الرد على شبهة:خروج عائشة وطلحة والزبير ومعاوية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد على شبهة:خروج عائشة وطلحة والزبير ومعاوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-29, 22:43   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
samou el fedjm
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة

نعم بارك الله فيكم
هي كانت ضمن جلسات البيلوكس التي أقامها المشايخ جزاهم الله خيرًا
والمواد الصوتية موجودة هنا مع التفريغ:
https://vb.noor-alyaqeen.com/t18533/
وقد قمتُ بتفريغ كلمة الشيخ جمال بناءًا على طلب منه، فهو من طلب منِّي أن افرغها له.
إن أردتم أن أفرغ باقي الكلمات فلا حرج إن شاء الله


وفقكم الله
تفعلين خيرا إن شاء الله والمواد الصوتية عندي لكن كان هناك انقطاع بعض الشيئ من طرف المسجل مما عطل الإستفادة منها

وخذي وقتك في التفريغ من دون حرج معتذرين مجددا








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-07-01, 17:19   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samou el fedjm مشاهدة المشاركة
وفقكم الله
تفعلين خيرا إن شاء الله والمواد الصوتية عندي لكن كان هناك انقطاع بعض الشيئ من طرف المسجل مما عطل الإستفادة منها

وخذي وقتك في التفريغ من دون حرج معتذرين مجددا
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا التفريغ:
هنا
وأعتذر على التأخير لأن المنتدى كان ثقيل خلال اليومين الماضيين لذا لم أستطع اِدخاله، وقد وضعت في الملف جميع الكلمات؛ الشيخ جمال والشيخ مرعي والشيخ لعويسي والشيخ بريكة.
والله الموفق










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-01, 20:26   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
samou el fedjm
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا التفريغ:
هنا
وأعتذر على التأخير لأن المنتدى كان ثقيل خلال اليومين الماضيين لذا لم أستطع اِدخاله، وقد وضعت في الملف جميع الكلمات؛ الشيخ جمال والشيخ مرعي والشيخ لعويسي والشيخ بريكة.
والله الموفق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا وبل نحن الذين يجب أن نعتذر منك جعله الله في ميزان حسناتك وزاد الله همتك في الخير









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-02, 19:26   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
جرح أليم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا التفريغ:
هنا
وأعتذر على التأخير لأن المنتدى كان ثقيل خلال اليومين الماضيين لذا لم أستطع اِدخاله، وقد وضعت في الملف جميع الكلمات؛ الشيخ جمال والشيخ مرعي والشيخ لعويسي والشيخ بريكة.
والله الموفق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذا العمل

هل تسمحون لي بنقل التفريغ إلى مواضعه الصوتيات حتى يكتمل الخير









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-02, 19:48   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامه الفرجيوي مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذا العمل

هل تسمحون لي بنقل التفريغ إلى مواضعه الصوتيات حتى يكتمل الخير

وفيكم بارك الرحمن
نعم لكم ذلك لا مشكل
كنتُ سأضيفه للموضوع في نور اليقين لكن انشغلت
بإمكانكم وضعه ولكم الأجر بحول الله
وفقكم الله
(هناك ملاحظة لا أعلم إن كان يجب علي قولها أو لا؛ كلمة الشيخ لعويسي الأولى والتي ذكر فيها أدوية الفتن، أثناء بحثي عن أحد الآثار وجدتُ أن عبد المالك رمضاني له نفس الكلمة ربما ألقاها في محاضرة أو كتاب، المهم الكلمة نفسها، فلا أعلم من نقل عن الآخر).











رد مع اقتباس
قديم 2012-07-03, 10:47   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
جرح أليم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة

وفيكم بارك الرحمن
نعم لكم ذلك لا مشكل
كنتُ سأضيفه للموضوع في نور اليقين لكن انشغلت
بإمكانكم وضعه ولكم الأجر بحول الله
وفقكم الله
(هناك ملاحظة لا أعلم إن كان يجب علي قولها أو لا؛ كلمة الشيخ لعويسي الأولى والتي ذكر فيها أدوية الفتن، أثناء بحثي عن أحد الآثار وجدتُ أن عبد المالك رمضاني له نفس الكلمة ربما ألقاها في محاضرة أو كتاب، المهم الكلمة نفسها، فلا أعلم من نقل عن الآخر).


بوركتم
أين وجدتم كلام الرمضاني
لكن يجب أن نسأل الشيخ جمال عن هذا الأمر









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-03, 17:18   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامه الفرجيوي مشاهدة المشاركة
بوركتم
أين وجدتم كلام الرمضاني
لكن يجب أن نسأل الشيخ جمال عن هذا الأمر


وإياكم
كلام رمضاني موجودة هنا:
https://www.essafa.net/vb/showthread.php?t=15284
الأخ طرحها على شكل سلسلة، انظر إلى الملف الشخصي له ثم مواضيعه ستجدها هناك، بالنسبة للشيخ جمال فهو غائِب منذ أيام.
عُذراً من الأخ صاحب الموضوع،فقد خرجنا عن صلبه والله المستعان











رد مع اقتباس
قديم 2012-07-03, 18:23   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
جرح أليم
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة


وإياكم
كلام رمضاني موجودة هنا:
https://www.essafa.net/vb/showthread.php?t=15284
الأخ طرحها على شكل سلسلة، انظر إلى الملف الشخصي له ثم مواضيعه ستجدها هناك، بالنسبة للشيخ جمال فهو غائِب منذ أيام.
عُذراً من الأخ صاحب الموضوع،فقد خرجنا عن صلبه والله المستعان



لقد راسلت الأخ في منتديات التصفية والتربية لأرى المرجع الذي اعتمده
وهناك أمر أخشاه أكتمه الآن في نفسي









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-03, 18:46   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامه الفرجيوي مشاهدة المشاركة

لقد راسلت الأخ في منتديات التصفية والتربية لأرى المرجع الذي اعتمده
وهناك أمر أخشاه أكتمه الآن في نفسي

طيِّب لكم ذلك
بارك الله فيكم
(للعلم فإن كلمة رمضاني كانت أكثر توسعًا)










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-05, 15:01   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
~ام ~م~خ~أ~
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ~ام ~م~خ~أ~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البليدي جمال مشاهدة المشاركة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

الشبهة:
قال ممدوح جابر في كتابه: «ثورة الخامس والعشرين من يناير رؤية شرعية» (ص54):
«قال الشيخ حاتم العوني:
فقد سبق السلف من الصحابة الكرام إلى عمل مظاهرة بصورتها العصرية؛ فإن من خرج من الصحابة يوم الجمل للمطالبة بدم عثمان وعلى رأسهم الزبير بن العوام وطلحة ابن عبيد الله وعائشة رضي الله عن الجميع، وكانوا ألوفًا مؤلفة خرجوا من الحجاز للعراق ولم يخرجوا لقتال ابتداءً كما يقرره أهل السنة في عرضهم لهذا الحديث، وإذا لم تخرج تلك الألوف للقتال فلم يبق إلا أنهم خرجوا للتعبير عن الاعتراض على عدم القصاص من قَتَلة عثمان، وللضغط على أمير المؤمنين وخليفة المسلمين الراشد علي بن أبي طالب لكي يبادر بالقصاص من قَتَلة عثمان، وهذه مظاهرة سلفية بكل معنى الكلمة وقعت في محضر الرعيل الأول من الصحابة الكرام، ولا أُنكِر عليهم على أصل عملهم ولا حرمه العلماء ولا وصفوه بأنه خروج على الحاكم، مع ما ترتب على هذا الحدث من مفسدة؛ لأن مفسدته كانت طارئة، على أصل العمل ودخيلة عليه، والمهم هو موقف علي فهو من كانت المظاهرة ضده، ومع ذلك فما شنع على الذين تجمعوا بدعوى حرمة مجرد التجمع والمجيء للعراق، ولو كان تجمعهم وتوجههم للعراق، منكرًا لأنكره عليهم علي، بل حتى لو أنكره عليهم فيكفي أن يخالفه الزبير وطلحة وعائشة ومن معهم من الصحابة أجمعين لبيان أن مسألة مظاهرتهم مسألة خلافية
».
الرد على هذه الشبهة(1 ):
أن هذا النقل من هذا الثوري المتعالم عن هذا النكرة البهات مليء بالكذب والافتراء على صحابة النبي ﷺ الكريم وعلى دين الإسلام العظيم.
والرد من ستة أوجه:


الوجه الأول:
أن مذهب أهل السنة والجماعة المحافظة على مكانة الصحابة المتقاتلين وإبقاء منزلتهم بعد القتال، كما كانت قبل الشجار والقتال، لقيام المانع من تفسيقهم وتبديعهم والقدح فيهم، فإنهم لم يتقاتلوا من أجل الملك ولا المال ولا التعصب للهوى والأشخاص، بل كانت معركة الجمل مدبرة من قبل المندسين في صفوفهم، وكانت معركة صفين بسبب فتنة قتل عثمان، وما جلبه المشتركون في قتل عثمان من فتن بعد قتله، وحسب الصحابة أنهم اجتهدوا وهم أهل لذلك؛ فالمصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر واحد، بل من توفيق الله لهم أنهم لم يبدعوا ولم يفسقوا بعضهم بعضًا مع أنهم قد تقاتلوا، وقد شهد لهم النبي ﷺ بأن دعوتهم واحدة كما هو معلوم، وأيضًا فإن خطأ المخطئ منهم في هذا القتال مغمور في كثرة حسناتهم.
قال أبو سعيد الخدري: «مثل أصحاب رسول الله ﷺ مثل العيون، ودواء العيون ترك مسها»( ).
سئل عمر بن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل وصفين وما كان بينهم فقال:«تلك دماء كف الله يدي عنها، وأنا أكره أن أغمس لساني فيها»( ).
قال النووي رحمه الله:«واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد، ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم، والإمساك عما شجر بينهم، وتأويل قتالهم، وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا، بل اعتقد كل فريق أنه المحق، ومخالفه باغ، فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله، وكان بعضهم مصيبًا، وبعضهم مخطئًا معذورًا في الخطأ؛ لأنه اجتهاد، والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه»( ).
قال ابن حجر رحمه الله:«واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك، ولو عرف المحق منهم؛ لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد، بل ثبت أنه يؤجر أجرًا واحدًا وأن المصيب يؤجر أجرين»( ).
قال شيخ الإسلام رحمه الله:«فمن جزم في واحد من هؤلاء بأن له ذنبًا يدخل به النار قطعًا فهو كاذب مفتر؛ فإنه لو قال ما لا علم له به لكان مبطلًا؛ فكيف إذا قال ما دلت الدلائل الكثيرة على نقيضه فمن تكلم فيما شجر بينهم، وقد نهى الله عنه من ذمهم أو التعصب لبعضهم بالباطل فهو ظالم معتد»( ).
الوجه الثاني:أن ما حصل بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين ليس من قبيل المنازعة على الملك والحكم ولا من أجل الدنيا وإنما كان قتال فتنة.
قال ابن المبارك رحمه الله:«السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة، ولا أقول لأحد منهم هو مفتون»( ).
قال أبو سعيد الخدري لما سُئل عما وقع بين علي وطلحة والزبير:«أقوام سبقت لهم سوابق وأصابتهم فتنة فردوا أمرهم إلى الله»( ).
قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله:«فأما ما جرى من عليّ والزبير وعائشة -رضي الله عنهم أجمعين- فإنما كان على تأويل واجتهاد، وعليٌّ الإمام وكلهم من أهل الاجتهاد، وقد شهد لهم النبي ﷺ بالجنة والشهادة، فدل على أنهم كلهم كانوا على حق في اجتهادهم، وكذلك ما جرى بين سيدنا علي ومعاوية رضي الله عنهما، فدل على تأويل واجتهاد، وكل الصحابة أئمة مأمونون غير متهمين في الدين، وقد أثنى الله ورسوله على جميعهم، وتعبَّدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم، والتبري من كل من ينتقص أحدًا منهم -رضي الله عنهم أجمعين-»( ).
قال ابن حجر رحمه الله:«وكلهم -أي الصحابة- متأول مأجور إن شاء الله بخلاف من جاء بعدهم ممن قاتل على طلب الدنيا»( ).
قال شيخ الإسلام رحمه الله:«وعليٌّ رضي الله عنه لم يقاتل أحدًا على إمامة من قاتله، ولا قاتله أحد على إمامته نفسه، ولا ادعى أحد قط في زمن خلافته أنه أحق بالإمامة منه، لا عائشة ولا طلحة ولا الزبير ولا معاوية وأصحابه ولا الخوارج، بل كل الأُمة كانوا معترفين بفضل علي وسابقته بعد قتل عثمان»( ).

فعن شأن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما:
قال أبو مسلم الخولاني وأناس معه لمعاوية : أنت تنازع عليا أم أنت مثله ,فقال معاوية: لا والله إني لأعلم أن عليا أفضل مني وإنه لأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما وأنا ابن عمه وإنما أطلب بدم عثمان فائتوه فقولوا له فليدفع إلي قتلة عثمان وأسلم له, فأتوا عليا فكلموه بذلك فلم يدفعهم إليه( )
وعن أبي بردة قال : قال معاوية : ما قاتلت عليا إلا في أمر عثمان. ( )
قال شيخ الإسلام رحمه الله:و معاوية لم يدع الخلافة ولم يبايع له بها حين قاتل عليا ولم يقاتل علي أنه خليفة ولا أنه يستحق الخلافة ويقرون له بذلك وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدؤا عليا وأصحابه بالقتال ولا يعلوا ( )
قال ابن كثيرعند تفسير قول الله تعالى: ﴿
وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا ﴾ [الإسراء: 33] : ((وقد أخذ الإمام الحبر ابن عباس من عموم هذه الآية الكريمة ولاية معاوية السلطنة، وأنه سيملك؛ لأنه كان ولي عثمان، وقد قتل عثمان مظلومًا رضي الله عنه، وكان معاوية يطالب عليًّا رضي الله عنه أن يسلمه قتلته حتى يقتص منهم؛ لأنه أموي، وكان علي رضي الله عنه يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك، ويطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة، وأبى أن يبايع عليًّا هو وأهل الشام، ثم مع المطاولة تمكن معاوية وصار الأمر إليه، كما تفاءل ابن عباس واستنبط من هذه الآية الكريمة، وهذا من الأمر العجب، وقد روى ذلك الطبراني في «معجمه»)( ).

وأما شأن طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما:
فيقول شيخ الإسلام رحمه الله:«وأما الحرب التي كانت بين طلحة والزبير وبين علي فكان كل منهما يقاتل عن نفسه ظانًّا أنه يدفع صول غيره عليه، لم يكن لعلي غرض في قتالهم، ولا لهم غرض في قتاله، بل كانوا قبل قدوم علي يطلبون قتلة عثمان، وكان للقتلة من قبائلهم من يدفع عنهم، فلم يتمكنوا منهم، فلما قدم علي وعرفوه مقصودهم عرفهم أن هذا أيضًا رأيه، لكن لا يتمكن حتى ينتظم الأمر، فلما علم بعض القتلة ذلك حمل على أحد العسكرين فظن الآخرون أنهم بدءوا بالقتال فوقع القتال بقصد أهل الفتنة لا بقصد السابقين الأولين»( ).
وأما شأن عائشة رضي الله عنها:
فقد سألها عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي بعدما قتل عثمان وقال لها: ما تأمرين؟ قالت: «الزم عليًّا»( ).
وعائشة خرجت للإصلاح ولم تخرج لقتال علي كما جاء في الحديث أن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله: «عسى الله أن يصلح بك بين الناس»، ولم تنزع يدًا من طاعة.
وقال محمد بن طلحة لها: «مريني بأمرك يا أماه. قالت: «آمرك أن تكون كخير ابني آدم
»( ).
فمما سبق يتضح أن القتال الذي وقع بين الصحابة قتال فتنة, فكيف يستدل بقتال فتنة على مشروعية هذه المظاهرات والثورات؛ فهذا من أبطل الباطل، فالمستدل بقتال الفتنة على مشروعية المظاهرات رجل فتَّان مفتون.
الوجه الثالث:أن الصحابة الذين شاركوا في الفتنة كانوا قلة يسيرة بالمقارنة بعدد الصحابة الذين لم يشاركوا فيها ، وهم كثير جدًّا بالألوف المؤلفة.
«فقد قيل لسعد بن أبي وقاص: ألا تقاتل فإنك من أهل الشورى وأنت أحق بهذا الأمر من غيرك؟
فقال سعد بن أبي وقاص: لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان، يعرف المؤمن من الكافر، إن ضربتُ به مسلمًا نبأ عنه، وإن ضربتُ كافرًا قتله، فقد جاهدتُ وأنا أعرف الجهاد.
وَضَرَبَ لهم مَثَلًا فَقَالَ: مثلنُا ومثلكم كمثلِ قومٍ كانوا على محجة بيضاء، فبينا هم كذلك يسيرون هاجتْ ريحٌ عجاجةٌ، فضلوا الطريق، والتبس عليهم فقال بعضهم: الطريق ذات اليمين؛ فأخذوا فيها فتاهوا وضلوا، وقال آخرون: الطريق ذات الشمال؛ فأخذوا فيها فتاهوا وضلوا، وقال آخرون: كنا في الطريق حيثُ هاجت الريح فنيخ؛ فأناخوا فأصبحوا فذهب الريح، وتبين الطريق فهؤلاء هم الجماعة قالوا: نلزم ما فارقنا عليه رسول الله حتى نلقاه ولا ندخل في شيء من الفتن
»( ).
قال محمد بن سيرين رحمه الله:«هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله ﷺ عشرة آلاف، فما حضر فيها مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين»( ).
قال الشعبي رحمه الله:«من حدثك أنه شهد الجمل من أهل بدر غير أربعة أو إن جاءوا بخامس كان علي وعمار ناحية وطلحة والزبير ناحية»( ).
قال الحسن البصري رحمه الله:«لما كانت الفتن جعل رجل يسأل عن أفضل أصحاب رسول الله ﷺ في أنفسهم لا يسأل أحدًا إلا قالوا له سعد بن مالك... هذا علي يدعو الناس وهذا معاوية يدعو الناس وقد جلس عنهما عامة أصحاب رسول الله ﷺ...»( ).
قال بكير بن الأشج رحمه الله:«إن رجالًا من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم»( ).
قال ميمون بن مهران فيما اختلف الناس فيه في أمر عثمان وعلي وطلحة والزبير ومعاوية وعن قول العامة في ذلك:«وأما من لزم الجماعة فمنهم سعد بن أبي وقاص وأبو أيوب الأنصاري وعبد الله بن عمر وأسامة بن زيد وحبيب بن مسلمة الفهري وصهيب بن سنان ومحمد بن مسلمة في أكثر من عشرة آلاف من أصحاب رسول الله ﷺ والتابعين لهم بإحسان قالوا جميعًا: نتولى عثمان وعليًّا لا نتبرأ منهما، ونشهد عليهما وعلى شيعتهما بالإيمان، ونرجو لهم ونخاف عليهم»( ).
قال الخطابي رحمه الله:«وممن اعتزل تلك الفتنة فلم يكن مع واحد من الفريقين حتى انجلت محمد بن مسلمة الأنصاري وعبد الله بن عمر في عدة كثيرة من الصحابة»( ).
قال شيخ الإسلام رحمه الله:«وأما الصحابة فجمهورهم وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة.
قال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثنا أبي حدثنا إسماعيل -يعني: ابن علية- حدثنا أيوب -يعني: السختياني- عن محمد بن سيرين قال: «هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله ﷺ عشرة آلاف فما حضرها منهم مائة بل لم يبلغوا ثلاثين» هذا الإسناد من أصح إسناد على وجه الأرض، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقه، ومراسيله من أصح المراسيل.
وقال عبد الله: حدثنا أبي حدثنا إسماعيل حدثنا منصور بن عبد الرحمن قال: قال الشعبي: «لم يشهد الجمل من أصحاب رسول الله ﷺ غير علي وعمار وطلحة والزبير فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب
».
وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا أبي حدثنا أمية بن خالد قال: «قيل لشعبة: إن أبا شيبة روى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلًا فقال: كذب والله لقد ذاكرت الحكم بذلك وذاكرناه في بيته فما وجدناه شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت».
قلت: هذا النفي يدل على قلة من حضرها، وقد قيل: إنه حضرها سهل بن حنيف وأبو أيوب، وكلام ابن سيرين مقارب، فما يكاد يذكر مائة واحد.
وقد روى ابن بطة عن بكير بن الأشج قال: «أما إن رجالًا من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم» اهـ( ).
وقال أيضا رحمه الله:«وأكثر أكابر الصحابة لم يقاتلوا لا من هذا الجانب ولا من هذا الجانب، واستدل التاركون للقتال بالنصوص الكثيرة عن النبي ﷺ في ترك القتال في الفتنة، وبينوا أن هذا قتال فتنة»( ).
وقال أيضًا رحمه الله:«والذي عليه أكابر الصحابة والتابعين أن قتال الجمل وصفين لم يكن من القتال المأمور به، وأن تركه أفضل من الدخول فيه، بل عدوُّه قتال فتنة، وعلى هذا جمهور أهل الحديث وجمهور أئمة الفقهاء»( ).
فهذه النقولات كافية في الدلالة على أن أكثر الصحابة اعتزلوا القتال في معركتي الجمل وصفين فكيف يستدل بما حدث بين بعض الصحابة، وقد اعتزله أكثر الصحابة باعتباره قتال فتنة.
الوجه الرابع:أن النبي ﷺ قد حذر من مسير عائشة ومن خروجها في تلك الفتنة، وهو من دلائل نبوته ﷺ، ووقع كما أخبر من مسيرها وخروجها في تلك الفتنة فلا يجوز لأحد شم رائحة العلم الشرعي أن يستدل بفعل قد حذر منه النبي ﷺ.
فعن قيس قال:
«لما بلغت عائشة بعض مياه بني عامر ليلًا نبحت الكلاب عليها، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، فوقفت فقالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال لها طلحة والزبير: مهلًا رحمك الله، بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله ﷺ قال لنا ذات يوم: «كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب»( ).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعدما كادت»( ).
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:«ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأً من أصله، ولذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبوءة النبي ﷺ عند الحوأب، ولكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله: «عسى الله أن يصلح بك بين الناس» ولا نشك أنه كان مخطئًا في ذلك أيضًا»( ).
والصحابة كذلك أنكروا مسير عائشة وخروجها في تلك الفتنة.
ولهذا كانت أم سلمة تقول: «لا يحركني ظهر بعير حتى ألقى النبي ﷺ»( ).
فكان مذهبها هي وأمهات المؤمنين لزوم بيوتهن ومجانبة الفتن.
وقال ابن حجر رحمه الله:«وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن أبي يزيد المديني قال: «قال عمار بن ياسر لعائشة لما فرغوا من الجمل: ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليكم» يشير إلى قوله تعالى: ﴿
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33]، فقالت: أبو اليقظان؟ قال: نعم. قالت: والله إنك ما علمت لقوَّالٌ بالحق. قال: الحمد لله الذي قضى لي على لسانك»( ).
وعن أبي مريم عبد الله بن زياد الأسدي قال:«لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي، فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه، وقام عمار أسفل من الحسن، فاجتمعنا إليه فسمعت عمارًا يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة، ووالله إنها لزوجة نبيكم ﷺ في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي»( ).
قال ابن حجر رحمه الله:«قيل: الضمير لعلي؛ لأنه الذي كان عمار يدعو إليه، والذي يظهر أنه (الله) والمراد باتباع الله: اتباع حكمه الشرعي في طاعة الإمام وعدم الخروج عليه، ولعله أشار إلى قوله تعالى: ﴿
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33]؛ فإنه أمر حقيقي خوطب به أزواج النبي ﷺ، ولهذا كانت أم سلمة تقول: «لا يحركني ظهر بعير حتى ألقى النبي ﷺ».
والعذر في ذلك عن عائشة أنها كانت متأولة هي وطلحة والزبير، وكان مرادهم إيقاع الإصلاح بين الناس، وأخذ القصاص من قتلة عثمان -رضي الله عنهم أجمعين-، وكان رأي علي الاجتماع على الطاعة وطلب أولياء المقتول القصاص ممن يثبت عليه القتل بشروطه»( ).
وعن أبي بكرة قال:«لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله ﷺ أيام الجمل، بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال: لما بلغ رسول الله ﷺ أن أهل فارس قد ملَّكوا عليهم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»( ).
وعن ابن أبي عتيق قال:قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فأرونيه فلما مر ابن عمر قالوا: هذا ابن عمر، فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلًا قد غلب عليك، وظننت أنك لا تخالفينه -يعني: ابن الزبير-. قالت: أما إنك لو نهيتني ما خرجت»( ).
والنبي ﷺ قد أخبر الزبير بأنه سيقاتل عليًّا ويكون له ظالمًا فخطأه النبي ﷺ من أجل قتاله لعليٍّ.
فقد روى الحاكم في «المستدرك» بإسناده عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، قال:شهدت عليًّا والزبير، لما رجع الزبير على دابته يشق الصفوف، فعرض له ابنه عبد الله، فقال: ما لك؟ فقال: ذكر لي علي حديثًا سمعته من رسول الله ﷺ يقول: «لتقاتلنه وأنت ظالم له» فلا أقاتله، قال: وللقتال جئت؟ إنما جئت لتصلح بين الناس ويصلح الله هذا الأمر بك، قال: قد حلفت ألا أقاتل، قال: فاعتق غلامك جرجس وقفْ حتى تصلح بين الناس، قال: فأعتق غلامه جرجس ووقف فاختلف أمر الناس، فذهب على فرسه»( ).
قال الحاكم رحمه الله:«وقد روي إقرار الزبير لعلي رضي الله عنهما بذلك من غير هذه الوجوه والروايات»( ).

الوجه الخامس:أن الصحابة الذين شاركوا في هذه الفتنة استدركوا على أنفسهم بعد ذلك وندموا نَدامة عظيمة على ما حدث منهم وتابوا من ذلك.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
قال سليمان بن صرد الخزاعي للحسن بن علي:«اعذرني عند أمير المؤمنين، فإنما منعني من يوم الجمل كذا وكذا، قال: فقال الحسن: لقد رأيته حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول: يا حسن، لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة»( ).
وعن قيس بن عباد قال: قال علي لابنه الحسن يوم الجمل: يا حسن يا حسن، ليت أباك مات من عشرين سنة. قال فقال الحسن: يا أبتِ قد كنت أنهاك عن هذا. قال: يا بني، لم أر الأمر يبلغ هذا»( ).
قال شيخ الإسلام رحمه الله:«وعليّ رضي الله عنه في آخر الأمر تبين له أن المصلحة في ترك القتال أعظم منها في فعله»( ).
وقال أيضًا رحمه الله:«وأصحابه كانوا أفضل قرون الأُمة فهم أعرف القرون بالله وأشدهم له خشية، وكانوا أقوم الناس بالتوبة في حياته وبعد مماته؛ فمن ذكر ما عيب عليهم ولم يذكر توبتهم التي بها رفع الله درجتهم كان ظالمًا لهم... وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ندم على أمور فعلها من القتال وغيره.
وكان يقول:
لقد عجزت عجزة لا أعتذر

سوف أكيس بعدها وأستمر

وأجمع الرأي الشتيت المنتشر
وكان يقول ليالي صفين: لله در مقام قامه عبد الله بن عمر وسعد بن مالك، إن كان برًّا، إن أجره لعظيم، وإن كان إثمًا إن خَطَره ليسير!
وكان يقول: يا حسن يا حسن، ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ إلى هذا، ود أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة.
ولما رجع من صفين تغير كلامه وكان يقول: لا تكرهوا إمارة معاوية فلو قد فقدتموه لرأيتم الرءوس تتطاير عن كواهلها.
وقد روي هذا عن علي رضي الله عنه من وجهين أو ثلاثة، وتواترت الآثار بكراهته الأحوال في آخر الأمر، ورؤيته اختلاف الناس وتفرقهم وكثرة الشر الذي أوجب أنه لو استقبل من أمره ما استدبر ما فعل ما فعل
»( ).
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
عن بن أبي مليكة قال: «قال عبد الله بن عمرو: ما لي ولصفين، ما لي ولقتال المسلمين، لوددت أني مت قبله بعشر سنين، أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم»( ).
عائشة رضي الله عنها:
قالت عائشة:
«لوددت أني لم أسر مسيري الذي سرت وأن لي عشرة أولاد من رسول الله ﷺ ثكلتهم كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام» وكان رجلًا شريفًا سخيًّا مريًّا»( ).
وعن ابن أبي عتيق قال قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فأرونيه فلما مر ابن عمر قالوا: هذا ابن عمر، فقالت: يا أبا عبد الرحمن، ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلًا قد غلب عليك، وظننت أنك لا تخالفينه -يعني ابن الزبير-. قالت: أما إنك لو نهيتني ما خرجت
»( ).
قال الزيلعي رحمه الله:«وقد أظهرت عائشة الندم»( ).
وعن قيس بن أبي حازم، قال:«قالت عائشة رضي الله عنها وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله ﷺ وأبي بكر، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله ﷺ حدثًا ادفنوني مع أزواجه. فدفنت بالبقيع»( ).
قال الذهبي رحمه الله:«تعني بالحدث: مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية، وتابت من ذلك على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير، كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار -رضي الله عن الجميع-»( ).
قال شيخ الإسلام رحمه الله:«وأصحابه كانوا أفضل قرون الأُمة فهم أعرف القرون بالله وأشدهم له خشية، وكانوا أقوم الناس بالتوبة في حياته وبعد مماته؛ فمن ذكر ما عيب عليهم ولم يذكر توبتهم التي بها رفع الله درجتهم كان ظالمًا لهم...
وكذلك عائشة رضي الله عنها ندمت على مسيرها إلى البصرة وكانت إذا ذكرته تبكي حتى تبل خمارها
»( ).
قال الشيخ الألباني رحمه الله:«لا شك أن عائشة رضي الله عنها المخطئة لأسباب كثيرة وأدلة واضحة، ومنها ندمها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها، وذلك مما يدل على أن خطأها من الخطأ المغفور بل المأجور»( ).
طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعمار بن ياسر رضي الله عنهم جميعا:
قال الحسن بن علي:«لود علي أنه لم يعمل ما عمل, ولود عمار أنه لم يعمل ما عمل, ولود طلحه أنه لم يعمل ما عمل, ولود الزبير أنه لم يعمل ما عمل, هبطوا على قوم متوشحي مصاحفهم أهل آخرة فسيفوا بينهم»( ).
قال شيخ الإسلام رحمه الله:«وأصحابه كانوا أفضل قرون الأُمة فهم أعرف القرون بالله وأشدهم له خشية، وكانوا أقوم الناس بالتوبة في حياته وبعد مماته؛ فمن ذكر ما عيب عليهم ولم يذكر توبتهم التي بها رفع الله درجتهم كان ظالمًا لهم... والزبير ندم على مسيره يوم الجمل»( ).
فالصحابة الذين شاركوا في هذه الفتنة لم يحمدوا ما فعلوه من القتال وندموا عليه، ومعلوم أن الندامة شرط من شروط التوبة، والتوبة لا تكون إلا من معصية فكيف يحتج هؤلاء بأمور قد تاب منها أصحابها وأظهروا الندامة عليها فهذا من الإفلاس والضلال.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:«وبالجملة، ليس علينا أن نعرف كل واحد تاب، ولكن نحن نعلم أن التوبة مشروعة لكل عبد. للأنبياء ولمن دونهم، وأن الله سبحانه يرفع عبده بالتوبة، وإذا ابتلاه بما يتوب منه فالمقصود كمال النهاية لا نقص البداية؛ فإنه تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين وهو يبدل بالتوبة السيئات حسنات
»( ).
الوجه السادس:
أنه من المعلوم أن علي بن أبي طالب كان هو صاحب الحق، وأن الذين قاتلوا عليًّا لم يكن معهم الحق وإنما تأولوه، وهذا ما عليه أهل العلم أن الحق كان مع علي وأصحابه وأنه كان أقرب الطائفتين إليه.
ففي الصحيحين عن أبي سعيد: «أن النبي ﷺ ذكر قومًا يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحليق، قال: «هم شر الناس -أو: من شر الخلق- يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق». قال: فضرب رسول الله ﷺ لهم مثلًا - أو قال: قولًا -: «الرجل يرمي الرمية، -أو قال: الغرض-، فينظر في النصل، فلا يرى بصيرة، وينظر في النضيِِّ فلا يرى بصيرة، وينظر في الفُوقِ فلا يرى بصيرة»( ).
وفي لفظ آخر عنه في هذا الحديث: «يكون في أمتي فرقتان، فتخرج بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهم بالحق»( ).
وفي أخرى: «تمرق مارقة في فرقة من الناس، يلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق»( ).
وفي أخرى: «يخرجون على فرقة مختلفة، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق»( ).
وقوله ﷺ لعمار: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار»( ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:«فمثل هذا الحديث الصحيح عن أبي سعيد بين فيه أن عليًّا وأصحابه أولى بالحق من معاوية وأصحابه؛ فكيف لا يروى عنه مثل هذا لو كان صحيحًا؟»( ).
قال الشيخ الألباني رحمه الله:«والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى، ولا شك أن عائشة رضي الله عنها المخطئة لأسباب كثيرة وأدلة واضحة»( ).


جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-05, 15:08   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
~ام ~م~خ~أ~
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ~ام ~م~خ~أ~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة

جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم

بسم الله الرحمن الرحيم

رد الشيخ: أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي –حفظه الله- على شُبهة خروج الحسين –رضي الله عنه- على يزيد بن معاويـة

الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين.

فالـرَّد على الشُبهة التِّي ألقيت وهي أن الحُسين بن علي –رضي الله عنها وأرضاه- خرج على يزيد بن معاويـة –رحمه الله-، وأضفُ أيضًا إلى هذه الشُبهة شُبهة خروج عبد الله بن الزبيْر –رضي الله عنه- على الحجَّاج، وشُبهة أيضًا خروج بن الأشعث، وهذه شُبهة على شُبهة تُقوِّي بعضها بعضًا ويطير بها أهل الأهواء، ولكن أهل السُنَّـة ينسفونها من جذورها بالكتاب والسُنَّـة وأقوال أهل العلم المعتبرين.

فأقول وبالله التوفيق:
في هذه الليلة، ليلة الثلاثاء، ليلة الثامن والعشرين من شهر صفر عام 1432ه، الموافق لـليلة الأول من شهر فبراير عام 2011م.
هذه الشُبهة قويَّة جدًا وقد تكلَّم أهل العلم عنها قديمًا وحديثًا ونُريد إخواننا الذِّين لم يقفوا على كلام أهل العلم في رد هذه الشُبهة أن يقفوا عليه، ويكون لهم سندًا وقوة لكي يقفوا أمام أهل البدع والأهواء.

الـرَّد على هذه الشُبهة من وجوه، وسأختصر بقدر الاِستطاعة:

الوجـه الأول:
أننا أمرنا في حال الاِختلاف أن نرُد الأمر لكتاب الله وسُنَّة رسولـه –صلَّى الله عليه وسلَّم- إذ قال الله –سبحانه وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59].

هذا أمر، فمهما اختلفنا فنرد الاختلاف للكتاب والسُنَّة، ماذا قال الكتاب والسُنَّـة؟ السُنَّـة جاءت بأحاديث، عشرات الأحاديث تتكلَّم عن عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم وإن ظلم وإن جار وإن عصى وإن أكل مالك وإن ضرب ظهرك، اِسمع وأطع، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فلتنظر في مواطنها.

الوجه الثاني:
هذه الفتنـة، وهي من التشابه من القول والأخذ بالمحكم أوْلى وأوجب في زمن الفتنة وغيره، فالأمـر بعدم الخروج على الحاكم المسلم هو الأصل الذِّي جاءت به النصوص الشرعيَّة المحكمـة، وهو قـول أهل العلم والاِستقامـة.

وأمَّا الخروج على الحاكم فهو من الاِجتهاد الفردي وهو من المتشابه، والمتشابه من القول لا يتبعه إلَّا الزيغ والفساد والأهواء، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا [آل عمران: 7].

وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: تلا رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ. قالت: قال رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فإذا رأيتِ الذِّين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئِك الذِّين سمَّى الله فاحذروهم». فمن ترك النصوص الثابتة المحكمة الـواردة في النهي عن الخروج على الحاكم المسلم مهما كان ظلمه وفسقه ومعصيته وتمسَّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف معهم مهما كانت مخالفته مع مخالفة جماهير الأمَّـة لـه، فإن المتمسِّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف مع مخالفة جماهير الأمَّة له فإنه ممن سمَّاهم الله تعالى وبيَّن حالهم النبِّي –صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الآنف الذكر، وحذَّرنا منهم ومن طريقتهم، وهم الذِّين في قلوبهم ميلٌ عن الحق واِنحراف عنه.

فالأحاديث التِّي جاءت عن النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- الثَّابتة المحكمة كثيرة وكثيرة جدًا، فمن ذلك قولـه صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث عند البخاري وغيره: (من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر)، ما قال فليخرج، (... فإن من فارق الجماعة شبرًا فمات فميتته جاهلية).

وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إنَّكم ستلقون بعدي أثرة)، يعني يستأثرون بالأموال والمناصب والجاه عنكم، قال: (فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). متفق عليه.

أيضًا من الـرَّد عليهم:
هذا حديث حُذَيْفَةُ بن الْيَمَانِ رضي الله عنه قال:قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا كنا بِشَرٍّ فَجَاءَ الله بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فيه فَهَلْ من وَرَاءِ هذا الْخَيْرِ شَرٌّ قال نعم قلت هل وَرَاءَ ذلك الشَّرِّ خَيْرٌ قال نعم قلت فَهَلْ وَرَاءَ ذلك الْخَيْرِ شَرٌّ قال نعم قلت كَيْفَ قال يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ولا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ في جُثْمَانِ إِنْسٍ قال قلت كَيْفَ أَصْنَعُ يا رَسُولَ اللَّهِ إن أَدْرَكْتُ ذلك قال تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ). رواه مسلم.

الوجه الـثالث:
أن الحُسين –رضي الله عنه- وابن الزُبير –رحمه الله- تأوَّلـوا واجتهدوا، غير مُتعمِّدين المعصية، وليس تأويلهم تأويل الخوارج الجهَّال الذِّين خرجوا على الصحابة خيار النَّاس، بل اِجتهدوا وظنُّوا أن الحق معهم، فهم بين رجلين كما في الحديث، عن عمر بن العاص أنه سمع النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر). متفقٌ عليه.

الوجه الرابع:
أحاول أختصر حتى لا أطيل عليكم بارك الله فيكم.
أن خروج الحسين كان على أساس أن القوم كاتبوه ثم أنَّ مسلم بن عقيل وهو ابن أخ الحسين – رضي الله عنهم جميعًا- أخذ البيعة لـه، وتتالت عليه الكُتب حتَّى أن من أواخر الكُتب التِي جاءته، فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم. للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين أما بعد؛ فإن النَّاس ينتظرونك ولا رأي لهم إلى غيرك، فالعجل العجل".

وجاءه كتاب من الكتب، فيه: "كتب أهل الكوفة إلى الحسين يقولون: ليس علينا إمام، فأقبل لعلَّ الله أن يجمعنا بك على الحق".
فهذه الكُتب التِّي توالت على الحسين تُبيِّن أنهم ما كان لهم أمير، وهذا هو الذِّي كان يعتقده أن القوم هناك لا أمير لهم، وأنهم لم يقبلوا بيزيد، فذهب على هذا الأساس.

مع هذا الاِجتهاد ننتقل إلى ...

الوجه الخامس
؛ وهو أن الحسين –رضي الله عنه- وابن الزبير أيضًا خالفوهما الصحابـة رضي الله عنهم أجمعين، كبار الصحابة خالفوهما، وكبار التابعين خالفوا و أنكروا على ابن الأشعث أيضًا.

روى البخاري في صحيحه، يرويه إلى نافع قال: "لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولـده فقال إني سمعتُ رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (يُنصبُ لكلِّ غادر لواءٌ يوم القيامـة)، وإنَّا قد بايعنا هذا الرَّجل" يعني يزيد بن معاوية؛ " ... على بيع الله ورسولـه، وإنِّي لا أعلم غدرًا أعظم من أن يُبايع رجلٌ على بيع الله ورسولـه ثم ينصبُ لـه القتال، وإنِّي لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلَّا كانت الفيصل بيني وبينه".

ويقول شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله-: " لمَّا أراد الحسين –رضي الله عنه- أن يخرج إلى أهل العراق، لما كاتبوه كُتب كثيرة أشار عليه أفاضل أهل العلم والدِّين كابن عمر وابن عبَّاس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ألَّا يخرج".

وذكر الحافظ بن كثير –رحمه الله- عندما ذكر في كتابه البداية والنهاية قتال أهل المدينة ليزيد، قال: "وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحدًا بعينه بعد بيعته ليزيد".
وقال أيضًا في موضع آخر في خروج الحسين: "لما استشعر النَّاس خروجه أشفقوا عليه من ذلك وحذَّروه منه وأشار عليه ذوو الرَّأي منهم والمحبَّة له بعدم الخروج إلى العراق، وأمروه بالقيام بمكة، وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم".

وهذا عبد الله بن عباس يقول: "استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلتُ: لو لا أن يزري بي النَّاس وبك لنشبتُ يدي في رأسك فلم أتركك تذهب".
وهذا أيضا عبد الله بن عمر بن العاص يتأسف فيقول: "عجَّل حسين – رضي الله عنه- قدره، والله ولو أدركته ما تركته يخرج إلَّا أن يغلبني".

وهذا أبو سعيد الخذري أيضًا يقول مثل ذلك أو قريبًا من ذلك، وهذا عبد الله بن مطيع العدوي –رضي الله عنه، كلُّهم ينكرون على الحسين وكانوا ينصحون له ويُشدِّدون إلَّا أن قدر الله كان نافذًا في ذلك.

الوجه السادس
: أن هذه الفتنة أو الخروج على الحجَّاج كما ذكر غير واحد من أهل العلم أنه ليس بسبب الفسق، بل كان بدفاع الكُفر عند من رأوا الخروج عليه، كما ذكر ذلك النووي في شرحه على مسلم، قال: "قيامهم على الحجَّاج ليس بمجرد الفسق، بل لمَّا غيَّر في الشرع وظاهر الكفر".

أيضًا الوجه السابع: أن الخروج كان عند بعض السلف اِجتهادًا، ولهذا كانوا يقولون عن بعضهم: أنه يرى السَّيف ثم الإجماع استقر –أعني إجماع المسلمين أهل السُنَّـة- استقر بعد ذلك على منع الخروج على الحاكم إلَّا في حالـة الكُفر الصريح فقط، وبشرطه وضوابطه أيضًا، ليس كلَّ كُفر يُخرج عليه أو كلُّ من رُئي عليه كُفرًا نخرج عليه، لا.

يقول الحافظ ابن حجر: "كانوا يقولون أنه كان يرى السَّيف، أي؛ يعني: أنه كان يرى الخروج بالسَّيف على أئمة الجور، وهذا مذهبٌ للسَّلف قديم. لكن استقر الأمر على ترك ذلك لمَّا رأوه قد أفضى إلى أشدَّ منه، ففي وقعة الحرَّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبَّر".

أيضًا النووي –رحمه الله- نقل عن القاضي عياض قولـه: "وقيل إن هذا الخلاف كان أولاً، ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم".
ولهذا قال شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه منهاج السنَّة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية في المجلد الرَّابع، قال: "ولهذا اِستقرَّ أمر أهل السُنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثَّابتة عن النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم- وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئِمـة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلقٌ كثير من أهل العلم والدِّين". فاحفظوا هذا بارك الله فيكم.

أسأل الله – سبحانه وتعالى- أن يجعلني وإيَّاكم ممن يستمع القول فيتَّبع أحسنه، ولا يفتوني في آخر التعليق أن هذه الفتنة التِّي حصلت في زمن الحسين مع يزيد وابن الزبير، هذه كلّها لا تصلُح للاستدلال، ولا يصِح بها الاِستدلال على الأحاديث الصحيحة وكلام النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم-، إذ أنه لو كان هناك كلامٌ للصحابـة موقوف عليهم وجاءنا حديث للنبي صلى الله عليه وسلم- مرفوع ثابت؛ فإنه يُقدَّم كلام النبِّي – صلَّى الله عليه وسلَّم-.

فكيف إذا لم يكن هناك دليل على جواز الخروج ؟
وأضف إلى ذلك إجماع أهل السُنة على إنكار الخروج على من خرج على ولاة الأمر، برًا كان أو فاجر.
بالإضافة إلى أن الحسين – رضي الله عنه وأرضاه- ما قاتل يزيد وما خرج لقتالـه أصلاً، هو خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه، ويزيد في الشام، وفي الطريق تراجع الحسين وخيَّرهم في ثلاث، قال: إما تتركوني أرجع، وإما تذهبوا بي إلى يزيد، وإما تتركوني أذهب إلى ثغر من الثغور. فأبوْا إلَّا أن يُقاتلوه والقصة طويلة لا أريد أن أتكلَّم في مقتله. فقاتلوه وهو مُكره وعلى قِلَّة من أهل بيته.

بارك الله في الجميع، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين.

تم بحمد الله ...

قامت بتفريغ المادة:
أم عبد الرحمن السلفيَّة (ألم الفراق)
الاِثنين: 11 ربيع الأول 1432 هـ
الموافق لـ: 14 / 02 /2011 م



لتحميل الـرد مُنسَّق في ملف وورد

هنا


ملاحظة: التفريغ اطلَّع عليـه الشيخ -حفظه الله- وقام بتصويبه، ووافق على نشره.











رد مع اقتباس
قديم 2012-07-28, 10:48   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدتُ هذه الفائِدة فأردتُ نقلها من بعد إذنكم:

في سؤال وجه للإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، قال السائل: يحتج بعضهم بما وقع في التاريخ الإسلامي كما في فتنة ابن الأشعث، وخروج كثير من القرّاء على رأسهم سعيد بن جبير ومَن كان معه، وأيضًا ما وقع من عائشة -رضي الله عنها- والزبير وطلحة مع علي -رضي الله عنهم أجمعين-، وأنّ هذا قد وقع، وأنّ هذا يُعَد خروجًا، ولكن ما حُقق لهم الهدف المطلوب، لكن هذا الخروج مما يجوز!! فهل هذا الاستدلال لتلك القصص التي وقعت في العهد الأول صحيح؟ وما الجواب؟ لأن هذا - ما وقع في فتنة الأشعث، وما وقع من عائشة مع مَن كان معها من الصحابة- يُثار كثيرًا من أجل تبرير قضية الخروج.

قال الإمام الألباني رحمه الله:
نعم. الخروج لا يجوز يا أخي، وهذه الأدلة هي على مَن يحتج بها، وليست لصالحه إطلاقًا.
هناك حكمة تُروى عن عيسى -عليه السلام-، ولا يهمنا صحتها بقدر ما يهمنا صحة معناها، أنه وعظ الحواريين يومًا وأخبرهم بأن هناك نبيًا يكون خاتم الأنبياء، وأنه سيكون بين يديه أنبياء كذبة. فقالوا له: فكيف نميّز الصادق من الكاذب؟ فأجاب بالحكمة المشار إليها، وهي قوله: (مِن ثمارِهم تعرفونهم).

فهذا الخروج وذاك الخروج -ومنه خروج عائشة رضي الله عنها- نحن نعرف حكم هذا الخروج من الثمرة، فهل الثمرة كانت مُرّة أم حلوة؟
لاشك، التاريخ الاسلامي الذي حدثنا بهذا الخروج وذاك، يُنْبِي (= ينبأ) بأنه كان شرًا، وسُفكت دماء المسلمين وذهبت هدرًا بدون فائدة، وبخاصة فيما يتعلق بخروج السيدة عائشة.

السيدة عائشة لقد ندمت على خروجها، وكانت تبكي بكاء مرًا حتى يبتل خمارها، وتتمنى أنها لم تكن قد خرجت ذلك الخروج.

وهناك نكتة (= طرفة) قرأتها في بعض الكتب -ولا يهمني الآن أيضًا صحة السند- أنه بلغها أن خلافًا نشب بين عبيدٍ لها وعبيدٍ لشخص آخر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتهيأت للخروج، فسألها قريبٌ لها: إلى أين يا أم المؤمنين؟، قالت: للنظر في الخلاف الذي نشب بين هؤلاء وهؤلاء بخصوص بغلة ادّعاها كل من الفريقين. قال لها: يا أم المؤمنين، ألا يكفينا وقعة الناقة، حتى تثيري لنا وقعة البغلة من جديد. (هنا يضحك الشيخ والسائل).

الشاهد: الاحتجاج بمثل هذا الخروج، أولًا: هذا حجة عليهم؛ لأنه لم يكن منه فائدة.
ثانيًا:
لماذا نتمسك بخروج سعيد بن جبير، ولا نتمسك بعدم خروج كبار الصحابة الذين كانوا في عهده؟!! كابن عمر وغيره، ثم تتابع قدماء السلف -كلهم- بعدم الخروج عن الحاكم.
إذن هناك خروجان: خروج فكري، وهذا أخطر، وخروج عملي، وهذا ثمرة للأول، فلا يجوز مثل هذا الخروج، والأدلة التي ذكرتَها آنفًا فهي طبعًا عليهم وليست لهم. اهـ

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

لتحميل للمادة الصوتية [من هنا]
المصدر: شبكة الورقات السلفيّة
.









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-31, 00:40   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بالرغم من أن هذا الرد العلمي يبين كذب وتعصب وخيانة الخوارج إلا أن أذنابهم في المنتديات لا يستحون فيكررون علينا نفس الشبهة وكأنهم يُقِرون على أنفسهم الكذب والتعصب والخيانة..الحمد لله الذي عفانا مما ابتلاهم به.

وبارك الله في الأخت"ألم الفراق" على ما تفضلت به من درر لعلماء السنة في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل!.









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-31, 00:49   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم
صدقتم كثيرًا ما يتمسّحون بخروج بعض الصحابة أو التابعين ويتناسون أنهم كانوا مجتهدين في خروجهم وأن عملهم ذاك ليس بحُجة، كما أنهم ندِموا على ذلك. وقد
قيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث : أين كنت يا عامر ؟! ، قال : ( كنت حيث يقول الشاعر : ( عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ***** وصوت إنسان فكدت أطير ) ، أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء)









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-31, 03:27   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم


صدقتم كثيرًا ما يتمسّحون بخروج بعض الصحابة أو التابعين ويتناسون أنهم كانوا مجتهدين في خروجهم وأن عملهم ذاك ليس بحُجة، كما أنهم ندِموا على ذلك. وقد قيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث : أين كنت يا عامر ؟! ، قال : ( كنت حيث يقول الشاعر : ( عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ***** وصوت إنسان فكدت أطير ) ، أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء)

عبداللّه بن عمر وسعد بن مالك يعني سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنهما كلاهما قد ندما على عدم بيعتهما مع علي وتخلَّفهما عن القتال معه في حروبه .

قال الإمام إبن عبد البر في الإستيعاب في معرفة الأصحاب ج 1 ص 77 :

قال أبو عمر أما عبد الرحمن السلمي فالصحيح عنه أنه كان مع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأما مسروق فذكر عنه إبراهيم النخعي أنه ما مات حتى تاب إلى الله تعالى من تخلفه عن علي كرم الله وجهه وصح عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما من وجوه أنه قال ما آسى على شيء كما آسى أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي رضى الله عنه.


ذكر الجصاص رحمه الله كيف خلع كبار التابعين بيعة عبد الملك بن مروان ونابذوا الحجاج بالسيف :
يقول :

" وقد كان الحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وسائر التَابعين : يأخذون أَرزاقهم من أيدي هؤلاء

الظلمة : لا على أَنهم كانوا يتولونهم : ولا يرون إمامتهم .. وإِنما : كانوا يأْخذونها على أَنها حقوقا ًلهم في
أَيدي قوم ٍفجرة (يقصد جواز ذلك كما يجوز تقاضي المسلم أجره على عمله من كافر أو مبتدع) ..
وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم : وقد ضربوا وجه الحجاج بالسيف !!.. وخرج عليه من القرَاء (أي
العلماء والفقهاء) : أربعة آلاف رجل : هم خيار التابعين وفقهاؤهم !!.. فَقَاتلوه مع عبد الرحمن بن محمد
بن الأشعث بالأهواز .. ثمَ بالبصرة .. ثمَ بدير الجماجم : من ناحية الفرات بقرب الكوفة .. وهم خالعون
لعبد الملك بن مروان : لاعنون لهم .. متبرئون منهم " !!!..

وقد روى الطبري رحمه الله (4 /515) كيف حُبس سفيان الثوري وابن جريج وعباد بن كثير : لأنهم ناوءوا
سياسة أبي جعفر المنصور ولم يتابعوه في غيه وظلمه .


هل كبار الصحابة رضي الله عنهم وائمة التّابعين خفي عليهم

حديث (( تسمع وتطيع للأمير ولو ضرب ظهرك وأخد مالك ))

ولم يعلم به إلا سلفية القرن 21 ؟؟


















رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الرد, شبهة:خروج, عائشة, ومعاوية, والستير, وطلحة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc