نساء صالحات - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نساء صالحات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-04-23, 13:17   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

الصحابيةُ الجليلةُ ضُباعة بنت الزبير ابنةُ عم النبي صلى الله عليه وسلم كريمة النسب والدين


صحابية جليلة مشت رحلتها السعيدة بين الأخيار، فهي من أشرف القبائل، هاشمية قرشية، إنها ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بنهاشم بنت عم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.

من هي ضُباعة بنت الزبير؟

ذكر ابن حجر العسقلاني في"الإصابة" ترجمتها بقوله:
"ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبيصلى الله عليه وسلم، كانت زوج المقداد بن الأسود، فولدت له عبد الله وكريمة، ولميكن للزبير بن عبد المطلب عقب إلا من ضُباعة وأختها أم حكيم". أمها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم.
راوية الحديث
من الجوانب المضيئة في حياة هذه الصحابيةالشجاعة الكريمة النفس واليد، أنها كانت راوية للحديث الشريف.
وروى عنها:عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة بنت أبيبكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين. وروى عنها عدد من أكابر التابعين منهم: ابنتهاكريمة بنت المقداد، وسعيد بن المسيب.
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىَ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، وَأَنَا شَاكِيَةٌ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"حُجِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي".
وأخرج الترمذي بسنده عن ابن عباس: أن ضباعة بنت الزبير أتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله إني أريد الحج أفأشترط قال: "نعم".قالت: كيف أقول قال:"قولي: لبيك اللهم لبيك لبيك محلي من الأرض حيث تحبسني ".
ياحبذا ضُباعة
لوالد ضُباعة الزبير لمسات خاصة مع النبي صلى الله عليهوسلم أثناء طفولته في مكة. فالزبير بن عبد المطلب هو أكبر أعمام النبي عليه الصلاةوالسلام، وكان يُكنى أبا طاهر. وكان الزبير هذا يحب ابن أخيه الصغير محمدًا صلى اللهعليه وسلم ويعطف عليه، وكان يلاعبه وهو طفل.
وتدل أخبار ضُباعة أن أباها كانيحبها، ويتوسّم فيها أمارات الخير، وكان ينشد لها الأناشيد القصار التي تشير إلىالمكارم، ونشر الفضائل، فقد ورد أنه كان يلاعبها ويقول:
يا حبذا ضُباعةمكرمة مطاعة
لا تسرق البضاعة لا تعرفُ الخلاعة

هكذا رُبيت ضُباعة،وبهذه الأخلاق تحلّت، فنشأت على حب الفضيلة، أسلمت ضُباعة مع الأولين، ثم هاجرت معالرعيل الأول، وأضحت لغيرها قدوة من الصالحات. وتدل كتب السيرة والتراجم أنأخاها عبد الله وأختها أم حكيم ابنيّ الزبير بن عبد المطلب، من الذين أسلموا فيالسابقين رضي الله عنهما.
الطيبون للطيبات
روى ابن سعد في "الطبقات" وابن حجر في "الإصابة" قصة زواج ضُباعة بنت الزبير، فقد تولى رسول الله صلى الله عليه وسلمتزويج ضُباعة من أحد الأخيار، وهو الصحابي الجليل المقداد بن الأسود رضي الله عنهوهو من السبعة الذينأظهروا الإسلام مبكرًا.
وكان هذاالزواج خيرًا ويُمنًا على كليهما، وذلك في رزق ساقه الله إليه، وجعل فيه البركة، حيث رزقهما الله بعبد الله وكريمة اللذين كانا لهما شأن في تاريخ الإسلام.
مكانتها و فضلها
كان لضُباعة بنت الزبير رضي الله عنها مكانة جليلة ونفيسة عندابن عمها النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان يكرمها، وكانت هي تطبخ الطعام وتبعثبه إليه فيأكل منه إكرامًا لها.
ورد في عيون الأثر ذِكْر الواقدي عن كريمة بنت المقداد قالت سمعت أمي ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب تقول قدم وفد بهراء من اليمن وهم ثلاثة عشر رجلا فأقبلوا يقودون رواحلهم، حتى انتهوا إلى باب المقداد ونحن في منازلنا ببنى حديلة فخرج إليهم المقداد، وأنزلهم وجاءهم بجفنة من حيس (هو الطعام المتخذ من التمر والإقط والسمن) كنا قد هيأناها قبل أن يحلوا لنجلس عليها فحملها أبو معبد المقداد وكان كريما على الطعام، فأكلوا منها حتى نهلوا، وردت إلينا القصعة، وفيها أكل فجمعنا تلك الأكل في قصعة صغيرة ثم بعثنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سدرة مولاتي، فوجدته في بيت أم سلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضباعة أرسلت بهذا؟ قالت سدرة: نعم يا رسول الله. قال ضعى، ثم قال: ما فعل ضيف أبى معبد؟ قلت عندنا. فأصاب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلا، هو ومن معه في البيت حتى نهلوا وأكلت معهم سدرة، ثم قال اذهبي بما بقى إلى ضيفكم. قالت سدرة: فرجعت بما بقى في القصعة إلى مولاتي، قالت: فأكل منها الضيف ما أقاموا نرددها عليهم وما تغيض حتى جعل الضيف يقولون: يا أبا معبد إنك لتنهلنا من أحب الطعام إلينا وما كنا نقدر على مثل هذا إلا في الحين وقد ذكر لنا أن بلادكم قليلة الطعام إنما هو العلق (جمع علقة وهى ما يتبلغ به من العيش) أو نحوه ونحن عندك في الشبع، فأخبرهم أبو معبد بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أكل منها أكلا وردها.
فهذه بركة أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل القوم يقولون نشهد أنه رسول الله وازدادوا يقينًا، وذلك الذى أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا الفرائض وأقاموا أيامًا،ثم جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعوه وأمر لهم بجوائزهم ثم انصرفوا إلى أهليهم.
وفاتها
امتدت حياة ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها إِلَى بَعْدِ عَامِ أَرْبَعِيْنَ من الهجرة، ومع نهاية الخلافة الراشدة، وافاها الأجلوهيصابرة مؤمنة. رضي الله عن ضباعة بنت الزبير ونضّر قبرها وأحسن نزلها مع الأبراروالصالحين في أعلى عليين، إنه سميع عليم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:17   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

أُمُّ عُمَارَةَ نُسيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّةُ


واحدة من الصحابيات الجليلات اللواتي اتخذن قدوة حسنة وأسوة صالحة، وممن يُضرب بهن المثل في التضحية والإيثار.
والحديث عن هذه الصحابية مؤثر، وشيق وجميل، يسر النفوس والعقول. فلوذكرنا الزوجات الوفيات كانت هي في المقدمة، وإن تحدثنا عن السبق إلىالإيمان كانت من الأوائل.وإذا تحدثت عن أهل العبادة والطاعة لله عز وجل وجدتها عابدة قانتة.
وإذا سألت عن العلم والحديث النبوي وجدتها راوية متقنة لحديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فأية امرأة هذه التي حازت كل خصال الشرف؟
لا شك أنكم بشوق لمعرفة هذه الصحابية الفاضلة... فقد وصفهاالإمام أبو نُعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" فقال:" أم عمارة المبايعةبالعقبة، كانت ذات جد واجتهاد، وصوم ونسك واعتماد".
وترجم لها الذهبي في"سير أعلام النبلاء" بقوله: أُمُّ عُمَارَةَ، نَسِيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّةُ ابْنِ عَوْفِ بنِ مَبْذُوْلٍ،..الفَاضِلَةُ، الأَنْصَارِيَّةُ، الخَزْرَجِيَّةُ، النَّجَّارِيَّةُ، المَازِنِيَّةُ، المَدَنِيَّةُ.
إذًا فهذه الصحابية من الأنصار الذين وصفهم الله في القرءان بقوله ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة)وهي من بني النجار الكرام أخوال النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزل في ديارهم في المدينة المنورة عند هجرته الشريفة.

أهل بيتها

نشأت أم عمارة نسيبة بنت كعب في أسرة عُرفت بالمكارم وممن أسهمت في خدمةالإسلام والمسلمين. كَانَ أَخُوْهَا عَبْدُ اللهِ بنُ كَعْبٍ المَازِنِيُّ مِنَ البَدْرِيِّيْنَ، وَكَانَ أَخُوْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنَ البَكَّائِيْنَ السبعة الذين جاءوا إلىالنبي في غزوة تبوك، وطلبوا منه رواحل ليركبوا عليها ويذهبوا معه في سبيلالله، فلم يجدوا عنده ما يحملهم عليه، فرجعوا وأعينهم تفيض من الدمعحزنًا، فسموا البكائين، وفيهم نزل قوله تعالى: ( وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ ِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ).سورة التوبة ءاية 92. أي أن الله رفع الإثم عنهم لعدم وجود القدرةلخروجهم.
شَهِدَتْ أُمُّ عُمَارَةَ: لَيْلَةَ العَقَبَةِ، وَأُحُدًا، وَالحُدَيْبِيَةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَيَوْمَ اليَمَامَةِ.
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: شَهِدَتْ أُحُدًا مَعَ زَوْجِهَا غَزِيَّةَ بنِ عَمْرٍو، وَمَعَ وَلَدَيْهَا،وَجُرِحَتِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا.
وَكَانَ ضَمْرَةُ بنُ سَعِيْدٍ المَازِنِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ جَدَّتِهِ وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ أُحُدًا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: (لَمُقَامُ نُسيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ اليَوْمَ خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ).
أما زوجها زيد بن عاصم بن عمرو المازني النجاري فهو من السابقينإلى الإسلام، وولداها حبيب وعبد الله ابنا زيد صحبا النبي صلى الله عليهوسلم. ثم تزوجت غزيّة بن عمرو بن عطية المازني النجاري، فولدت له تميمًاوخولة، فأكرمهم الله بالهداية والإخلاص لله ورسوله.

الصابرة أم الشهيد

وهذه الصحابية احتلت مكانًا عليًا في مقام الصبر، فقد قُتل ابنها حبيب فاحتسبته صابرة عند الله سبحانه وتعالى.
فقد أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب الذي ادعىالنبوة في قومه بني حنيفة في اليمامة. فكان يسأله مسيلمة أتشهد أن محمدًارسول الله؟ قال حبيب: نعم، وإذا سأله: تشهد أني رسول الله؟ قال: أنا لاأسمع، ففعل ذلك مرارًا، فقطّعه مسيلمة عضوًا عضوًا، ومات شهيدًا رضي اللهعنه، ورثاه مالك بن عمرو الثقفي بأبيات منها:
مضى صاحبي قبلي وخُلّفتُ بعده فكيف بأعضائي البقيةِ أصنعُ
وقال له الكذابُتشهد أنني رسولٌ فأوما أنني لستُ أسمعُ
فقال أتشهدأنها لمحمدٍ فنادى بدعوى الحقّ لا يتتعتع
فضرّب أمَّ الرأسفيه بسيفه غويٌّ – لحاه الله- بالفتكِ مولَعُ
ومعنى لحاه الله أي (قبحه الله)
وأما ابنها الآخر عبد الله بن زيد، الذي حكى وضوء رسول الله صلى الله عليهوسلم، فقد شهد أحدًا وقُتل يوم الحرّة، وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب بسيفه.

بيعة العقبة

تحدث أمعمارة عن صفة بيعتها فتقول: كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله صلى اللهعليه وسلم ليلة العقبة، والعباس – عمّ النبي- ءاخذ بيد رسول الله صلى اللهعليه وسلم، فلما بقيتُ أنا وأم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي السلمية نادىزوجي غزية بن عمرو: يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك فقال:" قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء". ذكره ابن حجر في الإصابة.

رفقاء الجنة

وفي أُحد جُرحت أم عمارة رضي الله عنها بضعة عشر جرحًا، كان أكبرها جرحًاعميقًا في عاتقها أصابها به ابنُ قَمِئَةَ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى جرحها، وأمر ابنَها عبدَ الله أن يعصبه، وقال: بَارَكَ اللّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مُقَامُ أُمّك خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ وَمُقَامُ رَبِيبِك - يَعْنِي زَوْجَ أُمّهِ - خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ . وَمُقَامُك لَخَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ رَحِمَكُمْ اللّهُ أَهْلَ الْبَيْتِ، وسمعته أم عمارة فقَالَتْ: اُدْعُ اللّهَ أَنْ نُرَافِقَك فِي الْجَنّةِ. فقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللّهُمّ اجْعَلْهُمْ رُفَقَائِي فِي الْجَنّةِ. فقَالَتْ أم عمارة رضي الله عنها: مَا أُبَالِي مَا أَصَابَنِي مِنْ الدّنْيَا.
كما روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، فمن مروياتها ماأخرجه لها أبو نعيم في "الحلية" والترمذي: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيهَا فقَدَّمتْ إِليهِ طَعامًا فَقَالَ: كُلِي، فَقَالَتْ: إِنِّي صَائِمةٌ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصَّائمَ تُصَلِّي عَلَيهِ الملائِكَةُ إِذَا أُكِلَ عِندَهُ حتَّى يَفرُغُوا، ورُبَّمَا قَالَ حتَّى يَشبَعُوا".

بطلة اليمامة

استأذنت أم عمارة رضي الله عنها من أبي بكر الصديق رضي الله عنه الخروج مع من خرج لقتال مسيلمة الكذاب، فأذن لها بعد أن أوصى خالدبن الوليد رضي الله عنه بها، وكان عمرها ءانذاك قد زاد عن الستين، ولكن لمتضعف عزيمتها، وقد جُرحت حينئذ أحد عشر جرحًا، وقُطعت يدها، ولكنها لمتكترث لما أصابها، وعندما قتل ابنُها عبدُ اللهمسيلمةَ الكذاب... سجدت لله شكرًا أن خلّصهم من مسيلمة وكفره وكذبه، وعلىانتهاء هذه الفتنة العظيمة.
ظلت أم عمارة رضي الله عنها تحظى بالمكانة اللائقة في حياة الخلفاءالراشدين، فكان أبو بكر رضي الله عنه يأتيها ويسأل عنها، وكذلك سيدنا عمررضي الله عنه عرف مكانتها وتشير الدلائل إلى أن وفاة أم عمارةرضي اللهعنها كانت في مطلع خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الثالثةعشرة للهجرة، بعد أن عاشت حياةً معطاءة حافلة بالتضحيات لتكون كلمة اللههي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
نسأل الله أن يجمعنا بها في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:19   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أم النجباء أمّ كلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعَيْط المهاجرة بدينها إلى الله ورسوله




صاحبة ترجمتنا هذه صحابية جليلة سجلت لها كتب السيرة والتاريخنفحة من نفحات البركة والإيمان حين أكرمها الله بالإسلام، إنها أم كلثوم بنت عُقبةبن أبي مُعَيط الأموية القرشية، وأمها هي أم أمير المؤمنين الخليفةالراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه الصحابية الجليلة أروى بنت كُريز بن ربيعة العبشمية رضي الله عنهاوأرضاها.
بداية عطرة
أسلمت أم كلثوم، وعاينت بنفسها صرخات المتألمين وءاهاتالمعذبين تحت سياط وضربات الكفار كفار قريش، فما اهتز إيمانها، ولا تزعزع بخوف أووجل.
وقد صلّت أم كلثوم نحو القبلتين، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلمبمكة قبل هجرته إلى المدينة.
وأم كلثوم هي أخت أحد العشرة المبشرين بالجنةلأمه، وصهر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان عليه سحائب الرضوان، فقد تزوجتأروى بنت كُريز من عفان بن أبي العاص، فولدت له عثمان وءامنة، ثم تزوجها من بعدهعقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد وعمارة وخالدًا وأم كلثوم وأم حكيم وهندًا كماجاء في "الإصابة".
وأروى هذه صحابية كريمة، علمت بإسلام ابنها عثمان في بدءالدعوة، فلم تُنكر عليه ذلك، بل كانت سباقة إلى نصرة النبي العظيم صلى الله عليهوسلم والدين الحنيف، فقد وقفت وقفة مباركة جريئة حفظتها كتب التاريخ، فقد روى ابنالأثير رحمه الله أن عقبة بن أبي معيط قد شكا عثمان بن عفان إلى أمه أروى فقال لها:إن ابنك قد صار ينصر محمدًا فلم تُنكر ذلك من ابنها، ووقفت في موقف مشرف وقالتلعقبة: ومَن أولى به منّا؟ أموالنا وأنفسنا دون محمد صلى الله عليهوسلم.
وكان عقبة بن أبي معيط هذا من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليهوسلم وللمسلمين كثير الأذى، وقع في الأسر في أيدي المسلمين لما كانت غزوة بدر فقتل، وأما أخواها الشقيقان وهما الوليد وعمارة ابنا عقبة فقد أسلما يوم فتحمكة.
هجرتها
لما كانت الهجرة النبوية إلى المدينة، حُبست أم كلثوم في مكةالمكرمة ومُنعت من اللحاق بركب المهاجرين، فكتمت إيمانها، وحملت في قلبها الأمل بأنالله عز وجل يعينها على الفرار بدينها من شرك كفار قريش وأذاهم إلى مدينة النوروالإسلام، فصبرت على ذلك زمنًا وهي تتحمل الشدائد في سبيل الله عز وجل، إلى أن شاءالله لها بالهجرة فكان لها بذلك شأن عظيم يدل على إكرام الله تبارك وتعالى لهاولأمثالها من المؤمنات الصابرات.
قال ابن عبد البر في"الاستيعاب": "إنه لم يتهيأ لأم كلثوم هجرة إلى سنة سبع من الهجرة، وقيل: هي أول منهاجر من النساء، وكانت هجرتها زمن صلح الحديبية".
وتروي أم كلثوم بنت عقبةفي قصة هجرتها فتقول: "كنت أخرج إلى بادية لنا فيها أهلي، فأقيم فيها الثلاثوالأربع ثم أرجع إليهم فلا يُنكرون ذهابي للبادية، حتى أجمعت المسير، فخرجت يومًامن مكة كأني أريد البادية، فلما رجع من تبعني، إذ رجل من خزاعة، قال: أين تريدين؟قلت: ما مسألتك؟ ومن أنت؟ قال: رجل من خزاعة.
فلما ذكر خزاعة اطمأنت إليه لدخولخزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقده. فقلت: إني امرأة من قريش، وإنيأريد اللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا علم لي بالطريق، قال: أنا صاحبكحتى أوردك المدينة.
ثم جاءني ببعير فركبته حتى قدمنا المدينة، وكان خير صاحب، فجزاهالله خيرًا، فدخلتُ على أم المؤمنين أم سلمة وعرفتها بنفسي فالتزمتني، وقالت: هاجرتإلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم، وأنا أخاف أنيردني، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فأخبرته بذلك، فرحبوسهل.
فقلت: يا رسول الله، إني فررت إليك بديني، فامنعني ولا تردني إليهميفتنوني ويعذبوني، ولا صبر لي على العذاب.
فنـزل قول الله تعالى}: يا أيها الذين ءامنوا إذا جاءكمالمؤمنات مهاجرات فامتحنوهنّ الله أعلم بإيمانهنّ فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهنّإلى الكفار لا هنّ حلٌّ لهم ولا هم يحلون لهنّ{ سورة الممتحنة ءاية 10
وروى البيهقي في "دلائلالنبوة" وابن عبد البر في "الاستيعاب" أن أم كلثوم رضي الله عنها لما هاجرت لحقهاأخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة بن أبي معيط ليرداها، فمنعها الله عز وجل منهمابالإسلام، ولم يدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما.
ويروى أن الوليد وعمارة دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلموقالا: يا محمد أعد لنا أختنا أم كلثوم، ردها إلينا، هناك شروط متفق عليها بينناوبينكم، وأنت من نعلم لا تنقض عهدًا ولا تخلف وعدًا.
فلما نزل قول الله فيسورة الممتحنة استثنى النساء، وكان هذا الامتحان لأم كلثوم، فكانت الممتحنةالأولى.
فقد خرجت حبًا بالله وبرسوله وطلبًا للإسلام لا حُبًا لزوج ولالمال.
أم كلثوم أم النجباء
كانت أم كلثوم من أوفر النساء عقلاً، وأقواهنّ إيمانًا، فاحتلتمكانة لائقة بين نساء الصحابة المهاجرين والأنصار، وكان رسول الله صلى الله عليهوسلم يُكرمها لصدق إيمانها، وقد أخرجها معه في بعض غزواته تداوي الجرحى، وضرب لهابسهم.
وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بأمرها، فقد ورد أنه خطبها الزبير بنالعوام، وزيد بن حارثة، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم. فاستشارت في هذا أخاها لأمها عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأشار عليها أن تأتيالنبي صلى الله عليه وسلم، فأتته فاشار صلى الله عليه وسلم عليها بزيد، وقال: تزوجيزيد بن حارثة فإنه خير لك". فتزوجته فولدت له زيدًا ورقية.
وروى النووي رحمهالله في "تهذيب الأسماء واللغات" وابن حجر في "تهذيب التهذيب" أن الزبير بن العوامتزوجها لما استُشهد زيد بن حارثة في موقعة مؤتة، فولدت له زينب، وكان الزبير رضيالله عنه شديدًا على النساء، ثم بعد ذلك طلقها، ثم تزوجها عبد الرحمن بن عوفرضي الله عنه، فولدت له إبراهيم وحميدًا، فلما توفي عنها تزوجها عمرو بن العاص رضيالله عنه فماتت عنده.
وكان أولاد أم كلثوم رضي الله عنها من نجباء العلماءالذين تركوا ءاثارًا كريمة في دنيا العلم والعلماء في تاريخ الإسلام.
فابنهاحُميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري التابعي المشهور، كان فقيهًا نبيلاً عالمًا، لهروايات كثيرة، سمع من خاله عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو صغير، قال عنه ابنالعماد في "شذرات الذهب": "كان عالمًا فاضلاً مشهورًا توفي سنة 95هـ رحمه اللهتعالى" .
مناقبها
روت أم كلثوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أحاديث، أخرجلها منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه، وروى لها الجماعة سوى ابن ماجه، وروىعنها ابناها حميد وإبراهيم ابنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
ومما يعززعلمها ووعيها ومقدرتها على الحفظ والرواية أنها كانت إحدى نساء قريش القلائلاللواتي كنّ يعرفن القراءة والكتابة، وهذه ميزة عظيمة في ذلك الزمان.
ومنمروياتها ما أخرجه الإمام مسلم بسنده عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أمه أم كلثومبنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أخبرته أنها سمعت من رسول الله صلى الله عليهوسلم وهو يقول: ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس ويقول خيرًا ويُنميخيرًا.
ومن الجدير ذكره أن وفاة الصحابية الجليلة أم كلثوم كانت في خلافةأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه.
رحم اللهالسيدة الجليلة أم كلثوم هذه الصحابية المؤمنة المهاجرة التي كانت قدوة في التضحيةوالصبر والثبات ومثالاً صادقًا على الإخلاص لله عز وجل ولرسوله الكريم صلى اللهعليه وسلم.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:20   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أم حرام بنت ملحان الأنصارية النجارية
أول شهيدة بعد غزوة البحر



صاحبة ترجمتنا هي إحدى السابقات الأنصاريات إلى الإسلام من ءال ملحان من الصحابة الأخيار الذين تذوقوا حلاوة الإيمان، فسرت في نفوسهم محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، فربحوا الدنيا والآخرة. فهؤلاء الفائزون ساهموا –رجالاً ونساءً- في دروب الخير من علم وكرم وإيثار وغير ذلك، وكان همّهم الفوز برضا الله عز وجل ومرضاة رسوله صلى الله عليه وسلم، إنها أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بن خالد الأنصارية النجارية المدنية.
وأم حرام بنت ملحان أخت الغُمَيْصَاءُ ، والغميصاء هي أُمُّ سُلَيْمٍ بنت ملحان، إحدى النساء الفاضلات المبشرات بالجنة اللاتي تركن أثرًا مباركًا وضاءً في عصر النبوة.
وهي كذلك خالة سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وأخت البطلين الشهيدين حرام وسُليم ابني ملحان بن خالد، شهدا بدرًا وأحُدًا، وقُتلا شهيدين يوم بئر معونة، وحرام بن ملحان أخوها، هو الذي حمل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر، وأحد الشعراء.
وأم حرام كذلك هي أم الشهيد قيس بن عمرو بن قيس وزوج الشهيد عمرو بن قيس شهد ابنها بدرًا، وشهد مع أبيه أحدًا وقتلا يومها رضي الله عنهما، وحتى تكتمل أغصان هذه الشجرة المباركة، فقد تزوجها أحد الأبطال عُبادة بن الصامت... وما أدراك ما عُبادة... فهو من الموصوفين بالورع والفقه، وهو واحد ممن شهدوا العقبة مع السبعين من الأنصار، وهو أحد النقباء الاثني عشر، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأنجبت أم حرام من سيدنا عبادة ابنها محمد بن عبادة بن الصامت وكان عبادة يُحسن إلى أم حرام وإلى ابنها عبد الله بن عمرو بن قيس ربيبه.
عاشت أم حرام مع زوجها عبادة بن الصامت الذي اقتبست منه معالم الخير والفضائل التي كانت موجودة فيه. فقد كان أحد كُتاب الوحي، وأحد معلمي القرءان وجامعيه، فشاركت في نصرة الإسلام ونشره رضي الله عنها وعنه.
اشتهرت الصحابية الجليلة أم حرام بالزهد والتقوى والورع،كانت من علية النساء.
ووصفها أبو نعيم صاحب الحلية بقوله: شهيدة البحر، التواقة إلى مشاهدة الجنان، أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها.
وروى مسلم في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء راكبًا أو ماشيًا، فيصلي فيه ركعتين. وقباء قرية على ميلين من المدينة المنورة.
وفي هذه البقعة المباركة – قباء- كانت أم حرام تقيم فيها، وتُعتبر من أهلها، وكان لهذه المرأة الفاضلة مكانة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد ورد أنه كان يكرمها ويزورها في بيتها ويقيل عندها، ويصلي أحيانًا.
وأم حرام راوية للحديث النبوي الشريف. فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث، وروى عنها أجلاء الصحابة والتابعين ، وقيل: إنها روت سبعة أحاديث.
وقد روى أَنَس قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا هُوَ إِلاَّ أَنَا وَأُمِّي وَخَالَتِي أُمُّ حَرَامٍ، فَقَالَ: (قُوْمُوا فَلأُصَلِّ بِكُمْ).فَصَلَّى بِنَا فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ.
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ:أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي بَيْتِهَا يَوْماً، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: (عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُوْنَ ظَهْرَ هَذَا البَحْرِ كَالمُلُوْكِ عَلَى الأَسِرَّةِ). قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُم. قَالَ: (أَنْتِ مِنَ الأَوَّلِيْنَ).
فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ، فَغَزَا بِهَا فِي البَحْرِ، فَحَمَلَهَا مَعَهُ، فَلَمَّا رَجَعُوا قُرِّبَتْ لَهَا بَغْلَةٌ لِتَرْكَبَهَا، فَصَرَعَتْهَا، فَدُقَّتْ عُنُقُهَا، فَمَاتَتْ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا –
يُقَالُ هَذِهِ غَزْوَةُ قُبْرُسَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ.وَحَدِيْثُهَا لَهُ طُرُقٌ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ).
وقيل إَنَّ قَبْرَهَا تَزُوْرُهُ الفِرَنْجُ.
وقال هشام بن الغاز: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرس، وهم يقولون هذا قبر المرأة الصالحة رحمها الله. وقال هشام أيضًا: رأيتُ قبرها، ووقفت عليه بالساحل بقاقيس سنة إحدى وتسعين.
وذكر مرتضى الزبيدي رحمه الله في تاج العروس: ولها مقام عظيم بظاهر الجزيرة، اجتزتُ بها في البحر عند توجهي إلى بيت المقدس. وأخبرتُ أنّ على مقامها أوقافًا هائلة وخدمًا، وينقلون عنها كرامات. وذكر أن الناس يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة، وهم يعظمونه، ويستسقون به.
وهكذا تحققت آمال أم حرام بالشهادة، وسجّلت في سجل الأوائل.
وبعد، فهذه لمحات شذية عبقة من حياة هذه الصحابية الجليلة التي عاشت حميدة، وماتت شهيدة، وتحققت بشارتها بالجنة .
رحم الله أم حرام بنت ملحان، ورضي عنها وأرضاها وجعلها مع الأولين في الفردوس الأعلى.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:21   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الرميصاء أم سُليم

هي واحدة من نساء الأنصار ممن طارت شهرتهن وحلقت في الآفاق، وسمت أعمالها الجليلة.
ولا خلاف بين أهل العلم أن أم سلَيم هذه هي أم أنس بنمالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصح عن أنس أنه قال:" قدِم النبي صلىالله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين " وأن أمه أتت به النبي صلى الله عليهوسلم لما قدم وقالت له: هذا أنس يخدمك، فقبله صلى الله عليه وسلم وكنّاه أبا حمزة، ودعا له بكثرة المال والولد والبركة في الرزق، وكانت أم سليم وأختهاأم حرام خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الرضاع، وهي منقبة شريفةلهاتين الصحابيتين الكريمتين رضي الله عنهما.
نسبها:
هي أمسليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الأنصارية الخزرجية.
وأم سلَيميقال لها الغميصاء أو الرميصاء، واسمها "سهلة"، وقيل" رُمَيلةُ"، لكنها اشتهرتبأم سليم رضي الله عنها.
دخل الإيمان قلبها الصافي من أول يوم سمعت به، وسجلتأعمالاً طيبة تشهد لها بالفضل والسبق والإحسان .
دخلت أم سليم في دينالإسلام قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم بايعته حين جاء إلىالمدينة وكان إسلامها في غياب زوجها مالك بن النضر، والد ابنها أنس ، فلما عاد وعلمبإسلامها غضب غضبًا شديدًا وقال لها أصبوتِ ؟ فقالت: ما صبوت ولكني ءامنت بهذاالرجل.
ولم تتوقف في إيمانها عند هذا الحد، بل جعلت تعلّم ابنها أنسًا - وكانصغيرًا - وتلقنه الشهادة، وتقول له " قل: أشهد أن لا إله إلا الله، قل: أشهد أنمحمدًا رسول الله " فاستجاب أنس لأمه ونطق بالشهادتين، فغضب زوجها مالك، وقال لها " لا تفسدي عليّ ولدي. "
ولكن أم سليم أجابته بحكمة وهدوء والإيمان يملأ قلبها " إني لا أفسده .. بل أرشده"، وانطلق مالك بن النضر غاضبًا يريد الشام فلقيه عدوله يتربص به فقتله.
وانصرفت أم سليم إلى تعليمابنها وتربيته، تعلمه حبَّ النبيّ الكريم، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلممهاجرًا من مكة إلى المدينة، جاءت أم سليم بولدها إلى النبي صلى الله عليه وسلموقالت له: " يا رسول الله هذا أنس أتيتك به يخدمك، فدعا له النبي صلىالله عليه وسلموقال: " اللهم أكثر ماله وولده."
وكان أنس يومذاك غلامًا كاتبًا ذكيًا،ولم يبلغ الحُلـُم بعد، وقد نال البركة في بيت النبوّة، وغدا بعد ذلك واحدًا منسادات الصحابة رضوان الله عليهم، ونشأ أنس وهو يقول" جزى الله أمي عني خيرًا، لقدأحسنت ولايتي." ولمـَّا شبَّ أنس، تقدم لخطبتها أبو طلحة الأنصاري، وكانمشركا، فأبت حتى أسلم وأعلن إسلامه، فكان مهرها الإسلام .
في هذه القصة المباركة يقول ثابت بن أسلم البناني التابعي الجليل رحمه الله: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم على الله من مهر أم سليم: الإسلام.
وقال بعض المؤرخين: عنها شهدتحنينًا وأحدًا، وكانت من أفاضل النساء كما شهدت خيبر ومعها عشرون امرأة ، منهن أم سَـلـَمَة زوج النبي الكريم.
بشارتها
لأم سليم رضي الله عنها فضائل كثيرة، فلا يوجد بابمن أبواب الخير إلا ولها فيه نصيب، أضف إلى ذلك روايتها للحديث الشريف، فقد روتعن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر حديثًا، أربعة منها فيالصحيحين.
وقد نالت بشارة عظمى من رسول الله صلى اللهعليه وسلم تدل على فضلها ورفيع شأنها إذ قال صلى الله عليه وسلم: دخلتُ الجنةفسمعتُ خـَشْفـَة ( صوت مشي) فقلت: " من هذه "؟ قالوا: الغميصاء بنتُ ملحان أمأنس بن مالك .
كرمها و شمائلها
كانت أم سُليم تتفقد النبي وتبعث إليه بالهديةوالطعام، قال أنس: كانت لها شاة فجمعت من سمنها في عُكة (آنية السمن) وأرسلتها مع ربيبة إلىرسول الله، فقال: أفرغوا لها عُكتها، وجاءت فعلقتها على وتد، فأتت أم سُليموكانت غائبة فرأت العُكة ممتلئة سمنًا، فلما أخبرت النبي بذلك قال:" أتعجبين إنكان الله أطعمك كما أطعمت نبيه، كلي وأطعمي "
تبركها بآثار النبي
ومما يضاف إلى المكارم السابقة أن رسول الله صلىالله عليه وسلم ربما بات عندها - وليست هي في البيت - وكانت تتبرك به صلى الله عليهوسلم ، فقد روى مسلم وأحمد والبيهقي أن النبي قال - أي نام وقت الظهيرة - في بيت أمسليم على نِطع - أي بساط من جلد - فعرق، فاستيقظ وأم سليم تمسح العرق فقال: ماتصنعين؟ فالت ءاخذ هذا للبركة التي تخرج منك، وكانت تخلط بها طيبها، فهو أطيب الطيب.
ورواية مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَىَ فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ. قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ علَىَ فِرَاشِهَا، فَأُتِيتْ فَقِيلَ لَهَا: هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ، عَلَىَ فِرَاشِكِ. قَالَ: فَجَاءتْ وَقَدْ عَرِقَ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ علَىَ قِطْعَةِ أَدِيمٍ، عَلَىَ الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نومه فَقَالَ: "مَا تصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟". فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا.َ قالَ: "أَصَبْتِ".
وقد أُثر عنها أنها احتفظت بفم قِرْبة شربمنها رسول الله وصانته عندها، وثبت أن النبي صلى اللهعليه وسلم أعطاها شيئًا من شعره، وكان يخصها بالزيارة والسلام والدعاء والصلاة فيبيتها.
تلك هي أم سليم الأنصارية وما تركته لنا من مواقف هي في الحقيقة بطولات في ميادين المنافسة بضروب من الطاعات ومشاهد من التضحيات مع ثبات على المبدأ في السراء والضراء وهذه المواقف عدة للصابرين وزاد يتزود بها السالك في درب الخير.
وفاة أم سليم الأنصارية:
توفيت في حدود الأربعين في خلافة معاوية، فرضي الله عن أم سليم وأرضاها.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:22   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أُمُّ الدَّرْدَاءِ الكُبْرَى

خيرَةُ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ، أُمُّ الدَّرْدَاءِ الكُبْرَى ، لَهَا صُحْبَةٌ . وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: اسم أبي حدرد عبد.
كانت أم الدرداء الكبرى من فضلى النساء وعقلائهن وذوات الرأي فيهن مع العبادة والنسك.
وقال عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء إحداهما رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهي خيرة بنت أبي حدرد والثانية تزوجها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهي هجيمة الوصابية.

قصة إسلامها

ورد أنَّ أَبا الدَّرْدَاءِ كَانَ مِنْ آخِرِ الأَنْصَارِ إِسْلاَمًا، وَكَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا، فَدَخَلَ ابْنُ رَوَاحَةَ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، بَيْتَهُ، فَكَسَرَا صَنَمَهُ. فَرَجَعَ، فَجَعَلَ يَجْمَعُ الصَّنَمَ، وَيَقُوْلُ: وَيْحَكَ! هَلاَّ امْتَنَعْتَ، أَلاَ دَفَعْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟
فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: لَو كَانَ يَنْفَعُ أَوْ يَدْفَعُ عَنْ أَحَدٍ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ، وَنَفَعَهَا. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَعِدِّي لِي مَاءً فِي المُغْتَسَلِ. فَاغْتَسَلَ، وَلَبِسَ حُلَّتَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأسلم وأسلمت.

رواياتها

كانت حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها.
وروى عنها جماعة من التابعين منهم:
ميمون بن مهران وصفوان بن عبد الله وزيد بن أسلم وأم الدرداء الصغرى.
وأورد الطبراني وغيره لأم الدرداء حديثًا مرفوعًا من طريق ميمون بن مهران قال: قلت لأم الدرداء: أسمعتِ من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا؟ قالت: نعم دخلت عليه وهو جالس في المجلس فسمعته يقول: أول ما يُوضَعُ في الميزان الخُلُق الحسن.
وعن أم الدرداء قالت:
خرجت من الحمام فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من أين يا أم الدرداء؟". فقلت: من الحمام فقال: "والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل".
قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.اهـ
(تضع ثيابها) أي الساترة لها (إلا وهي هاتكة كل ستر) بكسر أوله، أي حجاب الحياء (بينها وبين الرحمن) لأنها مأمورة بالتستر والتحفظ . فإذا كشفت ما لا يجوز كشفه في الحمام من غير ضرورة فقد هتكت الستر الذي أمرها الله تعالى به.
قال الطيـبي: وذلك لأن الله تعالى أنزل لباسًا ليواري به سوآتهن، وهو لباس التقوى، فإذا لم يتقين الله تعالى وكشفن سوآتهن هتكن السِّتر بينهن وبين الله تعالى انتهى.

حالها مع زوجها

وَروي أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَجَاءهُ سَلْمَانُ يَزُوْرُهُ، فَإِذَا أُمُّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةٌ. فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: إِنَّ أَخَاكَ لاَ حَاجَةَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، يَقُوْمُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ. فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا. فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُفْطِرَنَّ. فَأَكَلَ مَعَهُ، ثُمَّ بَاتَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ، أَرَادَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَنْ يَقُوْمَ، فَمَنَعَهُ سَلْمَانُ، وَقَالَ: إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ، وَائْتِ أَهْلَكَ، وَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.
فَلَمَّا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ، قَالَ: قُمِ الآنَ إِنْ شِئْتَ. فَقَامَا، فَتَوَضَّأَا، ثُمَّ رَكَعَا، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلاَةِ، فَدَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيُخْبِرَ رَسُوْلَ اللهِ بِالَّذِي أَمَرَهُ سَلْمَانُ. فَقَالَ لَهُ: (يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ! إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، مِثْلَ مَا قَالَ لَكَ سَلْمَانُ). أخرجها الدارقطني وغيره.
ففي هذه الرواية أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أشار إليهما بأنه علِم بطريقِ الوحيِ ما دارَ بينَهما.

وفاتها

توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين وذلك بالشام في خلافة عثمان.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:28   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أم الدرداء الصغرى


الدِّمَشْقِيَّةُ، السَّيِّدَةُ، العَالِمَةُ، الفَقِيْهَةُ، هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الوَصَّابِيَّةُ، وَقِيْلَ: جُهَيْمَةُ، الأَوْصَابِيَّةُ، الحِمْيَرِيَّةُ، وَهِيَ أُمُّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى.
إنها زوجة صحابي جليل، عرف عنه الحكمة وحب الذكر والطاعة، وقد أخذت عنه حب الذكر والشغف به، حتى أصبح لقلبها بمثابة الماء للأرض والري للظمآن، فلا تجد حياة فؤادها إلا حينما تذكر بلسانها أو تسمع بأذنها وذلك كله مع حضور القلب ويقظة النفس.
رَوَتْ عِلْما جَمًّا عَنْ: زَوْجِهَا أَبِي الدَّرْدَاءِ.وَعَنْ: سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَكَعْبِ بنِ عَاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَرَضَتِ القُرْآنَ وَهِيَ صَغِيْرَةٌ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَطَالَ عُمُرُهَا، وَاشَتَهَرَتْ بِالعِلْمِ وَالعَمَلِ وَالزُّهْدِ.
حَدَّثَ عَنْهَا: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، وَرَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ، وَيُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ، ومَكْحُوْلٌ، وغيرهم.
إيثارها لزواج الآخرة
عن بقية بن الوليد أن إبراهيم بن أدهم قال: قال أبو الدرداء لأم الدرداء: إذا غضبتِ أرضيتُكِ وإذا غضبتُ فارضيني، فإنك إن لم تفعلي ذلك فما أسرع ما نفترق.
وعَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، أَنَّهَا قَالَتْ لأَبِي الدَّرْدَاءِ عِنْدَ المَوْتِ:
إِنَّكَ خَطَبْتَنِي إِلَى أَبَوَيَّ فِي الدُّنْيَا، فَأَنْكَحُوْكَ، وَأَنَا أَخْطِبُكَ إِلَى نَفْسِكَ فِي الآخِرَةِ.قَالَ: فَلاَ تَنْكِحِيْنَ بَعْدِي.فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِالَّذِي كَانَ.
وَرُوِيَتْ مِنْ وَجْهٍ عَنْ لُقْمَانَ بنِ عَامِرٍ، قال: فمات أبو الدرداء، وَكَانَ لَهَا جَمَالٌ وَحُسْنٌ، فخطبها معاوية فقالت: لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة.
وروي من طريق ءاخر: خطب معاوية أم الدرداء، فقالت: سمعت أبا الدرداء، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: المرأة للآخر من أزواجها،وإني سألت أبا الدرداء أن يسأل الله أن يجعلني زوجته في الجنة، فقال: ذلك إن لم تحدثي بعدي زوجا.اهــ
الفقيهة العابدة
قد كانت أم الدرداء إحدى عابدات الشام التي كان لها السبق في العبادةوالصلاح حتى قصدها الناس يتعلمون منها رقة القلب وخشوع الجوارح عندذكر الله وقراءة القرآن.
وكان الرجال يقرؤون عليها ويتفقهون في الحائط الشمالي بجامع دمشق، وكان عبد الملك بن مروان يجلس في حلقتها مع المتفقهة يشتغل عليها وهو خليفة، رضي الله عنها.
وفي صحيح البخاري،عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ (الصغرى التابعية): وَكَانَتْ فَقِيهَةً اهـ ووصله البخاري في التاريخ الصغير من طريق مكحول باللفظ المذكور.اهـ
وَعَنْ عَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَنَذْكُرَ اللهَ عِنْدَهَا.قال: فاتكأتْ ذات يوم، فقيل لها: لعلنا أن نكون قد أمللناك يا أم الدرداء، فجلست فقالت: أزعمتم أنكم قد أمللتموني وقد طلبت العبادة بكل شئ فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أحرى أن أدرك ما أريد من مجالسة أهل الذكر.اهـ
وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ: كُنَّ النِّسَاءُ يَتَعَبَّدْنَ مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا ضَعُفْنَ عَنِ القِيَامِ، تَعَلَّقْنَ بِالحِبَالِ.
من أقوالها:
قَالَ عُثْمَانُ بنُ حَيَّانَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُوْلُ:
إِنَّ أَحدهُمْ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ لاَ يُمْطِرُ عَلَيْهِ ذَهَبًا وَلاَ دَرَاهِمَ، وَإِنَّمَا يَرْزُقُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ أُعْطِيَ شَيْئًا، فَلْيَقْبَلْ، فَإِنْ كَانَ غَنِيًّا، فَلْيَضَعْهُ فِي ذِي الحَاجَةِ، وَإِنْ كَانَ فَقِيْرًا، فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ.
وعن عثمان بن حيان قال:
أكلنا مع أم الدرداء طعاما فأغفلنا الحمد لله، فقالت: يا بني لا تدعوا أن تأدموا طعامكم بذكر الله، أكلا وحمدا، خير من أكل وصمت. اهـ
وقالت: تعلموا الحكمة صغارا تعملوا بها كبارًا.
وقالت: أفضل العلم المعرفة.
من رواياتها
روى مسلم في الصحيح عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ:
أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَىَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ اللَّيْلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
قوله: (بَعَثَ إِلَىَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ) جمع نجد بفتح النون والجيم وهو متاع البيت الذي يزينه من فرش ونمارق وستور.اهـ
وفي الحديث: الزجر عن اللعن بغير حق وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة. وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضًا وكالجسد الواحد، وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فمعناه: لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار.ولا شهداء: فيه ثلاثة أقوال:أصحها وأشهرها لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات. اهـ
-وروى الترمذي في جامعه عن مرزُوقٍ أبي بَكْرٍ التّيْميّ عن أُمّ الدّرْداءِ عن أَبِي الدّرْدَاءِ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنْ رَدّ عن عِرْضِ أَخِيهِ رَدّ الله عَنْ وَجْهِهِ النّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
- وروى أبو داود في سننه عن يُونُسَ بنِ مَيْسَرَةَ عن أُمّ الدّرْدَاءِ عن أَبِي الدّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قالَ:
"مَنْ قالَ إِذَا أصْبَحَ وإِذَا أَمْسَى: حَسْبِيَ الله لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكّلتُ وَهُوَ رَبّ الْعَرشِ الْعَظِيمِ، سَبْعَ مَرّاتٍ، كَفَاهُ الله مَا أَهَمّهُ. اهـ
وفاتها:
عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَجَّتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ.
قال ابن حبان في"الثقات": كانت تقيم ستة أشهر ببيت المقدس، وستة أشهر بدمشق، وماتت بعد سنة إحدى وثمانين.اهـ









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:29   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةُ رضي الله عنها


نسبها
أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ أَبِي ضِرَارٍ المُصْطَلِقِيَّةُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: بَنُو المُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ ابْنُ عَمِّهَا مُسَافِعُ بنُ صَفْوَانَ بنِ أَبِي الشُّفَرِ، فقُتِل يوم المُرَيْسِيْع. وقيلَ كانت تحتَ مالكِ بنِ صَفوان.
سُبِيَتْ يَوْمَ غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ، فِي السَّنَةِ الخَامِسَةِ، وَكَانَ اسْمُهَا: بَرَّةَ، فَغُيِّرَ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ.
زواجها من رسول الله
تزوّجَها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعدَ أن أعتَقَها، وذلكَ بعدَ غَزوة المُرَيْسِيع.
وعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَعْتَقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ، وَاسْتَنْكَحَهَا، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ مَمْلُوْكٍ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ.اهـ
وَقَدْ قَدِمَ أَبُوْهَا الحَارِثُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ. قال ابن إسحاق: أقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار لنداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها. فغيبهما في شعب من شعاب العقيق. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخذتم ابنتي وهذا فداؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا " فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ما اطلع على ذلك إلا الله. وأسلم الحارث وابنان له وناس من قومه.
بركة جويرية
وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين، فأَرْسَلُوا ما في أيْدِيهِمْ مِنَ السّبْيِ فأَعْتَقُوهُمْ، وَقالُوا: أصْهَارُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها.
قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها: فمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أعْظَمُ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا، أُعْتِقَ في سَبَبها مِائَةُ أهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ".
صفاتها وأهم ملامحها
كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك فقد كانت واعية، تقية، نقية، ورعة، فقيهة، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاَّحَةً، لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلاَّ أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ...، الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ.
رواياتها للحديث
حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَآخَرُوْنَ.
جَاءَ لَهَا سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ، مِنْهَا عِنْدَ البُخَارِيِّ حَدِيْثٌ، وَعِنْدَ مُسْلِمٍ حَدِيْثَانِ.
وعَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا: (أَصُمْتِ أَمْسِ؟). قَالَتْ: لاَ. قَالَ: (أَتُرِيْدِيْنَ أَنْ تَصُوْمِي غَداً؟). قَالَتْ: لاَ. قَالَ: (فَأَفْطِرِي). رَوَاهُالبخاري.
واستدل جمهور العلماء بهذا الحديث على كراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام، إلا أن يصله بما قبله أو بعده.
العابدة الذاكرة
راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة .
فكانت أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات الذاكرات الصابرات، وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره .
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّىَ الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَىَ، وَهِيَ جَالِسَةٌ.فَقَالَ: "مَا زِلْتِ عَلَىَ الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟".قَالَتْ: نَعَمْ.قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ". رواه مسلم وغيره.
قوله: (وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا)، أي: موضع صلاتها. قوله: (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ)، هو بكسر الميم. قيل: معناه مثلها في العدد. وقيل مثلها في أنها لا تنفذ. وقيل في الثواب، والمداد هنا مصدر بمعنى المدد وهو ما كثرت به الشيء. قال العلماء: واستعمله هنا مجاز لأن كلمات الله تعالى لا تحصر بعد ولا غيره، والمراد المبالغة به في الكثرة لأنه ذكر أولاً ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق ثم زنة العرش، ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك وعبر عنه بهذا أي: ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله تعالى.
وفاتها
تُوُفِّيت وهي ابنةُ خمسٍ وسِتّينَ سنةً، وذلكَ في شَهر رَبيعٍ الأوّل سنةَ سَبعٍ وخمسينَ في خِلافَةِ مُعَاويةَ، وقيلَ سَنةَ سِتّينَ، وصَلّى علَيها مَروانُ بنُ الحكَم وَالي المدِينة.
رضي الله عنها وجمعنا معها تحت لواء سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:30   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ نسبها


صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بنِ أَخْطَبَ بنِ سَعْيَةَ بن عامر بن عبيد بن كعب، من بني النضير، وهو من سبط لاوي بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام.
وأُمُّها بَرَّةُ بِنتُسِمْوَالٍ من بني قريظة.
تَزَوَّجَهَا قَبْلَ إِسْلاَمِهَا: سلامُ بنُ مَشكَم القُرَظيّ، ثُمَّ فارقها فتزوجها: كِنَانَةُ بنُ الرَّبيع بنِ أَبِي الحُقَيْقِ النضيري، فَقُتِلَ كِنَانَةُ يَوْم خَيْبَرَ عَنْهَا، وَسُبِيَتْ، وَصَارَتْ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ.
زواجها من رسول الله
وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ مِنْ دِحْيَةَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ، (أي: أعطاه بدلها سبعة أنفس تطييبًا لقلبه، لا أنَّه جرى عقد بيع). ثُمَّ دَفَعَهَا إِلى أُمِّ سُلَيْمٍ تُصَنِّعُهَا لَهُ وَتُهَيِّئُهَا، وَتَعْتَدَّ فِي بَيْتِهَا. اهـ
وإطلاق العدة عليها مجاز عن الاستبراء، فلمَّا انقضى الاستبراء، جهَّزتها أمُّ سليم وهيَّأتها أي: زيَّنتها وجمَّلتها على عادة العروس. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أعتقها تبرُّعًا بلا عوض ولا شرط، ثمَّ تزوَّجها برضاها.
وقد روى مسلم في الصحيح عن أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذي يُعْتِقُ جَارِيَتَهُ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا: "لَهُ أَجْرَانِ".
قال بعض العلماء: وجد رسول الله بخدها لطمة، فقال: ما هذه؟ فأخبرته أنه لما تزوجها بعض بني عمها، وزفت إليه وأدخلت إليه، ومضى على ذلك ليالي، رأت في منامها كأن القمر أقبل من يثرب فسقط في حجرها، فقصت المنام على ابن عمها فلطمها، وقال: تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب؟ فهذه من لطمته.
وفي بعض الروايات: فذكرت ذلك لأمها، فلطمت وجهها، وقالت: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألها عنه فأخبرته.
من سيدات النساء
كانت صَفِيَّةُ من سيدات النساء عبادةً وورعًا وزهادةً وبرًا وصدقة، وَكَانَتْ ذَاتَ حِلْمٍ، وَوَقَارٍ، شَرِيْفَةً، عَاقِلَةً، ذَاتَ حَسَبٍ، وَجَمَالٍ، وَدِيْنٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
قَالَ ثَابِتٌ البُنَانِيُّ: حَدَّثَتْنِي سُمَيَّةُ -أَوْ شُمَيْسَةُ- عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ بِنِسَائِهِ، فَبَرَكَ بِصَفِيَّةَ جَمَلُهَا؛ فَبَكَتْ، وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَخْبَرُوْهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوْعَهَا بِيَدِهِ، وَهِيَ تَبْكِي.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيْهِ، قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي.
كرمها:
وأخرج ابن سعد بسند صحيح من مرسل سعيد بنِ المُسَيَّبِ، قَالَ: قَدِمَتْ صَفِيَّةُ، وَفِي أُذُنَيْهَا خِرَصَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَوَهَبَتْ لِفَاطِمَةَ مِنْهُ، وَلِنِسَاءٍ مَعَهَا.
(والخُرْص والخِرْص: القُرْط بحَبّة واحدةٍ، وقيل: هي الحلْقة من الذهب والفضة، والجمعُ خِرَصةٌ، والخُرْصة لغة فيها).
رواياتها للحديث:
وَرَدَ لَهَا مِنَ الحَدِيْثِ عَشْرَةُ أَحَادِيْثَ، مِنْهَا وَاحِدٌ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أي رواه البخاري ومسلم.
حَدَّثَ عَنْهَا: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ، وَإِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، وَكِنَانَةُ مَوْلاَهَا، وَآخَرُوْنَ.
بعض مروياتها عن النبي:
روى البخاري ومسلم عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ:
أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزُورُهُ (ليلا) فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ، مَرَّ رَجُلانِ مِنْ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَقَالا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا.
وعند مسلم بلفظ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَىَ الدَّم، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا.
الحديث فيه فوائد منها:
- بيان كمال شفقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمَّته، ومراعاته لمصالحهم، وصيانة قلوبهم وجوارحهم، وكان بالمؤمنين رحيمًا، فخاف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يلقي الشَّيطان في قلوبهما فيهلكا، فإنَّ ظنَّ السُّوء بالأنبياء كفر بالإجماع، والكبائر غير جائزة عليهم.
وفيه: أنَّ من ظنَّ شيئًا من نحو هذا بالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفر. فقد روى الحاكم أن الشافعي كان في مجلس ابن عيينة، فسأله عن هذا الحديث، فقال الشافعي: إنما قال لهما ذلك لأنه خاف عليهما الكفر إن ظنا به التهمة، فبادر إلى إعلامهما نصيحة لهما قبل أن يقذف الشيطان في نفوسهما شيئا يهلكان به.اهـ
وفيه: الاستعداد للتَّحفُّظ من مكايد الشَّيطان، فإنَّه يجري من الإنسان مجرى الدَّم، فيتأهَّب الإنسان للاحتراز من وساوسه وشرِّه، واللهُ أعلم
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (عَلَى رِسْلِكُمَا) هو بكسر الرَّاء وفتحها لغتان، والكسر أفصح وأشهر، أي: على هينتكما في المشي، فما هنا شيء تكرهانه.
قوله: (فَقَالاَ: سُبْحَانَ اللهِ) فيه: جواز التَّسبيح تعظيمًا للشَّيء، وتعجُّبًا منه.
قوله: (مبلغ الدم) أي كمبلغ الدم، ووجه التشبيه بين الشيطان والدم شدة الاتصال وعدم المفارقة.
- وأخرج الطبراني في الأوسط بإسناد حسن عن صفية بنت حيي قالت:" ما رأيت أحدًا أحسن خلقًا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
وفاتها
تُوُفِّيَتْ سَنَةَ خَمْسِيْنَ، وقيل: توفيت سنة اثنتين وخمسين، وَقَبْرُهَا بِالبَقِيْعِ.
رضي الله عنها وجمعنا معها في جنات النعيم ءامين.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:31   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ

أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ عبدِ مَناف الهِلاَلِيَّةُ.
وهي أُمُّ المَسَاكِيْن؛ لأنها كانت تطعمهم وتتصدق عليهم.
وَهِيَ أُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ بنت الحارث لأُمِّهَا.
استشهد زَوْجُهَا عَبْدُ اللهِ بنُ جَحْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ، فَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَلَكِنْ لَمْ تَمْكُثْ عِنْدَهُ إِلاَّ شَهْرَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ، وَتُوُفِّيَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
وَقِيْلَ: كَانَتْ أَوَّلاً عِنْدَ الطُّفَيْلِ بنِ الحَارِثِ بنِ المطَّلِب، فطلّقَها، فتزوّج بها أخوه عُبيدةُ بنُ الحارثِ وقُتِل يومَ بَدرٍ شَهيدًا . فتزوجها رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة ثلاث فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع.
وصلَّى علَيها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم ودُفِنَت بالبقيعِ، وكان سِنُّها يومَ تُوفّيت نحوَ ثلاثينَ سنةً .كذا ذكره ابنُ سَعد.
رضي الله عنها وأرضاها وأكرم مثواها وحشرنا معها تحت لواء حبيبه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:32   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ


زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشِ بنِ رِئابٍ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ وَابْنَةُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مِنَ المُهَاجِرَات الأُوَلِ.
أُمُّهَا: أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ.
كانت تحتَ زَيد بنِ حَارِثةَ بنِ شَراحِيل .
وكَانَتْ مِنْ سَادَةِ النِّسَاءِ دِيْنًا، وَوَرَعًا، وَجُوْدًا، وَمَعْرُوْفًا. كثيرة الخير والصدقة، وكان اسمها أولاً بره، سماها النبي صلَّى الله عليه وسلم زينب، وكانت تكنى بأمِّ الحكم.
قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة.
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ: (إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ). قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، مَا الأَوَّاهَةُ؟ قَالَ: (الخَاشِعَةُ، المُتَضَرِّعَةُ)؛ثم تلا الآية {إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ لَحَلِيْمٌ أَوَّاهٌ مُنِيْبٌ} [هُوْدُ: 75]
وَحَدِيْثُهَا فِي الكُتُبِ السِّتَّةِ. وَلِزَيْنَبَ أَحَدَ عَشَرَ حَدِيْثاً، اتَّفَقَ لَهَا البخاري ومسلم عَلَى حَدِيْثَيْنِ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنُ أَخِيْهَا؛ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَحْشٍ، وَأُمُّ المُؤْمِنِيْنَ أُمُّ حَبِيْبَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ.
تَزوّجَها النّبي صلَّى الله عليه وسلم في ذِي القَعدةِ سنةَ خمسٍ من الهجرة وهي يومئذٍ بنتُ خمسٍ وثلاثين سنةً، وتُوُفّيت فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وهيَ ابنةُ ثلاثٍ وخمسينَ سنةً، ودُفِنَت بالبقيع وصلّى علَيها عُمرُ بنُ الخطّاب رضي الله عنه، وهي أوّلُ أزواجِه مَوتًا أي بَعدَه صلَّى الله عليه وسلَّم.
كَانَتْ صَالِحَةً، صَوَّامَةً، قَوَّامَةً، بَارَّةً. رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وأرضاها وأكرم مثواها وحشرنا معها تحت لواء حبيبه محمد صلَّى الله عليه وسلم.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:33   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ نسبها


حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ العَدَوِيَّةُ، أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ، بِنْتُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وأُمُّها زَينبُ بِنتُ مَظعُون بنِ حَبيبِ بنِ وَهبٍ.
وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ: أَنَّ حَفْصَةَ وُلِدَتْ إِذْ قُرَيْشٌ تَبْنِي البَيْتَ.
وَرُوِيَ: أَنَّ مَوْلِدَهَا كَانَ قَبْلَ المَبْعَثِ بِخَمْسِ سِنِيْنَ.
زواجها من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كانَت تحتَ خُنَيسِ بنِ حُذافَة بنِ قَيسِ بنِ عَدِيّ،أسلم وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، وهاجرت حفصة معه إلى المدينة، فشهدا بدرا وخرج يوم أحد فأصابته جراحة فمات. ولَمَّا تَأَيَّمَتْ، عَرَضَهَا أَبُوْهَا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: بَدَا لِي أَلاَّ أَتَزَوَّجَ اليَوْمَ. ثم شَكَا حَالَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ؛ وَيَتَزَوَّجُ عُثْمَانُ مَنْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ حَفْصَةَ).
ثُمَّ خَطَبَهَا رسول الله، فَزَوَّجَهُ عُمَرُ.
تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا مِنْ خُنَيْسِ بنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، أَحَدِ المُهَاجِرِيْنَ، في شَعبانَ على رأسِ ثَلاثينَ شَهرًا منَ الهِجرَةِ قَبلَ أُحُد، في سنةِ ثلاثٍ وقيلَ سنةِ اثنتَينِ. وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
وَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللهِ عُثْمَانَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ أُخْتِهَا.
وعَنْ قَيْسِ بنِ زَيْدٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ (أي تطليقة)؛ فَدَخَلَ عَلَيْهَا خَالاَهَا؛ قُدَامَةُ، وَعُثْمَانُابنا مظعون، فَبَكَتْ، ثم جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (قَالَ لِي جِبْرِيْلُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ، فَإَنَّهَا صَوَّامَةٌ، قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الجَنَّةِ).
وعندما ماتَ الرَّسُولُ الكريمُ وخَلَفَهُ أبو بَكْرٍ الصديق، كانَتحَفْصَةُ هيَ التي اخْتِيرَت مِنْ أمَّهَاتِ المؤمنينَ جَميعًا لِتَحْفَظَ أَوَّلَ مُصْحَفٍ خَطيٍّ للقرءانِ الكريمِ.
رواياتها للحديث
رَوَتْ عَنْ رسول الله: عِدَّةَ أَحَادِيْثَ.
رَوَى عَنْهَا: أَخُوْهَا؛ ابْنُ عُمَرَ، وَهِيَ أَسَنُّ مِنْهُ بِسِتِّ سِنِيْنَ؛ وَحَارِثَةُ بنُ وَهْبٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَمُسْنَدُهَا فِي كِتَابِ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ: سِتُّوْنَ حَدِيْثًا.
اتَّفَقَ لَهَا الشَّيْخَانِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ، وَانْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِسِتَّةِ أَحَادِيْثَ.
بعض مروياتها
- روى أبو داود والبيهقي، عن حفصة رضي اللّه عنها:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يجعلُ يمينَه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعلُ يَسَارَه لما سوى ذلك.
-وروى أبو داود عن حفصة أُمّ المؤمنين رضي اللّه عنها:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أرادَ أن يرقدَ وضعَ يدَه اليمنى تحتَ خدّه ثم يقول: اللَّهُمَّ قِني عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ. ثَلاثَ مَرَّاتٍ" .
-وروى البخاري، عَنْ أمِّ المؤمنين حفصة بنت عمر رضي اللّه عنهما قالت:
قال عمر رضي اللّه عنه: اللَّهمّ ارزقني شهادة في سبيلك، واجعلْ موتي في بلدِ رسولِك صلى اللّه عليه وسلم، فقلتُ: أنَّى يكونُ هذا؟ قال: يأتيني اللّه به إذا شاء.
وفاتها
تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ: سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ، عَامَ الجَمَاعَةِ.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَتْ في شعبانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ، في عهد معاوية بن أبي سفيان، وهي ابنةُ سِتّين سنةً، وَصَلَّى عَلَيْهَا وَالِي المَدِيْنَةِ مَرْوَانُ. ودُفِنت بالبقيع.مع أمهات المؤمنين.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ فِيْمَنْ حَمَلَ سَرِيْرَ حَفْصَةَ؛ وَحَمَلَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ دَارِ المُغِيْرَةِ إِلَى قَبْرِهَا.
رضي الله عنها وأرضاها وحشرنا الله معها تحت لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم. ءامين.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:35   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها نسبها


السَّيِّدَةُ، المُحَجَّبَةُ، الطَّاهِرَةُ، هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ سُهَيلِ بنِ المُغِيْرَةِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُوْم، بِنْتُ عَمِّ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ سَيْفِ اللهِ. وأُمُّها عاتِكَةُ بنتُ عامِرِ ابنِ ربيعةَ، وكانت قُرشيّةً مخزُوميّةً.
مِنْ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ حَيْث هاجَرَت معَ زَوجِها أَولاً إِلى الحَبَشَة.
لَهَا أَوْلاَدٌ صَحَابِيُّوْنَ: عُمَرُ، وَسَلَمَةُ، وَزَيْنَبُ.
وَكَانَتْ تُعَدُّ مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابِيَّاتِ.
وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وَأَشْرَفِهِنَّ نَسَبًا، وَكَانَتْ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ.
عَرَفَتِ الكَرم والجود منذُ صِغَرها حيثُ تَرَبَّت على ذلك فقد كانَ أبوها يعرف بزادِ الراكبِ لجودهِ وكَرمهِ فهو أَحَدُ الأَجْوَادِ، قِيْلَ: اسْمُهُ حُذَيْفَةُ.
دَخَلَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ مِنَ الهِجْرَةِ.
كَانَتْ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَخِيْهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ؛ أَبِي سَلَمَةَ عبدِ الله بنِ عبدِ الأسَدِ بنِ هلالٍ المَخْزُوْمِيِّ البَدْرِيِّ، الرَّجُلِ الصَّالِحِ. فتُوُفّيَ عنها.
وأمُّه بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، عَمَّةُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواياتها للحديث
لَهَا جُمْلَةُ أَحَادِيْثَ، رَوَى عَنْهَا: سَعِيْدُ بنُ المُسَيَّبِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَيَبْلُغُ مُسْنَدُهَا: ثَلاَثَ مائَةٍ وَثَمَانِيَةً وَسَبْعِيْنَ حَدِيْثًا.
اتَّفَقَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ لَهَا عَلَى ثَلاَثَةَ عَشَرَ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِثَلاَثَةٍ، وَمُسْلِمٌ بِثَلاَثَةَ عَشَرَ.
زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعَنْ عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِي إِلَى أَبِي قَطَنٍ فِي المُحَرَّمِ سنَةَ أَرْبَعٍ، فَغَابَ تِسْعًا وَعِشْرِيْنَ لَيْلَةً، ثُمَّ رَجَعَ فِي صَفَرٍ، وَجُرْحُهُ الَّذِي أَصَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ مُنْتَقِضٌ؛ فَمَاتَ مِنْهُ، لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ، وَحَلَّتْ أُمِّي فِي شَوَّالٍ، وَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى ابْن سَعْدٍ:
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لأَبِي سَلَمَةَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَيْسَ امْرَأَةٌ يَمُوْتُ زَوْجُهَا، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، ثُمَّ لَمْ تَزَوَّجْ، إِلاَّ جَمَعَ اللهُ بَيْنَهُمَا فِي الجَنَّةِ، فَتَعَالَ أُعَاهِدْكَ أَلاَّ تَزَوَّجَ بَعْدِي، ولاَ أَتَزَوَّجُ بَعْدَكِ. قَالَ: أَتُطِيْعِيْنَنِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: إِذَا مِتُّ تَزَوَّجِي، اللَّهُمَّ ارْزُقْ أُمَّ سَلَمَةَ بَعْدِي رَجُلاً خَيْرًا مِنِّي، لاَ يُحْزِنُهَا وَلاَ يُؤْذِيْهَا. فَلَمَّا مَاتَ، قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟
وعن ابْن عُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ، فَرَدَّتْهُ.
فَمَا لَبِثْتُ، وَجَاءَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَى البَابِ فَذَكَرَ الخِطْبَةَ فَخَطَبَ.
وَعَنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَنْطَبٍ، قَالَ:
دَخَلَتْ أَيِّمُ العَرَبِ عَلَى سَيِّدِ المُسْلِمِيْنَ أَوَّلَ العِشَاءِ عَرُوْسًا، وَقَامَتْ آخِرَ اللَّيْلِ تَطْحَنُ -يَعْنِي: أُمَّ سَلَمَةَ-.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: هِيَ أَوَّلُ ظَعِيْنَةٍ، دَخَلَتِ المَدِيْنَةَ مُهَاجِرَةً؛ فَشَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ بَدْرًا؛ وَوَلَدَتْ لَهُ: عُمَرَ، وَسَلمَةَ، وَزَيْنَبَ، وَدُرَّةَ. (والظَّعينة: المرأَة في الهودج والمقصود أول مسافرة)
وعَنِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ:
لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَقُوْلُ؟ قَالَ: (قُوْلِي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى صَالِحَةً). فَقُلْتُهَا، فَأَعْقَبَنِي اللهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى أَبو إِسْحَاقَ عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّهُ قَالَ لامْرَأَتِهِ: إِنْ سَرَّكِ أَنْ تَكُوْنِي زَوْجَتِي فِي الجَنَّةِ، فَلاَ تَزَوَّجِي بَعْدِي، فَإِنَّ المَرْأَةَ فِي الجَنَّةِ لآخِرِ أَزْوَاجِهَا فِي الدُّنْيَا؛ فَلِذَلِكَ حُرِّمَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْكَحْنَ بَعْدَهُ؛ لأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الجَنَّةِ.
وفاتها
عُمِّرَتْ حَتَّى بَلَغَهَا مَقْتَلُ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ، فَوَجَمَتْ لِذَلِكَ، وَغُشِيَ عَلَيْهَا، وَحَزِنَتْ عَلَيْهِ كَثِيْرًا، لَمْ تَلْبَثْ بَعْدَهُ إِلاَّ يَسِيْرًا. توفيت وَدُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ، وَبَعْضُهُم أَرَّخَ مَوْتَهَا في ذِي القَعدةِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ، وَالظَّاهِرُ وَفَاتُهَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وكان لها يومَ ماتَت أربعٌ وثمانونَ سَنةً صَلّى عليها أبو هريرة ودُفِنت بالبقيع.
رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وأرضاها.










رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:38   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أم المؤمنين سودة رضي الله عنها

اسمها ونسبها:
السَيِّدَةُ، الجَلِيْلَةُ، النَبِيْلَةُ، أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بنِ قَيْسٍ العَامِرِيَّةُ القُرَشِيَّةُ، وأُمّها الشَّمُوسُ بنتُ قَيس بنِ زَيد بنِ عَمرو، مِن بني النّجّار.
كانَت أَوَّلاً تحت ابن عم لها يقال له السَّكْرَان بن عَمْرٍو، أَخو سُهَيْل بن عَمْرٍو العَامِرِي، فَأَسْلَمَ وتُوفّي عَنْها.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَسْلَمَتْ سَوْدَةُ وَزَوْجُهَا، فَهَاجرَا إِلَى الحَبَشَةِ.
وَعَنْ بُكَيْرِ بنِ الأَشَجِّ: أَنَّ السَّكْرَانَ قَدِمَ مِنَ الحَبَشَةِ بِسَوْدَةَ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا، فَخَطَبَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: أَمْرِي إِلَيْكَ. قَالَ: (مُرِي رَجُلاً مِنْ قَوْمِكِ يُزَوِّجُكِ). فَأَمَرَتْ حَاطِبَ بنَ عَمْرٍو العَامِرِيَّ، فَزَوَّجَهَا، وَهُوَ مُهَاجِرِيٌّ بَدْرِيٌّ.
وقد أخرج ابن سعد أن خولة بنت حكيم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة: أفلا أخطب عليك، قال: بلى فإنكن معشر النساء أرفق بذلك.
فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة. فبنى بسودة بمكة، وَانْفَرَدَتْ بِهِ نَحْوًا مِنْ ثَلاَثِ سِنِيْنَ أَوْ أَكْثَرَ، حَتَّى بنى بِعَائِشَةَ.
فسودة هِيَ أَوَّلُ مَنْ تَزَوَّجَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعدَ وفاةِ خَديجة، ولسودة ستة أبناء، على صداق وقدره أربعمائة درهم، تَزَوَّجَها رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهَاجَرَ بِهَا، وقيلَ تَزوّجها في شَوال قَبل مُهاجَرِه إلى المدينةِ.
صفاتها:
تعد سودة رضي الله عنها من فواضل نساء عصرهاكانت سَيِّدَةً جَلِيْلَةً، نَبِيْلَةً، ذات أخلاق حميدة، عرفت بالصلاح والتقوى، كانت امرأة صالحة تحب الصدقة كثيرًا، وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها.
فضلها ورواياتها للحديث:
روت عن النبي أحاديث كثيرة. حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ، وغيره.
وفي صحيح البخاري: أن سودة كانت إحدى أسباب نزول آية الحجاب،أي الآية التي نزلت في أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتجاب من الرجال. ومنها قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ.
وروى الشيخان عن عائشة أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة. ووقع في رواية مسلم: لما أن كبرت سودة وهبت. وفي رواية أبي داود: قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله يومي لعائشة، فقبل ذلك منها، ففيها وأشباهها نزلت: (فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ).
ومن طريق معمر قال: بلغني أنها كلمت رسول الله فقالت: ما بي على الأزواج من حرص ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك.
وفي صحيح مسلم: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، مِنِ امْرَأَةٍ فِيها حِدَّةٌ.
(المسلاخ بكسر الميم وبالخاء المعجمة وهو: الجلد ومعناه: أن أكون أنا هي، وزمعة بفتح الميم وإسكانها).
وقولها: (مِنِ امْرَأَةٍ فِيها حِدَّةٌ) وصفتها بقوَّة النَّفس، وجودة القريحة، وهي الحدَّة بكسر الحاء.
قَالَ: فَلَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- لِعَائِشَةَ.
(وهذا فيه: جواز هبتها نوبتها لضرَّتها لأنَّه حقَّها، لكن يشترط رضا الزَّوج بذلك، وللواهبة الرُّجوع متى شاءت، فترجع في المستقبل دون الماضي)
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا، وَيَوْمَ سَوْدَةَ.
(معناه: أنَّه كان يكون عند عائشة في يومها، ويكون عندها أيضًا في يوم سودة لا أنَّه يوالي لها اليومين)
وفي صحيح البخاري: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:
نَزَلْنَا الْمُزْدَلِفَةَ فَاسْتَأْذَنَت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةُ أَنْ تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ(زحمتهم)، وَكَانَتْ امْرَأَةً بَطِيئَةً- أي بطيئة الحركة - فَأَذِنَ لَهَا، فَدَفَعَتْ قَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَأَقَمْنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا نَحْنُ، ثُمَّ دَفَعْنَا بِدَفْعِهِ.
يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لسودة، في الحج، بعد خروجها من عرفات، أن تبدأ سيرها من مزدلفة إلى منى ليلا قبل زحمة الناس، وهكذا فعلت، فَصَلّتِ الْفَجْرَ بِمِنًى وَرَمَتْ جمرة العقبة قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ النّاسُ. وهذا الحكم عام للضّعَفَة من النساء والصبيان لئلا يتأذوا بالزحام، وأما غيرهم فيستحب لهم المكث حتى يصلوا الصبح بمزدلفة.
وفاتها:
رَوَى عَمْرُو بنُ الحَارِثِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ: أَنَّ سَوْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تُوُفِّيَتْ في آخر زمانعُمَر بن الخطاب رضي الله عنه. ويقال: إنها تُوفّيَت فِي شَوَّال سنةَ أَربعٍ وخمسِين بالمدينة المنورة.









رد مع اقتباس
قديم 2013-04-23, 13:39   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
cheri classe
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية cheri classe
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ


أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ أُمُّ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، ثُمَّ المَدَنِيَّةُ.
قال أبو نعيم: ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة وكان عمر أبيها لما ولدت نيفًا وعشرين سنة وأسلمت بعد سبعة عشر إنسانًا.
وَالِدَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَأُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَآخِرُ المُهَاجِرَاتِ وَفَاةً.
رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. وَعُمِّرَتْ دَهْرًا. وَتُعْرَفُ: بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ.
وَأُمُّهَا: هِيَ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ العُزَّى العَامِرِيَّةُ.
كَانَتْ أَسَنَّ مِنْ عَائِشَةَ بِبِضْع عَشْرَةَ سَنَةً .
حملت بعبد الله بمكة وهاجرت وهي حامل به إلى المدينة المنورة.
وَقِيْلَ: لَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ. شَهِدَتِ اليَرْمُوْكَ مَعَ زَوْجِهَا الزُّبَيْرِ.
حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنَاهَا؛ عَبْدُ اللهِ، وَعُرْوَةُ، وَحَفِيْدُهَا؛ عَبْدُ اللهِ بنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِدَّةٌ.
سبب تسميتها بذات النطاقين
عن هِشَام بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِر، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ:
صَنَعْتُ سُفْرَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أَبِي حِيْنَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ؛ فَلَمْ أَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ لِسِقَائِهِ مَا أَرْبِطُهُمَا.فَقُلْتُ لأَبِي: مَا أَجِدُ إِلاَّ نِطَاقِي. قَالَ: شُقِّيْهِ بِاثْنَيْنِ، فَارْبِطِي بِهِمَا.
قَالَ: فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ: ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ.
[(سفرة) طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به. (السقاء) وعاء من الجلد يوضع فيه الماء. (نطاقي) ما تشد به المرأة وسطها. (باثنين) بشقين].
قال ابْنُ إِسْحَاقَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَى أَبُو جَهْلٍ فِي نَفَرٍ، فَخَرَجتُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوْكِ؟ قُلْتُ: لاَ أَدْرِي -وَاللهِ- أَيْنَ هُوَ؟
فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ، وَلَطَمَ خَدِّي لَطْمَةً خَرَّ مِنْهَا قُرْطِي، ثُمَّ انْصرفُوا.
فَمَضَتْ ثَلاَثٌ، لاَ نَدْرِي أَيْنَ تَوَجَّهَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الجِنِّ يَسْمَعُوْنَ صَوْتَهُ بِأَعْلَى مَكَّةَ، يَقُوْلُ:
جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيْقَيْنِ قَالاَ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعَبْدِ
زواجها من الزبير وحياتها فى المدينة
وَرَوَى عُرْوَةُ، عَنْهَا، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ شَيْءٌ غَيْرُ فَرَسِهِ؛ فَكُنْتُ أَسُوْسُهُ، وَأَعْلِفُهُ، وَأَدُقُّ لِنَاضِحِهِ النَّوَى، وَأَسْتَقِي، وَأَعْجِنُ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ. [والفرسخ ثلاثة أميال. والميل ستة آلاف ذراع]
قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدُ بِخَادِمٍ، فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.
جودها وكرمها
وروى هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ:
مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ؛ وَجُوْدُهُمَا مُخْتَلِفٌ: أَمَّا عَائِشَةُ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهَ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ، فَكَانَتْ لاَ تَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ سَخِيَّةَ النَّفْسِ.
قَالَ مُصْعَبُ بنُ سَعْدٍ: فَرَضَ عُمَرُ لِلْمُهَاجِرَاتِ: أَلْفًا أَلْفًا، مِنْهُنَّ: أُمُّ عَبْدٍ، وَأَسْمَاءُ.
هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَمْرَضُ المَرْضَةَ، فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوْكٍ لَهَا.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسيَّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَخَذَتْ هي عَنْ أَبِيْهَا.
وعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بَعْدَ مَا أُصِيْبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَتْ:
اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِي حَتَّى أُوتَى بِهِ، فَأُحَنِّطَهُ، وَأُكَفِّنَهُ.
فَأُتِيَتْ بِهِ بَعْدُ، فَجَعَلَتْ تُحَنِّطُهُ بِيَدِهَا، وَتُكَفِّنُهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا.
آخر المهاجرات وفاة
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَتْ بَعْدَ ابْنِهَا بِلَيَالٍ، ماتت ولم يسقط لها سن ولم يغب من عقلها شيء، وَكَانَ قَتْلُهُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ.
كَانَتْ خَاتِمَةُ المُهَاجِرِيْنَ وَالمُهَاجِرَاتِ، أي كانت آخِرُ مَنْ مَاتَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ.
توفيت أسماءُ ذاتُ النطاقين رضيَ الله عنها وأرضاها، تاركةً دروسًا وعبرًا ومواعظاً، فقد كانت بنتًا صالحة، وزوجةً مؤمنةً وفية، وأماً صالحة، وكانت صحابية وابنة صحابي وأم صحابي وأخت صحابية .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
صالحات, نشاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc