معنى اسم الله تعالي الرحمن و الرحيم - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنى اسم الله تعالي الرحمن و الرحيم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-12-11, 06:35   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة



10- قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴾ [مريم: 88، 89].

يخبر تعالى عن قيل المشركين العظيم البطلان: أنه اتخذ من عباده ولداً!! وهم بهذه المقالة الشنيعة جاءوا منكراً عظيمًا. وهنا نسب الفعل إلى الرحمن دون سواه؛ إغاظة لهم بذكر اسمٍ جحدوه.

قال ابن عاشور:

" وذكر ﴿ الرَّحْمَنُ ﴾ [مريم: 88] هنا حكاية لقولهم بالمعنى، وهم لا يذكرون اسم الرحمن ولا يقرون به، وقد أنكروه كما حكى الله عنهم ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ ﴾ [الفرقان: من الآية60].

فهم إنما يقولون: ﴿ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ [البقرة: 116] كما حكي عنهم في آيات كثيرة منها آية سورة الكهف. فذكر ﴿﴿ الرَّحْمَنُ ﴾ [مريم: 88]

هنا وضع للمرادف في موضع مرادفه. فذكر اسم ﴿ الرَّحْمَنُ ﴾ [مريم: 88] لقصد إغاظتهم بذكر اسم أنكروه.

وفيه أيضا إيماء إلى اختلال قولهم لمنافاة وصف الرحمن اتخاذ الولد كما سيأتي في قوله: ﴿ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 92] "

التحرير والتنوير (16/ 84).

11- قال تعالى: ﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 90 - 92].

يعني: تقرب السماوات أن تتشقق، والأرض أن تتصدع، والجبال أن تسقط سقوطًا عظيمًا من فظاعة هذه المقالة الزاعمة اتخاذَ الله ولداً تعالى الله

وهنا كذلك خص اسم الرحمن؛ تنبيهًا على سعة رحمة الله في إمهال المشركين إذ لم يعاجلهم بالعقوبة على هذه الفرية، بل حلم عليهم.

قال النيسابوري:

" من فوائد ذكر اسم الرحمن ههنا: أن الرحمانية أمهلتهم حتى قالوا ما قالوا، وإلا فالألوهية مقتضية لإعدامهم في الحال"

تفسير النيسابوري (5/ 260).

وقال أبو السعود:

" والمعنى: أن هول تلك الشنعاء وعظمها بحيث لو تصورت بصورة محسوسة لم تطق بها هاتيك الأجرام العظام وتفتت من شدتها

أو أن فظاعتها في استجلاب الغضب واستيجاب السخط بحيث لولا حلمه تعالى لخرب العالم وبددت قوائمه؛ غضبًا على من تفوه بها "

تفسير أبي السعود (5/ 282)

وينظر: البحر المديد (4/ 367).

وقال الجزائري:

" أي: تسقط لعظم هذا القول؛ لأنه مغضب للجبار عزّ وجلّ، ولولا حلمه ورحمته لمس الكون كله عذابٌ أليم"

أيسر التفاسير للجزائري (3/ 334).

12- قال تعالى: ﴿ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 92].

ومعنى هذا: لا يصح لله تعالى أن يتخذ لنفسه ولداً؛ لكمال غناه وحمده سبحانه وتعالى، وقد أفرد الرحمن بالذكر في هذه القضية لكون رحمته تأبى ما نسبوه إليه؛ لعدم حاجته، ولتنزهه عن النقص، وللعدل بين عباده كلهم.

قال أبو السعود:

" ووضع الرحمن موضع الضمير للإشعار بعلة الحكم بالتنبيه على أن كل ما سواه تعالى إما نعمة أو منعم عليه، فكيف يتسنى أن يجانس من هو مبدأ النعم ومولي أصولها وفروعها حتى يتوهم أن يتخذه ولدا؟!"

تفسير أبي السعود (5/ 283)

وينظر: روح المعاني (16/ 142).

وقال ابن عجيبة:

" ووضع الرحمن موضع الضمير؛ للإشعار بعلية الحكم؛ لأن كل ما سواه تعالى منعَّم عليه برحمته

أو نعمة من أثر الرحمة، فكيف يتصور أن يجانس من هو مبدأ النعم ومولي أصولها وفروعها حتى يتَوهم أن يتخذه ولدًا؟!"

البحر المديد(4/ 368).

وقال أبو زهرة:

" وذكر وصف الرحمن في هذا المقام؛ لأن هذا الوصف يحمل دليل بطلان قولهم؛ لأن رحمة الرحمن لكل عباد الله، فلا يختص ابنًا مدعى ولا مفترى"

زهرة التفاسير (ص: 4691).

13- قال تعالى: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93].

والمراد: أن كل من في السماوات ومن في الأرض سيلاقي الله تعالى يوم القيامة عبداً ذليلاً ليس بينه وبين الله تعالى قرابة

فكلهم لديه سواء في العبودية له. وجعل هنا الإتيان إلى الرحمن؛ لكون البعث مظهراً من مظاهر رحمته، وأن رحمته اقتضت أن يحشروا إليه عبيداً خاضعين، ليس بينه وبينهم نسب ولا سبب.

قال أبو زهرة:

" وذكر وصف الرحمن جل جلاله؛ لأنه كما ذكرنا ينافى وصف الرحمة للعالمين؛ ولذا قال تعالى في وصفه بالرحمة للعالمين وأنها تعمهم، ولا يخص بعضهم

ولا يكون ولد بالولادة؛ لأنه لا صاحبة، ولا بالتبني؛ لأنه ليس من جنسه: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93] "

زهرة التفاسير (ص: 4692).

وقد علق بعض المفسرين على هذه المواضع الأربعة الأخيرة:

فقال الرازي:

" المسألة الثانية: إنما كرر لفظ الرحمن مرات؛ تنبيهًا على أنه سبحانه وتعالى هو الرحمن وحده من قبل أن أصول النعم وفروعها ليست إلا منه"

تفسير الرازي: مفاتيح الغيب(21/ 217).

وقال ابن عاشور:

"وتكرير اسم ﴿ الرَّحْمَنِ ﴾ [مريم: 93] في هذه الآية أربع مرات إيماء إلى أن وصف الرحمن الثابت لله، والذي لا ينكر المشركون ثبوت حقيقته لله وإن أنكروا لفظه

ينافي ادعاء الولد له؛ لأن الرحمن وصف يدل على عموم الرحمة وتكثرها، ومعنى ذلك شاملة لكل موجود مفتقر إلى رحمة الله تعالى

ولا يتقوم ذلك إلا بتحقيق العبودية فيه؛ لأنه لو كان بعض الموجودات ابنًا لله تعالى لاستغنى عن رحمته؛ لأنه يكون بالنبوة مساويًا له في الإلهية المقتضية الغنى المطلق

ولأن اتخاذ الابن يتطلب به متخذه بر الابن به ورحمنه له، وذلك ينافي كون الله مفيض كل رحمة. فذكر هذا الوصف عند قوله: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ﴾ [مريم: 88]

وقوله: ﴿ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴾ [مريم: 91] تسجيل لغباوتهم. وذكره عند قوله: ﴿ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 92] إيماء إلى دليل عدم لياقة اتخاذ الابن بالله

. وذكره عند قوله: ﴿ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93] استدلال على احتياج جميع الموجودات إليه وإقرارها له بملكه إياها"

التحرير والتنوير (16/ 87).

14- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96].

يخبر تعالى عن إنعامه على عباده المؤمنين بأنه تعالى سيجعل لهم محبة عنده وعند عباده الصالحين، وهذا يشمل الدنيا والآخرة

قال أبو السعود:

" ولعل إفراد هذا بالوعد من بين ما سيؤتون يوم القيامة من الكرامات السنية لما أن الكفرة سيقع بينهم يومئذ تباغض وتضاد وتقاطع وتلاعن"

تفسير أبي السعود (5/ 284).

واختيار اسم الرحمن هنا لبيان أن تخصيصهم بهذه النعمة وتحقق وعده بها لهم هو أثرٌ من آثار رحمة الله تعالى بهم.

قال أبو السعود:

" والتعرض لعنوان الرحمانية لما أن الموعود من آثارها"

تفسير أبي السعود (5/ 283)

وينظر: روح المعاني (16/ 143).

قال ابن عجيبة:

" والتعرض لعنوان الرحمانية؛ لِمَا أنَّ الموعود من آثارها، وأن مودتهم رحمة بهم وبمن أحبهم"

البحر المديد (4/ 371).


والله تعالى أعلم بمراده

ولا حول ولا قوة إلا بالله

وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc