بسم الله الرحمن الرحيم
أمة للبيع!
من المؤسف حقا أن يقول القائلون بأن غياب مبارك عن لقاء طرابلس كان بسبب عدم رغبته في لقاء الأسد. فيكف يرفض مبارك لقاء الأسد في طرابلس ويقبل اللقاء به في باريس إذا وافق على مشروع الاتحاد المتوسطي الذي تدعمه مصر بنفس حماس فرنسا وإسرائيل؟!
القذافي غير مصيب حين يقول بأن الاتحاد المتوسطي بديل للجامعة العربية أو الاتحاد الإفريقي! فالجامعة العربية مؤسسة مصرية بحتة وبإمكان مصر أن تبيع الجامعة العربية والعرب لفرنسا وإسرائيل بكم طن من الأعلاف البشرية! ولو قبل القذافي وجبهة الرفض العربي قبول إسرائيل في الجامعة العربية لما كان المصريون قد تحمسوا للاتحاد الأوروبي!
ساركوزي يريد تقديم خدمة لأمريكا وإسرائيل بدفع العرب إلى الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها.. وهي الخدمة التي عجزت عن تحقيقها مصر منذ السادات إلى اليوم!
تهافت عرب إسرائيل على المشروع الساركوزي لا يدل على قوة فرنسا لدى العرب أو قوتها في مواجهة النفوذ الأمريكي.. بل يدل على أن فرنسا الساركوزية أصبحت كبرى الدول الصغرى التي تنافس مع مصر على بيع العرب لأمريكا وإسرائيل صاغرين!
نعم يا قذافي نحن معك: إذا أردت أن تبيع ليبيا لإسرائيل أو أمريكا.. فقم ببيعها مباشرة ولا تبعها عبر سمسار في القاهرة أو باريس! ولذلك كان موقفك الأخير مشرفا!
إنه من المؤسف حقا أن يتصرف الزعماء العرب ببله سياسي مع قضية السياسة المصرية نحوهم! فهل يعقل مثلا أن نتمسك بالجامعة العربية والحال أن الدولة العربية التي بيدها %99 من أوراق هذه المؤسسة تتعامل بخزي وعار مع إسرائيل وأمريكا ضد المصالح العربية!
فهل هناك فرق بين مقتضيات السياسة الخارجية المصرية ومقتضيات الجامعة العربية؟!
والواقع أن الدخول في مسار الاتحاد المتوسطي فرادى أفضل من الدخول فيه جماعيا تحت راية مصرية! أو حتى راية الجامعة العربية! فمصر بعد أن سهلت بالجامعة العربية إعادة احتلال كل الخليج.. ها هي الآن تتجه نحو عمل آخر من نفس النوع في شمال إفريقيا ولكن بلاعبين وأدوات جديدة.
المصدر :يكتبها: سعد بوعقبة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2008-06-11, 23:55
أمة للبيع!
العرض العادي
