السلطة ملأت الدنيا ضجيجا بالادعاء أنها استرجعت هيبتها الدولية ودورها الإقليمي، الأمر الذي لم يعجب بعض الدول، أحب من أحب وكره من كره، إلا أن هذا أضغاث أحلام.
إن اللا موقف الذي قابلت به السلطة حادثة قنصل جلالة الملك المغربي بوهران الذي وصف فيها الجزائر بـ:"البلد العدو"، الفعل الخطير وغير المسبوق في الأعراف الدولية، والتي اكتفت بنقل خبر إستدعاء السفير المغربي إلى الخارجية عبر صحافتها العمومية و الخاصة على النحو التالي: "وزير الخارجية صبري بوقادوم يستدعي السفير المغربي" حتى أن نقل الخبر لم يكن على النحو اللائق والصحيح، لكن بماذا بلغ السفير المغربي؟ وما هي التدابير أو القرارات التي اتخذتها الجزائر بحق القنصل المغربي عن تهوره؟ أو أنها اكتفت فقط بتعاليق صحافتها البائسة وبيانات أحزاب البؤس السياسي، بالرغم من أنها تملك منابر رسمية من وزير مستشار للاتصال باسم الرئاسة إلى وزير للاتصال وناطقا رسميا للحكومة إضافة إلى وزير للخارجية وكاتب دولة منتدب لدى الخارجية للرد على تطاول قنصل المخزن أو حتى التعليق على فعله.
ومن قبل كان حضورها مؤتمر برلين حول ليبيا ودعوتها من طرف أنجيلا ميركل هو استجابة لمرافعة الرئيس التركي أردوغان بإشراك دول مثل الجزائر وتونس وقطر، والطلب الملح من رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، الجزائر تلقفت الدعوة وشاركت، تونس قيس السعيد اعتذرت وإنها لن تشارك في مؤتمر لم تشارك في الإعداد له.
أما عن كون عاصمتها محطة ثقل وزيارتها من زعماء دول و وزراء دول أخرى، فهو لا يعدو أن يكون هو جس نبض القيادة الجديدة، وما مدى ثقلها في القرار الجزائري، ليس إلا.
كما أنها فشلت في إقناع خليفة حفتر زيارة الجزائر، رغم زيارته لمرات من وزير الخارجية الجزائري، وأحجم حتى عن إرسال مبعوث عنه للاجتماع بمبعوثي حكومة السراج.
ولولا المكالمة الهاتفية من الرئيس التركي للرئيس الجزائري ما سمعنا تعليقا رسميا عن المشروع الإسرائيلي بضم أراضي فلسطينية جديدة، ولا عن المعارك الدامية التي تجري هذه الأيام بليبيا، اللهم إلا الرسالة الصماء التي وجهها وزير الخارجية بمناسبة يوم افريقيا.
وأين نحن من الكلام المردد في الأيام الأخيرة من أن طرابلس خط أحمر، وما موقف الجزائر من التكالب الأجنبي على ليبيا وكثافته وتسليح المباشر لكلا الطرفين المتقاتلين.
ضف الى التجاهل الفرنسي وللاعتبار للموقف الجزائري حول ما بثته قناة فرنس5 والقناة البرلمانية الذي أغضب الجزائر كثيرا ما أدى الى استدعاء سفيرها من باريس من قبل الخارجية للتشاور، ومن قبل ما بثته فرنس24.
الأستاذ زكريني محند