بسم الله الرحمن الرحيم
بورك فيك أخي لكحلي كما بورك في الزيت أكل و دهن و ضياء في البيت
على طرحك لهذا الموضوع المهم جدا .
كنت اود ان أبتدىء مداخلتي بمقولة إبن خلدون فذكرها أخي فيصل مشرف منتديات الثقافة و العلوم
و أضيف اليها أن الذي يدير ظهره لموروثه الحضاري و يتشبث بقشور غيره
يسمى المستلب الحضاري.
و أسباب ذلك هي كما ذكر كل المتدخلين قبلي إستعمار إستطاني
إلا أنني أختلف معهم حول ترجيح الفرنسيين للغتهم بين الأهالي (Les indigènes)
و الصحيح هو أن المستعمر حاول ...و للأسف تمكّن...أن يزرع الآفات الثلاثة و هي :
الجهل و الفقر و المرض بين المسلمين باستثناء القليل الذين منعوا من هذه المصائب .
أعود لصلب الموضوع ، فالحقيقة لا خوف على اللسان العربي لأنه محمي من طرف
الواحد الأحد بالقرآن و هذا يكفي ،
و العائق أو الملام لإنسياب العربية بين الأمة هم الصفوة إن جاز لي وصفهم هكذا
أي العلماء و السياسيين و أصحاب الرأي و المشورة و خاصة أصحاب القرار ،
و الدليل القاطع الذي لا يدع مجالا للشك هو قانون تعميم اللغة العربية.
صدر القانون ايام الحزب الواحد من طرف البرلمان في اخر ايامه وقت الرئيس الشاذلي بن جديد ....و ليس كما ذكرت
الأخت الكريمة أختكم أيام زروال...و جمد هذا القانون أيام المجلس الإستشاري المقبور أيام بوضياف
و لمّا انتخب زروال أعاد العمل به و صدر بالجريدة الرسمية
و للأسف الشّديد و مباشرة بعد انتخابه على رأس الدولة كان بوتفليقة أول من داس على هذا القانون
و بدأ يخاطب الناس بالفرنسية مع العلم ان الغالبية العظمى لا تفهمها و لا تستسيغها.
و عيبنا نحن (الدّهماء) هو لمّا نرى أحدا يخطىء في نطق أو كتابة الفرنسية نقيم الدنيا
و لا نقعدها و لكن لو يفعلها بالعربية نمرّ عليه مرور الكرام.
و لنا في غيرنا عبرة و هذه قصة أرويها لعلّها تفيدنا
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى كان على القائد الفرنسي كليمانصو أن يقلّد بعضا من المقاومين بنياشين
على ما أبلوا في سبيل فرنسا و كان على هؤلاء أن يلقوا خطابا كل على حدا
و كان من بين المقاومين الفرنسيين إثنين من أصول أوروبية شرقية
و لمّا حان دورهم في إلقاء كلمتهم تلعثموا
فرفض كليمانصو أن يقلّدهم بنفسه بنياشين الإستحقاق
و قال لا أقلد فرنسي لا يتقن الفرنسية.
فهل حكامنا كذلك يغارون على لغتهم و على مواطنيهم كهؤلاء !!!؟؟؟ لا أعتقد
فحين نغير سلوكاتنا ، ساعتها الفرج قريب .
إن الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم