استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 15 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-08-03, 14:36   رقم المشاركة : 211
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اشترطت على زوجها أن لا يشرب الدخان ولم يلتزم بالشرط

السؤال

هل للمرأة أن تشترط على من يريد الزواج بها أن يترك التدخين ؟

وماذا تفعل لو لم يلتزم بهذا الشرط ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

شرب الدخان محرم ، لما فيه من تضييع المال والإضرار بالصحة ، والإضرار بالآخرين .

لعلك تعلمين أن جميع أمم الأرض الآن _ مسلمهم وكافرهم _ أصبحوا يحاربون التدخين لمعرفتهم بضرره الشديد . والإسلام يحرم كل ما هو ضار لقوله عليه الصلاة والسلام : " لا ضرر ولا ضرار " .

ولا شك أن المطعومات والمشروبات منها ما هو نافع طيب ، ومنها ما هو ضار خبيث

وقد وصف الله سبحانه نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) ، فهل الدخان من الطيبات أو من الخبائث ؟

ثانيا : جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " إن الله ينهاكم عن قيل وقال

وكثرة السؤال وإضاعة المال " . ونهى الله سبحانه عن الإسراف فقال تعالى : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) ووصف عباد الرحمن بقوله : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )

ويدرك العالم أجمع الآن أن المال المهدر في الدخان عبارة عن مال ضائع لا يستفاد منه

لا بل ينفق فيما فيه ضرر . ولو أن أموال العالم التي أنفقت في الدخان جُمعت لأنقذت شعوبا ممن أهلكتهم المجاعة ، فهل هناك أسفه من الذي يمسك دولارا ويوقد عليه النار ؟

ما الفرق بينه وبين المدخن ؟

بل المدخن أعظم سفها فالذي يحرق الدولار ينتهي سفهه عند هذا الحد ، وأما المدخن فيحرق المال ويضر بدنه .

ثالثا : كم من الكوارث التي سببها الدخان ، بسبب أعقاب السجائر التي تلقى وتتسبب في حرائق ، وغير أعقاب السجائر ، وقد احترق منزل بأكمله على أهله بسبب تدخين صاحب المنزل ، وذلك حين أشعل سيجارته والغاز متسرب .

رابعا : كم الذين يتأذون بروائح المدخنين وبخاصة إذا ابتليت به وهو في جانبك في المسجد

ولعل الصبر على الروائح الكريهة أهون بكثير من الصبر على رائحة فم المدخن عقب قيامه من النوم . فالعجب من النساء كيف يصبرن على روائح أفواه أزواجهن ؟

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل ثوما أو بصلاً عن الصلاة في المسجد حتى لا يؤذي المصلين برائحته ، ورائحة البصل والثوم تهون عن رائحة المدخن وفمه .

هذه بعض الأسباب التي من أجلها حرّم التدخين .

: الشيخ سعد الحميد

ثانياً :

ما يشترطه أحد الزوجين على الآخرعند العقد ، الأصل فيه الصحة ووجوب الوفاء به ، ما لم يكن مخالفا للشرع

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ) رواه البخاري (2721) ومسلم (1418) .

وإذا لم يقم الزوج بما اشتُرط عليه والتزم به ، فللمرأة الحق في فسخ العقد .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"ولو شرط عليها أن تحافظ على الصلوات الخمس ، أو تلزم الصدق والأمانة فيما بعد العقد ، فتركته فيما بعدُ فَلَكَ الفسخ" انتهى .

"الاختيارات الفقهية" (ص 219) .

فمثله لو اشترطت المرأة على زوجها ترك الدخان ، ولم يتركه ، فلها فسخ العقد .

وقد سئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :

عن امرأة خطبها رجل فاشترطت عليه أن لا يشرب الدخان ، فوافق ، فتزوجته ، ثم تبين لها أنه يشرب الدخان ، فماذا يكون أمرها ؟

فأجاب :

"الحمد لله . إذا كان الأمر كما ذكر فإن للمرأة المذكورة الخيار في فسخ نكاحها منه ، أو البقاء معه" انتهى .

"فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " (10/149) .

ولكن النصيحة لها قبل أن تفسخ العقد أن تحاول إصلاح زوجها ، وإعانته على ترك هذا المحرم

فإن استقام ، فالحمد لله ، وإن أصر على ما هو عليه ، فإنها تقارن بين المصالح والمفاسد ، فقد يكون بقاؤها معه أصلح ، من أجل تربية الأولاد ونحو ذلك ...
.
ولعل الله أن يهديه .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-08-03, 14:42   رقم المشاركة : 212
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

تتمسك بالسنة وتتهم بالتعنت ، وتريد النصيحة

السؤال

وُلدت مسلمة ، وكنت أجهل كل شيء باستثناء الصلاة ، وبفضل الله فقد استيقظت الآن وأخذت أتصرف وفقا للقرآن والسنة ما أمكنني ذلك ، لكني فقدت جميع صديقاتي الآن

وهن مسلمات أيضا ؛ فهن غير متمسكات كثيراً بالدين ، ولا يكترثن به كثيرا ، وأنا وزوجي أصبحنا غريبين في بلادنا ، صديقاتي امتنعن عن الاتصال بي وبوالدي ، زوجي وأخواته يناديننا وهابيون ، وكذلك بنت خالي

وأمي قالت إنها لا تملك الكثير من الوقت وهي لا تأبه طالما أن جميع أبنائها في خير ويصلون ، أغلب الناس يسخرون من حجابي ، والأمر محزن وصعب

أعني : أني أعيش في جزيرة صغيرة بالمحيط الهندي والجميع مسلمون ودولتي هي " جمهورية المالديف "

أنا أشعر بالوحدة الشديدة والحزن هنا ، هل تخبرني كيف أتصرف - فأنا أشعر بالوحدة الشديدة وأني بمفردي والوضع مؤلم جدّاً أن يفقد المرء كل أصدقائه السابقين - ؟

. أرجو أن تقدم لي نصيحة جيدة تتعلق بالكيفية التي أتصرف بها في هذا الوضع ، لقد حاولت كثيراً أن أخبر أهلي أيضا عن السنَّة لكن جميع الأجوبة التي حصلت عليها كانت : لقد فقدت دينك

أنت وهابية ، إنها الطريقة الوهابية . وأسأل الله أن يثيبكم جميعا على العمل الذي تقومون به .


الجواب


الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يفرِّج كربك وييسر أمرك ، وأن يعينك على طاعته وحسن عبادته

واعلمي أن الغربة التي تعيشينها علامة خير لك ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " بدأ الإسلام غريباً وسيعود

كما بدأ غريباً ، فطوبى للغرباء " رواه مسلم ( 145 ) ،

ولـ " طوبى " معاني كثيرة ومنها : الخير والكرامة ، وشجرة عظيمة في الجنة ، والفرح والسرور ، وغيرها كثير ، وكلها أقوال محتملة في تفسيرها .

قال السندي – رحمه الله - :

" غريباً " أي : لقلة أهله ، وأصل " الغريب " : البعيد من الوطن .

" وسيعود غريباً " : قلة من يقوم به ، ويعين عليه ، وإن كان أهله كثيراً .

" للغرباء " القائمين بأمره .

و " طوبي " فُعلى من " الطيب " وتفسر بالجنة ، وبشجرة عظيمة فيها .

وفيه تنبيه على أن نصرة الإسلام والقيام بأمره يصير محتاجاً إلى التغرب عن الأوطان ، والصبر على مشاق الغربة كما كان في أول الأمر .

" شرح سنن ابن ماجه " ( شرح حديث 3986 ) .

ثانياً :

لكِ في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد جاء قومه بالنور فأبوا إلا البقاء في ظلمات الكفر والجهل ، واتهموه بأنه ساحر وكاهن ومجنون ، وصبر على دعوتهم ، ولم يملَّ من تكرارها

ونوَّع بين الدعوة الفردية والجماعية ، والدعوة السرية والعلنية ، حتى نجح نجاحاً مبهراً

وهكذا الدعاة بعده دعوا الكفار إلى الإسلام ، ودعوا العصاة إلى الطاعة

ودعوا المبتدعة إلى السنة ، فلاقى كثيرون ضنكاً وهمّاً وصعوبة ، فلم يكن ليمنعهم هذا من الاستمرار على الدعوة ، ولولا ذلك ما وصل الإسلام إلى بلدكم " جزر المالديف " ! .

فاعتبري بهؤلاء القدوات ، وافعلي فعلهم ، واصبري صبرهم ؛ لتنالي رضا الله تعالى

وما تسمعينه من لمزٍ ونسبة إلى " الوهابية " قد قاله من كان قبلهم ، ولا يزال السفهاء يرددونه مع دعاة السنَّة ، وليس ذلك بضارِّهم ولا بمُوقِفهم عن تبليغ دين الله تعالى .

ثالثاً :

ومع الصبر على هذه الدعوة ننصحك بانتقاء العقلاء من النساء ، ومن أقاربك لتبليغهم دين الله تعالى ، وتذكيرهم بحقيقة الشرائع الإسلامية

فإن الناس الذين رضوا بالانتساب إلى الدين لا يمنعهم سلوك طريق السنَّة ، لكن عندهم موانع تحول دون وصولهم إلى طريق الحق ؛ من علماء الضلالة ودعاة البدعة ، وفتن الشبهات والشهوات

وغير ذلك . وعندنا ـ نحن ـ تقصير في تبليغهم حقيقة الدين ، أو ليس عندنا طرق حكيمة في هذا التبليغ .

فعليكِ بالرفق والتؤدة والصبر ، وانتقي عقلاء القوم ، وتلطفي في توجيههم وتبليغهم ، ونوِّعي بين الشريط المسموع ، والمحاضرة المرئية ، والكتاب المقروء ، ولعلك أن تجدي من النتائج ما تسرين به .

ثالثاً :

احرصي على أن يكون منطلق هذه الدعوة بيتكم ، فابدئي مع زوجك وأبنائك لتنطلقي من هذا البيت المبارك إلى الناس جميعاً ، وتذكري أن أمَّنا " خديجة بنت خويلد " هي أول من أسلم من هذه الأمة مطلقاً

وهي أول من نصر النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة ، ودعت بناتها إلى الإسلام ، فكان بيتها أول البيوت إسلاماً ، ومنه انطلقت دعوة الخير لتعم أرجاء الأرض ، فكوني مثلها ، واقتدي بفعلها .

وفي جواب السؤال القادم

تجدين المزيد من الوصايا والنصائح فنرجو الاطلاع عليها ، وهو مغنٍ عن التكرار ها هنا .

والله الموفق


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-04, 18:23   رقم المشاركة : 213
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



كيفية التعامل مع الأهل العصاة

السؤال


ماذا تفعل المرأة إذا كانت الأسرة تعترض طريقها للإسلام (الالتزام) فهم غير ملتزمين ؟

كيف تلتزم السنة؟ هل للأخت أن تعيش بمفردها لتقترب من الله وتقطع علاقاتها الأسرية؟

وهناك شر وغيبة وفتنة ودفع لمعصية الله فهل هناك دعاء عندما نواجه هذه المواقف ؟.


الجواب


الحمد لله


نقول لهذه الأخت المسلمة جزاك الله خيرا على التزامك بالإسلام ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتك عليه وأن ييسر لك إعانة عليه .

وبالنسبة للسؤال :

عليك أولا :

أن تصبري على أذاهم ، فإن طريق الالتزام ليس سهلا ، وهو طريق الأنبياء

والمسلم لابد أن يلاقي ويواجه صعوبات في طريق التزامه

كما روى مسلم في " صحيحه " ( 2823 ) من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حُفَّت الجنة بالمكاره ، وحُفَّت النار بالشهوات "

والأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد لقوا من أقوامهم بل من أقرب الناس إليهم الأذى والمضايقة فكان جزاء صبرهم أن جعل الله العاقبة لهم .

ثانياً :

على الأخت المسلمة أن تحرص ولا تيأس من نصيحة أسرتها باللين والحكمة والموعظة الحسنة

وفي إظهار الأخلاق الحميدة وطيّب الأفعال والأقوال ومد يد العون والإحسان حتى إلى أشد الناس مضايقة لك فإن هذا له تأثير عليهم إن شاء الله ، وهو من أنجح الوسائل للدعوة إلى الله .

ثالثا :

تحاول أن تجد مساندا لها في هذا الالتزام وذلك باستمالة من هو أكثر لها مودة ومحبةً فإنه أقرب إلى الاستجابة من غيره .

رابعا :

عليك أن تتسلحي بأعظم سلاح ألا وهو الدعاء لهم بالهداية وأن يقذف الله في قلوبهم نور الالتزام وأن تكثري من ذلك في السجود وفي الأسحار في آخر الليل وغيرها من مواطن الدعاء وأن لاتستبطئي الإجابة .

خامسا :

اعلمي أنه ليست كل عزلة مفيدة ، فقد تسبب عزلة بعض من هداهم الله لأهلهم زيادة في الفجور والابتعاد عن الدين ، وقد تسبب العزلة لصاحبها ضيق في الصدر وعدم قدرة على التحمل

لذا نرى أن تصبر الأخت السائلة على أهلها بالمخالطة التي لا تؤثر على دينها وإيمانها ، وكلما كان الاعتزال داخليّاً – أي : داخل البيت –

كان أفضل ؛ لأن خروج المرأة من عند أهلها قد يسبب لها كثرة الكلام عليها ، وإطماع الناس فيها لأنها صارت معتزلة وبعيدة عمن يرعاها ويحميها .

وبقاؤك قد يكون أنفع لأهلك لأن كثيراً من المعاصي قد لا يجرؤ الأهل على عملها رعاية لخاطر أولادهم الذين هداهم الله ، فإذا ما اعتزل هؤلاء أهلَهم خلا الجو لأهلهم فارتكبوا ما يحلو لهم من المعاصي .

لذا فإن الداعية ينبغي أن يكون حكيماً فيقدِّر المصالح والمفاسد الناتجة عن الاعتزال ، فلا يقدم مصلحة يسيرة على دفع مفسدة عظيمة ، ودفع المفاسد أولى من جلب المصالح .

سادساً :

ليس هناك دعاء معيَّن لمثل هذه المواقف خيراً من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لقومه بالمغفرة والهداية .

أ. عن عبد الله بن مسعود قال : كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيّاً من الأنبياء ضربه قومه فأدموْه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .

رواه البخاري ( 3290 ) ومسلم ( 1792 ) .

قال النووي :

هذا النبي المشار إليه : من المتقدمين ، وقد جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم مثل هذا يوم أحُد . " شرح مسلم " ( 12 / 150 )

ب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن " دوْساً " عصت وأبت فادع الله عليها ، فقيل : هلكت " دوس "

قال : " اللهم اهد دوساً وائتِ بهم " . رواه البخاري ( 2779 ) ومسلم ( 2524 ) .

ج. عن أبي هريرة قال : كنتُ أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة ، فدعوتها يوماً فأسمعتْني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره

فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، قلت : يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليَّ فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اهدِ أمَّ أبي هريرة " فخرجتُ مستبشراً بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جئت فصرتُ إلى الباب فإذا هو مجافٍ فسمعتْ أمي خشف قدمي

فقالت : مكانك يا أبا هريرة ، وسمعت خضخضة الماء ، قال : فاغتسلتْ ولبستْ درعها وعجلت عن خمارها ، ففتحت الباب

ثم قالت : يا أبا هريرة : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

قال : فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح ، قال : قلت يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيراً ...

رواه مسلم ( 2491 ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-04, 18:28   رقم المشاركة : 214
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شتائم وخلافات مستمرة مع الزوج فهل تطلب الطلاق ؟

السؤال

أنا متزوجة ولي ثلاثة أطفال ، دائماً في شجار مع زوجي ويدَّعي بأنني لا أطيعه ، في بعض الأحيان وفي نهاية الشجار أتلفظ بألفاظ لا يتلفظ بها المتقون وربما قالها هو ، وفي 80 % من الحالات أشعر بأنني امرأة سيئة

وأن الملائكة تلعنني بالليل ، وأشعر بأنني يجب أن أطلب السماح حتى لو أنني لست مخطئة ، حينها أشعر بالراحة ، ولكنني أشعر بالذنب ، حين يقول عني زوجي بأنني دائماً أشتكي

ولو قلت كل ما يقوله زوجي عني لمكثت ساعات ، زوجي يبالغ ويقول بأنه يريد أن يكون هو الرجل ، فقلت له : إذاً لماذا لا نفترق كما قالت الآية . لا أشعر بالسعادة في حياتي ولا هو كذلك

أشعر بأنه ليس صادقاً مع نفسه لأنني لو كنت غير مطيعة له ودائماً أشتكي وأتصرف كالرجال فلماذا أبقاني معه حتى الآن ؟ . أرجو أن تساعدني وتنصحني لأنني لا أريد أن أغضب الله ولا أغضب زوجي

هو يقول بأنني أغضبه كل يوم ودائماً أجادل . أسأل الله المغفرة ، وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .


الجواب


الحمد لله

شرع الله عز وجل الزواجَ وامتنَّ به على الإنسان وجعله من آياته عز وجل

وأخبر أن من أعظم حكَم الزواج وجود السكن والمودة والرحمة بين الزوجين

قال الله تعالى ‏:‏ ‏ ‏وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً‏ ‏ ‏[ ‏الروم‏ /‏ 21‏ ]‏‏ .

ولا يتم ما أراده الله تعالى من الزواج إلا إذا تحقق حسن العشرة بين الزوجين‏ ، وذلك‏ بأن يؤدي كل منهما ما يجب عليه نحو الآخر‏ .‏

فيجب على الزوجة أن تطيع زوجها بالمعروف ، وأن تمكنه مما أباح الله له من الاستمتاع

وأن تقرَّ في بيتها ولا تخرج منه إلا بإذنه ، و‏لها على زوجها الكسوة والنفقة والسكنى بالمعروف ولها عليه المعاشرة بالمعروف‏

قال الله تعالى‏ :‏ ‏ ‏وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ‏ ‏ ‏[ النساء‏ /‏ 19‏] ‏‏.‏

والوصية للزوج – أولاً – أن يؤدي الذي عليه تجاه زوجته ، فإن رأى منها تقصيراً في جانب فعسى أن تكون جوانب أخرى فيها تدعوه للإبقاء عليها وعدم تطليقها

قال تعالى ‏:‏ ‏ ‏فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ‏‏ ‏[ ‏النساء‏ / 19‏ ]‏‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏" ‏لا يَفْرُك مؤمنًا مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر‏ "

‏ ‏‏رواه مسلم ( 1469 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏ ،‏ ومعنى‏ " ‏يَفْرُك‏ " : أي : يبغض‏ .‏

ونحن نرى أن الزوج قد فعل هذا ، وأنه مع ما يجده من زوجته إلا أنه يصبر على أذاها ، ولعلَّ هذا هو ما تعجبتْ منه الأخت السائلة ، وأنه لماذا لا يطلقها

فقد يرى الزوج بحكمته وعقله أنه يوجد مجال لإصلاح الزوجة وتغيير طباعها ، ويرى مفاسد تشتت الأسرة وضياع الأولاد بالطلاق أكثر من مفسدة الشجار وتطاولها عليه .

والوصية للزوجة أن تتقي الله تعالى في زوجها ، ولتعلم أنه جنتها ونارها ، فقد تدخل بسببه الجنة وقد تدخل النار ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " انظري أين أنتِ منه

أي : الزوج - فإنما هو جنتكِ وناركِ " – رواه أحمد ( 18524 )

وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 220 ) - وقد أوجب الله تعالى عليها طاعته بالمعروف

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم النساء بعظم حقه عليها وأنه لو كان آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمر الزوجة أن تسجد لزوجها – كما رواه الترمذي ( 1159 ) وحسَّنه من حديث أبي هريرة - .

فالمرأة العاقلة تؤدي الذي أوجبه الله عليها ، ولا تتعدى حدود الله عز وجل ، ومِن تعدي المرأة على زوجها : سبُّها له ، وكثرة خصامها معه

وإذا كان ثمة أولاد بينهما كان ذلك– منها – زيادة في الإثم لما في سبِّها له من تسببها في جرأة أولادها على أبيهم ، وفقدان مهابته في قلوبهم ، وهو ما يؤثر سلباً في تربيتهم .

وإذا كنتِ تعلمين من نفسكِ أنه يمكنكِ إصلاح ما أخطأتِ به فعليك بالمبادرة إلى الإصلاح ، وذلك بالاستغفار والتوبة والندم والعزم على عدم العود لمثل تلك الفعال

كما يجب عليك طلب المسامحة من زوجك ، والقيام بطاعته ومعاشرته بالمعروف

فتكسبين بذلك رضا الله ، ورضا زوجكِ ، وحسن تربية أبنائك ، وهي السعادة البيتية التي يفتقدها الكثيرون ، وحلُّها بأيديهم ، لكنهم عنها غافلون أو عن إصلاحها مستكبرون .

وإن رأيتِ من نفسك عدم القدرة على إصلاحها أو عدم النية لذلك : فإننا ننصحكِ بالفراق ، وطلب الخلع من زوجك

وعليك أن تؤدي له ما تصطلحون عليه من المهر أو أقل أو أكثر ليطلقكِ ، وهذا خير لك من التمادي في المعصية وازدياد اكتساب الإثم .

فاحرصي – بارك الله عليكِ – على إصلاح بيتكِ وإسعادِ زوجكِ وتربية أبنائك ، واحرصي على بقائك في عصمته بتحسين خلقكِ والكف عن كل ما ترينه شائناً لك ومفرِّقاً بينكِ وبين زوجكِ

ونرى في كلامكِ التحسر على ما يصدر منكِ من أفعال مخالفة للشرع ، وهذا طيب ولكنه يحتاج لتقوية وتثبيت

واحرصي على الدعاء في أوقات الإجابة أن يطهر الله تعالى قلبك وجوارحكِ ، وأن يرزقك حسن الأخلاق ، ولا تترددي بالاعتراف بأخطائك لزوجك ، وتعاهدي معه على الصلح وإصلاح نفسيكما

والكف عن الشجار والشتائم ، واحرصا على الصحبة الصالحة ، وننصحكما بأداء العمرة معاً ، وأن يكون لكما برنامج لتقوية إيمانكما وزيادة الصلة بينكما كالصيام وقراءة القرآن وسماع الأشرطة المفيدة .

ونسأل الله أن يوفقكما لما فيه خير الدنيا والآخرة .

والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-04, 18:32   رقم المشاركة : 215
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تحب ابن عمها وأبوها يرفض تزويجها له لأنه متزوج

السؤال

أنا فتاة ابلغ من العمر 16 سنة أوقفت تعليمي وقعدت بالبيت لأتعلم وظائف البيت والزوج من والدتي لمستقبلي وهذا كان بإرادتي وليس إجباريّاً. لي ابن عم يبلغ الـ 32 سنة متزوج ، يملك حسن الأخلاق والدين ووسيم وماديته عالية

, وأنا أحبه لدرجة الجنون ولكني لم أبح لأحد عن حبي له ، ابن عمي أراد زواج الثانية , ومن حظي اختارني أنا من بين كل البنات ,

وفقط حينها عرف عن حبي وأنا قلت للجميع إنني أحبه وموافقة أن أكون له زوجة ثانية , وفعلا أتى وطلبني من أبي ، ولكن أبي رفضه وقال لي : لن أزوجكِ لرجل متزوج ، أنت ما زلت صغيرة ولا تعرفين مصلحتك

ابن عمي لم يستسلم وما زال مصرّاً على الزواج مني ، ولكنه لم يعد يدخل بيتنا كالماضي , حرصاً من الكلام الزائد ولعدم إحراجي وإحراج الجميع , ولكنه يأتي عادة إلى ساحة بيوت العائلة

ويقعد في الديوان مع جدي وأعمامي , والجدير بالذكر أني أراه كل يوم ولكنه لم يكلمني أبداً. أنا ملتزمة بالدين وأعلم أن كل إنسان بالغ عاقل مسؤول عن أعماله ويحاسب عليها أمام ربه ,

وليس من حق أبي أن يحرم ما الذي أحله الله " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " .

أرجو منكم الإجابة ، والنصيحة منكم ، ماذا أفعل بدون معصية أبي ، وحتى ابن عمي ماذا يفعل ؟ .


الجواب


الحمد لله

أولاً :

الأحكام التي شرعها الله لعباده فيها الحكمة والعدل والرحمة

كما قال سبحانه :( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)

وقال :(وما جعل عليكم في الدين من حرج)

وقال: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) .

ومن ذلك : أن جعل موافقة الولي شرطاً من شروط صحة النكاح ، ولم يجعل للمرأة أن تزوج نفسها دونه .

وقد تجد بعض النساء في ذلك غضاضة وخاصة إذا كانت صغيرة أو جاهلة بأحكام وحِكَم الشرع المطهَّر ، لكن سرعان ما يتبيَّن للجميع أن ما شرعه الله تعالى هو غاية الحكمة، وذلك

– مثلاً – عندما تكبر هذه المرأة وتتزوج ويكون لها بنات وتصل إحدى بناتها إلى سن الزواج

فهل ترضى هذه الأم لابنتها أن تختار مَن تشاء مِن الرجال لتتزوجه من غير رضا والديها ؟ إن المؤمنات العاقلات ليعلمن أن هذا لو كان مشروعا لانتشربسببه الفساد والانحلال في المجتمعات ، وحاشا أن يكون هذا في شرع الله .

وكل من يفكِّر بعاطفته فهو يفكر بعقل ناقص ، ولذلك وجبت موافقة الولي

لأنه أقدر على التحري ومعرفة الصواب وتقييم الرجال من المرأة ، وكم تندمت نساء أن تزوجن برجال من غير موافقة أهلهن ، وكم من بيوت تهدمت جراء التعدي على حكم الله في هذا الباب .

وفي الوقت نفسه : لم تُجِز الشريعة للأولياء التحكم التعسفي ببناتهم

وقد حرَّم الله تعالى عليهم عضل بناتهم ومنعهن من التزوج ، لكن هذا التحريم هو في حال تقدم الكفء والموثوق في دينه وخلقه ، أما إن جاء من ليس كذلك ورفضه الأب ، فهو مأجور على رفضه .

وليس للأب أن يجبر ابنته على من لا ترغب بنكاحه ، وإذا فعل الأب ذلك كان آثماً ، وللمرأة أن تطالب بفسخ النكاح إن ثبت ذلك الإجبار .

سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين – رحمه الله - :

تعلمون - حفظكم الله - أن النساء ناقصات عقل ودين ، وهنا تعرض مسألة وهي أن المرأة إذا اختارت رجلا غير صالح ، وكان الرجل الذي اختاره والدها رجلا صالحا ، فهل يؤخذ برأيها أم تجبر على من أن أراد والدها ؟ .

فأجاب :

أما جبرها على من أراد والدها : فإنه لا يجوز حتى وإن كان صالحا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تنكح البكر حتى تستأذن ، ولا تنكح الأيم حتى تستأمر " ، وفي لفظ لمسلم : " والبكر يستأذنها أبوها في نفسها " .

وأما تزوجيها بمن لا يرضى دينه ولا خلقه : فلا يجوز أيضا ، وعلى وليها أن يمنعها وأن يقول لا أزوجك من هذا الرجل الذي تريدينه إذا كان غير صالح .

فإن قال قائل : لو أصرت المرأة على أن لا تتزوج إلا هذا الرجل .

فالجواب : أنا لا نزوجها به وليس علينا من إثمها شيء ، نعم لو أن الإنسان خاف مفسدة وهو أن يحصل بينها وبين هذا الخاطب فتنة تنافي العفة ، وليس في الرجل شي يمنع من تزويجها به شرعا

فهنا نزوجها به درءاً للمفسدة .

" مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة " ( ص 42 ) .

ثانياً :

يجب على الأب أن يحسن اختيار الزوج الصالح لابنته ، ويجوز له أن يرد الخاطب لكونه متزوجاً ، حتى لو كان قادراً على العدل ؛ وهذا الأمر ليس فيه ما يوجب الإثم على الولي

لأن للولي أن يشترط على الزوج أن لا يتزوج على ابنته ، فهو شرط مباح – على الصحيح

خاصة أن الكثير ممن يعدِّد ليس عنده من المقومات ما تقوم به بيوته على العدل والمحبة وحسن التربية

وقد جاء في سنن النسائي ( 3221 ) أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما خطبا فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنها صغيرة " ، فخطبها عليٌّ فزوَّجها منه .

وبه يعرف أنه يمكن رد صاحب الخلق والدين إن كان يرى الولي أن ابنته لا تناسبه ، أو أنه لا يستطيع العدل بينها وبين زوجاته ، والمحذور هو رد صاحب الخلق والدين والقبول بالفسقة أزواجاً لمن ولاهم الله تعالى أمرهن .

وليس لكِ أن تخالفي شرع الله تعالى في التزوج بغير ولي ، وهو نكاح باطل إن حصل .

وقد تعجبنا من وصفكِ نفسك في آخر السؤال أنك " ملتزمة بالدين " وقولك في أول السؤال إنك تحبينه لدرجة الجنون ! والواقع من الملتزمين والملتزمات ليس هذا ، فقد يحب الرجل امرأة والعكس

لكن لا يصل الحب لهذه الدرجة إلا مع ضعف الإيمان والتدين ؛ ولا ينبغي أن يتعدى هذا الأمر درجة الإعجاب والرغبة في النكاح

فإن حصل فخير ، وإلا فلا يجوز أن ينشغل الطرفان بهذا الأمر حتى يغطي على العقل والتفكير السليم ، والقصص المؤلمة في الحب الجنوني كثيرة أدت بأصحابها إلى جنون العقل

أو الوقوع في الفاحشة ، أو ترك الدين لأجل الدخول في دين معشوقته ، ونحن نربأُ بك عن هذا كله .

فاصبري حتى يفرج الله الأمر ، واستمعي لكلام أهلك ، ولا تخالفيهم ، وعليك بالإكثار من التزود بالإيمان والتقوى ، وإعمار قلبكِ بالحب لله ولدينه وللطاعة ،

واسألي الله تعالى أن ييسر لك زوجاً صالحاً ، وتذكري بأنه سيكون لك – إن شاء الله – بنات فلا ترضي لنفسك ما لا ترضينه لهم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-04, 18:35   رقم المشاركة : 216
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ترك صلاة الجماعة في الشركة تجنبا لأذى الموظفين

السؤال

أعمل موظفا في شركة ، وصل أذى عمالها لي إلى حد اتهامي بالكبائر والنفاق ، وأصبح سبي وسب أهلي شيئا محببا لهم

فما حكم ترك صلاة الجماعة معهم ، وما حكم ترك العمل لهذا السبب ، مع العلم أنه يصعب إيجاد عمل آخر ؟


الجواب

الحمد لله

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفيك شرار الخلق ، وأن يكف عنك الظلم والأذى .

ثم نوصيك أخانا السائل بالحكمة في الحل ، والحكمة لا تكون إلا مع التأني والتروي ، وليس بالعجلة والتسرع ، وذلك لتأخذ فرصتك في تقليب الأمر ومشورة أهل الفضل والرأي مِن حولك .

والذي نراه لك أمران :

أولا : فيما يتعلق بالصلاة : فليس ما ذكرته عذرا لترك صلاة الجماعة معهم ؛ فإن من أصول أهل السنة : حضور صلاة الجماعة خلف كل بر وفاجر ، إلا إن كانت تتيسر لك جماعة أخرى أمثل منهم

فلا بأس أن تصلي مع الجماعة الفاضلة ، وأما أن تترك صلاة الجماعة لتصلي وحدك ، فهذا لا يجوز لك ، ثم إن لن يحل من مشكلتك شيئا ، لأنك سوف تبقى تلتقي بهم في عملك ، وذهابك ومجيئك .

ثانيا : أما أذاهم لك ، فاستعن ـ أولا ـ بمولاك : أن يكف عنك شرهم وكيدهم وأذاهم ، وأن يسلمك منهم .

ثم إن كان لك رئيس ، أو كان عندك ذو سلطان تستعين به في كف شرهم عنك ، فافعل .

فإن لم يكن عندك من يدفع عنك الأذى ، وكان لعملك مقر آخر ، فاطلب نقلك إليه ، فما ينبغي للمسلم أن يبقى في مكان تنتهك فيه حرمته ، ويتعرض فيه للأذى ، وهو لا يستطيع الدفع عن نفسه .

عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ قَالَ يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ ) .

رواه الترمذي (2254) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

على أنه ينبغي لك أن تدبر لك عملا آخر ، تنفق منه على نفسك وعيالك قبل أن تترك عملك هذا فعلا .

واعلم أن الله سبحانه وتعالى ناصر المظلومين ، ومجير المستضعفين ، فالجأ إليه سبحانه ، واسأله دائما العصمة من الأذى والحفظ من الضرر ، وأن يظهر الحق ويذب عن عرضك

ولتعز نفسك بمن قبلك من المؤمنين الذين اتهموا بالباطل في دينهم وعرضهم ، وأولهم الأنبياء

ثم الصحابة والصالحون ، حتى تجرأ بعضهم على اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فأنزل الله براءتها من عنده في آيات تتلى إلى يوم القيامة .

وليحذر أولئك الذين يقعون في أعراض المسلمين ويأكلون لحومهم سخطَ الله ومقته وعقابه

فهو سبحانه يمهل ولا يهمل

يقول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) الأحزاب/58

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ ، فَقَالَ :

( يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ .

قَالَ : وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى البَيْتِ أَوْ إِلَى الكَعْبَةِ فَقَالَ : مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ ، وَالمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللهِ مِنْكِ )

رواه الترمذي (2032) وقال حسن غريب . وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"

والحاصل أنه ينبغي لك المحافظة على صلاة الجماعة ، مع اعتزال من يتهمونك بالباطل

فإن لم تستطع الجمع بينهما ، وبلغ بك من الأذى الشيء الكثير ، جاز لك ترك صلاة الجماعة معهم ، إن كان ينفعك ذلك في دفع الأذى عن نفسك ، أو تقليله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-04, 18:52   رقم المشاركة : 217
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

تزعم أن زوجها ملتزم وقد اعترف لها بأنه يزني ! فماذا تفعل؟

السؤال

أنا سيدة متزوجة منذ 16 سنة ، ولدي 3 أطفال ، زوجي يصلي الصلاة في أوقاتها ، ويقوم لصلاة الفجر ، ويقرأ القرآن ، ويصوم التطوع ، باختصار : تصرفاته تبين لي أنه رجل ملتزم

وأنا أثق فيه ثقة عمياء ، نكوِّن بيتاً يضرب به المثل في التفاهم والتعاون ، وفجأة تأتيني صاعقة ، وهو أنه زاني من الدرجة الأولى ! وأنه حاول عدة مرات مع الخادمة عندنا في البيت

ولكنها كانت ترفض ، وحاول مع صديقات أختي عندما نذهب إلى بيت الوالدين ، وكانت له علاقة مع سيدة متزوجة ، وزوجها بأرض المهجر

وكل هذه الأخبار صحيحة لأنه اعترف . أنا لا أعرف كيف أتصرف ، ولكني أصبحت أكرهه ، ولا أتصور أنني سأقدر على العيش معه ، أفكر كثيراً في الطلاق ، ولكن أولادي ، ماذا أفعل ؟

. ملحوظة : أنا مالكة البيت ، والسيارة ، ولي راتب شهري لا بأس به ، ملتزمة أكثر منه ، لا أستمع للموسيقى ، وكنت أمنعه كذلك ، ومتحجبة ، وأوقظ أولادي - 14 و 11 سنة - لصلاة الفجر

ولله الحمد ، ولا نتفرج إلا على القنوات الإسلامية ، والحمد لله ، ونحن بيت ملتزم على قدر المستطاع ، وما فعلته هو أني طردته من المنزل ، وأخذت السيارة

وأريد أن أعرف التصرف الذي يرضي الله عز وجل في هذا الموقف ، لقد سبق لي أن أرسلت سؤالاً ، ولم أتوصل بالجواب ، وهو يتعلق بمنزلي لأنني اشتريته بقرض ربوي

ولم أكن وقتها على علم بحرمته ، فالمدة المتبقية لاستكمال القرض هي 7 سنوات ، هل يجب أن أبيعه وأكتفي بكراء منزل آخر ، أو ماذا ، خصوصا وأنا في هذه الظروف ؟ .


الجواب


الحمد لله

أولاً :

فتنة النساء هي أضر فتنة على الرجال ، وهي أول فتنة كانت لبني إسرائيل ، لذا فإن الشريعة المطهرة قد جاءت أحكامها واضحة وصريحة في تحريم الخلوة بالنساء الأجنبيات

وتحريم النظر إليهن ، وتحريم مصافحتهن ، والاختلاط بهنَّ

وغير ذلك من الخطوات التي تؤدي بالمسلم للوقوع في فاحشة الزنا ، ومن تجرأ على شرع الله فأطلق لنفسه العنان في أن تفعل ما تشتهي وتهوى وقع على أم رأسه ، وقادته الخطوة إلى أختها ، حتى تصل به إلى الهاوية .

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ) . رواه البخاري ( 4808 ) ومسلم ( 2740 ) .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) رواه مسلم ( 2742 ) .

وعلى الزوجة التي تعلم من زوجها وقوعه فيما حرَّم الله مع النساء الأجنبيات أن تسارع إلى تذكيره بتقوى الله ، وأن تخوفه من أليم عذابه

وأن تقطع الطريق على الشيطان أن يقوده إلى الرذائل والفواحش ، وأن تبحث عن الأسباب التي أدَّت به إلى الوقوع في هذه المحرمات فتعالجها

فلا تبق خادمة في بيتها ، ولا تمكنه من النظر إلى صاحباتها ، أو الخلوة بهن ، أو الحديث معهن ، كما عليها أن تبحث في نفسها فقد تكون مقصرة في حقه في الفراش ، ولا تشبع رغبته بسبب عملها

أو انشغالها ، وهذا كله لا يعني أنه يحل له ما فعله – إن ثبت عنه – فالزنا من كبائر الذنوب ، وهو متزوج ، وعقوبته الرجم حتى الموت

وإنما نريد علاج واقع أمامنا ، وليس هناك من يعين الأمة على حفظ أعراضها من قوانين وأنظمة وأحوال

بل كل ما في الدنيا يصب في تأجيج الشهوة ، وإطلاق العنان لأهلها لتفريغها حيث شاءوا ، ونظرة إلى الفضائيات ، وعامة وسائل الإعلام تعرِّف الجاهل صدق قولنا .

ومن المهم أن تنظري في جواب السؤال القادم ففيه بيان كيف تتعامل الزوجة مع زوج يشاهد الأفلام الجنسية ولا يُعطيها حقّها .

ثالثاً :

اتخاذ خادمات في البيوت له مفاسد لم تعد تخفى على أحد ، وكم تسبب وجود الخادمات في كثير من المشكلات في بيوت المسلمين ، ووقع كثيرون في المعاصي الصغيرة والكبيرة بسبب ذلك .

ويرجى النظر في جواب السؤال رقم ( 26282 ) ففيه زيادة بيان حول مفاسد إحضار الخادمات ، وشروط جواز ذلك .

رابعاً :

الذي ننصحك به تجاه زوجك بعد أن اعترف لك أنه وقع في الزنا :

1. أن تعظيه ، وتخوفيه بالله تعالى أن يتوب ويستغفر ويندم على ما فات من فعاله القبيحة .

2. فإن لم يستجب لهذا ، ولم يكف عن ملاحقة النساء ، ويترك الزنا : فاطلبي الطلاق منه ، فإن لم يرض به : فارفعي أمرك للقضاء ليتم تطليقك منه

فإن لم يتم هذا الفراق إلا بالخلع : فخالعيه ، وادفعي ما يطلبه للفكاك منه ، وتخليص نفسك من سوئه وشرِّه
.
واعلمي أن خطر الزوج الزاني لا يلتصق به وحده ، بل يتعداه إلى أولاده

وإليك أنتِ ! إلى أولاده بسكوته عما يفعلونه من محرمات ومنكرات ، وقد يكون بإشراكهم في أفعاله القبيحة ، ويتعداه إليكِ أنتِ بما يمكن أن يؤثر زناه على حالك .

فقد يتلاعب الشيطان بالمرأة ويزين لها أن تقع في الحرام هي الأخرى مغايظةً لزوجها ، ومقابلة له على فعله .
فإن هي استجابت للشيطان في ذلك فقد خسرت خسراناً مبيناً .

وانظري كلاماً لشيخ الإسلام رحمه الله في ذلك في "مجموع الفتاوى" (32/120، 121) .

وخلاصة القول : إما أن يتوب توبة صادقة ، وإما أن تسعي لمفارقته ، بطلاق ، أو خلع .

واستعيني بالله تعالى دعاءً ، وتضرعاً لهدايته أو التخلص منه ، واستعيني بعقلاء أقاربك لتخليصك منه إن لم يتب من ذنبه

وإياكِ أن تجعلي أولادكِ مانعاً من فراقه ، فبفراقه تحافظين عليهم ، وتحمينهم من سوئه وشرِّه ، وبفراقه تستطيعين تربيتهم بعيداً عن مكامن الشر ودواعي الفتنة .

خامساً :

وأما بخصوص بيتك الذي اشتريتيه بقرضٍ ربوي : فكلما تعجلت في سداد هذا القرض والتخلص منه فهو الأولى

ولكن لا يجب عليك ذلك ، فلا يلزمك بيع الشقة لتعجيل سداد القرض ، وتكفيك التوبة والندم على ما فات والعزم على عدم العودة إلى ذلك .

وانظري جواب السؤالين الثاني والثالث القادمين

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-08, 19:02   رقم المشاركة : 218
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



دخل بزوجته فوجدها ثيباً

السؤال

لقد تزوجتُ على أساس أنها بكر ، فدخلتُ بها ووجدتها ثيباً ، فطلقتُها ، وأخذت منهم المهر الذي أعطيتهم إياه ، مع العلم أنها أقرَّت في تلك الليلة أن أباها وأمها يعلمون هذا ، ويريدون أن يدلسوا عليَّ لعله لن ينتبه لذلك

وأقرت بأن زوج خالتها هو الذي فعل بها تلك الفعلة الشنيعة ، وهو الذي توسط لنا بينهم . هل عليَّ شيء في هذا ؟
.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

لا شك أن فاحشة الزنا من أعظم الفواحش التي جاءت الشريعة الإسلامية بالتحذير منها ، وقد شرع الله تعالى أحكاماً كثيرة ليُحال دون الوصول إلى تلك الفاحشة ، فحرَّم النظر إلى الأجنبيات ، ومسهن

والخلوة بهن ، وحرَّم سفر المرأة وحدها ، وغير ذلك مما يقطع الطريق على الشيطان أن يزيِّن تلك الفاحشة لأحدٍ من المسلمين

ثم شرع الله تعالى حدوداً عظيمة بحق مرتكب هذه الفاحشة ، فشرع الجلد مائة جلدة للزاني والزانية غير المحصنين ، وشرع الرجم بالحجارة حتى الموت لمن أُحصن منهما .

ثانياً :

أما بخصوص كتمان الزوجة وأهلها لذهاب بكارتها : فهو غير مخالف للشرع

لأن الله تعالى يحب السِّتر ، ويجازي خيراً عليه ، ولا يلزم الزوجة أن تخبر زوجها بذهاب بكارتها إن كانت قد فقدتها بوثبة أو حيضة شديدة أو بزنا تابت منه .

وهذه بعض فتاوى لعلماء اللجنة الدائمة ، والشيخ ابن باز رحمه الله في هذه المسألة :

1. سئل علماء اللجنة الدائمة :

مسلمة تعرضت لحادثة في الصغر فقد منها غشاء البكارة ، وقد تم عقد زواجها ، ولم يتم البناء بعد ، وحالة أخرى تعرضت لنفس الحادث ، والآن يتقدم لها إخوة ملتزمون للخطبة والزواج

وهما في حيرة من أمرهما ، أيهما أفضل : المتزوجة تخبر زوجها قبل البناء ، أو تكتم هذا الخبر ، والتي لم تتزوج بعد هل تستر هذا الأمر خشية أن ينتشر عنها ويظن بها سوء ، وهذا كان في الصغر

، وكانت غير مكلفة ، أم هذا يعتبر من الغش والخيانة ، هل تخبر من تقدم إليها أم لا لأجل العقد ؟ .

فأجابوا :

لا مانع شرعا من الكتمان ، ثم إذا سألها بعد الدخول أخبرته بالحقيقة .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 19 / 5 ) .

2. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

فإذا ادَّعت أنَّها زالت البكارة في أمر غير الفاحشة : فلا حرج عليه ، أو بالفاحشة ولكنها ذكرت له أنها مغصوبة ومكرهة : فإن هذا لا يضره أيضاً

إذا كانت قد مضى عليها حيضة بعد الحادث ، أو ذكرت أنها تابت وندمت ، وأن هذا فعلته في حال سفهها وجهلها ثم تابت وندمت : فإنه لا يضره

ولا ينبغي أن يشيع ذلك ، بل ينبغي أن يستر عليها ، فإن غلب على ظنه صدقها واستقامتها : أبقاها ، وإلا طلقها مع الستر ، وعدم إظهار ما يسبب الفتنة والشرّ .

" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 20 / 286 ، 287 ) .

ثالثاً :

إذا اشترط الزوج أن تكون الزوجة بكراً وبانت بخلاف ذلك فله الحق في فسخ العقد

فإن كان ذلك قبل الدخول فلا شيء لها من المهر ، وإن كان بعد الدخول ، فإن كانت هي التي خدعته ردَّت إليه المهر ، وإن كان الذي خدعه هو وليها أو غيره دفع المهر للزوج .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

لو شرط أحد الزوجين في الآخر صفةً مقصودة ، كالمال ، والجمال ، والبكارة ، ونحو ذلك : صح ذلك ، وملك المشترِط الفسخ عند فواته في أصح الروايتين عن أحمد

وأصح وجهي الشافعي ، وظاهر مذهب مالك ، والرواية الأخرى : لا يملك الفسخ إلا في شرط الحرية والدِّين .

" مجموع الفتاوى " ( 29 / 175 ) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

إذا اشترط السلامة ، أو شرط الجمال : فبانت شوهاء ، أو شرطها شابة حديثة السن : فبانت عجوزاً شمطاء ، أو شرطها بيضاء : فبانت سوداء ، أو بكراً : فبانت ثيِّباً : فله الفسخ في ذلك كله .

فإن كان قبل الدخول : فلا مهر لها ، وإن كان بعده : فلها المهر ، وهو غُرم على وليِّها إن كان غرَّه

وإن كانت هي الغارَّة سقط مهرها ، أو رجع عليها به إن كانت قبضته ، ونص على هذا أحمد في إحدى الروايتين عنه ، وهو أقيسهما ، وأولاهما بأصوله فيما إذا كان الزوج هو المشترِط .

" زاد المعاد " ( 5 / 184 ، 185 ) .

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

إذا زالت بكارة المرأة بوطء مشروع أو غير مشروع ، فما الحكم الشرعي إذا عَقَدَ رجلٌ عليها في حالتين :

الحالة الأولى : إذا اشترط البكارة .

والحالة الثانية : إذا لم يشترط البكارة ، فهل له حق الفسخ أم لا ؟ .

فأجاب :

المعروف عند الفقهاء : أن الإنسان إذا تزوج امرأة على أنها بكر ، ولم يشترط أن تكون بكراً :

فإنه لا خيار له ؛ وذلك لأن البكارة قد تزول بعبث المرأة بنفسها ، أو بقفزة قوية تُمَزِّق البكارة ، أو بإكراه على زنا ، فما دام هذا الاحتمال وارداً : فإنه لا فسخ للرجل إذا وجدها غير بكر .

أما إذا اشترط أن تكون بكراً : فإن وجدها غير بكر : فله الخيار .

" لقاءات الباب المفتوح " ( 67 / السؤال رقم 13 ) .

وعلى هذا ؛ فإذا كنت اشترطت عليهم أن تكون بكراً ، فلك الحق في استرداد المهر .

أما إذا كنت لم تشترط ذلك ، فلك أن تطلقها إن شئت إذا لم تطب نفسك بالعيش معها ، ولكن لا حق لك في المهر .
والنصيحة أن تبقيها وتستر عليها إن كانت قد تابت توبة نصوحا واستقامت .

والله أعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-08-08 في 19:03.
رد مع اقتباس
قديم 2019-08-08, 19:09   رقم المشاركة : 219
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا تزور أخاها ولا ابنة عمها خشية الأذى منهما فهل هذا من قطيعة الرحم؟

السؤال

سؤالي عن صلة الرحم لي أخ أكبر مني أخاف منه لأنه يحاول التحرش بي ولم يستطع ، وتحرش بأختي الصغرى ، والآن أخاف على ابنتي البالغة من العمر 14 سنة ، لذلك لا أزوره في بيته أبداً ، وهو متزوج

ولا أختلي به ، ولا أدع ابنتي تختلي به ، صلة رحمي معه هو سلامي عليه حين زيارته لمنزلنا ، وعندما أصادفه في بيت أحد من إخواني ، وأنا مطلقة وأعيش في منزل والدي ، فهل أكون بذلك وصلت رحمي معه ولم أقطعه ؟

لأني لا أريد الذهاب لمنزله . ولي ابنة عم شقيق لوالدي ولا أزورها لأني أتأذى منها ، ولكن أسلم عليها في الاجتماعات العائلية والمناسبات ، فهل وصلت رحمي ؟ وهل هي من رحمي ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

ما ذكرته من تحرش أخيك بك وبأختك الصغرى ، أمر تقشعر منه الأبدان ، وتنفر منه النفوس ، لما فيه من مخالفة الفطرة ، والارتكاس إلى عالم البهيمية بل أضل ؛ إذ كثير من البهائم لا تفعل هذا ولا تقبله
.
وقد أحسنت وأصبت في عدم زيارتك له وعدم اختلائك به ، ومنع ابنتك من الخلوة به

لأنه شخص غير مؤتمن .

وما ذكرت من السلام عليه عند لقائه ، كافٍ في صلة رحم أمثاله من أهل الشذوذ والانحراف ، نسأل الله العافية .

ثانياً :

ابنة عمك من جملة الأرحام الذين ينبغي صلتهم والإحسان إليهم ، وبذل المودة لهم ، لكن هل هي من الرحم التي يجب صلتها أو لا ؟ خلاف بين الفقهاء ، وبيان ذلك أن الرحم نوعان : رحم مَحْرَم ، ورحم غير مَحْرَم .

وضابط الرحم المَحرَم : كل شخصين لو كان أحدهما ذكرا والآخر أنثى لم يجز لهما أن يتناكحا ، كالآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأجداد والجدات وإن علوا

والأولاد وأولادهم وإن سفلوا ، والأعمام والعمات ، والأخوال والخالات .

وأما أولاد الأعمام والعمات والأخوال والخالات ، فليسوا من الرحم المَحرَم ، لجواز التناكح بينهم .

والرحم غير المَحرَم : ما عدا ذلك من الأقارب ، كبنت عمك وعمتك، وابن عمك وعمتك ، وابن خالك ، وبنت خالك ، وهكذا .
وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن الرحم التي يجب صلتها : هي الرحم المحرم فقط

وأما غير المَحْرَم ، فتستحب صلتها ولا تجب ، وهذا قول للحنفية ، وغير المشهور عند المالكية ، وقول أبي الخطاب من الحنابلة ، وحجتهم أنها لو وجبت لجميع الأقارب لوجب صلة جميع بني آدم

وذلك متعذر ، فلم يكن بد من ضبط ذلك بقرابة تجب صلتها وإكرامها ويحرم قطعها , وتلك قرابة الرحم المحرم .

والقول الثاني في المسألة : أنه يجب صلة الرحم كلها ، لا فرق بين المحرَم وغيره

" وهو قول للحنفية , والمشهور عند المالكية , وهو نص أحمد , وهو ما يفهم من إطلاق الشافعية , فلم يخصصها أحد منهم بالرحم المحرم "

. "الموسوعة الفقهية الكويتية" (3/83) .

وينظر : "غذاء الألباب" للسفاريني (1/354)

"بريقة محمودية" (4/153) .

قال في "سبل السلام" (2/628) :

" واعلم أنه اختلف العلماء في حد الرحم التي تجب صلتها فقيل : هي الرحم التي يحرم النكاح بينهما بحيث لو كان أحدهما ذكرا حرم على الآخر .

فعلى هذا لا يدخل أولاد الأعمام ولا أولاد الأخوال . واحتج هذا القائل بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها في النكاح لما يؤدي إليه من التقاطع .

وقيل : هو من كان متصلا بميراث ، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : (ثم أدناك أدناك).

وقيل : من كان بينه وبين الآخر قرابة سواء كان يرثه أو لا .

ثم صلة الرحم كما قال القاضي عياض : درجات بعضها أرفع من بعض ، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام , ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة

فمنها واجب ومنها مستحب ، فلو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لم يسم قاطعا ، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له ، لم يسم واصلا .

وقال القرطبي : الرحم التي توصل الرحم عامة وخاصة ، فالعامة رحم الدِّين , وتجب صلتها بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة .

والرحم الخاصة تزيد بالنفقة على القريب وتفقِّد حاله والتغافلِ عن زلته " انتهى .

وسواء كانت ابنة العم من الرحم التي يجب صلتها ، أو كانت من الرحم التي يستحب صلتها فقط

فإن كان يلحقك الأذى بمخالطتها وزيارتها، واقتصرت على السلام عليها في الاجتماعات العائلية والمناسبات ، فلا حرج عليك ، ولا تعدين بذلك قاطعة للرحم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-08, 19:17   رقم المشاركة : 220
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وسائل إزالة الغموم والهموم وضيق الصدور، ووصايا لبناء الشخصية والثقة في النفس

السؤال

نشأت في بيئة محطمة ، بين والداي ، حيث كبرت ولم يعطوني من حنان الوالدين شيئاً ، وأسلوبهم بالتربية معي كان قاسياً ومحطماً ، والآن ليس لدي طموح

وأشعر بضيقة صدر غالباً ، والتفاؤل عندي ضعيف جدّاً ، وكلما حاولت أن أبني لي طموحاً ، وأتفاءل يتراجع وينهدم ، فكيف أبني فيَّ التفاؤل وأثبته كي لا يتراجع ؟

وكيف أعيد الثقة في نفسي ؟

وكيف أُذهب عني ضيقة الصدر التي أعاني منها كثيراً ، مع العلم أني حافظ لكتاب الله ؟

فكيف أوظف هذا الحفظ لأبني نفسي ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يفرِّج كربك ، وأن يمتعك متاعاً حسناً ، وأن يحبِّب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ، وأن يكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان .

وبما أنك من حفظة كتاب الله تعالى فإن الخطب سهل ، وأنت تملك مفتاح حلول مشكلات العالَم بأسره ، ولن يعجزك حل ما أنت فيه من كرب ، وجلاء ما بك من هم .

وسيكون حديثنا معك في مسألتين : الأولى : علاج الهموم ، وضيق الصدر ، والثانية : بناء التفاؤل ، والثقة بالنفس
.
ثانياً :

أما علاج ضيق الصدر ، وإزالة الغموم والهموم فلا حل لهذه المعاناة إلا باللجوء إلى الأدوية الربانية الشرعية ، ولا يزال المسلم يبتلى من ربه تعالى بالهم ، والغم ، والحزَن ، والمؤمن العاقل هو من يعلم أن في هذا التقدير أحد أمرين :

الأول : أن يكون ذلك عقوبة على معاصٍ يرتكبها ، وآثام يفعلها ، وإنما يقدِّر الله تعالى عليه ذلك حتى يرجع ، ويتوب ، ويدع ما هو فيه من فعل للسيئات ، وتركٍ للواجبات .

والثاني : أن يكون ذلك ابتلاءً لرفع الدرجات ، وتكفير السيئات ، وليس أمام المؤمن ما يفعله هنا إلا الصبر ، والاحتساب ، والحرص على إزالة تلك الهموم والغموم بمزيد من الطاعة ، وكثير من العمل الصالح .

ولن نطيل معك في هذا الباب ، فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله وسائل كثيرة يمكن للمؤمن أن يستعين بها لحياة قلب سعيدة

وسعادة نفس فسيحة

وقد جمع الشيخ رحمه الله هذه الوسائل في رسالة لطيفة سمَّاها " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة "

وقد قال في مقدمتها :

" فإنَّ راحة القلب ، وطمأنينته ، وسروره ، وزوال همومه ، وغمومه : هو المطلب لكل أحدٍ ، وبه تحصل الحياة الطيبة ، ويتم السرور ، والابتهاج ، ولذلك أسباب دينية ، وأسباب طبيعية

وأسباب عملية ، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين ، وأما من سواهم : فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب ، يجاهد عقلاؤهم عليه : فاتتهم من وجوه أنفع ، وأثبت ، وأحسن حالاً ، ومآلاً .

ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلى ، الذي يسعى له كل أحدٍ .

فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة ، وحيى حياة طيبة ، ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء ، وحيي حياة التعساء ، ومنهم من هو بيْن بيْن

بحسب ما وفق له ، والله الموفِّق ، المستعان به على كل خيرٍ ، وعلى دفع كل شر " .

ثالثاً :

أما بخصوص بناء الثقة ، والتفاؤل في هذه الحياة : فمثلك من حفظة كتاب الله هو من ينبغي أن يدل الناس على ما يفعلونه من أجل ذلك ، ففي صدرك الشفاء

وبين يديك العلاج ، لا لهذه الأدواء فقط ، بل لكل أدواء الدنيا ، فكتاب الله تعالى ليس للمسلمين فحسب ، بل هو هدى للناس ، ودلالة للعالَمين .

وقد جاء في السنَّة النبوية ما يبين بجلاء أن الإسلام راعى جانب غرس الثقة في نفوس أهل الإسلام منذ الصغر ، وربَّاهم على الرجولة ، وبناء الشخصية منذ نعومة أظفارهم ، ونضرب لذلك مثلين :

الأول :

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ : أُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فَشَرِبَ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ

هُوَ أَحْدَثُ الْقَوْمِ ، وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ قَالَ : (يَا غُلاَمُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِىَ الأَشْيَاخَ ؟) ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِنَصِيبِى مِنْكَ أَحَداً يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ . رواه البخاري (2237) ومسلم (2030) .

فالغلام هنا – وهو ابن عباس – صاحب حق في أن يشرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم

لأنه عن يمينه ، فاستأذنه النبي صلى الله عليه وسلم في أن يؤثر بنصيبه غيره ، فلم يأذن ! لأنه صاحب قرار ، والحق له ، فقرَّر أن لا يؤثر أحداً على نصيبه ، وهذا لا شك مما يسهم في بناء شخصية الطفل ، ويغرس فيه الثقة .

والثاني :

عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ ، فَنَسْأَلُهُمْ : مَا لِلنَّاسِ ؟! مَا لِلنَّاسِ ؟! مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟

فَيَقُولُونَ : يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ ، أَوْ : أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا ، فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ وَكَأَنَّمَا يُقَرُّ فِي صَدْرِي ، وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمْ الْفَتْحَ

فَيَقُولُونَ : اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ

فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا ، فَقَالَ : صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا ، وَصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا ، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا

فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنْ الرُّكْبَانِ فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ - أَوْ سَبْعِ سِنِينَ - . رواه البخاري (4051) .

وهذه غرس للثقة عظيم في نفس ذلك الطفل ، وتلك تربية عظيمة في الإسلام لأولئك النشء الذين سيكونون في المستقبل بناة لهذا الدين ، ودعاة لهذا الحق .

ونحن – أخي السائل – نشعر معك بالأسى ، والحزن ، والهم والغم ، والذي أصابك بسبب ما فعله أهلك ، لكن هذا ليس هو نهاية الأمر

بل هي كانت البداية ، وكانت بداية سيئة ، ويحتاج الأمر إلى تقويم ، ومعالجة ، وهذا ما ستفعله أنت

مستعيناً بالله تعالى ، متوكلا عليه وحده لا شريك له ، وفي صدرك كتاب الله ، فلن تجد الأمر إلا سهلاً يسيراً ، وسنذكر لك بعض النصائح والوصايا ، ونرجو أن تكون لك نافعة ، ونرجو أن يكون منك تطبيق لما نقوله لك .

1. احرص على تثبيت الإيمان في قلبك ؛ فإن القلب الذي يعمر بالإيمان الثابت فيه من القوة ما يحطم كل ماضٍ أليم ، وشر مستطير ، ويتحطم على هذا القلب القوي الثابت كل ضلال مبين .

2. ابذل من وقتك ما تتعلم به العلم الشرعي النافع ، وانظر لشخصية العلماء كيف هي قوية متينة ، وانظر لطموحهم في طلب العلم كيف هو عالٍ كبير ، فبالعلم تستطيع بناء الثقة في نفسك

وتكون به طموحاً لأن تكون في مصاف العلماء .

ولا تنس العمل بالعلم ، ولا خير فيمن يعلم ولا يعمل ، بل علمه سيكون حجة عليه ، والعلماء العاملون من أكثر الناس انشراحاً للصدور

ومن أكثر الناس طموحاً ، فهم يحرصون أشد الحرص على تعليم الناس ، ودعوتهم ، وإيصال الإسلام إلى أقاصي الدنيا
.
3. لا تنشغل بماضيك الأليم ، ومزِّق ورقته ، وتقدَّم للأمام ، ولا تنظر إلى الوراء

وكل ذلك نافعك إن شاء الله ، وفي عكسه الضرر والألَم ، فما فات لن ينفعك تذكره ، ولا العيش على آلامه ، بل اجعله دافعاً لك لأن تعوضه بالأمل ، والطموح

والحياة الجديدة السعيدة ، واجعله عبرة لك أن تسلك الطريق ذاته مع أولادك .

4. اغفر لوالديك صنيعهم معك ، وتجاوز عن أخطائهم في حقك ، ولا بدَّ من هذا حتى يكون قلبك أبيض كالثلج

وحتى لا تجعل للشيطان طريقاً إلى قلبك ليبغضك بهم ، وقدِّر حالهم من الضعف ، والجهل ، حتى تجد لهم أعذاراً في فعل ما فعلوه .

واعلم أن الله تعالى أمر ببر والديك والإحسان إليهما ، حتى وإن جاهداك على أن تشرك بالله تعالى .

قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان / 14 ، 15 .

قال ابن كثير رحمه الله :

أي : إن حَرَصَا عليك كل الحرص على أن تتابعهما على دينهما ، فلا تقبل منهما ذلك ، ولا يمنعنَّك ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفاً ، أي : محسنًا إليهما .

( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) يعني : المؤمنين .

" تفسير ابن كثير " ( 6 / 337 ) .

5. لا تقارن نفسك بمن هم أحسن منك حالاً ، حتى لا تزدري نعمة الله عليك ، وانظر لمن هم دونك ؛ حتى تعلم عظيم فضل الله عليك .

6. اقرأ سيرة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، واتخذه لك قدوة حسنة ، وانظر كيف كانت طفولته مليئة بالآلام ، والأحزان

فقد ولد فقيراً يتيم الأبوين ، ثم لم يلبث أن مات جده ، ولم يكن هذا مانعاً من أن يكون إماماً للناس يقود الجيوش ، ويسير السرايا ، ويفتح البلدان ، ويعلم الجاهل ، وينصر المظلوم .

وقد امتن الله تعالى عليه بذلك فقال : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الضحى/6- 11 .

7. خالط أصحاب الهمم العالية ، وتجنب أصحاب الهمم الدنيئة ، فللصحبة أثرها الحسن والسيئ ، فاحرص على صحبة من ينفعك .

8. تذكَّر أن الشيطان يحرص أشد الحرص على إحزانك ، وتكدرك ، وتثبيط عزائمك ، فقابل ذلك بقوة اليقين بالله تعالى ، وبالطاعات ، ولا تنس أن تستعيذ بالله دوماً من الشيطان الرجيم .

9. أخيراً : الزم الدعاء ، وتحيَّن أوقات الإجابة ، تسأل ربك من فضله العظيم ، وتعوذ به من كل هم ، وغم ، وحزَن ، وتسأله أن يوفقك لمعالي الأمور .

والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-08, 19:23   رقم المشاركة : 221
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لديه عيب خلقي جعله يتحاشى الناس ويفرط في الصلوات

السؤال


أكتب إليكم هذه الرسالة وأنا أتقطع ألما وحرقة لعلي أجد الجواب الشافي عندكم .

سؤالي كالتالي : أنا شاب مَنَّ الله علي بالالتزام وأنا أصر على بعض المعاصي وأتهاون في الصلوات مؤخرا وذلك لأن لدي حركة لا إرادية مزعجة بجانب الفم تظهر كلما ضحكت أو تعرضت لموقف محرج

وهذا سبب لي رهبة اجتماعية ومشاكل نفسية ، والعجيب أني حاولت في إحدى المرات أن أذهب لأحد الرقاة

ولكن ينتابني خوف شديد لأني قد ذهبت مرة ورأيت نطق الجان على لسان بعض المرضى فبعدها صرت أخاف من الرقية مع أني أقرأ آية الكرسي والمعوذات ولا أتأثر

فو الله إنها ضاقت بي الأرض بما رحبت وبدأ يتسلل إلى قلبي اليأس وأخاف أن أقنط من رحمة الله وأخشى أن تؤثر على وظيفتي فأفقد عملي وتنقلب حياتي رأسا على عقب . فما الحل ؟


الجواب

الحمد لله


أولا :

ينبغي أن تحمد الله تعالى وتشكره على نعمة الالتزام ، فهي أجل النعم ، وأن تعلم أن الشكر هو باب المزيد

كما قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/7 .

ثانيا :

تأمل فيمن حولك من الناس ، كم فيهم من مريض ، ومبتلى ، وذي حاجة ، لتعلم أن ما تعاني منه لا يعد شيئا بالنسبة لمعاناة كثير من الناس ، فاحمد الله تعالى ، واصبر ولا تجزع .

وفي الحديث : ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) رواه مسلم (2963) .

ولو أنك زرت إحدى المستشفيات ، وتأملت ما يعانيه الناس ؛ لأدركت أنك في خير عظيم ، ونعمة سابغة ، وأنك مقصر في شكر ربك ومولاك ، بل وتخشى من القنوط من رحمته ، عجبا لك

لو تأملت في بدنك لرأيت مئات النعم تتوالى عليك ، نعمة النظر ، والسمع والنطق ، والمشي ، وسلامة الجوارح ، وأهمها هداية القلب

ثم تتأذى من حركة لا إرادية تظهر أحيانا ، فكيف لو كنت أخرس أو أعمى أو أعرج أو مقعدا ، فاحمد الله تعالى ، واحذر أن تسلب النعم بكفرانها وجحودها .

قال ابن القيم رحمه الله :

" حبس السلطان رجلا فأرسل إليه صاحبه : اشكر الله ، فضُرب ، فأرسل إليه : اشكر الله ، فجيء بمحبوس مجوسي مبطون في قيد ، وجعل حلقة من قيده في رجله وحلقة في الرجل المذكور

فكان المجوسي يقوم بالليل مرات [أي لقضاء حاجته] ، فيحتاج الرجل أن يقف على رأسه حتى يفرغ ، فكتب إليه صاحبه : اشكر الله ، فقال له : إلى متى تقول : اشكر الله ، وأي بلاء فوق هذا ؟

فقال : ولو وضع الزنار الذي في وسطه في وسطك كما وضع القيد الذي في رجله في رجلك ماذا كنت تصنع ؟!

فاشكر الله "

انتهى من "عدة الصابرين" ص 123

والزنار كان يلبسه الكفار تمييزا لهم عن المسلمين .

والمقصود من هذه القصة : أنه مهما ابتلي المؤمن في بدنه ، فلا تزال نعم الله تعالى عليه لا يستطيع إحصاءها ، وأعظمها نعمة الهداية إلى هذا الدين .

فانظر في حال من هو دونك ، وتأمل ما منحك الله من النعم ، فذلك من أعظم الوسائل التي تعين على الصبر ، بل تجلب الرضى ، وتساعد على الشكر .

ثالثا :

من ابتلي بمصيبة من المصائب فهو بين أمرين : أن يصبر ويحتسب ، فينال الأجر العظيم والثواب الكريم

كما قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/155- 157

وقال تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10 .

أو أن يجزع ويتسخط ، فينال الإثم والعقاب ، مع بقاء مصيبته ، فلا يفيده الجزع شيئا ، وإذا خُيِّر العاقل بين الأمرين اختار الأول ولا شك

فإن المصيبة موجودة على كل حال ، فلم لا يكسب الثواب ، ويجني الحسنات ؟

وأي مصلحة في جلب السيئات ، وتعريض النفس للعقاب ، بل أي مصلحة في الجمع بين مصيبة الدنيا وعقاب الآخرة ؟

رابعا :

لا وجه للتخوف من الرقية ، فإنها نافعة في كل حال ، سواء كنت مصابا بعين ونحوها أو لم تكن مصابا ، والحالة التي تشكو منها قد تكون بسبب شيء من ذلك .

وأهم ما نوصيك بك أن تتجاوز هذه المرحلة ، وأن تعرض عن التفكير في هذا الأمر ، وأن لا تلتفت إلى نظر الآخرين ورأيهم ، فإنهم سيرونك مهما حاولت إخفاء عيبك – إن كان هناك عيب – فلا تبال بذلك

فأنت أفضل من عشرات ممن هم في سنك أو مجتمعك ، وكم من صاحب عيب وعاهة هو محبوب محترم بين الناس ، قد زكّاه إيمانه ، وقدّمه اجتهاده ، وجمّله خلُقه .

وهذا عطاء بن أبي رباح إمام من أئمة التابعين

قال عنه الذهبي رحمه الله : "الإمام شيخ الإسلام، مفتي الحرم" .

ثم قال في وصفه : " قال ابن سعد: هو مولى لبني فهر أو بني جمح ، انتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى مجاهد ، وأكثر ذلك إلى عطاء .

سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ، ثم عمي ، وكان ثقة، فقيها ، عالما ، كثير الحديث .

قال أبو داود : أبوه نوبي ، وكان يعمل المكاتل ، وكان عطاء أعور أشل أفطس أعرج أسود ، قال : وقطعت يده مع ابن الزبير "

انتهى من "سير أعلام النبلاء" (5/78) .

فانظر .. هل منعته هذه الأوصاف من طلب العلم ، وإمامة الناس ، والتصدي للتدريس والإفتاء ، والبذل والعطاء ؟

وهل كانت هذه الأوصاف مانعة من إقبال الناس عليه ، وإجلالهم له ، وأخذهم العلم عنه ؟

وانظر .. كم أعطاك الله من نعمة في بدنك حُرمها ذلك الإمام الكبير ؟

قال الذهبي في تتمة ترجمة هذا الإمام :

" قال الأصمعي: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك [الخليفة] ، وهو جالس على السرير، وحوله الأشراف ، وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته ، فلما بصر به عبد الملك

قام إليه فسلم عليه ، وأجلسه معه على السرير ، وقعد بين يديه ، وقال : يا أبا محمد : حاجتك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ! اتق الله في حرم الله ، وحرم رسوله ، فتعاهده بالعمارة

واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار ، فإنك بهم جلست هذا المجلس ، واتق الله في أهل الثغور ، فإنهم حصن المسلمين ، وتفقد أمور المسلمين ، فإنك وحدك المسؤول عنهم

واتق الله فيمن على بابك ، فلا تغفل عنهم ، ولا تغلق دونهم بابك

فقال له : أفعل ، ثم نهض وقام ، فقبض عليه عبد الملك وقال : يا أبا محمد ! إنما سألتنا حوائج غيرك

وقد قضيناها ، فما حاجتك ؟ قال : مالي إلى مخلوق حاجة ، ثم خرج ، فقال عبد الملك : هذا وأبيك الشرف ، هذا وأبيك السؤدد " انتهى .

فنوصيك بالتوبة إلى الله تعالى ، والإقبال عليه ، والاجتهاد في طاعته

والإكثار من شكره وحمده ، وعدم الالتفات إلى ذلك الأمر ، والاجتهاد في عملك ووظيفتك ، والإحسان وبذل المعروف للناس ، فإنك تنال بذلك الأجر والرفعة في الدنيا والآخرة .

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-08, 19:27   رقم المشاركة : 222
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يزوج ابنته لمن يريد حفل زفاف بالموسيقى ولا يصلي جماعة؟

السؤال

هل يجوز لأب تزويج ابنته لرجل صاحب سلوك حسن ، يصر على إقامة حفل زفافه بالموسيقى ، مع أنه عالم بتحريمها ، وهو من المصلين الذين لا يحرصون على أداء الصلاة جماعة ؟

الجواب

الحمد لله

ينبغي لولي المرأة أن يسعى لتزويجها من عرف بالصلاة والاستقامة والبعد عن المحرمات الظاهرة .

وصلاة الرجل جماعة في المسجد من الواجبات التي يأثم تاركها إلا لعذر

وسماع الموسيقى أو إقامة حفل زفاف بالموسيقى من المحرمات التي يتعين تركها ، وكيف يليق بالمسلم العالم بتحريم الموسيقى أن يبدأ حياته الزوجية بمعصية الله .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

إذا كان الخاطب لا يصلي مع الجماعة : فهذا فاسقٌ ، عاصٍ الله ورسوله ، مخالفٌ لما أجمع المسلمون عليه من كون الصلاة جماعة من أفضل العبادات

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( ص 222 ج 23 ) من " مجموع الفتاوى "

: اتفق العلماء على أنها - أي : صلاة الجماعة - من أوكد العبادات ، وأجلِّ الطاعات ، وأعظم شعائر الإسلام " ا.هـ كلامه رحمه الله تعالى

ولكن هذا الفسق لا يخرجه من الإسلام ، فيجوز أن يتزوج بمسلمة ، لكن غيره من ذوي الاستقامة على الدين والأخلاق : أولى منه ، وإن كانوا أقلَّ مالاً وحسباً

كما جاء في الحديث : ( إذا أتاكم من ترضون دِينه وخلُقه فأنكحوه ) قالوا : يا رسول الله ‍‍‍‍‍‍‍وإن كان فيه ؟

قال : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) ثلاث مرات ، أخرجه الترمذي

وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .

ففي هذين الحديثين دليل على أنه ينبغي أن يكون أولى الأغراض بالعناية والاهتمام : الدِّين ، والخلُق ، من الرجل والمرأة

واللائق بالولي الذي يخاف الله تعالى ويرعى مسؤوليته أن يهتم ويعتني بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه مسؤول عن ذلك يوم القيامة ، قال الله تعالى : ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ)

وقال : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ . فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ )" انتهى .

" فتاوى الشيخ العثيمين " ( 12 / جواب السؤال رقم 31 ) .

وعلى هذا ؛ ينصح الأب بأن يبحث لابنته عن زوج أحسن حالاً من هذا الرجل الذي يصر على المحرم .

لكن إذا كانت البنت محتاجة للزواج وخشي الأب أن لا يتقدم لابنته أفضل من هذا الرجل

لاسيما مع تقدم سن البنت ، فزواجها من هذا الرجل خير لها من بقائها بلا زوج

لكن مع استمرار نصحه بتقوى الله تعالى ، والصلاة جماعة في المسجد ، والإصرار على عدم إقامة حقل الزفاف بالموسيقى أو غير ذلك مما حرم الله .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-09, 18:34   رقم المشاركة : 223
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



طلب المرأة الطلاق من زوجها المدمن للمخدرات

السؤال

هل يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها الذي يدمن شرب المخدرات ؟

الجواب


الحمد لله

الأصل أنه لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إلا إذا وجد سبب لذلك

قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ) رواه أحمد (21874) وأبو داود (2226) والترمذي (1187) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2035).

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ) أي : من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة .

قال الحافظ بن حجر رحمه الله في "فتح الباري" :

"الأخبار الواردة في ترهيب المرأة من طلب طلاق زوجها ، محمولة على إذا لم يكن بسبب يقتضي ذلك ، لحديث ثوبان ..... ثم ذكر الحديث المتقدم" انتهى .

ولا شك أن إدمان الرجل شرب المخدرات نقص كبير ، يضر المرأة في دينها ودنياها ، فإنه لا يؤمن أن يدخل عليها زوجها وهو سكران فيضربها أو يشتمها ، وقد يطلب منها في ذلك الوقت فعل ما لا يجوز لها فعله .

ومثل هذا يعتبر عذراً يبيح للمرأة أن تطلب الطلاق ، لكن الذي ينبغي للمرأة أن تصبر على زوجها ، وتحاول إصلاحه بقدر ما تستطيع فإن عجزت عن ذلك ووجدت أن الإقامة معه تضرها ، فلا حرج عليها حينئذ في طلب الطلاق .

وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

ما حكم طلب المرأة للطلاق من زوجها الذي يستعمل المخدرات ؟ وما حكم بقائها معه ؟ علماً بأنه لا يوجد أحد يعولها وأولادها سواه .

فأجاب :

"طلب المرأة من زوجها المدمن على المخدرات الطلاق جائز ، لأن حال زوجها غير مرضية ، وفي هذه الحال إذا طلبت منه الطلاق فإن الأولاد يتبعونها إذا كانوا دون سبع سنين

ويلزم الوالد بالإنفاق عليهم وإذا أمكن بقاؤها معه لتصلح من حاله بالنصيحة فهذا خير" انتهى .

"فتاوى المرأة المسلمة" (2/745، 746) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-09, 18:36   رقم المشاركة : 224
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يمنعها والدها من الزواج بحجة إكمال تعليمها

السؤال

طرق بابنا بعض راغبي الزواج مني فرفض والديّ بحجة إكمال تعليمي ، وقد حاولت إقناعهما كثيراً برغبتي في الزواج وأن ذلك لن يتعارض مع دراستي ، ولكنهما أصرا على موقفهما

فهل يجوز لي أن أتزوج دون رضاهما ؟


وإلا ماذا أفعل ؟

الجواب


الحمد لله

"لا شك أن منع والدك من تزويجك لمن هو كفء أمر محرم ، والزواج أهم من الدراسة ، وهو لا ينافي الدراسة ، لأنه من الممكن الجمع .

وفي الحال الذي وقعت يجوز لكي أن تتصلي بالمحكمة الشرعية لإبداء ما جرى ثم بعد ذلك يكون النظر الأخير لها أي المحكمة الشرعية" انتهى .

فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .

"فتاوى المرأة المسلمة" (2/704) .

ترتيب أشرف بن عبد المقصود .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-09, 18:42   رقم المشاركة : 225
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

زوجها عمها بغير رضاها وزوجها يشرب الخمر ويضربها

السؤال

أود أن أقص لكم قصتي ومشكلتي. راجيا منكم الإجابة. قبل سنة تعرفت مع فتاة طيبة الخلق وتواعدنا على الزواج بعد إكمال الدراسة. ولكن في يوم من الأيام جاءني الخبر أنه عرضت لها خطبة من قبل إنسان

غير معروف لديها وأن عمها وافق بل تعهد أن يزوجها منه مع وجود الأب والأخ ، والأب كان ساكتا لم يقل شيئا مع أنه وابنته غير موافقين على هذا الزواج والكلمة الأخيرة عند العم

لأنه هو الأكبر في العائلة جميعا.وبعد المخاصمة الطويلة أجبرها عمها بدون إذنها على النكاح مع كونها بكرا. وبعد مضي شهر تبين أن زوجها يشرب الخمر وكثيرا ما يأتي إلى البيت وهو سكران ويضربها ويسبها.

ولا يتمسك بأحكام الدين تماما. مع كوني متمسك متدين والحمد لله حتى قلت لها لو تزوجتك ستلبسين الحجاب وشرحت لها كل واجبات المرأة فكانت راضية بذلك.

عندما رجع أخوها الأكبر من السفر كان غائبا حينذاك علم أن أخته تزوجت مجبرة من دون إذنها وأن زوجها يشرب خمرا ويضربها فأعادها إلى البيت وهي غير مطلقة -الآن هي في البيت-. السؤال الأول

: هل يعتبر هذا النكاح صحيحا بدون إذنها؟ وهل كان العم مستحقا أن يزوجها مع وجود الأب والأخ؟

السؤال الثاني : لو عرض له الطلاق لن يوافق على الطلاق لأنه يعرف أنني أريد زواجها

الآن بعدما أعادها الأخ إلى البيت هل يجوز للقاضي أو الإمام أن يطلقها؟ لو رفض زوجها الطلاق ؟

وهل في الإسلام تكافؤ في الدين ؟

ألست أحق بها منه مع كوني الآن طالب علم في الجامعة الإسلامية؟


الجواب


الحمد لله


أولا :

لا يجوز إجبار المرأة على الزواج ممن لا تريد ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها ) رواه مسلم (1421).

وقوله : ( لا تُنْكَح الأيم حتى تُسْتَأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت ) رواه البخاري (4843) ومسلم (1419).

فإن زُوجت بغير رضاها فالنكاح لا يصح ، على الراجح ، وأولى إذا زوجت بغير كفء .

قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (7/31) :

" إذا زوجها من غير كفء , فنكاحها باطل . وهو إحدى الروايتين عن أحمد , وأحد قولي الشافعي لأنه لا يجوز له تزويجها من غير كفء ,

فلم يصح . كسائر الأنكحة المحرمة , ولأنه عقد لموليته عقدا لا حظ لها فيه بغير إذنها , فلم يصح ,

كبيعه عقارها من غير غبطة ولا حاجة , أو بيعه بدون ثمن مثله , ولأنه نائب عنها شرعا , فلم يصح تصرفه لها شرعا بما لا حظ لها فيه كالوكيل " انتهى .

والأصل في ذلك ما جاء عن خنساء بنت خذام الأنصارية : أن أباها زوجها وهي ثيب ، فكرهت ذلك ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه . رواه البخاري (4845) .

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أبو داود (2096) وصححه الألباني .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ولكن القول الراجح في هذه المسألة أنه لا يحل للأب ولا لغيره أن يجبر المرأة على التزوج بمن لا تريد وإن كان كفئاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تنكح البكر حتى تستأذن)

وهذا عام لم يستثن منه أحد من الأولياء بل قد ورد في صحيح مسلم (البكر يستأذنها أبوها) فنص على البكر ونص على الأب وهذا نص في محل النزاع فيجب المصير إليه ، وعلى هذا فيكون إجبار الرجل ابنته

على أن تتزوج بشخص لا تريد الزواج منه يكون محرماً والمحرم لا يكون صحيحاً نافذاً لأن إنفاذه وتصحيحه مضاد لما ورد فيه من النهي

وما نهى الشرع عنه فإنه يريد من الأمّة ألا تتلبس به أو تفعله ونحن إذا صححناه فمعناه أننا تلبسنا به وفعلناه وجعلناه بمنزلة العقود التي أباحها الشارع وهذا أمر لا يكون

وعلى هذا القول الراجح يكون تزويج والدك ابنته هذه بمن لا تريد يكون تزويجاً فاسداً والعقد فاسد فيجب النظر في ذلك من قبل المحكمة "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب".

وعليه فلهذه الفتاة أن تراجع المحكمة وتطلب فسخ النكاح ؛ لعدم رضاها بالزوج ابتداء ، ولسوء عشرته وضربه لها أيضا .

ثانيا :

الأحق بتزويج المرأة أبوها ثم جدها وإن علا ، ثم أخوها الشقيق ، ثم لأب ، ثم أبناؤهما ، وكل هؤلاء مقدمون على العم ، ولا تصح ولاية الأبعد كالعم ، مع وجود الأقرب .

ثالثا :

ما دام النكاح قائما لم يفسخ ، فليس لك التقدم لخطبة هذه المرأة ، فإذا فسخ النكاح ، وانقضت العدة جاز لك خطبتها من وليها .

رابعا :

قد علم مما سبق أن النكاح مع عدم رضى المرأة لا يصح عند بعض أهل العلم ، وذهب بعضهم إلى أنه يوقف على إجازة المرأة ، وعليه فإذا رفضت المرأة الاستمرار في الزواج

طلقها القاضي ، دون التفات لرأي الزوج . وكذلك للقاضي أن يطلق على الزوج إذا ثبت لديه وقوع الضرر على المرأة لفسق الرجل وسوء معاملته لها .

فإذا لم يكن القاضي في بلدها يطلقها بمثل ذلك ، فبإمكانها أن تختلع من هذا الزوج وتفدي نفسها منه، ولو اسقطت حقها كله، أو بعضه، صيانة لنفسها ودينها من مثل هذا الزوج .

خامسا :

الكفاءة معتبرة في النكاح ، وهي كفاءة الدين ، فلا يزوج كافر من مسلمة ، ولا فاسق من عفيفة .

قال في "زاد المستقنع" :

" فلو زوج الأب عفيفة بفاجر فلمن لم يَرْضَ من المرأة أو الأولياء الفسخ " انتهى مختصرا .

ورجح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

أن النكاح لا يملك الأولياء فسخه بكل فسق ، وأن لهم فسخه في حال شرب الزوج للخمر لأنه ضرره متعد للزوجة وأولادها .

قال رحمه الله :

" فإذا عُرف أن هذا الزوج يشرب الخمر فللبعيد من الأولياء أن يطالب بفسخ النكاح "

انتهى من "الشرح الممتع" (12/105).

وننبه على أنك أجنبي عن هذه المرأة فليس لك الاتصال بها أو الحديث معها في أمر الزواج أو غيره ، سدا للذريعة وبعدا عن أسباب الفتنة

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc