مقالات فلسفية اطلب ستكون بين يديك شكرا aissa fatma - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقالات فلسفية اطلب ستكون بين يديك شكرا aissa fatma

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-23, 10:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مقالات فلسفية اطلب ستكون بين يديك حالا** ادعولنا ننجحوا في الباك**

أثر الرياضيات في العلوم المختلفة
يقال : الرياضيات هي اللغة التي يجب أن تتكلم بها مختلف العلوم ، ما رأيك ؟
مقدمة: تنقسم العلوم إلى شعبتين أساسيتين :
- علوم تجريبية: تعتمد على الاستقراء كمنهج و على إجراء التجارب كوسيلة و هي تدرس الواقع الحسي .
- و علوم نظرية: تعتمد على دراسة المعقولات و تتخذ الاستنتاج كمنهج كما هو حال المنطق و الرياضيات فإذا علمنا أن العلوم المختلفة تعبر عن أفكارها بلغة الرياضيات فالمشكلة المطروحة :
- كيف نفسر ذلك و بتعبير أوضح : كيف نفسر خصوبة الرياضيات و تأثيرها في العلوم المختلفة؟
طبيعة الشيء:
الرياضيات تفكير عقلي مجرد موضوعها دراسة الكم قال عنها ديكارت هي علم القياس موضوعها الكميات الموجودة و تعرف الرياضيات على أنها هي علم المقدار أو الكم القابل للقياس المتصل و المنفصل و الكم المتصل يتمثل في المكان أو الامتدادات الهندسية و الكم المنفصل يتمثل في الأعداد - الحساب- و منها ما هو متغير القيمة و يسمى علم الحساب و منها ما هو متغير القيمة مثل استخدام الحروف بدل الأعداد و هذا هو علم الجبر و المقصود بالكم القابل للقياس أن هناك بعض الكميات لا تقاس مثل الانفعالات التي لا تقبل عمليات القياس .و رأت جماعة من الرياضيين الفرنسيين المعاصرين تعرف بجماعة نيوكولابروباكي أنه هناك اتفاق ساد إلى غاية القرن 19 على أن موضوع الرياضيات هو ما قاله أفلاطون قديما هو الأعداد و المقادير و الأشكال و كان قديما ما يضاف إلى الرياضيات الميكانيك و الفلك و البصريات و الموسيقى لكن الإغريق فصلوها عن الرياضيات و ميزوها عن الحساب و الهندسة حتى جاء عصر النهضة فدخلت هذه العلوم سريعا في عداد العلوم المستقلة و للرياضيات مبادئ هي مجموعة من القضايا العامة و الأولية التي يقبلها الرياضي دون برهان عليها قال عنها أرسطو : هي ما يجب أن يتعلمه الطالب قبل تعلم العلم نفسه . و هي على ثلاثة أنواع مسلمات ،تعريفات ، بديهيات .
إثبات وجود الشيء:
من الناحية التاريخية يعتبر فيثاغورس أبرز من تحدث عن أهمية الرياضيات حيث قال في عبارة مجازية ( الأعداد تحكم العالم) و معنى ذلك أن الكون قد صنع وفق حسابات رياضية و جاء من بعده أفلاطون و كتب على باب الأكاديمية (لا يدخلها إلا من أتقن الرياضيات ) و الهدف واضح من ذلك و هو غرس الأسلوب العلمي بين التفكير و مطالع العصر الحديث تجسد الاهتمام أكبر بالرياضيات حيث استعارت العلوم المختلفة اللغة الرياضية فأصبحت الفيزياء تستعمل الأرقام أو الحروف و هنا تسارع التطور داخل هذا العلم بل و باقي العلوم الأخرى و من هذا قال الفرنسي برغستون(العلم الحديث ابن الرياضيات لم يتولد إلا بعدما صار الجبر مرنا قادرا على شبك الحقائق و الإيقاع بها في شباكه) و أكثر من ذلك أصبحت الرياضيات هي المرجعية التي نعود إليها عندما نريد التأكد من صحة أي علم و هذا ما نلاحظه في العلوم ط و الفيزياء حيث يتم استعمال المعدلات الرياضيات و المنحنيات البيانية بل و حتى الرسومات لتوضيح الأفكار العلمية و من ثم البرهنة عليها قال أو جستت كونت ( الرياضيات هي الأدلة الضرورية لكل العلوم ) و نستطيع أن نلخص مدى اهتمام العلوم المختلفة بالرياضيات فهي عبارة تؤكد ذلك حيث قال أوجست كونت ( الرياضيات أكثر من علم إنها النظام العام للفكر و الأشياء).
قيمة الشيء:
تتجلى قيمة الرياضيات في نقاط كثيرة و أول هذه العناصر لغة الرياضيات إنها لغة كمية تعتمد على الأرقام و الحروف و الثوابت و المتغيرات مما يجعلها لغة دقيقة نتيجة الاتفاق حول معاني الرموز و موضوعية لأن لا مجال فيها للعواطف و الأهوال و سريعة و مختصرة للوقت و الجهد قال عنها برغستون (الرياضيات هي اللغة الوحيدة التي يجب أن يتكلم بها كل علم ) و من مزايا الرياضيات أنها تتغير بمنهج منظم هو المنهج الاستدلالي مما يسهل اكتشاف الأخطاء و تصحيحها بل أن الرياضيات عبارة عن نسق يقبل التعديل و التغيير و نتائج الرياضيات أكثر مصداقية و لهذا قيل إن العلوم المختلفة لا تطبق الرياضيات بل تتضمنها .
-------------------------------------------------------

الإحساس والإدراك
الأسئلة:
- هل الإحساس الخالص وجود؟
- هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
- هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة الحسية ؟
مقدمة:
يعيش الإنسان في بيئة مادية واجتماعية تحيط بها آثارها من كل جانب وفي كل الحالات هو مطالب بالتكيف معها ومن الناحية العلمية والفلسفية تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين, أحدهما يتعلق بالجانب الاجتماعي والآخر ذاتي يتعلق بطبيعة ونوعية الاستجابة, هذه الأخيرة منها ما هو إحساس ومنها ما هو تأويل وإدراك, فإذا علمنا أن الإنسان يعيش في بيئة حسية وأن الأشياء تظهر منظمة في الواقع فالمشكلة المطروحة:
- هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة النفسية ؟
الرأي الأول(الأطروحة):
انطلق أنصار هذه الأطروحة من فكرة عامة أن الإدراك يرتبط بسلامة الأعضاء لأنه من طبيعة حسية ومعنى ذلك أنه إذا لم يوجد عضو لما وجد أصلا إدراك, ويتحدثون عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك {إن الإنسان لا يدرك بعض الأصوات إذا زادت عن حدّها أو ضعفت}, تعود هذه النظرية إلى "أرسطو" الذي قال {من فقد حاسة فقد معرفة} ومن حججهم الحجة التمثيلية إن التمثال بمقدار زيادة الحواس تزداد معارفه مثله مثل الإنسان, حتى قيل في الفلسفة الإنجليزية{العقل صفحة بيضاء والتجربة تخطّ عليها ما تشاء}وشعارهم {لا يوجد شيء في الأذهان ما لم يكن موجودا في الأعيان}, غير أن هذه النظرية لم تتضح معالمها إلا على يد "ريبو"الذي لاحظ أن النشاط العضلي يصحب دائما بإدراك, وان الإنسان يتعلم خصائص المكان(الطول, العرض, العمق) من التجربة الحسية, قال في كتابه [السيكولوجيا الألمانية]{إن حالة الشعور التي ترافق بعض أنواع الحركات العضلية هي الأصل في إدراكنا للطول والعمق والعرض} والحقيقة أن هذه النظرية هاجمت التيار العقلي بل وأثبتت عجزه كما أكدت على دور وأهمية التجربة الحسية, قال "مولينو" {إذا علَّمنا الأكمة قليلا من الهندسة حتى صار يفرق بين الكرة والمكعب ثم عالجناه فسقي ثم وضعنا أمامه كرة ومكعب فهل يستطيع قبل التجربة الحسية أن يدررك كلا منهما على حدى وأن يفصله على الآخر}, ويرى "سبنسر" أن البصر هو أهم حاسة في إدراك موقع الأشياء وإذا افترضنا وجود سلسلة من الحروف (أ, ب,ج, د) فإن انتقال البصر من (أ)إلى(ب) ثم(ج ود) بسرعة بعد إحساس بالجملة كاملة لأن الأثر لا يزول إلا بعد مرور 1\5 من الثانية, وأكد على نفس الفكرة "باركلي" الذي تحدث عن الإحساس اللمسي البصري.
نقد:
ما يعاب على هذه النظرية هو المبالغة في التأكيد على دور الحواس وإهمال العقل ثم أن الحيوان يمتلك الحواس ومع ذلك لا يدرك.
الرأي الثاني(نقيض الأطروحة):
أسس أنصار هذه الأطروحة موقفهم من مشكلة الإدراك بقولهم أن نظام الأشياء هو العامل الأساسي, أي كلما كانت الأشياء منظمة يسهل إدراكها, ولهذا حاربت هذه النظرية الاعتماد على فكرة الجزء (التجزئة) ودافعت عن فكرة الكل, وتعود هذه النظرية إلى "وايتمر"و"كوفكا"و"كوملو" هؤلاء العلماء اعتمدوا على طريقة مخبرية من خلال إجراء التجارب, وكانت أكثر تجاربهم أهمية تلك التي قام بها "وايتمر" حول الرؤية الحركية وكل ذلك تم في جامعة فرانكفورت عام 1942, هذه النظرية جاءت ضد العضوية التي اعتمدت على منهجية التحليل والتفكيك فكانت تقسم الموضوع إلى إحساساته البسيطة, ومثال ذلك الغضب أو الفرح فيدرسون وضعية العينين والشفتين والجبين, ثم بعد ذلك يؤلفون هذه الإحساسات البسيطة ويقدمون تفسيرا لتلك الظاهرة بينما "الجشتالت" يرون أن الغضب لا يوجد في العينين أو الشفتين بل في الوجه ككل والفكرة التي نأخذها عن الإنسان أفضل وأوضح عندما نركز في كامل الوجه بدلا لتركيز على الأشياء مفككة, وهكذا رفض "الجشتالت" التمييز بيم الإحساس والإدراك وعندهم لا وجود لإحساس خالص كما دافعوا عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك ولم يهتموا بالعوامل الذاتية, ووقفت هذه النظرية التجريبية أننا {نرى القلم في الماء منكسرا رغم أنه في الحقيقة ليس كذلك} وحصروا مراحل الإدراك في ثلاثة مراحل [إدراك جمالي] يتم دفعة واحدة ثم [الإدراك التحليلي] الذي يعقبه [الإدراك التركيبي التفصيلي], وقالوا أن هناك خصائص ومميزات أطلقوا عليها اسم عوامل الإدراك وذكروا منها (عامل التشابه) أي {كلما تماثلت وتشابهت سهل إدراكها} و(عامل الصورة أو الخلفية) وكذلك عامل التقارب وملخص الأطروحة أن الصورة أو الشكل الذي تظهر به الأشياء هو العامل الأساسي في إدراكنا.
نقد:
إن التركيز على الصورة والشكل هو اهتمام بالعوامل الموضوعية وإهمال للعوامل الذاتية ثم أننا نجد نفس الأشياء ولكن الأشخاص يختلفون في حقيقة إدراكنا.
التركيب:
إن الموقف التجريبي لا يحل مشكلة الإدراك لأن التركيز على الحواس هو تركيز على جزء من الشخصية, والحديث عن الصورة أو الشكل كما فعل "الجشتالت" هو إهمال لدور العقل وهذا ما أكدت عليه النظرية الظواهرية التي وقفت موقفا وسطا جمعت فيه بين الحواس والعقل والشعور أي ربط الإدراك بكامل الشخصية, قال "مارلوبنتي" {العالم ليس هو ما أفكر فيه وإنما الذي أحياه}, والحقيقة أن الإدراك ليس و مجرد فهم المعنى جافة وآلية بل هو الوصول إلى عمق المعنى, ولا يكون ذلك إلا بالشعور, ومثال ذبك عند الظواهرية أن الفرق بين العجلة الخشبية الفارغة والعجلة التي تحمل ثقلا هو فرق في الشعور أي أننا نختلف في إدراكنا للشيء الواحد اختلاف الشعور والشخصية ككل.
الخاتمة:
ومن كل ما سبق نستنتج: الإدراك لا يرتبط بالعوامل الذاتية المتمثلة في الحواس ولا العوامل الموضوعية المتمثلة الصورة أو الشكل بل يرتبط بالشخصية ككل.(الحواس والعقل والشعور).
----------------------------------------------------------------------------

الأصالة شرط كاف لاستمرار الأمة ؟
مقدمة:
تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين :أحدهما يرتبط بطبيعة و نوعية الاستجابة و الآخر يشير إلى ميل الإنسان إلى المجتمع حتى قبل الإنسان كائن اجتماعي بطبعه) و الحقيقة أن البشرية عرفت عدة أنواع من التجمعات بداية من القبيلة وصولا إلى الدولة و الأمة فإذا علمنا أن الأمة مجموعة من الأفراد تربطهم روابط روحية و أن الأصالة ترتبط بالماضي و التراث فالمشكلة المطروحة : هل الأصالة كافية لبقاء و استمرار الحياة ؟
الأطروحة الأولى :
ذهب أنصارها إلى الربط بين بقاء الأمة و مدى تمسكها بالتراث و الأصالة فالأمة من حيث المفهوم ترتكز على الروابط الروحية و المعنوية و على حد تعبير جاك مارتان (يربط بين أفرادها التضامن و الإخلاص و الشرف ) و هذه الروابط المعنوية لا يمكن أن نقوم و نستمر إلا في ظل المحافظة على العادات و التقاليد و القيم الروحية و كذا اللغة و التاريخ قال ساطع الحصري (القرابة التي يشعر بها أبناء الأمة الواحدة هي قرابة معنوية تنشأ من الروابط الإجتماعية المختلفة و لا سيما الاشتراك في اللغة و التاريخ (و يعتقد أنصار هذه الأطروحة أم الأصالة تمنح للأمة الجذور و الثبات و الإحساس بالهوية و من لا هوية له لا شخصية له فيسهل اقتلاعه و من ثمة السيطرة عليه،و استقراء الواقع و التاريخ يؤكد أن الحركات الاستعمارية على اختلاف أشكالها حاولت باستمرار القضاء على مقاومة الأمة التي تستعمرها و بخاصة مقو م اللغة و التاريخ و السر في ذلك حسب ساطع الحصري في كتابة محاضرات في نشوء الفكرة القومية إن اللغة بمثابة روح الأمة و حياتها و التاريخ بمثابة وعي الأمة و شعورها و من الشواهد التي تثبت أهمية الأصالة أن جميع الأمم في أوقات الشدة و المحن تعود إلى تراثها و تذكر بأمجدها و أصالتها قال في كتابه رينان - ما هي الأمة- ( الأمة مجموعة من البشر يجمعهم وعي خاص و شعور بانتهاء أعضائها إلى بعضهم بعض ) و من هذا المنطلق ذهب البعض إلى المطالبة بالعودة إلى حياة السلف الصالح و القاعدة عندهم أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أو لها ،و الأصالة فكرة شائعة عن كثير من الأمم فالأمة اليهودية تعتمد على القصص و الأساطير الشائعة في التوراة لأجل خلق الوحدة الوطنية بين أفرادها و يمكن القول أن فكرة الأصالة لها امتدادات في المجالات السياسية و الثقافة.
نقد: إن التعصب الماضي قد يؤدي إلى الجمود و الانغلاق حول الذات مما جعل الأمة غير قادرة على مواجهة مستجدات العصر.
نقيض الأطروحة:
ذهب أنصار المعاصدة إلى المطالبة بضرورة التفتح على الثقافات الأخرى و عندهم أن منطق العصر يقتضي الاعتبار بفكرة الحوار الحضاري بين الشعوب و المعاصرة عن محمد أركون تعني الحداثة فقال :أن المعاصرة ترتكز على عنصرين : الحداثة المادية و تعني التحسينات التي تلحق الغطاء الخارجي للوجود الإنساني و الحداثة الفكرية تجديد المناهج و المواقف و الواقع أن أخطار هذه الأطروحة يطالبون بفكرة التكامل و أن الحلول المختلفة إنما يجب البحث عنها في الأساليب التقنية و الأفكار العلمية و يرى المفكر المغربي عبد العزيز الحبابي أن التفتح ضروري و أن معرفة الأخرى تؤدي إلى اكتشاف العيوب و النقائص :إن كل شعب لا يمكن أن تشكل هويته إلا بافتتاح على الشعوب الأخرى و هذه الفكرة هي التي دفعة كمال أتاتورك إلى محاولة بناء الأمة التركيبية من منطلق التفتح من الحضارة الغربية كما رأى طه حسين أن استعارة المنهج السيكرافي في التفكير ضرورة محلة لتجديد الفكرة العربي و طلب أنصار فكرة الاندماج في الجزائر بضرورة الاندماج بين الأمة الجزائرية و الأمة الفرنسية و من المعاصرة ظهرت فكرة العولمة و هي فكرة تأمن سياسة تكتلات و أن تحسين الاقتصادي العالمي هو الأداة الضرورية لتطوير جميع الأمم حيث بين المفكر فورا : أن استعمال الآلة الحديثة زاد في كمية الإنتاج و سرعته و المعاصرة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تحرير المرأة و نشر حقوق الإنسان و الدفاع عن حريات الفردية.
نقد: إن التفتح من منطلق المعاصرة قد يؤدي إلى زوال هوية الأمة و ذوبانها في ثقافات الأمم الأخرى.
التركيب:
إن استمرار الأمة في الوجود و قدرتها على الإبداع الحضاري يجب أن يرتبط برأي نقدية توازن فيه الذات بين الأصالة و المعاصرة فلأصالة التي ترمز إلى الماضي و التراث تحتوي على جوانب معقولة و أخرى لا معقولة حيث أكد زكي نجيب محمود في كتابه- تجديد الفكر العربي- أن شرط أي نهضة هو في العودة إلى الأصول المعقولة و رأى هنتر ميد أنا واجب الأمة هو البحث عن الوسائل المفيدة فقال إن قيمة التراث( إن قيمة التراث عندي هم أنه يحتوي على وسائل طبقها السلف بنجاح و يمكن الاستفادة منها في حاضرنا ) فالنهضة الحقيقية عند مالك ابن نبي هي التي تستلهم من التراث المبادئ و الأحداث و من المعاصرة منطق العلم و العمل.
الخاتمة:
و مجمل القول إن الحديث عن شروط النهضة عند الأمم هو حديث في المقام الأول عن إشكالية الأصالة و المعاصرة و في هذه المقالة استطعنا التميز بين أطروحتين :واحدة رأت أن خصوصيات الأمة تقتضي الحفاظ على .. و الأخرى دافعة على ضرورة بين الحضارات و منه نستنتج : الأصالة وحدها لا تكفي ما لم تقترن بالمعاصرة
----------------------------------------------------------------------------------------------------

الحرية و التحرر: هل الإنسان مسير أم مخير؟
مقدمة:
تتنوع أفعال الإنسان و تتعدد بحسب المصدر و الغاية فهناك أفعال غريزية ثابتة تهدف إلى تحقيق مطالب البيولوجية و هناك المنعكسات الشرطية من صيغة منبه و استجابة و بينهما تظهر الأفعال الإرادية بمراحلها المختلفة (التصور،المداولة،الاختيار،التنفيذ).
هذه الأخيرة تصلنا إلى مسألة فلسفية هي مسألة الحرية.
الرأي الأول :
ذهب أنصار هذه الأطروحة الإنسان مسير و معنى ذلك أن السلوك الإنساني يسير في دائرة الحتمية فهو يفتقد إلى عنصر الإرادة و قدرة الاختيار و السبب في ذلك أن وجود الحتمية يلغي بضرورة وجود الحرية فعلى المستوى العضوي تظهر الحتمية البيولوجية حيث أثبت الروسي بافلوف أن السلوك الإنساني هو سلوك آلي حيث إذا توفرت المنبهات تحدث حتما الاستجابة و هي فكرة وافق عليها الأمريكي واتسون و تؤثر الغدد الصماء على كامل الشخصية حتى أن وليام جيمس قال (نحن تحت رحمة غددنا الصماء فهي المسؤولة عن عواطف المرأة و الشابة و انفعالات الشيخ الكبير) أما على المستوى النفسي فقد أثبت فرويد (الإنسان سجين عقده و مكوناته) و حجته في ذلك أن السلوك الإنساني يجري من مجرى اللاشعور و يرى آدلر أن الشعور بالنقص هو محرك نشاط الإنسان مما يجعل الفرد في حالة بحث دائم عن التعويض بالإضافة إلى ذلك الطبع ينفي الحرية فصاحب الطبع الانفعالي يغلب عليه المزاج العصبي و الانفعال محدود التصورات و على المستوى الاجتماعي تعتبر الأحكام التي يطلقها الإنسان صدى لثقافة المجتمع .
فالإنسان لم يختر اسمه و لا أسرته أو لغته مما جعل دوركايم (إذا تكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم ).
نقد :
التسليم بالحتمية يعني عدم القدرة على تغيير حياة الإنسان غير أن التاريخ يقدم أمثلة عن الأشخاص غيرو أمسار حياتهم و مجتمعاتهم .
الرأي الثاني :
ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى القول أن الإنسان مخير في السلوك الإنساني إرادي يرتبط بوجود 0 القدرة على الاختيار) و حجتهم في ذلك أن شهادة الشعور تثبت وجود الحرية حيث أثبت المعتزلة في الفلسفة الإسلامية وجود ما يسمى الأفعال الإرادية و قالوا (الإنسان يحس من تلقاء نفسه وقوع الفعل فإذا وقع أراد الحركة تحرك و إذا أراد السكون سكن ) و هكذا يعتبر الحدس النفسي أداة ضرورية لفهم الحرية و هذا ما أشار إليه في الفلسفة الحديثة ديكارت قائلا (لا يصح أن أشك من أن الله لم يهبني حرية اختيار أو إرادة ذات حظ كاف من الرحابة الكمال فالواقع أن تجارب وجداني تشهد بأن لي حرية لا تحصرها و لا تحبسها حدود ) و ترى هذه الأطروحة أن التجربة النفسية تظهر أن الحرية نشعر بها أثناء الفعل و بعده فالندم مثلا تجربة نفسية تدل على أن صاحب الفعل قام بفعله بحرية كاملة و في هذا المعنى قال بوسوي (كل من يصغي إلى صوت قلبه و يستشير نفسه يشعر بحرية إرادته كما يشعر يدركه و يفعله ) و أثبت الفرنسي جون بول سارتر (أن افنسان يولد أ ولا ثم يكون شخصيته أي الوجود أسبق من الماهية ) و الإنسان يشعر بقدرته على إعدام الأشياء أو ما يسمى بالرفض فهو حر في تكوين شخصيته و قسم برغستون الأنا إلى قسمين :أنا سطحي يتجلى في المعاملات اليومية و هو جانب لا وجود للحرية فيه ،و أنا عميق يتمثل في تلك اللحظات التي يجلس فيها الإنسان مع نفسه و يشعر بحريته الكاملة إنه يفكر دون قيود فالحرية فهذا المعنى تدرك بالحدس النفسي.
كما أثبت بعض فلاسفة الحرية عن طريق البرهان الأخلاقي قال كانط (كان يجب عليك فأنت تستطيع ) أي القيام بالواجبات يدل على وجود الحرية نو استعمل بعض آيات قرآنية تثبت حرية الاختيار (من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) و قال تعالى (إنا هديناه السبيل إما شكورا و إما كفورا).
نقد:
لا يمكن اعتبار الشعور حجة في إثبات الحرية لأنه متغير و قد يكون مجرد وهم و خداع تركيب تتجلى حقيقة الحرية في الممارسة العملية لأن الشعور لا يصلح لإثبات الحرية لأن ذلك الشعور يتجاهل وجود الحتميات نقال ايمانويل موبي(إن الحرية ليست معطى أولي للشعور و انعدام الاعترافات بالحتميات مخادعة من مخادعات الشعور) و هذه الحقيقة أثبتها سبينوازا حيث رأى الإنسان يجهل الدوافع الحقيقية لأفعاله و يتظاهر بأنه صاحب ذلك الفعل .
إن الحرية الحقيقية تشترط الفهم الفلسفي و العلمي لمختلف الحتميات ثم العمل عل وضع الحلول المناسبة لتلك الحتميات فعلى المستوى النفسي يستطيع الإنسان التغلب على عقده و مكبوتاته و من ثمة التحرر عن المشاكل النفسية عندما يعتمد على علم النفس و يرسم خططا مناسبة و كما قال لايبنتر (كلما كان سلوكنا أكثر مطابقة لأحكام العقل كانت حريتنا أوسع و كلما كان خضوعنا لأهوائنا أشد كانت عبوديتنا أعظم) و على المستوى الاجتماعي يستطيع الإنسان أن يتحرر من سلطة العادات و التقاليد عندما يوظف علم الاجتماع فيهم الأسباب الحقيقية و كما قال بول فاليري(كلما اعترف الإنسان بالحتمية اكتشف الوسائل التي تساعده على تحويلها لصالحه).
------------------------------------------------------------------------------------









 


آخر تعديل دكتور دولار 2012-05-20 في 14:33.
رد مع اقتباس
قديم 2012-02-23, 10:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

[COLOR="Red"]الدولة
هل تجد في سلطة الدولة ما يتعارض مع حرية الأفراد ؟هل وجود الحاكم ضروري؟
مقدمة:استقراء أنماط الحياة التي تميز الإنسان عن الحيوان تقودنا إلى حقيقة بارزة للعيان وهو ميل الإنسان والحيوان للتجمع فهناك التجمعات الحيوانية مثلما هناك الجماعات البشرية ولكن في مقابل ذلك ينفرد التجمع الإنساني بمميزات منها الرقعة الجغرافية المحددة المعلومة الحدود والدفاع عن هذه الرقعة انطلاقا من فكرة السيادة انه تجمع خاضع لسلطة معينة تستند إلى قانون خاص بها وجدير بالبيان الإنسان عرف عدة أشكال من التجمع بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا سلمنا من جهة أن لكل دولة سلطة تعمل على فرضها ومن جهة أخرى أفراد يطالبون بحرياتهم الفردية فالمشكلة المطروحة:- هل في سلطة الدولة ما يتعارض مع حرية الأفراد؟الرأي الأول: حسب أنصار هذا الطرح فان الدولة تعتبر أداة لتجسيد وتطوير حرية الأفراد فوجود الحاكم ضروري لتنظيم الحياة فهي وجدت لتحقيق الأمن والاستقرار وغايتها سعادة الإنسان فذهب"وزنتال" إلى أن الدولة عند الإغريق"اليونان" تعني الوحدة السياسية الصغيرة التي يمكن للإنسان أن يبلغ فيها سعادته وتقابل كلمة Plis الدولة هي محاولة لتطبيق دولة الكميموس(مدينة الآلهة) في أرض الواقع لتحقيق قيم العدل والخير والواقع أن هذه الفكرة نجد لها بعض القوام المشتركة في الكم الإسلامي فقد ذهب"أبو حامد الغزالي" في كتابه(الاقتصاد في الاعتقاد) أن الدنيا والأمن على الأنفس والأموال و لا ينتظم إلا بسلطان مطاع تشهد له مشاهدة أوقات الفتن يموت السلاطين والأمة وإن ذلك لو دام ولم يتدارك بنصب سلطان آخر دام الهرج وعم السيف وشمل القحط... ولذا قيل الدين والسلطان توءمان ولهذا قيل الدين من والمكان حارس وما لا أس له تقصص دولة وما لا حارس فضائع وقال "ابن خلدون" ومن أخلاق البشر قيهم الظلم والعدوان بعض على بعض وقال فاستحال بقاؤهم في فوضى دون حاكم يزع بعضهم عن بعض ويرى"سبينوزان" غاية الدولة ليست السيطرة فلم توجد الدولة لتحكم الإنسان بالخوف أو أن تجعله ملكا لشخص آخر بل أنها وجدت لتحرر الفرد من الخوف حتى يعيش في أمن وحفظ قدر ما يستطيع دون ضرر بالآخرين حقه الطبيعي في الوجود والفعل ورأي (هيجل) في كتابه[مبادئ فلسفة الحق] الدولة الحقيقية هي التي تصل فيها الحرية إلى أعلى مراتبها. إن الدولة هي ماهو عقلاني ورأي رائد الإصلاح في العصر الحديث(محمد عبده) في كتابه[الإسلام والنصرانية] إن الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم ولا هو مهبط الوحي...هو مطاع مادام هو على الحجة ونهج الكتاب والسنة المسلمون له بالمرصاد فإذا إنحرف عن النهج أقاموا عليه وإذا عوج قوموه بالنصيحة لإطاعة المخلوق في محبة الخالق ويؤسس أنصار هذا الرأي أطروحتهم على المادة الثالثة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه. ـ نقد: لكن الواقع يؤكد تحول الدولة والحكم في أكثر الحالات إلى أداة قمع واستغلال للحفاظ على امتيازات الطبقة المستفيدة. ـ الرأي الثاني: انطلق أنصار هذه الأطروحة من أن الدولة مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين وتشرف عليهم هيئة معينة تسمى الحكومة تجعل من الدولة مقبرة كبيرة تدفن فيها جميع مظاهر الحياة وهذه هي وجهة نظر الفوضوية انتشرت في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا في القرن التاسع عشر وهي معادية لكل سلطة تحدث باكونين في كتابه سلطة الدولة والفوضى أن القاهر الأساسي للإنسان عند أنصار هذا الرأي هو الجهاز ألفهمي ممثلا في الدولة والدين هو الجنون الجماعي وهو النتاج القبيح لوعي الجماهير المقهورة أما الكنيسة فهي الحانة السماوية التي يلتمس فيها المقهورون السلوى نسيانا لتعاستهم اليومية ومن الضروري لقيادة الإنسان إلى مملكة الحرية أن تنسف الدولة وأن يستبعد مبدأ السلطة من حياة الأفراد والدولة في الفلسفة الماركسية هي التنظيم السياسي للطبقة الساندة في الاقتصاد غرضها هو حماية النظام القائم وقمع مقاومة الطبقات الأخرى فهي أداة لقمع الشعب من طرف الطبقة المستغلة الانتهازية وعند ماركس هي ثمرة التناقض الطبقي وعند لينين ظهرت الدولة للجم صراع الطبقات إنها تضع العراقيل أمام التفتح الطبيعي لشخصية الفرد فهي ضد الحرية أن الخضوع للدولة هو تنازل عن الحرية الفردية وأن شرط الحرية هو الإطاحة بالدولة ونجد لهذه النظرة مدى عند الخوارج في التاريخ الإسلامي فقد أصبحت الدولة العباسية أيام الفرابي عبارة عن أرستقراطية عسكرية ومنه اتخذ الفرابي موقفا وهو أن تدخل الجند في السياسة هو خراب للبلد ولهذا لم يعطي للجند مكانة هامة في مراتب مدينته وأخرج مدينة القدس القائمة عند القوة لا المعرفة من المدن الفاضلة التي يحرم على المرء العاقل الإقامة فيها وربما ذلك يرجع إلى ماكان الجند يبثونه من فساد فاقتطاع الأراضي ونهب الخيرات كون استقراطية عسكرية في مقابل فئات من الفلاحين المقهورين فبعد أن ذاق الفلاحون والرقيق أشد الهزائم أخذوا حقدهم وفي المقابل ظهرت حركة العبا رين والفتوة والشطار حركات عملت على الثورة على السلطة وأصحاب المال وخاصة التجار والقاسمة المشتركة بين هذه المدن المتخلفة الجاهلة[هاته المدن يجمعها شيء واحد وهو مفهوم خاطئ عن السعادة فهي إما تعتبر السعادة تمتع بالملذات أو امتلاك الثروات والكر مات أو إتباع الشهوات] وملخص الأطروحة وجود الحكم غير ضروري وأن الدولة يجمع أجهزتها تعارض حرية الأفراد. ـ نقد: نفترض هذه الأطروحة أن الطبيعة البشرية طبيعة خيرة وأن التواصل الإنساني يمكن أن يتم دون الحاجة إلى سلطة الدولة ومن ثمة يجب زوالها لكن هذا الافتراض يكذبه الواقع. ـ التركيب: من الناحية النظرية الدولة فكرة أخترعها الغير لتنظيم حياة الأفراد هدفها الأساسي حماية الحريات الشخصية فإذا استعمل البعض سلطة الدولة لاعتراض شخصية لا كما أن يكون هذا مبررا لاتقائها وبما أن حياة الأفراد تخر دون وجود أداة تنظيم وتفتن الدولة ولا تعد أداة ضرورية وسلطتها لا تعارض مع الحرية فإذا ساهم أفراد المجتمع في الحياة معالم هذه الشخصية. ـ الخاتمة: في الفكر الإسلامي يعتبر موضوع الدولة من المواضيع التي ارتبطت إلى تيارين فلسفيين إلى تمكين فكرة الدولة ودافعت عنها الفلسفة الماركسية الشيوعية وحاربت مفهومه ووضعه وكان تعتبرها الدولة أداة قمع.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

الدولة والأمة
قال ابن خلدون (إنما تنشا الدولة بالقبلية والعصبية)
المقدمة:من القوا سم المشتركة بين عالم الحيوان و الإنسان الميل إلى التجمع غير أن الإنسان ينفرد بجملة أو مجموعة من الخصائص منها فكرة السيادة و الخضوع للقانون في فلسفة السياسة عرف الإنسان عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن العصبية هي الرابطة الدموية فالمشكلة المطروحة إلى أي حد يمكن إرجاع الدولة إلى العصبية؟ الرأي الأول:انطلق ابن خلدون في تأسيس أطروحته من منهجية واقعية قوامها الاستقراء التاريخي إنه يرفض الآراء النظرية الميتافيزيقية خاصة عندما يتعلق الأمر بالظواهر الاجتماعية والدولة عنده هي اكبر واعقد هذه الظواهر قال ابن خلدون: إنما ينشأ الملك بالغلبة لا تحصل إلا بالعصبية وهكذا يرى أن الوصول إلى مرتبة الرئاسة في القبيلة لا يكون إلا للأقوى وبدافع العصبية وهي قوة التضامن بين الأفراد وتنشأ عن رابطة الدم، تدخل القبيلة في تنازع مع القبائل الأخرى وهو النزاع الفاصل فيه للغالب ويصف ابن خلدون هذا الصراع قائلا إن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان بعض على بعض ومنه استحال بقاؤهم فوضى دون حاكم ينزع بعضهم البعض عن القبيلة الغالبة سرعان ما تبحث عن دولة ضعيفة تحل محلها وهذا ما يفسر بتسمية بعض الدول باسم القبيلة المنتصرة عليها وفي نفس السياق تحدث ماركس فيبر عن الغلبة واستعمل مصطلح القوة إنه يوافق ابن خلدون في إرجاع نشأة الدولة إلى الشارع والغلبة وفي هذا قال الدولة قوامها علاقة سيطرة من إنسان على الإنسان قائمة على وسيلة العنف المشروع وقال أيضا لايمكن أن توجد الدولة إلا إذا أخضع الناس لسيطرة السلطة التي يفرضها المتسلطون وملخص الأطروحة أن الدولة ترتبط بالغلبة والقوة هي عامل الحاسم في نشأتها. ـ النقد: ما يعاب على هذه النظرية اعتمادها على الاستقراء الناقص فليست كل دولة نتيجة للقوة ومثال ذلك الدولة التي أسسها الرسول(ص). ـ الرأي الثاني: عند أنصار هذه الأطروحة الذي يقر ظهور الدولة هو التعاقد والاتفاق وترى هذه النظرية أن ظهور الدولة أرتبط بالمراحل السياسية التي تسبقها المرحلة الطبيعية. فالدولة نتيجة العقد الاجتماعي ومن الذين دافعوا عن هذا الرأي توماس هوبز وعنده الإنسان شرير بطبعه تغلب عليه صفات الإنسانية والشك والعنف إنه أشبه بالذئب ولقد كانت حياتهم في الحالة الطبيعية عبارة عن حرب الكل ضد الكل، قال توماس هوبز في كتابه التنين الجبار كانت العلاقات في المرحلة الطبيعية بين الإنسان والأخرى قائمة على أساس من المنافسة والريبة والبحث عن المجد مما كان يؤدي إلى حرب الجميع ضد الجميع مادام كل واحد ينشد مصالحه الخاصة والسبب الذي أدى إلى التعاقد هو الخوف من استمرار حالة الصراع ومحاولة إيقاف الفوضى ويفسر هوبز الكيفية التي تم بها العقد ويحصرها في تنازل الضعفاء عن جميع حقوقهم لصالح الأقوياء والحاكم عنده هو الطرف الأقوى والأعنف وهو ليس طرف في العقد ولا يجوز مطلقا رفض ما يقرره ويرى الإنجليزي جون لوك أن الإنسان يولد كالصفحة البيضاء والتجربة تكتب عليه ما تشاء أي الإنسان في الوسط الطبيعي كان يتميز بالحرية والمساواة ويقر لنا أسباب العقد قائلا وظيفة الدولة حماية الملكية فالدولة تنظم وتحمي ممتلكات الناس من أجل ذلك رأى جون لوك أنه حدث تنازل جزئي للحقوق لصالح طرف واحد وهو الحاكم وهو طرف في العقد يجوز فصله وعزله في حالة فشل حماية الممتلكات ويصف جون جاك روسو حالة الإنسان في الوسط الطبيعي بأنها حالة سعادة والإنسان عنده خير بطبعه ودليل على ذلك أن كل الكائنات الحية في الوسط الطبيعي تتميز بالقوة والدهاء مقارنة مع الكائنات قال في كتابه العقد الاجتماعي الدولة هي شكل شركة تدافع بكل القوة العامة وتحمي كل شخص وأملاك كل مشارك في الجماعة فكأنه لا يطيع إلا نفسه ويبقى حرا كما كان قبل التعاقد وهكذا تنازل كل فرد عن إرادته لصالح حاكم يجوز فصله وعزله.النقد: تعتبر هذه النظرية بحق أكبر أكذوبة سياسية ناجحة أنها مجموعة من الفرضيات وليس لها أي سند تاريخي. ـ التركيب: لايمكن إرجاع نشأة الدولة لا إلى القوة ولا إلى فكرة التعاقد الاجتماعي فالنظرية الأولى تبالغ في طابع التعميم على الرغم من اعتمادها على الاستقراء الناقص والنظرية الثانية تنطلق من فرضيات مما أفقدها طابعها العلمي وبهذا نرى أن الدولة ظهرت نتيجة التطور التاريخي وهذا ما أكده جار نروسيسر قوى نظرهما أن الظواهر الاجتماعية ومن بينها الدولة لايمكن رد نشأتها إلى عامل واحد فالدولة عندهم نتاج عوامل كثيرة منها القوة والدهاء والدين فالدولة بهذا التطور ظاهرة اجتماعية نشأة بدافع تحقيق احتياجات الأفراد وتنظيم الحياة.الخاتمة: وأخيرا...موضوع الدولة طرح تحتدي بين علم السياسة وفلسفة السياسة ولذا تضاربت الآراء ويصبح البحث عن أصل الدولة وتحديد وقت ظهورها من الأمور العسيرة وهذه إشكالية كبيرة حاولنا في هذه المقالة فك قيودها وتتبع مختلف الآراء وانطلاقا من أن الدولة ظاهرة اجتماعية نستنتج أن الدولة ظاهرة معقدة تتداخل في نشأتها عدة عوامل ولايمكن اعتبار القبلية والعصبية هي السبب الوحيد في نشأتها.
---------------------------------------------------------------------------------------------

الدولة والأمة
قال ابن خلدون (إنما تنشا الدولة بالقبلية والعصبية)
المقدمة:من القوا سم المشتركة بين عالم الحيوان و الإنسان الميل إلى التجمع غير أن الإنسان ينفرد بجملة أو مجموعة من الخصائص منها فكرة السيادة و الخضوع للقانون في فلسفة السياسة عرف الإنسان عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن العصبية هي الرابطة الدموية فالمشكلة المطروحة إلى أي حد يمكن إرجاع الدولة إلى العصبية؟ الرأي الأول:انطلق ابن خلدون في تأسيس أطروحته من منهجية واقعية قوامها الاستقراء التاريخي إنه يرفض الآراء النظرية الميتافيزيقية خاصة عندما يتعلق الأمر بالظواهر الاجتماعية والدولة عنده هي اكبر واعقد هذه الظواهر قال ابن خلدون: إنما ينشأ الملك بالغلبة لا تحصل إلا بالعصبية وهكذا يرى أن الوصول إلى مرتبة الرئاسة في القبيلة لا يكون إلا للأقوى وبدافع العصبية وهي قوة التضامن بين الأفراد وتنشأ عن رابطة الدم، تدخل القبيلة في تنازع مع القبائل الأخرى وهو النزاع الفاصل فيه للغالب ويصف ابن خلدون هذا الصراع قائلا إن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان بعض على بعض ومنه استحال بقاؤهم فوضى دون حاكم ينزع بعضهم البعض عن القبيلة الغالبة سرعان ما تبحث عن دولة ضعيفة تحل محلها وهذا ما يفسر بتسمية بعض الدول باسم القبيلة المنتصرة عليها وفي نفس السياق تحدث ماركس فيبر عن الغلبة واستعمل مصطلح القوة إنه يوافق ابن خلدون في إرجاع نشأة الدولة إلى الشارع والغلبة وفي هذا قال الدولة قوامها علاقة سيطرة من إنسان على الإنسان قائمة على وسيلة العنف المشروع وقال أيضا لايمكن أن توجد الدولة إلا إذا أخضع الناس لسيطرة السلطة التي يفرضها المتسلطون وملخص الأطروحة أن الدولة ترتبط بالغلبة والقوة هي عامل الحاسم في نشأتها. ـ النقد: ما يعاب على هذه النظرية اعتمادها على الاستقراء الناقص فليست كل دولة نتيجة للقوة ومثال ذلك الدولة التي أسسها الرسول(ص). ـ الرأي الثاني: عند أنصار هذه الأطروحة الذي يقر ظهور الدولة هو التعاقد والاتفاق وترى هذه النظرية أن ظهور الدولة أرتبط بالمراحل السياسية التي تسبقها المرحلة الطبيعية. فالدولة نتيجة العقد الاجتماعي ومن الذين دافعوا عن هذا الرأي توماس هوبز وعنده الإنسان شرير بطبعه تغلب عليه صفات الإنسانية والشك والعنف إنه أشبه بالذئب ولقد كانت حياتهم في الحالة الطبيعية عبارة عن حرب الكل ضد الكل، قال توماس هوبز في كتابه التنين الجبار كانت العلاقات في المرحلة الطبيعية بين الإنسان والأخرى قائمة على أساس من المنافسة والريبة والبحث عن المجد مما كان يؤدي إلى حرب الجميع ضد الجميع مادام كل واحد ينشد مصالحه الخاصة والسبب الذي أدى إلى التعاقد هو الخوف من استمرار حالة الصراع ومحاولة إيقاف الفوضى ويفسر هوبز الكيفية التي تم بها العقد ويحصرها في تنازل الضعفاء عن جميع حقوقهم لصالح الأقوياء والحاكم عنده هو الطرف الأقوى والأعنف وهو ليس طرف في العقد ولا يجوز مطلقا رفض ما يقرره ويرى الإنجليزي جون لوك أن الإنسان يولد كالصفحة البيضاء والتجربة تكتب عليه ما تشاء أي الإنسان في الوسط الطبيعي كان يتميز بالحرية والمساواة ويقر لنا أسباب العقد قائلا وظيفة الدولة حماية الملكية فالدولة تنظم وتحمي ممتلكات الناس من أجل ذلك رأى جون لوك أنه حدث تنازل جزئي للحقوق لصالح طرف واحد وهو الحاكم وهو طرف في العقد يجوز فصله وعزله في حالة فشل حماية الممتلكات ويصف جون جاك روسو حالة الإنسان في الوسط الطبيعي بأنها حالة سعادة والإنسان عنده خير بطبعه ودليل على ذلك أن كل الكائنات الحية في الوسط الطبيعي تتميز بالقوة والدهاء مقارنة مع الكائنات قال في كتابه العقد الاجتماعي الدولة هي شكل شركة تدافع بكل القوة العامة وتحمي كل شخص وأملاك كل مشارك في الجماعة فكأنه لا يطيع إلا نفسه ويبقى حرا كما كان قبل التعاقد وهكذا تنازل كل فرد عن إرادته لصالح حاكم يجوز فصله وعزله.النقد: تعتبر هذه النظرية بحق أكبر أكذوبة سياسية ناجحة أنها مجموعة من الفرضيات وليس لها أي سند تاريخي. ـ التركيب: لايمكن إرجاع نشأة الدولة لا إلى القوة ولا إلى فكرة التعاقد الاجتماعي فالنظرية الأولى تبالغ في طابع التعميم على الرغم من اعتمادها على الاستقراء الناقص والنظرية الثانية تنطلق من فرضيات مما أفقدها طابعها العلمي وبهذا نرى أن الدولة ظهرت نتيجة التطور التاريخي وهذا ما أكده جار نروسيسر قوى نظرهما أن الظواهر الاجتماعية ومن بينها الدولة لايمكن رد نشأتها إلى عامل واحد فالدولة عندهم نتاج عوامل كثيرة منها القوة والدهاء والدين فالدولة بهذا التطور ظاهرة اجتماعية نشأة بدافع تحقيق احتياجات الأفراد وتنظيم الحياة.الخاتمة: وأخيرا...موضوع الدولة طرح تحتدي بين علم السياسة وفلسفة السياسة ولذا تضاربت الآراء ويصبح البحث عن أصل الدولة وتحديد وقت ظهورها من الأمور العسيرة وهذه إشكالية كبيرة حاولنا في هذه المقالة فك قيودها وتتبع مختلف الآراء وانطلاقا من أن الدولة ظاهرة اجتماعية نستنتج أن الدولة ظاهرة معقدة تتداخل في نشأتها عدة عوامل ولايمكن اعتبار القبلية والعصبية هي السبب الوحيد في نشأتها.
------------------------------------------------------------------

السياسة و الأخلاق
مطالب الإنسان كثيرة و متنوعة و قدراته محدودة فهو يحتاج إلى غيره حتى أن أرسطو قال (الإنسان كائن مدني بطبعه) و هذا الذي يفسر لنا ميله إلى التجمع و الحقيقة أن التجمعات البشرية متنوعة منها البسيطة - كأسرة و القبيلة-و منها المعقدة كالدولة و الأمة فإذا علمنا أن السياسة هي فن الحكم و أن الأخلاق مجموعة من القيم و المبادئ الفاضلة فالمشكلة المطروحة :هل يمكن الفصل بين الممارسة السياسية و المبادئ الأخلاقية ؟
الرأي الأول :
ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى المطالبة بضرورة الفصل بين العمل السياسي و المبادئ الأخلاقية هذا ما ذهب إليه جوليان فروند في كتابه (ما هي السياسية ) حيث أكد من خلال المقارنة بين مفهوم السياسة و هدف الأخلاق أنهما متناقضان و لا سبيل إلى تماثلهما قط،فالأولى تعتمد على الدهاء و الصلة و القوة و الثانية تستجيب لضرورة من ضرورات المجتمع و هي كمال شخصية الإنسان)غير أنه أشهر من دافع عن هذه الأطروحة الإيطالي ميكيافيلي الذي رفع شعار الغاية تبرر الوسيلة و الضرورة لا تعترف بالقانون،ونصح في كتابه - الأمير- أن يتصف الحاكم بقوة الأسد و دهاء الذئب و مكر الثعلب فقال (على الأمير أن يتصف بما شاء من الصفات غير ناظر إلى قيمة أخلاقية أو دينية فهناك من الفضائل ما يؤدي إلى سقوط حكمه و هناك من اللا فضائل ما يؤدي إلى إزدهاره ) و من الأمثلة التي توضح ذلك أن حنبعل تغلب على سبيون في المعركة لأن حنبعل كان قاسيا عنيفا مع جنوده بينما استعمل الثاني اللين في معاملته و تجسدت هذه الأطروحة واقعيا في النازية و الفاشية بل إن هتلر في كتابه كفاحي قال  على السياسة أن تتجه كثيرا إلى المشاعر و العواطف و أن تتجه بأقل قدر إلى العقل) و في تفسيره لهذه الظاهرة رأي أن أغلب الناس تبهرهم الحركات و أشكال و الأصوات و ملخص الأطروحة أن طبيعة العمل السياسي تفترض استعمال جميع الوسائل الممكنة و كما قال كسنقر( في السياسة لا وجود لصداقة دائمة أو عداوة دائمة فقط مصالح دائمة ).
نقد:
إن الفصل بين السياسة و الأخلاق يولد الكراهية في نفوس المحكومين و الرغبة في الانتقام منه.
نقيض الأطروحة :
ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى المطالبة بضرورة ارتباط العمل السياسي بالمبادئ الأخلاقية و عندهم أن عملية الفصل بينهما لها انعكاسات خطرة قال سيبنواز(إن أية محاولة لإرغام أناس ذوي آراء مختلفة على أن لا يقولوا إلا ما تقرره السلطة العليا يؤدي إلى أوخم العواقب)و رأى ابن خلدون في كتابه - المقدمة-أن(الابتعاد عن الأخلاق يؤدي إلى اهتمام الحاكم بالملذات و الشهوات ) و يفسر هذه الظاهرة تفسيرا نفسيا من خلال فكرة التعويض و من الفلاسفة الذين دافعوا عن هذه الأطروحة أبو حامد الغزالي في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد حيث قالالدين و السلطان توأمان و الدين أس و السلطان حارس و ما لا أس له فمهدون و ما لا حارس له فضائع) و أكد الماوردي في كتابه قوانين الوزارة و سياسة الملك أن السياسة العادلة هي التي تجمع بين القوال و الأفعال في إطار أخلاقي فالحاكم عندما يعاقب لا ينبغي أن يهمل محاسن الأشخاص و عند العفو لا يمكنه إسقاط مساوئ الناس و تجسدت هذه الأطروحة في ميثاق عصبة الأمم المتحدة التي جاء في أحد نصوصها (نحن شعوب العالم قد ألقينا على أنفسنا أن ننقض الأجيال المقبلة من وجلات الحرب و أن ندافع عن الرقي الاجتماعي و نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية و الإخاء) و ملخص الأطروحة أنه لا بد من الربط بين ما هو سياسي و أخلاقي .
نقد:
لا أحد ينكر أهمية الأخلاق في السياسة لكن ينبغي أن تتحول الأخلاق إلى ضعف في المواقف التي تتطلب الحزم و المواجهة.
التركيب:
إن استقراء التاريخ يؤكد أن الأنظمة التي فصلت بين السياسة و الأخلاق و اعتمدت على منطق القوة دافعت عن مصالح حكمها و أهملت مصالح شعوبها و من هذا المنطق نرى أنه من الضروري أن يرتبط العمل السياسي بالقيم الأخلاقية و الدينية كما قال فيختة(السياسة بلا أخلاق أو دين عبث) و هذا ما أكد عليه المفكر الجزائري مالك بن جني في كتابه - شروط النهضة- من أن فصا الأخلاق عن السياسة يؤدي إلى حل المشاكل بمنطق السيف و القوة ، و رأى محمد عبده في كتابه - الإسلام و النصرانية-أن الخليفة عند المسلمين يحتكم في معاملاته إلى الكتاب و السنة أي إلى الأخلاق فقال: إذا انحرف الحاكم عن النهج أقاموه عليه و إذا اعوج قوموه بالنصيحة.
الخاتمة:
و في الأخير يمكن القول أن الفلسفة السياسية تدخل في إطار الفكر الفلسفي العام حيث حاول الفلاسفة منذ القديم دراسة و تحليل العمل السياسي و هي مسألة شائكة اختلفت فيها الآراء فمنهم من فصل بين السياسة و الأخلاق من منطلق أن الغاية تبرر الوسيلة و منهم من اشترط الالتزام بالمبادئ الأخلاقية و الدينية في العمل السياسي و في محاولة للخروج من دائرة الجدل توصلنا إلى هذا الاستنتاج : من الضروري مراعاة المبادئ الأخلاقية في الممارسة السياسية
--------------------------------------------------------------------------------------------------

الشخصية السوية
هل التحكم في السلوك معيار الشخصية السوية؟
مقدمة: من الزاوية الدينية والفلسفية يعتبر الاختلاف في الآراء والتعارض في الأفكار ظاهرة صحيحة ومقبولة ولكن من الغاية الواقعية قد يمكن الاختلاف مبررا للخصومة حيث سرعان ما يرمي أحد المتخاصمين الشخص الآخر بأنه غير سوي هذه الملاحظة الواقعية تقودنا إلى طرح التساؤل جوهري وأساسي إذا كان من السهل في عالم الأفكار أن نعثر على معيار لمعرفة الأفكار الصحيحة من الخاطئة – فهل من الممكن العثور على معيار للشخصية السوية؟الرأي الأول: معيار تحكم في السلوك: التحكم في سلوك الشخص يتمتع بالوعي والإرادة وقادر على تحمل المسؤولية والواقع أنه لايمكن أن تتحقق هذه المقتضيات إلا ضمن ثلاثة شروط: أولا: سلامة الشخصية من ناحية البناء الفيزيولوجي المتمثل في توازن الإفراز الغددي وسلامة الجهاز العصبي وانتظام التراكيب الكيماوية من أملاح ودهون وأحماض إلى جانب سلامة الجسم من العاهات والتشوهات هذا ما ذهب إليه جل الأطباء من أدلة على صحة هذا الطرح أن الخلل الذي يصيب الجهاز العصبي قد يؤدي إلى الشلل أي عدم القدرة على التحكم في السلوك وكذلك إذا ما زاد إفراز الدرقين في الغدة الدرقية عن حده الطبيعي واختصارا الأمراض العضوية التي تصيب الإنسان تؤكد أن سلاسة الشخصية مرتبطة بسلامة الجسد – ثانيا: سلامة الشخصية من ناحية النفسية يؤكد التحليل النفسي هو منهج يدرس مظاهر النفس من الناحية الداخلية والخارجية على ضرورة التوازن النفسي يعمل بهذا المنهج علماء النفس التابعين لمدرسة التحليل النفسي وعلى رأسهم(سيغمون فرويد) الذي أشتهر بتأسيس التحليل النفسي من حيث هو طريقة في العلاج ونظرية في علم النفس يرجع سلوك الفرد إلى العقد النفسية التي كبتت لتعارضها مع الواقع فسكنت منطقة تسمى باللاشعور، وقد أكتشف اللاشعور اعتمادا على ظواهر خارجية للنفس تتمثل في الأمراض التي استحال استشفاؤها بيولوجيا وفيزيولوجيا كالهستيريا كما ركز فرويد على دور الغريزة الحتمية في السلوك النفسي من أهم آثاره مقدمة في التحليل النفسي وتفسير الأحلام وفكرته الأساسية أنه إذا أحدث الأنا التوازن بين المطالب ورغبات الهوى أوامر الأنا الأعلى كانت الشخصية سوية وإذا لم يتحقق ذلك كانت غير سوية ومثل ذلك الذهاب والإياب.ثالثا:سلامة الشخصية من حيث الوظائف العقلية كالذاكرة بوصفها قدرة على استرجاع حوادث الماضي وعليها من حيث هي كذلك والذكاء والتخيل...الخالرأي الثاني: المعيار الاجتماعي والديني: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه يعيش ضمن شبكة علاقات اجتماعية[الأسرة، المدرسة، الحي، المسجد...] الشخص السوي هو القادر على إقامة علاقات اجتماعية وطبيعية مما يدل على تقبله للآخرين وتقبلهم له وفي هذا السياق أشار الرسول(ص)[إن خيار الناس من يألف ويؤلف] وأكد العالم(إدوارد بيلوفار) [الشخص السوي هو الذي يجعل من أعراض الصراع العقلي وله قدرة مرضية على العمل ويستطيع أن يحب إنسان آخر إلى جانب حبه لنفسه] ومن الأمثلة على الشخصية المريضة العنف بوصفه(فعل إيذاء مادي كالضرب أو معنوي كالشتم مثلا) والانطواء على النفس المبالغ فيه أما من الناحية الدينية فلكل دين شرائع وعبادات ومن حاد عنها وصف بالشخص غير السوي – التركيب: يمكن أن نحصر الشخصية السوية في معيار فيصل ما سبق طرحه فنقول إن الشخصية السوية هي التي أخذت بسبب في التربية بوصفها(ضبط وتوجيه للسلوك) من الناحية الجسمية[تربية بدنية] بحيث يمتلك الإنسان جسما سليما قادرا على أداء وظائفه وكذلك من ناحية الذوق(تربية فنية) بحيث تتولد لدى الفرد القدرة على إدراك عناصر الجمال في الأشياء فيتمتع بها ويضعها لغيره ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل لابد من تربية أخلاقية وعقلية تجعل الشخص يتخطى سائر كائن إلى ما يجب أن يكون وتجعله يثور على كل ماهو تافه وسطحي من هذه الحياة – الخاتمة: وختاما تعالوا نتذكر وصف القرآن الكريم(الشخصية المتكاملة) التي ينبغي أن يسعى إليها كل مؤمن ومؤمنة: (وإبتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك، ولاتبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين) حقا إنها شخصية متكاملة متوازنة حقوق الحياة الآخرة فهي أبدية قادومة وذلك عن طريق هذه الحياة الدنيا العاملة المستقيمة في علاقات حسنة متبادلة تصون الإنسان وإخوانه والبيئة الأرضية وما حولها.
------------------------------------------------------------------

الشغل و التنظيم الاقتصادي
مقدمة:
يعتبر الميل إلى الحركة خاصية أساسية عند جميع الكائنات الحية لكن الإنسان يتميز بقدرته عللا فهم نفسه و ما يحيط به حيث تتصف حركته بالوعي و تحديد الهدف و هذا ما اصطلح عليه علماء الاجتماع و الاقتصاد بالشغل،فإذا علمنا أن الاقتصاد يهدف إلى تنظيم الشغل و أن الليبرالية و الاشتراكية أبرز المذاهب الاقتصادية فالمشكلة المطروحة: هل يتطور الاقتصاد في ظل الاشتراكية أم الرأس مالية .
الرأي الأول :
ذهب أنصار النزعة الليبرالية إلى القول أن الحرية و التنافس هما أساس كل ازدهار اقتصادي تعود هذه الأطروحة بجذورها التاريخية و الفلسفية إلى القرن 19 م و هو قرن شهد تفاوت بين الأفراد في امتلاك الثروة و المال على حد تعبير جورج دانفيل و يفسر عالم الاجتماع ماكس فيير ظهور الرأس مالية بتأثير فلسفة التنوير التي رفعت شعار (لا سلطة على العقل لا لا الفعل ) و طالب بحرية المعتقد و الفكر و التصرف بالإضافة إلى تأثير البروتستانتية التي تمجد الفرد و العمل هذه الأفكار تحولت إلى مذهب اقتصادي و الليبرالية ترتكز على مجموعة من الخصائص منها (عدم تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية ) و في هذا المعنى قال آدم سميت (إذا تدخلت الدولة في الأسعار أو الأجور تخلق مشاكل اقتصادية و إجتماعية فالمصلحة الخاصة أحسن ضمان للمصلحة العامة) و أنصار هذه الأطروحة يدافعون عن فكرة التنافس الحر الذي يربط بغريزة حب التفوق و الظهور و الذي يؤدي إلى إيقاظ حركة الفكر عند الإنسان و كما قال باستيا( القضاء على التنافس معناه إلغاء العقل و الفكر و الإنسان) غير أن أبرز خصائص الرأسمالية : الملكية الفردية لوسائل الإنتاج فالإنسان له الحق في امتلاك ما يشاء من منطلق أن هذه الأشياء صنعها بجهده الفردي قال أودولف تييرس (الأساس الذي لا يزول لحق الملكية هو العمل هذه السمكة التي اصطادها بمشقة و هذا الخبز الذي صنعه بيدي هما ملكي )و ملخص هذه الأطروحة أن الليبرالية نظام اقتصادي يهدف إلى أكبر قدر من الربح المادي مع ضمان أكبر قدر من الحرية شعارها (دعه يعمل أتركه يمر).
نقد:
من عيوب الرأسمالية هي تقسم المجتمع إلى طبقات واحدة تملك و أخرى لا تملك و أكدت البحوث المعاصرة إن الرأسمالية أنتجت الحركات الاستعمارية.
الرأي الثاني:
ذهب أصحاب النزعة الاشتراكية إلى اعتبار الاقتصادي الموجه أفضل وسيلة لتحقيق الازدهار الاقتصادي و هي رد فعل ضد تطرف الليبرالية التي احتوت على قيم غير إنسانية حتى أن جوريس( وصف الرأسمالية بأنها تحمل الحرب كما تحمل السحب الأمطار) و الاشتراكية إيديولوجية وضعها كارل ماركس و انجلز و طبقها لينين في أرض الواقع بعد نجاح الثورة البلشفية 1917 قال عنها انجلز (الاشتراكية نشأت من صرخة الألم و من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ) و هذا النظام يتركز على مجموعة من المبادئ و الخصائص منها (الملكية العامة لوسائل الإنتاج) فالاشتراكية تنظر إلى الملكية الخاصة على أنها سرقة و استغلال هذا ما عبر عنه صراحة برودون قائلا العبودية هي الجريمة و الملكية الفردية هي السرقة ) و يفسر كارل ماركس هذه المسألة بوجود تناقض فالذين يعملون (طبقة البروليتاريا) لا يغتنون أبدا و الأغنياء (طبقة برجوازية) لا يعملون و هذه هي ظاهرة الاستلاب - السرقة- و منه الاشتراكية تؤمن بضرورة تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية من خلال فكرة المخططات –التخطيط المركزي- غير أن أهم خاصية تميز النظام الاشتراكي هي –الإيمان بالمساواة و ضرورة تحقيق العدالة الإجتماعية- انطلاقا من فكرة (كل حسب عمله و لكل حسب حاجته) و ملخص الأطروحة يتجلى في عبارة لينين(الاشتراكية نظام طبقي له شكل واحد الملكية العمة لوسائل الإنتاج)و المساواة الإجتماعية الكاملة .
نقد:
النظام الاشتراكي أدى إلى ظهور السلبية و التواكل و عدم مكافأة الأفراد حسب جهدهم و هذا الذي يفسر سقوط هذا النظام في أغلب دول العالم.
تركيب:
لا يجب النظر إلى الاقتصاد من زاوية مادية فقط لأنها نظرة تفتقد إلى الأخلاق و هذا هو خطأ الليبرالية كما أن التركيز على المساواة الإجتماعية دون القيام بالواجبات فكرة مثالية و هذا ما تنبه إليه الاقتصاد الإسلامي و هو اقتصاد تظهر فيه الخصائص الأخلاقية من معاملة البيع قال تعالى (أحل الله البيع و حرم الربا) فالبيع ليس هدفه الربح المادي فقط بل هو مسؤولية أخلاقية كما يظهر في الزكاة مثلا قال تعالى (و في أموالهم حق للسائل و المحروم) أما الملكية في الإسلام فهي ثلاثية الأبعاد فالله هو المالك الحقيقي ثم الفرد على سبيل الاستخلاف و الجماعة لها الحق في هذه الملكية .إن أفضل نظام اقتصادي هو الذي يجمع بين الممارسة الاقتصادية و المبادئ الأخلاقية.
الخاتمة:
و مجمل القول أن الأنظمة الاقتصادية مسألة ترتبط بفلسفة الاقتصاد و هي إشكالية ارتبطت بالصراع الإديلوجي بين معسكرين الليبرالية التي رفعت شعار الحرية و الاشتراكية التي حملت لواء العدالة الإجتماعية و كل مذهب اعتمد على خصائص تنسجم مع فلسفته غير أن الموازنة التي احتكمنا فيها إلى جديد دافعنا فيه عن الاقتصاد الإسلامي و منه نستنتج: يتطور الاقتصاد عندما تقترن المطالب المادية بالمبادئ الأخلاقية.
-----------------------------------------------------------------------

الطبيعة والثقافة
هل الثقافة امتداد للطبيعة أم مقاومة لها؟
المقدمة: تشير الثقافة إلى الفكر وترتبط الطبيعة بالمادة فالطبيعة تمثل الحالة الأولى أو الأصل والثقافة تمثل التغيير والإضافة ومن هذا المنطلق كانت قضية الفكر والمادة من أعقد القضايا فما طبيعة العلاقة القائمة بينهما؟هل هي علاقة تضاد وتنافي أم علاقة تطوير وتكامل؟الرأي الأول:الثقافة مقاومة للطبيعة ففي نظر أنصار الرأي الأول أن الإنسان أنتج الثقافة أساسا لمقاومة الطبيعة والعمل على التحرر من سيطرتها فالثقافة عند الفيلسوف الفرنسي (رونيه ديكارت) وجدت لتجعلنا أسيادا للطبيعة وفي نفس السياق يرى (هيجل 1770-1831) أن الطبيعة هي حالة صلابة وتوحش يجب الخروج منه إلى مرحلة لا طبيعية أي إلى مرحلة متحضرة إن الحالة الطبيعية البدائية هي حال توحش فلا قانون ينظم حياة الأفراد ولا أخلاق مقومة للسلوك ولذلك كان على الإنسان أن ينتصر على الطبيعة وبالفعل انتصر عليها بالفن والعلم ويرى[سوبنهاور 1787-1860] أن الأخلاق بوضعها أحد مظاهر الثقافة وجدت لمقاومة الطبيعة أي طبيعة الإنسان حيوانية القائمة على أساس الحقد والأنانية والغيرة التي لا يعير فيها الفرد أي اهتمام لقيم الخير والفضيلة فوظيفة الثقافة عنده هي أن تقف كمراقب للطبيعة البشرية هذه الطبيعة الحيوانية والتي هي عبارة عن كتلة من الغرائز العمياء والاندفاعات الوحشية لا تستقيم إلا في إطار ثقافي ولأجل ذلك وجدت السياسة أيضا فبدولة كجهاز سياسي معقد وجد ليحقق الأمن والاستقرار بنقله للإنسان من حالة طبيعية لا أمن ولا استقرار فيها إلى حالة آمنة ومنظمة على حد تعبير(توماس هوبز1577-1679)[إن الثقافة بجميع مظاهرها تقف في وجه الطبيعة كمعارض فهي مقاومة لها]. مناقشة: لكن هل أنتج الإنسان ثقافة لمقاومة الطبيعة فحسب أم أنه أنتجها من أجل تحسين ظروفه وتحقيق الانسجام مع الطبيعة. الرأي الثاني: ليست الثقافة مقاومة للطبيعة دائما بل هي تطوير وامتداد لها يتضح هذا المعنى من خلال منبع المعنى اللغوي كثقافة في اللغة الفرنسية culture [نعني العناية بالأرض من خلال فلاحتها وزراعتها إنها إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لتحقيق التكيف واستمرار الحياة] لأن الثقافة ساعدت الإنسان عند استغلال الطبيعة استغلالا عقلانيا يسمح له بتلبية حاجياته المادية والروحية التي عجزت الطبيعة على تحقيقها فالعلوم والآداب والفنون والصناعات المختلفة...إلخ ابتدعها الإنسان لتطوير معرفته الفطرية وتوسيعها ليتمكن من التكيف والانسجام مع الحياة الطبيعية والاجتماعية وفي هذا ذهب(هوسكوفيتر) إلى أن الإنسان زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضهم بالبيئية الصناعية إن الجسم كطبيعة بيولوجية لا يعطي أحسن ثماره بالفطرة بل لابد من العناية به فالتربية البدنية(الرياضة) والطب بوضعهما من مظاهر الثقافة لهما القدرة على إضافة تعديلات على جسم الإنسان من القوة والمرونة... ومن مظاهر هذا التكامل بين الطبيعة والثقافة هو ما نلحظه في تقليد الصغار للكبار في محاولة لتكميل ما ينقص طبيعتهم الفطرية من المعطيات الاجتماعية التي يكتسبونها بوصفهم أعضاء في المجتمع كما أن اكتشاف القوانين الفيزيائية مكنت الإنسان من اختراع الراديو والتلفزة والأقمار الصناعية...الخ التي جعلت العالم قرية صغيرة على حد قول العالم الكندي ماكلوهان[1911-1980].نقد: لكن لا يلزم من هذا أن الثقافة بجميع مظاهرها امتداد للطبيعة. التركيب: التقدم العلمي في مجال علم النفس وكذا استقراء الواقع الديني يدفعنا إلى ضرورة تجاوز الطرح الأول والثاني إلى مركب جديد تعتبر فيه العلاقة بين الثقافة والطبيعة علاقة تكامل ولا يمكن أن نرسم حدا فاصلا بينهما ففي الفقه الإسلامي اعتناء بالبدن (الطهارة) هي جزء من ثقافتنا الإسلامية والجسم الذي يتغذى من الحلال يختلف عن الجسم الذي يتغذى من الحرام وهذا دليل قاطع عن عمق العلاقة بين الطبيعة والثقافة هذا الطرح عضده ودافع عنه[جون كلود فيو] حيث اعتبر أن الحياة الجنين قبل الولادة هي نتيجة الأم العضوية والنفسية وهذه الحالات هي بدورها نتيجة للوسط الثقافي. ـ الخاتمة: إن تتبع القضية في إطارها التاريخي والواقعي يؤكد على استحالة الفصل بين ماهو ثقافي وماهو طبيعي ومنه نستنتج أن شكل العلاقة يتخذ صورة امتداد ومقاومة في الآن نفسه.
-----------------------------------------------------------------

الطبيعة والثقافةهل الثقافة امتداد للطبيعة أم مقاومة لها؟
المقدمة: تشير الثقافة إلى الفكر وترتبط الطبيعة بالمادة فالطبيعة تمثل الحالة الأولى أو الأصل والثقافة تمثل التغيير والإضافة ومن هذا المنطلق كانت قضية الفكر والمادة من أعقد القضايا فما طبيعة العلاقة القائمة بينهما؟هل هي علاقة تضاد وتنافي أم علاقة تطوير وتكامل؟الرأي الأول:الثقافة مقاومة للطبيعة ففي نظر أنصار الرأي الأول أن الإنسان أنتج الثقافة أساسا لمقاومة الطبيعة والعمل على التحرر من سيطرتها فالثقافة عند الفيلسوف الفرنسي (رونيه ديكارت) وجدت لتجعلنا أسيادا للطبيعة وفي نفس السياق يرى(هيجل1770-1831) أن الطبيعة هي حالة صلابة وتوحش يجب الخروج منه إلى مرحلة لا طبيعية أي إلى مرحلة متحضرة إن الحالة الطبيعية البدائية هي حال توحش فلا قانون ينظم حياة الأفراد ولا أخلاق مقومة للسلوك ولذلك كان على الإنسان أن ينتصر على الطبيعة وبالفعل انتصر عليها بالفن والعلم ويرى[سوبنهاور 1787-1860] أن الأخلاق بوضعها أحد مظاهر الثقافة وجدت لمقاومة الطبيعة أي طبيعة الإنسان حيوانية القائمة على أساس الحقد والأنانية والغيرة التي لا يعير فيها الفرد أي اهتمام لقيم الخير والفضيلة فوظيفة الثقافة عنده هي أن تقف كمراقب للطبيعة البشرية هذه الطبيعة الحيوانية والتي هي عبارة عن كتلة من الغرائز العمياء والاندفاعات الوحشية لا تستقيم إلا في إطار ثقافي ولأجل ذلك وجدت السياسة أيضا فبدولة كجهاز سياسي معقد وجد ليحقق الأمن والاستقرار بنقله للإنسان من حالة طبيعية لا أمن ولا استقرار فيها إلى حالة آمنة ومنظمة على حد تعبير(توماس هوبز1577-1679)[إن الثقافة بجميع مظاهرها تقف في وجه الطبيعة كمعارض فهي مقاومة لها]. مناقشة: لكن هل أنتج الإنسان ثقافة لمقاومة الطبيعة فحسب أم أنه أنتجها من أجل تحسين ظروفه وتحقيق الانسجام مع الطبيعة. الرأي الثاني: ليست الثقافة مقاومة للطبيعة دائما بل هي تطوير وامتداد لها يتضح هذا المعنى من خلال منبع المعنى اللغوي كثقافة في اللغة الفرنسية culture [نعني العناية بالأرض من خلال فلاحتها وزراعتها إنها إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لتحقيق التكيف واستمرار الحياة] لأن الثقافة ساعدت الإنسان عند استغلال الطبيعة استغلالا عقلانيا يسمح له بتلبية حاجياته المادية والروحية التي عجزت الطبيعة على تحقيقها فالعلوم والآداب والفنون والصناعات المختلفة...إلخ ابتدعها الإنسان لتطوير معرفته الفطرية وتوسيعها ليتمكن من التكيف والانسجام مع الحياة الطبيعية والاجتماعية وفي هذا ذهب(هوسكوفيتر) إلى أن الإنسان زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضهم بالبيئية الصناعية إن الجسم كطبيعة بيولوجية لا يعطي أحسن ثماره بالفطرة بل لابد من العناية به فالتربية البدنية(الرياضة) والطب بوضعهما من مظاهر الثقافة لهما القدرة على إضافة تعديلات على جسم الإنسان من القوة والمرونة... ومن مظاهر هذا التكامل بين الطبيعة والثقافة هو ما نلحظه في تقليد الصغار للكبار في محاولة لتكميل ما ينقص طبيعتهم الفطرية من المعطيات الاجتماعية التي يكتسبونها بوصفهم أعضاء في المجتمع كما أن اكتشاف القوانين الفيزيائية مكنت الإنسان من اختراع الراديو والتلفزة والأقمار الصناعية...الخ التي جعلت العالم قرية صغيرة على حد قول العالم الكندي ماكلوهان[1911-1980].نقد: لكن لا يلزم من هذا أن الثقافة بجميع مظاهرها امتداد للطبيعة. التركيب: التقدم العلمي في مجال علم النفس وكذا استقراء الواقع الديني يدفعنا إلى ضرورة تجاوز الطرح الأول والثاني إلى مركب جديد تعتبر فيه العلاقة بين الثقافة والطبيعة علاقة تكامل ولا يمكن أن نرسم حدا فاصلا بينهما ففي الفقه الإسلامي اعتناء بالبدن (الطهارة) هي جزء من ثقافتنا الإسلامية والجسم الذي يتغذى من الحلال يختلف عن الجسم الذي يتغذى من الحرام وهذا دليل قاطع عن عمق العلاقة بين الطبيعة والثقافة هذا الطرح عضده ودافع عنه[جون كلود فيو] حيث اعتبر أن الحياة الجنين قبل الولادة هي نتيجة الأم العضوية والنفسية وهذه الحالات هي بدورها نتيجة للوسط الثقافي. ـ الخاتمة: إن تتبع القضية في إطارها التاريخي والواقعي يؤكد على استحالة الفصل بين ماهو ثقافي وماهو طبيعي ومنه نستنتج أن شكل العلاقة يتخذ صورة امتداد ومقاومة في الآن نفسه.


من اراد مقالة فليقلي كي اضعها له هنا










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-23, 13:10   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
zoubir92
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقالات الانظمة القتصادية واسياسية كل بلييييييز










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-23, 13:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منى 92
عضو محترف
 
الصورة الرمزية منى 92
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام
حتى انا اريد مقالات النطم السياسية والاقتصادية










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-23, 13:53   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
منى 92
عضو محترف
 
الصورة الرمزية منى 92
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة t4k13dd1n3 مشاهدة المشاركة
[color="red"]الدولة
هل تجد في سلطة الدولة ما يتعارض مع حرية الأفراد ؟هل وجود الحاكم ضروري؟
مقدمة:استقراء أنماط الحياة التي تميز الإنسان عن الحيوان تقودنا إلى حقيقة بارزة للعيان وهو ميل الإنسان والحيوان للتجمع فهناك التجمعات الحيوانية مثلما هناك الجماعات البشرية ولكن في مقابل ذلك ينفرد التجمع الإنساني بمميزات منها الرقعة الجغرافية المحددة المعلومة الحدود والدفاع عن هذه الرقعة انطلاقا من فكرة السيادة انه تجمع خاضع لسلطة معينة تستند إلى قانون خاص بها وجدير بالبيان الإنسان عرف عدة أشكال من التجمع بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا سلمنا من جهة أن لكل دولة سلطة تعمل على فرضها ومن جهة أخرى أفراد يطالبون بحرياتهم الفردية فالمشكلة المطروحة:- هل في سلطة الدولة ما يتعارض مع حرية الأفراد؟الرأي الأول: حسب أنصار هذا الطرح فان الدولة تعتبر أداة لتجسيد وتطوير حرية الأفراد فوجود الحاكم ضروري لتنظيم الحياة فهي وجدت لتحقيق الأمن والاستقرار وغايتها سعادة الإنسان فذهب"وزنتال" إلى أن الدولة عند الإغريق"اليونان" تعني الوحدة السياسية الصغيرة التي يمكن للإنسان أن يبلغ فيها سعادته وتقابل كلمة plis الدولة هي محاولة لتطبيق دولة الكميموس(مدينة الآلهة) في أرض الواقع لتحقيق قيم العدل والخير والواقع أن هذه الفكرة نجد لها بعض القوام المشتركة في الكم الإسلامي فقد ذهب"أبو حامد الغزالي" في كتابه(الاقتصاد في الاعتقاد) أن الدنيا والأمن على الأنفس والأموال و لا ينتظم إلا بسلطان مطاع تشهد له مشاهدة أوقات الفتن يموت السلاطين والأمة وإن ذلك لو دام ولم يتدارك بنصب سلطان آخر دام الهرج وعم السيف وشمل القحط... ولذا قيل الدين والسلطان توءمان ولهذا قيل الدين من والمكان حارس وما لا أس له تقصص دولة وما لا حارس فضائع وقال "ابن خلدون" ومن أخلاق البشر قيهم الظلم والعدوان بعض على بعض وقال فاستحال بقاؤهم في فوضى دون حاكم يزع بعضهم عن بعض ويرى"سبينوزان" غاية الدولة ليست السيطرة فلم توجد الدولة لتحكم الإنسان بالخوف أو أن تجعله ملكا لشخص آخر بل أنها وجدت لتحرر الفرد من الخوف حتى يعيش في أمن وحفظ قدر ما يستطيع دون ضرر بالآخرين حقه الطبيعي في الوجود والفعل ورأي (هيجل) في كتابه[مبادئ فلسفة الحق] الدولة الحقيقية هي التي تصل فيها الحرية إلى أعلى مراتبها. إن الدولة هي ماهو عقلاني ورأي رائد الإصلاح في العصر الحديث(محمد عبده) في كتابه[الإسلام والنصرانية] إن الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم ولا هو مهبط الوحي...هو مطاع مادام هو على الحجة ونهج الكتاب والسنة المسلمون له بالمرصاد فإذا إنحرف عن النهج أقاموا عليه وإذا عوج قوموه بالنصيحة لإطاعة المخلوق في محبة الخالق ويؤسس أنصار هذا الرأي أطروحتهم على المادة الثالثة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه. ـ نقد: لكن الواقع يؤكد تحول الدولة والحكم في أكثر الحالات إلى أداة قمع واستغلال للحفاظ على امتيازات الطبقة المستفيدة. ـ الرأي الثاني: انطلق أنصار هذه الأطروحة من أن الدولة مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين وتشرف عليهم هيئة معينة تسمى الحكومة تجعل من الدولة مقبرة كبيرة تدفن فيها جميع مظاهر الحياة وهذه هي وجهة نظر الفوضوية انتشرت في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا في القرن التاسع عشر وهي معادية لكل سلطة تحدث باكونين في كتابه سلطة الدولة والفوضى أن القاهر الأساسي للإنسان عند أنصار هذا الرأي هو الجهاز ألفهمي ممثلا في الدولة والدين هو الجنون الجماعي وهو النتاج القبيح لوعي الجماهير المقهورة أما الكنيسة فهي الحانة السماوية التي يلتمس فيها المقهورون السلوى نسيانا لتعاستهم اليومية ومن الضروري لقيادة الإنسان إلى مملكة الحرية أن تنسف الدولة وأن يستبعد مبدأ السلطة من حياة الأفراد والدولة في الفلسفة الماركسية هي التنظيم السياسي للطبقة الساندة في الاقتصاد غرضها هو حماية النظام القائم وقمع مقاومة الطبقات الأخرى فهي أداة لقمع الشعب من طرف الطبقة المستغلة الانتهازية وعند ماركس هي ثمرة التناقض الطبقي وعند لينين ظهرت الدولة للجم صراع الطبقات إنها تضع العراقيل أمام التفتح الطبيعي لشخصية الفرد فهي ضد الحرية أن الخضوع للدولة هو تنازل عن الحرية الفردية وأن شرط الحرية هو الإطاحة بالدولة ونجد لهذه النظرة مدى عند الخوارج في التاريخ الإسلامي فقد أصبحت الدولة العباسية أيام الفرابي عبارة عن أرستقراطية عسكرية ومنه اتخذ الفرابي موقفا وهو أن تدخل الجند في السياسة هو خراب للبلد ولهذا لم يعطي للجند مكانة هامة في مراتب مدينته وأخرج مدينة القدس القائمة عند القوة لا المعرفة من المدن الفاضلة التي يحرم على المرء العاقل الإقامة فيها وربما ذلك يرجع إلى ماكان الجند يبثونه من فساد فاقتطاع الأراضي ونهب الخيرات كون استقراطية عسكرية في مقابل فئات من الفلاحين المقهورين فبعد أن ذاق الفلاحون والرقيق أشد الهزائم أخذوا حقدهم وفي المقابل ظهرت حركة العبا رين والفتوة والشطار حركات عملت على الثورة على السلطة وأصحاب المال وخاصة التجار والقاسمة المشتركة بين هذه المدن المتخلفة الجاهلة[هاته المدن يجمعها شيء واحد وهو مفهوم خاطئ عن السعادة فهي إما تعتبر السعادة تمتع بالملذات أو امتلاك الثروات والكر مات أو إتباع الشهوات] وملخص الأطروحة وجود الحكم غير ضروري وأن الدولة يجمع أجهزتها تعارض حرية الأفراد. ـ نقد: نفترض هذه الأطروحة أن الطبيعة البشرية طبيعة خيرة وأن التواصل الإنساني يمكن أن يتم دون الحاجة إلى سلطة الدولة ومن ثمة يجب زوالها لكن هذا الافتراض يكذبه الواقع. ـ التركيب: من الناحية النظرية الدولة فكرة أخترعها الغير لتنظيم حياة الأفراد هدفها الأساسي حماية الحريات الشخصية فإذا استعمل البعض سلطة الدولة لاعتراض شخصية لا كما أن يكون هذا مبررا لاتقائها وبما أن حياة الأفراد تخر دون وجود أداة تنظيم وتفتن الدولة ولا تعد أداة ضرورية وسلطتها لا تعارض مع الحرية فإذا ساهم أفراد المجتمع في الحياة معالم هذه الشخصية. ـ الخاتمة: في الفكر الإسلامي يعتبر موضوع الدولة من المواضيع التي ارتبطت إلى تيارين فلسفيين إلى تمكين فكرة الدولة ودافعت عنها الفلسفة الماركسية الشيوعية وحاربت مفهومه ووضعه وكان تعتبرها الدولة أداة قمع.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

الدولة والأمة
قال ابن خلدون (إنما تنشا الدولة بالقبلية والعصبية)
المقدمة:من القوا سم المشتركة بين عالم الحيوان و الإنسان الميل إلى التجمع غير أن الإنسان ينفرد بجملة أو مجموعة من الخصائص منها فكرة السيادة و الخضوع للقانون في فلسفة السياسة عرف الإنسان عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن العصبية هي الرابطة الدموية فالمشكلة المطروحة إلى أي حد يمكن إرجاع الدولة إلى العصبية؟ الرأي الأول:انطلق ابن خلدون في تأسيس أطروحته من منهجية واقعية قوامها الاستقراء التاريخي إنه يرفض الآراء النظرية الميتافيزيقية خاصة عندما يتعلق الأمر بالظواهر الاجتماعية والدولة عنده هي اكبر واعقد هذه الظواهر قال ابن خلدون: إنما ينشأ الملك بالغلبة لا تحصل إلا بالعصبية وهكذا يرى أن الوصول إلى مرتبة الرئاسة في القبيلة لا يكون إلا للأقوى وبدافع العصبية وهي قوة التضامن بين الأفراد وتنشأ عن رابطة الدم، تدخل القبيلة في تنازع مع القبائل الأخرى وهو النزاع الفاصل فيه للغالب ويصف ابن خلدون هذا الصراع قائلا إن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان بعض على بعض ومنه استحال بقاؤهم فوضى دون حاكم ينزع بعضهم البعض عن القبيلة الغالبة سرعان ما تبحث عن دولة ضعيفة تحل محلها وهذا ما يفسر بتسمية بعض الدول باسم القبيلة المنتصرة عليها وفي نفس السياق تحدث ماركس فيبر عن الغلبة واستعمل مصطلح القوة إنه يوافق ابن خلدون في إرجاع نشأة الدولة إلى الشارع والغلبة وفي هذا قال الدولة قوامها علاقة سيطرة من إنسان على الإنسان قائمة على وسيلة العنف المشروع وقال أيضا لايمكن أن توجد الدولة إلا إذا أخضع الناس لسيطرة السلطة التي يفرضها المتسلطون وملخص الأطروحة أن الدولة ترتبط بالغلبة والقوة هي عامل الحاسم في نشأتها. ـ النقد: ما يعاب على هذه النظرية اعتمادها على الاستقراء الناقص فليست كل دولة نتيجة للقوة ومثال ذلك الدولة التي أسسها الرسول(ص). ـ الرأي الثاني: عند أنصار هذه الأطروحة الذي يقر ظهور الدولة هو التعاقد والاتفاق وترى هذه النظرية أن ظهور الدولة أرتبط بالمراحل السياسية التي تسبقها المرحلة الطبيعية. فالدولة نتيجة العقد الاجتماعي ومن الذين دافعوا عن هذا الرأي توماس هوبز وعنده الإنسان شرير بطبعه تغلب عليه صفات الإنسانية والشك والعنف إنه أشبه بالذئب ولقد كانت حياتهم في الحالة الطبيعية عبارة عن حرب الكل ضد الكل، قال توماس هوبز في كتابه التنين الجبار كانت العلاقات في المرحلة الطبيعية بين الإنسان والأخرى قائمة على أساس من المنافسة والريبة والبحث عن المجد مما كان يؤدي إلى حرب الجميع ضد الجميع مادام كل واحد ينشد مصالحه الخاصة والسبب الذي أدى إلى التعاقد هو الخوف من استمرار حالة الصراع ومحاولة إيقاف الفوضى ويفسر هوبز الكيفية التي تم بها العقد ويحصرها في تنازل الضعفاء عن جميع حقوقهم لصالح الأقوياء والحاكم عنده هو الطرف الأقوى والأعنف وهو ليس طرف في العقد ولا يجوز مطلقا رفض ما يقرره ويرى الإنجليزي جون لوك أن الإنسان يولد كالصفحة البيضاء والتجربة تكتب عليه ما تشاء أي الإنسان في الوسط الطبيعي كان يتميز بالحرية والمساواة ويقر لنا أسباب العقد قائلا وظيفة الدولة حماية الملكية فالدولة تنظم وتحمي ممتلكات الناس من أجل ذلك رأى جون لوك أنه حدث تنازل جزئي للحقوق لصالح طرف واحد وهو الحاكم وهو طرف في العقد يجوز فصله وعزله في حالة فشل حماية الممتلكات ويصف جون جاك روسو حالة الإنسان في الوسط الطبيعي بأنها حالة سعادة والإنسان عنده خير بطبعه ودليل على ذلك أن كل الكائنات الحية في الوسط الطبيعي تتميز بالقوة والدهاء مقارنة مع الكائنات قال في كتابه العقد الاجتماعي الدولة هي شكل شركة تدافع بكل القوة العامة وتحمي كل شخص وأملاك كل مشارك في الجماعة فكأنه لا يطيع إلا نفسه ويبقى حرا كما كان قبل التعاقد وهكذا تنازل كل فرد عن إرادته لصالح حاكم يجوز فصله وعزله.النقد: تعتبر هذه النظرية بحق أكبر أكذوبة سياسية ناجحة أنها مجموعة من الفرضيات وليس لها أي سند تاريخي. ـ التركيب: لايمكن إرجاع نشأة الدولة لا إلى القوة ولا إلى فكرة التعاقد الاجتماعي فالنظرية الأولى تبالغ في طابع التعميم على الرغم من اعتمادها على الاستقراء الناقص والنظرية الثانية تنطلق من فرضيات مما أفقدها طابعها العلمي وبهذا نرى أن الدولة ظهرت نتيجة التطور التاريخي وهذا ما أكده جار نروسيسر قوى نظرهما أن الظواهر الاجتماعية ومن بينها الدولة لايمكن رد نشأتها إلى عامل واحد فالدولة عندهم نتاج عوامل كثيرة منها القوة والدهاء والدين فالدولة بهذا التطور ظاهرة اجتماعية نشأة بدافع تحقيق احتياجات الأفراد وتنظيم الحياة.الخاتمة: وأخيرا...موضوع الدولة طرح تحتدي بين علم السياسة وفلسفة السياسة ولذا تضاربت الآراء ويصبح البحث عن أصل الدولة وتحديد وقت ظهورها من الأمور العسيرة وهذه إشكالية كبيرة حاولنا في هذه المقالة فك قيودها وتتبع مختلف الآراء وانطلاقا من أن الدولة ظاهرة اجتماعية نستنتج أن الدولة ظاهرة معقدة تتداخل في نشأتها عدة عوامل ولايمكن اعتبار القبلية والعصبية هي السبب الوحيد في نشأتها.
---------------------------------------------------------------------------------------------

الدولة والأمة
قال ابن خلدون (إنما تنشا الدولة بالقبلية والعصبية)
المقدمة:من القوا سم المشتركة بين عالم الحيوان و الإنسان الميل إلى التجمع غير أن الإنسان ينفرد بجملة أو مجموعة من الخصائص منها فكرة السيادة و الخضوع للقانون في فلسفة السياسة عرف الإنسان عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن عدة أشكال من التجمعات الخاضعة للسيادة بداية من الأسرة والقبيلة ووصولا إلى الدولة فإذا علمنا أن العصبية هي الرابطة الدموية فالمشكلة المطروحة إلى أي حد يمكن إرجاع الدولة إلى العصبية؟ الرأي الأول:انطلق ابن خلدون في تأسيس أطروحته من منهجية واقعية قوامها الاستقراء التاريخي إنه يرفض الآراء النظرية الميتافيزيقية خاصة عندما يتعلق الأمر بالظواهر الاجتماعية والدولة عنده هي اكبر واعقد هذه الظواهر قال ابن خلدون: إنما ينشأ الملك بالغلبة لا تحصل إلا بالعصبية وهكذا يرى أن الوصول إلى مرتبة الرئاسة في القبيلة لا يكون إلا للأقوى وبدافع العصبية وهي قوة التضامن بين الأفراد وتنشأ عن رابطة الدم، تدخل القبيلة في تنازع مع القبائل الأخرى وهو النزاع الفاصل فيه للغالب ويصف ابن خلدون هذا الصراع قائلا إن أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان بعض على بعض ومنه استحال بقاؤهم فوضى دون حاكم ينزع بعضهم البعض عن القبيلة الغالبة سرعان ما تبحث عن دولة ضعيفة تحل محلها وهذا ما يفسر بتسمية بعض الدول باسم القبيلة المنتصرة عليها وفي نفس السياق تحدث ماركس فيبر عن الغلبة واستعمل مصطلح القوة إنه يوافق ابن خلدون في إرجاع نشأة الدولة إلى الشارع والغلبة وفي هذا قال الدولة قوامها علاقة سيطرة من إنسان على الإنسان قائمة على وسيلة العنف المشروع وقال أيضا لايمكن أن توجد الدولة إلا إذا أخضع الناس لسيطرة السلطة التي يفرضها المتسلطون وملخص الأطروحة أن الدولة ترتبط بالغلبة والقوة هي عامل الحاسم في نشأتها. ـ النقد: ما يعاب على هذه النظرية اعتمادها على الاستقراء الناقص فليست كل دولة نتيجة للقوة ومثال ذلك الدولة التي أسسها الرسول(ص). ـ الرأي الثاني: عند أنصار هذه الأطروحة الذي يقر ظهور الدولة هو التعاقد والاتفاق وترى هذه النظرية أن ظهور الدولة أرتبط بالمراحل السياسية التي تسبقها المرحلة الطبيعية. فالدولة نتيجة العقد الاجتماعي ومن الذين دافعوا عن هذا الرأي توماس هوبز وعنده الإنسان شرير بطبعه تغلب عليه صفات الإنسانية والشك والعنف إنه أشبه بالذئب ولقد كانت حياتهم في الحالة الطبيعية عبارة عن حرب الكل ضد الكل، قال توماس هوبز في كتابه التنين الجبار كانت العلاقات في المرحلة الطبيعية بين الإنسان والأخرى قائمة على أساس من المنافسة والريبة والبحث عن المجد مما كان يؤدي إلى حرب الجميع ضد الجميع مادام كل واحد ينشد مصالحه الخاصة والسبب الذي أدى إلى التعاقد هو الخوف من استمرار حالة الصراع ومحاولة إيقاف الفوضى ويفسر هوبز الكيفية التي تم بها العقد ويحصرها في تنازل الضعفاء عن جميع حقوقهم لصالح الأقوياء والحاكم عنده هو الطرف الأقوى والأعنف وهو ليس طرف في العقد ولا يجوز مطلقا رفض ما يقرره ويرى الإنجليزي جون لوك أن الإنسان يولد كالصفحة البيضاء والتجربة تكتب عليه ما تشاء أي الإنسان في الوسط الطبيعي كان يتميز بالحرية والمساواة ويقر لنا أسباب العقد قائلا وظيفة الدولة حماية الملكية فالدولة تنظم وتحمي ممتلكات الناس من أجل ذلك رأى جون لوك أنه حدث تنازل جزئي للحقوق لصالح طرف واحد وهو الحاكم وهو طرف في العقد يجوز فصله وعزله في حالة فشل حماية الممتلكات ويصف جون جاك روسو حالة الإنسان في الوسط الطبيعي بأنها حالة سعادة والإنسان عنده خير بطبعه ودليل على ذلك أن كل الكائنات الحية في الوسط الطبيعي تتميز بالقوة والدهاء مقارنة مع الكائنات قال في كتابه العقد الاجتماعي الدولة هي شكل شركة تدافع بكل القوة العامة وتحمي كل شخص وأملاك كل مشارك في الجماعة فكأنه لا يطيع إلا نفسه ويبقى حرا كما كان قبل التعاقد وهكذا تنازل كل فرد عن إرادته لصالح حاكم يجوز فصله وعزله.النقد: تعتبر هذه النظرية بحق أكبر أكذوبة سياسية ناجحة أنها مجموعة من الفرضيات وليس لها أي سند تاريخي. ـ التركيب: لايمكن إرجاع نشأة الدولة لا إلى القوة ولا إلى فكرة التعاقد الاجتماعي فالنظرية الأولى تبالغ في طابع التعميم على الرغم من اعتمادها على الاستقراء الناقص والنظرية الثانية تنطلق من فرضيات مما أفقدها طابعها العلمي وبهذا نرى أن الدولة ظهرت نتيجة التطور التاريخي وهذا ما أكده جار نروسيسر قوى نظرهما أن الظواهر الاجتماعية ومن بينها الدولة لايمكن رد نشأتها إلى عامل واحد فالدولة عندهم نتاج عوامل كثيرة منها القوة والدهاء والدين فالدولة بهذا التطور ظاهرة اجتماعية نشأة بدافع تحقيق احتياجات الأفراد وتنظيم الحياة.الخاتمة: وأخيرا...موضوع الدولة طرح تحتدي بين علم السياسة وفلسفة السياسة ولذا تضاربت الآراء ويصبح البحث عن أصل الدولة وتحديد وقت ظهورها من الأمور العسيرة وهذه إشكالية كبيرة حاولنا في هذه المقالة فك قيودها وتتبع مختلف الآراء وانطلاقا من أن الدولة ظاهرة اجتماعية نستنتج أن الدولة ظاهرة معقدة تتداخل في نشأتها عدة عوامل ولايمكن اعتبار القبلية والعصبية هي السبب الوحيد في نشأتها.
------------------------------------------------------------------

السياسة و الأخلاق
مطالب الإنسان كثيرة و متنوعة و قدراته محدودة فهو يحتاج إلى غيره حتى أن أرسطو قال (الإنسان كائن مدني بطبعه) و هذا الذي يفسر لنا ميله إلى التجمع و الحقيقة أن التجمعات البشرية متنوعة منها البسيطة - كأسرة و القبيلة-و منها المعقدة كالدولة و الأمة فإذا علمنا أن السياسة هي فن الحكم و أن الأخلاق مجموعة من القيم و المبادئ الفاضلة فالمشكلة المطروحة :هل يمكن الفصل بين الممارسة السياسية و المبادئ الأخلاقية ؟
الرأي الأول :
ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى المطالبة بضرورة الفصل بين العمل السياسي و المبادئ الأخلاقية هذا ما ذهب إليه جوليان فروند في كتابه (ما هي السياسية ) حيث أكد من خلال المقارنة بين مفهوم السياسة و هدف الأخلاق أنهما متناقضان و لا سبيل إلى تماثلهما قط،فالأولى تعتمد على الدهاء و الصلة و القوة و الثانية تستجيب لضرورة من ضرورات المجتمع و هي كمال شخصية الإنسان)غير أنه أشهر من دافع عن هذه الأطروحة الإيطالي ميكيافيلي الذي رفع شعار الغاية تبرر الوسيلة و الضرورة لا تعترف بالقانون،ونصح في كتابه - الأمير- أن يتصف الحاكم بقوة الأسد و دهاء الذئب و مكر الثعلب فقال (على الأمير أن يتصف بما شاء من الصفات غير ناظر إلى قيمة أخلاقية أو دينية فهناك من الفضائل ما يؤدي إلى سقوط حكمه و هناك من اللا فضائل ما يؤدي إلى إزدهاره ) و من الأمثلة التي توضح ذلك أن حنبعل تغلب على سبيون في المعركة لأن حنبعل كان قاسيا عنيفا مع جنوده بينما استعمل الثاني اللين في معاملته و تجسدت هذه الأطروحة واقعيا في النازية و الفاشية بل إن هتلر في كتابه كفاحي قال  على السياسة أن تتجه كثيرا إلى المشاعر و العواطف و أن تتجه بأقل قدر إلى العقل) و في تفسيره لهذه الظاهرة رأي أن أغلب الناس تبهرهم الحركات و أشكال و الأصوات و ملخص الأطروحة أن طبيعة العمل السياسي تفترض استعمال جميع الوسائل الممكنة و كما قال كسنقر( في السياسة لا وجود لصداقة دائمة أو عداوة دائمة فقط مصالح دائمة ).
نقد:
إن الفصل بين السياسة و الأخلاق يولد الكراهية في نفوس المحكومين و الرغبة في الانتقام منه.
نقيض الأطروحة :
ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى المطالبة بضرورة ارتباط العمل السياسي بالمبادئ الأخلاقية و عندهم أن عملية الفصل بينهما لها انعكاسات خطرة قال سيبنواز(إن أية محاولة لإرغام أناس ذوي آراء مختلفة على أن لا يقولوا إلا ما تقرره السلطة العليا يؤدي إلى أوخم العواقب)و رأى ابن خلدون في كتابه - المقدمة-أن(الابتعاد عن الأخلاق يؤدي إلى اهتمام الحاكم بالملذات و الشهوات ) و يفسر هذه الظاهرة تفسيرا نفسيا من خلال فكرة التعويض و من الفلاسفة الذين دافعوا عن هذه الأطروحة أبو حامد الغزالي في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد حيث قالالدين و السلطان توأمان و الدين أس و السلطان حارس و ما لا أس له فمهدون و ما لا حارس له فضائع) و أكد الماوردي في كتابه قوانين الوزارة و سياسة الملك أن السياسة العادلة هي التي تجمع بين القوال و الأفعال في إطار أخلاقي فالحاكم عندما يعاقب لا ينبغي أن يهمل محاسن الأشخاص و عند العفو لا يمكنه إسقاط مساوئ الناس و تجسدت هذه الأطروحة في ميثاق عصبة الأمم المتحدة التي جاء في أحد نصوصها (نحن شعوب العالم قد ألقينا على أنفسنا أن ننقض الأجيال المقبلة من وجلات الحرب و أن ندافع عن الرقي الاجتماعي و نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية و الإخاء) و ملخص الأطروحة أنه لا بد من الربط بين ما هو سياسي و أخلاقي .
نقد:
لا أحد ينكر أهمية الأخلاق في السياسة لكن ينبغي أن تتحول الأخلاق إلى ضعف في المواقف التي تتطلب الحزم و المواجهة.
التركيب:
إن استقراء التاريخ يؤكد أن الأنظمة التي فصلت بين السياسة و الأخلاق و اعتمدت على منطق القوة دافعت عن مصالح حكمها و أهملت مصالح شعوبها و من هذا المنطق نرى أنه من الضروري أن يرتبط العمل السياسي بالقيم الأخلاقية و الدينية كما قال فيختة(السياسة بلا أخلاق أو دين عبث) و هذا ما أكد عليه المفكر الجزائري مالك بن جني في كتابه - شروط النهضة- من أن فصا الأخلاق عن السياسة يؤدي إلى حل المشاكل بمنطق السيف و القوة ، و رأى محمد عبده في كتابه - الإسلام و النصرانية-أن الخليفة عند المسلمين يحتكم في معاملاته إلى الكتاب و السنة أي إلى الأخلاق فقال: إذا انحرف الحاكم عن النهج أقاموه عليه و إذا اعوج قوموه بالنصيحة.
الخاتمة:
و في الأخير يمكن القول أن الفلسفة السياسية تدخل في إطار الفكر الفلسفي العام حيث حاول الفلاسفة منذ القديم دراسة و تحليل العمل السياسي و هي مسألة شائكة اختلفت فيها الآراء فمنهم من فصل بين السياسة و الأخلاق من منطلق أن الغاية تبرر الوسيلة و منهم من اشترط الالتزام بالمبادئ الأخلاقية و الدينية في العمل السياسي و في محاولة للخروج من دائرة الجدل توصلنا إلى هذا الاستنتاج : من الضروري مراعاة المبادئ الأخلاقية في الممارسة السياسية
--------------------------------------------------------------------------------------------------

الشخصية السوية
هل التحكم في السلوك معيار الشخصية السوية؟
مقدمة: من الزاوية الدينية والفلسفية يعتبر الاختلاف في الآراء والتعارض في الأفكار ظاهرة صحيحة ومقبولة ولكن من الغاية الواقعية قد يمكن الاختلاف مبررا للخصومة حيث سرعان ما يرمي أحد المتخاصمين الشخص الآخر بأنه غير سوي هذه الملاحظة الواقعية تقودنا إلى طرح التساؤل جوهري وأساسي إذا كان من السهل في عالم الأفكار أن نعثر على معيار لمعرفة الأفكار الصحيحة من الخاطئة – فهل من الممكن العثور على معيار للشخصية السوية؟الرأي الأول: معيار تحكم في السلوك: التحكم في سلوك الشخص يتمتع بالوعي والإرادة وقادر على تحمل المسؤولية والواقع أنه لايمكن أن تتحقق هذه المقتضيات إلا ضمن ثلاثة شروط: أولا: سلامة الشخصية من ناحية البناء الفيزيولوجي المتمثل في توازن الإفراز الغددي وسلامة الجهاز العصبي وانتظام التراكيب الكيماوية من أملاح ودهون وأحماض إلى جانب سلامة الجسم من العاهات والتشوهات هذا ما ذهب إليه جل الأطباء من أدلة على صحة هذا الطرح أن الخلل الذي يصيب الجهاز العصبي قد يؤدي إلى الشلل أي عدم القدرة على التحكم في السلوك وكذلك إذا ما زاد إفراز الدرقين في الغدة الدرقية عن حده الطبيعي واختصارا الأمراض العضوية التي تصيب الإنسان تؤكد أن سلاسة الشخصية مرتبطة بسلامة الجسد – ثانيا: سلامة الشخصية من ناحية النفسية يؤكد التحليل النفسي هو منهج يدرس مظاهر النفس من الناحية الداخلية والخارجية على ضرورة التوازن النفسي يعمل بهذا المنهج علماء النفس التابعين لمدرسة التحليل النفسي وعلى رأسهم(سيغمون فرويد) الذي أشتهر بتأسيس التحليل النفسي من حيث هو طريقة في العلاج ونظرية في علم النفس يرجع سلوك الفرد إلى العقد النفسية التي كبتت لتعارضها مع الواقع فسكنت منطقة تسمى باللاشعور، وقد أكتشف اللاشعور اعتمادا على ظواهر خارجية للنفس تتمثل في الأمراض التي استحال استشفاؤها بيولوجيا وفيزيولوجيا كالهستيريا كما ركز فرويد على دور الغريزة الحتمية في السلوك النفسي من أهم آثاره مقدمة في التحليل النفسي وتفسير الأحلام وفكرته الأساسية أنه إذا أحدث الأنا التوازن بين المطالب ورغبات الهوى أوامر الأنا الأعلى كانت الشخصية سوية وإذا لم يتحقق ذلك كانت غير سوية ومثل ذلك الذهاب والإياب.ثالثا:سلامة الشخصية من حيث الوظائف العقلية كالذاكرة بوصفها قدرة على استرجاع حوادث الماضي وعليها من حيث هي كذلك والذكاء والتخيل...الخالرأي الثاني: المعيار الاجتماعي والديني: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه يعيش ضمن شبكة علاقات اجتماعية[الأسرة، المدرسة، الحي، المسجد...] الشخص السوي هو القادر على إقامة علاقات اجتماعية وطبيعية مما يدل على تقبله للآخرين وتقبلهم له وفي هذا السياق أشار الرسول(ص)[إن خيار الناس من يألف ويؤلف] وأكد العالم(إدوارد بيلوفار) [الشخص السوي هو الذي يجعل من أعراض الصراع العقلي وله قدرة مرضية على العمل ويستطيع أن يحب إنسان آخر إلى جانب حبه لنفسه] ومن الأمثلة على الشخصية المريضة العنف بوصفه(فعل إيذاء مادي كالضرب أو معنوي كالشتم مثلا) والانطواء على النفس المبالغ فيه أما من الناحية الدينية فلكل دين شرائع وعبادات ومن حاد عنها وصف بالشخص غير السوي – التركيب: يمكن أن نحصر الشخصية السوية في معيار فيصل ما سبق طرحه فنقول إن الشخصية السوية هي التي أخذت بسبب في التربية بوصفها(ضبط وتوجيه للسلوك) من الناحية الجسمية[تربية بدنية] بحيث يمتلك الإنسان جسما سليما قادرا على أداء وظائفه وكذلك من ناحية الذوق(تربية فنية) بحيث تتولد لدى الفرد القدرة على إدراك عناصر الجمال في الأشياء فيتمتع بها ويضعها لغيره ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل لابد من تربية أخلاقية وعقلية تجعل الشخص يتخطى سائر كائن إلى ما يجب أن يكون وتجعله يثور على كل ماهو تافه وسطحي من هذه الحياة – الخاتمة: وختاما تعالوا نتذكر وصف القرآن الكريم(الشخصية المتكاملة) التي ينبغي أن يسعى إليها كل مؤمن ومؤمنة: (وإبتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك، ولاتبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين) حقا إنها شخصية متكاملة متوازنة حقوق الحياة الآخرة فهي أبدية قادومة وذلك عن طريق هذه الحياة الدنيا العاملة المستقيمة في علاقات حسنة متبادلة تصون الإنسان وإخوانه والبيئة الأرضية وما حولها.
------------------------------------------------------------------

الشغل و التنظيم الاقتصادي
مقدمة:
يعتبر الميل إلى الحركة خاصية أساسية عند جميع الكائنات الحية لكن الإنسان يتميز بقدرته عللا فهم نفسه و ما يحيط به حيث تتصف حركته بالوعي و تحديد الهدف و هذا ما اصطلح عليه علماء الاجتماع و الاقتصاد بالشغل،فإذا علمنا أن الاقتصاد يهدف إلى تنظيم الشغل و أن الليبرالية و الاشتراكية أبرز المذاهب الاقتصادية فالمشكلة المطروحة: هل يتطور الاقتصاد في ظل الاشتراكية أم الرأس مالية .
الرأي الأول :
ذهب أنصار النزعة الليبرالية إلى القول أن الحرية و التنافس هما أساس كل ازدهار اقتصادي تعود هذه الأطروحة بجذورها التاريخية و الفلسفية إلى القرن 19 م و هو قرن شهد تفاوت بين الأفراد في امتلاك الثروة و المال على حد تعبير جورج دانفيل و يفسر عالم الاجتماع ماكس فيير ظهور الرأس مالية بتأثير فلسفة التنوير التي رفعت شعار (لا سلطة على العقل لا لا الفعل ) و طالب بحرية المعتقد و الفكر و التصرف بالإضافة إلى تأثير البروتستانتية التي تمجد الفرد و العمل هذه الأفكار تحولت إلى مذهب اقتصادي و الليبرالية ترتكز على مجموعة من الخصائص منها (عدم تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية ) و في هذا المعنى قال آدم سميت (إذا تدخلت الدولة في الأسعار أو الأجور تخلق مشاكل اقتصادية و إجتماعية فالمصلحة الخاصة أحسن ضمان للمصلحة العامة) و أنصار هذه الأطروحة يدافعون عن فكرة التنافس الحر الذي يربط بغريزة حب التفوق و الظهور و الذي يؤدي إلى إيقاظ حركة الفكر عند الإنسان و كما قال باستيا( القضاء على التنافس معناه إلغاء العقل و الفكر و الإنسان) غير أن أبرز خصائص الرأسمالية : الملكية الفردية لوسائل الإنتاج فالإنسان له الحق في امتلاك ما يشاء من منطلق أن هذه الأشياء صنعها بجهده الفردي قال أودولف تييرس (الأساس الذي لا يزول لحق الملكية هو العمل هذه السمكة التي اصطادها بمشقة و هذا الخبز الذي صنعه بيدي هما ملكي )و ملخص هذه الأطروحة أن الليبرالية نظام اقتصادي يهدف إلى أكبر قدر من الربح المادي مع ضمان أكبر قدر من الحرية شعارها (دعه يعمل أتركه يمر).
نقد:
من عيوب الرأسمالية هي تقسم المجتمع إلى طبقات واحدة تملك و أخرى لا تملك و أكدت البحوث المعاصرة إن الرأسمالية أنتجت الحركات الاستعمارية.
الرأي الثاني:
ذهب أصحاب النزعة الاشتراكية إلى اعتبار الاقتصادي الموجه أفضل وسيلة لتحقيق الازدهار الاقتصادي و هي رد فعل ضد تطرف الليبرالية التي احتوت على قيم غير إنسانية حتى أن جوريس( وصف الرأسمالية بأنها تحمل الحرب كما تحمل السحب الأمطار) و الاشتراكية إيديولوجية وضعها كارل ماركس و انجلز و طبقها لينين في أرض الواقع بعد نجاح الثورة البلشفية 1917 قال عنها انجلز (الاشتراكية نشأت من صرخة الألم و من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ) و هذا النظام يتركز على مجموعة من المبادئ و الخصائص منها (الملكية العامة لوسائل الإنتاج) فالاشتراكية تنظر إلى الملكية الخاصة على أنها سرقة و استغلال هذا ما عبر عنه صراحة برودون قائلا العبودية هي الجريمة و الملكية الفردية هي السرقة ) و يفسر كارل ماركس هذه المسألة بوجود تناقض فالذين يعملون (طبقة البروليتاريا) لا يغتنون أبدا و الأغنياء (طبقة برجوازية) لا يعملون و هذه هي ظاهرة الاستلاب - السرقة- و منه الاشتراكية تؤمن بضرورة تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية من خلال فكرة المخططات –التخطيط المركزي- غير أن أهم خاصية تميز النظام الاشتراكي هي –الإيمان بالمساواة و ضرورة تحقيق العدالة الإجتماعية- انطلاقا من فكرة (كل حسب عمله و لكل حسب حاجته) و ملخص الأطروحة يتجلى في عبارة لينين(الاشتراكية نظام طبقي له شكل واحد الملكية العمة لوسائل الإنتاج)و المساواة الإجتماعية الكاملة .
نقد:
النظام الاشتراكي أدى إلى ظهور السلبية و التواكل و عدم مكافأة الأفراد حسب جهدهم و هذا الذي يفسر سقوط هذا النظام في أغلب دول العالم.
تركيب:
لا يجب النظر إلى الاقتصاد من زاوية مادية فقط لأنها نظرة تفتقد إلى الأخلاق و هذا هو خطأ الليبرالية كما أن التركيز على المساواة الإجتماعية دون القيام بالواجبات فكرة مثالية و هذا ما تنبه إليه الاقتصاد الإسلامي و هو اقتصاد تظهر فيه الخصائص الأخلاقية من معاملة البيع قال تعالى (أحل الله البيع و حرم الربا) فالبيع ليس هدفه الربح المادي فقط بل هو مسؤولية أخلاقية كما يظهر في الزكاة مثلا قال تعالى (و في أموالهم حق للسائل و المحروم) أما الملكية في الإسلام فهي ثلاثية الأبعاد فالله هو المالك الحقيقي ثم الفرد على سبيل الاستخلاف و الجماعة لها الحق في هذه الملكية .إن أفضل نظام اقتصادي هو الذي يجمع بين الممارسة الاقتصادية و المبادئ الأخلاقية.
الخاتمة:
و مجمل القول أن الأنظمة الاقتصادية مسألة ترتبط بفلسفة الاقتصاد و هي إشكالية ارتبطت بالصراع الإديلوجي بين معسكرين الليبرالية التي رفعت شعار الحرية و الاشتراكية التي حملت لواء العدالة الإجتماعية و كل مذهب اعتمد على خصائص تنسجم مع فلسفته غير أن الموازنة التي احتكمنا فيها إلى جديد دافعنا فيه عن الاقتصاد الإسلامي و منه نستنتج: يتطور الاقتصاد عندما تقترن المطالب المادية بالمبادئ الأخلاقية.
-----------------------------------------------------------------------

الطبيعة والثقافة
هل الثقافة امتداد للطبيعة أم مقاومة لها؟
المقدمة: تشير الثقافة إلى الفكر وترتبط الطبيعة بالمادة فالطبيعة تمثل الحالة الأولى أو الأصل والثقافة تمثل التغيير والإضافة ومن هذا المنطلق كانت قضية الفكر والمادة من أعقد القضايا فما طبيعة العلاقة القائمة بينهما؟هل هي علاقة تضاد وتنافي أم علاقة تطوير وتكامل؟الرأي الأول:الثقافة مقاومة للطبيعة ففي نظر أنصار الرأي الأول أن الإنسان أنتج الثقافة أساسا لمقاومة الطبيعة والعمل على التحرر من سيطرتها فالثقافة عند الفيلسوف الفرنسي (رونيه ديكارت) وجدت لتجعلنا أسيادا للطبيعة وفي نفس السياق يرى (هيجل 1770-1831) أن الطبيعة هي حالة صلابة وتوحش يجب الخروج منه إلى مرحلة لا طبيعية أي إلى مرحلة متحضرة إن الحالة الطبيعية البدائية هي حال توحش فلا قانون ينظم حياة الأفراد ولا أخلاق مقومة للسلوك ولذلك كان على الإنسان أن ينتصر على الطبيعة وبالفعل انتصر عليها بالفن والعلم ويرى[سوبنهاور 1787-1860] أن الأخلاق بوضعها أحد مظاهر الثقافة وجدت لمقاومة الطبيعة أي طبيعة الإنسان حيوانية القائمة على أساس الحقد والأنانية والغيرة التي لا يعير فيها الفرد أي اهتمام لقيم الخير والفضيلة فوظيفة الثقافة عنده هي أن تقف كمراقب للطبيعة البشرية هذه الطبيعة الحيوانية والتي هي عبارة عن كتلة من الغرائز العمياء والاندفاعات الوحشية لا تستقيم إلا في إطار ثقافي ولأجل ذلك وجدت السياسة أيضا فبدولة كجهاز سياسي معقد وجد ليحقق الأمن والاستقرار بنقله للإنسان من حالة طبيعية لا أمن ولا استقرار فيها إلى حالة آمنة ومنظمة على حد تعبير(توماس هوبز1577-1679)[إن الثقافة بجميع مظاهرها تقف في وجه الطبيعة كمعارض فهي مقاومة لها]. مناقشة: لكن هل أنتج الإنسان ثقافة لمقاومة الطبيعة فحسب أم أنه أنتجها من أجل تحسين ظروفه وتحقيق الانسجام مع الطبيعة. الرأي الثاني: ليست الثقافة مقاومة للطبيعة دائما بل هي تطوير وامتداد لها يتضح هذا المعنى من خلال منبع المعنى اللغوي كثقافة في اللغة الفرنسية culture [نعني العناية بالأرض من خلال فلاحتها وزراعتها إنها إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لتحقيق التكيف واستمرار الحياة] لأن الثقافة ساعدت الإنسان عند استغلال الطبيعة استغلالا عقلانيا يسمح له بتلبية حاجياته المادية والروحية التي عجزت الطبيعة على تحقيقها فالعلوم والآداب والفنون والصناعات المختلفة...إلخ ابتدعها الإنسان لتطوير معرفته الفطرية وتوسيعها ليتمكن من التكيف والانسجام مع الحياة الطبيعية والاجتماعية وفي هذا ذهب(هوسكوفيتر) إلى أن الإنسان زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضهم بالبيئية الصناعية إن الجسم كطبيعة بيولوجية لا يعطي أحسن ثماره بالفطرة بل لابد من العناية به فالتربية البدنية(الرياضة) والطب بوضعهما من مظاهر الثقافة لهما القدرة على إضافة تعديلات على جسم الإنسان من القوة والمرونة... ومن مظاهر هذا التكامل بين الطبيعة والثقافة هو ما نلحظه في تقليد الصغار للكبار في محاولة لتكميل ما ينقص طبيعتهم الفطرية من المعطيات الاجتماعية التي يكتسبونها بوصفهم أعضاء في المجتمع كما أن اكتشاف القوانين الفيزيائية مكنت الإنسان من اختراع الراديو والتلفزة والأقمار الصناعية...الخ التي جعلت العالم قرية صغيرة على حد قول العالم الكندي ماكلوهان[1911-1980].نقد: لكن لا يلزم من هذا أن الثقافة بجميع مظاهرها امتداد للطبيعة. التركيب: التقدم العلمي في مجال علم النفس وكذا استقراء الواقع الديني يدفعنا إلى ضرورة تجاوز الطرح الأول والثاني إلى مركب جديد تعتبر فيه العلاقة بين الثقافة والطبيعة علاقة تكامل ولا يمكن أن نرسم حدا فاصلا بينهما ففي الفقه الإسلامي اعتناء بالبدن (الطهارة) هي جزء من ثقافتنا الإسلامية والجسم الذي يتغذى من الحلال يختلف عن الجسم الذي يتغذى من الحرام وهذا دليل قاطع عن عمق العلاقة بين الطبيعة والثقافة هذا الطرح عضده ودافع عنه[جون كلود فيو] حيث اعتبر أن الحياة الجنين قبل الولادة هي نتيجة الأم العضوية والنفسية وهذه الحالات هي بدورها نتيجة للوسط الثقافي. ـ الخاتمة: إن تتبع القضية في إطارها التاريخي والواقعي يؤكد على استحالة الفصل بين ماهو ثقافي وماهو طبيعي ومنه نستنتج أن شكل العلاقة يتخذ صورة امتداد ومقاومة في الآن نفسه.
-----------------------------------------------------------------

الطبيعة والثقافةهل الثقافة امتداد للطبيعة أم مقاومة لها؟
المقدمة: تشير الثقافة إلى الفكر وترتبط الطبيعة بالمادة فالطبيعة تمثل الحالة الأولى أو الأصل والثقافة تمثل التغيير والإضافة ومن هذا المنطلق كانت قضية الفكر والمادة من أعقد القضايا فما طبيعة العلاقة القائمة بينهما؟هل هي علاقة تضاد وتنافي أم علاقة تطوير وتكامل؟الرأي الأول:الثقافة مقاومة للطبيعة ففي نظر أنصار الرأي الأول أن الإنسان أنتج الثقافة أساسا لمقاومة الطبيعة والعمل على التحرر من سيطرتها فالثقافة عند الفيلسوف الفرنسي (رونيه ديكارت) وجدت لتجعلنا أسيادا للطبيعة وفي نفس السياق يرى(هيجل1770-1831) أن الطبيعة هي حالة صلابة وتوحش يجب الخروج منه إلى مرحلة لا طبيعية أي إلى مرحلة متحضرة إن الحالة الطبيعية البدائية هي حال توحش فلا قانون ينظم حياة الأفراد ولا أخلاق مقومة للسلوك ولذلك كان على الإنسان أن ينتصر على الطبيعة وبالفعل انتصر عليها بالفن والعلم ويرى[سوبنهاور 1787-1860] أن الأخلاق بوضعها أحد مظاهر الثقافة وجدت لمقاومة الطبيعة أي طبيعة الإنسان حيوانية القائمة على أساس الحقد والأنانية والغيرة التي لا يعير فيها الفرد أي اهتمام لقيم الخير والفضيلة فوظيفة الثقافة عنده هي أن تقف كمراقب للطبيعة البشرية هذه الطبيعة الحيوانية والتي هي عبارة عن كتلة من الغرائز العمياء والاندفاعات الوحشية لا تستقيم إلا في إطار ثقافي ولأجل ذلك وجدت السياسة أيضا فبدولة كجهاز سياسي معقد وجد ليحقق الأمن والاستقرار بنقله للإنسان من حالة طبيعية لا أمن ولا استقرار فيها إلى حالة آمنة ومنظمة على حد تعبير(توماس هوبز1577-1679)[إن الثقافة بجميع مظاهرها تقف في وجه الطبيعة كمعارض فهي مقاومة لها]. مناقشة: لكن هل أنتج الإنسان ثقافة لمقاومة الطبيعة فحسب أم أنه أنتجها من أجل تحسين ظروفه وتحقيق الانسجام مع الطبيعة. الرأي الثاني: ليست الثقافة مقاومة للطبيعة دائما بل هي تطوير وامتداد لها يتضح هذا المعنى من خلال منبع المعنى اللغوي كثقافة في اللغة الفرنسية culture [نعني العناية بالأرض من خلال فلاحتها وزراعتها إنها إضافة إلى الطبيعة الجغرافية لتحقيق التكيف واستمرار الحياة] لأن الثقافة ساعدت الإنسان عند استغلال الطبيعة استغلالا عقلانيا يسمح له بتلبية حاجياته المادية والروحية التي عجزت الطبيعة على تحقيقها فالعلوم والآداب والفنون والصناعات المختلفة...إلخ ابتدعها الإنسان لتطوير معرفته الفطرية وتوسيعها ليتمكن من التكيف والانسجام مع الحياة الطبيعية والاجتماعية وفي هذا ذهب(هوسكوفيتر) إلى أن الإنسان زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضهم بالبيئية الصناعية إن الجسم كطبيعة بيولوجية لا يعطي أحسن ثماره بالفطرة بل لابد من العناية به فالتربية البدنية(الرياضة) والطب بوضعهما من مظاهر الثقافة لهما القدرة على إضافة تعديلات على جسم الإنسان من القوة والمرونة... ومن مظاهر هذا التكامل بين الطبيعة والثقافة هو ما نلحظه في تقليد الصغار للكبار في محاولة لتكميل ما ينقص طبيعتهم الفطرية من المعطيات الاجتماعية التي يكتسبونها بوصفهم أعضاء في المجتمع كما أن اكتشاف القوانين الفيزيائية مكنت الإنسان من اختراع الراديو والتلفزة والأقمار الصناعية...الخ التي جعلت العالم قرية صغيرة على حد قول العالم الكندي ماكلوهان[1911-1980].نقد: لكن لا يلزم من هذا أن الثقافة بجميع مظاهرها امتداد للطبيعة. التركيب: التقدم العلمي في مجال علم النفس وكذا استقراء الواقع الديني يدفعنا إلى ضرورة تجاوز الطرح الأول والثاني إلى مركب جديد تعتبر فيه العلاقة بين الثقافة والطبيعة علاقة تكامل ولا يمكن أن نرسم حدا فاصلا بينهما ففي الفقه الإسلامي اعتناء بالبدن (الطهارة) هي جزء من ثقافتنا الإسلامية والجسم الذي يتغذى من الحلال يختلف عن الجسم الذي يتغذى من الحرام وهذا دليل قاطع عن عمق العلاقة بين الطبيعة والثقافة هذا الطرح عضده ودافع عنه[جون كلود فيو] حيث اعتبر أن الحياة الجنين قبل الولادة هي نتيجة الأم العضوية والنفسية وهذه الحالات هي بدورها نتيجة للوسط الثقافي. ـ الخاتمة: إن تتبع القضية في إطارها التاريخي والواقعي يؤكد على استحالة الفصل بين ماهو ثقافي وماهو طبيعي ومنه نستنتج أن شكل العلاقة يتخذ صورة امتداد ومقاومة في الآن نفسه.


من اراد مقالة فليقلي كي اضعها له هنا
هل هده المقالات من عند الاستادة فاطمة عيسى









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-28, 11:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zoubir92 مشاهدة المشاركة
مقالات الانظمة القتصادية واسياسية كل بلييييييز

مقالة حول الأنظمة الاقتصادية (جدل بين الرأسمالية والاشتراكية). الأسئلة:-هل التنافس الحرّ كفيل بتحقيق الازدهار الاقتصادي؟-هل الازدهار الاقتصادي مرهون بتحرير المبادرات الفردية؟-هل تُحلّ مشكلة العمل بتقييد الملكية؟-هل تُحلّ مشكلة العمل بتحرير الملكية؟-هل تحقق الليبرالية العدالة الاجتماعية؟
مقدمة: تعتبر الرغبة في الحياة المحرّك الأساسي عند جميع الكائنات الحية خاصة الإنسان والحيوان تدفعهم إلى الحركة داخل الوسط الطبيعي بحثا عن عناصر البقاء وفي محاولة للاستفادة منه لكن حركة الإنسان [قصدية, واعية, هادفة] هذه الخصائص مجتمعة تعرف في الفلسفة وعلم الاقتصاد بظاهرة الشغل الذي يحيلنا إلى موضوع "الأنظمة الاقتصادية" فإذا علمنا أن الرأسمالية تعتمد على التنافس الحرّ والاشتراكية تتبنى توجيه الاقتصاد فالمشكلة المطروحة:هل يتحقق الازدهار في ظل الرأسمالية أم الاشتراكية؟
الرأي الأول (الأطروحة): ترى هذه الأطروحة أن [شرط الازدهار الاقتصادي يتوقف على مدى تطبيق النظام الرأسمالي في أرض الواقع] وهو نظام يحقق الرفاهية المادية والعدالة الاجتماعية, ويهدف إلى ضمان "أكبر قدر من الربح المادي مع أكبر قدر من الحرية" تعود الجذور الفلسفية للرأسمالية حسب عالم الاجتماع "ماكس فيبر" إلى عاملين فلسفة التنوير التي دافعت عن حرية الفكر والتصرف والبروتستانتية التي مجّدت العمل والحرية, هذه الأفكار تجلّت في المذهب الفردي والذي من أكبر دعاته "آدم سميث" و"ستيوارت ميل" والرأسمالية تقوم على مجموعة من الخصائص أهمها [الملكية الفردية لوسائل الإنتاج وحقّ التملّك] التي هي في نظرهم تشبع غريزة حبّ التملّك واعتبرها "جون لوك" من الحقوق الطبيعية للإنسان وامتداد لغريزته وقال عنها "جون ستيوارت ميل" {الملكية الخاصة تقليد قديم اتّبعه الناس وينبغي إتباعه لأنه يحقّق منفعتهم}وترى الرأسمالية أن الاقتصاد ظاهرة طبيعية أساسه قانون العرض والطلب الذي ينظّم حركة الأجور والأسعار ومنه ضرورة [عدم تدخّل الدولة في الشؤون الاقتصادية] لأن تدخلها يتعارض مع أهمّ مبادئ هذا النظام وهو الحرية وهي حقّ مقدّس لكل إنسان لا ينبغي النازل عنه وتدخّلها يضر بالاقتصاد لأنه يخلق عراقيل مختلف وهنا يظهر مبدأ [التنافس الحرّ] الذي هو في نظرهم ضروري لخلق حركية في الفكر والإبداع وإلغاء التنافس يضعف الاقتصاد قال عنه "باستيا" {إلغاء التنافس الحرّ معناه إلغاء العقل والفكر والإنسان} والتنافس يحقّق العدالة الاجتماعية وهذا ما أكّد عليه "آدم سميث" في كتابه [بحوث في طبيعة وأسباب رفاهية الأمم] لأن المصلحة العامة متضمنة في المصلحة الخاصة فالرأسمالية قادرة على تحقيق الرفاهية المادية.
نقد(مناقشة):لا شك أن الرأسمالية قد قسّمت المجتمع الواحد إلى طبقتين طبقة ملك وأخرى لا تملك وتجسّد بذلك استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
الرأي الثاني (نقيض الأطروحة): ترى هذه الأطروحة أن [الرفاهية المادية تتحقق في ظل النظام الاشتراكي] الذي بنظرهم يحقق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد والاشتراكية{أيديولوجية اقتصادية ذات أبعاد اجتماعية تمجّد الروح الجماعية} تعود هذه الأفكار إلى مجموعة من الفلاسفة منهم"كارل ماركس" الذي رأى أن الرأسمالية تحمل بذور فنائها بداخلها حيث تزداد الفجوة باستمرار بين الطبقة البرجوازية المالكة لوسائل الإنتاج وطبقة البروليتاريا (الكادحة) ويفسّر ماركس هذا التناقض قائلاُ {الذين يعملون لا يغتنون والذين يغتنون لا يعملون} هذا التناقض يولد مشاعر الحقد والكراهية فتحدث ثورة الفقراء على الأغنياء عندها تسقط الرأسمالية وتحل محلّها الاشتراكية التي تعتمد على مجموعة من الخصائص منها [الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج] التي ذكرها "فلاديمير لينين" في بيان الحزب الاشتراكي السوفياتي فقال {الاشتراكية نظام اجتماعي لا طبقي له شكل واحد الملكية العامة لوسائل الإنتاج} وهنا تظهر الحاجة إلى تدخّل الدولة في الشؤون الاقتصادية أو ما يسمى "توجيه الاقتصاد" من خلال المخططات حيث يصبح العمال محور العملية الاقتصادية ويتجسّد بذلك شعار |من كلٍّ حب مقدرته ولكلٍّ حب حاجته|وبذلك تتحقق العدالة الاجتماعية لأن الاشتراكية كما قال "انجلز" {نشأت من صرخة الألم لمحاربة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان}.نقد (مناقشة): الاشتراكية كان مآلها السقوط في عصرنا هذا بسبب التواكل وغياب روح المبادرة والإبداع وهذه أكبر سلبيات النظام.التركيب: إن النظام الاقتصادي الفعال الذي يجمع بين المبادئ والغايات والوسائل فلا ينظر إلى الاقتصاد نظرة مادية فقط دون مراعاة الضوابط الأخلاقية كما فعلت الرأسمالية كما قال عنها "جوريس" {إنها ترمز إلى سياسة الثعلب الحرّ في الخمّ الحرّ} بل لابدّ من السعي إلى تحقيق تكامل بين الروح والمادة وهذه هي فلسفة الاقتصاد في الإسلام فالبيع مقترن بالأخلاق لــ"قوله تعالى" {أَحَلَّ الله البَيعَ وحَرَّمَ الرِبَا} والملكية ثلاثية الأبعاد [الله, الإنسان, المجتمع] والزكاة تطهير للنفس ومواساة للفقراء لــ"قوله تعالى"{وفِي أَموَالِهِم حَقٌّ للسَائِلِ والمَحرُوم} هذه الاعتبارات الأخلاقية والروحية تدفعنا إلى تجاوز الرأسمالية والاشتراكية والدفاع عن الممارسة الاقتصادية في الإسلام. الخاتمة:وفي الأخير يمكن القول أن الشغل ظاهرة إنسانية قديمة كان عنوانا للشقاء والعبودية في الفلسفات القديمة وتحوّل تحت تأثير "فلاسفة العصر الحديث" إلى مصدر للتحرر وبناء شخصية الإنسان, وظاهرة الشغل ترتبط بإشكالات كثيرة منها إشكالية الأنظمة الاقتصادية التي تطرقنا إليها في مقالنا هذا من خلال تتبع أفكار المذهب الرأسمالي الذي اعتبر الحرية جوهر العملية وكذا المذهب الاشتراكي الذي مجّد الروح الجماعية ومن منطلق أن الاقتصاد الفعال هو الذي يربط الممارسة الاقتصادية بالمبادئ الأخلاقية نستنتج:يتحقق الازدهار الاقتصادي عندما تتكامل النظرة الأخلاقية مع الأبعاد المادية.









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-28, 13:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
aissa fatma
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية aissa fatma
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse السلام عليكم

هذه المقالات ليست للاستاذة عيسى فاطمة

الاستاذة عيسى فاطمة










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-28, 14:40   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Natali3
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Natali3
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بليييييز خويا تعيش جيبلي مقالة عن الحرية و المسؤولية ---جدلية

راني نستحقها بزااااف










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-28, 17:33   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة natali3 مشاهدة المشاركة
بليييييز خويا تعيش جيبلي مقالة عن الحرية و المسؤولية ---جدلية

راني نستحقها بزااااف

الحرية لوحدها والمسؤولية لوحدها

مقالة حول المسؤولية والجزاء: الأسئلة: هل العقاب مشروع من الناحية الأخلاقية؟-هل العقاب كفيل بالقضاء على الجريمة؟-إذا كان الإجرام وليد المجتمع فلن تجد العدالة من تحمله التبعية؟ما رأيك؟-هل الجزاء العقابي كاف لتقويم سلوك الإنسان؟ هل دور العقوبات أخلاقي أم اجتماعي؟-يقال"إن المجرم مدفوع إلى الجريمة دفعا والمدفوع لا يحاسب" ما رأيك؟-هل يمكن إرجاع الإجرام إلى دوافع عدوانية فطرية؟-هل الأخذ بمبدأ الحتمية يبرر إلغاء الجزاء؟-هل تُحدّد العقوبة بنوع الجريمة؟-إلى أي حدِّ يمكن إرجاع الجريمة إلى محدّدات اجتماعية؟-هل العقاب قصاص أم تربية؟-هل العقاب إجراء وقائي أم انتقامي؟
المقدمة: يعتبر الإنسان مدني بطبعه, يعيش ضمن جماعة من الأفراد, تربطهم علاقات اجتماعية معقدة ومتنوعة, تدل في الأكثر على التوافق والانسجام, لكن قد ينحرف سلوك الأفراد خاصة إذا تحوّل الخطأ إلى خطيئة والفعل إلى جريمة مما يستلزم ضرورة تحمّل نتائج الفعل وهذا ما يعرف بـ"المسؤولية" التي تدفعنا إلى ضرورة طرح إشكالية العقاب ومن ثمة دور العقوبات والإشكال الذي يطرح نفسه:هل يختار المجرم جريمته أم يدفع إليها؟ وهل العقاب وحده كاف للقضاء على الجريمة؟
الرأي الأول(الأطروحة): ترى النظرية الاختيارية (العقلية) أنه من غير المعقول أن لا نعاقب المجرم على فعل سيّء صدر منه لأن المجرم برأيهم عاقل وحرٌّ مريد لأفعاله ولذلك[هو مسؤول تجب عقوبته]. والعقاب وحده كاف للقضاء على الجريمة حيث أخذ في القديم صورة انتقام وقصاص من المجرم وتحت تأثير فلاسفة النهضة أخذ طابعا أخلاقيا. وتعود هذه الأطروحة إلى فلسفة "أفلاطون" التي ربطت الشرّ الجهل فالإنسان لا يفعل الشرّ وهو يعرف أنه شرٌّ قال في كتابه "الجمهورية" {الشرور سلوكات بشرية إختارها الإنسان بمحض إرادته واللّه بريء منها} لكن تحت تأثير الجهل ينسب الإنسان الشرور إلى القضاء والقدر وهذا ما أشار إليه في الكتاب العاشر من الجمهورية من خلال أسطورة الجندي "آر". وفي الفكر الإسلامي تحدثت "المعتزلة" عن المسؤولية من زاوية الحرية والعقل والإنسان في نظرهم يستحق العقاب وأرجع القاضي"عبد الجبّار المعتزلي"سبب ذلك توفر عاملين : ذاتي (العقل يدرك الحسن والقبح) وموضوعي (الأفعال تتضمن صفاتها), ورأى "كانط" أن الجريمة لا علاقة لها بالحتمية وقال{الفعل الخاطئ يختاره صاحب السوء بكل حرية بقطع النظر عن الزمن والطباع}. وترى هذه الأطروحة أن العقاب ضروري فهو يساعد الإنسان على التفكير عن ذنبه وكما قال "لايبندز" {العقوبة ليس لها دور التعديل أو إصلاح الشرور, إنّما دورها التكفير عن الفعل السيئ} ويتم ذلك من خلال إعادة الاعتبار للعدالة والقانون والذي لا يريد من اللّه ألاّ يعاقب الجور أو إدمان الخمر لا يحبُّ اللَّه كما ذهب إلى ذلك "مالبرانش" في كتابه "الأخلاق" . فالمجرم يختار جريمته وتجب عقوبته.
نقد (مناقشة): ما يعاب على هذه الأطروحة أنّها اهتمت كثيرًا بالجريمة وأهملت ظروف المجرم.
الرأي الثاني (نقيض الأطروحة): ترى النظرية الوضعية أنّ أفضل منهج لدراسة الجريمة ليس هو المنهج الفلسفي التأملي بل هو المنهج العلمي, والجريمة برأيهم ثمرة حتميات مختلفة (عضوية, نفسية, اجتماعية) متى توفرت أسبابها وقعت بالضرورة, هذه الحتميات تلغي إرادة الاختيار عند المجرم ومنه إلغاء فكرة العقوبة, ومن هذه الحتميات"الحتمية البيولوجية" التي تحدّث عنها الطبيب والجرّاح "شيزاري لمبروزو" الذي قام بتجربة مقارنة بين فئة الأخيار والأشرار ولاحظ وجود صفات عضوية (غزارة وجفاف الشعر, الطول أو القِصر المفرط للذراعين, عدم انتظام شكل الجمجمة, ضيق تجاويف عظام الرأس) أُطلق على هذه الصفات مصطلح النقائص البيولوجية التي هي بنظره سبب الإجرام وفي كتابه "الإنسان المجرم" قسَّم المجرمين إلى خمسة أصناف (مجرم بالفطرة, مجنون , بالعادة, بالعاطفة, بالصدفة) والحلّ يكمن في إجراءات وقائية مثل عزل وفصل المجرم عن المجتمع, وأثبتت بحوث الطبيب "جال" أنّ الجريمة لها علاقة بالدماغ حيث قسَّمه إلى ثلاثة أقسام (الغرائز الدنيا, القدرات العقلية, الضمير الخلقي) والجريمة تحدث عندما تعجز القدرات العقلية في السيطرة على الغرائز فـالسرقة مثلاً أصلها غريزة حب التملُّك تظهر عندما يعجز العقل عن مراقبتها, وتحدَّث " فيري" عن "الحتمية الاجتماعية" وأرجع الجريمة إلى سوء التأهيل الاجتماعي وقال{إن الفقر المدقع والغنى الفاحش كلاهما ذريعة للإجرام} وحججه في ذلك أن التربية في الملاجئ وحالات الطلاق والتشرد عوامل تغذي هذه الظاهرة والأسرة التي يكون فيها الأب مجرما أو الأخ الأكبر تتعرض غالبا إلى الانحراف والحلّ عنده يكمن في إعادة تربية المجرم وإصلاحه, وتحدَّث "فرويد" عن تأثير الحتمية النفسية وفي نظره أن الجريمة تعبير عن طفولة سيّئة يغلب عليها الكبت أي أنّ الدوافع لاشعورية والفعل الإجرامي له دلالات نفسية الذي يتميّز بشخصية مريضة ومنه يجب علاجه لا عقابه.
نقد (مناقشة): إنّ إرجاع الجريمة إلى الحتميات المختلفة يُسقط المسؤولية عن المجرمين ممّا يزيد في انتشار هذه الظاهرة.
التركيب: لا شكّ أنّ ظاهرة الجريمة معقّدة ومتشابكة إذ لا يمكن الوقوف عند الهدف الأخلاقي في العقاب فقط, فالعقاب وحده لا يكفي للقضاء على الجريمة قال"غيو" {أظيفوا الضر الحسّي للعقاب إلى الضرر الأخلاقي تكونوا قد ضاعفتم الأضرار} فالعقوبات الصارمة تولّد الرغبة في الانتقام, ومن هذا المنطلق رأى عالم القانون "مارك أنسل" أنه من الضروري نزع عوامل الشرّ من نفسية المجرم يصبح العقاب [حق للمجرم واجب على المجتمع] ويتم ذلك من خلال إجراءات وقائية دون إهمال فكرة القصاص لـ" قوله تعالى" {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} والتشريعات الحديثة تعتمد على معادلة طرفها الأول أنّ المجرم مسؤول وطرفها الثاني أنّ العقاب ضروري لحماية المجتمع مع مراعاة ظروف المجرم.
الخاتمة: وفي الأخير إشكالية العقاب تتضمن الكثير من الأسئلة حول دوافع الإجرام وكذا أفضل الطرق لمواجهة ظاهرة الجريمة هذه الأسئلة شكّلت محور مقالنا هذا الذي أخذ طابعًا جدليًّا تطرّقنا من خلاله إلى أفكار النظرية العقلية التي اعتبرت العقاب ضرورة من حيث هو وسيلة للقصاص ولتحقيق أهداف أخلاقية وتطرّقنا كذلك إلى النظرية الوضعية التي اعتبرت السلوك الإجرامي حتمي وطالبت بضرورة تطبيق إجراءات وقائية ومن كلّ ذلك نستنتج: المجرم يختار جريمته وتجب عقوبته لكن مع مراعاة ظروفه.
 إذا كان السؤال يشتمل على كلمة "عقاب" فيجب قلب الرأي الأول حيث نقول(وترى هذه الأطروحة أن العقاب ضروري) أولا ثم تليها (تعود هذه الأطروحة إلى فلسفة أفلاطون


المسؤولية والجزاء
هل العقاب كفيل بالقضاء على الجريمة؟
هل تتحدد العقوبة بنوع الجريمة؟
المقدمة:
من ناحية الواقعية تترتب عن حركة الإنسان مجموعة من الأفعال هذه الأخيرة قد ترتبط بقيمة الخير وقد ترتبط بقيمة الشر والحقيقة أنه إذا لحق الضرر بطرف ما فإنه من الواجب أن يسأل الفرد لأنه كائن مسؤول وبخاصة إذا تعلق الأمر بفعل الجريمة فإذا علمنا أن العقاب هو أحد أشكال الجزاء. هل العقاب كفيل بالقضاء على جريمة؟ – هل تتحدد العقوبة بنوع الجريمة؟
الرأي الأول: ترى هذه النظرية أنه من غير المعقول أن لا يعاقب الفاعل عن فعل سيء صدر منه لأن الفاعل برأيهم عاقل وحر مريد لأفعاله ولذلك فهو مسؤول ويجب عقوبته أيد هذا الموقف المعتزلة في الفكر الإسلامي بعدها نسبوا الحرية للإنسان واعتبروا الإنسان عاقل مخير وبالتالي فهو مسؤول ويلزم عقابه وأيد هذا الرأي أيضا أفلاطون قديما ففي الكتاب العاشر من الجمهورية ذكر أسطورة الجندي الذي عاد إلى الحياة بطريقة عجيبة قص على رفاقه أن الأموات يطالبون بتقمص مصير جديد وهذا بعدما يشربون من نهر النسيان لبث حين قال أن الشرور وسلوكات بشرية أختارها الإنسان بمحض إرادته والله يرى من هذه السلوكات ولا يفرضها على الإنسان وبالتالي فالمسؤولية بشرية وليست غير ذلك وهو نفس ما ذهب إليه حديث الألماني كانط أن الإنسان الشرير شخص مسؤول عن تصرفاته ولذلك يجوز معاقبته لأنه يختار فعله بإرادته منه قال كانط الفعل الخاطئ يختاره صاحب السوء بكل حرية يقطع النظر عن الزمان والطباع العفوية عند هؤلاء هو القصاص للعدالة تكفيه عن الخطيئة أي هي تطهير للنفس من الدنس الذي لحق بها ومنه تصبح العفوية عند الذهنيين ذات أغراض روحية محضة وفي هذا السياق قال مالبراكش في كتاب رسالة في الأخلاق...إن الذي لا يريد من الله ألا يعاقب الجور، وإدمان الخمر لا يحب الله وقال الألماني ينشر العقوبة تساهم في إعادة النظام ثابتة وقال إن العقوبة ليس لها دور التعديل أو إصلاح الشرور وإنما دورها التكفير عن الفعل النسيء وهكذا فالعقوبة تأسس على ثلاثة أسس وملخص الأطروحة لكل جريمة عقوبة –
نقد: يعاب على هذه النظرية قولهم إن مسؤولية الفاعل مسؤولية فردية في حين نجد الكثير من يقر بأن المسؤولية هي أيضا جماعية ومن جهة أخرى اهتموا بالفعل لكنهم أهملوا ظروف فاعل نهائيا.الرأي الثاني: ذهب أنصار هذا الرأي إلى الدفاع عن فكرة أساسية عوامل الإجرام تعود إلى التكوين الطبيعي فهو الذي يدفع إلى الجريمة فالمجرم ليس مختارا كل الاختيار لأن الاختيار يكاد يكون منعدما وعندهم إن الإنسان ليس مسئولا دوما عما يصدر منه من سلوكات لأنه برأيهم يخضع للكثير من الضغوطات التي تمنعه من التصرف بإرادة حرة وتأتي هذه الضغوطات في شكل حتميات مختلفة أهمها الحتمية البيولوجية تحدث عنها الإيطالي تمبزازي الذي توفي عام 1909 طبيب في الأمراض العقلية وباحث في علم الجريمة وقد كان ضابطا في الجيش الإيطالي ثم أصبح إسناد للطب الشرعي في جامعة بافيا وقد أتاح له عمله في التشريح أن يقارن بين فئة الأخيار وفئة أشرار وخاص إلى وجود الصفات توجد عند الفئة الثانية دون الأولى كما شرح فيه قاطع طريق يدعي فيا فلاحظ عنده فارغا في مؤخرة جبهة يشبه الذي يوجد عند القرود فاعتبر المجرم وحش بدائي ومنه أصدر كتابه الإنسان المجرم 1876 وقال يوجد المجرم بالفطرة التي تتوفر فيه خمس علامات فالمجرم يتميز بعدم الانتظام في شكل الجمجمة وضيق تجاويف عظام الرأس، ضخامة الفكين، غزارة وجفاف الشعر، الطول أو القصر المفرط في الذراعين،لذا رأى أن إجرام يرجع إلى أسباب فيزيولوجية تدعى في مجموعتها بالنقائض البيولوجية كالوراثة مثلا وطريقة مكافحة الجريمة تكون حسب تصنيفه المجرم ومن الحتميات الحتمية الاجتماعية ويمثلها الإيطالي فيري ويرى أن الظروف الاجتماعية والبيئية الفاسدة هي التي تدفع الإنسان إلى الإجرام حيث أكد بعض البحوث أن التشرد أو الطلاق وحتى التربية في اللاجئ عوامل تساعد على انتشار الجريمة أما النمساوي فرويد فقد أكد أن الاضطرابات سلوكية وعدم استواء الشخصية والمتغيرات النفسية كالإحباط والكبت والتربية القائمة على القمع كلها عوامل تدفع بالإنسان إلى الجريمة وهذا يجعل المجرم لا يختار الجريمة بل يدفع إليها دفعا دون إرادة منه إذ يعتبر الإجرام متنفس المجرم من عقدة نفسية –
نقد: من نقائض هذه الأطروحة أن أصحابها نظروا إلى ظروف الفاعل ولم ينظروا إلى الفعل –
التركيب: لايمكن النظر إلى موضوع الجريمة والعقاب من زاوية فلسفية لان هذه النظرة تبعدنا عن الواقع قال ميشال فولو إن معرفة مخالفة ومعرفة المسئول ومعرفة القانون شروط ثلاثة تسمح بإقامة الحكم حقيقة عن خروج من الإشكالية تضفي نظرة توفيقية وهذا ما فكر به الهولندي هام والبلجيكي براد والألماني فون ليست وشعارهم العقوبة حق للمجرم وواجبة على مجتمع وعندهم ليست الاهم أن نعاقب بل المهم في الطريقة والأسلوب - الخاتمة: المسؤولية والجزاء من المجالات الكبيرة في فلسفة القانون تلك الفلسفة التي تحاول أن ترسم المعالم الكبيرة للقانون الذي ينظم حياة الأفراد وتظيف أن إشكالية العقاب والجريمة تضارب حولها الآراء حيث أن المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الوضعية إصلاحه وبعد تحليل وتوسيع نستنتج أن نوعية العقاب تتحدد بحسب المجرم والجريمة معا.

الحرية والتحرر
- هل مفهوم الحرية يتناقض مع مفهوم الحتمية ؟
- من الأهم الحرية أم التحرر؟
- هل الحرية واقع موجود أم هي وهم وخيال ؟
- هل الإنسان مسير أم مخير؟
مقدمة:
تنتج عن حركة أفعال متنوعة ومتعددة والقاسم المشترك بين الإنسان والحيوان الأفعال الغريزية البيولوجية غير أن الإنسان يتميز ببعض السلوكيات الآلية القائمة على العادة وكذا سلوكات إرادية قصديه تبدأ بالتصور والمداولة وتنتهي عند الاختيار والتنفيذ وهنا تظهر الحرية بكل ما تحمل من إستفهامات وإشكالات وأبرز وأقدم هذه الإشكاليات:
- هل الإنسان مسير أم مخير؟
الرأي الأول:
عند أنصار هذا ألرأي لا يوجد للحرية والإنسان عندهم مسير ومخير وتحيط به حتميات مختلفة تقيده ومن هذه الحتميات[الحتمية البيولوجية] فالإنسان منذ ولادته يحمل معطيات قاعدية وخصائص مزاجية كالطبع مثلا ولهذا قالوا[الطبع ينفي الحرية] فالإنسان لا يختار لون بشرته وهذا دليل على انعدام الحرية وتتجلى الحتمية البيولوجية في بحوث العالم الروسي [بافلوف] الذي أرجع السلوك إلى المنكسات الشرطية وكل فعل من صيغة منبه + استجابة في هذا المنظور تنعدم الحرية أما على المستوى النفسي فقد أكد [فرويد] أن الإنسان أسير وسجين بعقده و مكبوتاته وأكد [لوسين] [أن هناك استعدادات نفسية ثابتة مولودة تتحكم في الهيكل الذهني للفرد] والحتمية تحيط بالإنسان[أن السلوك البشري انعكاس لثقافة المجتمع] قال [جهم بن صفوان] [أنه لا فعل في الحقيقة لأحد إلا اللهو أنه هو الفاعل وإنما تنسب الأفعال إلى الناس بالمجاز] وهكذا عند أنصار هذا الرأي قانون عام يسيطر على الإنسان.
نقد: ليس سلوك الإنسان مرتبط بالحتمية البيولوجية والنفسية والاجتماعية لأن إرادة الفرد تتدخل وهذا ما تؤكده شواهد الواقع.
الرأي الثاني:
الإنسان يمتلك الإرادة بداية من التصور والمداولة ونهاية بالاختيار والتنفيذ أنه حر في أفكاره وأفعاله وتستند هذه الأطروحة إلى حجج أهمها[الحجة النفسية] فعندهم [الإنسان يشعر بالحرية] وهذا ما أشار إليه المعتزلة قديما فقالو [الإنسان يحس من تلقاء نفسه وقوع الفعل فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن] قال[يوسوي] [كلما أبحث في نفسي عن القوة تقيدني كلها أشعر أنه ليست لي قوة غير إرادتي ومن هنا أشعر شعورا واضحا بحريتي] ومن الحجج أيضا الحجة الأخلاقية حيث رأى [كانط] أن هناك علاقة بين الواجب والحرية فقال[يجب عليك إذن أنت تستطيع] فإذا كان المكلف عاجزا لابد من وجود[القدرة والحرية] وجدير بالذكر أن أنصار هذا الرأي استندوا إلى آيات قرآنية منها قوله تعالى"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
نقد: ما يعاب على أنصار هذا الرأي هو إنكارهم لوجود حتميات تحيط بالإنسان .
التركيب:
الحديث عن الحرية من زاوية ميتافيزيقية كلاسيكية يؤدي إلى حمل الإشكالية المطروحة وللخروج من هذا المأزق لابد من طرح جديد هو طرح الواقعي ومن[تتغلب الحرية التي تحدد] ولا يتم إلا من خلال[الاعتراف بمختلف الحتميات ومنها فهما علمنا وثم العمل على تجاوزها والتكيف معها] وهذا ما عبر عنه[سينونزا] فقال[كلما ازداد العقل علما ازداد فهما بنفسه والطبيعة وكلما ازداد فهمه لعلمه ازدادت مقدرته على توجيه سلوكه ومن ثمة تزداد مقدرته على تحديد نفسه] فالحرية هي العمل وكما قال[أبو حامد الغزالي] [علم بلا عمل فلا يكون وعمل بلا علم جنون] .
خاتمة:
الحرية من أمهات المسائل في الفلسفة قديما وحديثا طرحت أكثر من إشكال وسألت الكثير من الجبر وانطلاقا من الطرح الكلاسيكي والميتافيزيقي حاولنا تفكيك الموضوع المطروح إلى موقفين أحدهما يمثل الاتجاه الذي ينفي الحرية عن الإنسان باسم الحتمية والآخر الحرية ، ومن خلال محاولة تجاوز الإشكالية أمكنا أن :
نستنتج [أن الإنسان مسير بجهله ومخير كلما اتسعت دائرة معارفه] فالحرية تكون حيثما يكون العلم والعمل وتنعدم بانعدامها.



الحرية و التحرر: هل الإنسان مسير أم مخير؟
مقدمة: تتنوع أفعال الإنسان و تتعدد بحسب المصدر و الغاية فهناك أفعال غريزية ثابتة تهدف إلى تحقيق مطالب البيولوجية و هناك المنعكسات الشرطية من صيغة منبه واستجابة و بينهما تظهر الأفعال الإرادية بمراحلها المختلفة (التصور،المداولة، الاختيار،التنفيذ).
* هذه الأخيرة توصلنا إلى مسألة فلسفية هي مسألة الحرية؟
الرأي الأول: ذهب أنصار هذه الأطروحة الإنسان مسير و معنى ذلك أن السلوك الإنساني يسير في دائرة الحتمية فهو يفتقد إلى عنصر الإرادة و قدرة الاختيار و السبب في ذلك أن وجود الحتمية يلغي بضرورة وجود الحرية فعلى المستوى العضوي تظهر الحتمية البيولوجية حيث أثبت الروسي بافلوف أن السلوك الإنساني هو سلوك آلي حيث إذا توفرت المنبهات تحدث حتما الاستجابة و هي فكرة وافق عليها الأمريكي واتسون و تؤثر الغدد الصماء على كامل الشخصية حتى أن وليام جيمس قال (نحن تحت رحمة غددنا الصماء فهي المسؤولة عن عواطف المرأة و الشابة و انفعالات الشيخ الكبير)أما على المستوى النفسي فقد أثبت فرويد (الإنسان سجين عقده و مكوناته) و حجته في ذلك أن السلوك الإنساني يجري من مجرى اللاشعور و يرى آدلر أن الشعور بالنقص هو محرك نشاط الإنسان مما يجعل الفرد في حالة بحث دائم عن التعويض بالإضافة إلى ذلك الطبع ينفي الحرية فصاحب الطبع الانفعالي يغلب عليه المزاج العصبي و الانفعال محدود التصورات و على المستوى الاجتماعي تعتبر الأحكام التي يطلقها الإنسان صدى لثقافة المجتمع .فالإنسان لم يختر اسمه و لا أسرته أو لغته مما جعل دوركايم (إذا تكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم).
نقد: التسليم بالحتمية يعني عدم القدرة على تغيير حياة الإنسان غير أن التاريخ يقدم أمثلة عن الأشخاص غيرو مسار حياتهم و مجتمعاتهم .
الرأي الثاني: ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى القول أن الإنسان مخير في السلوك الإنساني إرادي يرتبط بوجود 0القدرة على الاختيار) و حجتهم في ذلك أن شهادة الشعور تثبت وجود الحرية حيث أثبت المعتزلة في الفلسفة الإسلامية وجود ما يسمى الأفعال الإرادية و قالوا (الإنسان يحس من تلقاء نفسه وقوع الفعل فإذا وقع أراد الحركة تحرك و إذا أراد السكون سكن ) و هكذا يعتبر الحدس النفسي أداة ضرورية لفهم الحرية و هذا ما أشار إليه في الفلسفة الحديثة ديكارت قائلا (لا يصح أن أشك من أن الله لم يهبني حرية اختيار أو إرادة ذات حظ كاف من الرحابة الكمال فالواقع أن تجارب وجداني تشهد بأن لي حرية لا تحصرها و لا تحبسها حدود ) و ترى هذه الأطروحة أن التجربة النفسية تظهر أن الحرية نشعر بها أثناء الفعل و بعده فالندم مثلا تجربة نفسية تدل على أن صاحب الفعل قام بفعله بحرية كاملة و في هذا المعنى قال بوسوي (كل من يسعي إلى صوت قلبه و يستشير نفسه يشعر بحرية إرادته كما يشعر يدركه و يفعله ) و أثبت الفرنسي جون بول سارتر (أن افنسان يولد أ ولا ثم يكون شخصيته أي الوجود أسبق من الماهية ) و الإنسان يشعر بقدرته على إعدام الأشياء أو ما يسمى بالرفض فهو حر في تكوين شخصيته و قسم برغستون الأنا إلى قسمين: أنا سطحي يتجلى في المعاملات اليومية و هو جانب لا وجود للحرية فيه، و أنا عميق يتمثل في تلك اللحظات التي يجلس فيها الإنسان مع نفسه و يشعر بحريته الكاملة إنه يفكر دون قيود فالحرية فهذا المعنى تدرك بالحدس النفسي.
كما أثبت بعض فلاسفة الحرية عن طريق البرهان الأخلاقي قال كانط (كان يجب عليك فأنت تستطيع) أي القيام بالواجبات يدل على وجود الحرية نو استعمل بعض آيات قرآنية تثبت حرية الاختيار (من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) و قال تعالى (إنا هديناه السبيل إما شكورا و إما كفورا).
نقد: لا يمكن اعتبار الشعور حجة في إثبات الحرية لأنه متغير و قد يكون مجرد وهم و خداع تركيب تتجلى حقيقة الحرية في الممارسة العملية لأن الشعور لا يصلح لإثبات الحرية لأن ذلك الشعور يتجاهل وجود الحتميات نقال ايمانويل موبي(إن الحرية ليست معطى أولي للشعور و انعدام الاعترافات بالحتميات مخادعة من مخادعات الشعور) و هذه الحقيقة أثبتها سبينوازا حيث رأى الإنسان يجهل الدوافع الحقيقية لأفعاله و يتظاهر بأنه صاحب ذلك الفعل . إن الحرية الحقيقية تشترط الفهم الفلسفي و العلمي لمختلف الحتميات ثم العمل عل وضع الحلول المناسبة لتلك الحتميات فعلى المستوى النفسي يستطيع الإنسان التغلب على عقده و مكبوتاته و من ثمة التحرر عن المشاكل النفسية عندما يعتمد على علم النفس و يرسم خططا مناسبة و كما قال لايبنتر (كلما كان سلوكنا أكثر مطابقة لأحكام العقل كانت حريتنا أوسع و كلما كان خضوعنا لأهوائنا أشد كانت عبوديتنا أعظم) و على المستوى الاجتماعي يستطيع الإنسان أن يتحرر من سلطة العادات و التقاليد عندما يوظف علم الاجتماع فيهم الأسباب الحقيقية و كما قال بول فاليري (كلما اعترف الإنسان بالحتمية اكتشف الوسائل التي تساعده على تحويلها لصالحه).









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-28, 22:08   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمد الشريف الهادي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية محمد الشريف الهادي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[من فظلكم أرجوكم أريد حل لهده المقالة :هل الفلسفة الحديثة تقليد للفلسفات الأخرى










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-29, 19:52   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
Natali3
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Natali3
 

 

 
إحصائية العضو










17

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة T4K13DD1N3 مشاهدة المشاركة
الحرية لوحدها والمسؤولية لوحدها

مقالة حول المسؤولية والجزاء: الأسئلة: هل العقاب مشروع من الناحية الأخلاقية؟-هل العقاب كفيل بالقضاء على الجريمة؟-إذا كان الإجرام وليد المجتمع فلن تجد العدالة من تحمله التبعية؟ما رأيك؟-هل الجزاء العقابي كاف لتقويم سلوك الإنسان؟ هل دور العقوبات أخلاقي أم اجتماعي؟-يقال"إن المجرم مدفوع إلى الجريمة دفعا والمدفوع لا يحاسب" ما رأيك؟-هل يمكن إرجاع الإجرام إلى دوافع عدوانية فطرية؟-هل الأخذ بمبدأ الحتمية يبرر إلغاء الجزاء؟-هل تُحدّد العقوبة بنوع الجريمة؟-إلى أي حدِّ يمكن إرجاع الجريمة إلى محدّدات اجتماعية؟-هل العقاب قصاص أم تربية؟-هل العقاب إجراء وقائي أم انتقامي؟
المقدمة: يعتبر الإنسان مدني بطبعه, يعيش ضمن جماعة من الأفراد, تربطهم علاقات اجتماعية معقدة ومتنوعة, تدل في الأكثر على التوافق والانسجام, لكن قد ينحرف سلوك الأفراد خاصة إذا تحوّل الخطأ إلى خطيئة والفعل إلى جريمة مما يستلزم ضرورة تحمّل نتائج الفعل وهذا ما يعرف بـ"المسؤولية" التي تدفعنا إلى ضرورة طرح إشكالية العقاب ومن ثمة دور العقوبات والإشكال الذي يطرح نفسه:هل يختار المجرم جريمته أم يدفع إليها؟ وهل العقاب وحده كاف للقضاء على الجريمة؟
الرأي الأول(الأطروحة): ترى النظرية الاختيارية (العقلية) أنه من غير المعقول أن لا نعاقب المجرم على فعل سيّء صدر منه لأن المجرم برأيهم عاقل وحرٌّ مريد لأفعاله ولذلك[هو مسؤول تجب عقوبته]. والعقاب وحده كاف للقضاء على الجريمة حيث أخذ في القديم صورة انتقام وقصاص من المجرم وتحت تأثير فلاسفة النهضة أخذ طابعا أخلاقيا. وتعود هذه الأطروحة إلى فلسفة "أفلاطون" التي ربطت الشرّ الجهل فالإنسان لا يفعل الشرّ وهو يعرف أنه شرٌّ قال في كتابه "الجمهورية" {الشرور سلوكات بشرية إختارها الإنسان بمحض إرادته واللّه بريء منها} لكن تحت تأثير الجهل ينسب الإنسان الشرور إلى القضاء والقدر وهذا ما أشار إليه في الكتاب العاشر من الجمهورية من خلال أسطورة الجندي "آر". وفي الفكر الإسلامي تحدثت "المعتزلة" عن المسؤولية من زاوية الحرية والعقل والإنسان في نظرهم يستحق العقاب وأرجع القاضي"عبد الجبّار المعتزلي"سبب ذلك توفر عاملين : ذاتي (العقل يدرك الحسن والقبح) وموضوعي (الأفعال تتضمن صفاتها), ورأى "كانط" أن الجريمة لا علاقة لها بالحتمية وقال{الفعل الخاطئ يختاره صاحب السوء بكل حرية بقطع النظر عن الزمن والطباع}. وترى هذه الأطروحة أن العقاب ضروري فهو يساعد الإنسان على التفكير عن ذنبه وكما قال "لايبندز" {العقوبة ليس لها دور التعديل أو إصلاح الشرور, إنّما دورها التكفير عن الفعل السيئ} ويتم ذلك من خلال إعادة الاعتبار للعدالة والقانون والذي لا يريد من اللّه ألاّ يعاقب الجور أو إدمان الخمر لا يحبُّ اللَّه كما ذهب إلى ذلك "مالبرانش" في كتابه "الأخلاق" . فالمجرم يختار جريمته وتجب عقوبته.
نقد (مناقشة): ما يعاب على هذه الأطروحة أنّها اهتمت كثيرًا بالجريمة وأهملت ظروف المجرم.
الرأي الثاني (نقيض الأطروحة): ترى النظرية الوضعية أنّ أفضل منهج لدراسة الجريمة ليس هو المنهج الفلسفي التأملي بل هو المنهج العلمي, والجريمة برأيهم ثمرة حتميات مختلفة (عضوية, نفسية, اجتماعية) متى توفرت أسبابها وقعت بالضرورة, هذه الحتميات تلغي إرادة الاختيار عند المجرم ومنه إلغاء فكرة العقوبة, ومن هذه الحتميات"الحتمية البيولوجية" التي تحدّث عنها الطبيب والجرّاح "شيزاري لمبروزو" الذي قام بتجربة مقارنة بين فئة الأخيار والأشرار ولاحظ وجود صفات عضوية (غزارة وجفاف الشعر, الطول أو القِصر المفرط للذراعين, عدم انتظام شكل الجمجمة, ضيق تجاويف عظام الرأس) أُطلق على هذه الصفات مصطلح النقائص البيولوجية التي هي بنظره سبب الإجرام وفي كتابه "الإنسان المجرم" قسَّم المجرمين إلى خمسة أصناف (مجرم بالفطرة, مجنون , بالعادة, بالعاطفة, بالصدفة) والحلّ يكمن في إجراءات وقائية مثل عزل وفصل المجرم عن المجتمع, وأثبتت بحوث الطبيب "جال" أنّ الجريمة لها علاقة بالدماغ حيث قسَّمه إلى ثلاثة أقسام (الغرائز الدنيا, القدرات العقلية, الضمير الخلقي) والجريمة تحدث عندما تعجز القدرات العقلية في السيطرة على الغرائز فـالسرقة مثلاً أصلها غريزة حب التملُّك تظهر عندما يعجز العقل عن مراقبتها, وتحدَّث " فيري" عن "الحتمية الاجتماعية" وأرجع الجريمة إلى سوء التأهيل الاجتماعي وقال{إن الفقر المدقع والغنى الفاحش كلاهما ذريعة للإجرام} وحججه في ذلك أن التربية في الملاجئ وحالات الطلاق والتشرد عوامل تغذي هذه الظاهرة والأسرة التي يكون فيها الأب مجرما أو الأخ الأكبر تتعرض غالبا إلى الانحراف والحلّ عنده يكمن في إعادة تربية المجرم وإصلاحه, وتحدَّث "فرويد" عن تأثير الحتمية النفسية وفي نظره أن الجريمة تعبير عن طفولة سيّئة يغلب عليها الكبت أي أنّ الدوافع لاشعورية والفعل الإجرامي له دلالات نفسية الذي يتميّز بشخصية مريضة ومنه يجب علاجه لا عقابه.
نقد (مناقشة): إنّ إرجاع الجريمة إلى الحتميات المختلفة يُسقط المسؤولية عن المجرمين ممّا يزيد في انتشار هذه الظاهرة.
التركيب: لا شكّ أنّ ظاهرة الجريمة معقّدة ومتشابكة إذ لا يمكن الوقوف عند الهدف الأخلاقي في العقاب فقط, فالعقاب وحده لا يكفي للقضاء على الجريمة قال"غيو" {أظيفوا الضر الحسّي للعقاب إلى الضرر الأخلاقي تكونوا قد ضاعفتم الأضرار} فالعقوبات الصارمة تولّد الرغبة في الانتقام, ومن هذا المنطلق رأى عالم القانون "مارك أنسل" أنه من الضروري نزع عوامل الشرّ من نفسية المجرم يصبح العقاب [حق للمجرم واجب على المجتمع] ويتم ذلك من خلال إجراءات وقائية دون إهمال فكرة القصاص لـ" قوله تعالى" {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} والتشريعات الحديثة تعتمد على معادلة طرفها الأول أنّ المجرم مسؤول وطرفها الثاني أنّ العقاب ضروري لحماية المجتمع مع مراعاة ظروف المجرم.
الخاتمة: وفي الأخير إشكالية العقاب تتضمن الكثير من الأسئلة حول دوافع الإجرام وكذا أفضل الطرق لمواجهة ظاهرة الجريمة هذه الأسئلة شكّلت محور مقالنا هذا الذي أخذ طابعًا جدليًّا تطرّقنا من خلاله إلى أفكار النظرية العقلية التي اعتبرت العقاب ضرورة من حيث هو وسيلة للقصاص ولتحقيق أهداف أخلاقية وتطرّقنا كذلك إلى النظرية الوضعية التي اعتبرت السلوك الإجرامي حتمي وطالبت بضرورة تطبيق إجراءات وقائية ومن كلّ ذلك نستنتج: المجرم يختار جريمته وتجب عقوبته لكن مع مراعاة ظروفه.
 إذا كان السؤال يشتمل على كلمة "عقاب" فيجب قلب الرأي الأول حيث نقول(وترى هذه الأطروحة أن العقاب ضروري) أولا ثم تليها (تعود هذه الأطروحة إلى فلسفة أفلاطون


المسؤولية والجزاء
هل العقاب كفيل بالقضاء على الجريمة؟
هل تتحدد العقوبة بنوع الجريمة؟
المقدمة:
من ناحية الواقعية تترتب عن حركة الإنسان مجموعة من الأفعال هذه الأخيرة قد ترتبط بقيمة الخير وقد ترتبط بقيمة الشر والحقيقة أنه إذا لحق الضرر بطرف ما فإنه من الواجب أن يسأل الفرد لأنه كائن مسؤول وبخاصة إذا تعلق الأمر بفعل الجريمة فإذا علمنا أن العقاب هو أحد أشكال الجزاء. هل العقاب كفيل بالقضاء على جريمة؟ – هل تتحدد العقوبة بنوع الجريمة؟
الرأي الأول: ترى هذه النظرية أنه من غير المعقول أن لا يعاقب الفاعل عن فعل سيء صدر منه لأن الفاعل برأيهم عاقل وحر مريد لأفعاله ولذلك فهو مسؤول ويجب عقوبته أيد هذا الموقف المعتزلة في الفكر الإسلامي بعدها نسبوا الحرية للإنسان واعتبروا الإنسان عاقل مخير وبالتالي فهو مسؤول ويلزم عقابه وأيد هذا الرأي أيضا أفلاطون قديما ففي الكتاب العاشر من الجمهورية ذكر أسطورة الجندي الذي عاد إلى الحياة بطريقة عجيبة قص على رفاقه أن الأموات يطالبون بتقمص مصير جديد وهذا بعدما يشربون من نهر النسيان لبث حين قال أن الشرور وسلوكات بشرية أختارها الإنسان بمحض إرادته والله يرى من هذه السلوكات ولا يفرضها على الإنسان وبالتالي فالمسؤولية بشرية وليست غير ذلك وهو نفس ما ذهب إليه حديث الألماني كانط أن الإنسان الشرير شخص مسؤول عن تصرفاته ولذلك يجوز معاقبته لأنه يختار فعله بإرادته منه قال كانط الفعل الخاطئ يختاره صاحب السوء بكل حرية يقطع النظر عن الزمان والطباع العفوية عند هؤلاء هو القصاص للعدالة تكفيه عن الخطيئة أي هي تطهير للنفس من الدنس الذي لحق بها ومنه تصبح العفوية عند الذهنيين ذات أغراض روحية محضة وفي هذا السياق قال مالبراكش في كتاب رسالة في الأخلاق...إن الذي لا يريد من الله ألا يعاقب الجور، وإدمان الخمر لا يحب الله وقال الألماني ينشر العقوبة تساهم في إعادة النظام ثابتة وقال إن العقوبة ليس لها دور التعديل أو إصلاح الشرور وإنما دورها التكفير عن الفعل النسيء وهكذا فالعقوبة تأسس على ثلاثة أسس وملخص الأطروحة لكل جريمة عقوبة –
نقد: يعاب على هذه النظرية قولهم إن مسؤولية الفاعل مسؤولية فردية في حين نجد الكثير من يقر بأن المسؤولية هي أيضا جماعية ومن جهة أخرى اهتموا بالفعل لكنهم أهملوا ظروف فاعل نهائيا.الرأي الثاني: ذهب أنصار هذا الرأي إلى الدفاع عن فكرة أساسية عوامل الإجرام تعود إلى التكوين الطبيعي فهو الذي يدفع إلى الجريمة فالمجرم ليس مختارا كل الاختيار لأن الاختيار يكاد يكون منعدما وعندهم إن الإنسان ليس مسئولا دوما عما يصدر منه من سلوكات لأنه برأيهم يخضع للكثير من الضغوطات التي تمنعه من التصرف بإرادة حرة وتأتي هذه الضغوطات في شكل حتميات مختلفة أهمها الحتمية البيولوجية تحدث عنها الإيطالي تمبزازي الذي توفي عام 1909 طبيب في الأمراض العقلية وباحث في علم الجريمة وقد كان ضابطا في الجيش الإيطالي ثم أصبح إسناد للطب الشرعي في جامعة بافيا وقد أتاح له عمله في التشريح أن يقارن بين فئة الأخيار وفئة أشرار وخاص إلى وجود الصفات توجد عند الفئة الثانية دون الأولى كما شرح فيه قاطع طريق يدعي فيا فلاحظ عنده فارغا في مؤخرة جبهة يشبه الذي يوجد عند القرود فاعتبر المجرم وحش بدائي ومنه أصدر كتابه الإنسان المجرم 1876 وقال يوجد المجرم بالفطرة التي تتوفر فيه خمس علامات فالمجرم يتميز بعدم الانتظام في شكل الجمجمة وضيق تجاويف عظام الرأس، ضخامة الفكين، غزارة وجفاف الشعر، الطول أو القصر المفرط في الذراعين،لذا رأى أن إجرام يرجع إلى أسباب فيزيولوجية تدعى في مجموعتها بالنقائض البيولوجية كالوراثة مثلا وطريقة مكافحة الجريمة تكون حسب تصنيفه المجرم ومن الحتميات الحتمية الاجتماعية ويمثلها الإيطالي فيري ويرى أن الظروف الاجتماعية والبيئية الفاسدة هي التي تدفع الإنسان إلى الإجرام حيث أكد بعض البحوث أن التشرد أو الطلاق وحتى التربية في اللاجئ عوامل تساعد على انتشار الجريمة أما النمساوي فرويد فقد أكد أن الاضطرابات سلوكية وعدم استواء الشخصية والمتغيرات النفسية كالإحباط والكبت والتربية القائمة على القمع كلها عوامل تدفع بالإنسان إلى الجريمة وهذا يجعل المجرم لا يختار الجريمة بل يدفع إليها دفعا دون إرادة منه إذ يعتبر الإجرام متنفس المجرم من عقدة نفسية –
نقد: من نقائض هذه الأطروحة أن أصحابها نظروا إلى ظروف الفاعل ولم ينظروا إلى الفعل –
التركيب: لايمكن النظر إلى موضوع الجريمة والعقاب من زاوية فلسفية لان هذه النظرة تبعدنا عن الواقع قال ميشال فولو إن معرفة مخالفة ومعرفة المسئول ومعرفة القانون شروط ثلاثة تسمح بإقامة الحكم حقيقة عن خروج من الإشكالية تضفي نظرة توفيقية وهذا ما فكر به الهولندي هام والبلجيكي براد والألماني فون ليست وشعارهم العقوبة حق للمجرم وواجبة على مجتمع وعندهم ليست الاهم أن نعاقب بل المهم في الطريقة والأسلوب - الخاتمة: المسؤولية والجزاء من المجالات الكبيرة في فلسفة القانون تلك الفلسفة التي تحاول أن ترسم المعالم الكبيرة للقانون الذي ينظم حياة الأفراد وتظيف أن إشكالية العقاب والجريمة تضارب حولها الآراء حيث أن المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الوضعية إصلاحه وبعد تحليل وتوسيع نستنتج أن نوعية العقاب تتحدد بحسب المجرم والجريمة معا.

الحرية والتحرر
- هل مفهوم الحرية يتناقض مع مفهوم الحتمية ؟
- من الأهم الحرية أم التحرر؟
- هل الحرية واقع موجود أم هي وهم وخيال ؟
- هل الإنسان مسير أم مخير؟
مقدمة:
تنتج عن حركة أفعال متنوعة ومتعددة والقاسم المشترك بين الإنسان والحيوان الأفعال الغريزية البيولوجية غير أن الإنسان يتميز ببعض السلوكيات الآلية القائمة على العادة وكذا سلوكات إرادية قصديه تبدأ بالتصور والمداولة وتنتهي عند الاختيار والتنفيذ وهنا تظهر الحرية بكل ما تحمل من إستفهامات وإشكالات وأبرز وأقدم هذه الإشكاليات:
- هل الإنسان مسير أم مخير؟
الرأي الأول:
عند أنصار هذا ألرأي لا يوجد للحرية والإنسان عندهم مسير ومخير وتحيط به حتميات مختلفة تقيده ومن هذه الحتميات[الحتمية البيولوجية] فالإنسان منذ ولادته يحمل معطيات قاعدية وخصائص مزاجية كالطبع مثلا ولهذا قالوا[الطبع ينفي الحرية] فالإنسان لا يختار لون بشرته وهذا دليل على انعدام الحرية وتتجلى الحتمية البيولوجية في بحوث العالم الروسي [بافلوف] الذي أرجع السلوك إلى المنكسات الشرطية وكل فعل من صيغة منبه + استجابة في هذا المنظور تنعدم الحرية أما على المستوى النفسي فقد أكد [فرويد] أن الإنسان أسير وسجين بعقده و مكبوتاته وأكد [لوسين] [أن هناك استعدادات نفسية ثابتة مولودة تتحكم في الهيكل الذهني للفرد] والحتمية تحيط بالإنسان[أن السلوك البشري انعكاس لثقافة المجتمع] قال [جهم بن صفوان] [أنه لا فعل في الحقيقة لأحد إلا اللهو أنه هو الفاعل وإنما تنسب الأفعال إلى الناس بالمجاز] وهكذا عند أنصار هذا الرأي قانون عام يسيطر على الإنسان.
نقد: ليس سلوك الإنسان مرتبط بالحتمية البيولوجية والنفسية والاجتماعية لأن إرادة الفرد تتدخل وهذا ما تؤكده شواهد الواقع.
الرأي الثاني:
الإنسان يمتلك الإرادة بداية من التصور والمداولة ونهاية بالاختيار والتنفيذ أنه حر في أفكاره وأفعاله وتستند هذه الأطروحة إلى حجج أهمها[الحجة النفسية] فعندهم [الإنسان يشعر بالحرية] وهذا ما أشار إليه المعتزلة قديما فقالو [الإنسان يحس من تلقاء نفسه وقوع الفعل فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن] قال[يوسوي] [كلما أبحث في نفسي عن القوة تقيدني كلها أشعر أنه ليست لي قوة غير إرادتي ومن هنا أشعر شعورا واضحا بحريتي] ومن الحجج أيضا الحجة الأخلاقية حيث رأى [كانط] أن هناك علاقة بين الواجب والحرية فقال[يجب عليك إذن أنت تستطيع] فإذا كان المكلف عاجزا لابد من وجود[القدرة والحرية] وجدير بالذكر أن أنصار هذا الرأي استندوا إلى آيات قرآنية منها قوله تعالى"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
نقد: ما يعاب على أنصار هذا الرأي هو إنكارهم لوجود حتميات تحيط بالإنسان .
التركيب:
الحديث عن الحرية من زاوية ميتافيزيقية كلاسيكية يؤدي إلى حمل الإشكالية المطروحة وللخروج من هذا المأزق لابد من طرح جديد هو طرح الواقعي ومن[تتغلب الحرية التي تحدد] ولا يتم إلا من خلال[الاعتراف بمختلف الحتميات ومنها فهما علمنا وثم العمل على تجاوزها والتكيف معها] وهذا ما عبر عنه[سينونزا] فقال[كلما ازداد العقل علما ازداد فهما بنفسه والطبيعة وكلما ازداد فهمه لعلمه ازدادت مقدرته على توجيه سلوكه ومن ثمة تزداد مقدرته على تحديد نفسه] فالحرية هي العمل وكما قال[أبو حامد الغزالي] [علم بلا عمل فلا يكون وعمل بلا علم جنون] .
خاتمة:
الحرية من أمهات المسائل في الفلسفة قديما وحديثا طرحت أكثر من إشكال وسألت الكثير من الجبر وانطلاقا من الطرح الكلاسيكي والميتافيزيقي حاولنا تفكيك الموضوع المطروح إلى موقفين أحدهما يمثل الاتجاه الذي ينفي الحرية عن الإنسان باسم الحتمية والآخر الحرية ، ومن خلال محاولة تجاوز الإشكالية أمكنا أن :
نستنتج [أن الإنسان مسير بجهله ومخير كلما اتسعت دائرة معارفه] فالحرية تكون حيثما يكون العلم والعمل وتنعدم بانعدامها.



الحرية و التحرر: هل الإنسان مسير أم مخير؟
مقدمة: تتنوع أفعال الإنسان و تتعدد بحسب المصدر و الغاية فهناك أفعال غريزية ثابتة تهدف إلى تحقيق مطالب البيولوجية و هناك المنعكسات الشرطية من صيغة منبه واستجابة و بينهما تظهر الأفعال الإرادية بمراحلها المختلفة (التصور،المداولة، الاختيار،التنفيذ).
* هذه الأخيرة توصلنا إلى مسألة فلسفية هي مسألة الحرية؟
الرأي الأول: ذهب أنصار هذه الأطروحة الإنسان مسير و معنى ذلك أن السلوك الإنساني يسير في دائرة الحتمية فهو يفتقد إلى عنصر الإرادة و قدرة الاختيار و السبب في ذلك أن وجود الحتمية يلغي بضرورة وجود الحرية فعلى المستوى العضوي تظهر الحتمية البيولوجية حيث أثبت الروسي بافلوف أن السلوك الإنساني هو سلوك آلي حيث إذا توفرت المنبهات تحدث حتما الاستجابة و هي فكرة وافق عليها الأمريكي واتسون و تؤثر الغدد الصماء على كامل الشخصية حتى أن وليام جيمس قال (نحن تحت رحمة غددنا الصماء فهي المسؤولة عن عواطف المرأة و الشابة و انفعالات الشيخ الكبير)أما على المستوى النفسي فقد أثبت فرويد (الإنسان سجين عقده و مكوناته) و حجته في ذلك أن السلوك الإنساني يجري من مجرى اللاشعور و يرى آدلر أن الشعور بالنقص هو محرك نشاط الإنسان مما يجعل الفرد في حالة بحث دائم عن التعويض بالإضافة إلى ذلك الطبع ينفي الحرية فصاحب الطبع الانفعالي يغلب عليه المزاج العصبي و الانفعال محدود التصورات و على المستوى الاجتماعي تعتبر الأحكام التي يطلقها الإنسان صدى لثقافة المجتمع .فالإنسان لم يختر اسمه و لا أسرته أو لغته مما جعل دوركايم (إذا تكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم).
نقد: التسليم بالحتمية يعني عدم القدرة على تغيير حياة الإنسان غير أن التاريخ يقدم أمثلة عن الأشخاص غيرو مسار حياتهم و مجتمعاتهم .
الرأي الثاني: ذهب أنصار هذه الأطروحة إلى القول أن الإنسان مخير في السلوك الإنساني إرادي يرتبط بوجود 0القدرة على الاختيار) و حجتهم في ذلك أن شهادة الشعور تثبت وجود الحرية حيث أثبت المعتزلة في الفلسفة الإسلامية وجود ما يسمى الأفعال الإرادية و قالوا (الإنسان يحس من تلقاء نفسه وقوع الفعل فإذا وقع أراد الحركة تحرك و إذا أراد السكون سكن ) و هكذا يعتبر الحدس النفسي أداة ضرورية لفهم الحرية و هذا ما أشار إليه في الفلسفة الحديثة ديكارت قائلا (لا يصح أن أشك من أن الله لم يهبني حرية اختيار أو إرادة ذات حظ كاف من الرحابة الكمال فالواقع أن تجارب وجداني تشهد بأن لي حرية لا تحصرها و لا تحبسها حدود ) و ترى هذه الأطروحة أن التجربة النفسية تظهر أن الحرية نشعر بها أثناء الفعل و بعده فالندم مثلا تجربة نفسية تدل على أن صاحب الفعل قام بفعله بحرية كاملة و في هذا المعنى قال بوسوي (كل من يسعي إلى صوت قلبه و يستشير نفسه يشعر بحرية إرادته كما يشعر يدركه و يفعله ) و أثبت الفرنسي جون بول سارتر (أن افنسان يولد أ ولا ثم يكون شخصيته أي الوجود أسبق من الماهية ) و الإنسان يشعر بقدرته على إعدام الأشياء أو ما يسمى بالرفض فهو حر في تكوين شخصيته و قسم برغستون الأنا إلى قسمين: أنا سطحي يتجلى في المعاملات اليومية و هو جانب لا وجود للحرية فيه، و أنا عميق يتمثل في تلك اللحظات التي يجلس فيها الإنسان مع نفسه و يشعر بحريته الكاملة إنه يفكر دون قيود فالحرية فهذا المعنى تدرك بالحدس النفسي.
كما أثبت بعض فلاسفة الحرية عن طريق البرهان الأخلاقي قال كانط (كان يجب عليك فأنت تستطيع) أي القيام بالواجبات يدل على وجود الحرية نو استعمل بعض آيات قرآنية تثبت حرية الاختيار (من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) و قال تعالى (إنا هديناه السبيل إما شكورا و إما كفورا).
نقد: لا يمكن اعتبار الشعور حجة في إثبات الحرية لأنه متغير و قد يكون مجرد وهم و خداع تركيب تتجلى حقيقة الحرية في الممارسة العملية لأن الشعور لا يصلح لإثبات الحرية لأن ذلك الشعور يتجاهل وجود الحتميات نقال ايمانويل موبي(إن الحرية ليست معطى أولي للشعور و انعدام الاعترافات بالحتميات مخادعة من مخادعات الشعور) و هذه الحقيقة أثبتها سبينوازا حيث رأى الإنسان يجهل الدوافع الحقيقية لأفعاله و يتظاهر بأنه صاحب ذلك الفعل . إن الحرية الحقيقية تشترط الفهم الفلسفي و العلمي لمختلف الحتميات ثم العمل عل وضع الحلول المناسبة لتلك الحتميات فعلى المستوى النفسي يستطيع الإنسان التغلب على عقده و مكبوتاته و من ثمة التحرر عن المشاكل النفسية عندما يعتمد على علم النفس و يرسم خططا مناسبة و كما قال لايبنتر (كلما كان سلوكنا أكثر مطابقة لأحكام العقل كانت حريتنا أوسع و كلما كان خضوعنا لأهوائنا أشد كانت عبوديتنا أعظم) و على المستوى الاجتماعي يستطيع الإنسان أن يتحرر من سلطة العادات و التقاليد عندما يوظف علم الاجتماع فيهم الأسباب الحقيقية و كما قال بول فاليري (كلما اعترف الإنسان بالحتمية اكتشف الوسائل التي تساعده على تحويلها لصالحه).





شكراا
merci
thanks

و الله غير ريحتني ربي يريحك إن شاء الله

راني غدوا نعدي فلسفة وهدا الدرس بذات

راه داخل
٪90










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 11:29   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل من طلب لاي مقالة










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 12:22   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
حمي ميلود
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم خوي انا حابة مقالة جدلية عن الحقيقة بين نسبي ومطلق










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 12:26   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
منى 92
عضو محترف
 
الصورة الرمزية منى 92
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

انا حابة مقالة اللغة والفكر بين الاتجاه الثنائي والاحادي










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-09, 14:28   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
خولة لبابة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية خولة لبابة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم انا احتاج هذه المقالات اذا ممكن....
1. هل الشغل اداة للتحرر ام عنوان للعبودية؟؟؟
2. هل يستمد الحاكم سلطته دائما من الشعب؟؟؟
3. مقالة جدلية حول الديمقراطية الليبيرالية و الديمقراطية الاشتراكية..
4. مقالة حول الحقيقة النسبية و المطلقة...
5. مقالة جدلية حول الذاكرة...
اسفة مقالات عديدة لكنني احتاجها اتمنى الرد السريع.......و جعله الله في ميزان حسناتكم........










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالات, اطلب, فلسفية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc