أقرأ على أم سعد بن الربيع مع ابن ابنها موسى بنسعد، فقرأت عليها "والذين عاقدت أيمانكم"... فقالت: لا... ولكن[وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا [سورة النساء/33
ولأم سعد مرويات هامة عن أحداث السيرة النبوية في المرحلة المكية .ذكر ذلك الأصبهاني في "دلائل النبوة".
وفاتها
عاشت أم سعد مع زوجها زيد بن ثابت رضي الله عنهما، حياة عبادة وجد واجتهاد إلى أن توفاهما الله عز وجل .
بالنسبة لوفاة أم سعد فلا توجد وثائق أكيدة تشير إلى تاريخ وفاتها، ولكن أخبارها تدل على أنها عاشت زمنًا بعدوفاة زوجها رضي الله عنها.
وبعد... فهذه سيرة عطرة لصحابية جليلة أكرمها الله تعالى، فحفظت القرءان، وأضحت زوجة لصحابي كريم، وأمًا عظيمة ربت أبناءها بما يرضي الله تباركوتعالى، ويكفيها فخرًا أنها أنجبت وربت أحد أعلام فقهاء المدينة خارجة بنزيد... رضي الله عن أم سعد وأسكنها فسيح جنانه.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:10   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

النوّار بنتُ مالك النجارية الأنصارية
أمّ الفرضي وجامع القرءان


كلما استرجعناحادثة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة تحضر في الذاكرة هؤلاء القوم الذين فتحواقلوبهم قبل بيوتهم لاستقبال النبي الحبيب صلى الله عليهوسلم،فتسابقوافيما بينهم على البذل والعطاء وحُسن الكرم والضيافة، وتنافسوا في ميادينالفضائل ابتغاء رضا الله، والفوز بسعادة الدارين، مصدقين بما جاء في نبيهمصلى الله عليه وسلم فكان في عزّ ومنعة بينهم مع قومه وأهلبلده.
صحابية اليوم واحدة ممن اجتمعت فيها العديد من صفات البرّ والصلاح والزهد والعبادة وامتازت بكرم وسخاء،ومشت في درب السعداء وهي من هؤلاء القوم الذين نصروا نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وفضائل هذه الصحابية الجليلة كثيرة، تكرر ذكرها في كتب السيرة والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة.. فهي من الأنصار الذين نصروادين الله وما استكانوا ولا خافوا ولا وهنوا.
ونساء الأنصار أخلصن لله الواحد القهار، ففاحت عطور فضائلهن وعبقت في ديارالإسلام.
من هي النــوّار؟
أورد ابن سعد في الطبقات: النوار بنت مالك بن صِرْمَةبن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عديّ بن النجار، وأمها سلمى بنت عامر بن مالك بن عدي، تزوجها ثابت بن الضحاك، فولدت له زيدًا ويزيد ابني ثابت، ثم خلف عليها عمارة بن حزم فولدت له مالكًا.
كانت النوّار رضي الله عنها إلى جانب حبها ووعيها لحفظ القرءان شغوفة بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث، وكذلك روت عن أمهات المؤمنين، وروت عنها أم سعد بن زرارة.
أمّ جامع القرءان
كانت النوّار من النساء الصالحات اللواتي وهبهنّ الله حافظة جيدة، ولسانًا فصيحًا كانت تُقبل على ءايات الوحي فتحفظها عن ظهر قلب ثمتلقنها لولدها ثابت،الذي أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة عند قدومالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم مهاجرًا إلى المدينة، وقد منّ الله على ولدالنوّار هذا، فأصبح بعد حين شيخ القُرّاء والفَرَضيين وأحد كتبة الوحي وجامعًا لسورالقرءان ومفتي المدينة رضي الله عنه.
بلال يؤذن عندها
قالت النوار: كان بيتي أطول بيت حول المسجد فكان بلال يؤذن فوقه من أول ما أذن إلى أن بنى رسول الله مسجده، فكان يؤذن بعد على ظهر المسجد، وقد رفع له شيء فوق ظهره .
لقد شرفها الله بهذا الفضل العظيم، فكان بيتها أول منارة للإسلام في المدينة يُذكر فيهاالله بالنّداء للصلاة، فهنيئًا للنوار هذا الشرف العظيمالذي حباها الله به.
بعد وفاة زوج النوّار في يوم بُعاث ( هو موضع بالقرب من المدينة المنورة جرت به حروبومناوشات بين أبناء قبيلتيّ الأوس والخزرج) تزوجت هذه السيدة الفاضلة من عمارة بن حزم بن زيد من بني النجار، فهو أيضًا أنصاريرضي الله عنه، كان من السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة.
شهد بدرا وأُحُدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،كانت معه راية بني مالك بن النجار يوم الفتح وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد وقتل يوم اليمامة شهيدًا.
قصعة النوّار
ورد في الطبقات الكبرى أن زيد بن ثابت قال: فأول هدية دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب هدية دخلت بها إناء قصعة مثرودة فيها خبز وسمن ولبن، فقلت: أرسلَت بهذه القصعة أمي فقال: بارك الله فيك، ودعا أصحابه فأكلوا، فلم أرمَّ الباب حتى جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعَراق (عظم عليه لحم)، وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة والأربعة يحملون الطعام يتناوبون ذلك.
بهذا تكون أول هدية أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نزل ضيفًا على أبي أيوب الأنصاري قصعة النوّار أم زيد بنثابت وفضل السّبق فيهذا نالته النوّار رضي الله عنها وأرضاها.
فكانت مكرّمة هي وولدها عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند الخلفاء الراشدين من بعده.
وفاة النوّار
رحلت النوّار بعد حياة مباركة قضتها كما أمرها خالقها، فأدّت ما عليها لأجل نُصرة دين الله في نفسها وولدها، توفيت النوّار رضي الله عنها وصلى عليها ابنها زيد رضي الله عنه.
جزاها الله كل خير عن ولدها وعن أمة الإسلام، كانت حريصة على تربية ابنها وتنشئته على الهدي النبوي، ورأت ثمرةغرسها الصالح في ولدها، فهو زينة من رجالات الأمة المحمدية وماتت وهي ترجو سعادةالآخرة ولقاء نبيها الأعظم صلى الله عليه وسلم.
رضي الله عنها وأرضاها وأسكنها في أعلى عليين بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم والصالحينوحسن أولئك رفيقًا.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:11   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رُفَيْدَةُ بنت سعد الأنصارية رضي الله عنها
صاحبة الخيمة الطبية الأولى في التاريخ



الطبيبة رُفيدة من كريمات النساء، من الصحابيات الفاضلات،بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، واشتركت في غزوتَيْ الخندق وخَيْبر،وكانت رضي الله عنها قارئة، كاتبة، وصاحبة ثروةواسعة، حيث كانت تنفق على عملها هذا منحُرِّ مالها، وخالص ثروتها، متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله.
سماها ابن سعد كعيبة فقال كعيبة بنت سعد الأسلمية بايعت بعد الهجرة وهي التي كانت تكون لها خيمة بالمسجد تداوي الجرحى وكان سعد بن معاذ عندها تداوي جرحه حتى مات وقد شهدت كعيبة هدم يوم خيبر.

استهوتها حِرْفة التمريض، ومهنة التطبيب والمداواة، وتفوّقت في ذلك حتى اشتهر عنها، وعُرفتبين الناس قاطبة.
رُفيدة في خيمة الخير
ظهرت خيمة رفيدة بَدْءًا من يوم أُحُد، عندما كانت تستضيف الجرحى، تضمِّد جراحاتهم، وتُسعفهم، وتسهر على راحتهم، وتواسيهم.
وكانت رضي الله عنها تخرج في الغزوات، وتنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجِمال، ثم تُقيمها بإزاءمعسكر المسلمين، تشاركها العمل الصحابيات رضوان الله عليهن؛ لذا تعتبر خيمة رفيدةالأسلمية على الرغم من بدائيتها أول مستشفىميداني.
مستشفى رُفيدة كما تواتر أنه أقيم لها خيمة خاصة وبارزة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلمكمستشفى لعلاج المرضى والمصابين بجروح، ودبرت فريقًا من الممرضات حيث قسمتهن إلىمجموعات لرعاية المرضى ليلاً ونهارًا.
ولم يكن عمل رفيدة مقتصرًا على الغزوات فقط، بل عَمِلت أيضًا في وقت السِّلم تُعاون وتُواسي كل محتاج؛ وكانت أول سيدة تعمل في نظام أشبهما يكون بنظام المستشفيات في وقتنا.

أما كونها أول ممرضة في الإسلام فليس في ذلك خلاف، فقد ذاع صيتها بين معاصريها في فن الجراحة، لهذا السبب اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم لعلاج سعدبن معاذ رضي الله عنه.
كانت تُداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كان به جرح أو مرض من المسلمين.
طبيبة سعد بن معاذ
روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق بسهم أطلقه أبوأسامة الجشمي حليف «بني مخزوم»‏، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم رفيدة أن تقيمخيمة في المسجد ليعوده من قريب.
وقد ورد في الإصابة أن ابن إسحاق ذكر رفيدة الأنصارية أو الأسلمية في قصة سعد بن معاذ لما أصابه بالخندق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب.
وفي سير أعلام النبلاء ورد أنه: لَمَّا أُصِيْبَ أَكْحَلُ سَعْدٍ، فَثَقُلَ، حَوَّلُوْهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رُفَيْدَةُ، تُدَاوِي الجَرْحَى. فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُوْلُ: (كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟وَكَيْفَ أَصْبَحْتَ؟).
فَيُخْبِرُهُ، حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي نَقَلَهُ قَوْمُهُ فِيْهَا، وَثَقُلَ، فَاحْتَمَلُوْهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، إِلَى مَنَازِلِهِم.
وقال البخاري في الأدب المفرد: عن محمود بن لبيد قال: ولما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فقيل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول كيف أمسيت وإذا أصبح قال كيف أصبحت فيخبره.
تكريم رُفيدة
وتقديرًا من النبي صلى الله عليه وسلم، كان يُعطي رفيدة حصة مقاتل، فقد ذكر أبو عمر عن الواقدي أنها شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:12   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها

نسبها الشريف
البَضْعَةُ النَّبَوِيَّةُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ فِي زَمَانِهَا، بِنْتُ سَيِّدِ الخَلْقِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي القَاسِمِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيَّةُ، الهَاشِمِيَّةُ، وَأُمُّ الحَسَنَيْنِ، وأمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد.
رَوَتْ عَنْ: أَبِيْهَا وَرَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا الحُسَيْنُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُم. وَرِوَايَتُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ.
وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهَا وَيُكْرِمُهَا وَيُسِرُّ إِلَيْهَا.
مَنَاقِبُهَا غَزِيْرَةٌ فقد كَانَتْ صَابِرَةً، طاهرة، دَيِّنَةً، خَيِّرَةً، صَيِّنَةً، قَانِعَةً، شَاكِرَةً للهِ.
مَوْلِدُهَا
ولدت السيدة فاطمة رضى الله عنها وأرضاها قبل بعثة المصطفى وقيل بعد البعثة، والسيدة فاطمة هى الابنة الرابعة لرسول الله من السيدة خديجة فهى بعد زينب ورقية وأم كلثوم .
وهي أي السيدة فاطمة وعلي والحسن والحسين وأزواج النبي عليه السلام داخلون في قول الله تعالى: " لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ".
منـزلتها عند رسول الله
روى الترمذي والحاكم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أحب أهلي إلي فاطمة".
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَشْبَهَ كَلاَماً وَحَدِيْثاً بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا، فَقَبَّلَهَا، وَرَحَّبَ بِهَا، وَكَذَلِكَ كَانَتْ هِيَ تَصْنَعُ بِهِ".
وروى الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما رأيت أحداً، كان أشبه كلاماً، وحديثاً برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه، قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وأخذ بيدها، فأجلسها في مجلسه. وكانت هي إذا دخل عليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قامت إليه مستقبلة، وقبلت يده".
وفي صحيحي البخاري ومسلم أن الرسول قال لها: "يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ".
وفي صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي".
وفي صحيحي البخاري ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا".
زواجها من علي كرم الله وجهه
وقد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بعد بدر في السنة الثانية من الهجرة، وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم:" أما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلمًا وأكثرهم علمًا وأحلمهم حلمًا" رواه أحمد والطبراني، وفي رواية عند الطبراني:" لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين" ودعا لهما: " جمع الله بينكما وبارك في سيركما وأصلح بالكما"وفي بعض الروايات زيادة أنه دعا لها قائلا: "اللهم إني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم".
وَصَحَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً).
وَقَدِ انْقْطَعَ نَسَبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ فَاطِمَةَ، ففي رواية عند أحمد والحاكم:"فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسبـبي وصهري".
ولدت له الحسن والحسين ومحسن وَكَانَ لَهَا مِنَ البَنَاتِ: أُمُّ كُلْثُوْمٍ زَوْجَةُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وَزَيْنَبُ زَوْجَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
حياتها المتواضعة مع سيدنا علي
عَنْ سيِّدنا عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ السيدةَ فَاطِمَةَ رضي الله عنها شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أثرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا (ففي الماضي كانوا يطحنونَ ويعجِنُونَ في البيوتِ ليسَ كاليوم) فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَ علي: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ: "مَكَانَكَ" فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ:" أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ؟ ( أي جاريةٍ لأنَّ لفظَ الخادِمِ يُطلقُ على الذَّكرِ والأُنثى ) أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وكَبِّرَا أربعًا وَثَلاثِينَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ. رواه البخاري ومسلمٌ والبيهقي.
تعرفونَ لماذا قال لهما هذا ؟ لأنَّ الآخرةَ خيرٌ وأبقَى.
وقد قال بعضُ المفسرين: "يحصُلُ لها بسببِ هذه الأذكارِ قوةٌ فتقدِرُ على الخدمةِ أكثرَ مما يَقدِرُ الخادمُ".
واللهُ قادرٌ على كلِّ شَىء لا يُعجزُهُ شَىءٌ أبدا، أليسَ وردَ في الحديثِ الشريفِ أنه تحصُلُ مجاعةٌ أيامَ الدجال، وأنَّ الأتقياءَ يشبَعُونَ بالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ ‏وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مُجْرَى الطَّعَامِ‏؟ بلى. رواه ابن ماجه.
أحبابنا
السيدة فاطمة عليها السلام وإن كانت أصغر بنات الرسول سنًا لكن كانت أتقى وأخشع وأخشى لله تعالى، كانت روحها أقوى تعلقًا بطاعة الله تعالى من أخواتها الثلاثة زينب ورقية وأم كلثوم.
فاطمة كانت أشد عبادة لله تعالى. كان قلبها أتقى لله وأخشع لله.
الله تبارك وتعالى جعل في ذريتها من البركة ما لم يجعل في ذرية أحد من نساء هذه الأمة. الله تعالى كثَّر ذريتها. أولاد الحسن والحسين الله تعالى كثَّرهم وبارك فيهم. كان فيهم أولياء ووليات لا يحصيهم إلا الله. هذه السيدة نفيسة التي بمصر يتبركون بزيارتها هي من ذرية ابنها الحسن.
من مناقبها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا كانَ يَومُ القِيامةِ نَادَى مُنادٍ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُم عن فَاطِمةَ بِنتِ محمدٍ حتى تمُرَّ "رواه الحاكم .
المرادُ غيرُ محَارِمِها أمّا محَارِمُها فيَنظُرونَ، الرِّجالُ فَقط يَغُضُّونَ أمّا النّساءُ يَنْظُرنَ. وذلكَ لإظهارِ شَرفِها رضيَ اللهُ عَنها، فهيَ أفضَلُ امرَأةٍ مِن هذِه الأُمّةِ وهيَ صِدّيقَةٌ.اهـ
قال المُناويّ: قولُه نادَى مُنادٍ أي مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ، قولُه مِن وَراءِ الحُجُبِ أي مِن غَيرِ أنْ يَراهُ النّاسُ، قولُه يا أهلَ الجَمْعِ أي يا أَهلَ الموقِف، قوله غُضُّوا أبصَارَكُم أي نَكِّسُوهَا، قوله حتى تَمُرّ أي تَذهَب وتَجُوزَ إلى الجنّة.
وفاتها
عاشت بعد أخواتها الثلاث حيث أن زينب ورقية وأم كلثوم مِتْنَ في حياة رسول الله، أما فاطمة فقد توفيت بعد وفاة رسول الله بستة أشهر، حيث ماتت سنة إحدى عشرة.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلاً.
صَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ.
رضي الله عنها وأسكنها فسيح جناته.
وقد قيل في مدح السيدة فاطمة عليها السلام
يا ابنةَ المختارِ يا كوكبَ الأنوارِ فاطمةُ الزّهراء جُودي لي بالأنظارِ
إمامُنا عليُّ خليفةٌ ووليُّ وسرُّهُ قويُّ سُمِّيَ بالكَرَّارِ
مِن نَسلِكِ السِّبْطانِ وسيِّدا الشُبَّانِ هما هما نَجْمانِ في حُلْكَةِ الأَسحارِ
تقيّةٌ ونقيّهْ، رَضِيّةٌ وهَنِيّهْ وبتُقاكِ غَنِيّه يا دُرّةَ الأقمارِ









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:13   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسماء بنت يزيد بن السّكن الأنصارية الصابرة..
خطيبة النساء




صاحبة هذه السيرة العطرة من النساء الطاهرات، اللواتي ضربن مثالاً رائعًا في الإيمان والصبر والعلم، فقد اشتهرت بالفصاحة وقوّة البيان والحُجة، كماأتيَت نصيبًا وافرًا من الشجاعة، إنهاالصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها رسولالنساء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أي كانت تُرسل من قبل النساء إلىالنبي صلى الله عليه وسلم )
البداية المشرفة
هذه الصحابية الأنصارية من الأوس من بني عبد ال أشهل.
أسلمت أسماء على يد مصعب الخير أو مصعب بن عمير، الذي انطلق من خير دور الأنصار- دار عبد الأشهل- قوم سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه.
وفضائل هذه الصحابية كثيرة، فهي من ذوات العقل الراجح والدين، والشجاعة والإقدام، والصبر والإيمان، زد على ذلك أنها إحدى راويات الحديث النبويالشريف فكان لها ذكر وأثر طيب مبارك.
نسبها
ويعرفنا الحافظ ابن حجر العسقلاني بهذه الصحابية الكريمة في كتابه"الإصابة" فيقول: هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيسالأنصارية الاسدية ثم الأشهلية، كانت تكنى أم سلمة، ويقال أم عامر، منالمبايعات، ومن النساء اللواتي عشن فجر الدعوة المحمدية فيالمدينة المنورة، وفزن بشرف الصحبة المباركة، كما فزن بمرضاة الله سبحانهومرضاة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومن الجدير بالذكر أن نسب أسماء بنت يزيد رضي الله عنها يلتقي مع نسب الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه فيجدهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، فهي بنت عم معاذ بن جبل.
ومن المهم ذكره هنا أن زوج أسماء بنت يزيد هو أبو سعيد الأنصاري واسمه سعيد بن عمارة، وأمها أم سعد بنت خزيم بن مسعود الأشهلية.
خطيبة النساء
وأسماء هذه هي رسول النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي كانت ترسل من قبل النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت من ذوات العقل والدين،وكان يقال لها خطيبة النساء.
فهي حازت على شهادة الفصاحة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. فقد عُرفت بحسن المنطق وقوة البيان. وقد زادتسماتها تلك بأن نهلت من القرءان الكريم والحديث النبوي الشريف ما استطاعتإلى ذلك سبيلاً، حتى لُقبت بخطيبة النساء.
البيعة المباركة
ولأم عامر أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أولية مباركة وسابقة خيّرة في تاريخ نساء الأنصار. فقد ذكر ابن سعد صاحب الطبقات عن عمرو بن قتادة رضيالله عنه قال: أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ كبشةبنت رافع، وأم عامر أسماء بنت يزيد بن السكن، وحواء بنت يزيد بن السكن.
وكانت أسماء رضوان الله عليها تفخر بهذه الأولية وهذا السبق إلى المبايعة، فتقول: "أنا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
وكانت بيعتها تفيض بالإخلاص، وتتسم بالصدق، ورحم الله أبا نعيم الاصبهاني صاحب "حلية الأولياء" إذ وصفها بقوله: أسماء بنت يزيد بن السكن، النابذةلما يورث الغرور والفتن.
كما ذكر أبو نعيم أيضًا في "الحلية" قصة تشير إلى تخلي أسماء عن حليتها الذهبية عند البيعة. فسعادتها لم تكن في الحلي والذهب، ولكن بالتقىوالإيمان الحقيقي.
الراوية للحديث
كانت أسماء رضي الله عنها راوية للحديث النبوي، فقد لازمت البيت النبوي طويلاً، وكانت محبة للعلم والسؤال، إذ كانت تمتلك الجرأة في الاستفسار،لذلك كانت من أكثر النساء رواية للحديث، فقد روت فيما يذكر 81 حديثًا.
وروى عن أسماء ثلة من أجلاء التابعين، كما روى أصحاب السنن الأربعة: أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، وخرّج لها البخاري في الأدب المفرد.ومن مروياتها ما أخرجه ابن ماجه بسنده أن النبي صلى الله عليهوسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بطعام.
وأسماء هذه هي أول من نزل فيها عدة المطلقات. فقد أخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن أسماء بنت يزيد قالت:طُلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن للمطلقة عدة، فنزلقول الله تعالى:(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ) سورة البقرة ءاية 228.

وورد في حلية الاولياء عَنْ أَسْمَاءَ بِنْت يَزِيدَ؛ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَاركُمْ؟) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ (خِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُؤُا، ذُكِر اللهُ عَزَّ وَجَلَّ).
(إذا رؤا) أي أنهم من الخشية والخوف من الله، أو من كثرة ذكر الله، بحيث إن الناس يذكرون الله عند حضورهم.]
فالأخيار هم الذين إذا تكلموا كان كلامهم لعز الإسلام ونجاة النفوس وصلاحها لا لعز النفوس وطلب الدنيا، وكانوا لعلمهم مستعملين ولرأيهم متهمين ولسبيل أسلافهم متبعين وبكتاب الله وسنة نبيه متمسكين، الخشوع لباسهم والورع زينتهم والخشية حليتهم، كلامهم الذكر وصمتهم الفكر نصيحتهم للناس مبذولة، وشرورهم عنهم مخزونة وعيوب الناس عندهم مدفونة ورثوا جلاسهم الزهد في الدنيا لإعراضهم وإدبارهم عنها ورغبوهم في الآخرة لإقبالهم وحرصهم عليها.
الكريمة المِضيافة وتبركها بآثار النبي المصطفى
الكرم صفة طيبة من صفات الانصار، فقد طرح الله بركة في طعامهم، فقد أخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده عن أسماء قالت: "رأيت رسول الله صلى الله عليهوسلم صلى في مسجدنا المغرب، فجئت منزلي فجئته بعَرق (عظم عليه لحم) وأرغفة، فقلت: بأبي أنت وأمي تعشَّ.
فقال لأصحابه: "كلوا بسم الله". فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا معه، ومن كان حاضرًا من أهل الدار، والذي نفسيبيده، لرأيت العَرق لم يتعرقه وعامة الخبز – أي بقي منه ببركة النبي عليهالصلاة والسلام- وإن القوم أربعون رجلاً، ثم شرب من ماء عندي في شجب(قربة) ثم انصرف فأخذت ذلك الشجب، فذهبت فطويته يسقى فيه المريض، ويشربمنه في الحين رجاء البركة.
ومما يشفي النفس هنا ما أورده القاضي عياض رحمه الله في كتابه الطيب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" حيث ذكر التبرك بآثار النبي وإعظامه وإكبارهفقال: ومن إعظامه وإكباره إعظام جميع أسبابه، وإكرام مشاهده وأمكنته فيمكة والمدينة ومعاهده وما لمسه صلى الله عليه وسلم أو عُرف به.
والأسباب:كل ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من فراشه ولباسه .
ومشاهده:مواضعه صلى الله عليه وسلم التي حضرها أو نزل بها .
وأثر عن كثير من الصحابة والتابعين الاخيار احتفاظهم بأشياء من رسول الله للتبرك بها.
حبها لرسول الله
قلب أسماء مثل سائر قلوب الأنصار، مملوء بمحبة الله سبحانه ومحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فإنه لما بلغها استشهاد أبيها وأخيهاوعمها وابن عمها يوم أحد خرجت تنظر إلى سلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوقادم من أحد... وعندما رأته سالمًا قالت: كل مصيبة بعدك جلل [هينة]..
وفاتها
روى ابن حجر في "الإصابة" والهيثمي في "مجمع الزوائد" حيث قال: أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن، شهدت اليرموك، وعاشت بعد ذلك دهرًا. وورد في "سيرأعلام النبلاء" أن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها سكنت دمشق.
وأما بعض المؤرخين فقد ذكرها في وفيات سنة تسع وستين للهجرة في خلافة عبد الملك بن مروان .
رحم الله أسماء بنت يزيد خطيبة النساء ورسولهنّ ( أي مبعوثتهن ) إلى المصطفى وأسكنها فسيح جناته .









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:14   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةُ رضي الله عنها



مَيْمُوْنَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ حَزْنٍ الهِلاَلِيَّةُ ابْنِ بُجَيْرِ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُخْتُ أُمِّ الفَضْلِ زَوْجَةِ العَبَّاسِ، وَخَالَةُ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وهي خَالةُ عبدِ الله بنِ عَبَّاسٍ. وهيَ ءاخِرُ نِسائه تَزويجًا ومَوتًا.وقيلَ إنّها ماتَت قبلَ عَائشةَ رضي الله عنها، وردَ ذلكَ في حديثٍ صَحيح عن عائشةَ.
أمُّها هندٌ بنتُ عوفِ بنِ زُهَير .
قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا رَسُوْلُ اللهِ: مَيْمُوْنَةَ.
كانت تحتَ مَسعودِ بنِ عمرو بنِ عبدِ نَائلٍ الثّقفِي في الجاهِليّة وفَارقَها، ثم خَلَفَ عليها أبو رُهْم بنُ عبد العُزّى بنِ أبي القيس فتُوُفّي عنها.
رواياتها للحديث
رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ، وَآخَرُوْنَ.
رُوِيَ لَهَا: سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ)، وَانْفَرَدَ لَهَا البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ، وَمُسْلِمٌ بِخَمْسَةٍ، وَجَمِيْعُ مَا رَوَتْ: ثَلاَثَةَ عَشَرَ حَدِيْثًا.
زواجها من رسول الله
تَزَوَّجَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَقْتِ فَرَاغِهِ مِنْ عُمْرَةِ القَضَاءِ، سَنَةَ سَبْعٍ، فِي ذِي القَعْدَةِ، وَبَنَى بِهَا بِسَرِفٍ - وهو المَكَانَ المَعْرُوْفَ بِأَبِي عُرْوَةَ - وَكَانَتْ مِنْ سَادَاتِ النِّسَاءِ.
وروى ابْنُ سَعْدٍ: لَمَّا أَرَادَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخُرُوْجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ القَضِيَّةِ، بَعَثَ أَوْسَ بنَ خَوْلِيٍّ وَأَبَا رَافِعٍ إِلَى العَبَّاسِ؛ فَزَوَّجَهُ بِمَيْمُوْنَةَ، فَأَضَلاَّ بَعِيْرَيْهِمَا؛ فَأَقَامَا أَيَّامًا بِبَطْنِ رَابِغٍ، حَتَّى أَدْرَكَهُمَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُدَيْدٍ، وَقَدْ ضَمَّا بَعِيْرَيْهِمَا، فَسَارَا مَعَهُ، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ.
فَأَرْسَلَ إِلَى العَبَّاسِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَجَعَلَتْ مَيْمُوْنَةُ أَمْرَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعَنْ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ: دَخَلْتُ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَجُوْزٍ كَبِيْرَةٍ، فَسَأَلْتُهَا: أَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُوْنَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟
قَالَتْ: لاَ، وَاللهِ لَقَدْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنَّهُمَا لَحَلاَلاَنِ.
وعَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ قَالَ: خَطَبَهَا وَهُوَ حَلاَلٌ، وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلاَلٌ.


ويُقال إنّها وهَبت نفسَها للنبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلكَ أنّ خُطبَة النّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتَهت إليها وهيَ على بَعِِيرِها فقَالت: البَعيرُ وما علَيه لله ورسوله رضي الله عنها، فأنزل اللهُ عزّ وجل: "وامرأةً مؤمِنةً إن وهَبتْ نَفْسَها للنبيّ". والمعنى أحْلَلنَا لكَ مَن وقَعَ لها أن تهَبَ لكَ نَفسَها ولا تَطلُبَ مَهرًا مِنَ النّساء المؤمناتِ إن اتفَقَ ذلكَ.
ويُقال التي وهبت نفسَها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينبُ بنت جحش رضي الله عنها، ويُقال أمّ شَرِيك غُزِّيّة بنتُ جابر بنِ وهب، ويقال غيرُها، ذكره ابن إسحاق.
وقد ورد أن عَائِشَةَ قَالَت: أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَتْقَانَا للهِ، وَأَوْصَلِنَا لِلرَّحِمِ!
وفاتها
وعَنْ يَزِيْدَ بنِ الأَصَمِّ قَالَ: دَفَنَّا مَيْمُوْنَةَ بِسَرِفٍ، فِي الظُلَّةِ الَّتِي بَنَى بِهَا فِيْهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَزَلْتُ فِي قَبْرِهَا، أَنَا وَابْنُ عَبَّاسٍ.
وَعَنْ عَطَاءٍ: تُوُفِّيَتْ مَيْمُوْنَةُ بِسَرِفٍ، فَخَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلاَ تُزَلْزِلُوْهَا، وَلاَ تُزَعْزِعُوْهَا.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ، فَحُمِلَتْ عَلَى الأَعْنَاقِ بِأَمْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى سَرِفٍ، وَقَالَ: ارْفُقُوا بِهَا، فَإِنَّهَا أُمُّكُمْ.
تُوُفّيت في سَنةِ إحْدَى وسِتّين في خِلافَةِ يَزيد بنِ مُعاوية، كَذا ذكَره ابنُ سعْد، وكانَ عُمُرُها نحوُ ثمانينَ سَنةً أو إحْدَى وثمانِينَ.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:15   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

أُمُّ حَبِيْبَةَ
أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ رَمْلَةُ الأُمَوِيَّةُ

نسبها ومولدها

السَّيِّدَةُ المُحَجَّبَةُ أمُّ المُؤْمِنِيْنَ أمُّ حَبيبةَ، رَمْلَةُ رضيَ الله عنها بنتُ أبي سُفيان صخرِ بنِ حربِ بنِ أُميّة بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ.وأُمُّها صفيّةُ بنتُ أبي العاصِ بنِ أُميّة.
ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عامًا. اسمها رملة، وقيل: هند.
وَهِيَ مِنْ بَنَاتِ عَمِّ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ فِي أَزْوَاجِهِ مَنْ هِيَ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلاَ فِي نِسَائِهِ مَنْ هِيَ أَكْثَرُ صَدَاقًا مِنْهَا، وَلاَ مَنْ تَزَوَّجَ بِهَاوَهِيَ نَائِيَةُ الدَّارِ أَبْعَدُ مِنْهَا وهي التي أَصْدَقَها النّجَاشيُّ عنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..

روايتها للحديث

رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. مُسْنَدُهَا: خَمْسَةٌ وَسِتُّوْنَ حَدِيْثًا.
وَاتَّفَقَ لَهَا البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى حَدِيْثَيْنِ، وَتَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِحَدِيْثَيْنِ.
حَدَّثَ عَنْهَا: أَخَوَاهَا الخَلِيْفَةُ مُعَاوِيَةُ، وَعَنْبَسَةُ، وَابْنُ أَخِيْهَا؛ عَبْدُ اللهِ بنُ عُتْبَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ وَآخَرُوْنَ.

إسلامها وزواجها من رسول الله

أسلمت قديمًا بمكة وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش .....( فارتد وكفر )بالحبشة ومات بها وأبت هي ... وثبتت على إسلامها فتزوجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحبشة.
وَورد أَنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ وَلَدَتْ حَبِيْبَةَ بِمَكَّةَ، قَبْلَ هِجْرَةِ الحَبَشَةِ.
عُقِدَ عَلَيْهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالحَبَشَةِ سَنَةَ سِتٍّ وقيل سنةَ سَبعٍ، وَأَصْدَقَهَا عَنْهُ صَاحِبُ الحَبَشَةِ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ، وَجَهَّزَهَا بِأَشْيَاءَ.
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ إِلَى النَّجَاشِيِّ يَخْطُبُ عَلَيْهِ أُمَّ حَبِيْبَةَ، فَأَصْدَقَهَا مِنْ عِنْدِهِ أَرْبَعَ مائَةِ دِيْنَارٍ. وكَانَ لَهَا يَوْمَ قَدِمَ بِهَا المَدِيْنَةَ بِضْعٌ وَثَلاَثُوْنَ سَنَةً.

وفي طبقات ابن سعد: قالت أم حبيبة: رأيت في المنام كأن زوجي
عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة، ففزعت، فأصبحت، فإذا به قد ....ارتد، فأخبرته بالمنام، فلم يحفل به، وأكب على الخمر حتى مات، فأتاني آت في نومي فقال: يا أم المؤمنين، ففزعت.
فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها أبرهة، فدخلت علي، فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلي أن أزوجكه، فقالت: بشرك الله بخير، قالت: يقول لك الملك: وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخواتيم فضة، سرورًا بما بشرتها.
فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال:
الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما بعد
فإن رسول الله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله، وقد أصدقتها أربع مائة دينار.
ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد فقال:
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد
فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله رسول الله.
ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا، فقال: اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا.

بعض مروياتها

روى البخاري عن عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ".
قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ عَنْبَسَةُ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ.
وفي رواية عند البخاري عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعَتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للَّه كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيْضَةٍ إِلاَّ بَنَى الله لَهُ بَيْتَاً فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ".

وفاتها:

تُوفّيت أُمُّ حَبِيْبَةَ رضي الله عنها في سَنةِ أربعٍ وأربعينَ في خِلافةِ أخِيها مُعاوِية.
رضي الله عنها وجمعنا معها في جنات النعيم









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
صالحات, نشاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc