كانت الأمة الإسلامية في غيبوبة لا تدرك كيف تستخلص النتائج، وكان الأئمة لا يدركون ولا يعرفون طرق التفكير السليم، وآية ذلك ما أفرزوه لنا من فقه إرضاع الكبير وحمل النساء لمدة أربع سنوات ونكاح الطفلة الصغيرة وهدم الكنائس..... وغير ذلك
وإليك بيان صغير تستنتج منه نتيجة كبيرة عن فساد علم هؤلاء الذين يقولون بمصطلح [كتب الصحاح] وعلم الحديث.
فمن البدهي أن أصحاب كتب الصحاح هم أكثر من يفهمون في علم الحديث، ولقد عاصر بعضهم بعضا بل منهم من كان تلميذا لبعضهم .....لكنهم لم يتفقوا على شيء واختلفوا آلآف الاختلافات في ذلك العلم الذي يسمونه علم الحديث، وإليك بيان يدلل لك حجم الاختلاف، بما يهدم منظومة علمهم وتجميعهم للحديث.
1ـ موطأ مالك ...............................732 حديث.
2ـ سنن النسائي.........................5352 حديث.
3ـ سنن أبو داوود........................4800 حديث.
4ـ الترمذي ................................3735 حديث.
5ـ صحيح البخاري...................... (2602)حديث بدون المكرر وبالمكرر (7397)
6ـ صحيح مسلم........................(4000)حديث بدون المكرر وبالمكرر (7275)
7ـ سنن ابن ماجه.................... (4341)حديث.
فمن من هؤلاء الأئمة أنكر الحديث النبوي.....إن الفرق بين عدد الأحاديث التي جمعها موطأ الإمام مالك الذي كان في معقل النبوة والإمام النسائي 4620 حديث فهل نعتبر بأن الإمام مالك أنكر كل هذه الأحاديث؟.
والفرق بين أحاديث الإمام البخاري وما جمعه تلميذه الإمام مسلم 1893 حديث فهل أنكر البخاري كل هذا العدد من الأحاديث وقد كانا معاصرين لبعضهما البعض.
والفرق بين ما جمعه الإمام ابن ماجه.... والإمام الترمذي هو 606 حديث فهل أنكر الإمام الترمذي كل هذا العدد من الأحاديث.
انظر إلى إنكار فقهاء الحديث للحديث النبوي فالفروق بينهم فيما اعتمدوه من الأحاديث بالآلآف.
فهل استنتجت أيها الصديق حجم المأساة التي تم التدليس بها على الأمة....وهل استنتجت فساد منظومة جمع الحديث؟.....فطالما اختلفت طرق الجمع فهذا يقول بشرط المعاصرة بين الرواة وذاك يقول بشرط ثبوت اللقاء بين الرواة ....وهناك من الرواة من يعتمدونه ومن لا يعتمدون روايته فالمعتمد عند هذا مرفوض عند ذاك ...... لكن يبقى العجب العجاب أنهم لم يعرضوا ما دونته أيديهم من أحاديث على القرءان الكريم وهذا ما اتففوا عليه..... فهل كان لهؤلاء أية منهجية في جمع الحديث؟......
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي