براءة السلف من عقيدة التفويض - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

براءة السلف من عقيدة التفويض

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-03-17, 11:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سارية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي براءة السلف من عقيدة التفويض

بسم الله الرحمن الرحيم

براءة السلف من عقيدة التفويض

كتب/ أبو جعفر عبدالله الخليفي

( الحلقة الأولى )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فإن مما يذيعه الأشاعرة والماتردية قديماً وحديثاً نسبة التفويض للسلف حتى إن اللقاني لما قال:
وكل نصٍ أوهم التشبيها *** فأوله أو فوض ورم تنزيها

اختلف شراح الجوهرة في مذهب اللقاني هل هو التأويل أو التفويض؟ فاختار بعضهم أن مذهبه التأويل اعتماداً على تقديمه التأويل في هذا البيت، وبعضهم اختار أن مذهبه التفويض بقوله في بيت آخر :

وكل خيرٍ في إتباع من سلف *** وكل شرٍ في ابتداع من خلف

ومذهب السلف عند القوم هو التفويض وهذا الأمر يكاد يكون محل اتفاق بين الأشاعرة غير أن بعضهم زعم أن السلف كانوا مؤولة ومحققوهم قالوا : هم مؤولة في النادر !

لهذا ارتأيت كتابة هذا المقال نقضاً لهذه الفرية ، وكنت قد كتبت كثيراً في هذه المسألة في «الدفاع عن حديث الجارية» و «تسفيه أدعياء التنزيه»وبعض المقالات المتفرقة غير أنه بدا لي أن أجمع ما كتبت في هذه المسألة ضمن سلسلة المقالات التي أكتبها لبيان أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة.

أولاً :أدلة براءة الصحابة من عقيدة التفويض .
(1) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - :
(أ)عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
«ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء كذلك ، والعرش فوق الماء والله فوق العرش ، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم» .
رواه ابن خزيمة في التوحيد « 149» الطبراني في الكبير «9/228» وإسناده قوي.
قلت : وهذا النص لا يحتمل تأويل ولا يمكن حمله على فوقية القهر إذ أن فوقية العرش على الماء ليست للقهر بل فوقية حقيقية .

(ب) عن سلمان الفارسي عن ابن مسعود قوله: «خمر الله طينة آدم أربعين ليلة ثم جمعه بيده فخرج طيبه بيمينه وخبيثه بشماله» .
أخرجه ابن سعد « 1/27 » في الطبقات وسنده صحيح .
قلت : وفيه إطلاق الشمال على يد الله عز وجل خلافاً لمن منع ذلك ، وهذا السياق لا يجرؤ على تأويله إلا قرمطي، قال الذهبي -رحمه الله- في إثبات صفة اليد (ص24): "وصح عن سلمان الفارسي قال : خمر الله طينة آدم أربعين ليلة ثم جمعه بيده -وأشار حماد بيده- فخرج طيبه بيمينه وخبيثه بشماله".

قلت: هذه رواية حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان وهي عند ابن جرير في التاريخ (1/93)، وقد خولف حماد في سنده ولم يذكر أحدٌ الشمال غيره فقد روى هذا الحديث عن سليمان التيمي جمعٌ:

(1) معاذ بن معاذ العنبري وحديثه عند ابن سعد في الطبقات (1/9) طبعة دار احياء التراث العربي وقد جعل الخبر من رواية سلمان عن ابن مسعود.
(2) يزيد بن هارون وحديثه عند البيهقي في الأسماء والصفات (2/150) ط الحاشدي وتردد في صحابي الأثر هل هو ابن مسعود أو سلمان.
(3) معتمر بن سليمان وحديثه عند الآجري في الشريعة أثر 203 ط البصيرة وقد رواه على التردد في صحابي الأثر غير أنه زاد (وقال أبي ولا أراه إلا سلمان).
(4) أبو إسحاق الفزاري وحديثه عند الآجري في الشريعة أثر 204 وقد جعل الأثر من قول سلمان وفي السند إليه كلام.
(5) سفيان الثوري وحديثه عند ابن مندة في التوحيد (3/92) أثر رقم 474 ط الشيخ الفقيهي وقد رواه على التردد في صحابي الأثر.
(6) يحيى بن سعيد القطان وحديثه عند أبي الشيخ في العظمة (5/ 1546) وقد رواه على التردد.


وجميع هؤلاء لم يذكروا ( الشمال ) مما يدل على شذوذ هذه اللفظة والمحفوظ في السند التردد في صحابي الأثر لأنه رواية الأكثر، ولا يفوتني شكر أخي أبي المنذر سالم الشمري على مشاركته لي في بحث هذا الأثر.

(ج) قال حنبل بن إسحاق في «الفتن حديث رقم 44»: حدثنا قبيصة ومحمد بن كثير واللفظ لقبيصة حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء قال : تذاكرنا الدجال عند عبد الله «يعني ابن مسعود »فقال: «تفترقون أيها الناس لخروجه على ثلاث فرق : فرقة تتبعه ، وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيح ، وفرقة تأخذ شط الفرات ، يقاتلهم ويقاتلونه ، حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام ، فيبعثون إليهم طليعة ، فيهم فارس على فرس أشقر وأبلق , قال: فيقتتلون ، فلا يرجع منهم بشر.
قال سلمة : فحدثني أبو صادق ، عن ربيعة بن ناجذ : أن عبد الله بن مسعود قال : فرس أشقر.
قال عبد الله : ويزعم أهل الكتاب أن المسيح ينزل إليه , قال : سمعته يذكر عن أهل الكتاب حديثا غير هذا.
ثم يخرج يأجوج ومأجوج ، فيمرحون في الأرض ، فيفسدون فيها , ثم قرأ عبد الله: ﴿وهم من كل حدب ينسلون﴾، قال : ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذا النغف ، فتلج في أسماعهم و مناخرهم ، فيموتون منها ، فتنتن الأرض منهم ، فيجأر إلى الله ، فيرسل ماء يطهر الأرض منهم.
قال : ثم يبعث الله ريحا ، فيها زمهرير باردة ، فلم تدع على وجه الأرض مؤمنا إلا كفته تلك الريح.
قال : ثم تقوم الساعة على شرار الناس ، ثم يقوم الملك بالصور بين السماء والأرض ، فينفخ فيه.
والصور : قرن ، فلا يبقى خلق في السماوات والأرض إلا مات ، إلا من شاء ربك.
ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون ، فليس من بني آدم خلق إلا منه شيء.
قال : فيرسل الله ماء من تحت العرش ، كمني الرجال ، فتنبت لحمانهم وجثمانهم من ذلك الماء ، كما ينبت الأرض من الثرى , ثم قرأ عبد الله :﴿والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتهاكذلك النشور﴾، قال : ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض ، فينفخ فيه ، فينطلق كل نفس إلى جسدها حتى يدخل فيه ، ثم يقومون ، فيحيون حياة رجل واحد ، قياما لرب العالمين.
قال : ثم يتمثل الله – تعالى - إلى الخلق ، فيلقاهم ، فليس أحد يعبد من دون الله شيئا إلا وهو مرفوع له يتبعه.
قال : فيلقى اليهود ، فيقول : من تعبدون ؟
قال : فيقولون : نعبد عزيراً.
قال : هل يسركم الماء ؟
فيقولون : نعم ، إذ يريهم جهنم كهيئة السراب.
قال : ثم قرأ عبد الله: ﴿وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا﴾.
قال : ثم يلقى النصارى ، فيقول : من تعبدون ؟
فيقولون : المسيح.
قال : فيقول : هل يسركم الماء ؟
قال : فيقولون : نعم.
قال : فيريهم جهنم كهيئة السراب.
ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا.
قال : ثم قرأ عبد الله:﴿وقفوهم إنهم مسؤولون﴾.
قال : ثم يتمثل الله – تعالى – للخلق ، حتى يمر على المسلمين.
قال : فيقول : من تعبدون ؟
فيقولون : نعبد الله ، ولا نشرك به شيئا.
فينتهرهم مرتين أو ثلاثا ، فيقول : من تعبدون ؟
فيقولون: نعبد الله، ولا نشرك به شيئا.
قال : فيقولون : هل تعرفون ربكم ؟
قال : فيقولون : سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه.
قال : فعند ذلك يكشف عن ساق ، فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا ، ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا ، كأنما فيها السفافيد.
قال : فيقولون : ربنا.
فيقول : قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون.
قال : ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم ، فيمر الناس كقدر أعمالهم زمرا كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، ثم كأسرع البهائم ، ثم كذلك ، حتى يمر الرجل سعيا ، ثم مشيا ، ثم يكون آخرهم رجلا يتلبط على بطنه. قال : فيقول : أي رب ، لماذا أبطأت بي ؟
فيقول : لم أبطأ بك ، إنما أبطأ بك عملك. قال : ثم يأذن الله – تعالى - في الشفاعة.
فيكون أول شافع : روح القدس جبريل - عليه الصلاة والسلام -، ثم إبراهيم خليل الله ، ثم موسى ، ثم عيسى - عليهما الصلاة والسلام -.
قال : ثم يقوم نبيكم رابعا ، لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه ، وهو المقام المحمود الذي ذكره الله - تبارك وتعالى-: ﴿عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا﴾ قال : فليس من نفس ، إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة ، أو بيت في النار.قال : وهو يوم الحسرة. قال : فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة. ثم يقال : لو عملتم.
قال : فتأخذهم الحسرة.
قال : ويرى أهل الجنة البيت في النار. فيقال : لولا أن منَّ الله عليكم.
قال: ثم يشفع الملائكة ، والنبي صلى الله عليه وسلمون، والشهداء ، والصالحون ، والمؤمنون ، فيشفعهم الله.
قال : ثم يقول الله : أنا أرحم الراحمين ، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته.
قال : ثم يقول : أنا أرحم الراحمين.
قال:ثم قرأ عبد الله: ﴿ما سلككم في سقر () قالوالم نك من المصلين () ولم نك نطعم المسكين () وكنا نخوض مع الخائضين () وكنا نكذب بيوم الدين﴾ قال : فعقد عبد الله بيده أربعا ، ثم قال : هل ترون في هؤلاء من خير ؟ ما ينزل فيها أحد فيه خير. فإذا أراد الله - عز وجل- أن لا يخرج منها أحد ، غير وجوههم وألوانهم.
قال : فيجيء الرجل فينظر ، ولا يعرف أحدا. فيناديه الرجل ، فيقول : يا فلان ، أنا فلان.
فيقول : ما أعرفك. فعند ذلك يقول :﴿ربنا أخرجنا منها، فإن عدنا فإنا ظالمون﴾.
فيقول عند ذلك : ﴿اخسئوا فيها، ولا تكلمون﴾ فإذا قال ذلك ، أطبقت عليهم ، فلا يخرج منهم بشر».

استدراك:
«قال العقيلي في الضعفاء : عبد الله بن هانئ أبو الزعراء الكندي سمع بن مسعود وفيه كلام ليس في حديث الناس , حدثني آدم قال سمعت البخاري قال : عبد الله بن هانئ أبو الزعراء الكندي كوفي سمع بن مسعود سمع منه سلمة بن كهيل في الشفاعة ولا يتابع على حديثه .
وهذا الحديث حدثناه محمد بن عبيد بن أسباط وعلى بن عبد العزيز قالا حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبى الزعراء قال ذكروا عند عبد الله الدجال فقال تفترقون أيها الناس ثلاث فرق فرقة ..الحديث .اهـ

وقال البخاري في التاريخ الكبير : «720» : عَبْد اللَّه بْن هانئ أَبُو الزعراء الكوفي ، سمع ابن مسعود رضي الله عَنْهُ ، سَمِعَ منه سلمة بْن كهيل ، يُقَالُ عَنْ أَبِي نعيم : أَنَّهُ الكندي ، رَوَى عَنِ ابن مسعود رضي الله عَنْهُ في الشَّفَاعَةِ : ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ رَابِعُهُمْ ، وَالْمَعْرُوفُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ ، وَلا يُتَابَعْ في حَدِيثِهِ. اهـ وذكره ابن عدي في الكامل برقم «1095» ونقل كلمة البخاري» .

قلت : قبيصة في روايته عن الثوري كلام ولكنه توبع في هذا الإسناد ، وتوبع عند الحاكم حيث قال «8519» أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني ، حدثنا الحسين بن حفص ، حدثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء فذكره .
وأبو الزعراء هذا وثقه ابن حبان والعجلي وابن سعد وصحح له الحاكم وقال البخاري لا يتابع على حديثه فعلى هذا يكون حسن الحديث « انظر تهذيب التهذيب».
وللموطن الشاهد شاهد عند الحاكم « 3424 »عن ابن مسعود أيضاً .
وهذا النص يمتنع فيه تأويل الساق بالشدة إذ أن الشدة واقعةٌ بالناس من قبل ، والكشف عن الساق خاص بالمؤمنين والشدة عامة بكل أهل المحشر ، بل إن الكشف عن الساق يكون فرجاً للمؤمنين ، ولا أدري كيف تكون الشدة علامةً يعرف بها المؤمنون ربهم ؟!.

غير أنه تبين ضعف الخبر بعد أوردته قديماً والله المستعان

(2) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - :
عن عبد الله بن سلام – رضي الله عنه - قال: «مسح الله ظهر آدم بيديه فأخرج فيهما من خالق من ذريته»، رواه الآجري في الشريعة «ص322»: بسند حسن فيه محمد بن عجلان وهو صدوق وصححه الذهبي في الأربعين في صفات رب العالمين «ص106».
ولا يليق بالصحابة الكرام ، أن يحدثوا عن بني إسرائيل بما ينافي تنزيه السميع العليم.

(3) عبد الله بن عمر– رضي الله عنهما - :
(أ) أخرج الطبراني في المعجم الكبير « 13054» من طريق محمد بن نصر الصائغ ثنا أبو مصعب الزهري ثنا عبد الله بن الحارث الجمحي ثنا زيد بن أسلم قال :
«مر ابن عمر براعٍ فقال : هل من جزرة ؟ فقال ليس ها هنا ربها , قال ابن عمر : تقول له أكلها الذئب قال فرفع رأسه إلى السماء وقال فأين الله ؟ فقال أنا والله أحق أن أقول أين الله ؟ واشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم» .
قال الألباني في مختصر العلو: رجاله ثقات مترجمون في التهذيب إلا شيخ الطبراني وهو ثقة مترجم في تاريخ بغداد . اهـ
قلت : تأمل معي رفع رأسه إلى السماء حينما قال فأين الله مما يدل أن المتقرر عندهم هو أن الله في السماء .

(ب) عن ابن عمر قوله: «خلق الله بيده أربعة أشياء آدم والقلم والعرش وجنات عدن»، رواه الآجري في الشريعة «ص303» والحاكم «2/319» وصححه والبيهقي «ص403» وقال السيوطي في اللآليء «1/16»: وهذا الإسناد صحيح رجاله اخرج لهم الشيخان سوى عبيد فاخرج له مسلم والنسائي فقط. اهـ

قلت : وتخصيص هذه الأربعة بالذكر يدل بطلان تأويل اليد بالقدرة أو النعمة إذ أن جميع الخلق مخلوقون بقدرة الله عز وجل .

(4) عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما - :
قال ابن خزيمة في التوحيد « 343 » حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال ثنا ابن وهب حدثنا ابن لهيعة و عبد الرحمن بن شريح ويحي بن أيوب عن عبيد الله بن مغيرة السبائي عن أبي فراس « واسمه يزيد ين رباح» عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «يضحك الله إلى صاحب البحر ثلاث مرات حين يركبه ويتخلى من أهله و ماله وحين يميد وحين يراه شاكراً وإما كفوراً».
قلت : سنده صحيح ، وفيه إبطال تأويل الضحك بالرضا إذ كيف يرضى الله عز وجل عن الكفور.

(5) عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما - :
(أ) قال ابن أبي الدنيا في الأهوال « حديث رقم 27 » حدثني المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال ثنا أبو نضرة عن ابن عباس قال: «ينادي مناد بين يدي الصيحة : يا أيها الناس ، أتتكم الساعة ، قال فيسمعها الأحياء والأموات ، قال وينزل الله إلى السماء الدنيا ، فينادي مناد :﴿لمن الملك اليوم لله الواحد القهار﴾».
قلت : إسناده صحيح وهو صريح في إثبات ابن عباس لصفة النزول إذ تخصيص السماء الدنيا بالذكر يبطل كل تأويل .

(ب)قال أسد بن موسى في الزهد « 52 » ثنا غسان بن برزين الطهوي عن سيار بن سلامة الرياحي عن أبي العالية الرياحي عن ابن عباس :
«إذا كان يوم القيامة اجتمعت الجن والإنس في صعيد واحد ثم ذكر حديثاً طويلاً قال في آخره : حتى يجيء ربك في ظلل من الغمام والملائكة صفوفاً »
قلت : وإسناده صحيح وله شواهد لا يتسع المقام لذكرها وهو صريح في إثبات المجيء لله عز وجل .

(ج) قال الإمام أحمد في «فضائل الصحابة 1639»: حدثنا عبدالرزاق عن معمر وابن خثيم عن ابن أبي مليكة عن ذكوان مولى عائشة أن ابن عباس قال لعائشة: «وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات».
قلت: هذا سند صحيح وله شواهد لبسطها مقام آخر ولا يشك من شم رائحة اللغة أن قول ابن عباس صريح في إثبات العلو ، فإن حرف « من »لا يأتي قبل الظرف «فوق »إلا وتكون الفوقية حقيقية و لك أن تنظر في جميع الآيات والأحاديث التي ورد فيها هذا التركيب لتعرف مصداق قولي بل وانظر في ما استطعت أن تنظر فيه من كلام العرب.

(د) عن ابن عباس أنه قال: «لكرسي موضع القدمين» أخرجه الدارقطني في «الصفات 36» و «النزول ص 49»، والخطيب في «تاريخ بغداد 5 / 251».
عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين، به.
وهذا الإسناد صحيح؛ مسلم البطين احتج به مسلم، ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان «تهذيب التهذيب 5 / 431».
وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان «تهذيب التهذيب 4/255» .
وبقية رجاله ثقات .
وقد توبع أحمد بن منصور الرمادي ، فتابعه محمد بن معاذ، عن أبي عاصم، به.
أخرجه الحاكم في «المستدرك 2 / 282»، وقال: «صحيح على شرط الشيخين»، .
وتابعهما محمد بن بشار، عن أبي عاصم ، به.

قلت : وله طرق كثيرة ذكرتها في الدفاع عن حديث الجارية نقلاً عن بعض الناس لا أطيل المقام بذكرها هنا ، وفي هذا الأثر تفسير الصحابي لآية من آيات الصفات على الإثبات خلافاً لمن منع ذلك من المفوضة.

(هـ) قال ابن جرير في تفسيره « 20/445»حدثني علي ، ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله :﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾ قال: الكلام الطيب : ذكر الله ، والعمل الصالح : أداء فرائضه ؛ فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه ، حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله . اهـ
قلت : صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الراجح الاحتجاج بها قال الإمام أحمد : إن بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً ما كان كثيراً.اهـ نقل الحافظ هذا الكلام في الفتح « 8/438».

ثم قال الحافظ : وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس.اهـ.

والمعطلون يحتجون بما في صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إذا رأوا فيها ما يتوهمون أنه تأويل ولا يمكن حمل كلام ابن عباس على العلو المعنوي فيكون الكلم الطيب يصعد في المكانة إلى مكانة الله والعياذ بالله، وهذا يبطل افتراء القوم على السلف في أنهم كانوا مفوضة أو مؤولة.

(6) أم سلمة :
قال الدارمي في الرد على الجهمية «137» عن موسى بن إسماعيل وعلي بن عثمان اللاحقي قالا ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن عاصم بن أبي نجود قال قالت أم سلمة رضي الله عنها: «نعم اليوم يوم عرفة ينزل فيه رب العزة إلى السماء الدنيا».

قلت : إسناده صالح على انقطاع بين عاصم وأم سلمة، وله شاهد عند اللالكائي «768» من طريق محمد بن أحمد بن علي بن حامد الطبري أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج حدثني عقبة ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أم سلمة، وهذا قوي إن كان أبو صالح سمع أم سلمة وقد أدركها، وعوداً على المقال الأصل.

(7) أبو رزين العقيلي:
قال ابن ماجة في سننه: «181» حَدَّثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثنَا يزيد بْنُ هارون أَنْبَأَنَا حماد بْنُ سلمة ، عَنْ يعَلِيّ بْنُ عطاء ، عَنْ وَكِيْع ، عَنْ وَكِيْع بْنُ حدس ، عَنْ عمه أَبِي رزين ؛ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلمْ : «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره» قَالَ ، قلت : يا رَسُول اللَّه! أَوْ يضحك ربنا ؟ قَالَ « نعم » قلت : لن نعدم من رب يضحك خيراً.

قلت: وهذا الحديث رواه ابن ماجة في باب فيما أنكرت الجهمية، وإثبات الصحابي للصفة هنا صريح ويمتنع تأويل الحديث على الرحمة إذ لا يسأل الصحابي عن رحمة الله عز وجل التي يعرفها كل أحد ، ويمتنع التأويل على الرضا إذ أن القنوط ليس فيه قربة حتى يرضى الله عز وجل. .

غير أنه ربما تكلم البعض في هذا الحديث من أجل وكيع بن حدس وأنه مجهول انفرد عنه يعلى بن عطاء، والجواب على هذا الإعلال أن يقال:
أن وكيعاً ذكره ابن حبان في كتاب مشاهير علماء الأمصار « ص124»وقال : « انه من الأثبات »وقال عنه الجوزقاني في كتابه الأباطيل و المناكير والصحاح المشاهير «1/232»: «صدوق صالح الحديث» وصحح له الترمذي وابن خزيمة - كما في التذييل على كتب الجرح والتعديل ص125 -.
والجوزقاني صنفه التهانوي مع المتشددين في كتابه «قواعد في علم الحديث »« ص191»وأقره عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على قواعد التهانوي، وقد صحح ابن جرير الطبري له حديثاً في تاريخه «1/19».

(8) جارية معاوية بن الحكم السلمي:
قال معاوية بن الحكم السلمي قال: كانت لي غنم بين أُحُد والجَوَّانِيَّةِ ، فيها جارية لي ، فأطلعتها ذات يوم ، فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة فصككتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فعظم ذلك عليّ فقلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟
قال : ادعها ، فدعوتها , فقال لها : أين الله؟
قالت : في السماء قال : من أنا ؟ ، قالت : رسول الله . قال : أعتقها فإنها مؤمنة .
رواه مسلم «1/382» من طريق يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية به.

قلت : فهذه الجارية أطلقت ما يحرم المعطلة مفوضهم ومؤولهم إطلاقه ، وقد حاول بعض المعطلة الطعن في صحة هذا الحديث لما رأى أنه يهدم مسالكهم كلها ، وقد انبرى له أهل السنة فدافعوا عن هذا الحديث الذي في صحيح مسلم

ثانياً : براءة التابعين من عقيدة التفويض

1- مجاهد بن جبر


أ _ قال ابن جرير في تفسيره 3206 - حدثني محمد بنعمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام" قال: هو غير السحاب لم يكن إلالبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا، وهو الذي يأتي الله فيه يوم القيامة


قلت : ربما طعن طاعن في هذا الأثر بعدم سماع ابن أبي نجيح من مجاهد


والجواب على هذا الإعلال أن يقال : أن ابن أبي نجيح أخذ تفسير مجاهد من كتابالقاسم بن أبي بزة كما ذكر ذلك ابن حبان في الثقات فعلى هذا لا يضر الإنقطاع لمعرفتنا بالواسطة
قال ابن حبان في (الثقات) : (7-331) وفي (مشاهير علماء الأمصار)146)
((ماسمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة, نظر الحكم بن عتيبة وليثبن أبي سليم وابن نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه ثم دلسوه عن مجاهد))


وأما إعلاله بتدليس ابن أبي نجيح فمن العجائب إذ أنه لم يسمع التفسير من مجاهدأصلاً ومن شروط التدليس أن يكون التلميذ المدلس قد ثبت أصل سماعه من الشيخ ، وعنعنة ابن أبي نجيح لا تضر فإن أحاديثه عن مجاهد بالعنعنة مخرجة في الصحيحين

انظر على سبيل المثال لا الحصر

الأحاديث (72 و 306 و 1621) من صحيح البخاري

والأحاديث ( 1211 و 1604 و 1781) من صحيح مسلم

والترمذي أيضاً صحح أحاديثه عن مجاهد بالعنعنة

انظر ( حديث رقم 1147و 5146 ) من جامعه

وقال سفيان : " تفسير ابن أبي نجيح صحيح " رواه ابن أبي حاتم في مقدمة الجرحوالتعديل ونقله الحافظ في التهذيب ، وإنما يعني تفسيره عن مجاهد إذ أنه لا تفسير له خاص

وللخبر طرق أخرى عن مجاهد

قال ابن أبي حاتم في تفسيره1997 عن حجاج بن حمزة ( قال عنه أبوزرعة (( شيخ مسلم صدوق )) كما فيترجمته في تاريخ الإسلام ) ثنا شبابة ثناورقاء عن ابنأبي نجيح عن مجاهد :" قوله (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام))كان يقول هو غير السحاب ولم يكن لبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا وهو الذي يأتيالله فيه الله يوم القيامة .

وقال ابن جرير في تفسيره برقم 3672 من طريق محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح فذكره

ب_ أورد البخاري في صحيحه التفسير المنقول عن مجاهد لآية الإستواء على العرش وهو قوله:" استوى علا " ، قال الحافظ في الفتح (13/405) :"وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه"

قلت : وهذا تفسير صريح لآية من آيات الصفات على الإثبات خلافاً للمفوضة والمؤولة

ج_ وعن مجاهد في قوله تعالى ( وقربناه نجيا ) قال: بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب، فما زال يقرب موسى عليه السلام حتى كان بينه وبينه حجاب واحد، فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم قال: رب أرني أنظر إليك".

رواه ابن جرير في تفسيره في تفسيره (16 /71 ) من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عنه

فإن قلت : ما وجه إثبات الصفة في الأثر ؟


قلنا : المعطلة القائلون بأن الله عز وجل في كل مكان يرد عليهم وجود الحجاب بين رب العالمين وخلقه إذ لو كان في كل مكان لما كان للحجاب فائدة والمعطلة القائلون بأن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه لا يثبتون قرباً ولا بعداً وهذا الأثر يرد عليهم فيكون حجة لمثبتي العلو


2_ أبو عمران الجوني _ وهو من ثقات علماء التابعين _


قال عبدالله بن أحمد في السنة :
حدثني محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، وسويد بنسعيد الهروي، قالا: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عمران الجوني: {ولتصنع على عيني} قال: «يربى بعين الله»، وإسناده صحيح كلهم ثقات إلا سويد بن سعيد الهرويفيه كلام ولكنه متابع هنا

والأثر رواه أيضاً ابن أبي حاتم في تفسيره وأبو نعيم في الحلية (1/351)، والأثر صريح في تفسير آية من آيات الصفات على الإثبات خلافاً للمفوضة والمؤولة

3_ حكيم بن جابر _وهو تابعي مخضرم _

عن حكيم بن جابر أنه قال :" أخبرت أن ربك لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء غرس الجنة بيده وخلق آدم بيده وكتب التوراة بيده )) أخرجه هناد في الزهد (46) وابن أبي شيبة في المصنف (13/96) والآجري في الشريعة (ص303) بسند صحيح وصححه الذهبي في الأربعين (ص109)

4_ قتادة بن دعامة

قال ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره برقم 1995 حدثنا أبو زرعة حدثنا الحسن بن عون البصري حدثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة في قوله تعالى (( هل ينظرون إلا أنيأتيهم الله في ظلل من الغمام )) وذلك يوم القيامة

وقد قال ابن أبي حاتم أيضاً (أثر رقم 2005)حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ،أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي قَوْلِهِ: ﴿هَلْيَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِوَالْمَلائِكَةُ﴾ , قَالَ: يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ،وَتَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ".


5_ يحيى بن أبي كثير

قال ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص والنية14 - حدثني يعقوب بن إسماعيل ، قال : حدثنا حبان بن موسى ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : يصعد الملك بعمل العبد مبتهجا فإذا انتهى إلى ربه قال : اجعلوه في سجين فإني لم أرد بهذا

قلت : إسناده صحيح وهو صريح في إثبات العلو ، وللكلام بقية ونرجو إفادة الإخوة
6_ زيد بن أسلم

قال أبو بكر النجاد في الرد على من يقول بخلق القرآن 101 ثنا عبد الله بن احمد قال حدثني حسين بن محمد قال ثنا محمد بن مطرف عن زيد بن اسلم قال إن الله تبارك وتعالى لما كتب التوراة بيده قال بسم الله هذا كتاب الله بيده لعبده موسى يسبحني ويقدس لي ولا يحلف باسمي آثما فإني لا أزكي من حلف باسمي آثما

قلت : إسناده صحيح ، والأثر في السنة لعبد الله بن أحمد غير أننا استعضنا بذكر كتاب النجاد لأن أهل الأهواء لم يتسلطوا عليه بالطعن كما فعلوا مع السنة لعبد الله بن أحمد

7_ عبد الرحمن بن أبي ليلى

قال ابن جرير في تفسيره 13661 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: النظر إلى وجه ربهم. وقرأ: {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} قال: بعد النظر إلى وجه ربهم

قلت : هذا صحيح وفيه إثبات صفة الوجه وقد جاء مثله عن قتادة وفاتني ذكره سابقاً ، وهنا ينتهي ذكر ما عندي عن التابعين ويأتي بعده ذكر أتباع التابعين

8_ عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل

أ_ قال ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن العزيز ص42 :" كان آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال فيها: ... وإن لكم معادا ينزل الله تبارك وتعالى للحكم فيه والفصل بينكم ... "

وقال يعقوب بن سفيان في المعرفة (1/611) : حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذِهِ الْخُطْبَةَ- وكانت آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا: وذكر فيها : وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ لِيَحْكُمَ فِيكُمْ، وَيَفْصِلَ بَيْنَكُمْ

وهذا طريقان يصح بهما الخبر وإسناد يعقوب وحده صحيح فعبد الرحمن روى عنه جمع من الثقات منهم البخاري وذكره ابن حبان في الثقات

ب_ 80/13- اللالكائي قال: أخبرنا الحسين قال أخبرنا أحمد قال ثنا بشر قال ثنا عبد الله بن يزيد المقري قال: ثنا حرملة بن عمران قال: حدثني سليمان بن حميد أنه سمع محمد بن كعب القرظي يحدث عن عمر بن عبد العزيز، قال: إذا فرغ الله من أهل الجنة وأهل النار أقبل تبارك وتعالى في ظلل من الغمام ومعه الملائكة فيقف على أهل أول درجة من الجنة فيسلم عليهم فيردون عليه وهو قوله: سلام قولا من رب رحيم.

سليمان بن حميد روى عنه جمع من الثقات وذكره ابن حبان في الثقات ومثل هذا يحتمل في المقطوع


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-03-17, 11:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سارية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

براءة السلف من عقيدة التفويض

كتبه/ أبو جعفر عبدالله الخليفي

( الحلقة الثانية)

براءة أتباع التابعين من عقيدة التفويض

1_ مالك بن أنس إمام دار الهجرة


روى أبو داود في في مسائل الإمام أحمد (ص263) بسند صحيح عن عبدالله بن نافع عن الامام مالك أنه قال : " الله في السماء وعلمه في كل مكان "

وعبدالله بن نافع هذا هو الصائغ وقد عده ابن معين من الأثبات في مالك وقال عنه ابن سعد (( لزم مالك لزوما شديدا )) وقال أحمد (( كان أعلم الناس برأي مالك وحديثه )) وقال أبوداود (( كان عبدالله عالما بمالك )) وقال أحمد بن صالح (( أعلم الناس بمالك وحديثه )) وعلى فرض أنه بن ثابت فهو ثقة أيضاً ( انظر تهذيب التهذيب )

قلت : وهذا الأثر صريح في إثبات العلو إذ أن مالكاً لو كان قصده القدرة أو القهر لما كان لتخصيص السماء بالذكر فائدة فإن قدرته وقهره في السماء والأرض

وروى مالك في الموطأ حديث النزول وحديث الجارية وحديث ( يضحك الله إلى رجلين ) خلافاً لمن ادعى أنه لا يروي أحاديث الصفات

2_ معمر بن راشد الإمام المعروف

قال معمر في جامعه (3/53):" باب من يضحك الله إليه"وساق عدة أخبار في إثبات صفة الضحك

3_ حماد بن زيد

قال ابن أبي حاتم في كتاب الرد على الجهمية وقال ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي، حدثنا سليمان بن حرب ، سمعت حماد بن زيد يقول: "إنما يريدون يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله".

قلت : وهذا إسنادٌ صحيح وهو واضح في في إنكار حماد على الجهمية إنكارهم للعلو ، وكتاب الرد على الجهمية لابن أبي حاتم غير أن الذهبي نقل عنه هذا الأثر بإسناده في كتاب العلو ص106

وقد روى الخلال هذا الأثر بسندٍ صحيح في السنة (1695) و (1696)

4_ عبد الله بن المبارك


عن علي بن الحسن بن شقيق ، قال: "قلت لعبد الله بن المبارك كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه قلت : فإن الجهمية تقول : هو هذا . قال : إنا لا نقول كما قالت الجهمية ". رواه البيهقي (2/335) في الأسماء والصفات بإسناد صحيح ورواه غيره كثير غير أنني أكتفي به لوثاقته عند المعطلة

وهذا الأثر صريح في إثبات العلو فإن ابن المبارك لو كان يقصد فوقية القهر لما كان لذكر السماء السابعة معنى ولما كان لذكر الجهمية معنى فإن فوقية القهر لا ينكرها أحد

5_ زهير بن محمد

قال ابن أبي حاتم في تفسيره 2002- حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: سَأَلْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ،"عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ , قَالَ: ظُلَلٌ مِنَ الْغَمَامِ، مَنْظُومٌ بِالْيَاقُوتِ، مُكَلَّلٌ بِالْجَوَاهِرِ وَالزَّبَرْجَدِ"

قلت : وهذا إسنادٌ صحيح وهو صريح في إثبات صفة المجيء وللكلام بقيه
6_ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون

قال ابن مندة في كتاب التوحيد ص587 أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن العباس الكناني ثنا أحمد ابن حماد أخو زغبة ثنا محمد بن حاتم ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال : أتينا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون برجل ينكر حديث يوم القيامة وأن الله تعالى يأتيهم في صورته فقلنا : يا أبا عبد الله ! إن هذا ينكر حديث عبد الله في صفة يوم القيامة ، وما يأتيهم الله عز وجل فيه ، فقال : يا بني ما تنكر من هذا ؟ فقال : إن الله أجل وأعظم من أن يرى في هذه الصفة ، فقال : يا أحمق إن الله ليس يتغير عن عظمته ولكن عيناك يغيرهما حتى تراه كيف شاء

قلت : وهذا الإسناد قوي فحمزة بن الكناني حافظ معروف

وأحمد بن حماد صدوق من رجال التهذيب

ومحمد بن حاتم هو المروزي ثقة من رجال التهذيب

وإسحاق بن عيسى الطباع صدوق من رجال التهذيب _هذه التراجم مستفادة من تعليق الغصن والوهيبي على التوحيد لابن مندة _

وهذا الأثر صريح في إثبات صفة الإتيان لله عز وجل ولم يكن ذلك محل خلاف بين ابن الماجشون ومناظره وإنما وقع الخلاف في تغير الصورة فأثبت ابن الماجشون صورةً واحدةً لله عز وجل وجعل الصورة الأخرى راجعة إلى تغير بصر ابن آدم

وفي الأثر احتجاج السلف بأخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد


7_ شريك بن عبد الله

وقال ابن مندة في كتاب التوحيد ص807 أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سلم بن قادم ثنا موسى بن داود قال ثني عباد بن العوام ، قدم علينا شريك بن عبد الله النخعي منذ نحو خمسين سنة فقلت : يا أبا عبد الله ! إن عندنا قومٌ ينكرون هذه الأحاديث يعني الصفات ، قال : حدثني نحو من عشرة في هذا قال : نحن أخذنا ديننا عن التابعين عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهم عن من أخذوا "

قلت : إسناده قوي ، وجواب شريك بن عبد الله جوابٌ حسن يصلح للرد على الأشاعرة

فنقول لهم ديننا هذا ها أنتم ترونه أخذناه من النصوص على فهم السلف الصالحين

وأما أنتم من أين أخذتم القول بأن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه ومن أين أخذتم أن ظواهر النصوص تفيد التشبيه ومن أين أخذتم القول بالكلام النفسي والقول بأن الله يرى إلى غير جهة وغيرها من الأقوال التي خالفتم بها النصوص وجماهير العقلاء والفطرة السليمة

تنبيه : تحرف اسم ( سلم بن قادم ) إلى (مسلم بن فلاح ) في طبعة الوهيبي والغصن وجاء على الجادة في طبعة الفقيهي _ في الحاشية _

8_ يحيى بن زياد الفراء


قال البيهقي في كتابه الأسماء والصفات (2/310)
: أنبأنا الحاكم ،حدثنا الأصم ، حدثنا محمد بن الجهم حدثنا يحيى بن زياد الفراء قال: "وقد قال عبد الله بن عباس: {ثُمّ اسْتَوَى} صعد، وهو كقولك للرجل كان قاعدا فاستوى قائماً، وكان قائمًا فاستوى قاعدًا، وكل في كلام العرب جائز"

قلت :إسناده صحيح ومحمد بن الجهم وثقه الدارقطني كما ((تاريخ بغداد)) (2/161) وفيه تفسير الآية على الإثبات خلافاً للمفوضة

9_ شيوخ قتيبة بن سعيد

قال أبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (ص40 _41) : "سمعت محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أبا رجاء قتيبه بن سعيد قال:

"هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة:
الرضاء بقضاء الله والاستسلام لأمره ، والصبر على حكمه ، والإيمان بالقدر خيره وشره.
والأخذ بما أمر الله - عز وجل - والنهي عن ما نهى الله عنه ، وإخلاص العمل لله ، وترك الجدال والمراء والخصومات في الدين ، والمسح على الخفين،
والجهاد مع كل خليفة ، جهاد الكفار ، لك جهاده وعليه شره.
والجماعة مع كل بر وفاجر - يعني الجمعة والعيدين - والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة .
والإيمان قول وعمل ، والإيمان يتفاضل، والقرآن كلام الله عز وجل .
وأن لا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا ، ولا نقطع الشهادة على أحد من أهل التوحيد وإن عمل بالكبائر . ولا نكفر أحدا بذنـب, إلا ترك الصلاة, وإن عمل بالكبائر .
وأن لا نخرج على الأمراء بالسيف وإن حاربوا ، ونبرأ من كل من يرى السيف في المسلمين كائنا من كان .
وأفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.
والكف عن مساوئ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا نذكر أحدا منهم بسوء ، ولا ننتقص أحدا منهم .
ونؤمن بالرؤية ، والتصديق بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرؤية حق . واتباع كل أثر جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يعلم أنه منسوخ فيتبع ناسخه .
وعذاب القبر حق
والميزان حق
والحوض حق
والشفاعة حق، وقوم يخرجون من النار حق، وخروج الدجال، والرجم حق .

وإذا رأيـت الرجـل يحـب سفيان الثوري ، ومالك بن أنس إمام دار الهجرة ت 179هـ، وأيوب السختياني ، وعبد الله بن عون، ويونس بن عبيد، وسليمـان التيمي، وشـريكـا شريك بن عبد الله النخعي القاضي أبو عبد الله ت 177هـ ، وأبا الأحوص والفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة ، والليث بن سعد ، وابن المبارك ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن يحيى ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه - فاعلم أنه على الطريق.
وإذا رأيت الرجل يقول : هؤلاء الشَّكَّاكَ فاحذروه فإنه على غير الطريق .
وإذا قال : المشبهة فاحذروه فإنه جهمي .
وإذا قال : المجبرة . فاحذروه فإنه قدري .

الإيمان يتفاضل ، والإيمان قول وعمل ونية ، والصلاة من الإيمان ، والزكاة من الإيمان ، والحج من الإيمان، وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان .
ونقول: الناس عندنا مؤمنون بالاسم الذي سماهم الله ...
ولا نقول حقا ، ولا نقول عند الله ، ولا نقول كإيمان جبريل وميكائيل ؛ لأن إيمانهما متقبل، ولا يصلى خلف القدري ولا الرافضي ولا الجهمي .

ومن قال: إن هذه الآية مخلوقة فقد كفر: سورة طه الآية 14 ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾، وما كان الله ليأمر موسى أن يعبد مخلوقا ،
ونعرف الله في السماء السابعة على عرشه ، كما قال : سورة طه الآية 5 و6 ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾ .
والجنة والنار مخلوقتان ولا تفنيان .
والصلاة فريضة من الله واجبة بتمام ركوعها وسجودها والقراءة فيها"

قلت : وإسناده صحيح كله أئمة


وبهذا نكون انتهينا من طبقة أتباع التابعين وللكلام بقية


براءة الآخذين من أتباع التابعين من عقيدة التفويض:
(1) الشافعي:
قال ابن حجرفي شرح البخاري (13/418) الطبعة السلفية: (( وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها، ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لايدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر، فثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه)).
قلت :هذا سندٌ صحيح فلا عشاري هنا ولا هكاري ولا حتى مقدسي، وكتاب مناقب الشافعي لابن أبي حاتم من مرويات الحافظ في معجمه المفهرس (183)، وليس في سنده العشاري أو الهكاري أو المقدسي، ونفي الشافعي للتشبيه يدل على أنه يثبت الصفات -كما صرح بذلك- إذ أن المفوض لا يثبت شيئاً فلا يرد عليه استلزام التشبيه -الذي يتصوره أصحاب العقول المريضة-.

(2) أحمد بن حنبل:
(أ) قال إسحاق بن منصور الكوسج -رحمه الله-: قلت لأحمد -يعني ابن حنبل- ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة ، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا))، أليس تقول بهذه الأحاديث ؟ و((يراه أهل الجنة )) ، يعني ربهم عز وجل . و(( لاتقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته )) . و (( اشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى وضع فيها قدمه )) . و (( إن موسى لطم ملك الموت))، قال أحمد: كل هذا صحيح، قال إسحاق : هذا صحيح ، ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي، رواه الآجري (306) بسند صحيح فتامل سؤال إسحاق لأحمد أليس تقول بهذه الأحاديث ومن بينها حديث الرؤية و قد كفر أحمد من لم يؤمن بالرؤية فهذا يدل انه يثبت النزول كما يثبت الرؤية وليس لقائل أن أحمد يفوض حديث الرؤية أو حديث لطم موسى للملك!! وفيه أخذ الإمام بأخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد.

(ب) نقل القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات ورقة 85 من المخطوط (مستفاد من تحقيق بيان تلبيس الجهمية): "وقد قال أحمد في رواية أبي طالب وقول الله عز وجل ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة)) ((وجاء ربك والملك صفاً صفاً)) فمن قال أن الله لا يرى فقد كفر".

(ج) جاء في رواية الميموني للمسائل (27) قول الإمام: ((من زعم أن يديه نعمتاه فكيف يصنع بقوله : ﴿خلقت بيدي﴾ مشددة)) وما جاء في رواية أبي طالب للمسائل ((قلب العبد بين أصبعين ، وخلق أدم بيده ، وكل ما جاء الحديث مثل هذا قلنا به)).

(د) عن يوسف بن موسى البغدادي أنه قيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل : الله عزوجل فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه ، وقدرته وعمله في كل مكان ؟ قال : نعم على العرش ، وعلمه لا يخلو منه مكان.

قلت: رواه الخلال كما أفاد بذلك الذهبي في العلو (ص130) وابن القيم في اجتماع الجيوش (ص200) وإسناده قوي.

(هـ) روى النجاد في(ق : 87 / ب): ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) عن عبد الله بن أحمد قوله سألت أبي –رحمة الله– عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت ، فقال أبي: بلى ، إن ربك عز وجل تكلم بصوت ، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت)).

قلت : وهذا كله خلاف إعتقاد الجهمية الإناث (الأشاعرة).

(3) أبو عبيد القاسم بن سلام:

روى ابن مندة في كتاب التوحيد ص578 عن أحمد بن محمد بن زياد عن عباس الدوري قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام: "هذه الأحاديث التي تروى (ضحك ربنا من قنوط عباده)، (وإن جهنم لا تمتليء حتى يضع ربك قدمه فيها)، (والكرسي موضع القدمين)، وهذه الأحاديث التي تروى في الرؤية هي عندنا حق حملها الثقات بعضهم عن بعض، ونحن إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها وما أدركنا أحد يفسرها".

قلت: إسناده صحيح كله أئمة ، وفيه الأخذ بأخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد، وفيه إثباتهم للصفات إذ لم يفرق بين أحاديث الرؤية وأحاديث الصفات ومعلومٌ أن السلف يثبتون الرؤية ولا يفوضونها.

(4) أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي:

قال ابن مندة في التوحيد ص810 أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت يقول: "من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يغضب ولا يرضى وذكر أشياء من هذه الصفات فهو كافر بالله".

قلت: إسناده صحيح وأحمد هذا هو اللنباني ثقة حافظ مترجم في السير (15/311) والأثر موجود في السنة لعبد الله بن أحمد.

(5) إسحاق بن راهويه:

تقدم في نصوص أحمد نصه في تبديع من لم يقل بأخبار الصفات، وقال أحمد بن سلمة: "سمعت إسحاق بن راهويه يقول: جمعني وهذاالمبتدع -يعني إبراهيم بن أبي صالح- مجلس الأمير عبد الله ابن طاهر ، فسألني الأميرعن أخبار النـزول فسردتها.قال ابن أبي
صالح: كفرت برب ينـزل من سماء إلى سماء. فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء"، أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة(3/452) برقم(774)، والبيهقي في الأسماء والصفات ( برقم951). وأورده الذهبي في العلو (ص131)، وفي السير (11/376)، وفي تاريخ الإسلام في حوادث وفيات (231-240، ص89)، وأورده في الأربعين (ص71، برقم59) وقال: "رواها الحاكم بإسناد صحيح عنه".(هذا مستفاد من تحقيق كتاب العرش)، وللكلام بقية.

(6) البخاري:

(أ) قال البخاري في كتاب التوحيد باب ﴿وكان عرشه على الماء﴾، ﴿وهو ربُّ العرش العظيم﴾، ثم أسند حديث أم أم المؤمنين زينب بنت جحش: "زوجني الله من فوق سبع سماوات".

قلت: وهذا يدل صراحةً على إثباته لصفة العلو.

(ب) وأورد البخاري في صحيحه التفسير المنقول عن مجاهد وهو قوله استوى علا والتفسير المنقول عن أبي العالية وهو قوله استوى ارتفع وهذا يدل على أنه مذهبه.

(ج) وللبخاري كتاب خلق أفعال العباد صدع فيه بالإثبات ومحاولة بعض المعطلة للطعن في هذا الكتاب ساقطة فقد حققه الدكتور فهد الفهيد على عدة نسخ خطية وقد ثبت هذا الكتاب بالسند الصحيح للإمام البخاري، وقد أثبت ابن حجر نسبة هذا الكتاب فاحتج بنصوص منه في عدة مواطن في الفتح.

منها قوله في الفتح (13/460): "فان قرينة قوله ان الله يأمرك تدل ظاهرا على ان المنادي ملك يأمره الله بان ينادي بذلك وقد طعن أبو الحسن بن الفضل في صحة هذه الطريق وذكر كلامهم في حفص بن غياث وانه انفرد بهذا اللفظ عن الأعمش وليس كما قال فقد وافقه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش أخرجه عبد الله بن احمد في كتاب السنة له عن أبيه عن المحاربي واستدل البخاري في كتاب خلق أفعال العباد على ان الله يتكلم كيف شاء وان أصوات العباد مؤلفة حرفا حرفا فيها التطريب بالهمز والترجيع".

ومما جاء في الكتاب ص2: "وقال وهب بن جرير الجهمية الزنادقة انما يريدون أنه ليس على العرش استوى"، وقوله في ص3: "وقال بن المبارك لا نقول كما قالت الجهمية انه في الأرض ههنا بل على العرش استوى وقيل له كيف تعرف ربنا قال فوق سماواته على عرشه وقال لرجل منهم أتظنك خاليا منه فبهت الآخر وقال من قال لا إله إله هو مخلوق فهو كافر وانا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية".

وقال في ص 57: "حدثني به أحمد بن إسحاق ثنا الأنصاري ثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرقينا في عقبة أو ثنية قال كان الرجل منا إذا علاها قال لا إله إلا الله والله أكبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنكم لا تنادون أصما ولا غائبا قال وهو على بغلته يعرضها فقال يا أبا موسى أو يا عبد الله ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة قال بلى يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب أن يكون الرجل خفيض الصوت ويكره أن يكون رفيع الصوت وإن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب فليس هذا لغير الله جل ذكره قال أبو عبد الله وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال عز وجل فلا تجعلوا لله أندادا فليس لصفة الله ند ولا مثل ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين".

(7) أبو داود السجستاني:

(أ) أبو داود (4728) حدثنا عليّ بن نصر، ومحمد بن يونس النسائي، المعنى قالا: أخبرنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حرملة -يعني: ابن عمران- حدثني أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة قال: سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿سَمِيعاً بَصِيراً﴾ قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه.
قال أبو هريرة: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها ويضع إصبعيه.
قال ابن يونس: قال المقري: يعني: إن الله سميعٌ بصير -يعني: أن للّه سمعاً وبصراً-.
قال أبو داود: وهذا ردّ على الجهمية

قلت : وفي احتجاج أبي داود بأخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد ، والمتأمل لكتاب السنة من سننه يرى إثباته للصفات جلياً ونقل عنه الخلال ذهابه لأثر مجاهد في المقام المحمود (244).

(ب) قال الخلال في السنة (1/214) قال المروذي: وقال أبو داود -يعني صاحب السنن-فيما احتج به، حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، حدثنا يحيى بن كثير، [قال ثنا سلم بن جعفر، ثنا سعيد الجريري، حدثنا سيف [السدوسي]، عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: "إذا كان يوم القيامةجيء بنبيكم صلى الله عليه وسلم حتى يجلس بين يدي الله على كرسيه، فقلت يا أبا مسعود: إذا كان على كرسيه أليس هو معه؟، قال: ويلك هذا أقر حديث في الدنيا لعينيّ.

قال أبو داود: وما ظننت أن أحداً يذكر بالسنة يتكلم في هذا الحديث ، إلا علمنا أن الجهمية تنكره".

(8) الترمذي:

(أ) قال الترمذي (4 / 692): "والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل ‏ ‏سفيان الثوري ‏ ‏ومالك بن أنس ‏ ‏وابن المبارك ‏ ‏وابن عيينة ‏ ‏ووكيع ‏ ‏وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا ‏ ‏تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن ‏ ‏تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه".

وأول كلامه: "وقد روي عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء " فكلامه يدل على الإثبات إذ أنه لم يفرق بين الرؤية والقدم.

وقوله: "ولا يقال كيف" دليل على إثبات المعنى ومثال ذلك لو قلت لك أفي بيتكم حديقة ؟ فإذا قلتَ لا لم يجز لي أن أسألك عن الكيفية ولم يجز لك نهيي عن ذلك، ولكن لو قلت لي نعم في بيتنا حديقة ولكن لا تسألني عن الكيفية لاستقام كلامك فما لم يثبت أصله لم يحتاج المتكلم إلى نفي العلم بكيفيته أو النهي عن السؤال عن كيفيته، وأما آخر الكلام الذي يبتره بعضهم :" ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه ‏ ‏يعني يتجلى لهم"؛ فهذا نص صريح في إثبات صفة التجلي وهي صفة فعليه فأين التفويض؟!

(ب) قال الترمذي (9/185): "وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه".

وهذا صريح في إثبات العلو الحسي وليس معناه العلو المعنوي لأن الترمذي كان في صدد نفي كون الله في الأرض كما هو ظاهر الحديث المنكر الذي كان الترمذي يتكلم عنه: "لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله".

(ج) قال الترمذي (3/50_51): "وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف ‏ ‏هكذا روي عن ‏ ‏مالك ‏ ‏وسفيان بن عيينة ‏ ‏وعبد الله بن المبارك ‏ ‏أنهم قالوا في هذه الأحاديث ‏ ‏أمروها ‏ ‏بلا كيف ‏ ‏وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة ‏ ‏وأما ‏ ‏الجهمية ‏ ‏فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه ‏ ‏وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت ‏ ‏الجهمية ‏ ‏هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق ‏ ‏آدم ‏ ‏بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة ‏ ‏و قال ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏ ‏إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ‏((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))".

وهذا كلام صريح في الإثبات لوجوه:

الأول: عدم تفريقه بين اليد والسمع والبصر بل أثبتها جميعاً. ‏
الثاني: قوله (( وفسروها على غير ما فسرها أهل العلم )) مما يدل أن لأهل العلم تفسير لهذه الآيات والأحاديث وقد تقدم ذكر الكثير منها ومنها تفسير الترمذي الذي ذكرناه للتو.
الثالث: نفي السؤال عن الكيفية وقد تقدم شرحه.
الرابع: إثبات الترمذي لصفة العلو.
الخامس: نفيه للتوهم وإنما يحصل توهم التشبيه والتجسيم لمن يثبت الصفات أما المعطلة فذلك منتفي في حقهم.

وما نقله الترمذي عن إسحاق حق لا مرية فيه فلو كان الاتفاق باللفظ يقتضي الإافاق في المعنى أو التشابه لكانت يد الجمل كيد الباب ويد النملة كيد الفيل وساق النبات كساق الإنسان والأمثلة على ذلك كثيرة ، وفي النص دليل على أن الجهمية أسلاف الأشاعرة في التأويل.

(9) النسائي:

صنف الإمام النسائي السنن الكبرى وجعل ضمنها كتاباً في الأسماء والصفات أسماه كتاب النعوت وقد طبع مفرداً، بدأ فيه النسائي بذكر أسماء الله عز وجل ثم صفاته مما يدل على أن القول في جمعيها عنده واحد ، وكذا أورد بعض الصفات المجمع عليها مثل صفة الكلام، وقد ذكر الحديث الوارد في صفة الفرح في ص352 والحديث الوارد في صفة الضحك في ص394، وهذه أخبار آحادية في مسائل اعتقادية فتأمل!

(10) الدارمي صاحب المسند:

بوب في مسنده باب (باب في شأن الساعة ونزول الرب تعالى).

واستقصاء هذا يطول وأكتفي بهذا القدر.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-23, 11:36   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
bassem1618
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-29, 09:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
culturel
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc