السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أخي الحبيب عبد الرحيم
استكمالا لما بدأته آنفا ها أنذا مجددا
12/- هل تختلف حقوق الدروس من سنة الى سنة أو من طور الى طور أو من مادة الى أخرى ؟.
إن كنت تقصد حقوق المعلم المادية نظير تقديمه للدروس الخصوصية، فكما أسلفت تختلف من سنة إلى سنة و من طور إلى طور.. و تحديد هذه الأثمان تشوبه مزايدات كثبرة هنا و هناك مما أكسب العملية ككل طابعا تجاريا بحتا يخضع لظاهرة العرض و الطلب.
13/- كيف ترون وتقيمون الفرق بين الدروس الخصوصية الجماعية ،والفردية ؟؟؟
أعتقد اعتقادا راسخا أن الإكتظاظ داخل الأقسام النظامية يخل في معظم الأحيان بالسير الحسن داخل القسم و ذلك للفوضى التي تعم أجواءه و قلة التركيز إن لم نقل انعدامه أحيانا و بالتالي ضعف التحصيل العلمي و المعرفي للتلميذ. لكل هذه الأسباب مجتمعة أرى أن الدروس الخصوصية على قلة حصصها قد تحقق التوازن المطلوب و الهدف المنشود كما أرى أن عدد التلاميذ كلما قلّ كلما زادت نسبة التركيز و توافرت فرص التفوق و النجاح. لذا أدعم من موقعي كأستاذ فكرة تقديم الدروس الخصوصية بل ألح على ضرورة اعتمادها و تقنينها و ضبط ميكانيزماتها و سن نصوص تشريعية تحدد الأهداف و تضبط الإجراءات العملية الكفيلة بتطوير المدرسة الجزائرية. أحب أن أعلق على بعض ما جاء في سؤالك حيث أشرتَ إلى الدروس الفردية و هذا ما استعصى على فهمي و أشكل علي، إذ لا وجود إطلاقا مثل هذه الدروس على حد علمي على الأقل.
14/- وماردكم بخصوص الأماكن التي تقدم فيها الدروس الخصوصية ؟هل هي مناسبة أو عكس ذلك ؟.
بالنسبة لمكان تقديم الدروس فمعظم الأفضية المخصصة لذلك تتوفر على أدنى الشروط الملائمة للعمل و هنا يمكنني الجزم بأن الأساتذة المعنيين بهذه الدروس قد أخذوا على عاتقهم مسؤولية تهيئة الظروف و تحضير المكان المناسب من " جيوبهم " قصد لفت الإنتباه من جهة و قصد إضفاء نوع من الجدية أثناء تقديم الدروس.
15/- إن كنتم من المدعمين لفكرة الدروس الخصوصية ،ماهي النصائح التي توجهونها لأصحابها ؟،وماهي الشروط التي يجب أن تراعى لبلوغ الأهداف المرجوة من ورائها ،في إعتقادكم ؟.
نعم أنا أؤيد الفكرة بل أدعمها بكل ما أوتيت من قوة و لكن وفق شروط و ظروف أراها غاية في الأهمية لعل أهعمها على الإطلاق هو استدراك بعض النقص لدى التلميذ و ليس كله كما يتعين على أولياء الأمور تقديم حصص الدعم هذه خاصة لمن هم مقبلون على الإمتحانات الرسمية كالبكالوريا مثلا
و لا تنتهي العملية لديهم عند التباهي فقط بمواكبة الركب و مسايرة الغير. كما يتوجب على الأولياء مراقبة أبنائهم في البيت و مساءلتهم كلما اقتضى الأمر ذلك على أن يكون التنسيق مفعل بين الولي و المعلم بشكل جدي. كذلك أشدد على عدم المبالغة في إجبار أبنائهم لأخذ هذه الدروس فأحيانا ترى الولي يجبر ابنه على أخذها منذ بداية السنة و هذا ما يرهق التلميذ و يحمله على العزوف عن الدراسة كلية. لذلك على الولي التريث حتى اقتراب الإمتحانات و بالتنسيق مع المعلمين المعنيين يتحدد ماذا و متى و كيف يأخذ التلميذ دروسه. و بالمقابل أرى أنه على المعلم أن يتحلى بالجدية و التامة ماأمكنه ذلك و أن يعتني بما سيقدمه للتلميذ و ذلك بالتحضير الجدي و الجيد و انتهاج أنجع الطرق و التقنيات لإيصال المعلومة أو تدعيمها و الحرص كل الحرص على توفير الجو المناسب للتلميذ قصد الوصول للهدف المنشود .. فكما هو معروف : " نجاح الأستاذ من نجاح التلميذ "و هكذا تترتفع أسهمه في بورصة الدروس الخصوصية فيزيد الطلب عليه و تتزايد خبراته أكثر فأكثر.
ارجو أن أكون قد أجبتك أخي الفاضل عبد الرحيم و أسهمت في سبر أغوار هذه الظاهرة المتنامية في مجتمعنا و كشفت بعض النقاب عنها ...اللهم ألهمنا السداد في القول و اللعمل و وفقنا لما تحب و ترضى إنك ولي ذلك و القادر عليه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مودتي أخي عبد الرحيم