الامة والسراب

[محمد بن نعامة]

كثير منا نحن العرب يعتقد ان امورنا قد تتحسن او تسيير الي الاحسناو اضعف الايمان تبقي علي حالها الي زمن محدد لكن العاقلون منا يقولون عكس ذلك تماما ومتشائمين كثيرا من وضعنا او علي الاقل مما نحن فيه الان خاصة من النواحي الاجتماعية او الاخلاقية او السياسية وحتي الفكرية او الاقتصاديةمن الناحية الاجتماعية والاخلاقية//ان السواد الاعظم من امتنا العربية يعيش حياة ضنك فغلاء المعيشة وقلة العمل او الموارد الاخري تكاد تفتك ببعض العائلات العربيةمحدثة فجوة كبيرة في بطن المجتمع العربي واذكر منها علي سبيل المثال ظاهرة الحرقة بثلاثة نقاط فوق القاف الي الضفة المقابلة وخاصة شبابنا الذي هو دم المستقبل وظاهرة الدعارة التي اصبحت متفشية فيه بكثرة وهي احد ويلات تماسك المجتمع العربي الذي كان الي حد قريب مجتمع ماحافظ الي ابعد الحدود وذلك تماشيا مع ديننا الحنيف وتقاليدينا المعروفة عالميا.من الناحية السياسية والفكرية //وهي اضعف نقطة عند العرب واستغلت استغلالا كبيرا من طرف الغرب لاضعاف ما كانت تصبو اليه الي هدف جعل الامة في وطن واحد وهو الوطن العربي الكبير وكادت جهود ها ان تنجح لولا تدخل الغرب تحت عدة عناوين منها الديمقراطيةالزائفة والتي انكشف امرها باحتلال العراق وجاءت علي ظهر الدبابة وبواسطة عملاء الامة والتحضر الذي افسد شبابنا وشاباتنا اللذين تشبثوا بظاهرة الدوة المقترح عليهم في الكم الهائل من القنوات المنشاة خصيصا لهذا الغرص وتم فعلا بسط الغزو الثقافي الغربي كفكر داخل اذهان ابنائنا وها انتم تشاهدونه بام اعينكم كما تم وضع فتن خطيرة جدا وسموم وسط الامة الاسلامية كلها واصبح التناحر علي ا شده بيننا بحجج كثيرة اذكر منها مثلا تقسيم المجتمع الاسلامي الذي كان واحدا الي شيعي وسني(( رغم اننا نعرف ان جمعنا واحد في الكعبة الشريفة ومني والمدينة المنورة)).من الناحية الاقتصادية//انتم تعرفون اخواني ان المجتمع الغربي هو مجتمع مادي الي ابعد الحدود ولايعترف الي بمصالحه علي حساب الاخلاق البشرية ولستغل ضعف الامة استغلالا رهيبا في الاستلاء علي خيراتها والتحكم فيها ولو تطلب الامر استعمال القوة او العودة الي الاحتلال سواء كان مباشرا كالعراق وفلسطين وافعانستان او غير مباشر كما هو حاصل لجميع دول الامة العربية والاسلامية كاستغلال منابع البترول والتحكم فيه وفرض نظام العملة الامريكية علينا بيعا وشراءا وكذا اشعال فتن بين الدول واغرائها ببيع الاسلحة لكل منها.وخلاصة ذلك اننا لانري مستقبلا او نورا لنا في الافق وكل الاراء المقدمة او المقترحة علينا مجرد سراب عابر فنحن كل ما نخطو الي الامام خطوة نرجع باثنين مثلها ولا خلاص لنا الي العودة الي اصلنا وتوحيد صف الامة العربية ومواصلة هدف الوطن الواحد للامة الذي هو الحامي الوحيد او صمام الامان لنا.اعداد// محمد بن نعامة