sidi ameur - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى السنة الأولى ثانوي 1AS > المواد الأدبية و اللغات

المواد الأدبية و اللغات كل ما يخص المواد الأدبية و اللغات : اللغة العربية - التربية الإسلامية - التاريخ و الجغرافيا -الفلسفة - اللغة الأمازيغية - اللغة الفرنسية - اللغة الأنجليزية - اللغة الاسبانية - اللغة الألمانية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

sidi ameur

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-08, 20:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أميرة الجروح
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Post sidi ameur

أرجوكم اريد المساعدة في ايجاد اشعار علم في اقرب وقت









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-04-08, 20:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
medhacker
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B9 العلم

العـلم مفتاح الحياة وإنه ***** قسمـاً بمن خلق الحياة مجيد

كم طالب للعلـم نال مكانة ***** ويعيش في الحياة جد سعيــد
فأنهض وقُـم من ثبـاتك واجتهد ***** واعمل لكـي تفيد وتستفيـد
لا تلقـي بالاً لأعداء النجاح والقـهم ***** في الماء يجرف كلامهم لبعيـد
وابحث في الأعماق والأفاق لربما ***** كشفـت للأنام كـل جديد
ونادي بأعلي الصوت ***** يا أمتي يا امـة التجديد
أنظري إلي بغداد دار العلوم ***** قد صارت كأنها داراً للعبيـد
إن البعض يعلوا بالعلم ***** والبعض يقابله بقلب كالحديد
انت يامن تركت العلم للنوم ***** لا تحسب الحلم سعيــد
ارفع يديك إلي الكريم وناجه ***** وقل من لي غيرك يا مجيـد
مولاي صلي علي الحبيب المصطفي ***** وافعل بي يا إلهي ماتريد
الهـي اجعلنـي ذا عـلم ***** وذو خلق حميــد
فاليوم وقـد حان الشروق أتيتك ***** يا علم فأنفع بي العبيـد
فأنت مفتاح الحياة وإنكـ ***** قسمـاً بمن خلق الحياة مجيــد


بقلم الشاعر : خالد هشام









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-17, 16:19   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mogeretaj
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Flower2 العلم والعقل سر جمال الحياة

بسم الله الرحمان الرحيم]
لحمد لله رب العالمين، حمدا يوافي نعمه ويكافئ فضله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وهداية للناس أجمعين، وعلى آله وصحابته الأكرمين، من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
العــقل والعــلم
أولا: مـاهية العقل:
1- ورد في لسان العرب لابن منظور:
( العقل: الحجر والنهى ضدّ الحمق،.. رجل عاقل وهو الجامع لأمره ورأيه مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه، وقيل: العاقل الذي يحبس نفسه ويردّها عن هواها... و العقل التثبّت في الأمور... وسمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه على التورط في المهالك أي يحبسه، وقيل العقل هو التمييز الذي به يتميز به الإنسـان من سائر الحيـوان، و يقال: لفلان قلب عقول، و لسـان سؤول، و قلب عقول فهم، و عقل الشيء يعقله عقلا فهمه ).
2- وجاء في كتاب التعريفات للشريف الجرجاني:
( والعقل: من عقال البعير يمنع ذوي العقول من العدول عن سواء السبيل.
والصحيح: أنه جوهر مجرّد يدرك الغائبات بالوسائط المحسوسات بالمشاهدة.
والعقل بالملكة: هو علم بالضروريات و استعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات.
والعقل بالفعل: هو أن تصير النظريات مخزونة عند قوّة العاقلة بتكرار الاكتساب بحيث تحصل لها ملكة الاستحضار متى شاءت من غير تجشم كسب جديد، لكنها لا تشاهدها بالفعل.
والعقل المستفاد هو أن تحضر عنده النظريات التي أدركها بحيث لا تغيب عنه).

ثانيا: شرف العقل وفضيلته:
ذكر العقل في القرآن الكريم:
جاءت مادة (ع،ق،ل) في القرآن الكريم تسعة وأربعون مرة(49) كلها بصيغة المضارع إلا ثلاث مرات، فقد جاءت بصيغة (تعقلون) أربعة وعشرون مرة، وبصيغة (يعقلون) اثنان وعشرون مرة، وفعل (عقل) و(تعقل) و(يعقل) جاء كل منها مرة واحدة.
وجاءت بصيغة الاستفهام الإنكاري (أفلا تعقلون) الدالة على التحريض ثلاث عشرة مرة.
وقد لفت القرآن الكريم إلى استخدام العقل في المجالات الآتية:
أ- النظر في آيات الله الكونية، في مثل قوله تعالى:﴿ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبثّ فيها من كلّ دابّة وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ﴾(البقرة/164).
ب- وفي وقائع التاريخ لأخذ العبرة منه، قال تعالى:﴿ أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ﴾(الحج/46).
ج- والنظر في القرآن الكريم بتدبر آياته واستخراج أحكامه والاستفادة من وصاياه، قال تعالى:﴿ ولقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ﴾(الأنبياء/10).
وقي السّنّة النبوية تأكيد على أهمية العقل ونضجه لسلامة إسلام المرء واستقامته، فإذا اختل العقل اختل سلوك المرء على الدين، أخرج ابن عديّ في الكامل والبيهقي في الشعب عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:« لا يعجبنّكم إسلام امرئ حتى تعرفوا معقود عقله ».

إشادة علماء الإسلام بالعقل وفضله:
ونظرا لهذه العناية القرآنية بالعقل والحظ على استعماله وإطلاق قواه المختلفة، كان لعلماء الإسلام إشادة به وبفضله، وإشارة لأهميته البالغة لحياة الفرد.
قال أبو حامد الغزالي: (... والعقل منبع العلم ومطلعه وأساسه، والعلم يجري منه مجرى الثمرة من الشجرة والنور من الشمس والرؤية من العين، فكيف لا يشرف ما هو وسيلة السعادة في الدنيا والآخرة ؟ أو كيف يستراب فيه والبهيمة مع قصور تمييزها تحتشم العقل حتى إن أعظم البهائم بدنا وأشدّها ضراوة وأقواها سطوة إذا رأى صورة الإنسان احتشمه وهابه لشعوره باستلائه عليه لما خصّ به من إدراك الحيّل ).
إن الإنسان تميّز عن باقي المخلوقات بالعقل ولولاه لكانت البهائم أفضل منه كما قال المتنبي:
لولا العقول لكان أدنى ضيغم أدنى إلى شرف من الإنسان
وروى ابن أبي الدنيا في رسالته العقل وفضله الأقوال الآتية:
عن مطرف بن عبد الله قال ما أوتي رجل بعد الإيمان بالله عز وجل خيرا من العقل).
عن عروة قال أفضل ما أعطي العباد في الدنيا العقل، وأفضل ما أعطوا في الآخرة رضوان الله عز وجل ).
عن عمران بن خالد قال سمعت الحسن يقول: ما تمّ دين الرجل حتى يتمّ عقله ).
عن وهب بن المنبّه أنه قال ما عبد الله عز وجل بشيء أفضل من العقل ).
وعن صالح بن عبد الكريم قال جعل الله عز وجل رأس أمــور العباد العقل، ودليلهم العلم، وسائقهم العمل، ومقوّيهم على ذلك الصبر ).
وعن محمد بن يحي قال قلنا للضحّـاك بن مزاحم: يا أبا القــاسم ما أعبد فلانا وما أورعه وأقرأه، قال: كيف عقله؟ قال: قلنا نذكر لك عبادته وورعه وقراءته وتقول عقله؟ قال: ويحك إن الأحمق يصيب بحمقه ما لا يصيب الفاجر بفجوره ).

وقال عبد الله بن خبيق الأنطاكي كان يقال العقل سراج ما بطن، و ملاك ما علم، وسائس الجسد وزينة كل أحد، فلا تصلح الحياة إلا به ولا تدور الأمور إلا عليه ).
وقال ابن جريج قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له ).
وقال شاعر عن العقل:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشـقاوة ينعم
وقال آخر:
يزين الفتى في الناس صحة عقله وإن كان محظـورا علـيه مكاسبه
يشين الفتى في الناس قلة عقـله وإن كرمت أعراقـه و مـحاسـبه
يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه على العـقل يجري علمه و تجاربه وأفضل قسم الله للمرء عقلــه وليس من الخيرات شيء يقاربـه
إذا أكمل الرحمـن للمرء عقلـه فقد كملت أخلاقـــه و مـآربـه

ثالثا: ضرورة العلم لنماء العقل وكماله:
يولد المرء غفلا من العلم، لكن الله تعالى وهب له من أدوات العلم ما يستطيع به طلب المعارف والعلوم، قال الله تعالى:﴿ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون﴾(النحل/78).
قال الشاعر:
تعلم فليس المرء يولد عـالما وليس أخو علم كمن هو جاهل
وبطلب العلم والمعرفة استطاع الإنسان أن يتعلم ويكتشف سنن الكون وحقائق الوجود، سواء عن طريق السمع والرواية، أو عن طريق البصر والملاحظة، أو عن طريق الفؤاد والتفكير.
هذه الوسائل التي أنعم الله بها علينا من السمع والبصر والفؤاد هي موضع سؤال يوم القيامة، قال الله تعالى:﴿ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا﴾(الإسراء/36).
ذلك لأن تعطيل نعمة السمع والبصر والعقل والامتناع عن استخدامها جريمة كبرى يعاقب عليها المرء يوم القيامة، قال الله تعالى:﴿ وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السعير، فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير﴾(الملك/10-11).
ذكر العلم في القرآن الكريم: وقد وردت مادة (ع، ل، م) بصيغ اللغوية المختلفة مئات المرات في السور المكية والمدنية على السواء، مما يؤكد بكل وضوح على مكانة العلم وأهميته عند الله عزّ وجلّ.
فقد ذكر فعل (تعلمون) 56 مرة، و(فستعلمون) 3 مرات، و(تعلموا) 9 مرات، و(يعلمون) 85 مرة، و(علّم) 47 مرة، (عليم) 140 مرة، و(علم) 80 مرة.
الأمر بطلب العلم والترغيب فيه: لذلك جاء الأمر الإلهي بوجوب طلب العلوم والمعارف بوسيلة القراءة لما كتبته أقلام الأولون، قال الله تعالى:﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم﴾(العلق/1-5)، وحرّض الله تعالى على النفير في طلب العلم والتفقه في الدين كالنفير في سبيل الله فقال:﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا لعلهم يحذرون ﴾(التوبة/122).
واعتبر الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام طلب العلم فريضة على كل فرد مسلم ذكرا أو أنثى فقال:« طلب العلم فريضة على كل مسلم »(ابن ماجة وصححه الألباني)، واعتبر-صلى الله عليه وسلم- طلب العلم قرين الجهاد فقال:« من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع »(الترمذي)، وجعل السير في طريق طلبه سير في طريق الجنة فقال:« من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله به طريقا إلى الجنة» (مسلم)،وقال:« إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع..»(أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه)،
وقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أيها الناس عليكم بطلب العلم، فإنه رداء محبّة، فمن طلب بابا من العلم ردّاه الله بردائه ذلك )، وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة ).

الاستمرار في طلب العلم: ليس للعلم حدّ معين، فالعلم بحر لا ساحل له، ويظل أهل العلم في حاجة للمزيد منه، وقد قال الله لرسوله الكريم:﴿ وقل ربّ زدني علما ﴾(طه/144)، ولأجل هذا قال-صلى الله عليه وسلم-:« منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب مال ».
ولذالك كان سلف الأمة يطلبون العلم ولا يتوقفون عن طلبه، قال الشافعي:
كلما أدّبـني الدهـر أراني نقص عقلي
أو أراني ازددت علما زادني علما بجهلي
وسئل أبو عمرو بن العلاء، حتى متى يحسن بالمرء أن يتعلم؟ قال ما دام تحسن به الحياة )، وقيل لعبد الله بن المبارك، إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله)، وسئل سفيان بن عيينة، من أحوج الناس إلى طلب العلم؟ قال أعلمهم لأن الخطأ منه أقبح)، وفال ابن أبي غسان لا تزال عالما ما كنت متعلما، فإذا استغنيت كنت جاهلا).

مميزات العقلية الإسلامية

العقل المسلم يستند إلى حقائق الإسلام في تصوّراته ومفاهيمه وحكمه على الأشياء من حوله، فهو يرجع إلى الوحي الإلهي ممثّلا في آيات القرآن الكريم وصحيح السنّة النبوية، يأخذ منهما تصوّره الصحيح عن الله والكون والحياة لأن حقائقها لا تدرك إلا من الذي خلقها وهو أعلم بها، والعقل قاصر عن تصوّرها بذاته لأنه لا يملك الوصول إليها بنفسه فاحتاج إلى الوحي الذي يعطيه التصوّر الصحيح ويجنّبه الزيغ والضلال. قال الله تعالى: ﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾[الإسراء/09].

أولا: العقلية العلمية:
اعتنى الإسلام في مصدريه القرآن والسنة بتكوين العقلية العلمية.
فهناك ما يطلق عليه العقلية العامية أو الخرافية وهي التي تصدّق كل ما يعرض عليها أو يقال لها دون أن تضعه موضع الامتحان خاصة إذا جاءها من قبل من تعظمه وفي مقابلها العقلية العلمية المتحرّرة التي ترفض قبول الأفكار والآراء والمعلومات ما لم تتوافق مع الموازين العلمية المبنية على البراهين العقلية والتجارب الصحيحة والأخبار الموثقة والآراء الموضوعية البعيدة عن الظنون والأهواء و الاعتبارات والشخصية.
تتميز العقلية العلمية بما يلي:
لا تقبل دعوى بغير دليل مهما يكن قائلها: أول ما تتميز به العقلية العلمية أنها لا تقبل أي دعوى تدعى بغير دليل، والدليل هو:
أ- البرهان النظري في العقليات: قال الله تعالى:﴿ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ﴾[البقرة/111]، وقال:﴿ أمّن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ﴾[النمل/64].
ب- المشاهدة أوالتجربة في الحسيات: قال الله تعالى:﴿ و جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا، أأشهدوا خلقهم ﴾[الزخرف/ 19].
ج- صحّة الرواية وتوثيقها في الأخبار والنقليات: قال الله تعالى:﴿ آتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين﴾[الأحقاف/04]، ﴿ إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا ﴾[الحجرات/06]، وقال:﴿ قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ﴾ [الأنعام/148].
رفض الظن في كل موضع يطلب فيه اليقين الجازم والعلم الواثق: مثل تأسيس العقائد التي تقوم عليها نظرة الإنسان إلى الوجود ( الله، الكون، الإنسان، الحياة )، فهذه القضايا لا يكفي فيها الظن بل لا بدّ فيها من العلم اليقين، ولذا ردّ القرآن مزاعم المشركين في آلهتهم بقوله تعالى:﴿ وما لهم به من علم إن يتّبعون إلا الظّنّ و إنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا ﴾[النجم/28]، وجاء في الحديث:« إياكم والظّن فإن الظّن أكذب الحديث»(الشيخان).
رفض العواطف والأهواء والاعتبارات الشخصية حيث يطلب الحياد: وهو ما يعرف بالموضوعية، وترفض العقلية العلمية إتباع الأهواء والعواطف لأنهما يضلان الإنسان عن الحقّ خاصة العواطف الهوجاء والأهواء المستبدّة بالإنسان، قال الله تعالى في المشركين الذين عبدوا الأصنام:﴿ إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتّبعون إلا الظّن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربّهم الهدى ﴾ [النجم/23]، وقال لداود بعد أن أمره بالحكم بين الناس بالحقّ وهو يقضي بينهم:﴿ ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله ﴾[ص/36]. وقال تعالى في ذمّ إتبـاع الهوى: ﴿ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه و قلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذّكرون ﴾[الجاثية/23].
ولذلك جاء في الحديث الصحيح:« لا يقضي القاضي وهو غضبان »، لأن الغضب الشديد يسدّ عليه منافذ الإدراك الصحيح، فيضلّ و يحكم بغير الحقّ.
الثورة على الجمود والتقليد والتبعية الفكرية للآخرين: العقلية العلمية في الإسلام هي التي ترفض الجمود على ما كان عليه الآباء والأسلاف والتسليم المطلق لهم، وكذلك التبعيّة العمياء للسادة و الكبراء أو للعامة والجماهير، أو لرجال الدين دون بصيرة.
أ- الجمود على ما كان عليه الآباء والأجداد: فقد أنكر القرآن الكريم على الذين قالوا:﴿ بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ﴾، فردّ عليهم بقوله:﴿ أو لو كان آباؤهم لا يعقلـون شيئا ولا يهتدون ﴾[البقرة/170].
ب- التبعية للسادة والكبراء: فقد ذمّ القرآن الكريم التبعية العمياء من الجماهير والشعوب للسّادة والكبراء والجبابرة وأصحاب السلطان والثراء، وحمّل الشعوب وزرها مع المتبوعين من أئمّة أهل النار، وقد عرض القرآن لنا من مشاهد الآخرة ما يجسّد تلاوم المتبوعيـن والأتباع يوم القيامة و تبرء بعضهم من بعض ، قال الله تعالى:﴿ إذ تبرّأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب و تقطّعت بهم الأسباب، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرّة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار﴾[البقرة 166- 167]، وقال:﴿ ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربّهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين، قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾[سبأ/31- 32].
ج- التبعية العامة والجماهير: و لوكانوا على خطأ، وفي الحديث:« لا يكن أحدكم إمّعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت، وإن أسـاءوا أسأت، و لكن وطّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤا ألا تظلموا »(الترمذي).
د- التبعية لرجـال الدين: فقد نعى وعـاب عن اليهود والنصـارى الذين اتبعوا أحبـارهم ورهبانهم بسلطان الدين على الضمائر. فقال:﴿ اتخذوا أحبـارهم ورهبـانهم أربـابا من دون الله والمسيح بن مريم...﴾[التوبة/31]، أما التبعية على أساس من العلم والبصيرة فهو مشروع، قال الله تعالى:﴿ قل هذه سبيلي أدع إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ﴾.
الاهتمام بالنظر والتفكير والتأمل في الكون والمخلوقات والأنفس والمجتمعات الإنسانية في التاريخ أو الحاضر: ومن سمات العقلية العلمية أنها عقلية تقوم على النظر والتفكر والتأمل، لأن ذلك كله فريضة تعبّد الله بها عباده، والقرآن الكريم حافل بالآيات التي تحض على النظر والتفكر بأساليب شتى وصور متنوعة، وللنظر والتفكر مجالات على العقل الإنساني أن يتأمل فيها وهي:
أ- في الكون والخلق:﴿ أو لم ينظروا في ملكوت السّموات والأرض وما خلق الله من شيء ﴾[الأعراف/185].
ب- وفي الإنسان ونفسه:﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾[الذاريات/21].
ج- وفي التاريخ والمجتمعات البشرية و مصائرها:﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذّبين ﴾[آل عمران/137].

ثانيا: إقرار منطق التجربة في الأمور الدنيوية

إن العقل المسلم يتميز بأنه يقرّ وينزل عند منطق التجربة في الأمـور الدنيويـة في مثل الزراعـة والطب والصناعة والحرب وغير ذلك.
وأوضح مثال على ذلك موقفه صلى الله عليه و سلم من قضية تأبير النخل، ففي مسند الإمام أحمد عن طلحة رضي الله عنه، قال: مررت مع النبي – صلى الله عليه و سلم – في نخل المدينة، فرأى أقواما في رؤوس النخل، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قال: يأخذون من الذكر فيحطون في الأنثى يلقحون به فقال: ما أظن ذلك يغني شيئا، فبلغهم، فتركوه و نزلوا عنها، فلم تحمل تلك السنة شيئا، فبلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم– فقال:« إنما هو ظن ظننته، إن كان يغني شيئا فاصنعوا، فإنما أنا بشر مثلكم، والظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم، قال الله عز وجل، فلن أكذب على الله »، وفي رواية مسلم عن عائشة وأنس:« أنتم أعلم بأمر دنياكم ».
فالقـانون الذي يجب الخضـوع له هنا هو القانون الذي تنتجه الخبرة والممارسة أو المشـاهدة والتجربة، ويكفي العقل الإنساني في هذه الأمور هاديا و دليلا، أما الوحي الإلهي فهو يضع للناس القيم والمبادئ العامة والضوابط ثم يدع الناس يتصرفون في شؤونهم الدنيوية يتصرفون تبعا لما يعلمون من خلال تجاربهم الحياتية وهذا معنى قوله – صلى الله عليه و سلم-:« أنتم أعلم بأمر دنياكم ».

ثالثا: النزول عند رأي الخبراء وأهل المعرفة

وممّا تتميز به العقلية الإسلامية النزول عند رأي أهل الخبرة والمعرفة بل والرجوع إليهم وسؤالهم، وهذا ما أمر به القرآن الكريم قال الله تعالى:﴿ فسأل به خبيرا ﴾ [الفرقان/59]، ﴿ ولا ينبئك مثل خبير ﴾[فاطر/14].
وفي السيرة النبوية خير تطبيق لهذا الأصل، ففي غزوة بدر الكبرى يتقدم الحباب بن المنذر الأنصاري إلى النبي – صلى الله عليه و سلم – قائلا: « يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه ولا أن نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة ». قال: « يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نغوّر ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملأه ماء، فنشرب و لا يشربون، فقال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - « لقد أشرت بالرأي ».
وفي غزوة الأحزاب نزل النبي – صلى الله عليه و سلم – عند مشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق حول المدينة، فقبل النبي – صلى الله عليه و سلم – مشورته وبادر بتنفيذها، و لهذا لما اقبل المشركون لغزو المدينة تفاجئوا بالخندق لما رأوه و قالوا: والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها.

رابعا: اقتباس كل علم نافع

يحث النبي – صلى الله عليه و سلم – على اقتباس كل علم ينفع الإسلام وأهله ولو كان من عند غير المسلمين، فقد رأيناه – صلى الله عليه و سلم – استفاد من أسرى المشركين في غزوة بدر في تعليم أولاد المسلمين القراءة والكتابة.
وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن مـاجة: « الكلمة الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها»(إسناده ضعيف ومعناه صحيح). وقال علي – رضي الله عنه- : « العلم ضالة المؤمن، فخذوه و لو من أيدي المشركين »( جامع بيان العلم ج1/121).
ولذلك لم يجد المسلمون غضاضة أو حرجا في اقتباس العلوم الكونية النافعة كالطب والكيمياء والفلك والبصريات والرياضيات وغيرها من الحضارات القديمة كاليونان والفرس والروم. هذا بخلاف الدراسات التي لها صلة بالدين والقيم والمفاهيم التي تؤثر في وجهة نظر دارسها أو تؤثر على عقيدته، ومن هنا أنكر النبي – صلى الله عليه و سلم – على عمر بن الخطاب لما رآه يقرأ شيئا من صحائف أهل الكتاب، فقد روى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أتى النبي – صلى الله عليه و سلم – بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فرآه النبي- صلى الله عليه و سلم – فغضب فقال: «أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحقّ فتكذّبوا به أو بباطل فتصدّقوا به و الذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتّبعني ».

خامسا: رفض الأوهـام والخرافـات

وتتميز العقلية الإسلاميـة برفض الأوهـام والخرافات و الشعوذات التي كان لها في الجاهلية سوق نافقة، و ما زال لها إلى يوم الناس هذا سماسرة و دعاة من كهنة وعرافين و سحرة و دجالين و منجمين. لقد شدّد الإسلام النكير على هؤلاء جميعا و أبطل سوقهم و حرّم تداول بضاعتهم الفاسدة التي تسمّم العقول وتخذّرها.
روى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال كسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن النبي – صلى الله عليه وسلم – من مارية القبطية فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: « إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته»).
وبذلك أبطل النبي – صلى الله عليه وسلم- العقلية الخرافية التي تربط بين موت الناس أو حياتهم وبين سنن الله الكونية.
واعتبر السحر من السبع الموبقات بعد الشرك بالله، وقرنه به في قوله–صلى الله عليه وسلم-: « اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا وما هي يا رسول الله ؟ قال: الشرك بالله والسّحر...»(الشيخان)، وقال:« من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك... »(النسائي).
ونهى عن التطيّر واللجوء للكهنة فقال: « ليس منا من تطيّر أو تطيّر له، أو تكهّن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له ومن أتى كـاهنا فصدّقه بما يقول، كفر بما أنزل على محمد- صلى الله عليه وسلم-»(البزار بإسناد جيد)، وفي حديث النسائي وأبو داود والترمذي:« من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد ».
ومثل الكاهن والعرّاف المنجّم وهو الذي يدّعي معرفة الغيوب المستقبلية عن طريق النجوم وما لها من أسرار وتأثيرات في العالم الأرضي، روى الإمام أحمد وأبو داود وبن ماجة عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: « من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ».
سادسا: الإنصاف في تقويم الأفراد والجماعات

إن الله يحكم على الناس بغالب أعمالهم، فمن ثقلت موازينه فهو المفلح، ومن خفّت موازينه فقد خاب وخسر، مع أن الله تعالى بفضله ورحمته يضاعف الحسنات ولا يضاعف السيئات قال الله تعالى:﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرّة، و إن تك حسنة يضـاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما ﴾.
إن الإسلام يعلّم المسلم أن يكون منصفا في حكمه على الناس من حوله، فلا ينظر إليهم من أخطائهم فقط إن كان يعاديهم أو يكرههم أو لا يستريح لهم، و ينظر إليهم من حسناتهم فقط إن كان يحبهم و يرض عنهم. كما قال الشاعر:
عين الرضا عن كل عيب كليلة و لكن عين السخط تبدي المساويا
فهذا النبي – صلى الله عليه و سلم – يزن الصحابة بميزان حسناتهم و سيئاتهم، بل يقدم الحسنات ويتغاض عن الأخطاء والسيئات فقد قال لعمر بن الخطاب عن حاطب بن أبي بلتعة: « وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال: أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».
وهذه عائشة تقول عن حسان بن ثابت الذي قذفها في حادثة الإفك، لمّا سبّه عروة بن الزبير دعه فإنه كان ينافح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ).
وقد لحظ سعيد بن المسيب هذا في قاعدة بقوله ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله ).
وقد شرح هذه القاعدة الإمام بن القيم بقوله( من قواعد الشرع و الحكمة أيضا، أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنه يحتمل منه ما لا يحتمل لغيره، ويعفي عنه ما لا يعفى عن غيره، فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل فإنه لا يحتمل أدنى خبث )).

سابعا: الموازنة والترجيح في الحكم على الأشياء بناء على ما تغلب عليها من المصالح أو المفاسد
كل شيء في الدنيا يشتمل على جانب من المصلحة وجانب من المفسدة، فلا يوجد صلاح محض ولا فساد محض، وإنما يحكم على الشيء بناء على ما يغلب عليه من الصلاح أو الفساد، وهذا ما يعلمنا إيـاه القرآن الكريـم، عندما سئل النبي– صلـى الله عليه وسلم – عن الخمر والميسر قال الله تعالى:﴿ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ﴾[البقرة/ 219].
يقول الإمام الشاطبي في الموافقات: (... فإن المصالح الدنيوية من حيث هي موجودة هنا لا يتخلص كونها مصالح محضة... لأن تلك المصالح مشوبة بتكاليف ومشاق قلت أو كثرت تقترن بها أو تسبقها أو تلحقها كالأكل و الشرب واللبس والسكنى والركوب والنكاح.. فإن هذه الأمور لا تنال إلا بكدّ و تعب. كما أن المفاسد الدنيوية ليست بمفاسد محضة من حيث مواقع الوجود إذ ما من مفسدة تفرض في العـادة الجـارية إلا ويقترن بها أو يسبقهـا أو يتبعها من الرفق واللطف ونيل اللذّات كثير.... وهذا معنى الحديث:« حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات » . فلهذا لم يدخل في الدنيا لأحد جهـة خـالية من شركة الجهـة الأخرى، فإذا كـان كذلك فالمصالح والمفاسد الراجعة إلى الدنيا إنما تفهم على مقتضى ما غلب، فإذا كان الغالب من جهة المصلحة فهي المصلحة المفهومة عرفا، وإذا غلبت الجهة الأخرى فهي المفسدة المفهومة عرفا...)( الموافقات ج2/ص16).

ثامنا: عـقلـيّة واقـعـيّة

عقلية المسلم عقلية واقعية وليست عقلية مثالية خيالية، وهي التي تضع مجموعة من الأفكار والمثل والقيم الفلسفية التي لا تتحقق في واقع الحياة إلا في التجريد الذهني.
فهي عقلية واقعية لأنها تراعي الكون من حيث هو حقيقة واقعة ووجود مشاهد، كما تراعي واقع الحياة من حيث هي حافلة بالخير والشر، وهي تراعي أيضا واقع الإنسان من حيث هو مخلوق مزدوج الطبيعة نفخة من روح الله وغلاف من طين، له نفحات روحية تعلو به و تسمو، وله نزعات مادية تهبط به إلى الأرض، هو إنسان يعيش في أسرة ومجتمع يتأثر بهما ويؤثر فيهما، وهو مخلوق تعترضه عوارض مختلفة من المرض والنسيان والإكراه و الضعف مما يجعله قاصرا عن القيام بالتكاليف على الوجه الأكمل.
إن الإسلام دين واقعي يراعي ذلك كله، ولذا كان يتدرّج في تشريع التكاليف من أوامر ونواه، مثل تحريم الخمر، وكذلك ما شرع من رخص مثل التيمم وقصر الصلاة والجمع في السفر وتشريع الطلاق والخلع، كما أعطى للفرد حق الملكية الفردية وحق الاقتصاص من المعتدي، والأمثلة على ذلك كثيرة جدّا. و ما يدل على ذلك من القرآن قوله تعالى: ﴿ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ﴾.

تاسعا: حسن ترتيب الأولويات

هو ما يطلق عليه العلامة القرضاوي فقه الألإولويات وعرفه بقوله وضع الشيء في مرتبته، فلا يؤخر ما حقه التقديم، و لا يقدّم ما حقه التأخير، ولا يصغر الأمر الكبير، ولا يكبر الأمر الصغير).
فلا بدّ من مراعاة النسب بين الأعمال والتكاليف الشرعية، وهذه حقيقة قرآنية ثابتة في مثل قوله تعالى: ﴿ أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله... ﴾[التوبة/19] كما هو حقيقة سنية في مثل قوله – صلى الله عليه وسلم- « الإيمان بضع وسبعون أو بضع و ستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان ».

عـاشرا: وسطية الفكر في الجمع بين المعـاني المتقـابلة

ينبع هذا الفكر من قوله تعالى: ﴿ وكذلك جعلـناكم أمة وسطا لتكـونوا شهداء على الـناس ويكون الرسـول عليكم شهيـدا ﴾[البقرة/143].
العقل المسلم يجمع بين طرفي المفاهيم والمعاني المتقابلة مثل: الفكر والقلب، المادة والروح، العقل والنقل، الفرد والجمـاعة، الثبات والتطور، الأصالة والمعاصرة، الواقعية والمثالية، المبـادئ و المصالح... الخ. يجمع بينها بأن يفسح لكل طرف مجاله ويعطي حقه بلا وكس أو شطط، ولا غلو أو تقصير، ولا طغيان أو إخسار قال الله تعالى: ﴿ و السماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان، وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ﴾[الرحمن7/8].










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ameur, sidi


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc