هل كفّر الإمام أحمد المأمون؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل كفّر الإمام أحمد المأمون؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-02-26, 19:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بلقاسم 1472
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي هل كفّر الإمام أحمد المأمون؟

هل كفّـــر الإمام أحمد ابن حنبل المأمون؟
عن بدعة (القول بخلق القرآن)

= = = = =

رأيت في بعض الكتابات المتداولة في النت أن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ كفّر الخليفة المأمون ـ غفر الله له ورحمه ـ عن بدعة القول بأن القرآن مخلوق ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ ولم أعلم من نقل هذا التكفير سوى الخلال بنقولات غير حاسمة ومقنعة، بخلاف شيخ الإسلام ابن تيميّة ـ رحمه الله ـ الذي لم ينقل ذلك وهو على سعة علمه واطلاعه؟
نرجو الإجابة العلميّة لمن له اطلاع على المسألة









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-02-26, 21:51   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


بسم الله الرّحمن الرّحيم


هل كفّـــر الإمام أحمد ابن حنبل المأمون؟
عن بدعة (القول بخلق القرآن)

بحثتُ في النت بقصد طلب العلم ومعرفة الحقيقة من هذه القضيّة التي لها علاقة بالعقيدة وهذه الأخيرة أهمّ شيء يتعلّمه المسلم في حياته ، لأنّ بها يرتبط مصير الإنسان عند الحساب أمام ربّ العباد ، ولأنّه يترتّب على العقيدة أحكام تلي ذلك الإعتقاد ، فالحكم على الكافر ليس كالحكم على المسلم .

وباختصار الكلام وجدتُ كلاما يوضّح هذه القضية


سئل العلامة صالح الفوزان في فتاوى سلسلة الدروس العلمية3/70:

هل صحّ عن الإمام أحمد رحمه الله أنّه سُئل عن المأمون فقال : كافر بالله العظيم؟

الجواب : ما صحّ هذا عن الإمام أحمد ولا كفَّر المأمون ، لكنّه خاف عليه ، خاف على المأمون وقال : لا أظن أن الله يغفل عن المأمون فقد أحدث في الإسلام ما ليس منه ، أمّا إنّه كفَّره فلا أعرف إنّه كفَّر المأمون ، ولا أمر بالخروج عليه مع أنّه يضربه ويؤذيه ويسجنه ، صبر عليه والتزم السّمع والطّاعة ولا خرج عليه ولا حثّ الناس على الخروج ، بل لمّا جاءوه يطلبون الخروج أنكر عليهم ؛ لأنّ الخروج والعياذ بالله يلزم منه شرور وسفك للدّماء وضياع للكلمة وتفريق للمسلمين ، هذا من فقهه رحمه الله وغزارة علمه وورعه وتقواه ونصحه الأمّة ،وإلاّ لو هو من هؤلاء الناس الذين ينتصرون لأنفسهم لقال : عندكم إيّاه هذا خبيث هذا كافر اطلعوا عليه*، لكن الرجل فقيه وإمام وجليل ، صبر وتحمل ولا فتح على الناس باب شر وخروج على ولي الأمر .

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1763543


ماذا قال الإمام أحمد عن المأمون وعن المعتصم؟

استغفَرَ لهم، دعا لهم؛ ولهذا يقول ابن تيميَّة: لو كانوا عنده كُفَّارًا لما استغفر لهم؛ لأنَّ الاستغفارَ للكافر لا يجوزُ بنصِّ الكتاب والسُّنَّة، فهو لم يُكفِّرهم مع أنهم دعوا إلى تلك البدعة التي هي الكُفر؛ لأنَّه يقول: إنَّ أولئك عندهم شبهةٌ عقليَّة لم يستطيعوا أنْ يتخلَّصوا منها، بل قال أكثر من ذلك في ردِّه على البكري في الرسالة المعروفة باسم "الاستغاثة" أنَّه قال: كنت أقول للجهمية الذين ينكرون علوَّ الله - عزَّ وجلَّ - وتعرفون مذهبهم، يُنكِرون العلوَّ، والذهبيُّ ألَّف كتابه المسمى بـ"العلو" في الردِّ على أولئك الذين ينكرون علوَّ الله في خلقه فـ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5] كما أخبر عن نفسه في سبع آيات، وكذلك الأحاديث الكثيرة وليلة الإسراء والمعراج، والأدلَّة كثيرة لا تُعَدُّ ولا تُحصَى، متواترةٌ في علو الله - عزَّ وجلَّ - كتابًا وسنَّةً وفطرةً، يقول: كنت أقول لشيوخهم: لو قلت بقولكم لكفرتُ، وأنتم عندي لستُمْ بكفار.

يقول: قولكم هذا أنا أعلم أنَّه كفرٌ، ولو قلت به لأكوننَّ كافرًا، ولكن أنتم عندي لستُم بكفَّار، ثم قال: إنَّ عندهم شبهةً عقليَّةً لم يستطيعوا أن يتخلَّصوا منها، وهذا الحكم في الأمور الخفيَّة التي لا يفهَمُ الحكم فيها إلا أهل العلم، بخلاف الأمور الظاهرة؛ كترك الصلاة مثلاً، وجحْد الصلاة والحج، ذكر هذا الحافظ ابن منده في كتاب "الإيمان" 2/362 باب 44، وتقدَّمت الإشارة إليه في الأمور الظاهرة المشهورة التي لكلِّ مسلم إذا رأى مَن يُخالِفها ينكر عليه بالأسلوب الحسن.

فالشاهد من هذا أنَّ المسلم يجبُ عليه أنْ يقفَ مع النصوص من الكتاب والسُّنَّة، ولا نُكفِّر إلا مَن كفَّره الله ورسوله، ولا نُفسِّق إلا مَن فسَّقَه الله ورسوله؛ لأنَّ هذا الحكم لله ولرسوله وليس لشهوات البشَر وما يريدون أنْ يعملوا.

مقتبس من


الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الإفراط والتفريط

الشيخ علي بن ناصر فقيهي حفظه الله

https://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=135343



وفي مقال وجدتُه قد نُقل من كتاب الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وعنوانه: من أعلام المجدّدين ، ذكر فيه ترجمة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ثم ذكر محنته وصلابته في الحقّ ، أنّه ذكر المأمون على أنّه بوصف الفاجر ، وهكذا نقلته:

( محنته وصلابته في الحق:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله1 باب ذكر ما جاء في محنة أبي عبد الله أحمد بن حنبل / في أيام المأمون ثم المعتصم ثم الواثق بسبب القرآن العظيم. وما أصابه من الحبس الطويل والضرب الشديد والتهديد بالقتل بسوء العذاب وأليم العقاب وقلة مبالاته بما كان منهم من ذلك إليه وصبره عليه وتمسّكه بما كان عليه من الدين القويم والصراط المستقيم، وكان أحمد عالماً بما ورد بمثل حاله من الآيات المتلوة والأخبار المأثورة. وبلغه بما أوصي به في المنام واليقظة فرضي وسلم إيماناً واحتساباً –وفاز بخير الدنيا ونعيم الآخرة، وهيأه الله بما آتاه من ذلك لبلوغ أعلى منازل أهل البلاء في الله من أوليائه، ثم قال ابن كثير رحمه الله: وقد ذكرنا فيما تقدم أن المأمون كان قد استحوذ عليه جماعة من المعتزلة فأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل، وزينوا له القول بخلق القرآن ونفي الصفات عن الله عز وجل- قال البيهقي: ولم يكن في الخلفاء قبله من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البداية والنهاية الصفحات: 374، 376، 378، 379.



ص -13- السلف ومنهاجهم، فلما ولي الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك، وزينوا له، واتفق خروجه إلى طرسوس لغزو الروم فكتب إلى نائبه ببغداد –إسحاق بن إبراهيم بن مصعب- يأمره أن يدعو الناس إلى القول بخلق القرآن، واتفق له ذلك آخر عمره قبل موته بشهور من سنة ثماني عشرة ومائتين، فلما وصل الكتاب كما ذكرنا استدعى جماعة من أئمة الحديث فدعاهم إلى ذلك فامتنعوا فتهددهم بالضرب وقطع الأرزاق فأجاب أكثرهم مكرهين، واستمر على الامتناع من ذلك الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح الجند يسابورى، فحملا على بعير وسيرا إلى الخليفة عن أمره بذلك. وهما مقيدان متعادلان في محمل على بعير واحد –فلما اقتربا من جيش الخليفة ونزلوا دونه بمرحلة جاء خادم وهو يمسح دموعه بطرف ثوبه ويقول: يعز علي يا أبا عبد الله أن المأمون قد سل سيفاً لم يسله قبل ذلك، وأنه يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف، قال فجثى الإمام أحمد على ركبتيه ورمق بطرفه إلى السماء وقال سيدي غرّ حلمك هذا الفاجر حتّى تجرأ على أوليائك بالضّرب والقتل، اللّهم فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته، قال فجاءهم الصريخ بموت المأمون في الثلث الأخير من الليل، قال أحمد ففرحنا ثم جاء الخبر بأن المعتصم قد ولي الخلافة، الخ.........

كتاب:من أعلام المجددين - تأليف: الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله تعالى
.

https://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=41277

ومذكورة المحنة هنا:

https://www.alifta.net/Fatawa/fatawaD...=1&PageID=2475

وفي مقال آخر للشيخ سلطان العيد يقول في ترجمته للإمام أحمد أنّه في محنته كان يقول: ("كنت أدعو الله بأن لا يريني وجهه –يعني: الخليفة المأمون- وذلك أنه بلغني أنه كان يقول: لئن وقعت عيني على أحمد لأقطعنه إربًا إربًا" وفي أثناء الطريق جاء رجل يقول: يا أبا عبد الله –يعني: الإمام أحمد- قد مات الرجل –يعني: المأمون-، قال الإمام أحمد: "فحمدت الله وظننت أنّه الفرج

https://www.sultanal3eed.com/article/120-سيرة%20الإمام%20المُبجَّل%20أحمد%20بن%20حنبل.html


وقد نقلت من موقع الشيخ عبدالعزيز الرّاجحي هذا الكلام بأنّ الإمام أحمد لم يكفّر المأمون ، وهو الكلام:


في موضوع عنوانه :

من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي


يسأل في قول: من قال: إن القرآن مخلوق، أنه كافر، أنه لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين. ألا يدل ذلك على تكفيره؟ وكيف يدل على تكفيره، مع أن الإمام أحمد لم يكفّر المأمون؟

الجواب:

نعم، أنا قلت: إن المراد تكفيره، تكفير على العموم. من قال: القرآن مخلوق فهو كافر على العموم، أما الشخص المعين فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة، توجد الشروط وتنتفي الموانع؛ لأنه قد يكون عنده شبهة، فإذا كشفت الشبهة وأصر حكم بكفره. هذه قاعدة تكفير المعين: لا بد أن توجد الشروط وتنتفي الموانع. وإنما هذا على العموم، من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، هذا على العموم. من أنكر رؤية الله في الآخرة فهو كافر، أما الشخص فلان بن فلان، لا بد أن تقوم عليه الحجة، توجد الشروط وتنتفي الموانع.


https://portal.shrajhi.com/Media/ID/5706


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهُّم فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من قولها، وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها، والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب . ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره . ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر. ولو كانوا مرتدّين عن الإسلام لم يجز الإستغفار لهم؛ فإنّ الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع". [الفتاوى ( 12 / 389 )]
وقال أيضاً:

"مع أنّ أحمد لم يكفّر أعيان الجهمية، ولا كل مَن قال إنّه جهمي كفّره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم؛ بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة لم يكفرهم أحمد وأمثاله؛ بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم؛ ويدعو لهم؛ ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة" .[الفتاوى (7 / 507)]


والله أسأل أن يفقّهنا في دينه على الوجه الذي يرضيه عنّا .











رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 12:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
جزاك الله خيرا الاخت امة الله هبة فانني استفيد من مشاركاتك كثيرا
ثبتك الله اختي وبارك فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 13:05   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بلقاسم 1472
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أختاه أمة الله هبة
فقط لفت انتباهي هذا المقتبس
اقتباس:
وقد ذكرنا فيما تقدم أن المأمون كان قد استحوذ عليه جماعة من المعتزلة فأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل، وزينوا له القول بخلق القرآن ونفي الصفات عن الله عز وجل- قال البيهقي: ولم يكن في الخلفاء قبله من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهبالسلف ومنهاجهم، فلما ولي الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك،
بل ثبت أن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن العاص الذي كان يدعى بـ(مروان الحمار) آخر ملوك بني أمية كان يقول بخلق القرآن، وقد علمه إياها الجعد بن درهم، الذي كان يسكن حي النصارى في دمشق ويحتك بقساوستها كمنصور بن سرجون (يوحنا الدمشقي) الذي ألف كتابا سماه الهرطقات المائة عد منها الإسلام هرطقة (بدعة أيضا) وسماها الهرطقة الإسماعيلية، كما ألف كتابا يثبت فيه عقيدة التثليث التي ابتدعها شاول الطرسوسي (بولس الرسول) ولبّس فيها على النصارى وأفسد عليهم دينهم، وكان والده يعمل في الجباية للروم في الشام، وبعد فتحها استبقاه المسلمون عاملا على جمع الجزية ثم خلفه ابنه منصور، فكان الجعد يتلقى العلم عند هؤلاء في حي النصارى هذا، وكانت تثار في هذه النقاشات قضية (كلمة الله) (المسيح) (كلام الله) (القرآن)، ومن ثم بدأ الفكر يعتمل والمقايسة تشتغل والمقارنة تذهب وتجيء والشيطان يجري مجرى الدم، ومن هنا اجترح الجعد بن درهم مقولة خلق القرآن وكان أول من قال بها، وقد أعجب به (محمد بن مروان بن الحكم) فجعله مربيا لولده مروان (مروان الحمار).
وتولى مروان هذا الحكم في عام 127 هـ ـ وانتهى حكمه وحكم الأمويين في 132هـ في معركة الزاب الشهيرة بالقرب من الموصل (وبالضبط حيث ينتشر المذهب الأيزيدي الآن، أي سنجار والشيخان وماجاورهما)، فلما فر هاربا منهزما خرج له أهل الموصل وقالوا (الحمد لله الذي أذهب ملككم
ياكــــافر، وجاءنا بأهل بيت نبينا)، وهذا الرواية موجودة عند الطبري وابن الأثير وابن كثير في أحداث سنة 132 هـ (وهنا نلاحظ أن تكفير القائل بخلق القرآن كان دين فطرة العامة من المسلمين، وكانت الكلمة مستقبحة تستفز المستقر من الدين لدى العامة، قبل امتحان العلماء من قبل المأمون والمعتصم والواثق)، وكان يقال عنه ـ كما نقل ابن كثيرـ مروان الجعدي ومروان الحمار، لأجل تلك القولة المحدثة.
ثم قال بها جهم بن صفوان فواصل بن عطاء ومن ثمة المعتزلة، ثم قال بها بشر الموريسي الذي أهدر دمه هارون الرشيد لكنه فر، ولم تظهر للعلن بشكل رسمي إلا مع المأمون، ولكن الذي زينها له هو بطانة المعتزلة.

فمروان الحمار قال بها وقد حكم بين (127 ـ 132 هـ)
والمأمون قال بها في آخر سنة من حكمه (218 هـ)
ومن ثم فالمقولة قديمة، وحاولت تتبعها في رسالة الدكتوراه، لكن المصادر لم تتجاوز الجعد بن درهم. ووجدت أن ميمون بن مهران نصحه للإقلاع عن هذه الكلمة الخطيرة: فقال له : (لدين قباذ شاه خير مما تدعوني إليه) والرواية في البداية والنهاية لابن كثير والعهدة على الراوي كما يقال.










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 14:40   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الأرض المقدسة
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم وبعد :
بارك الله في الاخوة - جميعا - لعل من قال بأن الامام احمد كفر المأمون - توهم وفهم كلام أحمد المطلق في تكفير القائل بخلق القرأن - مع علمه بأن المأمون كان رأسا في القول بخلق القرأن في زمن الامام أحمد - وكان يمتحن الناس على ذلك - فأداه فهمه أن المأمون شمله قول أحمد - بكفر القائل بخلق القرأن - ولم يعلم أن الحكم على الفعل ليس حكما على من وقع في الفعل - بمعنى أن الحكم على المعين غير الحكم على الفعل او القول - فتنزيل حكم الكفر على معين يجب أن تتحقق فيه شروط وتنتفي فيه موانع فتقام الحجة وتبين المحجة - ثم إن ذلك في حق المأمون غير متحقق - فهو الحاكم وقتئذ - فمن من القضاة يستطيع تنزيل الحكم على الحاكم ؟ - كما أن الامام أحمد لم يلتق المأمون حتى يتسنى له إقامة الحجة عليه في المسألة - هذا والله تعالى أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 21:14   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم


المشكلة أنّ القول الذي تنبّهتم إليه هو موجود عند الإمام ابن كثير رحمه الله في : البداية النهاية :الجزء العاشر، من الكتاب الذي قمتُ بتحميله من موقع روح الإسلام.

وهو كالتّالي:


وقال أبو القاسم البغوي.
حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان بن عمرو السكسكي، ثنا عمرو بن قيس السكوني، ثنا عاصم بن حميد قال: سمعت معاذ بن جبل يقول: " إنكم لم تروا إلا بلاء وفتنة، ولن يزداد الامر إلا شدة، ولا الانفس إلا شحا ".
وبه قال معاذ: " لن تروا من الائمة إلا غلظة ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلا حضر بعده ما هو أشد منه ".
قال البغوي: سمعت أحمد يقول: اللهم رضنا.
وروى البيهقي: عن الربيع قال: بعثني الشافعي بكتاب من مصر إلى أحمد بن حنبل، فأتيته وقد انفتل من صلاة الفجر فدفعت إليه الكتاب فقال: أقرأته ؟ فقلت: لا ! فأخذه فقرأه فدمعت عيناه، فقلت: يا أبا عبد الله وما فيه ؟ فقال: يذكر أنه رأى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل وأقرأ عليه مني السلام وقل له: إنك ستمتحن وتدعى إلى القول بخلق القرآن فلا تجبهم، يرفع الله لك علما إلى يوم القيامة.
قال الربيع: فقلت حلاوة البشارة، فخلع قميصه الذي يلي جلده فأعطانيه، فلما رجعت إلى الشافعي أخبرته قال: إني لست أفجعك فيه، ولكن بله بالماء وأعطينيه حتى أتبرك به.
ملخص الفتنة والمحنة من كلام أئمة السنة قد ذكرنا فيما تقدم أن المأمون كان قد استحوذ عليه جماعة من المعتزلة فأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل، وزينوا له القول بخلق القرآن ونفي الصفات عن الله عزوجل.
قال البيهقي: ولم يكن في الخلفاء قبله من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم، فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له، واتفق خروجه إلى طرسوس لغزو الروم فكتب إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يدعو الناس إلى القول بخلق القرآن، واتفق له ذلك آخر عمره قبل موته بشهور من سنة ثماني عشرة ومائتين.
فلما وصل الكتاب كما ذكرنا استدعى جماعة من أئمة الحديث فدعاهم إلى ذلك فامتنعوا، فتهدّدهم بالضرب وقطع الارزاق فأجاب أكثرهم مكرهين: واستمر على الامتناع من ذلك الامام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح الجند يسابوري، فحملا على بعير وسيرا إلى الخليفة عن أمره بذلك، وهما مقيدان متعادلان في محمل على بعير واحد فلما كانا ببلاد الرحبة جاءهما رجل من الاعراب من عبادهم يقال له جابر بن عامر، فسلّم على الامام أحمد

وقال له: يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤما عليهم، وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه فيجيبوا، فتحمل أوزارهم يوم القيامة، وإن كنت تحب الله فاصبر على ما أنت فيه،
فإنّه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل، وإنك إن لم تقتل تمت، وإن عشت عشت حميدا.

قال أحمد: وكان كلامه ممّا قوى عزمي على ما أنا فيه من الامتناع من ذلك الذي يدعونني إليه.

فلمّا اقتربا من جيش الخليفة ونزلوا دونه بمرحلة جاء خادم وهو يمسح دموعه بطرف ثوبه ويقول: يعزّعليّ يا أبا عبد الله أنّ المأمون قد سلّ سيفا لم يسله قبل ذلك، وأنه يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف.
قال: فجثى الامام أحمد على ركبتيه ورمق بطرفه إلى السماء وقال: سيّدي غرّ حلمك هذا الفاجر حتى تجرأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهم فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته.

قال: فجاءهم الصريخ بموت المأمون في الثلث الاخير من الليل.

قال أحمد: ففرحنا، ثم جاء الخبر بأن المعتصم قد ولي الخلافة وقد انضم إليه أحمد بن أبي دؤاد، وأن الامر شديد، فردونا إلى بغداد في سفينة مع بعض الاسارى، ونالني منهم أذى كثير، وكان في رجليه القيود، ومات صاحبه محمد بن نوح في الطريق وصلى عليه أحمد، فلما رجع أحمد إلى بغداد دخلها في رمضان، فأودع في السجن نحوا من ثمانية وعشرين شهرا، وقيل نيفا وثلاثين شهرا، ثم أخرج إلى الضرب بين يدي المعتصم.

الخ....

----------------------------------------------------------------------------------------

هكذا موجودة في كتاب البداية والنهاية لابن كثير /الجزء العاشر ص: 366

حمّلتُ الكتاب من هنا: موقع روح الإسلام .

https://www.islamspirit.com/click/go.php?id=158


والكلام الذي استغربتموه هو للإمام البيهقي رحمه الله ، نقله ابن كثير رحمه الله .

على كلّ حال بارك الله فيكم على الإضافة القيّمة...وجزاكم خيرًا ونفعكم بما تعلمون .









رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 21:29   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


بسم الله الرّحمن الرّحيم


وقد قرأت في موضوع مطوّل عنوانه: نبذة عن تاريخ تقديم العقل على النّقل ، وجدت في كلام الإمام ابن الأثير رحمه الله:


وقال ابن الأثير: (مذهب الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة، صار إلى الجزيرة، وأخذ برأيه جماعة، وكان الوالي حينئذ مروان بن محمد الحمار وإليه ينسب مروان فيقال الجعدي)




ومن أشهر مَن تأثّر بفكر الجعد في هذه الفترة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، ولهذا يقال له مروان الجعدي، فنسب إليه إذ أن الجعد هو شيخه وأستاذه، فالجعد كان مؤدباً لمروان بن محمد في الفترة التي كان فيها مروان والياً لهشام بن عبد الملك على الجزيرة من أرض العراق فتعلم مروان من الجعد، وكان يقال له مروان الحمار،
مذهبه في القول بخلق القرآن، والقدر وغير ذلك، وكان الناس يذمون مروان لنسبته إليه وقيل: إنه كان مؤدبا له في صغره فقد كان مولد مروان بالجزيرة في سنة اثنتين وسبعين للهجرة وذكر أنه كان مؤدباً له ولولده.
وبسبب مروان بن محمد انتشر فكر الجعد في الجزيرة الفراتية

قال ابن القيم: (وإنما نفق عند الناس لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه، ولهذا يسمى مروان الجعدي).
مراجع الموضوع:

مقالة التعطيل والجعد بن درهم ( بتصرف )
مختصر تاريخ ابن عساكر، الكامل فى التاريخ، البداية والنهاية ، الأنساب للسمعانى، اللباب لابن الأثير، ديوان الضعفاء، ميزان الاعتدال، لسان الميزان، تاج العروس، تاريخ الاسلام، سير أعلام النبلاء، النجوم الزاهرة، ذم الكلام للهروى، الاعتصام، الرد على الجهمية للدارمى، العيون فى شرح رسالة بن ويدون،لطائف المعارف،نهاية الأرب، تاريخ الطبري،مروج الذهب،الفصل،درء تعارض ، الفتوى الحموية،منهاج السنة،مختصر الصواعق،عقائد الثلاث والسبعين فرقة،الشريعة،شرح أصول الاعتقاد ، فتح البارى، السنه للأمام أحمد، أنساب الأشراف للبلاذرى، السنن للبيهقى وله الاسماء والصفات،الابانه لأبن بطة،العلو للعلى الغفار،الملل والنحل،الصواعق المرسلة، الفرق بين الفرق،الاناقة فى معالم الخلافة للقلقشندى.



https://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=7348











رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 21:41   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوعك أخي بحاجة إلى التحقيق العلمي المتجرد بعيدا الخلفيات الفكرية والإنحيازات السياسوية
فالبعض لا يهمه البحث عن الحق او موقف أحمد من المأمون بقدر ما يهمه إثبات أحمد بن حنبل لا يرى الخروج على الحاكم وأنه لا يقول بكفر الحاكم

توظيف "الدين" و"أقوال السلف" في الدفاع عن الطغاة ... كالعادة..يعني









رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 21:52   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بعض الشواهد في موقف أحمد من المأمون بحاجة لتحقيق

- قال أحمد: ( وأي بلاء كان أكبر من الذي أحدث عدو الله وعدو الإسلام من إماتة السنة ) يعني الذي أحدثه المأمون ومن بعده قبل المتوكل. الأحكام السلطانية ص:20 .

2- وكان أحمد إذا ذكر المأمون يقول : ( كان لا مأمون ) . الأحكام السلطانية أبو يعلى ص:20 .

3- ولما قال السلطان ولي المرأة التي لا ولي لها قيل له: تقول السلطان ونحن على ما ترى اليوم , فقال : أنا لا أقول على ما نرى إنما قلت السلطان. الأحكام السلطانية .

4- وقال حنبل في ولاية الواثق: ( اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله وقالوا هذا أمر قد تفاقم وفشا , نشاورك في أنا لسنا نرضى بإمرته ولا سلطانه فقال عليكم النكرة بقلوبكم ولا تنزعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ) . الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص:20 .

5- وقال : ( من دعا إلى بدعة فلا تجيبوه وإن قدرتم على خلعه فافعلوا ) طبقات الحنابلة 2/305 .

6- كما ثبت تكفير الإمام أحمد للمأمون عند الخلال في السنة 5/95: ( قيل للإمام أحمد إنهم مروا بطرطوس بقبر رجل فقال أهل طرطوس : الكافر لا رحمه الله , فقال أبو عبد الله : نعم فلا رحمه الله هذا الذي أسس هذا وجاء بهذا ) والمقصود به المأمون فهو الذي قبر بطرطوس وهو الذي أسس مذهب الجهمية وجاء بالقول بخلق القرآن.

7- وقال عن المأمون : ( قاتله الله الخبيث عمد إلى كتاب الله فغيره . يعني كتب بدل السميع البصير اللطيف الخبير ) . طبقات الحنابلة 1/386.

8- أن الإمام أحمد بن نصر الخزاعي عزم على الخروج على المأمون وكفّره وحرض أهل بغداد واستعدوا للخروج , لكن المأمون قتله.
وقال فيه أحمد : ( رحمه الله ما أسخاه لقد جاد بنفسه له ) . تاريخ ابن كثير 10/303 .



منقول من ملتقى "أهل الحديث"
القول المأمون بتحقق ردة المأمون
https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=340657









رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 22:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بعض النقولات أعلاه لا تشفي الغليل
وعلى أصحاب النقولات أن يجببوا عن الآتي :

إذا كان القول بخلق القرآن كفر
وإذا كان الحكم بالكفر على المعين يكون بتوافر الشروط وانتفاء الموانع
فلماذا يقولون بامتناع أحمد عن تكفير المأمون -حسبهم- ؛ خاصة وأن المأمون كان داعية لبدعة ؛ والمعروف أن الحنابلة يقولون بتكفير الداعية والمجتهد دون المقلد وهو ما قرره ابن قدامة في المغني وابن مفلح في الفروع ونسبه للأكثر وقرره صاحب المحرر وحكاه عن أحمد نصا وقرره ابن تيمية والبهوتي في كشاف القناع.
ولماذا يمتنعون عن تكفير المأمون وقد قامت عليه الحجة ؟









رد مع اقتباس
قديم 2015-02-27, 23:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بلقاسم 1472
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

نعم أختي الكريمة
اقتباس:
قال البيهقي: ولم يكن في الخلفاء قبله من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم، فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له، واتفق خروجه إلى طرسوس لغزو الروم فكتب إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يدعو الناس إلى القول بخلق القرآن، واتفق له ذلك آخر عمره قبل موته بشهور من سنة ثماني عشرة ومائتين.

ما يقوله البيهقي بأن الخلفاء قبل المأمون كانوا على مذهب السلف ومناهجهم، ربما يقصد أنهم لم يمتحنوا الناس ويلزموهم بعقيدة القول بخلق القرآن مثلما فعل المأمون، الذي كان أول من ألزم الناس بهذه العقيدة الفاسدة، ولو أن كلامه يفهم على غير هذا، أي أنه لم يكن مطلعا على حال مروان بن محمد بن مروان، وتواتر في التاريخ أن الجعد بن درهم كان مأدبا لمروان وكان مروان يقال له الجعدي لذلك، لكنه لم يفرض هذا المعتقد على الناس، هذا هو الفرق ربما.


أما قول أخينا (
احكي مليح) الذي يستشف منه غيرته وتخوفه من:
اقتباس:
توظيف "الدين" و"أقوال السلف" في الدفاع عن الطغاة ...
، فليس دفاعا بل هو تحريا للحق ووجه الصواب، وأنا شخصيا بحثت المسألة ووجدت كثيرا من علماء المسلمين يعذرون المأمون بشبه ألقاها له المعتزلة، بل حتى قراءة السياق التاريخي يقنع بذلك، فقد كان الرجل مضطربا متحولا مولعا بكتب الإغريق وبالمنطق الأرسطي وعاش فترة في خرسان واليا عليها في زمن والده هارون الرشيد ومن ثم تأثر بالتشيع ولبس الأخصر وجعل ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا، وكان غرضه تنزيه الله من شبهة القدم، وتابعه أخوه المعتصم مقلدا، أما الواثق ابن المعتصم فقد أوغل كثيرا في المسألة وتشدد في التعصب لها، بل إنه عند مفاداة الأسرى المسلمين، طالب بامتحانهم بالقول بخلق القرآن ونفى رؤية الله يوم القيامة، فمن أجاب يفادى ومن رفض يبقى عند الروم، وهذا يعني التكفير للموحدين والعياذ بالله، ونسي واجبه في فك العاني.
وقد دسّ أحد المعتزلة رسالة إلى المتوكل يقول فيها بأن أحمد بن حنبل يقول عن عمه وأبيه وأخيه بأنهم زنادقة (يريد التحريض)، فقال الخليفة المتوكل: أما المأمون فلم يكن بصيرا بعلم الكلام، وأما أبي (المعتصم) فكان رجل حرب، وأما أخي (الواثق) فيستحق ما وقع له (البداية والنهاية) وأنا وجدت أن المأمون تشرف لها في آخر حياته والمعتصم وافق مقلدا مسيرا من قبل المعتزلة، أما الواثق فكان أمره أخطر وأخطر، والحمد لله الذي عوض الإسلام والمسلمين من شرهم بالمتوكل، وعصر هذا الرجل يقول عنه الحداثيون مرددين أقوال أساتذتهم المستشرقين بأنه عصر الإنقلاب المتوكلي، والحقيقة أن العقيدة التي فُطِرَ الناس عليها واستقرت لدى عامة المسلمين فضلا عن علمائهم أن القرآن كلام الله، ومن أحدث الفتنة بـــ(خلق القرآن) هم المعتزلة في ردهم على (كلمة الله) من شبه النصارى، ومن ثم فعصر المأمون مع المعتصم والواثق هو عصر الإنقلاب الأول على طريقة الإسلام الأولى في مسألة القرآن والرؤية، أما عصر المتوكل فهو ـ إن كان انقلابا ـ فهو انقلاب على الانقلاب ومن ثم فهو عودة إلى الجادة، لكن الكثير من الكتابات الحداثية تنقل هذه المغالطة وكأنها حقيقة ثابتة وهي دسيسة استشراقية غرضها أن المتوكل وأهل الحديث انقلبوا على العقل الذي يمثله المعتزلة، أي أن النقل انقلب وانتصر على العقل، وكأن العقل لم يكن إلا مع المعتزلة. ويتحاملون على حقيقة أن النقل سابق على عقل المعتزلة، وأن العقل ليس كما زعم الجابري عقل بياني وعقل برهاني وعقل عرفاني، بل العقل عقلان: عقل رشـــــــــد وعقل غـــــــــــي، وعقل الرشــــــــــد كان لدى الصحابة والتابعين وأحمد وأقرانه والمتوكل ومن تبعهم إلى يوم الدين، وعقل الغــــــــــــي كان لدى الجعد وجهم وواصل والمريسي والمأمون والمعتصم والواثق ومن لف لفيفهم إلى يوم الناس هذا من الحداثيين أدعياء العقلانية والأنسنة الزائغتين.











رد مع اقتباس
قديم 2015-02-28, 13:53   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



بسم الله الرّحمن الرّحيم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلقاسم 1472 مشاهدة المشاركة
نعم أختي الكريمة

ما يقوله البيهقي بأن الخلفاء قبل المأمون كانوا على مذهب السلف ومناهجهم، ربما يقصد أنهم لم يمتحنوا الناس ويلزموهم بعقيدة القول بخلق القرآن مثلما فعل المأمون، الذي كان أول من ألزم الناس بهذه العقيدة الفاسدة، ولو أن كلامه يفهم على غير هذا، أي أنه لم يكن مطلعا على حال مروان بن محمد بن مروان، وتواتر في التاريخ أن الجعد بن درهم كان مأدبا لمروان وكان مروان يقال له الجعدي لذلك، لكنه لم يفرض هذا المعتقد على الناس، هذا هو الفرق ربما.





السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صدّقني ياأخي والله على ما أقول شهيد ، أنّني حبستُ في نفسي هذا الكلام خشية التّقوّل والخوض في مسألة أكبر منّي ، وقد هممتُ بالكتابة بنفس تفسيركم إلاّ أنّني تردّدتُ بالخوف كما سلفتُ الذّكر .

بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا، ووفّقكم للهدى والخير والصّواب .












رد مع اقتباس
قديم 2015-03-01, 12:28   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





بسم الله الرّحمن الرّحيم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أمة الله الجزائرية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
جزاك الله خيرا الاخت امة الله هبة فانني استفيد من مشاركاتك كثيرا
ثبتك الله اختي وبارك فيك

وعليكم السلام ورحمة الله.

آمين ....آمين...وفيك بارك الرحمن .

أسأل الله أن يعلّمكِ وأن ينفعك بما علّمك وأن يزيدكِ علما.

معذرة أختي أم أمة الله ، لم أردّ على كلامك ، وهاأنا الآن أردّ عليك .

تقبّل الله منّي ومنكِ أختي ومن جميع المسلمين صالح الأعمال .












رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, المأمون؟, الإمام, كفّر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc