جريمــة الغـــشّ : المتورّطون والمتخاذلــون والمبــرّرون من الأساتــــذة !!!

[الحـ)حسام(ــقّ]

لن أتحدث في هذا الموضوع عن الفئة (قليلة العدد) التي ابتلينا بها من الشواذ أشباه الأساتذة شياطين الإنس الذين تورطوا في الغش وساهموا فيه مباشرة إن بأيدهم أوألسنتهم أوبوسائلهم .
كما لن أتطرق إلى الفئة الثانية( أكثرعددا من الأولى) من الأساتذة المتخاذلين الذين لعبوا دورالشياطين الخرساء فتواطؤوا مباشرة بسكوتهم وغض أبصارهم عن عمليات الغش خوفا من المتاعب و الأخطار التي قد يواجهونها خارج أسوار الغش متناسين الخوف من الله تعالى .
ولكنني سأسلط الضوء على فئة ثالثة أكثر انتشارا عن سابقتيها ودورها لا يقل خطورة عن دورهما .. لكون هذه الفئة تساهم بطريقة خفية وغير مباشرة في تفشي هذه الظاهرة :
فمن المؤسف حقا أن نجد كثيرا من الأساتذة ما إن تطرقوا بالتحليل لظاهرة الغش إلا أطنبوا في تشريحها واجتهدوا في البحث عن جذورها وتفلسفوا في تبريرها وتعداد أسبابها فتجدهم يلقون اللوم على الأسرة مثلا ، أو على المدرسة ، أو على الدولة أو .. أو عليها جميعا .. والعجيب أن بعضهم بلغ به الأمر إلى حد تنصيب نفسه محاميا موكلا للدفاع عن مجرم (الطالب الغاشّ) كل قرائن الإدانة ثابتة ضده ..فنجد هذا الأستاذ المحامي يجتهد في التلاعب بالقضية ويحاول تبرئة موكله من خلال تسويق المبررات الواهية فيخلق له الأعذار والقياسات كي يقنع الجميع بأنه مجرد ضحية وليس جانيا . وهنا سأطرح مجموعة من التساؤلات :
- هل يعلم هؤلاء الأساتذة (المحامون) أن كل عذر يسوّقونه لظاهرة الغشّ هو بمثابة جرعة جديدة لتخدير ضمير الغاشّ إن لم نقل قتله ؟
- هل يعلم هؤلاء الأساتذة (المحامون) أن تبريرهم للغش وتسويقهم لفكرة أن الطالب الغاشّ ضحية هو بمثابة تبرئة لذمة الغشاش و شهادة ببراءته و رخصة له كي يتمادى في غشه ؟
- هل جهل هؤلاء الأساتذة (المحامون) أن هذا الغشاش بلغ سن الرشد ولن نقول بلغ الحلم (15سنة على الأكثر ) وبالتالي يمكنه التمييز بين الحق و الباطل وأصبح مسؤولا عن أفعاله ؟
- هل نسي هؤلاء الأساتذة (المحامون) أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم ينظّر أو يتفلسف أو يختلق الأعذار في مسالة الغش كأن يقول لنا مثلا : (( التمسوا لأخيكم الغشاش سبعين عذرا ثم راح يعدد لنا مبررات الغش وأسبابه )) ..بل كان واضحا حازما ودقيقا مختصرا فقال ملخصا موقف الدين من الغش في أربع كلمات : (( من غشنا فليس منا )) ؟
المحزن أن نفس المنطق (التبرير ) صار سائدا حين نتحدث عن الأفات الإجتماعية الاخرى كالرشوة و الكذب و السرقة و القتل .... فكلها أصبحت مبررة عندنا نحن الجزائريين !
إنّ الخطر يكمن في كون البعض لا يزال يعمد إلى التّنظير و التّفلسف حول دواعي و أسباب الغش بهدف تمييع القضية ومحاولة منه لإقناعنا أنها أمر طبيعي و قدر محتوم ولا مفر منه ولا بد من تقبله .
كان حريا بنا جميعا أن نبتعد سياسة الهروب إلى الامام ونتجنب التيه في فلسفة الأسباب و النتائج و نكف عن مناقشة أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة ؟؟ ..وأن نكون بدل ذلك عمليين وبراغماتيين فنتحلى بالجرأة ونوقف الغش كلّ من موقعه امتثالا لقول الرسول الكريم : ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده.. أو بلسانه ..أو بقلبه ..وذلك أضعف الإيمان ))
فالعجب ليس من فئة المحامين أصحاب الجبة السوداء الذين باعوا ذممهم في سبيل الدفاع عن الباطل .ولكن العجب كل العجب من فئة المحامين أصحاب الجبة البيضاء( المئزر) الذين يبررون للباطل ويشجّعون عليه عن جهل تارة .. ومتعمّدين تارة أخرى ..بل إن الوقاحة بلغت ببعضهم إلى حدّ التصفيق للباطل نكاية بالوزيرة !

[الحـ)حسام(ــقّ]

تصويب : الغاشّ بدل الغشّاش

[أمير جزائري حر]

الأخ حسام ...
أولئك الأصناف الثلاث ... لو بحثت في تاريخهم فسوف تجدهم نجحوا أو توظوفوا أو وصلوا إلى ما هم فيه بالغش ...
أما من بلغ ما بلغ العمل و عرق الجبين ... فمحال أن يتحول إلى أداة لتكريس الفساد ..
و أحكي لك قصة حدثت العام الماضي في البكالوريا ..
كان هناك قسم من الأقسام فيه طالب اشتكى منه العديد من الأساتذة ... من وقاحته و إصراره على الغش ... و في يوم آخر كان الحارس الرشيسي استاذ ثانوي نقابي من الذين يحبون البروز في الصف الأول ... ماذا فعل مع الطالب ... بالغ في طلب وده و اتقاء غضبه أن أخرجه ليستريح ... و كان الطالب الهمام يريد التدخين ... لكن ليس عنده سجائر ... فما كان من ذلك الأس .. إلا أن توجه لبعض الأساتذة لاستجداء سيجارة للتلميذ ...
أرأيت انحطاطا أكثر من هذا أخي حسام ...
سلام
سلام

[mhd]

المشكلة أكبر وأعمق من ذلك
فتشوا عن السبب الرئيسي لهذا البلاء المسكوت عنه تارة والمُشَجع تارة أخرى بطرق غير مباشرة
فإذا عرف السبب بطل العجب
فعلاج أي مرض يتطلب تشخيص سليم ولا يجدي الترقيع والإرتجال نفعا

[BOUTAHAR ABDELLATIF]

هم فعلا قلّة قليلة ولكن مع الأسف شوّهوا صورة رجال التربية وأعطوا لبعض وسائل الإعلام المغرضة فرصة لتمعن في مزيد من تشويه صورة الأستاذ والمدرسة متناسين بل متواطئين في الغش الأكثر خطورة ( غش الإنتخابات في مختلف مستوياتها وحتى الرئاسية )

[mohamedamin14]

هذا هدف دولة الجزائر الحديثة وهو اغراق السوق المحلية بالباك والليسانس و الدكتوراه حتى اصبحت تقال مؤخرا ب bac chanois نسبة للكثرة ورخص الثمن .................اما عن الاساتذة الذين يغششون التلاميذ فلا تغضبو من وجود طبيب همه الوحيد هي النقود ومن صيدلي لا يعرف الدواء ومن مهندس يغش ويسرق ...ان الله يمهل ولا يهمل .... رأيت حادثة بأم عيني اخواني تعبر عن هذا الانحطاط .....في سنوات ليس ببعيدة زار رئيس الجمهورية بلديتنا ليقوم بتدشين المستشفى وقام باستقباله في المستشفى رجل من حاشية الوالي ادعى انه مريض و اجاب الرئيس ان هذا المستشفى فيه كل شيء من اطباء واجهزة و معدات.......الحمد الله...............
تمر السنوات يصاب ابن هذا الرجل بمرض خطير ولم يجد في هذا المستشفى من يقوم بمعالجته فبدأ بالصراخ : ان هذا المستشفى خالي أين الطبيب اين الاختصاصي اين الرجال ..........................فتدخل ممرض اعتبره حكيم فقال له انت كنت من بين المصفقين والشاهدين الزور على اكتمال المستشفى ولا ينقصه شيء فلم تغضب الان.................................والسلام عليكم

[أبو وصـــال]

طرح قيم و سديد بارك الله فيك
فما أكثر التّبرير و المبرّرين رافعي شعار ((الله غالب)) : عندما تسأل الغشاش عن غشه يقول الله غالب ، أو تسأل الراشي والمرتشي يقولان الله غالب ، و حتى اللص يقول الله غالب ، والقاتل يقول الله غالب وهلم جرا , ونفس الشيء بالنسبة للمتخاذل إن سألته عن سكوته يقولك بصراحة خفت الله غالب
فتجد الاغلبية الساحقة تتهرب من المسؤولية وتختلق لنفسها الاعذار و الاغلبية تعتبر نفسها ضحية المجتمع أو السيستام .

[addam]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ غَشَّ ، فَلَيْسَ مِنِّي ) .وهذه اشمل واكثر

[أبوعبد الرحمن39]

بارك الله فيك وسدد خطاك الحمد لله مازال يوجد الخير والله لقد تصارعنا مع هؤلاء لكن هناك بطل آخر وهو بعض رؤساء المراكز من تواطؤ مع تلك الفئات التي تغش وتسهل لهم الأمر وهذا شاهدناه وتصارعنا معه لكن الله المستعان

[zararym]

طرح قيم و سديد بارك الله فيك

[ahmedchek]

...........الحمد لله المدرسة هي الوحيدة في بلدي التي لا زال بها من يحارب الغش ولو ان هذه الفئة تتاكل عام بعد عام


المدرسة المؤسسة الاكثر تأثرا وتأثيرا في المحيط


......يجب اولا.........نعرف الغش تعريفا شاملا في كل جوانب حياة المجتمع

.....ثانيا...............من ينتظر ان تكون المدرسة استثناءا في المجتمع فهو واهم

......ثالثا.............لا يمكن عزل المدرسة عن محيطها.........مستحيل القضاء على الغش في المدرسة في بيئة غشاشة

..أعرف جيدا..........أساتذة يغشون في عملهم كثيرا..........ويحرسون الباك بجدية كبيرة............وبالمقابل تجد اساتذة مخلصون جدا في عملهم ولا يبالون بالحراسة...غض البصر..............فكيف نفسر هذا

......لمعالجة اي ظاهرة...........لا تنجح العملية الا بنشريح وتحديد الاسباب ومعالجتها...........الاسباب كثيرة جدا ولا تقتصر على قطاع التربية فقط...................فالازمة كبيرة ومتشعبة وتمس كل المجتمع


المهم..............الانسان يرضي ربه وضميره ولا يستسلم ولا يثبط بنظره للاخرين

ربي اجيب الخير

[ahmedchek]

.................عاملين مؤثرين

1/ اللاعدل
2/ عدم تكافؤ الفرص بين ابناء الوطن....................وهو الشرط الاول للمواطنة

[الحـ)حسام(ــقّ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amir66

الأخ حسام ...
أولئك الأصناف الثلاث ... لو بحثت في تاريخهم فسوف تجدهم نجحوا أو توظوفوا أو وصلوا إلى ما هم فيه بالغش ...
أما من بلغ ما بلغ العمل و عرق الجبين ... فمحال أن يتحول إلى أداة لتكريس الفساد ..
و أحكي لك قصة حدثت العام الماضي في البكالوريا ..
كان هناك قسم من الأقسام فيه طالب اشتكى منه العديد من الأساتذة ... من وقاحته و إصراره على الغش ... و في يوم آخر كان الحارس الرشيسي استاذ ثانوي نقابي من الذين يحبون البروز في الصف الأول ... ماذا فعل مع الطالب ... بالغ في طلب وده و اتقاء غضبه أن أخرجه ليستريح ... و كان الطالب الهمام يريد التدخين ... لكن ليس عنده سجائر ... فما كان من ذلك الأس .. إلا أن توجه لبعض الأساتذة لاستجداء سيجارة للتلميذ ...
أرأيت انحطاطا أكثر من هذا أخي حسام ...
سلام
سلام

تحياتي لك أخي أمير ..
نعيب زماننا و العيب فينا : فأن يتحول المربّي حامل أمانة الرسل إلى أداة لتكريس الرداءة فتلك الطامة الكبرى ..
شكرا لك ..ودمت بخير

[الحـ)حسام(ــقّ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mhd

المشكلة أكبر وأعمق من ذلك
فتشوا عن السبب الرئيسي لهذا البلاء المسكوت عنه تارة والمُشَجع تارة أخرى بطرق غير مباشرة
فإذا عرف السبب بطل العجب
فعلاج أي مرض يتطلب تشخيص سليم ولا يجدي الترقيع والإرتجال نفعا

أوافقك الرأي أخي المحترم ولكن :
ألا ترى معي أن مجرد البحث والتيه في أسباب المعضلة سيخلق نوعا من المسوغات و الأعذار لضعاف الأنفس وحتما سيشجعهم على اقتراف هذه الآفات ؟؟
ألا يكفي أن نعي خطورة الغش فنضع له حدا من خلال القيام بواجبنا الاخلاقي وتحمل مسؤولياتنا بكل جرأة كل من موقعه ؟؟

كفانا تبريرا لكل شيء .. ولنقم بواجبنا وكفى !

[الحـ)حسام(ــقّ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boutahar abdellatif

هم فعلا قلّة قليلة ولكن مع الأسف شوّهوا صورة رجال التربية وأعطوا لبعض وسائل الإعلام المغرضة فرصة لتمعن في مزيد من تشويه صورة الأستاذ والمدرسة متناسين بل متواطئين في الغش الأكثر خطورة ( غش الإنتخابات في مختلف مستوياتها وحتى الرئاسية )

شكرا لك أخي عبد اللطيف ..
صحيح أن فئة المتورطين في غش قلة قليلة في الوقت الراهن ..ولكنها لن تظل كذلك بل ستزداد نسبتها و سيتعاظم شرها بفضل تواطؤ المتخاذلين
وتشجيع المبررين المصفقين لها . لكنني أصر على التنبيه إلى : أنه قبل أن نلتفت إلى الغش المتفشي في بقية المستويات علينا الالتفات أولا إلى دائرتنا الضيقة (أسرتنا ـ مكان عملنا )و القيام بواجبنا نحوها وتحمل مسؤوليتنا تجاه ما يحدث فيها ..