(( قصّة علقمة العاق لأمّه ,, لا تصح رغم شهرتها ))
تنتشر بين النّاس رواية تقول : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن ههنا غلاماً قد احتضر يقال له ، قل : لا إله إلا الله فلا يستطيع أن يقولها .
قال : أليس قد كان يقولها في حياته ؟ قالوا : بلى
قال : فما منعه منها عند موته .
قال : فنهض رسول الله صلى الله عليه و سلم و نهضنا معه حتى أتى الغلام ، فقال : يا غلام قل لا إله إلا الله . قال : لا أستطيع أن أقولها ، قال : و لِمَ ؟ قال : لعقوق والدتي .
قال : أحيّةٌ هي ؟ قال : نعم قال : أرسلوا إليها فأرسلوا إليها فجاءت فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : ابنك هو ؟ قالت : نعم .
قال : أرأيت لو أن ناراً أججت فقيل لك إن لم تشفعي له قذفناه في هذه النار . قالت : إذا كنت أشفع له . قال : فاشهدي الله و اشهدينا معك بأنك قد رضيت . قالت : قد رضيت عن ابني .
قال : يا غلام قل لا إله إلا الله . فقال : لا إله إلا الله . فقال : رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله الذي أنقذه من النار .).
***
هذه الرواية لا تصحّ و هي موضوعة كما قال الألباني في السلسلة الضعيفة ، كما ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات ، و كذلك الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ، و السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، و غيرهم .
ففي سند هذه الرواية أبو الورقاء فائد بن عبد الرحمن العطار ، و قد قال الحافظ ابن حجر عنه : و ضعفه ابن معين و أبو حاتم و أبو زرعة و البخاري ، و أبو داود و النسائي، و الترمذي وغيرهم .
و قال عنه أحمد بن حنبل : متروك الحديث. و قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به .
أمّا عقوق الوالدين فهو من الكبائر و قد صحّ عن النبي صلّى الله عليه و سلّم أنّه قال : ( اثنان يعجّلهما الله في الدنيا : البغي وعقوق الوالدين ) أي يعجّل عقوبتهما ، و هذا الحديث رواه البخاري في التاريخ و الطبراني و صححه الألباني . كما صح عنه عليه الصلاة و السلام أنّه قال : ( بابان معجّلان عقوبتهما في الدنيا : البغي ، و العقوق ) .
و الله تعالى أعلم