خذيها ولو من غير فقيه!
حدّثت نفسي نفسها فقالت: «يا صاحبتي، لست مركز الكون وآية "وإنك لعلى خلق عظيم" لم تنزل فيك. لست من المغضوب عليهم ولكنّك وللأسف من الضالين المزكّين لأنفسهم آناء اللّيل وأطراف النهار.. أسعار البترول لا يتحكم فيها مزاجك أمّا خسوف الشّمس فظاهرة طبيعية ولا علاقة لها بحزن أصابك.. إن حدث وتهامس أو ضحك أناس جالسون بالقرب منك فلست مجبرة أن تنعتيهم بكل الأوصاف لأنهم ببساطة لم يكونوا يتحدثون عنك إطلاقا.. تعلّمي الإصغاء والاحترام وإن لم يعجبك شيء فتعلّمي الانصراف. جاءك فسّاق بأنباء ولم تكلفي نفسك عناء تبيّنها فأصبت أقواما بجهالة ولم تندمي.. تقولين ما لا تفعلين ولا تبالين لكبر مقت صنيعك.. تنطقين عن الهوى وأنت أول كافر بأقوالك، وبين مادحيك بهتانا ومنتقديك حبا، أنت أدرى بمن هو أقرب إليك نفعا... عود على بدء يا نفسي: أمثالك قد أكل عليهم الدهر وشرب تماما كعبارة "أشحال راهي الساعة؟" التي مازل يستعملها البعض للتودد من فتاة أعجبته!».
سكتت نفسي هنيهة ثم قالت لنفسها: وما رأيك لو عوضتها بعبارة "أشحال رانا في الشهر؟"
فانتحرت نفسي!