كن الحضارة الحديثة لم تحقق الغاية المنشودة و إنما أدت إلى القلق و الاضطراب و طحن الإنسان في حمى المادية الطاغية و البعد عن الخلق و الفضيلة و الدين و نحوها من القيم الإنسانية .
و أما الحضارة في تقدير الإسلام فغايتها الأولى تحقيق الطمأنينة و السلام و الأمن و إقامة المجتمع الفاضل و إسعاد البشرية بما هو خير و محاربة كل عوامل الشر .
و بما أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه فلا يصح أن يتخذ المرء في حياته غاية سوى ابتغاء مرضاة الله مصدر الأمن و هي الغاية السامية التي تتخطى مجرد طلب الملذات الحسية أو الغايات المادية الدنيئة و تحقق الانسجام و التوافق بين الفطرة الإنسانية و الغاية العقلية كما أنها تهيئ التجاوب و الانسجام الشامل في أفكار الإنسان و خيالاته و إراداته و نياته و عقائده و أعماله و حركاته .
بنيت الحضارة الاسلامية على التقوى وبنيت الحضارة الغربية على المنفعة والربح المادي واكتساب السلطة فشتان شتان ما بين الثريا والثرى .
جزاكم الله خيرا على ما قدمت من علم نافع.