معنى اسم الله تعالى السيد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنى اسم الله تعالى السيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-01-03, 17:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة معنى اسم الله تعالى السيد

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.



روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

معني اسم الله تعالى الكريم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد

معنى اسم الله عز وجل الملك

معنى اسم الله تعالى الجبار

معنى اسم الله تعالى السلام

معنى اسم الله عز وجل المؤمن

معنى اسم الله تعالى المهيمن

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير

معنى اسم الله عز وجل الخالق

معني اسم الله تعالي البارئ

معني اسم الله عز وجل المصور

معنى اسم الله عز وجل الغفار

معني اسم الله تعالى القهار

معني اسم الله عز وجل الوهاب

معنى اسم الله تعالى الرزاق

معنى اسم الله تعالى الفتاح

معني اسم الله عز وجل العليم

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط

اسم الله تعالي المعز و المذل

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم

معني اسم الله عز وجل السميع

معني اسم الله عز وجل البصير

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم

هل العدل من أسماء االله تعالى

معني اسم الله تعالى اللطيف

معنى اسم الله تعالى الخبير

معنى اسم الله عز وجل الحليم

معنى اسم الله تعالى العظيم

معنى اسم الله تعالى الشكور

معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ

معني اسم الله تعالى الكبير و المتكبر

معنى اسم الله تعالى الحفيظ

معني اسم الله تعالى الحسيب

معني اسم الله تعالى الرقيب

معنى اسم الله تعالى المجيب

معني اسم الله تعالى الودود

معني اسم الله تعالى المجيد

معني اسم الله تعالى الحق

معني اسم الله تعالى القوي المتين

معني اسم الله تعالى الولي و المولى

معني اسم الله تعالى الحميد





.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-01-03, 17:37   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


معني اسم الله تعالى السيد

الدَّلالاتُ اللُّغويةُ لاسمِ السيدِ

أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 116).

السَّيِّدُ في اللُّغة صِفَةٌ مُشبَّهة للموصوفِ بالسِّيادَةِ

أصْلُه مِنْ سادَ يَسُودُ فهو سَيْوِد فَقُلِبَتِ الواو ياءً لأجْل الياءِ السَّاكنةِ قَبْلَها ثم أُدْغِمَتْ.

وقد سَادَهُمْ سُودًا وسِيادةً؛ يعني: استَادَهم.

والسَّيِّد يُطلقُ على الرَّبِّ والمالكِ والشَّريف

والفاضِل والكريمِ والحليمِ

ومُتَحمِّلِ أذَى قومِهِ

والزَّوجِ والرئيسِ والمقَدَّمِ.

والسَّيِّدُ على الإطلاقِ هو اللهُ

لأنهُ مالكُ الخلْقِ أَجمعين

ولا مالكَ لهم سِوَاهُ

النهاية في غريب الحديث (2/ 417)

ولسان العرب (3/ 228)

والفائق في غريب الحديث (2/ 207).

والسَّيِّدُ سُبحانَهُ وهو الذي حَقَّتْ له السِّيادةُ المطلقَةُ

فالخلْقُ كلُّهم عبيدُه وهو ربُّهم

وهو الذي يَمْلِكُ نواصِيَهم ويتولَّاهُمْ

وهو المالِكُ الكريمُ الحليمُ الذي يملِكُ نواصِيهم ويتولَّى أمرَهُم ويَسُوسُهم إلى صلاحِهم

انظر: بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 730)

وعون المعبود في شرح سُنن أبي داود (13/ 111)

وشرح النووي على صحيح مسلم (15/ 6)

وانظر فتح الباري (5/ 180).

قال ابنُ القيمِ:

«وأما وَصْفُ الرَّبِّ تعالى بأنه السَّيِّدُ فذلك وَصْفٌ لربِّهِ على الإطلاقِ فإِنَّ سَيِّدَ الخلْقِ هو مَالِكُ أمرِهِمُ؛ الذي إليه يرجعون

وبأمرِه يعملون

وعن قولِه يَصْدُرونَ

فإذا كانتِ الملائكةُ والإنسُ والجِنُّ إليه؛ خَلْقًا له سبحانه وتعالى

ومِلْكًا له، ليس لهم غِنًى عنه طرفةَ عينٍ

وكلُّ رغباتِهم إليه

وكلُّ حوائجِهم إليه

كان هو سبحانه وتعالى السَّيِّدَ على الحقيقةِ»

تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم (ص: 126).

وقال الآلوسيُّ في رُوحِ المعاني:

«وإِطلاقُ الصَّمَدِ بمعنى السَّيدِ عليه تعالى ممَّا لا خَوْفَ فيه

وإِنْ كان في إطلاقِ السَّيدِ نفسِه خلافٌ

والصحيحُ إطلاقهُ عليه عز وجل كما في الحدِيثِ»

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني

لأبي الفضل محمود الآلوسي (30/ 274).

وقال ابنُ القيم:

«السَّيدُ إذا أُطلِقَ عليه تعالى فهو بمعنى المالكِ والمولى والرَّبِّ لا بالمعنى الذي يُطلقُ على المخلوقِ»

بدائع الفوائد (3/ 730).


ورُودُه في الحديثِ الشَّريفِ:

جاءَ في حديثِ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ قال: قال أبي: انطلقتُ في وفدِ بني عامرٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنتَ سيِّدُنا

فقال «السَّيِّدُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قلنا: وأَفْضَلُنا فضلًا، وأَعْظمُنا طَوْلًا، فقال: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، أَوْ بَعْضِ قَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَجْرِينَّكُمُ الشَّيْطَانُ»

حديث صحيح: أخرجه أحمد (4/ 24 - 25)

والبخاري في الأدب المفرد (211)

وأبو داود (5/ 4806)

واللفظ له، ومن طريقه البيهقيُّ في الأسماء (ص: 22)

والنسائيُّ في عمل اليوم والليلة (245، 246، 247) مِن طُرُق عن مطرَّف به

قال الحافظ في الفتح (5/ 179):

ورجاله ثقات، وقد صحَّحه غيرُ واحد

وقال الشوكاني في ((إخلاص كلمة التوحيد)) (ص64): إسناده جيد.

وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.

.


المعنى في حَقِّ اللهِ تعالى:

قال الخطابيُّ:

«قولُه «السَّيِّدُ اللهُ» ويُريدُ: أنَّ السُّؤْدُدَ حقيقةً للهِ عز وجل، وَأَنَّ الخلْقَ كلَّهم عبيدٌ له»

معالم السنن بهامش مختصر السنن للمنذري (7/ 176).

وقال الحليميُّ:

«ومنها (السَّيدُ)؛ وهو اسمٌ لم يأتِ به الكِتابُ

ولكنَّه مأْثورٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم

فإنه رُوي عنه أَنَّهُ قال لوفدِ بني عامرٍ: «لَا تَقُولُوا السَّيَّدَ؛ فإِنَّ السَّيدَ اللهُ».

ومعناه: الُمحتاجُ إليه بالإِطلاقِ.

فإِنَّ سَيَّدَ النَّاسِ إنما هو رأسُهم الذي إليه يَرجِعون

وبأَمْرِهِ يعملون

وعن رأيه يَصْدُرون

ومِنْ قولهِ يَسْتَهدون.

فإذا كانتِ الملائِكَةُ والإنسُ والجِنُّ خَلْقًا للباري جل ثَناؤهُ

ولم يكُنْ بهم غُنْيَةٌ عنه في بدءِ أمرِهِمْ وهو الوجودُ

إذْ لو لم يُوجِدْهُمْ لم يُوجَدوا

ولا في الإِبقاء بعد الإيجادِ

ولا في العَوَارضِ العارِضَةِ أثناءَ البقاءِ.

كان حقًّا له جلَّ ثناؤه أَنْ يكونَ سَيِّدًا

وكان حقًّا عليهم أن يَدْعوه بهذا الاسمِ»

المنهاج (1/ 192

وذكره ضمْن الأسماءِ التي تتبعُ إثباتَ الابتداعِ والاختراعِ له

ونقَله البيهقيُّ في الأسماء (ص: 23).

وقال الأزهريُّ:

«وأما صِفَةُ اللهِ جلَّ ذِكْرُه بالسَّيِّد فمعناه: أَنَّه مالِكُ الخَلْقِ

والخَلْقُ كلُّهم عبيدُه»

اللسان (3/ 2144).

وقال ابنُ الأثيرِ

في قولهِ «السَّيِّدُ اللهُ»: «أي: هو الذي تَحِقُّ له السّيادةُ»

النهاية (2/ 417).

وقال الأصبهانيُّ:

«ومِنْ أسمائِه تعالى: (السَّيِّدُ)

وهذا اسمٌ لم يأتِ به الكتِابُ

وإنما وَرَدَ في الخبرِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم»

ثم ذَكَرَ الخبرَ

وذَكَرَ نحوًا من كلامِ الغزالي المتقدِّمِ

الحجَّة في بيان المحجَّة (1/ 155 - 156

وقال ابن القيم

وهو الإلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي
صَمَدَتْ إِلَيْهِ الخَلْقُ بالإذْعَانِ

الكَاملُ الأوصَافِ من كلِّ الوُجُو
هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ

النونية (2/ 231 - 232).

وقال: «السَّيدُ إذا أُطلِقَ عليه تعالى

فهو بمعنى: الَمالِك والمَوْلى والربِّ

لا بالمعنى الذي يُطلقُ على المخلوقِ

واللهُ سبحانه وتعالى أَعْلَمُ»

الفوائد (3/ 213).









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-01-03 في 18:37.
رد مع اقتباس
قديم 2020-01-03, 17:38   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ:

1- اللهُ تبارك وتعالى هو السَّيدُ الذي قد كَمُل في سُؤْدُدِه

والشَّريفُ الذي قد كمُل في شَرَفهِ

والعظيمُ الذي قد كَمُلَ في عَظَمتِه

والحليمُ الذي قد كَمُلَ في حِلْمهِ

والغنيُّ الذي قد كَمُلَ في غِناه

والجبَّارُ الذي قد كَمُلَ في جَبَروتِهِ

والعَالِمُ الذي قد كَمُلَ في عِلمهِ

والحكيمُ الذي قد كَمُلَ في حِكْمتهِ

وهو الذي قد كَمُل في أنواعِ الشَّرَفِ والسُّؤْدُدِ

وهذه صِفَاتٌ لا تنبغي إلا له وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له

روي عن ابن عباس نحوه.

2- يَجوزُ إطلاقُ هذا الاسمِ على المخلوقِ

فقد قال تعالى عن نَبِيِّهِ يحيى ابنِ زكريا عليهما السلام:

﴿ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39].

قال ابنُ الأَنباري

«إِنْ قال قائِلٌ: كيف سمَّى اللهُ عز وجل يحيى سَيِّدًا وحصورًا، والسَّيِّدُ هو اللهُ

إذْ كان مالِكَ الخلقِ أجمعين

ولا مالِكَ لهُمْ سِواه؟

قِيلَ له: لم يُرِدْ بالسَّيِّدِ ههنا المالكَ

وإِنَّمَا أراد الرئيسَ والإمامَ في الخيرِ

كما تقولُ العربُ: فلانٌ سيِّدُنا

أي: رئيسُنا والذي نُعظِّمه»

اللسان (3/ 2145).

ونحوُه ما جاءَ في حديثِ مُطرِّفِ السابقِ إذْ قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنتَ سَيِّدُنا

فقال: «السَّيدُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قلنا: وأفْضَلُنا فَضْلًا

وأعظمُنا طَوْلًا

فقال: «قولوا بقولِكم

أو بعضِ قولِكم

ولا يستجريَنَّكُمُ الشَّيطانُ».

قال أبو منصورٍ الأزهريُّ:

«كَرِهَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمدَح في وَجهِهِ

وَأَحَبَّ التواضُعَ للهِ تعالى

وجَعلَ السِّيادَة للذي سادَ الخلْقَ أجمعين

وليس هذا بمخالفٍ لقولهِ لسعدِ بن معاذٍ حين قال لقومهِ الأنصارِ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ»

أرادَ أَنَّهُ أفضلُكم رَجُلًا وأكرمكم

وأمَّا صِفَةُ اللهِ جَلَّ ذِكرُه بالسَّيِّد فمعناهُ: أَنَّه مالكُ الخلْقِ، والخَلقُ كلُّهم عبيدُه.

وكذلك قولُه: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ»؛ أراد: أَنَّه أَوَّلُ شفيعٍ

وأوَّلُ مَنْ يُفتحُ له بابُ الجَنَّةِ

قال ذلك إخبارًا عمَّا أكرمَهُ اللهُ به مِنَ الفَضلِ والسُّؤْدَدِ

وتحدُّثًا بنعمةِ اللهِ عِنْدَهُ

وإعلامًا منه لِيكُونَ إيمانُهم به على حَسَبِه وموجبِهِ.

ولهذا أتْبَعَه بقولِهِ: «ولا فَخْرَ» أي: إِنَّ هذِه الفضيلَة التي نِلتُها كرامةٌ مِنَ اللهِ

لم أَنَلْها من قِبَلِ نَفْسِي

ولا بَلغْتُها بقوَّتي فليس لي أَنْ أَفْتخِرَ بها.

وقيل في معنى قولِهِ لهم لمَّا قالوا له: أنتَ سَيِّدُنا: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ»

أي: ادعُوني نبيًّا ورسُولًا كما سمَّاني اللهُ

ولا تُسمُّوني سَيِّدًا كما تُسمُّون رُؤَسَاءَكُمْ

فِإنِّي لستُ كأحدِهم ممن يَسودُكم في أسبابِ الدُّنْيَا»

اللسان (3/ 2144).

وقال الخطابيُّ:

«وإِنَّمَا منَعَهم - فيما نُرَى - أنْ يَدْعوه سَيِّدًا، مع قولِهِ: «أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ» وقولِه لِبَنِي قُريظة

كذا جاء في المطبوعة، وأشار المحقِّقان إلى أنه هكذا وُجد في نسختين خطِّيَّتين، وصوابُه: لبني الخزرج قبيلة سعد

«قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» يريدُ سعدَ بنَ مُعاذٍ، مِنْ أجلِ أنَّهم قومٌ حديثٌ عهدُهم بالإسلامِ، وكانوا يحسَبونَ أَنَّ السِّيادةَ بالنبوةِ كَهِيَ بأسبابِ الدُّنيا، وكان لهم رؤساءُ يُعظِّمونهم

ويَنقادون لأمرِهم، ويُسمُّونَهم الساداتِ، فعلَّمهم الثناءَ عليه وأرشدَهُم إلى الأدبِ في ذلك فقال: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ»؛ يريدُ: قولوا بقولِ أهلِ دينِكم وملَّتِكُمْ

وادعوني نبيًّا ورسولًا

كما سمَّاني اللهُ عز وجل في كتابِهِ فقال: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ ﴾ [الأنفال: 64]

﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ ﴾ [المائدة: 41]

ولا تُسمُّوني سيِّدًا كما تُسمُّون رؤساءَكم وعُظَماءكم، لا تجعلوني مثلَهم فإني لستُ كأحدِهم، إذْ كانوا يَسُودونكُمْ بأسبابِ الدُّنيا، وأنا أَسُودُكم بالنبوَّةِ والرِّسالةِ فسمُّوني نبيًّا ورسُولًا.

وَقولُهُ: «بعضِ قولِكم» فيه حذفٌ واختصارٌ ومعناهُ: دَعُوا بعضَ قولِكم واتركوه، يُريدُ بذلك الاقتصارَ في المقالِ، قال الشَّاعِرُ:

فَبَعْضُ القولِ عاذِلتي فإنّي ♦♦♦ سَيكْفيني التَّجارِبُ وانْتِسابي

وقولُه: «لا يستجرينَّكُمُ الشَّيطانُ» معناه: لا يتخِذَنَّكم جَرِيًّا، والجَرِيُّ: الوكيلُ، ويقالُ: الأجيرُ أيضًا»
.
معالم السنن بهامش مختصر السنن (7/ 176 - 177).

تنبيه: لم يَثبُت لفظُ السيادة للنبي صلى الله عليه وسلم في التشهُّد

ولا في الشهادة له بالرسالة في شيء مِن الأحاديث، كما استقرأ ذلك جماعةٌ مِن المحقِّقين

ومنهم الحافظ ابن حجر والقاسمي.

انظر: معجم المناهي للشيخ بكر أبو زيد (ص: 189).

وقال الإمامُ المحقِّقُ ابنُ القيِّم رحمه الله:

«اختلفَ النَّاسُ في جوازِ إطلاقِ السَّيدِ على البَشَرِ، فمنعَهُ قومٌ، ونُقِلَ عَنْ مَالكٍ، واحتجُّوا بأنَّه صلى الله عليه وسلم لما قِيلَ له: يا سَيِّدَنا قالَ: «إِنَّما السَّيدُ اللهُ».

وجوَّزَهُ قومٌ واحتجُّوا بقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للأنصارِ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» وهذا أصحُّ من الحديثِ الأوَّلِ.

قال هؤلاء: السَّيدُ أحدُ ما يُضافُ إليه، فلا يُقال لتميميٍّ: إِنَّه سَيِّدُ كِنْدَةَ، ولا يُقالُ لمالكٍ إنَّه سَيِّدُ البَشَرِ، قال: وعلى هذا فلا يجوزُ أَنْ يُطلقَ على اللهِ هذا الاسمُ.

وفي هذا نَظَرٌ، فإنَّ السَّيِّدَ إذا أطُلقَ عليه تعالى فهو بمعنى: المالكِ والمَوْلى والربِّ لا بالمعنى الذي يُطلقُ على الَمخْلوقِ

واللهُ سبحانه وتعالى أَعْلَمُ

الفوائد (3/ 213).

ومِـمَّا يُؤَيِّدُ جوازَ إطلاقِه على الَمخْلوقِ قولُه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا نَصَحَ العبدُ سَيِّدَهُ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ»

رواه البخاري في العتق (5/ 177)

ومسلم في الإيمان (3/ 1284)

من حديث نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وقَولُهُ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي مَوْلَايَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، أَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي»

رواه البخاري (5/ 177)

ومسلم في الألفاظ من الأدب (4/ 1765)

من حديث همام بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وقول عمر رضي الله عنه: «أبو بكر سَيِّدُنا، وأَعتقَ سيِّدَنَا، يعني بِلالًا»

رواه البخاري في فضائل الصحابة (7/ 99)

من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

وقال الحافِظُ ابنُ حجرٍ

بعد أَنْ ذكرَ حديثَ «السَّيدُ اللهُ»: ويُمكنُ الجمْعُ بأَنْ يُحْمَلَ النَّهْيُ عن ذلك على إِطلاقِه على غير المالكِ، والإِذنِ بإطلاقِهِ على المالكِ.

وقد كان بعضُ أكابرِ العلماءِ يأخذُ بهذا، ويَكْرَهُ أَنْ يُخَاطِبَ أحدًا بلفظِهِ أو كتابتِه بالسَّيِّدِ

ويتأكَّد هذا إذا كان المخاطَبُ غيرَ تَقِيٍّ، فعندَ أبي داود والمصنِّفِ في «الأدبِ» من حديثِ بُريدةَ مرفوعًا: «لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدًا» الحديث، ونحوه عند الحاكم

الفتح (5/ 179)

وحديث «لا تقولوا للمنافق...»: في سُنن أبي داود (4977)

والبخاري في الأدب (760)

وهو صحيح.









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-03, 20:20   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد.114
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

سبحان الله السيد المهيمن الأبدي الأذلي العلي العظيم

بارك الله فيك استاذ عبد الرحمن










رد مع اقتباس
قديم 2020-01-04, 04:22   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m.114 مشاهدة المشاركة
سبحان الله السيد المهيمن الأبدي الأذلي العلي العظيم

بارك الله فيك استاذ عبد الرحمن

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بارك الله فيك

و جزاك الله عني كل خير









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-01-04 في 04:22.
رد مع اقتباس
قديم 2020-01-15, 10:29   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
aza5978
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc