أصبحت أخاف على نفسي من القراءة..

[بنت النخلة]

السلام عليكم

"أصبحت أخاف على نفسي من القراءة..."

لست أديبة ولا شاعرة ولكنني اتذوق الشعر وما حسن من النثر

ولم اكن من عشاق المطالعة ولاكني كنت اقرا من حين لآخر كلما عرض الي كتاب او مقال ادبيا كان ام علميا دينيا او دنيويا فكان ينتابني شعور مريح وسعادة داخلية لا اعرف مصدرها واقرب ما يكون شعوري ذاك.. كمثل جائع وضع له من الطعام والشراب ما يحب فياكل وهو مستمتع بما بين يديه

وكنت اجد نفسي منذ صغري لا اشبه اقراني ، فكنت اكلف نفسي اكثر من وسعها لاشبههم واكون مثلهم فأحب أن أرى ما تهوى أعينهم وأحب أن اسمع ما تطرب آذانهم واضحك مما يضحك أفواههم وابكي مما يبكي أعينهم

فاتخذت لذالك سبيلا...

فصرت اتخوف من الحق واتهرب من الصراحة واتوارى من الطيبة واجافي الوفاء ، وان هؤلاء الذين تنكرت لهم لاعز اصحابي وما فعلت ذالك إلا لافهم الناس ويفهمونني وارتاح من هاته الحيرة والغربة..

وما حضيت بالكثير فما زال الحال كما هو عليه ...

حينها قلت في نفسي ان لي عهدا وودا قديما مع خير جليس وهو الكتاب علني اذا اطلعت اكثر ازددت علما و حكمة فافهم مالم استطع فهمه من الناس، فاجد الحل لمشكلتي، فكنت كلما قرات كتابا فيه من العلوم أو الحكمة أوالتقوى في سير الانبياء والاولياء والعظماء ازداد حبا للعلم وازداد تعلقا باصحابي الذين تنكرت لهم ، فبعدما كان حبي لهم بسيجيي وفطرتي فقد اصبح اقتناعا ومبدءا لي في الحياة...

فكنت اراني ازداد إجلالا للحق واكبارا للوفاء وتواضعا للبساطة وتعلقا بالصراحة

فوجدت حينها انني ازداد غربة عن الناس وتجهما لاحوالهم، فقلت في نفسي لما كل هاذا العناء فلو كنت مثل الناس ، ماكان ذالك ليضربي فسأعيش مثلما يعيشون وستمر الايام وتستمر الحياة

فاحترت.. وسالت نفسي.. اين طريق الحق لاستمر فيه واين الباطل فاتوب عنه والتمس الحق في غيره ؟

فقلت في نفسي ...انني اصبحت اوقّرالحكمة ويأسرني الاحسان واحب الجمال واكره الظلم والجهل والفقر

اذن انا على خير..

ثم قلت انها نفسي تسول لي امرا لتبعدني عن الناس اكثر فاكثر فاصبحت اخاف من الكتاب واخاف من المعرفة رغم محبتي لهما ...

- ن -ل-