الحضــــارة الإســـلامية بيــــن الحضـــــــارات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحضــــارة الإســـلامية بيــــن الحضـــــــارات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-07, 10:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي الحضــــارة الإســـلامية بيــــن الحضـــــــارات

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحضارة الإسلامية بين الحضارات
د. محمد ظفر الله خان


تهيمن الحضارة العالمية الحديثة بخيرها و شرها على الأفكار و الثقافة و الحياة و الواقع الاجتماعي حتى كاد الإنسان لا يفكر بغيرها أو ينتظر بديلاً عنها أو يتطلع إلى مصحح لعيوبها و انحرافاتها مع أن الإخلاص للإنسانية و للحضارة ذاتها يقتضي معرفة محاسنها و مساوئها ، و بما يمكن أن تقوم به حضارة أخرى من دور بناء إيجابي يتسم بمقومات الخلود و الثبات و الأمن و الاستقرار .

و نحن بدورنا كجزء كبير من هذا العالم نستطيع المساهمة في توجيه الحضارة وجهة أسلم و أقوم أو على الأقل محاولة إقامة حضارة ذاتية تتطلبها أمتنا في العصر الحاضر لتتمكن من إثبات ذاتها و توفير البرهان العملي على مدى صلاح هذه الحضارة و جدارتها بالوجود و التنافس الشريف .

و في معرض هذا الحديث يمكننا إلقاء الأضواء الكاشفة عن مقومات الحضارة الإسلامية المتميزة بسماتها البارزة و خصائصها الواضحة التي تخلق منها وحدة شخصية تامة ذات معالم مستقلة عن غيرها في أساس الحضارة و غايتها و مبادئها مع التنويه لما يوجد بينها و بين غيرها من قدر مشترك يحتمه الواقع و تدفع إليه الحاجة و يمليه المنطق و تقتضيه المصلحة .

إن أساس حضارة الإسلام ليس هو تمجيد العقل كما هو الشأن عند الإغريق ، و لا تمجيد القوة و بسط النفوذ و السلطان كما كان عند الرومان ، و لا الاهتمام بالملذات الجسدية و القوة الحربية و السطوة السياسية كما هو الأمر عند الفرس ، و لا الاعتداد بالقوة الروحانية كما عند الهنود و بعض الصينيين ، و لا الافتتان بالعلوم المادية و الاستفادة من ذخائر الكون و بالمادية الطاغية كما هو منهج الحضارة الحديثة المتوارثة عند اليونان و الرومان ـ و إنما أساس حضارتنا هو فكري ـ علمي ـ نفسي يشمل جميع شعب الحياة الإنسانية و بهذا كانت حضارة الإسلام مستقلة كاملة ذات دستور محدد شامل تختلف به اختلافاً جذرياً عن مبادئ الحضارة الغربية و تصطرع معها كما تصارعت مع الحضارات القديمة فصرعتها بسبب سيطرة الدين على القوى الفكرية و العملية و لقوة روح الجهاد و الاجتهاد لأن الإسلام لا يمنع العلم ـ طريق الحضارة ـ و إنما يضع له المنهج الملائم لمبادئه .

و إذا كان التقدم الحضاري الصادق بوسائله المدنية المختلفة ليس مقصوداً لذاته و لا غاية في نفسه ، فإن غاية الحضارة الصحيحة تحقيق السعادة النفسية و الطمأنينة القلبية و التوصل إلى ما هو خير و نافع و البعد عما هو شر و ضار .

لكن الحضارة الحديثة لم تحقق الغاية المنشودة و إنما أدت إلى القلق و الاضطراب و طحن الإنسان في حمى المادية الطاغية و البعد عن الخلق و الفضيلة و الدين و نحوها من القيم الإنسانية .

و أما الحضارة في تقدير الإسلام فغايتها الأولى تحقيق الطمأنينة و السلام و الأمن و إقامة المجتمع الفاضل و إسعاد البشرية بما هو خير و محاربة كل عوامل الشر .

و بما أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه فلا يصح أن يتخذ المرء في حياته غاية سوى ابتغاء مرضاة الله مصدر الأمن و هي الغاية السامية التي تتخطى مجرد طلب الملذات الحسية أو الغايات المادية الدنيئة و تحقق الانسجام و التوافق بين الفطرة الإنسانية و الغاية العقلية كما أنها تهيئ التجاوب و الانسجام الشامل في أفكار الإنسان و خيالاته و إراداته و نياته و عقائده و أعماله و حركاته ... و هذا يعني أن غاية حضارتنا إعداد الإنسان للسعادة الأخروية المتوقفة على العمل الصالح في الحياة الحاضرة في نطاق الدين و الدنيا معاً . إذ ليس الإسلام ديناً روحانياً بحتاً يعزل أتباعه عن الحياة و لا مادياً صرفاً يوقع الناس في أوحال الدنيا ، و إنما هو يعتبر وسيلة و مزرعة للآخرة ، و لا تعني الوسيلة أنه دين تقشف فلا يكون دين حضارة ، فالتقشف و الزهد في الإسلام هدف أخلاقي رفيع يتفاعل مع الحياة و يصرف المرء عن التكالب على متطلبات العيش و يوحي بضرورة التزام مبدأ القناعة الشريف الذي لا يؤدي إلى مصادمة الآخرين و إيقاد نار المنازعات و الشرور .

إذن ، فالإسلام في حقيقته مصدر الحضارة الإنسانية التي شعّ نورها بامتداد الدعوة الإسلامية بعد الاستقرار في المدينة و بناء الدولة فيها عقب اكتمال بناء الفرد في مكة ، و ذلك لأن الإسلام هو دستور التقدم الإنساني بالقرآن العظيم و السنة النبوية الشريفة . فكل ما يعد تقدماً و عمراناً هو من الإسلام ، و كل تخلف مضاد للتقدم ليس من الإسلام في شيء . لذا يخطئ الكاتبون سهواً الذين يريدون التوفيق بين الإسلام و الحضارة كأنهما أمران متغايران أو ضدان ، إذ لا خلاف مطلقاً بين الإسلام و الحضارة ، فالحضارة نتيجة من نتائج النظام الإسلامي و الفلسفة الإسلامية التجريبية العملية .

و الإسلام أب الحضارة و راعيها يتقبل منها قديماً و حديثاً كل ما ينفع و يرفض كل ما يضر لأن ((
الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها)) و لأن الانتفاء و الاصطفاء عن عقل و تمييز هو من صلب تعاليم الإسلام التي تقر الأعراف الصالحة و تنبذ العادات و التقاليد الفاسدة أو المعارضة لمبادئ التشريع و نصوصه ـ و ليس أجل على ذلك من أن الإسلام تبنى ما كان صالحاً من حضارات البلاد التي فتحها في الشام و مصر و بلاد الروم و الفرس و ضم المسلمون إلى ساحتهم كل مخلفات الحركة العلمية لدى اليونان في مجال العلوم الطبيعية و الطبية و الرياضية ، ثم أضافوا إليها معارف و مكتشفات جديدة صبوها في أبهى قالب في بلاد الأندلس التي كانت مصدر الحضارة الحديثة .
فليس دور المسلمين مجرد تلقي لما عند الآخرين كما زعم المغرضون ، و إنما كان لهم مشاركة إيجابية بناءة حققت لهم أرفع معاني العزة و السيادة و السبق الحضاري و هكذا كان المسلمون في كل عصر مصدر إشعاع لكل تقدم و خير و كانوا سباقين للمعالي و القدوة الطيبة للفضائل و المكارم ((
كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله)) ـ و قادة العلم و التثقيف و التوجيه ((طلب العلم فريضة على كل مسلم))، و في توجيه آخر للرسول عليه الصلاة و السلام ((مَن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)) .
و الآن ، مع الأسف حيث صرنا في حالة ضعف و كلمة الضعيف لا تسمع و لو كانت حقاً و عدلاً و شوهت حضارتنا و زيفت معالمها و سرق محتواها و تشكك الناس في مبادئها فلم يعد أمامنا إلا محاولة استعادة قوتنا المادية ، و لكن على أساس صحيح من هدى الإسلام .

و لا شك أن المبادئ هي القيم الخالدة التي توقظ الغافلين و تهدي إلى الطريق المستقيم دون أن تحجبها مظاهر الضعف و التخلف و أحوال الانحطاط التي تتعرض لها الأمم في بعض الأدوار التاريخية و مياديننا الحضارية ما تزال هي المشعل الوضاء التي تدفعنا نحو متابعة الخطى و دوام العمل و الكفاح و أعمال الإرادة و الفكر .

و أهم مبادئ أو خصائص الحضارة السلامية ما يأتي :

1- مبدأ التوحيد (الألوهية و الربوبية) :
إن أبرز صفة حضارية للإسلام أنه دين توحيد الألوهية و الربوبية أي أن الإله المعبود بحق هو الله سبحانه لا شريك له ، و الناس جميعاً متساوون في الانتماء إليه و الاتجاه إلى عظمته من دون واسطة بشرية . و هذا الإله هو الحاكم المطلق الذي يسن للناس التشريعات و القوانين ، و ما على المسلم إلا أن يتبع أوامر الله و ينفذ التشريع المنزل . و في هذا يشعر الإنسان بكرامته الشخصية و أنه لا يستذل لأحد من خلق الله فيعمل و يفكر بحرية و يتجه في عمله و فكره لإرضاء مولاه بفعل الخير و تجنب الشر و التخلص من كل مظاهر الوثنية سواء في صورتها القديمة التي تعني بالتماثيل و الأصنام ، أم في صورتها الحديثة الموجهة نحو تقديس الدولة الحاكمة و عبادة الأشخاص في أحوال الظلم .
2- الصبغة الإنسانية العامة :
ليست حضارة الإسلام محدودة المكان أو وطنية النزعة أو قومية مغلقة على أهلها أو طبقية محصورة في أسرة معينة ، و إنما هي إنسانية عالمية واسعة الأفق تخاطب أي إنسان في أي مكان و تصلح للانتشار في أي بقعة أرضية و تقيم أخوة إنسانية عالمية ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . إن الله عليم خبير)) يعم خيرها الجميع و تفيد كل امرئ بما تقدمه من علم نافع و عمل صالح لأن ((الخلق كلهم عيال الله ، و أحب الخلق أنفعهم لعياله)) و هذا المعنى من عظمة الله بدليل أنه يرزق الكافر و المؤمن و يمنح المواهب مَن يشاء و حينئذ تتفتح العبقريات في كل شعب و في كل زمان و مكان .
و إذا كان العطاء الإلهي عاماً وجب أن يكون النتاج الحضاري عاماً لا حكراً على أناس دون غيرهم لأن رائد الحضارة الأصيل هو إسعاد البشرية جمعاء و صعيدها العدل و الحق و الخير و الكرامة . و هذه هي حقيقة تعاليم الإسلام التي تنفر من كل فكرة استعمارية أو نظرة إقليمية أو قومية ضيقة أو عصبية أو طائفية ، باعتبار أن روح الإسلام عالمية لا تعرف متعصب إلا للخير العام و في سبيل الصالح العام و من أجل إقرار الحق ((
هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ...)) ـ ((و يحق الله الحق بكلماته و لو كره المجرمون)) .
3- النظرة الشاملة للإنسان و الحياة :
لقد تبين من تاريخ الحضارة أن كلا من الروحية البحتة أو المادية البحتة وحدها لا تصلح أن تكون سبيلاً لسعادة الإنسان ، فليس في مسلك الروحية البحت سوى التخلف و تعطيل الإرادة و التفكير و طاقات العمل و قتل آدمية الإنسان و خسارة منافع الكون ، و كذلك ليس في مسلك المادية البحت سوى الطغيان و الظلم و الاستعباد و الذل و التحكم الغاشم بالأرواح و الأموال و الأعراض .
أما حضارة الإسلام الخالدة فقامت على أساس الجمع أو التوازن بين المادية و الروحية الإنسانية فتصبح الروحية المهذبة أساس المادية المهذبة ، و عندها ينعم الإنسان بالإرادة و الحرية و التفكير و ثمرة الجهود و العمل في إطار من الإيمان و الأخلاق القائمة على العدل و الأمن و الاستقرار و الرحمة و المحبة . و بهذا العنصر الإنساني تميزت حضارة الإسلام التي سبقت كل الحضارات القديمة و الحديثة كما أنها تميزت بامتداد جذورها إلى جميع نواحي الحياة الجديرة بالإعزاز و المحققة لسعادة الإنسانية . قال الله تعالى واضعاً جوهر رسالة
النبي صلى الله عليه و سلم : ((و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) و أما المرتكزات الحضارية المادية من تفكير و إرادة و تضحية و عمل فقد حوتها آية أخرى و هي ((و أتبع فيما أتاك الله الدارة الآخرة و لا تنسى نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك و لا تبغ الفساد في الأرض . إن الله لا يحب المفسدين)) .
4- رسالة الأخلاق :
إن سياج الحضارة الإسلامية هو الدين و الأخلاق ، فمبادئ الأخلاق تتدخل في كل نظم الحياة و في مختلف أوجه نشاطها سواء في السلوك الشخصي أم في السلوك الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي . و من المحال إقامة النظام الصالح أو المجتمع الفاضل من دون أخلاق و قيم شريفة ، و هذه القيم و نحوها هي صمام أمان يكفل دوام الحضارة و يمنع انحرافاتها و تعثرها بدليل قيام الحضارة الحديثة عليها في مبدأ الأمر و تعرضها للإفلاس و الانهيار في شرخ قوتها عندما طغت عليها الصفة المادية .
5- دور العلم :
أقام الإسلام حضارته الرفيعة على منهج العلم و المعرفة و العقل و البحث و التجربة و الاستنباط تقديراً منه لحيوية العلوم في بناء الدولة و المجتمع فابتدأ بالقضاء على الجهل و الأمية و التنديد بالتقليد الأعمى ثم أشاد بالعلم و العلماء في مختلف الاختصاصات الشاملة لكل إدراك يفيد الإنسان في القيام برسالته في الحياة و هي تعمير الأرض و الاستفادة من خيراتها و كنوزها كما يرشد إليه إطلاق النصوص القرآنية : ((يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات)) ((و قل ربي زدني علماً)) ((إنما يخشى الله من عباده العلماء)) .. و كان حب العلم لذاته هو خلق العلماء القدامى دون التفات لمكسب مادي أو مغنم أدبي رخيص أو بقصد الشهرة و إذاعة الصيت و لم يجعل العلم وسيلة للمعاش إلا في عصور التخلف ، و في أوقات الحاجة المهيمنة الآن إلى كسب الرزق . و ما أجدرنا أن يكون الدافع ذاتياً إلى تعلم العلوم الحديثة و أن تهيئ الدولة كل المناخ الملائم لتطبيق النظريات العلمية الحديثة ليطلع فجر الحضارة الإسلامية من جديد و تمتلئ الحياة بالمجالس و المناقشات و الأبحاث العلمية و التطبيقية ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : ((و مَن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ... سهل الله له طريقاً إلى الجنة)) .
6- الحفاظ على الشخصية الذاتية :
إن الأخذ بأسباب الحضارة الغربية لا يعني ضياع الشخصية الإسلامية و إهدار المقومات الذاتية ، فلقد استفاد المسلمون في الماضي من حضارة غيرهم مع طبعها بطابعهم الشخصي و المحافظة على القيم الإسلامية أما الإصرار على جعل المدنية الغربية طريقاً وحيداً لإحياء الحضارة الإسلامية فهو تشكيك للنفوس و قتل للمعنويات و إهدار للجهود ، و دعم الزعم القائل بعدم كفايتنا و إبقائنا عالة على غيرنا دون أن نستطيع مواجهة الغرب فضلاً عن مناهضته و مغالبته .
7- الاعتصام بالحق و الخير :
الإسلام دين الحق كما عرفنا و طريق الدعوة إلى الخير و حضارته تقوم على مبدأ مناصرة الحق و العدل و مكافحة الباطل و عمل الخير و قمع الشر .. فلا ظلم و لا هضم للحقوق و لا إنتاج إلا للخير و لا ابتكار لما يضر و لا ينفع . و إحقاق الحق و تثبيته يتطلب تخطيطاً و ثباتاً و قوة و تفانياً . و الخير الذي يشمل كل أنواع الرقي المادي و المعنوي لا يتوفر بدون تعاون الفرد و الجماعة و الحاكم و المحكومين ، و أما الشر فيمثل كل مظاهر الانحراف و الشذوذ و التخلف .
8- الإيمان صمام الأمان :
الإيمان في مفهوم الحضارة الإسلامية هو الذي يقيم قواعدها و يميز عناصرها الصالحة من الرديئة ، و ليس الإيمان مجرد عقيدة قلبية أو ديانة شخصية و إنما معناه الإسلام بكامله .
و الإسلام نظام متكامل للأخلاق و المدنية و الاجتماع و الاقتصاد و السياسة ، فهو الذي يوحد الأمة و يحفظ جهودها و يحافظ على وجودها و حضاراتها ، و كلما قوي الإيمان قويت الحضارة ، و كلما ضعف الإيمان ضعفت الحضارة و بقدر سيطرة تعاليم الإسلام على المجتمع بقدر ما يكون ازدهارها في المجال الحضاري .

و إذا كنا نجد الآن خلاف كل هذا في مجتمعنا تبين لنا بحق سبب تأخر المسلمين و ما أصابهم من تقهقر اقتصادي و تمزق سياسي ، و إمعاناً في بقاء هذه الحال مع أشد الأسف نرى الاتجاه العام يسير نحو عزل الإسلام عن الحياة و العلم و الثقافة سيراً وراء النواعق التي تنعق بأن الإسلام لا يستوعب الحضارة المعاصرة أو جهلاً بحقيقة الإسلام أو مشاركة في الخيانة المفضوحة أو المقنعة لإبقاء حالة الضعف القائمة و تأمين مصالح الرؤوس الكبيرة و الدول العظيمة .

و لكنا ما زلنا نؤمن بأن النصر و المستقبل سيكون لدولة الحق و الإسلام المشرق بحضارته الوضاءة ، لما نجده في النفوس من بقية طيبة من الإيمان و الألفة و العزة و الحمية و الغيرة و لما نعيشه من واقع مؤلم تتوالى فيه الضربات و الطعنات و تدمى منها القلوب و الحناجر و الصدور و تهتز الأرض من تحت الأرجل و تتهدد العروش و الكراسي باحتلال الغاصب و ظلم المستعبد و نار المستغل .

و لن يعود مجد الإسلام و حضارته إلا بالثقة بالنفس و دفن العجز و اليأس و القنوط و تغيير ما في الصدور (
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .

منقــول مع التنسيــق











 


رد مع اقتباس
قديم 2010-05-07, 10:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حمزة مبارك
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-07, 11:03   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
alouani
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك بمزيد من الرقي إن شاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-07, 11:33   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زهرة الجزائر 07
عضو متألق
 
الصورة الرمزية زهرة الجزائر 07
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-07, 16:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
امير الجود
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية امير الجود
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أفضل تنسيق للملف الشخصي عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

بـارك الله فيك و زادك من فضله ونِعمه










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-07, 16:03   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبدالباسط عبيد
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عبدالباسط عبيد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع رائع بارك الله فيك
أخي طاهر القلب

وفقك الله









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-08, 12:37   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
و فيكم البركة أيها الأفاضل الكرام
على جود مروركم الجميل










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-08, 16:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الباشـــــــــــق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الباشـــــــــــق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نعم لإسلام نظام متكامل للأخلاق و المدنية و الاجتماع و الاقتصاد و السياسة ، فهو الذي يوحد الأمة و يحفظ جهودها و يحافظ على وجودها و حضاراتها ، و كلما قوي الإيمان قويت الحضارة ، و كلما ضعف الإيمان ضعفت الحضارة و بقدر سيطرة تعاليم الإسلام على المجتمع بقدر ما يكون ازدهارها في المجال الحضاري .

وهذا دليل واضح ان ضعف المسلمين من ضعف ايمانهم ولاحول ولا قوة الا بالله

شكرا لك على هذا الموضوع الرائع










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-08, 16:47   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم
موضوع مفيد جدا ورائع
فجزاك الله خير الجزاء










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-08, 17:30   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
و فيكم البركة أيها الأخوين العزيزين

نعم الإيمان هو مقياس ضعف و قوة أي حضارة فما بالك بالإسلام العظيم
دمتما بخير و عافية










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-12, 13:06   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
امير الجود
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية امير الجود
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أفضل تنسيق للملف الشخصي عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك و بارك الله فيك على الافادة تحياتي لك










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-20, 21:17   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
و فيك البركة أخي امير الجود
دمت بخير و عافية










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-24, 18:58   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
walidr19
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ردد معي

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-01, 23:32   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
mahmoudb69
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mahmoudb69
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-02, 13:23   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
صديق الكتب
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

Thank you very much










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحضــــارة, الحضـــــــارات, الإســـلامية, بيــــن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc