ابوحامد الغزالي من الفقه و الشهرة الى التصوف و الزهد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ابوحامد الغزالي من الفقه و الشهرة الى التصوف و الزهد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-06-29, 16:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حازم312
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي ابوحامد الغزالي من الفقه و الشهرة الى التصوف و الزهد

لم يكن لينال كل هذه الشهرة التي تجاوزت الازمان و تعدت حدود الوطن العربي و الاسلامي و لم يكن لينال هذه المكانة في العلم و يؤلف كتبا اضحت من امهات الكتب الاسلامية و مراجعها لولا ولوجه عالم التصوف الذي جعل منه حجة الاسلام ابوحامد الغزالي
----------------------------------


نشا الغزالي طالب علم يبحث عنه يجمعه من العلماء يكتبه و يحفظه و كان ذا ذكاء خارق و همة عالية سرعان ما جعلت نجمه يبرق و صيته يعلو خاصة و انه كان كثير المناقشات و المناظرات المفحمة .....و بغزارة علمه هاته و قوة منطقه استطاع ان يتولى اعلى المناصب في وقته و هي وظيفة التدريس في المدرسة النضامية ببغداد و بتعيين وزاري سنة 484 هجري فاقبل عليه الطلاب اقبالا شديدا و لقب بامام بغداد و صارت له هيبته عند الامراء و الكبراء ..........
-------------------------------------

الى هنا كانت حياة الرجل عادية و نهاية طبيعية لكل تلميذ جمع العلم اتقنه ثم اصبح بدوره شيخا موظفا في اعلى الوظائف و له الكثير من التلاميذ
الا ان الرجل تعرض الى ما يصطلح عليه عند الصوفية بالولادة الثانية او الجذب الالاهي او الى السؤال الصادم و الذي يجعل الشخص في مفترق الطرق سؤال الشيخ متولي الشعراوي في عصرنا هذا : و بعدين ايه .. ثم ماذا بعد؟

هذا السؤال البسيط جعل الامام الغزالي يتعرض الى حالة اكتئاب شديدة و الى مرض الزمه الفراش ..ينتهي به الى مواجهة نفسه و التفتيش فيها


يقول في المنقذ من الضلال (ثم لاحظت أحوالي ؛ فإذا أنا منغمس في العلائق ، وقد أحدقت بي من الجوانب ؛ ولاحظت أعمالي – وأحسنها التدريس والتعليم - فإذا أنا فيها مقبل علىعلوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة.
ثم تفكرت في نيتي في التدريس فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى ، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت ؛ فتيقنت أني على شفا جُرُف هار ، وأني قد أشفيتعلى النار ، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال. )


و كانت النهاية الطبيعية و العلاج الحتمي هو تربية نفسه و صقل اخلاقها و الخروج مما هو فيه رغم صعوبة ذلك ...


يقول (فلم أزل أتفكر فيه مدة ، وأنا بعدُ على مقام الاختيار ، أصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً ، وأحل العزم يوماً ، وأقدم فيه رجلاً وأؤخر عنه أخرى. لا تصدق لي رغبة في طلب الآخرة بكرة ، إلا ويحمل عليها جند الشهوة حملة فيفترها عشية. فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام ، ومنادي الإيمان ينادي: الرحيل! الرحيل! فلم يبق من العمر إلا قليل ، وبين يديك السفر الطويل ، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل! فإن لم تستعد الآن للآخرة فمتى تستعد؟ وإن لم تقطع الآن [ هذه العلائق ] فمتى تقطع؟ فعند ذلك تنبعث الداعية ، وينجزم العزم على الهرب والفرار.

ثم يعود الشيطان ويقول: (( هذه حال عارضة ، إياك أن تطاوعها ، فأنـها سريعة الزوال ؛ فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض ، والشأن المنظوم الخالي عن التكدير والتنغيص ، والأمر المسلم الصافي عن منازعة الخصوم ، ربما التفتت إليه نفسك ، ولا يتيسر لك المعاودة. )))
------------------------------------
ليينتصر في الاخير على نفسه و وساوسها فيفرق ما كان عنده من مال و لم يدخر منه قدر الحاجة الضرورية و يلتحق بالشام لا شغل له الا العزلة و الرياضة الروحية و تصفية القلب بالذكر ..لمدة عشر سنين
و لم يمنعه علمه الكبير و مكانته المرموقة الى مشاورة صوفية زمانه ممن تبين له رسوخ قدمهم في هذا العلم

(حتى إنه في الوقت الذي صدقت فيه رغبتي لسلوك هذه الطريق شاورت متبوعا مقدما من الصوفية في المواظبة على تلاوة القرآن. فمنعني وقال: السبيل أن تقطع علائقك من الدنيا بالكلية، بحيث لا يلتفت قلبك إلى أهل وولد ومال ووطن وعلم وولاية. بل تصير إلى حالة يستوي عندك وجودها وعدمها، ثم تخلو بنفسك في زاوية، تقتصر من العبادة على الفرائض والرواتب، وتجلس فارغ القلب، مجموع الهم، مقبلا بذكرك على الله تعالى)

و موافقته دون الاعتراض عليه او مناظرته و الرد عليه رغم انه يستطيع ذلك كيف لا و قد عينه الخليفة شخصيا للرد على افحام المتطاولين من الفرق الاخرى قبل ذلك

يقول (ودمت على ذلك مقدار عشر سنين ؛ وانكشفتلي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها ، والقدر الذي أذكره لينتفع به: إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله ( تعالى ) خاصة ، وأن سيرتهم أحسن السير ، وطريقهم أصوب الطرق ، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل العقلاء ، وحكمة الحكماء ، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ، ويبدلوه بما هو خير منه ، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم ، في ظاهرهم وباطنهم ، مقتبسة من ( نور ) مشكاة النبوة ؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به.)

و بعد هذه الرحلة العجيبة يرجع بعدها الى نشر علمه الذي كان عليه ممزوجا بعلم تهذيب الاخلاق و مداواة النفوس و شتان بين الحالتين

يقول (وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي به يكتسب الجاه ، وأدعو إليه بقولي وعملي ، وكان ذلك قصدي ونيتي. وأما الآن فأدعو إلى العلم الذي به يُترك الجاه ، ويعرف بـه سقوط رتبة الجاه.)
--------------------------------------------------
ليتكلم في ما بعد في التصوف عن بصيرة و عن تجربة بل و ينقد و ينتقد المتصوفة انفسهم ممن راى مجاوزتهم للتصوف و ابتعادهم عنه

و يستخلص لنا قاعدته الشهيرة في العلم

كل الناس هلكى الا العالمون و كل العالمون هلكى الا العاملون و كل العاملون هلكى الا المخلصون








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التصوف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc