السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقول للأخ الذي يزعم انه يدافع عن الصحابة إرجع لسيرهم وأثرهم ولا تتجرء عنهم بالكذب والافتراء كيف كانت المودة
بينهم كانوا كالجسد الواحد ولا يجوز لنا ان نتكلم عنهم بكلمة سوء انصحك ان ترجع للكتب الموثوقة بها ولا تأتي بعنوين لاهل البدع والضلالة نسأل الله لك بالهداية والبصيرة,ولك هذا الرد
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وعلى آله وصحبه ووفده، أما بعد:
فإن الخصام المبتدع الذي تزعمه وتدعيه الشيعة الشنيعة بين الصحابة وآل البيت، هو كذبة من كذباتهم التي لا تنتهي، وفرية من افتراءاتهم التي لا تنقضي، فهم أكذب الطوائف والملل كما صرح بذلك علماؤنا وأكابرنا.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. قال أبو حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال أشهب بن عبد العزيز: سئل مالك عن الرافضة، فقال: لا تكلمهم، ولا ترو عنهم؛ فإنهم يكذبون. وقال أبو حاتم: حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة. وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة؛ فإنهم يكذبون. وقال أبو معاوية: سمعت الأعمش يقول: أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين ـ يعني أصحاب المغيرة بن سعيد ـ قال الأعمش: ولا عليكم ألا تذكروا هذا؛ فإني لا آمنهم أن يقولوا: إنا أصبنا الأعمش مع امرأة" "منهاج السنة" (1/59-61).
وإلا فإن الحب المتبادل بين الصحابة وآل البيت أمر متواتر، استفاضت به الأخبار، واشتهرت به الآثار، لا يرده إلا جاحد، ولا ينكره إلا معاند.
فالعجب من هؤلاء الشيعة لا ينقضي كيف يدعون أن الصحابة قد ظلموا آل البيت، وغصبوهم حقهم، وأن آل البيت يبغضون الصحابة و لا يحبونهم، ويؤلفون القصص والروايات المكذوبة التي يحركون بها مشاعر العوام لينطلي دجلهم عليهم.
ومن تأمل الآثار الواردة من الطرفين يعلم علم اليقين أنه لا وجود أصلاً لأي خلاف بين الصحابة وآل البيت، وإن كان فهو مما يحصل بين بني البشر، لا يوالى ويعادى عليه، فضلاً عن أن يبنى عليه اعتقاد.
* ومن هذه الآثار المتكاثرة، والأخبار المتناثرة:
1) قال أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ: "ارقبوا محمدًا في أهل بيته". رواه البخاري (3713).
2) وقال ـ رضي الله عنه ـ: "والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أحب إليَّ من أن أصل من قرابتي". رواه البخاري (3712).
3) وهذا عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ لمّا كتب الديوان جيء إليه وقيل: يا أمير المؤمنين نبدأ بك، نجعل أول اسم في الديوان اسمك نبدأ بك، قال: "اكتبوا الناس على منازلهم"، فكتبوا، فبدؤوا ببني هاشم، ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه، ثم عمر وقومه، على الخلافة، فلمّا نظر إليه عمر قال: "وددت أنه هكذا! ولكن ابدؤوا بقرابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأقرب فالأقرب، حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله". "طبقات ابن سعد" (3/275)، "الكامل في التاريخ" (2/331).
4) وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ: "أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: "اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتسقينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا". قال: فيُسقَوْن". رواه البخاري في صحيحه (1010) و(3710).
والمرادُ بتوسُّل عمر بالعباس ـ رضي الله عنهما ـ، التوسُّلُ بدعائه كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات.
5) ونقل الحافظ ابن كثير في تفسيره لآيات الشورى أثراً عن عمر، قال: "قال عمر بن الخطاب للعباس ـ رضي الله ـ تعالى ـ عنهما ـ: "والله لإِسلاَمُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطاب لو أسلَمَ؛ لأنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من إسلام الخطاب". "تفسير ابن كثير"(4/142).
6) قال الشعبي: قُرِّبت لزيد بن ثابت بغلة ليركبها، فجاء عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فأخذ بركابه، أي أمسك بركاب البغلة لزيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ، فقال له زيد: خلِّ عنك يا ابن عم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ. فقال عبد الله بن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. فنزل زيد من على بغلته وقبل يد عبد الله بن عباس، وقال هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ". أخرجه الخطيب في "الجامع" (1/188)، وابن عبد البر في "الجامع" (1/514).
7) وفي "تهذيب التهذيب" (5/107) في ترجمة العبَّاس: "كان العبَّاسُ إذا مرَّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان، نزلاَ حتى يُجاوِزهما إجلالاً له ـ رضي الله عنه ـ".
8) وتواتر عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال على منبر الكوفة: "خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم عمر ـ رضي الله عنهما ـ". أخرجه اللالكائي (7/1366) وغيره.
9) وقال ـ رضي الله عنه ـ: "لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا ضربته حد المفتري". "منهاج السنة" (1/308).
10) وقال محمد الباقر ـ رحمه الله ـ: "أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول". "السير" (4/406).
11) وقال ـ رحمه الله ـ في حق الشيخين: "والله إني لأتولاهما، وأستغفر لهما، وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما". أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (5/321)، وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" (9/321).
12) وعن جعفر الصادق ـ رحمه الله ـ قال: "ما أرجو من شفاعة علي شيئاً، إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله، لقد ولدني مرتين".
13) وعنه ـ رحمه الله ـ أنه سئل عن أبي بكر وعمر فقال: "إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة".
14) وعنه أنه قال: "برىء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر".
قال الذهبي معلقاً: قلت: "هذا القول متواتر عن جعفر الصادق، وأشهد بالله إنه لبارٌ في قوله، غير منافق لأحد، فقبح الله الرافضة ". الآثار الثلاثة السابقة في: "السير" (6/260).
15) قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في "إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحبة النبي" (ص50): "قد ثبت إجماع الأئمة من أهل البيت على تحريم سب الصحابة، وتحريم التكفير والتفسيق لأحدٍ منهم، إلا من اشتهر بمخالفته الدين، ليست بموجبةٍ لعصمة من اتصف بها، بل على ما ذهب إليه الجمهور، بل هو إجماعٌ كما حققنا ذلك في الرسالة المسماة بـ"القول المقبول في ردِّ رواية المجهول من غير صحابة الرسول". وهذا الإجماع الذي قدَّمْنا ذكرَه عن أهل البيت يُروى من طرقٍ ثابتةٍ عن جماعةٍ من أكابرهم". ثم ساق اثني عشرة طريقاً عنهم.
* ومما يدل أيضاً على شدة حبهم لبعضهم البعض، كثرة المصاهرات بينهم.
يقول الشيخ الكبير إحسان إلهي ظهير ـ رحمه الله ـ : "كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده،... ـ ثم أخذ يذكر ويسوق المصاهرات التي كانت بينهم إلى أن قال: ـ هذا ومثل هذه المصاهرات لكثيرة جداً بين بني أمية وبني هاشم، وقد اكتفينا ببيان بعض منها، وفيها كفاية لمن أراد الحق والتبصر، ولكن من يضلل الله فلا هادي له". "الشيعة وأهل البيت" (ص67).
ومن هذه المصاهرات كما ذكرها الشيخ عثمان الخميس في محاضرة له بعنوان: "آل البيت":
"أولهم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي من تيم، وتزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب، وهي من بني عدي، وتزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وهي من بني أمية، وزوَّج ابنته رقية من عثمان بن عفان، وهو من بني أمية، فلما توفيت زوجه أختها أم كلثوم، وزوَّج ابنته زينب للعاص بن الربيع، وهو من بني عبد شمس بن عبد مناف.
وعلي بن أبي طالب زوَّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب، وتزوج علي أرملة أبي بكر الصديق أسماء بنت عميس، وتزوج علي أيضاً أمامة بنت العاص بن الربيع بعد أن توفيت خالتها فاطمة، وزوج ابنته خديجة لعبد الرحمن بن عامر بن كريز، وزوج ابنته رملة لمعاوية بن مروان بن الحكم.
وهذا الحسن بن علي تزوج حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وتزوج أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وزوج ابنته أم الحسين عبد الله بن الزبير، وزوج ابنته رقية لعمرو بن الزبير، وزوج ابنته مليكة لجعفر بن مصعب بن الزبير.
والحسين بن علي تزوج أم إسحاق أرملة إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وزوج ابنته فاطمة لعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وزوَّج ابنته سُكينة لمصعب بن الزبير.
ومحمد بن علي بن الحسين ـ الباقر ـ تزوج أم فروة بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، وكان جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق يقول: ولدني أبو بكر مرتين. فأمه أم فروه بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وجدته أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
وأبان بن عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وغير هذا كثير.
ومما يدل أيضاً على محبة الصحابة لآل البيت، ومحبتهم للصحابة؛ ما وقع من تسمية للأولاد.
ـ فلعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ من الأولاد: أبو بكر وعمر وعثمان.
ـ وللحسن بن علي من الأولاد: أبو بكر وعمر وطلحة.
ـ والحسين سمى باسم عمر.
ـ ولعلي بن الحسن من الأولاد: عمر.
ـ وعقيل سمى باسم عثمان.
ـ ولموسى بن جعفر من الأولاد: عمر وعائشة.
ـ وعلي الرضا سمى باسم عائشة.
ـ وعلي الهادي سمى باسم عائشة.
هل بلغكم أنَّ اليهود والنصارى يسمون أولادهم باسم محمد؟! هل بلغكم أنّ مسلماً سمّى ولده اللات، أو العزى، أو فرعون؟! هل من عاقل يفعل ذلك؟!
إنّ الإنسان إنّما يسمي أولاده بأسماء من يحب، فما سموا أولادهم إلا بأسماء من يحبون" .اهـ
فهل بعد كل هذا يشك عاقل في محبة الصحابة وآل البيت لبعضهم البعض؟!
قاتل الله الرافضة ما أقبحهم، وما أقبح معتقداتهم الفاسدة، وسلمنا الله منها، وثبتنا على السنة.
* قال القحطاني ـ رحمه الله ـ في نونيته:
إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابـه ورموهم بالظلم والـعـدوان
حـبـوا قـرابـته وسبوا صحبه جدلان عند الله منتقضـان
فـكـأنـما آل النبي وصـحبه روح يضم جميعها جسـدان
فـئـتـان عـقدهـما شريعة أحمد بأبي وأمي ذانك الفئتان
فـئـتـان سالكتان في سبل الهدى وهما بدين الله قائمتـان
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.