أين الجناية يا هذا ؟ ما لونها ما رائحتها والى أي وجهة حلت ركائبها ؟
لماذا كل هذا التهويش والتهريج ؟
لا دفاعا عن العريفي، وإنما لرد ظلم الكذابين عنه
وللجنون فنون
و قصة "سورة التفاح" المفتراة عليه، أُلخصها في كلمة موجزة
وهو في ألمانيا أسلم على يديه الكثير من الكفار ومن جملة هؤلاء الذين أسلموا حديثا
أن عجوزا أراد العريفي أن يختبرها، فتلا عليها ما تيسر من سورة مريم ترتيلاً ، ثم قال وهو يرتل - أيضا-
(ذهب فلان إلى السوق واشترى تفاحة ثم ركب الأتوبيس ثم رجع إلى شقته وضيع الفتاح ..إلخ)
وقال ولنُسَمِّيهَا سورة التفاح وهو يبتسم، فقالت له تلك العجوز التي كانت نصرانية مشركة
الأول قرآن، أما الثاني فليس بقرآن.
فقضية العريفي في باب هداية الكفار إلى الإسلام ومدى مخالطة الإيمان بشاشة قلوبهم،
وقضية السائل الكذاب والمجيب بلا علم في خندق غلو التبديع والهجر والتحذير
ألا فلا نامت أعين الغلاة
أين مناقشة المسائل العلمية والرد على المخالف بعلم وحلم وأدب من غير ظلم وكذب وبهتان؟
ثم ما الذي يمنع هؤلاء من الحكم على المستهزئ بالقرآن بالكفر؟ أهي عدم قيام الحجة عليه ؟ أم الخوف من أن تفوح الروائح الكريهة من التكفير المنفلت ؟
ستعلم ليلى أي دَيْن تدينت .... وأي غريم في التقاضي غريمها!!
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - : « فأمر سبحانه بالقيام بالقسط - وهو العدل - في هذه الآية، وهذا أمر بالقيام به في حق كل أحد عدوًا كان أو وليًّا، وأحق ما قام له العبد بقصدٍ: الأقوال والآراء والمذاهب؛ إذ هي متعلقة بأمر الله وخبره.
فالقيام فيها بالهوى والمعصية مضاد لأمر الله، مُنافٍ لما بعث به رسوله.
والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول في أمته وأمنائه بين أتباعه، ولا يستحق اسم الأمانة إلا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولعباده. وأولئك هم الوارثون حقًا، لا من يجعل أصحابه ونحلته ومذهبه معيارًا على الحق وميزانًا له، يعادي من خالفه ويوالي من وافقه بمجرد موافقته ومخالفته، فأين هذا من القيام بالقسط الذي فرضه الله على كل أحد؟ وهو في هذا الباب أعظم فرضًا، وأكبر وجوبًا»
وصدق من قال:
لا يُفْزعنّك هَوْلُ خَطْبٍ دامسٍ
فلعـــــــــلَّ في طيّــــــــاته مـا يُسْعِـدُ
لـو لَـمْ يـَمُدَّ الليلُ جُنْحَ ظلامـهِ
في الخـــــافقين لما أضاء الفَـــــــرْقَدُ
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" و لا شك أن هذا التفرق يؤلم كل مسلم و يجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق و يتعاونوا على البر و التقوى, ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة و غايات محمودة يحمد عليها سبحانه و لا يعلم تفاصيلها سواه ومن ذلك التمييز بين أوليائه و أعدائه و التمييز بين المجتهدين في طلب الحق و المعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى".
وقد قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" (4/343) :" والفتنة ؛ إذا وقعت ؛ عجز العقلاء دفع السفهاء،فصار الأكابر-رضي الله عنهم – عاجزين عن إطفاء الفتنة،وكفَّ أهلها،وهذا شأن الفتنة ، كما قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وإذا وقعت الفتنة ؛لم يسلم من التَلوّث بها، إلا من عصمه الله " أهـ.
ومع هذا وذاك فالنصيحة بأهل العلم الكبار هي رأس المال
أمثال الأئمة الثلاثة الذين ماتوا والأمة عنهم راضية إن شاء الله
( الألباني وابن باز وابن عثيمين - رحمهم الله جميعا- )